Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثالث عشر: زلّة لسان

Playlist:

Madison Beer: Showed Me

NCT U: 7th Sense

Chase Atlantic: Meddle About

KAI: Amnesia

---
-قراءة ممتعة-

و من الحبِّ ما عذّب الفؤاد و قتلٰ
جالسْ عاشقا في الحبّ ضاع وجدانه و سَلْ
سَلْ: ماذا دهاك فوقعتَ وقوع الضِّعاف؟
و كيف لخصلٍ أن تسلبَ ألبابا و كيف للمقلْ
أن تغرس في الرُّوح رماحًا و تثير في النّفسِ الفتنْ؟

سَلْهُ سيجيبك بالعبرْ
سَلْهُ سيخبرك: تلك خصلْ
تقيّد الرّقاب فتنة، و تلك المقلْ
فتّاكة تحاربُ محاربة الأقوياء العِظامِ
لا تستهن بقوّة الأعين، هي غاوية، لا تعيقها حيلْ

من الحبِّ ما عذّب الفؤاد و قتلْ
و من الأفئدة من بقي، و من رحلْ


«لمَ لا أسمع ردا؟ من سمح لكِ بالدخول؟»

تلونت نبرة صوته بالإزدراء و الحدّة فلم تمتلك وونيونغ الجرأة على تثبيت عيناها في عينيه و أخذت تجول بحدقتيها المرتجفتين في أنحاء الغرفة محتضنة ذراعها تشكوها قلّة حيلتها كمجرم وقع في يد الشرطة بالجرم المشهود. حاولت الفتاة تنظيم الحروف في لسانها المتأتئ مجيبة:

«كنتُ أستكشف المكان حُبًّا للإطّلاع إثر خلود سيهون للنوم و...و لا أدري كيف إنتهى بي الأمر هنا!»

أمال سيونغ وون رأسه و سأل متهكّما:

«أولا تدرين كيف قفزت المجوهراتُ إليكِ أيضا؟»

شعرت الشابّة بضغط أكبر إثر قوله ذلك فأجابت بصوتٍ خافتٍ مهتز:

«قد راقتني المجوهرات حين رأيتها و لذلك...لذلك جربتها، و-صدّقني-كنتُ أنوي إرجاعها لامحالة»

إلتقت عيناها عيناهُ الغامضتين على وجه الخطأ فتوقفت عن التنفس لوهلة و طأطأت رأسها مضيفة:

«أعذرني إن تجاوزتُ حدودي!»

إقترب سيونغ وون منها فأخفضت رأسها أكثر و ضغطت على ذراعها حرجًا حتى بات يقف أمامها مباشرة. سيّّر أنامله ببطئ على القرط المتعلق بأذنها محدقا به بنظراتٍ جامدة خالية من المشاعر ثم إقترب من وجهها و تكلّم ناهرا إياها بنبرة صارمة:

«قد كثُرت زلاّتكِ يا آنسة...و هذا لا يروقني!»

رفعت بصرها إليه متسعة العينين فكادت هيبته المخيفة تفقدها الوعي و أدركت ألاّ مكان بين تلك الملامح للرأفة أو المزاح و أن دمار أحلامها، و إنتهاء إقامتها في هذا المنزل شبيه القصور، ما هما إلا مسألة وقت.

«سيّدي، أصغِ إلي من فضلك!»

أقحم يداه في جيبيْ بنطاله و هسهس:

«لا أتمنى أن أكون مكانكِ، حتى أكون صادقا، فمن المخزي التعدّي على خصوصية الغير و لمس ممتلكاتهم دون إذن...هذه وقاحة، ألا تشاطرينني الرأي؟»

ركعت الشابة على الأرض بين قدميه شاخصة و هتفت:

«لستُ بسارقة، صدّقني»

رفعت وونيونغ عيناها إليه و حاولت إستعطافه بنظراتها الحزينة اللامعة قائلة:

«أردتُ تجربتها لأنها كانت جميلة وحسب، و كنتُ سأعيدها إلى مكانها بعد ذلك، أقسم بحياتي»

نظرت حولها يتيه لمّا أدركت بأنها في موقف لا تُحسدُ عليه، و زاد توترها، فبدأت أطرافها و شفتاها بالإرتجاف و لم تدري كيف تتصرف للنجاة من هذه الورطة فتمسكت بقدميه و هتفت بنبرة باكية:

«إصفح عني و لا تطردني أرجوك، إنني بحاجة ماسة إلى هذه الوظيفة»

تراجع سيونغ وون إلى الخلف خطوة متفاديا تلامس قدماه و يداها طويلا ثم تنحنح و قال ساخرا:

«و لكن أتخشين أن أطردكِ و لكنكِ لم تفكري بأن في وسعي فعل الأسوأ في هذه الحالة؟ كيف لم تخشي أن أزج بكِ في السجن؟»

«السّجن؟!»

رفع حاجبه رامقا ذاك الخوف المرتسم في عينيها بمتعة و أومأ برأسه بهدوء.

«بالطّبع، أتخالين نفسكِ تلعبين بسلعٍ مقلدة في عقر بيتي؟ أستطيع أن أجزم بأنّكِ لستِ ساذجة لهذه الدرجة لكي لا تعلمي بأنها مجوهرات أصلية يا آنسة، أم أنّكِ تحاولين إستغفالي؟»

نفت برأسها مرارا و هتفت:

«حاشا أن أفعل...و لكنني لم أخطط لسرقة شيء من بيتك سيدي، أقسم لكَ بأنّني لستُ بسارقة»

سالت دموع الفتاة مدرارا على خدّيها تحت ظلّ ناظريْه فثنت أصابع يداها فوق فخذاها و إعتدلت في ركوعها قائلة:

«سأكون ممتنة طوال حياتي إن تصفح عنّي سيّد تشا، أرجوك أعد النظر و لا تظلمني بحكمك»

تنهّد الرجل و رفع رأسه محدقا بالفراغ بسوء على إثر تتالي شهقاتها و تمتم تحت أنفاسه:

«يالكنَّ من متهوّرات أنتنّ الصغيرات!»

صمت لبعض الوقت غارقا في التفكير ثم أشار إليها بيده قائلا:

«حسنا، إنهضي من فضلكِ...لم أقل بأنكِ سارقة!»

كان جليّا بالنسبة إليه أنها لم تكن سارقة بل طائشة، و كان جُلُّ ما أراده سيونغ وون هو تلقينها درسا صغيرا بأسلوبه الحواري الصارم حتى تفهم حدودها؛ فدونتها كلماته بخط عريض آملا ألاّ تتناساها مجددا، و بدا له أنها فهمت الدّرس، فكان ذلك كفيا بالنسبة إليه.

همّت وونيونغ بالنهوض فاغتنمت فرصة قربها منه و مثّلت إلتواء كاحلها بكعبها الأسود متوسّط الطول و فقدانها توازنها فوقعت على صدره بشكل بدا عفويا ما إستدعى سيونغ وون إلى التدخّل عبر إسناد ظهرها بيده كرجل نبيل.

«إنتبهي»

«أعتذر، شعرتُ و كأنّ المكان يلتفّ حولي لوهلة»

قدّمت الفتاة إعتذارا مهذّبا تلاه إنسحاب يده لمّا رجّح قدرتها على الوقوف بمفردها بيد أن جسمها وقع في نعيم حضنه عمدا و إرتطم رأسها بصدره مصدرة تأوّها خفيفا دليلا على شعورها بالسوء و التفاجئ لما حدث.

«لازالت الغرفة تلتف!»

«على رسلكِ»

رفع الرجل يداه في الهواء تجنبا للمس جسدها في حين تمسّكت هي بسترته جيدا سعيدة بقربها الذي لا يصدّقُ منه. في تلك اللحظات الغريبة، أغمض سيونغ وون عيناه كابحا غضبه من الصغيرة المتطفّلة التي كانت رائحة عطرها مألوفة بالنسبة إلى أنفه بشكل جنوني.

أبعدت وونيونغ رأسها عن صدره فإذا بخصلٍ من شعرها تعلقُ بزرٍّ من أزرار قميصه ما جعلها تصدرها آهة متألمة.

«لقد علق شعري!»

«توقّفي عن الحركة، سوف أخلّص هذا بسرعة»

فيساعدها على تخليصه. فتفكر بينها و بين نفسها:
كان سيونغ وون منهمكا في محاولة تخليصها متتبعا النمط الذي تشابكت عليه خصل شعرها مع زرّ قميصه بصبر فرفعت عيناها تلقائيا و تأمّلت ملامحه الوسيمة الجادة منهمكة في التركيز على ما تفعله يداه هائمة به، فرمقها فجأة بعينين حازمتين ما جعلها تخفض بصرها بسرعة.

«لابدّ أنّك بتّ تكرهني الآن!»

عقد حاجباه و إلتزم الصمت فأصابها الإحباط أكثر حتى أفصحت شفتاه عن ما تلاه لسانه:

«ليس ضروريا أن أكرهكِ، و لكن تصرفكِ مخيّبٌ للآمال حتى أكون صريحا»

«و الآن ماذا قرّرتَ أن تفعل بي؟ هل ستطردني؟»

«لا»

أعلن سيونغ وون قراره بوجه جادٍّ إثر تمكّنه من فكّ العقدة التي تربط بينهما فتنفّست وونيونغ الصعداء قائلة في نفسها:

«تبا، كاد أن ينتهي أمري!»

«لن أتقدّم بشكاية ضدّكِ، و لن أطردكِ أيضا مراعاةً منّي لسنّكِ و مسيرتكِ المهنية التّي لازالت في بدايتها، لستُ شخصا يهوى تحطيم الشباب الحالمين»

رطّب سيونغ وون شفتاه و أكمل بصرامة في اللفظ:

«و لكنّني لا أرجّح أن بإمكاني التغاضي مجدّدا في المستقبل و لهذا يستحسن بكِ أن تسيطري على فضولكِ و تراقبي تصرّفاتكِ»

«تشكراتي القلبية، أعدك بأنني لن أرتكب ما يزعجكَ أو يخيّبُ ظنّكَ بي مجددا سيدي»

مطّ شفتاه محدّقا بها باستخفاف و علّق:

«أتمنّى ذلك...و تذكّري، من اليوم وصاعدا، أن هذا مكانٌ يُحظر عليكِ دخوله، لا تدعيني أراكِ هنا مجددا، و إلتزمي بغرفتكِ فحسب فمنزلي ليس متحفا أثريا!»

«فهمتُ...أستأذن الآن للعودة إلى عملي إن تأذن لي، سيد تشا»

أومأ الرجل برأسه، و قبل أن يلفظ ما بجعبته، إلتفتت وونيونغ هامّة بمغادرة الغرفة ظنّا منها أنّ أوان اللواذ بالفرار حان فاستوقفها صوته قائلا:

«و لكن ألم تنسي شيئا؟»

حدّقت بوجهه المتجهّم بحيرة للحظات حتى إستوعبت أنّها تفرّ بممتلكات زوجته دون أن تنتبه.

«أوه! هذا صحيح...أنا آسفة!»

أخذت وونيونغ تخلع العقد، و القرطين، و الخواتم، و السوار بسرعة ثمّ تقدّمت منه و بين يداها حفنة المجوهرات قائلة بحرج:

«تفضّل سيدي»

أومأ لها برأسه أن تضعهم على طاولة الزينة دون أن يصرف كلمة ففعلت و هرولت إلى باب الخروج دون أن تلتفت خلفها.

أرخى سيونغ وون ربطة عنقه نافيا برأسه بعدم تصديق بينما يسير نحو خزانته هامسا لنفسه تحت أنفاسه:

«و لمَ ألومها و لي في البيتِ رعناء تكبرها بسنواتٍ، و أكثرُ طيشا منها؟»

خلع ربطة العنق عن ياقته دفعة واحدة و عقد حولها الأخرى بعجالة ثم عاد إلى سيارته متجاهلا وونيونغ الجالسة حذو سيهون الذي لازال نائما في سريره المتأرجح في غرفة الجلوس، و إنطلق إلى عمله.

لعنت وونيونغ نفسها إثر سماعها لإنغلاق الباب و غطّت وجهها بكلتا يداها قائلة:

«كيف سأنظر في وجهه من الآن فصاعدا بحق الجحيم؟»




جنّ اللّيل، فكان سيونغ وون في مكتبه-في البيت-يراجع بعض الوثائق المتعلقة بالعمل و يتفحّص السطور التي خُطّت عليها بإمعان. و بينما هو كذلك، إستأذنت السيدة لي من أجل الدّخول و وضعت على طاولته الكبيرة كأسا من القهوة بحذر. أعلمتها ملامحه المشدودة أن ما يقوم به جدّي إلى أقصى الحدود، و تنبأت أن السيد الأربعيني مشغول بأمر أثار حفيظته و أضرم النار في عينيه العميقتين كدهليز مظلم. همّت المرأة الإنصراف بهدوء و لكنّه إستوقفها بالسؤال دون رفع عينيه عن أوراقه الكثيرة:

«هل نام سيهون؟»

جمعت المرأة كلتا يداها أمامها باستقامة و أجابت بلباقة:

«كلاّ إنه مستيقظ، إن السيدة أون هي تقوم بإرضاعه في غرفتها»

«فهمت»

همهم الرجل مواصلا التمعّن في أوراقه بذات الوجه المخيف، ثم أرفق سؤالا ثانيا رفع على إثره عيناه و أرفقهما في منتصف عيني المرأة الواقفة-أمامه-في منتصف الغرفة:

«و هل تقوم جليسة الأطفال بعملها كما ينبغي؟»

نبرته الصّارمة بعثت إلى ذهن جوا يونغ فرضية قوية أنّ الفتاة قد إرتكبت حماقة ما.

«هي ليست مقصّرة تجاه سيهون...هذا ما رأيته على الأقل»

أومأ برأسه بهدوء و ألقى أمره هاجرا عينا مدبرة المنزل الجديتان فقال:

«حسنا يمكنكِ الإنصراف»

إنحنت السيدة لي بأدب و غادرت المكتب تاركة إيّاه لشأنه. بعد حين، إهتزّ هاتفه الصّامت معلنا عن وروده إتّصالا فالتفت نحوه و ألقى نظرة باردة على الشّاشة المنيرة تدلُّ على تنبّئه بهوية المتّصل. لم يكن هذا بالأمر الغريب فقد كان ذلك الإتّصال الخامس على التّوالي الذي يَرِدُهُ من دارا و يكون مصيره النّفي بين طيّات الحنق الباطني و التجاهل.

ترشّف سيونغ وون بعض القهوة على مهلٍ ثمّ وضع الملفّ الذي بين يديه و القلم فوق الطّاولة بشكل مرتّبٍ و نهض من مضجعه فجأة نابسا بضيق:

«اللّعنة!»

تخلّى الرّجل عن مكتبه فخرج من بين أسواره معلنا إنتهاءه من عمله الذّي إستمرّ لساعتين متتاليتين خلف باب مغلق ثم أجرى إتصالا طارئا:

«كما توقّعنا تماما، هناك جاسوس بيننا في الشركة»

«كيف تأكّدتَ من ذلك؟»

أجابه صاحب الصوتِ الثلاثيني الرصين الذي كان في إنتظار إتّصاله منذ ساعات. كان ذلك موظّف قسم التسويق الأمين، كانغ سو مين، الذّي كان أوّل من ساورته الشّكوك بخصوص هذا الموضوع منذ أسبوع و أنذر مديره، سيونغ وون، على الفور.

«زرعتُ جاسوسا بدوري»

«و بمَ أفادك بالضبط؟»

وضع سيونغ وون كفه فوق عيناه و كأنّه يلجأ إلى الظلام لتصفية ذهنه.

«وردتني معلومات هامّة في ذلك الملف الذي أرسله بالفعل؛ لقد صدق حدسك سو مين...هناك من يزوّد شركة Go Play Game'Z بخطواتنا»

إلتزم سيونغ وون الصمت قليلا محاولا إحتواء السخط الذي يعتمره. لطالما إعتبر موظفي شركته بمثابة عائلة و لم يكن قادرا على تقبّل فكرة أنّ أحدهم خانه و عضّ يده التي لم تبخل عنهم بالعطايا و المساعدات و الهدايا يوما.

«لقد مدّني بالمواصفات التي يعملون عليها لإطلاقها قريبا، هي نفس المواصفات الجديدة التي خطّطنا لإضافتها في نسختنا القادمة من لعبة الضائع في الجزيرة يا صاح»

صرّ على أسنانه و أردف:

«كل الخصائص متطابقة بالتدقيق ما يجعلني أتيقّنُ أنها ليست بمصادفة على الإطلاق»

«بئسا! سُحقا لهم جميعا»

هسهس سو مين مفصحا عن بضع لعناتٍ تعبيرا عن حنقه ثمّ زفر و أضاف:

«لقد علمتُ ذلك! بعد دراستي للمؤشرات الترويجية لمنتجهم القادم، زُرِع الشكُّ في ذهني فقد بدا ذلك متطابقا مع الخطّة التي أعمل عليها»

ساد الصمتُ بين الرجلين للحظاتٍ حتّى عاد سو مين إلى قطعه مجددا فقال:

«و لكن عدا ذلك، هل من دليل قاطع يثبتُ أمام العدالة أن جاسوسا في شركتنا يزوّد تلك الشركة المنافسة بخطواتنا؟»

إلتقط سيونغ وون فنجان القهوة و تذوّق القليل ثمّ أجاب بنبرة هادئة:

«لا دليل في أيدينا بعد يدينهم قانونيا و لكننا سنعثر على واحد قريبا، كن متأكدا»

«الآن ماذا تخطّط أن تفعل إذا؟ هذه كارثة، كما تعلم، و قد تتأثر سمعة الشركة أمام المستثمرين و أصحاب الأسهم!»

ضيّق سيونغ وون عيناه و أفصح عمّا يجول في ذهنه بنبرة إزدراء:

«في الوقت الحالي، علينا التحلّي بالصّبر و المشاهدة لبعض الوقت إلى أن يُحضر إلينا ذلك الشخص دليلا يدينهم، و أن نكتشف هوية الفاعل بهدوء...على الأقلّ بتُّ متأكدا أن الجاسوس مزروع في قسم التسويق»

ترشّف من فنجان قهوته ثانية ثمّ واصل حديثه:

«سنتظاهر بأننا حمقى إذ لا يجب أن ينتشر الخبر في الشركة ولذا عليك إبقاؤه طيّ الكتمان، و-بالتأكيد-سيكون عليك التفكير في خطّة تسويقية جديدة، و لنبقي التغييرات المستقبلية و كل المستجدّات سرّا بين بضعة أناس ذوي عدد محدود»

«سنلعب دور اللص و الشرطي إذا! إنها فكرة سديدة»

مرّر سيونغ وون لسانه بين شفتاه و ضرب على الطاولة بقبضته بخفة مضيفا:

«بلى، و من خلال المشاهدة لنضع أصابع الإتّهام على المثيرين للريبة، حينها سننصب فخا بالتأكيد و لن يطول الأمر حتى يقع اللص في يد الشرطي»

أصدر سو مين ضحكة متحمسة و هتف:

«هذا مفهوم، سيدي. لا أستطيع الإنتظار حتى يُقضى على تلك الشركة و جاسوسها»

«سيدفعون الثمن بكل تأكيد. أراك في الغد»

«حسنا، طابت ليلتك سيدي»

أنهى سيونغ وون مكالمته و إلتقط الملف مجدّدا مسندا إياه على كفه بينما اليد الأخرى في جيب بنطاله و أخذ يسير في الغرفة و يفكّر سائلا نفسه:

«من يمكن أن يكون الجاسوس يا تُرى؟»




<ماذا تفعل؟>

قرأ بيكهيون الرسالة الواردة من سويونغ بعينين مستاءتين و إنتابه الخجل من نفسه و كبريائه لكون رسالةٍ واحدة منها قادرة على جعلِ قلبه يقرع كالطّبل في حين أنه عاري الصّدر، مفتوح البنطال، و على سريره شابّة جميلةٌ بصدد مضاجعتها بعد لقائها في سهرة مثيرة في إحدى النّوادي الليلية.

<أحاول الإسترخاء، في منزلي>

«عزيزي مع من تتحدّثُ؟ هيّا تعال»

صدح صوتُ الفتاة فائحا بالغنج و الدّلال مستدعيا إياه إلى أبعادٍ عميقة من المتعة.

«قادم»

أجاب بيكهيون بصوتٍ هادئ في حين كانت عيناه تحدّقان بصورة سويونغ الباسمة في الأيقونة الصغيرة على موقع التواصل الاجتماعي الذي ينتهجانه وسيلة للدردشة و التواصل معظم الوقت. رمى الهاتف بعد تفكير و إستدار نحو صاحبة العينين القططيتين العسليتين و عانقت يده مؤخرة رأسها جاذبا إياها إلى قبلة شغوفة، و سرعان ما إعتلاها فوق السرير تحت ظل ضحكاتها اللطيفة المتلذذة بالإنجذاب الجميل الكامن بينهما. و بينما هما كذلك، عاد هاتف الشّاب إلى إصدار نغمة قصيرة أنبأته بورود رسالة جديدة فتوقف عن تحريك شفتيه في منتصف القبلة.

«هل ستجيب؟»

سألت الفتاة بإحباط لمّا ظلّ ينظر إلى الهاتف بينما يعتليها متملصا من شفتيها.

«لا، لن أفعل»

عاد إلى تقبيل الشابّة ذات الشعر الوردي بلا مشاعر و كلّ تفكيره غارق في التساؤلات الفضولية عن فحوى الرسالة. تخلّى بيكهيون عن الفتاة معتذرا بعد حين، و إلتقط هاتفه متفحّصا ما تضمّنته رسالة سويونغ.

<لم تمر لتفقدي هذا المساء، هل من خطب؟>

شعر بالسّوء لأنه تحمّس لمجرّد قولها ذلك فبعثر شعره و أجابها كتابيّا باقتضاب:

<ما من خطب>

<هل أنت برفقة أحد؟ إجاباتك متأخرة على غير العادة...هذا مزعج!>

<بلى، لستُ بمفردي أنا آسف>

عقدت سويونغ حاجباها و شعرت بعدم الرّاحة لتلك الإجابة فاعتدلت في جلستها فوق السرير و توقفت عن إلتهام البسكويت و العصير و أرسلت التالي:

<أي نوع من الإسترخاء قد تمارس و في منزلك غريب يقاطع تأملك؟>

وردته رسالتها تلك فأفلتت من بين شفتيه ضحكة، و في الأثناء إقتربت ذات الشعر الوردي منه و عانقته خلفيا، مدلكة كتفاه العريضين، ناثرة قبلاتها الشغوفة على ترقوته، فأمسك رأسها بلطف و إلتفت نحوها متبادلا و إيّاها القبلات بنهم ثم إلتفت إلى جوّاله مجدّدا و نقر على شاشته كلماتٍ صريحة بينما تعتلي شفتاه بسمة جانبية ساخرة.

<لستُ أمارس التأمل، بل أمارس الحب>

ألقت سويونغ الهاتف من بين يديها شاهقة عند تلقّيها لتلك الإجابة غير المتوقّعة ثم ضمت كفّاها فوق فمها و أنفها بعدم تصديق.

«هل يتحدّث ذلك الوغد بجديّة؟»

تذمّرت المرأة مخاطبة نفسها كالمجنونة ثم عادت إلى تفحّص ما كُتب على الشاشة ثانية فإذا بها ترى ذات الكلمات فأصدرت ضحكة محاولة طرد التوتّر عنها.

«لقد أرسل ذلك حقّا!»

عضّت سويونغ إبهامها بغيض ناقرة على لوحة المفاتيح بسرعة.

<كيف تجرؤ على قول هذا لي مباشرة؟>

<توقفي عن إزعاجي لساعة واحدة على الأقل، ستشعر الفتاة بالملل طالما أني أجلس فوق السرير لمراسلتكِ بدلا عن مضاجعتها>

<لم أكن أعلم بأنك وغد منحرف، إذهب>

مالت شفتاه و أصدر ضحكة خافتة بينما تلاعب أنامله الطويلة شاشة جهازه الخلوي:

<مرحبا بكِ في كوريا!>

<لا تُرني وجهك في الغد، بيون بيكهيون>

<سنرى بهذا الخصوص غدا. نامي جيدا>

حملقت سويونغ بجملته تلك بملامح بلهاء لوهلة ثم أرسلت سؤالا:

<هل تسخر مني؟>

<بجدية، سأغلق الهاتف>

<هل تجرؤ؟!>

أرجع بيكهيون شعره إلى الخلف و ردّ:

<إن ملّت الفتاة منّي بسببكِ، هل ستتحمّلين المسؤولية حضرة المديرة؟»

<أنتَ مفصول>




أتمّ سيونغ وون أعماله في المكتب فغادره، و بينما هو كذلك، لمحته وونيونغ التي كانت تسير في الطابق الأرضي متوجهة نحو الحديقة لاستنشاق بعض الهواء، و في يدها رواية، فلمعت عيناها حُبًّا لحضوره الطاغي. كان يتبختر بخيلاء في الممر المستقيم بالطابق العلوي غير منتبه لنظراتها الولهانة في الأسفل، و لكنّ إبتسامتها أشرقت باكتفاءٍ و راحة لمجرّد رؤيته خلسة حيثُ لم تكن الفتاة مستعدّة للوقوف أمام جثته الضخمة التي تبعث أوصالا مذنبة على الإرتعاش، أو خوض أي حديث موتّرٍ معه، بعد ما حدث هذا الصباح، و لكن سرعان ما أصاب الوجوم وجهها عندما ألفته يتوقّف أمام غرفة أون هي طارقا الباب. و لم يطل الأمر حتى دخل متلاشيا من أمامها فشعرت بوخز في قلبها و أكملت طريقها إلى الحديقة محبطة.

«تفضّل سيونغ وون، يمكنكَ الدّخول»

هتفت أون هي بتأكيد إثر ملاحظتها التردّد على وجهه عندما رأى بأنها لازالت تقوم بتعديل ثوبها بسرعة.

«أتُراني قاطعتُ طفلي عن تناول وجبته؟»

سأل سيونغ وون ممازحا عقب إغلاقه الباب خلفه و مشى نحوها بوجه بشوش و إلتقط سيهون من بين ذراعيها مصغيا إلى جوابها:

«كلاّ، إنتهيتُ من إرضاعه بالفعل، إنه شبعان»

قبّله بشغفٍ قبلا متتالية مداعبا إياه فأصدر الصغير ضحكاتٍ مرحة لشعوره المحبّبِ بالدغدغة. رفعه عاليا و حدّق بعينيه باسما و هتف:

«هل إشتقتَ إليّ أيها الشقي؟»

توسّعت حدقتا سيهون فأصدر أصواتا متراصّة بحماس و هتف ضاحكا:

«بابا»

إرتفع حاجبا سيونغ وون و حرّضه قائلا:

«بابا!...قل بابا، هيا»

«بابا...بابا»

ردّد الطفل خلفه بحماس راكلا الهواء فالتفت سيونغ وون إلى أون هي التي كانت تشعر بالتوتّر و الضغط في داخلها جرّاء ذلك الموقف الذي لم تألفه بعد، و توسّعت إبتسامته مخاطبا إيّاها:

«أنظري إليه، يبدو فخورا بنفسه لأنه بدأ بتعلّم النطق!»

بادلته المرأة إبتسامة مجهدة و أجابت:

«بلى، و يبدو لي بأنه إقتنع بأنكَ والده حقا!»

أنزلت قدماها عن السرير لتلامسا الأرض و قاطعت يداها عند صدرها و أردفت بتذمّر:

«حتّى أنه نسي أمري و لم يقل ماما بعد!»

أطلق الرجل ضحكة مرحة و طابق خدّه الحليق النّاعم بخدِّ الرضيع الأملس، و حدّق بأون هي مخاطبا إياه:

«أنظر إلى تلك الغيور، سيهوني!»

مطّت شفتاها و إستدركت:

«أيًّا يكن، هذا ليس عدلا، كان يجدر به أن ينطق ماما أولا!»

«أعتقد بأنني سوف أستغل الموقف و أحرضه ضدّكِ عندما يكبر قليلا؛ سأقلب الموازين و أخبره بأنكِ خالته»

حدجته بلؤم و ردّت:

«لطالما علمتُ بأنك شيطان غاوٍ ذو فتنة و بطش باطنا، تشا سيونغ وون»

جلس إلى جانبها على طرف السرير فأنعشت رائحته العطرة قلبها و أصابها الإرتباك دون سبب وجيه. كان قادرا على حمل سيهون على ذراع واحدة فبدا جذّابا آخذا للأنفاس. منحته نظرة براقة حالمة و غمغمت:

«كنتَ ستكون أبًا رائعا»

رمقها سيونغ وون بنظرة هادئة و لكنها إستطاعت قراءة الإنكسار متنكرا خلف تلك النجوم اللامعة في مقلتيه. سارعت المرأة بوضع يدها على فمها بندم عندئذٍ و تمتمت:

«ربما لم يكن ينبغي أن أقول ذلك. آسفة، سيونغ وون!»

داعبت ذراعه مربّتة كنوع من المواساة و مررت لسانها بين شفتاها مرطبة إياهما، فتابع حركته المنزلقة المثيرة للخيالات الحمراء بافتتان، ثم سمعها تضيف بحرج:

«أحيانا أتمنّى أن ينقطع لساني»

إمتدّت يده الواسعة و إحتضنت وجنتها بمداعبة فتولّد بينهما إنجذاب غريب، تلك النظرات كانت ثقيلة بحق.

«لا عليكِ»

إقترب منها أكثر كالثمل و أخفض عيناه نحو شفتاها و همس:

«إنني ممتنّ كثيرا لكِ لأنكِ منحتني طفلا دون مجهود»

داعب شفتاها بإبهامه و أضاف كلمات جعلتها تقشعرّ وَلَهًا:

«لستُ من زرع تلك البذرة في رحمكِ، و لكنه إبنُ قلبي»

رفع عيناه إلى عينيها و أضاف بنبرة ناعمة:

«إنّني واثق بأنه ورث حُبّي من روحكِ و جسدكِ»

تسارعت دقّات قلبها إثر لفظه لتلك الكلمات و توتّرت حدقتاها، حتى إذ هو يواصل حديثه اللذيذ قائلا:

«أنتِ عالمةٌ بأنكِ الإبنة التي لم أنجبها، و الأخت التي لم تلدها أمّي، و صديقةٌ هي خيرٌ من آلاف الرّجال و النساء، و لا أشكّ بعِزّتي و رفعة شأني لديكِ في المقابل»

وضعت يدها فوق خاصته-التي تحتضن وجنتها-و هتفت:

«بالتأكيد أنتَ كذلك، لا تدع الشكّ ينتابك قط! ستظلّ ملاكي الحارس و بطلي العزيز دوما»

سرعان ما أشاحت أون هي عيناها عن عينيه العميقتين بعيدا فقبّل سيونغ وون جبينها و همس بحنان:

«أدري»

بلّل شفتاه ماسحا على شعرها فكانت تتأمّله بوداعة و سكون متلذذة بتلك اللمسات.

«سيعلم بالتأكيد بأنكِ بؤبؤ عيناي، و بأن مكانته في خافقي لا تقل مكانة عن أمه»

«أحيانا-حين أسمعكَ تتحدث هكذا-أتمنّى لو أنك والدي البيولوجي حقا، سيونغ وون»

بزغت على شفتيها إبتسامة واسعة بهيجة و رفعت كتفاها باستسلام مصرّحة:

«أنتَ رائع!»

«و لكنني لا أتمنى ذلك»

تغلغلت أصابع يده في شعرها فجأة، فبدا لها تمسكه بالجانب الأيسر من رأسها ببعض الشدّة كإيحاء ينم عن التملك. رفرفت رموش المرأة بسرعة كأجنحة الفراشة و تمتمت بحيرة:

«لماذا؟»

«لا أدري لمَ ينتابني إحساس بأن الأمر لن يكون مريحا»

أفلتت من فؤاده عبارات غامضة و مرّت من بين شفتيه بلا وعي بعد أن سطا عليه سحرها الذّي لا يحرّكه مجهود حتى يتناثر على روحه المشوشة التي باتت تتخبط بين مشاعر غير مفهومة. و لكنه كان يخشى أمنيتها كثيرا باطنا لأنه بدأ يفتح عيناه على تلك الرغبات الدفينة في أعماقه الحالكة التي تصرخ بلا توقّفٍ أنها تريد الإستحواذ عليها إستحواذا دنيئا. و كم سيكون من المخجل، و الجالب للعار، لو أنّ مشاعر قذرةً كتلك إنتابته تجاهها و هو حامل لصفة الأب البيولوجي. رجل ذو مبادئ مثله كان ليفضّل إطلاق النّار على نفسه، أو شرب السم على التعايش مع أحاسيس آثمة تفوق قدرته على الإدراك و المقاومة و التخطّي.

و على الرغم من أن التفاعلات الحميمة القليلة الأخيرة بينهما مرّت و ولّى أمرها، إلاّ أنّ عقله لم يستطع إخراجها من رأسه أو التجاوز عنها. و لهذا السبب، كان هناك مشاهد كثيرة غير لائقة تتراكم في ذهنه عند رؤيته لوجهها-في كلّ حين-خلف قناعٍ مهترئ من الهدوء و الرصانة، كهذه اللحظات تماما.

لم يكن يعرف ما يريده أبدا، و لم يكن قادرا على حلّ لغز إنفجار ثلّة من النوايا العرجاء صوبها في جسده، حتى قلبه لم يعد ينبض بشكل طبيعي. ليس و كأنها المرة الأولى التي تُحكم فيها السيطرة على نسق خفقانه، و لكنها الأولى التي يلتقي فيها بهذا الكمّ الهائل و المتفجّر من الشهوة حتما، و تجاهها على وجه الخصوص.

«لعلّ في عدم إنجابي و دارا طفلا حكمة من الرب، إذ أستطيع أن أجزم بأنّكِ ستغارين من ذلك الطفل بكل تأكيد، خاصة إذا كانت بنتا»

آثر سيونغ وون تغيير الموضوع قليلا، و لكنه لم يَحِدْ به بعيدا جدا، فبدرت عنها ضحكة مرحة عفوية و وكزته قائلة بظرافة:

«لا أستطيع الإنكار، بطاقاتي مكشوفة بالفعل!»

إبتسم دونما إدراك متأمّلا ضحكتها بهيام و ولع و كلّ مراده أن يعبر لسانه سُورَا اللؤلؤ بين شفتاها. كانت ضحكتها رنّانة، مهدهدة للنفس، مبارِكة للسّمعِ، و كأنها كَيان لا يتجزّأ من الطبيعة.

مالت قليلا فسقط الخيط الحريري الرقيق الذي يثبّتُ فستان نومها الحريري على جسدها الأبيض الطري فتبعته عيناه متدليا، شقيا، مضنيا لرجولته التي هاجت كالبحر لكتفٍ تعرّى من كلّ الحواجز، و لكنّه داس على شتاتِ نفسه و رفعه بسبابته إلى مكانه مجددا، ففغرت فاهها محدّقة بأديمه الذي لامس أديمها الناعم.

«بعد التفكير في الأمر، ليس جميعها مكشوفٌ أمرها بالنسبة لي!»

همّت أون هي بالتهرب آنذاك فنهضت عن السرير كالسّهم و في نيتها التوجّه إلى الباب قائلة:

«سأنزل لإحضار قارورة ماء باردة من الثلاجة»

وضع سيهون على السرير حذو الوسائد و لحق يدها دون الحاجة إلى وقوف كاملٍ و سحبها و إياه فانتهى بها المطاف جالسة في حجره-على طرف الفراش-بينما تحيط ذراعاه القويتان بطنها المُحلّى بقماش حريري ناصع البياض.

«إلى أين تذهبين؟ هناك موضوع لم ننتهِ منه بعد!»

توتّرت قليلا من الوضعية غير المريحة التي كانا عليها فانكمش كتفاها بحياء قليلا و ازدردت ريقها بصعوبة لمّا تذكّرت أنه رجل لا ينسى الزلاّت، و لا يغفرها أحيانا، و إبتسمت بسذاجة للفراغ هاتفة:

«هل تقصد إن غاك؟»

أحسّت باشتداد ذراعيه حولها فأغمضت عيناها لوهلة ثم أطرقت في الأرض تنظر ما يمكن قوله لإحتواء حنقه الدفين.

«إنها قصّة قديمة جدّا»

إلتفتت إليه متقصية رد فعله فإذا به يرفع حاجبه باستنكار رادّا بنبرته الهادئة المُدينة:

«ظننتُ أن يون هو قد كان الوحيد في حياتكِ!»

وضعت أون هي يدها على صدره و منحته نظرة ملائكية لطيفة و علّقت بذات الهدوء المزيف:

«من غير اللائق جلوسي بهذا الشكل على...»

عضّ شحمة أذنها دون سابق إنذار فتوقفت عن الحديث و أصدرت شهقة غنجاء متفاجئة. تحركت عدستاها جانبيا لحاقا بيده التي حطّت فوق فخذها العاري و إرتفع حاجبها دهشةً عندما حركها في شكل مداعباتٍ عابثة غاوية فشعرت و كأنّه أثار خلية الفراشات الراكدة في بطنها فرفرفت جميعا في نفس الآن مهتاجة.

«أجيبي على سؤالي قبل أن أفقد أعصابي»

إرتطمت أنفاسه الساخنة بسمعها فثنت أصابع يداها حول ذراعه التي لازالت تحيط بطنها المتشنّج، و أغمضت عيناها رافضة الإعتراف بشعور الشهوة الذي طرق باب وجدانها على حين غرّةٍ، و استجابت لطلبه الذي كان أقرب لكونه أمرا متسلّطا فأفصحت:

«في الواقع، حدث أن تبادلتُ و إن غاك مشاعر الإعجاب لمدّة قصيرة في الفترة التي كنتُ أحاول فيها نسيان حبّي الأول فتواعدنا لثلاثة أيام بشكل ممل ثم إنفصلنا. لقد كان فشلا ذريعا و لم يحدث أيّ شيء بيننا عدا قُبلة يتيمة بلا طعم و...»

توقفت المرأة عن الحديث تدريجيا، و ببطئ، حتى إختفى صوتها تماما، و إبتلعت لسانها عندما أدارت رأسها إليه ثانية-فضولا-و لاحظت النظرة الغامضة في عينيه السوداوين العميقتين اللتين كانتا تبرقان بشكل يجعل القلوب ترتجف.

عضّت أون هي لسانها آنذاك بفم مغلق مستوعبة أنها تفوهت بأمر لا يجب التفوه به أمامه. تسارعت أنفاسها و تمتمت باضطراب:

«أتركني، سيونغ وون!»

أبعدت يده عن بطنها و نهضت بسرعة ناظرة حولها بذهن مشوّش و كلُّ همّها العثور على مهرب ففرّت إلى الشرفة بخطى سريعة بحثا عن الهواء و المخبأ غير متوقعة بأنه سيلحقها بذلك الإصرار ملقيا القبض على خصريْها، رافعا إياها بسلاسة، و أجلسها على الحافْة المسطحة لشرفتها قائلا:

«و الآن يبدو أن هناك بعض الأسرار و الأحاديث المخبأة في ذلك الفم و ستطلعينني بها واحدة تلو الأخرى الليلة!»

ألقت أون هي نظرة مهتزة نحو الفضاء الذي يطلّ على إرتفاع مخيف خلفها، رغم أنه مُطل على الحديقة الجميلة الخاصة بالبيت، إلاّ أن كلّ ما كانت قادرة على التفكير فيه في تلك اللحظة هو أن أي شخص يسقط من هنا سيتحطّم رأسه و يهلك. إلتفتت إليه و حدّقت به برهبة و صدرها ينخفض و يرتفع بسرعة مهيبة. كانت تبدو سالبة للألباب مع نظرتها الخائفة، و شفاهها المزمومة، و شعرها الطويل الذي أخذ النسيم يطيّره جاعلا منها لوحة فنية نادرة. رطّب سيونغ وون شفتاه و أردف بصوتٍ عميق:

«من يكون حبّك الأوّل؟»

...يتبع

وصلنا إلى نهاية الفصل أعزائي أرجو أنه قد نال إعجابكم.

لا تنسوا التصويت للفصل
و إطلاعي بآرائكم في خانة التعليقات.

نمر الآن إلى فقرة الأسئلة:

[سيونغ وون] :
ما الذي يحدث مع سيونغ وون في العمل؟ هل هناك جاسوس في شركته حقا؟ و من أرسله؟

[أون هي] :
هل طوت أون هي صفحة الماضي حقّا؟

[وونيونغ] :
ما هي خطوتها التالية حسب إعتقادكم؟
الإستسلام أم التشبّث بسيونغ وون؟

[سويونغ] :
لماذا غضبت سويونغ من معرفة أن بيكهيون مع إمرأة أخرى؟ هل هو حبُّ تملك أم أنها واقعة في الغرام؟


[بيكهيون] :
هل هو مجرد شخص لعوب، أم أنه يعرف حجمه وحسب؟

و سؤال أخير...
ترى هل ستخبر أون هي سيونغ وون بهوية حبها الأول؟ و هل تعتقدون بأنه يعلم، في الواقع، بشأن ذلك أم لا؟

...

كان هذا كل شيء 🙈
✨ أراكم في تحديث قادم. ✨

و لا تنسوا أن بإمكانكم متابعتي على حسابيّ الوحيدين على واتباد:
HyoyeolQ
QueenJi61

أما إن نالت جَشِعْ: تخبط فؤاد إعجابكم فأرجّح بأنكم ستحبون رواية غيرتَ حياتي أيضا و التي تجدونها على حسابي. ❤️❤️❤️

🦋لافيو🦋
...
-دمتم بخير-

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro