Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل| 18

الانطِباعات الأولى أغلالٌ تحرِمُك من أن تطأ حُدودَ الحقيقَة، أو أن تصولَ وتجولَ بينَ حناياها بارتياب؛ ربَّما هُناك دُفِنت أشلاؤُها!

أحيانًا عليكَ أن تشكّ بالشَّخصِ الوحيدِ الذَّي تظنُّه بعيدًا عن دائِرةِ الشُّبهات، استِثناؤه رغمَ أنَّه مجرمٌ محتمل كالجميع، قد ينخرُ خللًا يعصِف بخيوطِ القضيَّة فتتعقَّد، مثل قضِيَّتي.

لقد استَشعرتُ نقصًا في أُحجيَة الجريمَة الَّتي كنت ضحيَّتها، مُنذ أن اكتشفت وقوعَها، ورغمَ أنِّي رجلٌ واقعِيّ، ما خرجَ عن مِلَّته يومًا، وما حلَم بقصَّة خالية من العُيوب، واصلتُ التَّبرير لسومين، سمحتُ للماضِي بأن يشفَع لها، وأنكَرت شُكوكِي.

ها أنا ذا أكسر لوحةً أُخرى، لشخصٍ خِلته جميلَ الخُلق، وحفِظتُه في متحفِ النَّوادِر بعقلي، إذ أبطَل الزَّمن مُعتَقداتِي، وداسَها بأُخرى أشدّ بشاعَة. بدَت للوهلةِ الأولى امرأةً مُحبَّة، معصومةً مِن خطايَا البشَر، كأنَّها أمَةٌ مِن أُمَّة الملائِكة، لكنَّها تواطأت مع زوجَتي للإطاحَة بكلِمتي، فخرجت الأمور عن سيطرتِنا. الآن أعِي أنِّي قد نفختُ في قدرِها أكثَر مِن اللُّزوم، لم تستحِقّ انبهاري بها.

وُلِدتُ رفيعًا، أهوَى المُرتفَعات، وأمهَر في التنزُّه على مسافةٍ باهِرة من الأرض والتَّواضع، لكن مُنذ أن هوَت طائِرتي، ورأيت ظِلَّ الفَناءِ يلوحُ في الأفق، ويُلوِّح لي بلهفة، عزفتُ عن التَّحليقِ لأيِّ سببٍ مهما كانَ مُلحًّا، تخلَّيتُ عن شطرٍ مِن أهميَّتي لديّ، الأصحّ ما طاوَعني جسَدي على الارتِفاعِ بأكثَر مِن قدمٍ عن سطحِ الأرض، إذ ما يفتأ يذكُر الألم الَّذي عايشتُه لحظَات السُّقوط، حيثُ أدركتُ أنِّي لم أقدِّم لحياتِي شيئًا عدَا الأوسمة، ولحظَة الارتِطام؛ حيث فكَّرت كم أنَّ موتي خلالَ التَّدريب الجويّ، نهاية عشوائيَّة، لا تليق برجلٍ مخطِّط ذي إنجازاتٍ ثقيلة!

لأوَّل مرَّة أجازف، وأُغادِر نِطاق الأمان الروحيّ الَّذي قيَّدت به خطواتي، مُتناسيًا أمرَ عِلَّتي، كأنَّ الحقيقَة أعمَت عيناي، فكفَّتا عن استحضار صورِ الماضي، الإرادَة لا تُخلقُ مِن هباء، بل من حاجَة، ولا تنطلِق فُرادَى، لأنَّ جاذِبيَّة التَخاذل عظيمَة، الغضبُ مُحرِّكٌ نفَّاث، يدفعها قُدمًا.

لقد تلقَّيتُ طلقةً مِن عيارٍ ثقيل، لا يزال النَّفق الَّذي حفرته نحوَ لُبِّي ظاهِرًا لي، كُلَّما خفَّ الألَم، وأقنعتني نفسِي بغضّ الطَّرف عن زوجتي، نقَبَت الذِّكريات جرحي، عرضَت عليّ الخيبَة السَّابقة، وكيفَ تداعيت. ما يضخُّ الجُنونَ في شَراييني هو تشبُّث سومين بدورِ الضحيَّة حتَّى الرَّمقِ الأخير؛ إذ أنكَرت تواطؤها مع سايا، وبرَّأت ذِمَّتها مِن التَّحريض، إضافةً إلى تشبُّث الأُخرى بصمتِها، وحينَما نطَقت، صارت شاعِر القرن، وغرَّدت قصيدَة حبّ شجينةٍ بنبرِ عندليب. هل أبدو مُتسوِّل حنانٍ يمدُّ كفَّه الخاوِيةَ أمامَ المارَّة، لتوهِمني بحبِّها كذريعَة؟ وربَّما عُذر!

لا تزالُ ساكِنةً بقربي، تُهدر الوقت بدل النَّجاه بجِلدها، وتمتحِن صبري. السَّقف أعلانا مفتوح والهواء البارِد يتسرَّب جيوشًا. حرَّمت على عينيّ النّظر إلى وجهها الَّذي خُطَّت فيه تعويذةُ الموت دون قلَم، فلو اقتَرن غضَبي مِنها، وغضبي مِن عجزي، لدمَّرتها تدميرًا شامِلًا، عاطِفيًّا وجسديًّا؛ أودّ أن أعيث فيها فسادًا عظيمًا، للأسف هي لا تنتمِي إليّ.

سُرعان ما غمر أثيرُها

«كانَ بحوزَتي أكثر مِن خيار، أمكَنني الرَّكضُ نحوَك وإخبارك عمَّا تحيكُه مِن وراء ظهرك، أمكَنني رفض أمرِها والهرب بعيدًا حِفظًا لسُمعتي، لكنِّي اصطَفيتُ ما يخدمني.»

اهتزَّ صوتها، ينمُّ أنَّها تبكي أو على وشكِ البُكاء مُجدَّدًا.

«فلتعتَب عليّ إلى الأبد، ولكن لا تكرهني.»

زفرتُ ببطء بينما تتقلَّب عيناي بجوف محجريهما، ثمَّ باستِنكارٍ غمغمت.

«غادِري.»

رنينُ أنفاسِها لوحدِه يُزعزع ثباتِي، وأكسيداتها القذرة تخنقني. مُهين بحقِّي، أنا الرَّجُل الَّذي رسَم مُخطَّطاتٍ مميتةٍ، أن أسقُط في فخٍّ نِسويّ ماكر!

«سيِّدي، أنتَ تعرق!»

رصدتُ حركةً بالقُربِ مِن خدِّي الأيمن، تلفَّت، فإذا بِها على وشكِ لمسِي بكُلّ وقاحَة. صُنت استقراري، وأوكلت مهمّة قمعِها للِساني المشحوذِ بالغلّ.

«لا تجرئي على مدِّ يدِك القذِرة نحوِي، وإلَّا بترتُها وزيَّنتُ بِها حُجرتِي!»

لمحتُها تستعيدُها، حيثُ شكَّلت قبضةً مُرتجِفة.

«ما الَّذي سيحدثُ لزوجِي؟ لن تكتُب عليه ذاتَ مصيري أليسَ كذلِك؟»

لا أزالُ في خضمّ تفكيرٍ عادِلٍ بخصوصِه، ربَّما أنا رجلٌ ذو قلبٍ ميِّت، ربَّما لا أعفو، ولكنِّي لا أظلِم أحدًا ما لم يقترِف بحقِّي ذنبًا.

«أنا المُخطئَة هُنا، ليسَت له علاقةٌ بجُرمي صدِّقني، لقد نامَ ليلتَها حتَّى الفجر، وما أعلمتُه عن الحقيقَة. رغم السَّواد الَّذي غمَر جسدي، ورغم تشييع روحي لحياةٍ لا تستحقُّها، واصلتُ النَّظر في وجهِه بطلعةٍ بريئَة، والابتِسام بانكِسار لن يلحَظه.»

كانت غُصص البؤس الموقوتة في حلقِها على وشكِ الانفِجار، وربَّما زرعتها عمدًا من أجل استعطافي؛ هي تعِي جيِّدًا أنِّي لا أراها، والسِّلاح الوحيد بحوزتِها هو الصَّوت.

معرِفتي عن سرِّ زوجها دغدغت حُنجرتي فضحِكت باستِهزاء، ما تزالُ خيانتِه بعيدةً عن مُتناول معرِفتها، وشياطيني تهمس لي أن أطعَنها وهي في غفلةٍ من أمرها، شعوري بالشَّفقة حِيالَ دِفاعِها عن مُدانٍ تجهلُ جريمتَه بحقِّها رفَّه عنِّي قليلًا، لقد خُدعت مِن شخصٍ قريب، يُشارِكها نفسَ السَّرير، وحتَّى جسدَها!

«أنتُما مِن سُلالةٍ واحِدة، سُلالَة الخوَنة.»

بانفعالٍ هتفت.

«أقسِم لَك أنَّه لا يعلَم.»

وددتُ أن أفصِّل لها ما عنيتُه، لكنِّي أعطيتُ جينوو كلِمتي؛ لديَّ مبدآن راسِيان، حفظ الوعد أحدُهما، الآخر صار فارِغًا بسببها؛ ألا وهو الإخلاص.

لكمتُ لوحَة التحكُّم مِلء قوَّتي.

«غادِري، لا أريدُ رؤيتَك تنتهكينَ نِطاقَ بصري، بعدَما انتهكتِ غُرفَتي. العَواقِب ستكون وخيمة، لن تتوقَّعي ما قد أقذِفك بِه.»

كانت على وشكِ الرَّحيل، غير أنَّها تراجعت في اللَّحظَة الأخيرة وتفوَّهت بالهُراء.

«كِلانا يعلَم جيِّدًا جِذر الخطأ، ألا وهِي سومين، لقد حاكَت حيلةً مُحكمةً لخِداعِك مِن أجلِ رشفاتٍ مِن المشروب برفقةِ قريباتِها، لبَّيتُ بصِفتي خادِمةً في منزِلكم، لن أقول أنِّي بريئة، فلولا مشاعِري لحبَّذتُ الطَّرد على المُخاطَرة.»

تنازلتُ لأوَّل مرَّة مُنذ نشوبِ هذا الحِوار بيننا، ونظرتُ إليها محذِّرًا.

«أجُننتِ؟»

وجَب على تلك الخرقاء أن تصمُت حفاظًا على مخارج حُروفها من النَّزيف الَّذي توعَّدتها به قبضتي، لكنَّها قالت بيأس، كأنَّها تُناجيني لأنحاز إليها:

«ربَّما زوجتُك لا تحبُّك بالقدرِ الكافي، لتضحِّي بالمتعة من أجلك!»

حبستُ ذقنها بين إصبعيّ كفِّي المُجاور لها، وضغطتُ عليه بقوَّة، لعلَّها تكفَ عن تحريضي على إذاقتِها من صواع العذاب؛ ما فعلته إلى الآن ليس سوى الفاتحة وإن لم تكن الخاتمة فلن تُحمدَ عقباها!

أطلقت سراحَ آهة، قبل أن تستأنِف تفريغ حمولَتها الكاسِدة، بألم جليّ.

«وربَّما أنتَ الَّذي لا تحبّ زوجَتك بالقدرِ الكافي لتتعرَّف عليها بينَ حُفنة مِن أشخاصٍ يُشبِهونَها. لكنَّك تعرَّفت عليّ، ألم تنتبك مشاعِر مُختلفة، هِي الَّتي حرّضَتك على الشكّ بأنِّي لستُ هِي، لأنَّها لا تمنحُك رُبعَ ما منحتُك إيَّاه؟»

تقهقَرت جانبًا حينَما استغنيتُ عنها، مانِعًا حقدي من التَّغطية على جريمة بجريمةٍ أخرى.

«لا تُريني وجَهك ثانِيةً.»

كأنِّي أراه!

أشاحت بوجهها بعيدًا، تدثِّر انكساراتِها، رغم أنِّي لن أراها في جميع الأحوال. ما لبثت وأن تخلَّت عن مقعدها، ووقفت على جناحِ الطَّائرة.

«لن يُقدِّم أسَفي ولن يؤخِّر، لكنِّي آسفة.»

ما اشتَعل سُخطي، إلَّا لأنَّها دسَّت الحقيقَة المُنفِرة بينَ كلِماتِها، أبيتُ إدامَة النّظر إليها، وسعيتُ جاهِدًا لردعها، قبل أن تخترِق عقلي، فألسِنتها آذتني. ما أزالُ عاجِزًا عن تصديقِ ما صنعته بي سومين، وإصرارِها على الكذِب والمُراوغَة. صدَقت سايا، فزوجَتي هي المُخطِئة الأولى، نالت عِقابَها، وحصدت الخسائِر معها، مذ أنَّنا مُرتبطان.

كُلّ ما أريدُه الآن، شخصٌ لألقي اللَّوم عليه، وأكرهه، حتّى لا أكرَه نفسي الَّتي اتَّهمتها بالغفلة، وحمَّلتُها كامل المسؤوليَّة، أو أحاسِبها على خِصالِها، وحدَث أنَّها الدَّخيل الوحيد!

مكثتُ في الطَّائِرة لوقتٍ طويل، معرَّضًا لغارات الشِّتاء البارِدة، فكَّرت بإمعانٍ في ما عليّ القِيامُ بِه، بعدما نفيتُ الغضَب مِن مجلِس الشُّورى، لئلَّا يُقنِعني بحُلولِه الغيرِ سويَّة، أعي جيِّدًا أنِّي لو سمحتُ له بالاستيلاء على جسَدي فسوفَ يُخرِّب كُلّ ما تبقَّى. بالنِّهايَة، الجسَد مُجرَّد مُستعمرة، تُديرُها المشاعِر بمناهِج غبيَّة، كثيرًا ما تودِي به إلى التَّهلكة، لكنِّي نشأتُ على السُّلطَة، وصمَّمت لي قوانينَ خاصَّة، قيَّدتُ بِها معصميّ، عُنقي وفُؤادي، حتَّى صار كُلِّي تحت إمرتي... ألن يكون من العار على رجلٍ يحكُم فيلقًا من الجنود، أن يعجز عن التحكُّم بنفسِه وضبطها على أيَّة حال؟

سحبتُ مِن جيبي مِنديلًا شاحِب اللَّون، بيديِ الَّتي أورمتها حرارَتي الدَّاخلِيَّة، جفَّفت بواسِطته النَّدى المُتعلِّق بناصِيتي، ثمَّ أرجعتُه إلى مضجعِه. طويتُ صفحة مشاكِلي الشخصيَّة، وتخلَّيت عن كتابها داخل الطَّائِرة، وانبَعثت خارِجها بوقار غير مشقوق... سلامٌ لأناسٍ يموتون بطعناتِ الأحبَّة، ويبعثون منقوصين، بالألَم، لقد كُنت مبعوثًا بالألَم!

أتممتُ عمَلي بوجهٍ فارِغ، لا يئنُّ ولا يشكو؛ لم يُثِر ارتياب أيٍّ من الجِنرالات الَّذين قابلتهم، ولا حتَّى معارِفي، إذ اعتادوا على ملامِحي النَّاضبة، وردودي المُقتَضبة. ربَّما يعتقِدونَ أنَّها من متطلَّبات كينونَتي؛ كعسكريّ ذي رُتبةٍ عالية، أنا بحاجةٍ لأفرضِ نفسي، ولكِن لا، كُلِّي جبلٌ متجمِّد، عانَى عقودًا مِن الجليد، يدَّعي أنَّه عتيد. حينَما آن أوانُ الرّحيل، رحلت عن مكتبي، معَ حقيبَتي الجلديَّة، واتَّجهتُ نحو البوَّابَة الأماميَّة، حيثُ استقرَّت سيَّارَتي، الَّتي يقودها زوج الوضيعَة، وقاحتُها جعلتني أفترضُ أنَّها ستُرافقنا ولكنَّها لم تأتِ، ولم ننتظِرها.

«فلتنطلِق.»

«ماذا عن زوجَتي، ألن تأتِيَ معنا؟»

على المِرآة المتدلِّية قُبالَتي، لمحتُ رأسَه مائِلة، بدا وأنَّه يرتقِب ردَّة فِعلي بفارِغ الصَّبر. بتأنٍّ سحبتُ عُلبةَ السَّجائِر مِن جيبي، أعتقتُ لُفافَة ثُمَّ أعدمتُها حرقًا، وشفَطتُ الرُّوحَ مِنها. سرعان ما سرَّحتُ أوَّل دُفعةٍ مِن الدّخان، سويًّا وعبارةً مفيدَة.

«ليسَ بعدَ الآن.»

في الأخير استسلم، واستقال عن انتظارِ تفسيرٍ منِّي. هدَر المُحرِّك حينَما أيقَظه، وسحقت العجلات الأتربَة، بينَما تشقُّ طريقَ العودَة إلى المدينة. قبل أن يسلبني التَّفكير بعلاقَتي مع زوجَتي عقلي، أوليتُه شطرًا من تركيزي، وأنبأته بقضائي.

«كلاكُما مطرود من القَصر، عليكَ الشُّروع في البحثِ عن منزل آخر.»

دهس الفرامِل بغتة، فاندَفع جسدي إلى الأمام ثُمَّ ارتدّ. شزرتُه بنظراتٍ قاتِلة، واضحٌ أنَّ جزَعه قد حجَبها عن عينيه!

«لماذا؟ هل ارتَكبت خطأً ما؟ أخبرني عنه وسأُصلِحه، أرجوكَ لا تطرُدني مِن العمل، هُو الأمل الوحيد الَّذي أمتلِكه، لترميم حياتي.»

أصلحتُ جلسَتي، حيث استَرخيتُ باختيالٍ على ظهرِ المقعد، وأحدَقت بسيجارتِي.

«مَن قال أنِّي أسحبُ مِنك الوظيفَة؟»

ما لبث وأن اهتَدى إلى غايَتي، لكنَّه لم يرق له، إذ انتفضَ متوسِّلًا.

«ليسَ لدينا مكان آخر لنقصِده، لقد تخلَّينا عن المنزِل الَّذي قضينا فيه سنوات زواجِنا، وربَّما لن نستطيع العثور على آخر مماثلٍ لسِعره، وقريب من القَصر.»

شخص بصري إلى النَّافذة، وبجفوةٍ تمتمت:

«سئِمت العيشَ مع الغُرباء.»

«سيِّدي.»

ما يحول بيني وبين التحوُّل إلى ديكتاتور، قُدرتي على التَّفرقة بينَ المُذنِب والبريء، وصومي عن إعدامِ البريء لمُجرَّد أنَّه على علاقةٍ بمُذنِب!

رمقتُه بحدَّة.

«سأُمهِلك شهرًا، إن لم تُغادِر فستجِد أغراضَك بالشَّارِع، دونما إنذار.»

-

لأجلِه خُضت انتِفاضةً متهوّرةً ضدّ المبادِئ، رغم يقيني أنِّي مهما انتَصرت، وأسكتُّ صوتَها، فلن يقبَلني به قبل انقِضاء مُهلة خُمودِها في ذاتِي، وستثورُ بلهبٍ أسمى مِن السَّابِق، تُحرقني، وعِند أبوابِه، كنت أموتُ بداخِلي رويدًا رويدا!

استَوطنت نظرات الانحِطاط جفنيه، بينَما يُخاطِبني بلهجة آل الحِقد، وأضرَمت فيَّ ألمًا كاسحًا، وندمًا قادحًا، تمنَّيتُ لو أنِّي قادِرة على اقتِيادِ عبَّارة الزَّمنِ نحوَ الخليجِ الَّذي لاقيته فيه، منتحلةً هويَّة غيري، مُلثَّمةً بالحبّ، لأعدِّل على الحروف، وأصوِّب السِّياق، حتَّى وإن تدفَّقنا مُتباعِدين، دونَما أملٍ في اللِّقاء.

خلفَ جِدارِ المبنى، تواريتُ أحدِّق بالسيَّارةِ وهِي تُغادِر الثَّكنة بلاي، مُشتِّتة الرِّمالَ أسفل عجلاتِها. أدركتُ أنِّي قد بدأتُ أحصد ثِمار ما زرعتُه بينَنا مِن ألغام؛ ثمارٌ مِن ضريع، أتلفَت أحشاءَ فِكري، وثقبَت روحي، فما عُدت أميِّز بينَ المباح والمُحرَّم. سطوتُ على رجلٍ مُقيَّد بخاتم وحبّ، وألقيتُ عليه تعاويذَ كاذبة بصمت، أعالتني الظُّروف على تمريرِها. مهما راوغتُ وأخبرتُني بأنِّي ما توقَّعتُ مِنه ردًّا حميدًا، تعترضُ الحقيقةُ طريقِي، وبينَ ذِراعيها أملٌ أنكرته، لفَظ أنفاسَه الأخيرة اليَوم، تمنَّيتُ لو يرى مشاعِري الشَّاهِقة له بالفعل، لكنَّ مصعداه -عيناه- معطوبان، يستحيل أن يسلك الطَّريق المُؤدِّيَة نحوَ صِدقي، المُحاط بأشواكٍ من الأنانيَّة.

أغاثَ جفنايَ دواخِلي الَّتي غرقت في الأتراح، وأخرجا أثقالي بقلَّة حيلة، لا يسعُني سوى الانتِحاب عسى أن أفرج عنِّي كربي بنفسي، ما دمت بعيدةً عن الجميع، أنا أنانيَّة حتَّى في الألم، فرغمَ علِمي بأنِّي لا أستحقّ الخلاص، أنشُده!

تدفَّقت الخطوات مِن قدميّ بتناغم، رغمَ أنَّ الموت يهبُّ بداخِلي، أودّ لو أدرِك محطَّة القطار قبل مغيبِ الشَّمس. شاركَتني الطَّبيعة مأتَمي؛ بمجرَّد ما تجاوزتُ أسوارَ الثَّكنة وصرت في مرمى السَّماء. تركتُ رأسِي يتلقّى قذائِفها البارِدَة، مع الأسف لا بارودَ فيها ليقتُل أوجاعي، ويُخلِّصُني مِن حياةٍ مرَّة لستُ نِدًّا لها. عقِبَ لحظات مِن الصُّمود انكَسرت، وتخاذَلتُ في المشي، واختلطَت دُموعُ حسرتِي بالماء، لولا الحرارة الَّتي لسعت وجهِي لظننتُ أنَّه المَطر يغسِله لا غير. كان التَّماسُك لُزمًا عليّ، لا أستحقُّ الرَّاحَة المسطَّرة في عقد الموت، كبندٍ من بنودِه. طمستُ آثار بكوتِي بكفيّ، ثُمَّ جمعتُ ساعِديّ عنِد صدري، وهرولت بُغية أن أصِل في الوقتِ المُناسب.

قضيتُ ساعَتين في القِطار، أتأمَّل الأطيافَ السَّوداء خارِجَه. تذكَّرت الجَمال الَّذي استأجرهُ لعينيّ قبل أن يكشِف لي عن غايته مِن رحلتِنا الودودَة تلك، ووجهَه الآخر، تذكَّرت النَّظرات الَّتي انبثَقت مِن بؤرةِ حقدٍ أبديَّة في صدرِه، تُقسِم أنَّه لن يُسامِحني ما دامَ حيًّا. خشيتُ أن أُقابِله عِند مدخلِ القصر، ارتَجفت أنامِلي بينَما أفتح بابَه، وساقاي بينما تجُرَّانني داخله بسرعة. صبوتُ مقصورَتي بأمان، أطلقتُ زفرةَ راحَة، ودلفت، حيثُ وجدتُ جينوو يتخبَّط ذهابًا وإيابًا في صِراطٍ مُستقيم، أنارَت لُؤلؤتاه الدَّاكِنتانِ باطمِئنان ما إن لُحت في مداه. لم يطُل سكوته ولا لطفه، إذ اقتَرب منِّي، وبعصبيَّة وبَّخني.

«كَم مرَّة عليَّ تذكيرُك بإخباري عندما تنوينَ مُغادَرة الثَّكنة بمُفردك؟ ألا تُفكِّرينَ ولو قليلًا بالهواجس الَّتي قد تنتابُني آنذاك؟»

استَغربتُ ارتِفاعَ منسوبِ صوتِه عن المُعتاد، والهلع الَّذي يُرجرِج قدميه، لم يقلق عليَّ بهذِه الطَّريقَة الهستيريَّة مِن قبل!

أطرقت برأسي متأهِّبة لإلقاء كِذبة.

«آسِفة، ما استَطعتُ الحُصول على إذن بالخروجِ ولو لدقيقة مِن أجلِ إعلامِك، الإدارةُ هُناك صارمةٌ للغايَة، وطلباتُنا مرفوضةٌ دومًا.»

تجرَّع رشفةً من الصَّمت، ثُمَّ أمسَك كتِفيّ وسأل باضطِراب:

«أخضتِ في جدالٍ ما مع الكولونيل؟»

صارَ الكذِب بالنِّسبة لي وظيفة، أقتاتُ بأجرِها بينَ الظَّرفِ والآخر، وحدَه جوعي إلى السَّلام، ما يحثُّني على استِغلالِه.

«لا؛ بأمرٍ مِن الرَّئيس سأعمل لساعاتٍ إضافيَّة ليلًا، مُنذ اليوم.»

لمحتُ الشكّ يومِض في مُقلتيه اللَّتين ضاقَت إحداهُما. اعتمل التوتُّر بذاتي، وأوَّل ما فكَّرت فيه أنَّ بيكهيون قد فضحني.

«ولكِن ما علاقةُ الكولونيل باختِفائي؟ أحدَث وأن شكاني لك؟»

أفلَت حافتيّ كتِفيّ، سويًّا وتنهيدة مُحبطَة.

«لقد طردَنا مِن المنزِل، وأمامَنا شهرٌ وحيد لإيجادِ مكانٍ نُقيم فيه.»

قضمتُ شفتي السُّفلى نادمةً على خيارٍ ما يفتأ قلبي يُقدِّسه، في حين استَدار جينوو واضعًا ظهره بينَ جفنيّ، وراحَ يبعثِر شعره بحيرة.

«لا أدري ما الَّذي حلَّ بِخُلدِه ليطردنا هكذا فجأة، مُلقيًا عُذرًا واهِيًا لن يُقنِع طِفلًا، لماذا استِدعانا إلى قصرِه مُنذ البداية إن كان يمقت العيشَ معَ الغُرباء؟»

نسيتُ كيفَ أصوغ الصِّدق، ربَّما صهرتُ جميعَ معادِنه لاختِلاقِ أكاذيبَ مطليّةٍ بالذَّهب. عانت يدي كثيرًا قبل أن تصِل إلى كتفه.

«سنكون بخير.»

حطَّ كفَّه فوق ظهر يدي، كأنَّه يستمدّ الطَّاقة والصَّبر منها.

«على الأقلِّ لم يمسس برِزقي.»

لقد أمسَك نفسَه عن إيذاءِ زوجي، رغم حاجتِه إلى قطعِ كُلّ الأواصِر بيني وبينَه، كي يتيحَ لها الفُرصة للنِّسيان. حينَما يراه، سيرانِي مِن خلالِه. مِن بينِ جميعِ الأفكارِ الَّتي يُمكِن لها أن تُراوِدني في لحظةٍ بائِسة كهذِه، انحرَف ذِهني عن السَّبيل السويّ، نحوَ الجُنون، حبُّه أصابَني بالحُمَّى، ربَّما أفقدني صوابي لأخبِر نفسي كَم أحترِمه!

حاولتُ ألَّا أصطدمَ به مُجدَّدًا، رغمَ أنّ الشّوق كان يلوك أضلُعي، ويُشقِّقُها. امتَنعتُ عن ارتِداء ملابِس سومين، أو أيّ قِطعة سبق له وأن شهِدها عليّ، رغمَ شحِّ خِزانتي؛ مررتُ بجوارِه عدَّة مرَّاتٍ في باحةِ المنزِل، وفي القاعِدَة العسكريَّة، لكنّه لم يميّزني، ارتَحتُ لأنَّ خطَّتي جرت كما أردت؛ لقد أُعفيته مِن تذكُّري مؤقَّتًا، لاشكّ وأنِّي أقطُن سريرَه غالبًا، يشحُن مقتَه لي كُلَّما استَلقى عليه، ما نسيتُ النَّبرةَ الَّتي أشهرها ليُعلن عن رغبتِه في موتِي.

المُهلةُ الَّتي حزمَها لنا بيكهيون تحتضِر، وما تبقَّى بينَ أيدينا لن يُنقذنا مِن التشرُّد في الشَّارِع، أمامَنا يومين فقط. لقد تفرَّعت أغصان البؤس في وجه زوجِي، مِن بذرةٍ أنا مَن نثرتُها على أرضِنا، بعدَما عمَّرناها لسنواتٍ دونَ أن نتضوَّر جوعًا للحبّ؛ سمَّمت أيَّامَنا، وجعلتنا في عُسرٍ عظيم، ومغصٍ أليم. يكسِرني الأسى كُلَّما جافاه النَّوم، كأنَّ عدوى الأرق انتَقلت إليه مِنِّي، أنا الَّتي دمَّرتُ آمالَنا كُلَّها!

وصَل جينوو للتوّ، بعدَ أن استَنزف في البحث عن منزلٍ عتيق يؤوينا، يومَ عُطلتِه المُهدَّد بالتَّداعي في أيّة لحظة، يكفي أن يطلبَه أحدُ أفرادِ العائِلة. اتَّكأ على الباب، حالما أوصَده، وحرَّر أوّل زِرّ مِن أزرار قميصِه السَّوداء، كأنَّ ياقَته باتت تخنقه، ملامِحه سبقت لِسانه، وأفشت لي أنَّه قد فشِل مرَّة أُخرى، وتنهيدَته نمّت عن خيبةٍ واستِسلام.

«سنُرمى في الشَّارِع لا محالَة، جميعُ المنازِل باهظة الثَّمن، يستحيلُ أن نوفيَ دينَها!»

قُمت عن السَّرير وبعثتني نحوَه برسالَة مُواساة، عسى أن أُطفِّف أوزانَه كما ينبَغي على الزَّوجَة الصَّالِحة أن تفعل.

«أسعار العقّارات ترتفعُ رويدًا رويدا، وهذا ليسَ بجديد علينا، لا بأس يُمكِننا التَّنازل عن كُلّ راتِبي مِن أجلِ الإيجار، فلتَبدأ بالبحثِ عن منزلٍ يُساويه، بدل البحثِ عن المُستحيل.»

وددت نزعَ السُّترة عنه، لكنَّه أزاحَ يدي بغضب.

«لو تنازَلنا عنه للإيجار، وعن راتِبي للعيش طوال الشُّهور، ماذا عن الادِّخار مِن أجلِ شِراء منزلٍ لائِق غير مُتراخ؟ ماذا عن مشروعِنا للحُصول على طفل؟ مَتى سنُحقِّق جميعَ أمانينا الَّتي طالَ انتِظارُنا لها؟»

رمقتُه بنظراتٍ خاوية مِن الأمل، كإطلالة أخيرة على الكون، بعينيّ ميِّت، تنتظِران أحدًا ليسدِل جفنيهما إلى الأبد، وبخُفوت قلت:

«سنتخلَّى عنها.»

سرعان ما اخترقت موجاتي الصوتيَّة العاتية دهشَته.

«ليسَ الجميع مُؤهَّلًا ليحلُم، الأحلام مُكلِفة للغايَة، أحيانًا علينا إعدامُها، قبلَ أن تختلِس كامِل قوانا، وأن نعلَم أينَ علينا وضع جهودنا، ومالَنا... أناسٌ يعيشون على حافَّة الهاوية مثلنا، مصيرهم العَمل بجدّ حتَّى الرّمق الأخير.»

لأنَّنا نشأنا في فقرٍ مُدقع، وعانينا مِن عوز أهلنا، أقسمنا أنَّ ماضينا لن يشتقَّ نفسَه في حاضرِنا معَ أطفالنا، ذلك هُو السَّبب الَّذي جعَلنا نُؤجِّل الإنجاب حتَّى نُوفِّر لاستِقبال ابننا، ما نستطيعُ مِن عدَّة، ونؤمِّن له عيشًا كريمًا لم نظفَر بِه.

ربَت على خدِّي بيدِه البارِدة.

«لم أقصِد الصُّراخ بوجهِك، أعلم أنَّك تُحاولين التَّخفيف عن أعبائي، أنا مُتعبٌ فقط.»

ابتَسمت بفتور، مُتداركةً نوبة السَّواد الَّتي تحاول ابتِلاعي.

«لا بأس.»

أنا السَّبب في الحالةُ الَّتي آل إليها، لقد حطَّمتُ جميعَ مشاريعِنا عن غير قصد، هجرتُه على السَّرير، وقدَّمت استقالَتي من وظيفَتي في التَّخفيف عنه. بالسَّابِق كُنَّا نستَطيعُ أن نحلُم، دونَ أن نحسبَ حسابًا للمُستقبل، وما يُواريه لنا. كانت الأحلام هِي كلّ ما يصرِفُ عنَّا طيفَ الاستِسلام، يصدُّ عنَّا نقم الواقِع، ويدفعنا نحوَ الاستِمرار في الكسب. ما عُدت أستطيع العودَة إلى نفسي القديمَة، وصلتُ إلى طريقٍ مسدود، بعدَ أن سلكتُ مسارًا خاطئًا.

أدركتُ حينَما صِحت بِه، وطلبت أن يتخلَّى عن جميعِ آمالنا، أنِّي بلغتُ نُقطَة النِّهايَة، لقد تمكَّن الاكتِئاب مِن طرحِي على ثرى الهزيمَة، بعدَ نزالٍ ضارٍ، لا، الأصحّ دونَ أن يستلَّ سيوفَه، ودون أن أكتشف وجودِه، أو أصدِّقه. هربت من المعركَة بجُبن، إذ آمنتُ منذ البداية أنِّي -بلا شكّ- خاسرة، ومُرهقةٌ كفايةً مِن الحياة، لستُ مؤهَّلة لحربٍ أهليَّة!

غادَر جينوو الحمَّام، والمنشفةُ ملتفَّة حولَ خصرِه، تجاوزته بصمت، وولجت، ثمَّ أغلقتُ البابَ بإحكام، التَقطت شفرة الحِلاقَة الخاصَّه به، وجلستُ تحتَ المرشّ، على أرضيَّتِه المبلولَة في كامِل حُلَّتي، فكَّرتُ أنَّ نِهايَتي ستُنهي مُعاناة الجميع، سومين الَّتي قِدمت إليَّ مُنذ أسبوعين لتُخبرني بأنَّ صداقتَنا باطِلة، وكَم أنَّا خسِّيسَة لسبيِ زوجِها، جينوو الَّذي لن يضطرَّ لهدرِ طاقتِه في البحثِ عن منزلٍ ذي سعرٍ رؤوف لا يُدمِي جيبَه، وبيكهيون الَّذي سيُسرُّ إن قبضتُ روحي نيابَة عنه، ويكفَّ عن مُطاردةِ أشباحِ الماضي، وتذكُّر عار الخِيانَة.

ما يُحزِنني أنِّي عجزتُ عن إقناعِه بحُبِّي، سأموتُ وهو يظنّ أنِّي كذبتُ عليه مِن أجلِ النَّجاة. لعلَّ تسليمَ نفسي للتَّهلكة، سيُريه المَدى الَّذي بلغته في شعورٍ مُفخَّخ، في حبِّه، بروحٍ مِلؤُها الجِراح، لعلَّ اقتِصاصي مِنِّي، سيجعلُه يقصُّ حقده تجاهي مِن صدرِه، لعلَّ تضحِيتي بأنفاسي ستُخلِّدُني بذاكِرته، كامرأةٍ أعدَمت فُؤادَها بيديها، لمجرَّد أنَّه تمنَّى رحيلَها مِن الدُّنيا، لمجرَّد تخليصِه مِن الإهانَة.

بوجهٍ جامِد قطعتُ إمدادات الدِّماء عن وريد معصَمي الأيمن، وسمحتُ لها بالانسِكاب خارِجه بغزارَة، يليها وريدي الأيسَر، ثمّ أسندتُ ظهري إلى الجِدار المُبلَّط بأناقَة. أجلتُ بصري في الأرجاء، وفي أذنِي صوتٌ يهمِس لي أنِّي اختَرت ما هُو أفضل للكلّ، وما هُو أفضلُ لي، رغمَ رغبَتي الغريزيَّة في النَّجاة، أعلَم أنِّي لن أستطيع البدء مِن جديد.

حدَّثتُني بصوتٍ مُضمحلّ، مؤنسةً نفسي، مذ أنِّي آخر من تبقَّى لي:

«أنا جبانَة، وأضعفُ مِن أن أستطيع احتواء مشاعِر جبَّارة كحبٍّ آثم، وأنا مصلوبة إلى النَّدم، أصرُخ ولا أحدَ يهبُّ لنَجدتي. لطالَما أسكَرني الألَم، ورغبت في إنهاء حياتي لأتعافى، لكنِّي لم أمتلِك شجاعَة كافيةً للموت، اكتَفيتُ بإيذاء نفسي جسديًّا، كي أشغلها عن صيحاتِها الجوفيَّة. لقد احتَرقتُ حُبًّا، الجحيم ليسَ أسوأ.»

في لحظاتي الأخيرة تمنَّيتُ لو أنِّي لن أموت وحيدَة، لو يُمسِك أحدُهم بيدي، ريثَما تفرغُ روحي مِن حزمِ أغراضِها لسفرةٍ أبديَّة..

واصلت الهذيان، رغم أنَّ نغماتي تكاد لا تصلُ مسامِعي، ليسَ لشيءٍ سوى لأملأ ثغرات الصَّمت، فلا تتسلَّل الشُّكوك إليّ، وتحملني على التَراجُع.

«لم أكن إنسانةً طموحَة في الحبّ، أو امرأةً مُهملةً حقًّا، كما أوهمت نفسي، قبل أن أعثر على الكمال في حبِّ غريب. كُنت أكثَر تعقيدًا مِن أن أفهَمني، رغمَ ذلِك أردتُ لمَن هُو خارِجي أن يفهَمني ويُشخِّص ما أريده.»

شعرتُ بالخوف، لكنَّه ما ضاهى خوفي مِن الاستِمرار، بصري مُشوَّش كأنَّ في عينيّ غشاوَة، دموعي تسيل بلا حِساب، والتَّعب يُعانق أوصالي، ويُثقل أهدابي.

«واثقةٌ أنَّ زوجِي الَّذي خنته هو أوَّل من سيتضرَّع لخلاصي، ربَّما الوحيد، قد تعفو عنِّي صديقَتي ندمًا لأنَّها فتحت لي بابًا للانتحار، ماذا عن شهريار الوغى في قلبي؟»

أغلقت جفنيّ، قبل أن يُرغمني الفناء على إغلاقِهما، وبشفاهٍ مرتجفةٍ تمتمت.

«هل سأرقُد بسلامٍ يا تُرى؟»

-

هلاوز بالخفافيش الحلوين تبعي 😸

كامي كان محشور بمسلسل the 100 الحمد لله خلصتو على خير بقعد استنى الحلقات الأخيرة تنزل 😂😂 حاسة بفراغ رهيب 💔

المهم طلعت منو بـ 3 أفكار جديدة، متحمسة لها، بس للأسف ما عندي وقت 😭😭 اتس اوكي اتمنى ما تعفن بالقبو 🌚

بخصوص جسد كأنو تو ماتش بؤس 😂🙇

على اساس هذا الفصل فيه شي حلو 😂😂 كان في خلل بمخططاتي أند هير وي آر، تصادف آخر مشهد مع فترتي الهرمونية وبكيت كتير 😢

شو رأيكم بالفصل!

أكثَر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

جينوو!

سايا!

شو رح يصير بسايا!

ردة فعل بيكهيون، سومين، جينوو على انتحارها كيف بتكون!

كيف سارت علاقة بيكهيون وسومين!

لسا في صدمات وفي شي حلو والله 😂😂 شو توقعاتكم للجاي 🔥

دمتم في رعاية اللَّه وحفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro