Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل| 11

لقد نفيتُ حُبَّك إلى جزيرَة الخيبَة في عرضِ فُؤادي، ولكنَّه هاجَر إليَّ مِثلَ حمامٍ زاجِل، لكِن هل سيرضى رجُلُ الوطنِ بالمنفى؟

لا أدري لِماذا تُلاحِقني اللَّحظاتُ وهِي تضمُّك مِثل باقةِ زهورٍ حمراءَ نديَّة، تُحرِّضني على تنشُّقها بنشوة، كأنَّها تُحاوِل مُصالَحتي على صفعاتِها السَّالِفة، على النُّدوب الَّتي نقشتها في مُهجَتي وعلى الألَم الَّذي لم أجد مِنه مفًّرًا سِوى أن أُسكِتَه بألمٍ جسديٍّ مُؤقَّت، ولا أدري لماذا تثني الأيَّام عزيمَتي رويدًا رويدا، مصرَّة على إبقائي حبيسَة نقطةٍ سوداء!

هذِه المشاعِر تُنهِكُني، تُوجعني، وكُلَّما يشتدُّ بي الوجع أخدش جلدي بأظافري، حتَّى يفرج عن دُموعِه الحمراء، فمآقيَّ جفَّت ولم تعد قادرةً على درِّ دمعة. ليسَت الخيبةُ ما يكسِر ظهري، فأمشى كعجوزٍ مِثلَما أخبرتَني، بل هُو أنت، أنتَ أثقَل مِن أن أحمِلكَ بمُفرَدي؛ قرَّرتُ النُّهوضَ بعدَ إذ تخلَّيتُ عنكَ، ارتدَيت قِناعًا شائِكًا، وحاوَلتُ المُواصَلة مِن حيثُ توقَّفت، غيرَ أنِّي لم أستطِع. شعرتُ بالمزيدِ مِن الفَراغ، كأنَّ قطعةً مِن روحي سُلبَت مِنِّي، وظلَّت القِطعةُ الأُخرى تبكيها. أدركت عندما طرقَ جينوو شفتيّ يبتَغي موعِدًا حميمًا على سرير، رفضتُه، فلاكَني الذَّنب، أنَّ لا شيء سيعودُ إلى مكانِه الطَّبيعيّ بسببي، عقابًا على إتباعي لأهوائي.

أنا هُو، والرِّياحُ الخريفيَّة البارِدةُ بينَنا، تصدرُ حفيفًا مُحبَّبًا؛ ككلِّ مرَّة، يُدهِشُني بأحاديثِه، وفي خضمِّ الدَّهشةِ أخشَعُ إلى مُقلتيه العسَليَّتين، بل هُما مُستنقعٌ طاهرٌ تنتشِرُ فيه زنابِق الفِتنة رغمَ الفراغِ الَّذي يستَوطِنُه، مِثلما استوطَن حياتِي، وعواطِفي، قبل أن تعثُر عليه كملهاة لها.

كلَّما رأيتُه راودني الإلهام لأخطّ في وصفه قصيدة، بل إلياذَة، رغم أنِّي لست بشاعرة، ولا مؤرِّخة، ففي سكونِه حروبٌ طرواديَّة تستحقّ التَّخليد، طرفها الخاسر أنا!

" ما الَّذي تنتظِرينَه؟ "

بصعوبةٍ استَطعتُ التمسُّكَ بحبلِ الوعي، ورغمَ رغبَتي المريرةِ في قضاءِ الوقتِ رفقتَه تحتَ سقفٍ واحد، والشَّيطان ثالثُنا نفيت.

" لا داعِيَ لذلِك حقًّا، يُمكِنني المبيتُ بفُندقٍ ما. "

" هل بدا لِك ما قُلتُه طلبًا؟ "

عزفت ذاكِرتي ألحان كلِماتِه السَّابِقَة، فانتَبهتُ أنَّها لم تنتهِ بعلامَة استِسلام، ولا مقام رجاء، ما لبثت وأن أومأتُ برأسِي نافية.

" تحرَّكي إذًا. "

لفرطِ الصَّرامَة في نبرتِه تمخَّض لِسانِي دونَ أيِّ تخطيطٍ مُسبق.

" حاضِر سيِّدي. "

هُو رجلٌ يتحدَّث بصيغةِ الأمر، إذ اعتَاد على نيلِ الامتثال مِن الجُنود الَّذين لا خيار لديهم سواه. لو كانَ زوجي وخاطَبني بلهجةٍ مُستهتِرةٍ كهذِه لجافيتُه ربَّما، لكِن لأنِّي بطورِ استِكشافِه، أجِدُ كُلَّ تفاصيلِه مُثيرةً للاهتِمام!

عندما انقَطع عن السَّير والتَفت يرميني بإحدى نظراتِه المُميتَة، وعيت أنِّي أقِف في ذاتِ البُقعَة دون حراك مُنذ وقتٍ طويل. تبعته إلى السيَّارة العسكريَّة، ثُمَّ صعدت بجوارِه لأوَّلِ مرَّة، كأنَّ جميعَ الفوارِق بينَنا قد مُحيت. وضعتُ الحقيبَة على فخذيّ، واستَغللتُها لتخفيفِ توتُّري، كنت أضغطُ عليها كُلَّما شعرتُ بقلبي على وشكِ الانفِجار؛ لم أستطِع ألَّا أسرح به، كيفَ يُطوِّقُ المِقوَد بيدٍ واحِدةٍ مِثلَما طوَّق خصري ليلَتها، ووحَّدني بجسدِه، وكيفَ يستلقي مرفقه الآخر على حافَّة النَّافذة المفتوحَة، وتفرُك أنامله فكَّه الحادّ، كأنَّها تشمتُ بثغري العاجِز عن لمسِه حتَّى، وجدتُني أقضِم إبهامِي بعُنف حتَّى تذوَّقتُ طعمَ الدِّماء، وما انقطعت. شهقتُ حينَما اكتَنفت كفُّه يدي برقَّة تُبعدُها عن فمِي، وحلَّقت نظراتِي المُرتجِفة في أجوائِه الخامِلة، وحُسنِه الباذِخ.

" أخائِفةٌ مِنِّي؟ "

خائِفةٌ مِن نفسي فقط.

" لستُ خائِفةً مِنك، أعلمُ أنَّك رجلٌ نبيل، لا يقترِف ما قد يندمُ عليهِ لاحِقًا. "

أعتَق يدي، سويًّا وتنهيدةً مُتهدِّجةً دلالَة على السُّخرية، كأنَّه يُخبِرني أن أدرُسَه مرّة أُخرى. انتبهتُ للتوّ أنَّ السيَّارة هاجدةٌ أمامَ محلٍّ للمواد الغِذائيَّة، وبغباء سألت:

" لماذا توقَّفنا هُنا؟ "

" حتَّى نقتَني ما ستطبخينَه للعشاء. "

استَطرد بينَما يترجَّل مِن السيَّارةِ ببرود.

" لماذا تظنِّينَ أنِّي قد أحضرتُكِ معي؟ "

شعرت بخيبة أمل؛ إذ اعتقَدت أنَّه يكترث لأمري ولو بطريقةٍ بريئة، وعرضه مبنيّ على القلق.

تكفَّلت بالتسوُّق لأنِّي أكثَر خِبرةً مِنه في انتِقاءِ الخضراوات واللُّحومِ الطَّازجة، في حينِ تتبَّع مساراتِي بلا تذمُّر، لم أظنَّ يومًا أنِّي سأحصلُ على فرصةٍ للمشي معَه علانيَة، كأنِّي زوجتُه، لاشكَّ وأنَّ أفضَل المواعيد هِي تِلك الَّتي تسنُّها الحياةُ بينَ اثنين صُدفة، وأفضَلُ المواقيتِ هِي تلك الَّتي تُباغِتُنا حينَما لا نحسِبُ لها حِسابًا، بل وحينَما نكفُّ عن الانتِظار؛ تمامًا مِثل هذِه اللَّحظاتِ العابِرة!

دفعَ ثمَن المُشتَريات، ثُمَّ عُدنَا إلى مثوانا في صمت، وارتَحلنا نحوَ بِقاعٍ لا يعلمُه سِواه. اكتَفيتُ بالتفرُّج على الطَّريقِ عبرَ النَّافِذة أحفظُه، كانَ معظمه مُستويًا، حتَّى تسلَّقت العجلات منحدرًا بدائيًّا حادًّا، محفوفًا بالأتربة والحِجارة، فارتجَّت بِنا السيَّارة.

ارتَكنَّا كُثبَ منزل مُتفرِّدٍ بهذِه القمَّة الجبليَّة الخفيضَة، له واجهةٌ مُطلَّة على البحر الهائِج، أمَّا ظهرُه فمُطلٌّ على غابة الصَّنوبر. رافقتُه إلى الدَّاخِل أحمِل في يدِي حقيبَتي وكيسَ الأغراض، وبُحريَّةٍ جالَ بصري بينَ أركانِه الَّتي تُعانِق دِفئًا مُعتَّقًا؛ على الجُدرانِ مسحةٌ مِن الألوانِ التُّرابيَّة، تُجسِّد روعةَ الخريف، وكآبَته، لعلَّها لمستُه الخاصَّة، أضفاها عليه بما أنَّه يخصُّه، بعيدًا عن المدخل لمحتُ بيانو أسود، لمعانُه يوحي بأنَّه حديث، أكثَر مِن نظيرِه في قصرِ العائِلة، قالت سومين أنَّه يُجيد العزفَ عليه!

أذِن لي باستِخدامِ الحمَّام بعده، حيثُ استقبَلتني رائحتُه المتجمهرة في الأرجاء بحفاوة، تخدَّرت بينَما أذكُر يومَ علقت بي، كذلك لمساته الحارَّة، وقبلاته النديَّة. خلعتُ ثيابي، ثمَّ أزحت السِّتار، وتسلَّلت بداخل الحوض، لا أصدِّق أنَّه احتضَنه مُنذ لحظاتٍ قليلة فقط، تلمَّست حوافَه بيديّ غارقة في أفكاري، أتخيَّل هيئَته وهو مستلقٍ باستِرخاءٍ مكاني، لكنَّ الواقِع لسع فكري، وجلدَ فؤادي الهشّ. فركتُ جسدِي بقوّة حتَّى احمَر ومجَّ قطرات مِن الدِّماء، لعلِّي أمزِّق حجابه حولي، وذكرياتِنا المُشتركة الَّتي يظنُّها ملكًا لغيري، لعلِّي أولَدُ مِن رحِم الظَّلام امرأةً أُخرى لا تشبِهني. بتُّ أكرهُ ضعفي، وتحيُّزي لهُ على حِسابِ نفسي الَّتي تتضرَّع التحرُّرَ مِن قيودِه، الآهات تتراكم في صدري على شاكِلةِ غارٍ خانِق، يكادُ يقتُلني، أكادُ أموتُ بانفجار حبّ!

اشتَقت لأيَّام، كُنت أشعُر فيها بالفراغ، بدل هذا الألَم والهمِّ اللَّذان ينخران ضلوعي، ويُثيران صوتًا صاخبا بداخلي، يُغطِّي على صوت عقلي، لأنِّي لم أعثُر لهما على حل.

التقطت المنشفة المتدلِّية من الخطَّاف المثبَّت بالحائطِ على يميني، ولففتُها حولَ جسَدي المُتورِّم، بعضُ الجُروحِ كتمت دِماءَها، والبعضُ الآخر توقَّف عن النَّزيف. ما لم أتصوَّره قطّ، أنِّي سأجِدهُ في الحيِّز المُلحَق بالحمَّامِ حيثُ تركت ملابسي، واقِفًا بجانِب المِغسلة، وعلى ساعِده قطعةُ قماش طويلة، لم أفقه ماهيتَها، تفحَّصتني عيناهُ بِلا قُيود، وعلى مُحيَّاه رشَّة من الجمود.

" هل تؤذين نفسك؟ "

صرفتُ وجهِي إلى أفقٍ آخر، متناسِيةً أنَّ عيناهُ لا تُجيدُ رسمَ الوُجوه، وحينَما فتلت كذبةً ظننتُها متينة ربطتُها بمسامعه.

" أنا مهووسةٌ بالنَّظافَة، أحيانًا أبالِغ قليلًا في فركِ جسدِي لا غير. "

شرَع في الاقتِرابِ منِّي، بملامِح كتومَة.

" أتعلمينَ أكثر ما يمقته رجلٌ عسكري مِثلي؟ "

استقرَّ على مسافةٍ مُحتضرةٍ من موضع قدميّ، وبصوتٍ يُحاكي فحيحَ الأفعى، أضاف:

" الكذِب. "

سقَط رأسي بخيبة، وبينَما أنا أنظُر إلى الأرضِ بفتورٍ امتلأت مآقيَّ بالدُّموع، كانت ستنسكِب لولا أنَّه رفعَه محيطًا ذقني بأنامله.

" إن آلَمك أحدُهم فلتؤلميه. "

رغمَ البرودِ في كلماتِه، احتضن دفءٌ غريبٌ ضلوعي ما أن وطأتُ مقلتيه، لماذا يُخرِّبُ كلَّ ما أشيِّدُه في سبيلِ الخلاصِ مِنه؟

أزالَ يدَه عنِّي، ثمَّ قدَّم لي اللِّباس الَّذي كانَ مُتعلِّقًا بساعدِه.

" يُمكِنك ارتِداؤُه. "

أخذتُه عنه، وبصري شاخصٌ إلى وجهه. أدركت حينما همَّ بالرَّحيل أنَّه لن يضيفَ المزيد للوقتِ الرَّاهن، حافَظت إحدى يديَّ على ثبوتِ المِنشفةِ بصدري، في حينِ بعثتُ بالأخرى لتُمسِك بذِراعِه.

" لا تُخبِر أحدًا أنا أرجوك. "

" لن أفعَل. "

كلِماتُه المقتبضةُ توحِي بأنَّه غيرُ مهتمّ، لكِنَّها في الحقيقةِ كُلُّ ما يقتدِرُ ثغرُه على إيفاءِ ثمنِه، وليسَت جميعُ الأفئِدة تستوعِبُه.

بعد انصرافِه، اتَّكأتُ إلى المِغسلةِ، إذ توعَّدت قدمايَ برمي جسدِي على الأرضيَّة، وحاولتُ تنظيمَ أنفاسي الخائِفَة، سيخالُ أنِّي مُصابةٌ بالجُنونِ لأسمَح لأظافِري بأن تنهَش جِلدي بمثل هذه الوحشيَّة، وسيمقُت النَّظرَ إليّ منذ الآن.

كُنت مُرغمةً على تأجيلِ حلقةِ التَّعاسةِ إلى وقتٍ آخر، هُناك وجبةٌ بانتِظار أن أطهوها. ارتَديتُ الثَّوب الَّذي جاءَني به، كانَ عِبارةً عن فُستانٍ منزليّ مُريح، ذي طولٍ مُحتشم، سترتُ به وصمات العار المنتشرة بجسدي، ثُمَّ اتَّجهتُ إلى المَطبخ؛ أخرجتُ الأغراض الَّتي ابتعناها مِن الكيس، وبحثت بعينيّ عن التَّوابل، لكِنِّي لم أرصد لها أثرًا في أيِّ مكانٍ بارز، كربَّة بيتٍ توقَّعتُ أنَّها ستكون بالخزانة الحائطيَّة، إن لم تتواجَد على بارِ المطبخ، لذلِك واربتُها، وعثرت عليها في الرفِّ العُلويّ!

قفزت بُغية الوصولِ إليها، غير أنِّي عجزت عن إدراكِها، بعدَ عدّة مُحاولات فاشلة استسلمت، وتذمَّرت بصوتٍ مسموع.

" لماذا التَّوابِل بالرفِّ العُلويّ، ليسَ وكأنَّ سومين طويلة! "

باغَتني بحلولِه على مسافةٍ معدومةٍ مِنِّي، لو تراجَعتُ إلى الوراءِ بسنتِمتر فسيستَقبلُني صدرُه، كما تتسلَّلت ذراعُه نحوَ الرفّ مُرورًا بي.

" رؤية قصار القامَة وهُم يُعانون في الوصولِ إلى القِمم العالية مُمتِعة، لذلِك وضعتُها هُناك. "

لفَّت قدمايَ جسدي نحوَه دونَ أمرٍ مِنِّي، وتمسَّكت يدايَ بحوافِ البار، بدا لي مسالِمًا وهو يرتَدي قميصًا صوفيًّا أبيض اللَّون، غفِلتُ أنَّ بمُحيَّاه رشَّاشين لا يُخفقانِ في تصويبِ قلبي أبدًا، وها أنا ذا أفقِد رُشدي!

بعدَ أن صفَّ العُلب على السَّطح، تساقطَت نظراتُه عليّ، يفترضُ أنَّها تستهدفُ عينيّ، لكنَّها أخطأت موضِعيهما.

" هل أفزَعتك؟ "

ما استطعتُ احتواء التوتُّر الَّذي انفجر بداخلي، ولا الهراء الَّذي تسلَّق خارج ثغري.

" لقد كنت شاردةً في أفكاري الخاصَّة، لذلِك لم أسمع صوتَ خطواتك حينَما ولجت، لم أتوقَّع قدومَك إلى هُنا في مِثلِ هذِه اللَّحظة، ظننتُ أنَّك مُنشغل، أتريدُني في شيء؟ "

بنيَّة إذابة الجمودِ الَّذي يكسو مُحيَّاه، أضفت.

" شعرُك مبلول، ستمرضُ إن واصَلت التَّجوالَ هكذا، هل أُجفِّفُه لك؟ "

أخفيتُ شفتيَّ بداخِل فمِي، وأنَّبت عقلي الغبيّ على ما ألَّفه، تمنَّيتُ ألَّا يُفسِّر كلامِي بشكلٍ خاطِئ، كذا امتنعت عن دفعِ شكوكٍ لم يُدلِ بها، خِشيَة أن أهذِي بالمزيد من الترّهات.

لثَّمت أنامله خصلاتي المُتحلزِنة على قفا رأسي.

" شعركِ مبلول أيضًا، ألن تمرضي؟ "

" مناعَتي قويَّة، فأنا مُعتادةٌ على الاستِهتار، لكِنَّك مِن عائلةٍ أرستقراطيَّة، ومِن المُهمّ أن تُجفِّف شعرَك بعدَ الحمَّام مُباشَرة. "

قلَّص المسافَة بينَ حاجبيه بشكّ.

" هل تُهينين مناعَتي؟ "

" لا أبدًا. "

بسَط كفَّيه على البارِ خلفي ومالَ عليَّ بجُرأة، فأضربت رئتاي عن التنفُّس.

" إذًا فأنتِ تخبرينني بأنِّي ضعيف. "

" انسَ ما قُلته رجاءً، لقد أصبحتُ متوتِّرة فجأة، ولم أعنِه. "

جانبٌ مِنِّي عناهُ حقًا!

سُرعان ما تناءى عنِّي قائِلًا:

" عرضُكِ ليسَ سيِّئًا. "

-

الاكتِئابُ حربٌ بارِدة، بينَ طرَفين غير مُتكافِئين في جسَد واحد، لا يُسمع فيها دويٌّ للرَّصاص، ولا تُرى فيها الطَّلقاتُ الفارِغة، ولكن على أرصِفةِ الأيَّام هُناك ضحايا يلفِظونَ آخر أنفاس السَّلامِ.

هُو نارٌ بِلا دخّان، لكنَّها تحرق بلا شفاعَة، لا تعلم كيف ولا أين، هُو الدُّودةُ الخبيثة الَّتي تقتاتُ على تُفَّاح الرُّوح، لا تكتشِفُها إلَّا يومَ تقسِمك الظُّروف نصفين، بل موتٌ بطيء صامِت!

لقد تحالَفت جميعُ الخيبات ضِدِّي، لتُفرِّق بيني وبين نفسي، ونجَحت في استِمالتها نحوَ الضَّياع، فإذا بي مُرغمٌ على نسجِ شخصٍ آخر يخلُفني... برى الاكتِئابُ روحِي شيئًا فشيئا، حتَّى غدَت كخيوطِ العنكبوت، نحيلة، أما الآن فأنا رجلٌ فارغٌ مِن كُلِّ شيء، مِن نفسِه، ومِن عواطِفه، لا يسكنُه سِوى غضبٌ عارِم، يتصيَّد الأخطاءَ ليثور.

كانَ الزَّمنُ كفيلًا بمُداواةِ بعض جُروحي الدَّاخليَّة، ولكِنَّ الحربَ دسَّت في حقيبَتي أسطواناتها السّوداء، لتُذكِّرني بإنجازاتِنا الدَّاميَة؛ بينَ حلقاتِها ترقُد صيحات، ونجوى أولئِك الَّذين وُضعت حياتُهم تحتَ حِذاء رحمَتي، فسحقتُهم بنشوة، تألَّمت في البِدايَة، حتَّى فقدت القُدرةَ على الألَم، كأنِّي تعرَّيتُ مِنِّي والتَحفتُ السَّوادَ كما ينبَغي!

لم أرَ وجهها، ولكنِّي رأيتُ الألَم ينبثِق مِن جسدِها؛ أظنُّ أنَّها قد اكَتشفت خِيانَة زوجِها لها، لذلِك أسقَطها النّقص طريحة الاكتِئاب، وما امتَلكت القُدرةَ الكافِيَة على هزمِه، أو النَّجاةِ مِن أسرابِه المُميتَة، لأنَّها ضعيفة.

يُمكِنُني تفهُّمها، رغمَ أنِّي ما فكَّرتُ يومًا في إيذاءِ نفسي، يكفيني أن أقتَلعَ ما يُعيقُ صفوَ حياتِي، ربَّما هِي أطيبُ مِن أن تُفكِّر في ردِّ الصَّاع باثنين مثله لمَن دهسَ مشاعِرها، ما جعَلها تستسلِمُ للموتِ الجائِل بداخِلها.

تجلسُ على السَّريرِ ورائِي، بعدَ أن أمرتُها بأن تلحَقني إلى غُرفَتي، المُجفِّفُ ذو الهيكلِ الحديديّ الضَّئيل، والمِقبضِ الأسودِ مِن المطَّاط محبوسٌ بيدها اليُسرى، وأنامِلُ يدِها الأُخرى غارقةٌ بينَ خصلات شعري المبلولة، الَّتي طيَّرها هواؤُه، لمساتُها رقيقة كلمسات عازف البيانو على مفاتيحِه، ورغمَ أنَّها صامِتةٌ لا نغمات تصدُر عنها، إلَّا أنَّها هدهدت على أعصابِي المُرهقةِ مِن يومِ عملٍ طويل، لم يسبِق لسومين وأن قدَّمت لي عرضًا مُغريًا كهذا!

" ها قد انتَهيت. "

قبلَ أن أستَديرَ نحوَها، حطَّت أنفَها على رأسِي مُستنشقةً رائِحة شعري بعُمق، وأثارَت الذُّهولَ في نفسي!

ما هِي إلَّا ثوانٍ حتَّى قفزَت خارِجَ مُحيطِ السَّرير، مُغطِّيةً فمَها بكِلتيّ يديها، والنَّدم ينهشُ صوتَها.

" آسفة، لم أقصِد تجاوز الحُدود، لقد اعتَدت على فِعل ذلِك معَ جينوو كُلَّما جفَّفتُ شعرَه، ولوهلةٍ نسيتُ هويَّتَك. "

انحنَت على أُهبةٍ للهرَب، لكنِّي وقفتُ واعتَرضت دربها.

" لم أسمَح لكِ بالذَّهاب بعد. "

أمسكتُ بكتفيها وأجلستُها على الفِراش، ثُمَّ استَلمتُ المُجفِّف ودفعتُ رأسَها نحوِ معِدتي بخشونة.

" لا أُحبُّ أن أكونَ مدينًا لأحد. "

سمحتُ لها بالمُغادَرة للقِيامِ بعملِها، حال انتهائي من تصفيفِ شعرها؛ عليها أن تشعر بالامتِنان لأنَّ حضرة الكولونيل بيون بيكهيون خصَّها بهذه الخدمة الاستثنائيَّة، شخصيًّا!

خرجتُ إلى الشُّرفَة لحظات الغروب، واستَندتُ إلى سورِها، أُراقِب السَّماء الَّتي تلطَّخت بحمرةٍ طفيفة، ذرفتها الشَّمس الغارقة في أحضان الأفق، والعُبابَ الَّذي يتسابَقُ إلى الشَّاطِئ، ليسَ لشيء سِوى لينكسِر، كذلِك يُحبُّ البشَر كُلَّ شاطِئ خاتِمته الأذى، كأنَّهُم يتوقون للألَم!

غُصتُ في أعماقِ أفكاري السَّوداويَّة، حيثُ لا ضِياءَ قد يهدِيني إلى طريقِ العودَة، حياتي تسيرُ بشكلٍ خاطِئ ولكِنِّي عاجزٌ عن تصويبِ مسارِها، مُذ أنَّه خياري؛ سومين الَّتي ما تزالُ تتجاهَلُني حتَّى الآن، وتُحرِّض كبريائِي على سحقِ فُتاتِ الحُبِّ الَّذي أُخبِّئُه لها خِلسة، لعلَّها ترجِع ذاتَ يوم، والعيشُ معَ العائِلة في المكان نفسه، أشتاقُ الوحدة، كما تشتاقُني، فما بينَنا أعظمُ مِن حاجَة.

أشتاق إلى أيَّامٍ شعرتُ فيها بالعبء، وبثقل الهُموم في صدري، لأنِّي عاجزٌ عن إيجادِ حبكةٍ لقهرِ الفراغِ الَّذي يسودُني!

طوى صوتُ سايا الَّذي تغزَّل بالجوِّ صفحَة شُرودي.

" المَنظرُ جميلٌ للغايَة. "

تذكّرتُ الجُروحَ النَّازِفَة الَّتي رأيتُها على جسدِها، إلى أيِّ قمَّة وصلَ فيها الألَم لتُراوِغَه بإيذائِها؟

على طريقتي واسيتُها، بينَما تُحاور عينايَ الأفق في موضوعٍ آخر.

" العلاقات مِثل الأمواج، بانتِظارِها دائمًا شاطِئٌ يكسرها. "

بدت ساهيةً حينَما قالت:

" بعضُ الأمواجِ تخورُ قبل مُلاقاةِ الشَّاطِئ، ربَّما لأنَّها كانت ضعيفةً مُنذ البِدايَة، فلم يُقدَّر لها الدَّوام، أو الصُّمود أمام حتميَّة الانكسار! "

كذلك أبحرَ عقلي بعيدًا عن اليابسة، سويًّا وكلماتي.

" لأنَّها ما استحقَّت الميلاد. "

" ألستُ مجرَّد شاطِئ مُثيرٍ للشَّفقة، رغمَ ضربات الموجِ أظلُّ صامدة، أحتمِل كُلَّ ما يصدُر عنه، لأنِّي مفطورةٌ على ذلِك؟ "

تأمَّلتُها مُستغربًا كيفَ لها أن تُشارِكني وجهَة النَّظر نفسها، كأنَّها شقَّت رأسي، وتجسَّست على ما بداخِله... أظنُّ أنِّي أربكتُها مُجدَّدًا.

" آسفة، لقد انجرَفت بالحديث، أردتُ إخبارَك أنَّ العشاءَ جاهِز. "

تناوَلنا الطَّعام بصمت، لم يُبادِر أيٌّ مِنَّا بفتحِ موضوعٍ من شأنِه أن يُسلِّينا، ربَّما لأنَّنا لسنا مُقرَّبين كِفايةً لنتكلَّم بجديَّة، كُلُّ ما نحنُ عليه سيِّدٌ وخادِمة، وأعظَم ما قد يغادر ثغورَنا هي أحاديث عابرة... لستُ رجُلًا يحبُّ الثَّرثَرة أيضًا.

بعدما نهضتُ عن الطَّاوِلة، خرجتُ إلى السَّقيفَة الأماميَّة للمنزِل؛ مكانِي المُفضَّل كُلَّما زُرتُه، كانت مُنارةً بفضلِ مصابيح صغيرة مثبَّتة على رأسِ المدخلِ الرَّابِط بينَها وبينَ المطبَخ، مِثل أوراقٍ صامِدةٍ على فرعٍ مِن فروعِ الشَّجر، وحافَّتُها مُقيَّدة بسياج خشبيّ، مُكوَّن مِن عدَّة عواميدَ ضئيلة القوام. قعَدتُ على أحدِ الكُرسيَّينِ المَفروشين بنمارِق مُريحَة، قُبالَة البحر المعتم مِثلَ المجرَّة، مِثلَ أفكاري، كأنّي أسبحُ في عرضها. الحُنجرة الذهبيَّة للجرامافون المُستقرِّ بالطَّاولة على يميني، رفقة قنِّينة ويسكي وكأس ممتلِئ، تُنشدُ ألحان بيتهوفن، الحطبُ يحترقُ بجنونٍ داخِل المِدفئة الحجريَّة على يساري، مُصدِرًا فرقعةً مسموعة، تختلِط بالنَّغمات الموزونَة، وحفيف الرياح.

استَمتعت بخلوَتي كما يحلو لي، في أجواءٍ مِثاليَّة لرجلٍ محبٍّ للهدوء مِثلي، حتَّى شعرتُ بقماشٍ ناعِم يستقرُّ على كتفيّ، أدركتُ حينَما التفتُّ أنَّها بطَّانيَّة جلبتها سايا.

" الجوُّ بارد. "

أسهبتُ في التَّحديقِ بِها، رغمَ أنِّي لا أُبصِر معالِمها، مِثل وجوهِ الجميع؛ لم أحظَ بمثلِ هذا الاهتِمام مُنذ زمنٍ بعيد، مُنذ أن كُنت طِفلًا!

أعتقِد أنِّي أُخيفُها حقًّا، فكُلَّما اختلينا ببعضنِا ارتَجفَ صوتُها.

" لقد أنهيتُ عملي، إن لم تكُن بحاجةٍ إليّ، فسأخلد إلى النَّوم."

اعتنقتُ الصَّمت لمُدَّة جعلَتها تظنُّ أنِّي أسمَح لها بالرَّحيل، لكنِّي استوقفتُها.

" أحضري كأسًا، وانضمِّي إليّ. "

بانصِياعٍ أحضَرت من المطبخِ كأسًا، ثمَّ لاذَت إلى الكُرسيّ المُقابِل لي، ربَّما اكتَسبت بعضَ الخِبرة في التَّعامُل مَعي، أوَّل قانونٍ لنيلِ مرضاتِي هو تنفيذُ كُلّ ما يصدُر عن لِساني.

استعرتُه منها، وسكبتُ فيه بعضَ الشَّراب، ثُمَّ ناولتُها إيَّاه، وبقيت أراقبها إلى أن استَهلكت أوَّل رشفةٍ مِنه. كانت أصابِعُها العشر معقودة حولَه بتوتُّر، ورأسها مائلةٌ إلى الأسفل... استَبعدتُ أنَّ خجلها سيسمحُ بكسِر الصَّمت، لكنَّها قتلته بسؤال.

" هل سبَق لكَ وأن آلمت أحدًا؟ "

ضحكتُ بسخرية.

" لم أصِل إلى منصِبي هذا بزِراعة الورود! "

سُرعان ما شخصَ بصري إلى الشَّراب المحتجزِ بالكأس في يدي.

" أُخفي جُنونًا يفوق جُنونَ هتلر. "

أخذَت نفسًا عميقًا، قبل أن توجِّه خطابَها إليّ.

"بما أنَّنا ساهِران لوقتٍ غيرِ معلوم، هل تُمانِع لو حدَّثتني عن ماضيك في الثَّكنة العسكريَّة، وعلاقتك مع الحُروب؟ "

دقَّت فيَّ للتوّ الوترَ الوحيدَ الَّذي قد يجعلُني أنطق، فأنا لا أشارِك في الأحاديث غالبًا، إلَّا إن تعلَّقت بالحروب، أو الأيَّام الخوالي.

" بيننا حبٌّ دمويّ، الحرب مِثل الزَّواج، لا تعلَمين مَا الَّذي ستواجهينه في نِطاقِها حتَّى تختبريه شخصيًّا، ولا ريبَ في أنَّه سيُنافي جميعَ توقُّعاتِك. "

هي تُحدِّق بي، إذ لم تغيِّر قبلتَها منذ أن شرع لساني في إطلاق سراح أسراه، كأنَّها بانتظاري لأسرد عليها المزيد، وما بخلت.

" كُنت ضابِطًا في أحدِ السّجونِ قبلَ أن أترقَّى إلى رتبة كولولنيل، شاركتُ في الحربِ الكوريَّة بصفتي قائِدًا لفيلقِ الطَّائِرات، وقتلتُ الكثيرَ مِن الأعداء، الخوَنة، الجواسيس والمُخادعين، حتَّى مَن لم تستحقّ خطاياهم عِقابًا قاسِيًا كالموت. "

ارتَشفت السَّائل الَّذي يستوطِن كأسِها دُفعةً واحِدة. حينَما صفّته على الطَّاوِلة الخشبيَّة، حملتُ القنِّينة وملأته مجدَّدًا، ظننتُ أنَّها أحوجُ منِّي إلى الشَّراب، لن تحصُلَ على ويسكي بمثل هذه الجودَة مرَّة أُخرى سِوى في أحلامِها!

" على الأقلِّ تمتلك مغامرات ترويها لأحفادِك لاحقًا، لستَ مُملًّا مِثلي. "

" ليسَ مِن اللَّائِق إخبارُ الأطفال أنِّي كُنت رجلًا دمويًّا! "

رنَّت ضِحكتُها للمرَّة الأولى هذا اليوم.

" سينفرونَ مِنك حتما. "

احتَسينا الكأس تِلو الأُخرى، لا أزال في أتمِّ وعيي، أمَّا سايا فثملت رغمَ أنَّها لم تُسرِف في الشُّرب كثيرًا، اهتَديتُ إلى أنَّ قُدرتَها على احتِمالِه ضئيلة.

كانت طوالَ السَّهرة تجلسُ باستِقامة، مِثلَ طالبٍ في المدرسة، لم تسترخِ حتَّى فقدت إدراكَها لما يدورُ حولَها، حيثُ مدَّدت ظهرَها على الكُرسيّ، وتوسَّدَت رأسَه تُحدِّق بالسَّماء.

" قرأتُ مرَّة في كِتاب، أنَّ حياتَك تنتَهي بمُجرَّد ما تنتابُك الشَّفقة على نفسِك، خِلتُ أنَّها مجرَّد كلمات فارِغة، أو مُبالغة أدبيَّة لتعظيمِ الألَم الَّذي تعيشه الشَّخصيَّة، لكنَّها الحقيقة، ربَّما لم أصِل مِن قبل إلى ذاتِ المرحلةِ الَّتي حطَّ عليها الكاتِب قبلي ورأى بشاعَتها... أراها الآن بوضوح. "

الشَّهقةُ الَّتي نفضتها شفتاها أعلمَتني أنَّ ذكريات مُؤلمة قد احتلَّت دواخِلها، وأراقت دموعَها؛ لست قادرًا على إبصارها مهما دقَّقت النَّظر إلى وجهِها الفارِغ. آخر كأسٍ ارتَشفته نزَع ما تبقَّى من عقلِها فواصلت العويلَ بحرقة.

" أنا مُجرَّدُ امرأة بسيطَة، أحببتُ ببساطة، تخلَّيتُ عن حُلمي ببساطَة، تزوَّجتُ ببساطَة، وخُذِلتُ ببساطَة، رغمَ جمالِ المشاعِر الَّتي تُخامِر فُؤادي، لا يسعُني احتِمالُ مشاعِر بمِثل هذا التَّعقيد، إنَّها أكبرُ مِنِّي، مِثلما يموت السَّمك لو أُخرِج مِن الماء عنوة، أموتُ لو غادرتُ حوضَ البساطَة! "

في إحدى الفواصِل غيَّرت كلماتُها وجهتها نحوَ رجُلٍ غيري، وانفَجرت مكنوناتُها بصخب، كأنَّها ما بكَت مُنذ عقد.

" أنا شخصٌ لا يسعُه إلَّا التَّقاوي على من هُو أضعَف مِنه، على نفسِه المحبوسة بجسده. "

فكَّرت في الطَّبطَبة على ظهرها لتهدِئتها، شفقةً على حالِها، لكنِّي تردَّدت، فأنا رجلٌ يؤلم، وليسَ بمقدورِه مُداواة الآلام!

لم يمضِ وقتٌ طويل حتَّى انتهت نوبتُها العاطفيَّة، ومسَحت دُموعَ عينيها بخشونَة، بينما تقومُ عن الكُرسيّ، ترنَّحت قليلًا قبل أن تُحقِّق التُّوازُن، ثُمَّ نظرت إلى قدميها بفخر. صرفتُ انتِباهي إلى كأسي الَّذي ما يزالُ ممتلِئًا، مُستعدًّا لانتِظارِ النُّعاسِ الَّذي لا يفيِ بمواعيده، فُرادى؛ لطالَما كُنت مُصغيًا جيِّدًا، لكِنِّي فاشِلٌ في الحَديث.

فوجِئتُ بحلولِها على حضني بجُرأة، حيثُ أحاطَت كتفيّ بذراعها، وخبَّأت وجهها الرّطب بعُنقي؛ كانت رائِحتُها كرائحةِ سومين.

" لا يُمكِنني أن أؤلِمك، أنا أُحبُّك. "

-

يا اهلا ومرحبا بالخفافيش 💃

بخصوص انو التوقعات بالفصل الماضي عدلت مزاجي 😂😂 يلي قالو انو رح يشم ايدو بعد ما لمس شعرها 😂😂 ليكها استحمت وطارت ريحتها 😂💔 آسفة على تخييب املكم 🏃

كامي اللطيف كاتب فصل طويل عريض، اطول من المعتاد حتى، والاهم انو كلو مومنتس حلوة بين البطلين 😂🔥

كلمة حلوة مو بمكانها صح! 😂😂😂 ما حسيت بهيك بؤس قبل 💔

بيكهيون غارق 😐
وسايا بتغرق 😭

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

سايا!

شو بتكون ردة فعل سايا على عملتها! 😂

كيف بيتصرف معها بيكهيون!

بيشك فيها او لا 😎

شو توقعاتكم للفصل القادم 😂

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro