part 11 : طرد مجهول المصدر
كانت يدها تطبق على ملصق المفقود ذاك بشدة .. شعرت بالقلق و حاولت ان ابدوا طبيعيا حتى قالت :
_ اذن هل هناك طلابا جددا هنا ؟
رفع احد زملائي يده يبدو انه جديد ايضا .. لم اجد مفرا من رفع يدي فرفعتها بهدوء بينما اتجهت نحوه اولا و تكلمت معه كان بعيدا عني فلم استطع سماع ما قالته له لوهلة اصبحت امامي نظرت بعينيها تماما امالت رأسها قليلا و قالت بنبرة حادة هادئة :
_ ما اسمك ؟
" هايدرون ريمر " اجبت سريعا
_ عليك زيارة مكتبي بعد الرابعة ..
ثم اردفت و هي ترمقني بنظرات عابسة : _ اتفقنا ؟
كانت بمجرد ان تتكلم يهتز شعرها بخفه
فقلت مرغما " حسنا "
كنت انتظر خروجها بفارغ الصبر لذا تابعتها بنظراتي حتى خرجت فتركت مقعدي سريعا و اتجهت الى الحمام و عندما دخلت احدى المراحيض اخرجت الملصق الذي كان في جيبي منذ امس .. كنت اود ان اتخلص منه فلاحظت لاول مرة ما كتب في النص اسفل الصورة .....
<< هذه المرأة مفقودة مع ابن لها يدعى " ليون دورتي " و هو في السادسة عشرة من عمره شوهدا اخر مرة يوم 13 سبتمبر في فندق " dream night " وسط المدينة >>
وضعت يدي بلا شعور على جبيني ثم تنهدت .. لقد كنت محتارا فيما افعله لم اكن اعرف اني كنت مكتوبا على الملصق اصبح امري مكشوفا الان و لم يبقى لدى حلا سوى ان اعيد بناء خطة اخرى غير التي كنت اتبعها
فتمتمت قائلا " علي التعلم من اخطائي .. و الحرص على عدم تكرارها "
******
دق الجرس اخيرا و انتهى هذا اليوم الدراسي لكن كان علي زيارة مكتب المتحريين قبل خروجي من المدرسة لذا ودعت لورنز .. و رحت امشي بمفردي في الساحة
كان مكتبهم يقع في الجانب الاخر مطلا على جزء خال من الساحة .. صعدت الدرج بثقل كنت افكر في نوع الاسئلة التي قد تسألها اياي صاحبة العيون الحمراء .. و حين وصلت اليه وجدت روبرت واقفا عند الباب كحارس
فابتسم و قال بعد ان وقفت عنده :
_ اهلا بك هايدرون
رددت " اهلا روبرت " .. ثم اردفت " هل قائدكم هنا ؟"
_ تقصد ليفي ؟
" اه "
ثم قلت في نفسي "على الارجح هذا ما كنت اقوله سابقا "
فقال و هو يهمس لي :
_ انها فتاة و ليست فتى ..
فجأة قاطعنا صوتها الحاد المنبعث من المكتب :
_ روبرت ادخل الزائر
أبتسم روبرت خجلا و اومأ برأسه فدخلت بهدوء
كان مكتبا صغيرا لكنه جميل رائحة القهوة تعطره بينما اكسبه نسيم الهواء صوتا هادئا يشعر بالسكينة امرتني بغلق الباب خلفي ثم الجلوس فيما تابعت خربشتها على دفتر .. ثم حملت صورة امي و تأملتها مدة من الزمن و قالت و هي ترتشف قوتها :
_ اسمك هايدرون ؟
رددت ب " اجل "
تنهدت و قالت :
_ هل تعرف هذه المرأة في الصورة
" لا " اجبت بلا تفكير
_ اين تسكن ؟
" الضاحية "نيرين بلانت" لمدينة ديرا "
_ حسنا ..
عم السكوت المكان حتى قالت بعد ان وقفت عند النافذة :
_ اتعيش مع والديك ؟
" لا .. " ثم اردفت مقاطعا سؤالها المتوقع " ابي و امي منفصلان ابي يعمل خارج الوطن و امي لا اعرف عنها الا القليل " ..
_ و من يتكلف بك ؟
اجبت ب " صديق ابي ايمره اوغلو "
تنهدت ثم قالت :
_ يمكنك الرحيل ..
خرجت بافضل حالا من عندها لم يكن روبرت هناك اغلقت الباب و هممت بالرحيل فجأة سمعتها تجري اتصالا فوقفت استرق السمع :
_ اه ابي .. كيف حالك ؟
_ جيدة ؛ ما احوال القضية عندك ؟
_ لم احرز شيئا .. ان الامر صعب علي
_ معك حق
_ فهمت .. ربما على زيارة محطة التلفاز لاحقا
_ حسنا وداعا
" ستزور محطة التلفاز " قلت في نفسي ثم اردفت مبتعدا عن المكان " يال الكارثة علي ان احادث امي سريعا "
*******
خرجت من المدرسة ثم ركضت لاغتنم الوقت حتى بلغت محطة القطارات فركبت اول قطار متجه للضاحية نيرين بلات ....
جلست في القطار احلل ما يحدث و ما حدث حتى وجدت ما غفلت عنه السبب وراء كل هذا .. اجل انه ابي بت اجزم الان ان المافيا لا علاقة لها بمراقبتي لان ظهور امي على التلفاز كان بعد ان رأيت ذاك الشخص الذي كان يراقبني و لو كان من المافيا لما وفر الوقت و لكان امسكني منذ مدة و لما همه امر المفقود المتعلق بامي حتى و ان فقدني و نجحت من الفرار منه .. ما يثبت هذا هو ملصق المفقود الواضح بان امره يعود للشرطة لذا فان من راقبنا طرفا اما حكوميا او طرفا من الاسرة الحاكمة ... تنهدت قائلا " بقي هنالك حلقة فارغة " ..
*******
وصلت الى البيت فتفاجئت بعد ان فتحت امي لي الباب بضيف غريب عنا رجل كبير في السن لم يكن غريبا عني سبق و ان رأيت ذلك الوجه ذو النظرات الغائرة
بصراحة لم يعجبني الوضع حتى قالت امي :
_ رحب بضيفنا يا .. يا هايدرون
رددت و انا انظر اليه بحدة " اهلا .. "
قال الضيف بابتسامة عريضة :
_اهلا بك بني .. ثم تناول سيجارة و اشعلها فنظرت لوجه امي محاولا فهم ما يحصل لقد بدى مرتاحا .. حتى قال :
_ اهذا ابنك ؟
ردت امي :_ لا انه ابن صديق لي
_ حسنا يا ايمره علي ان اذهب
ردت امي :_ الن تشاركنا العشاء ؟
نظرت لامي باستغراب ثم قلت " انا جائع جدا " ~~
فردت بغضب :_ عليك احترام الضيوف مفهوم
اومأت برأسي مجبرا
فقالت بتذمر : _ اخ منك
فقال الضيف :_ انه صغير لا تكثر من اللوم عليه
لم احتمل ذاك الضيف و خطوت خطوات متجها لغرفتي فسمعتها تقول :
_ لقد ارسل احدهم طردا بريديا لك ..
فاستدرت قائلا " من من ؟ "
_ لا اعرف .. ثم اردفت : لم اقرأه
" لا بأس " رددت بعجل ثم دخلت غرفي
وضعت محفظتي ارضا قرب سريري ثم تناولت الصندوق الذي كان عليه لكن العجيب في ذاك الصندوق ان اسم المرسل و عنوانه غير موجودين رغم انه يحمل طوابع و مختوما من البريد .. " لا شيء عنه " قلت محتارا في ذلك ثم اردفت " كيف يمكن لمصلحة البريد ارسال شيء لم يدون اسم مرسله " .. بدأت اقلق حيال هذا الصندوق فتريثت عن فتحه و رحت اخمن في من يمكن ان يرسل لي شيئا خاصا .. فشككت بوالدي لذا قررت فتحه
ورقة كبيرة مليئة بالارقام المكتوبة بخط رديء .. علبة شكولاطة و مجسم كرة قدم صغير .. هذا ما كان داخل ذاك الطرد ... " ما هذا " قلت بتعجب ..
حاولت تذكر طريقة ابي في كتابة الأرقام فلم استطع التذكر و جلست على طرف السرير حزينا لم استطع ان استحضر وجهه في مخيلتي " رغم اني غاضب منك الا اني مشتاق لك " قلت بثقل
ثم رفعت الورقة محدقا بها و رحت احاول فهم توزع الارقام فيها فلربما كانت رسالة مشفرة ..... لم احصل علي اي تنبيه فيها لذا رميتها جانبا و تناولت علبة الشكولاطة قائلا " علبة شكولاطة " .. " مهلا ابي يعرف اني اكرهها و لا احب تناولها فلما يرسلها لي " ... كل من يعرفني حق المعرفة يعرف اني لا اتناولها ابدا لهذا من ارسلها يجهل هذا و بت اجزم انه ليس ابي لكن رغم ذلك فهو يعرف اني احب كرة القدم ... اخذت مجسم الكرة لقد اعجبني فعلا لذا وضعته على مكتبي و خرجت احمل علبة الشكولاطة لامي
فقابلتني في المطبخ بوجه عابس و قالت :
_ لا اصدق تعاملك مع ضيوفنا .. ثم رفعت شعرها عن وجهها و تأففت من فعلي
فقلت " لا اصدق انك تدخلين رجالا و انا غير موجود"
نظرت الي عيونها البنفسجية المحتارة فأعقبت على كلامي محاولا تلطيف الجو
" لما قد نحتاج عجوزا مثله؟ "
_ ليون .. الا تفهم ؟
" افهم " ~~ قلت بتذمر
_ لقد ساعدني في ايجاد العمل .. " لكن .. " فقاطعتني بقولها :
_ ثم اني اصبحت رجلا فلا تخف علي
تنهدت و قلت " حسنا .. انا اسف "
_ و لن تعيدها
استسلمت لها و قلت " حاضر "
ثم انشغلت باعداد العشاء فاستقبلت اتصالا هاتفيا من رقم غريب : فأجبت بهدوء " الو "
_ هايدرون ريمر ؟ كانت صوت فتاة .. ~~ فقلت في نفسي " لابد و انها قائدة فريق المتحريين المدعوة "ليفي" "
فاعادت قائلة :_ اانت هايدرون ريمر؟
" اجل " قلت بتذمر
قالت بعجل :_ اريد ان اخذ هاتفي
" اه .. انتي جينال" ثم اردفت " حسنا سأحضره لك غدا "
_ شكرا .. ( ثم اغلقت )
تعجبت منها .. كيف حصلت على رقم هاتفي يا ترى !
*******
في صباح اليوم التالي عند محطة القطارات التقيت كالعادة ب " روبرت " ؛ " ديفيد " و " كايسي " بعد ان ركبنا القطار جلسنا نتسامر .. في الواقع لم اكن ابادلهم اطراف الحديث بل اكتفيت بهز رأسي او بقول " نعم" مع كل بلبلة يقولونها .... لقد شغلني امر الهدية تلك التي لا اعرف من ارسلها لكني اهتديت في الاخير لفرضية واحدة فقط الا و هي ان مرسلها ما هو إلا شخص من المدرسة لانه يعلم اني احب كرة القدم بينما يجهل اني اكره الشكولاطة.
فجأة ايقظني من الشرودي صوت " روبرت " :
_ هيا يا هايدرون لقد وصلنا ..
عندما نزلنا شد انتباهنا وقوف سيارة فخمة امام الباب بينما نزلت منها فتاة شقراء كانت ترتدي ملابس المدرسة و على كتفيها ستره حمراء ملكية ثم وقفت تتأمل المدرسه بكبرياء تام ..
فقال ديفيد :_ اه اظنها طالبة جديدة
فقلت " مما لا شك فيه "
رد صاحب الشعر البني روبرت قائلا :_ انها مبهرة .. ثم اردف :
_ انظروا الجميع ينظر اليها
كان بالفعل ما قاله صحيح .. الجميع كان تنظر اليها
فقال ديفيد :_ تشبه الجوهرة اللامعة
فجأة رفعت كايسي حاجبها و قالت بحدة :_ الن تدخلوا ثم مشت متقدمة عنا ..
فهمس روبرت لديفيد قائلا :
_ اظن ان اختك قد غارت .. ثم ضحكا بمكر
******
دخل الاستاذ فجأة على ثرثرة الصف المعتادة كنت احاكم " لورنز " على فعلته .. لانه هو من اعطى لجينال رقم هاتفي و الوحيد الذي يملكه
ثم قال الاستاذ :
_ حان وقت الجد ..
فسكت الجميع و عم الصمت فاردفت على كلامه قائلا :
_ رحبوا بزميلتكم الجديدة ..
في الواقع الكل توقع من تكون .. فدخلت بهدوء بينما اتجهت نظرات الجميع اليها .. ثم وقفت على المنصة بكل ثقة و قالت :
_ مرحبا بالجميع ..
ثم اردفت وسط ثرثرة الغبية ~~ [ اهلااا ـ انها جميلة ـ و رائعة ـ اهلا بكي بيننا ـ ستكونين نجمة الصف .. ]
مبتسمة :
_ اسمي " باولا كوروين " و انا في 16
...
لكن المتاعب بدات مع قدوم باولا
..... يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro