part 04 : في المكتبة
<< .. اختبئ ذلك الاسد الفار منا عليك قتله يا رقم 4 حالا ..
_ ليون كيف حالك ؟
اصبت بالهلع الشديد و بدأت اركض بأقصى سرعتي و كنت اقول في نفسي " اين اخطأت .. اين ! " نهجت انفاس صدري و ارتقت دقات قلبي لقد كشفوني و الان سيقضي علي .... لم افكر قط في احد غير امي اردت ان اراها و لو لمرة اخيرة
كأنني لم اركض قاطعني قائلا :
_ هلا عدت معي !
وقفت و نظرت لوجهه مباشرة ثم صحت " لاااااااااااا " ثم اردفت " ارجوك دعني اعيش "
نظر الى نظرته المعتادة شعرت بعدها بشيء يخترق جسدي .... >>
" لااااااااااااااا " صحت فزعا من رؤيتي لهذا الكابوس كنت اتعرق بشدة نظرت لجسدي و تحسسته سريعا لقد كان سليما تماما
فتحت امي الباب فجأة و قالت بنبرة قلقة :
_ ماذا حصل لك ؟ ثم اقتربت الي فقلت لها " لقد رأيت حلما مزعجا "
_ ردت بحزن : هل مازلت ترى اشياءا غريبة ؟
ثم اردفت قبل ان انفي هذا
_ ارجوك ليون .. اخبرني ان كنت تراها
" لا " قلت و انا ارى حجم قلقها في عينها الزرقاوتين ..
_ قالت : تعال معي لنحضر الفطور
نزلت مع امي الى الاسفل بعد ان اغتسلت سريعا ثم رافقتها الى المطبخ .. ساعدتها في تحضير الفطور ثم اجتمعنا جميعا على الطاولة بعدما شرعنا في الاكل بلحظات قام ابي و قال لامي : يجب ان اذهب هل تحتاجين لشيء ما ؟
_ ردت بإبتسامة : لا شيء
_ قال : حسنا اعتنوا بأنفسكم ..
كنت احدق بهما تماما ثم قلت " ابي "
نظر الي و قال : نعم ماذا تريد يا ليون ؟
رددت " هلا اوصلتني مساءا الى المكتبة ؟ "
لم يجبني ابدا فنظرت اليه امي كأنها كانت تقول له شيئا
_ فقال : حسنا ..
" الرابعة مساءا من فضلك " قلت ثم ابتسمت لامي التي كانت تبتسم لي بدورها ..
ساعدتها في توضيب الطاولة كنت غارقا في التفكير شارد الذهن فكسرت صحنا ~~ لم استطع نسيان الحلم للحظة ربما الخوف ليس عيبا العيب ان لا اتعلم منه ..
********
فتحت صندوق السري لقد كان مسدسياي هناك و بضع رصاصات و قفازاتي التي كانت احداهما تحمل الرقم 2 تنهدت ثم قلت " اهذا يكفي لابعد الخطر عني " ثم اردفت " هل سأكسر وعدي ! "
فركت فروة رأسي كنت في حيرة من امري اعجز عن التقدم للامام بينما احدى قدماي عالقة في الماضي ارجعت الصندوق لمكانه ... ثم تركت الغرفة و نزلت لمشاهدة التلفاز
" انها نهاية الاسبوع الثاني لم يبقى على عودتي سوى اسبوع واحد " قلت بحسرة .. شاهدت المباراة التي خنقتني فعلا خسارة لفريقي المفضل مرت الساعات بسرعة و حان وقت الذهاب لاخد الدروس من تلك الفتاة
ارتديت قميصي الازرق الداكن و سروالا اسود ثم رتبت شعري و حملت حقيبتي وصل ابي قبل الموعد تركته يتناول غداءه بينما حملت حاسوبي ووضعته في حقيبتي ..
*********
تركنا البيت متجهين الى المكتبة كنت سعيدا لاني خرجت كان الجو جميلا فتحت النافذة لاستمتع قدر المستطاع .. كان ابي يتحدث مع صاحب السيارة استنتجت من حديثهما انهما يعملان معلا .. انه صديقه ..
وصلنا الى المكان المحدد كان في غاية الروعة مكان جميل قربه الكثير من المحلات و المرافق سحرني المنظر فعلا .. و قبل ان انزل اخبرت ابي اني سأمر على محل تصليح الحواسيب لان حاسوبي يحتاج لصيانة فواقف مرغما فقط لانه مع صديقه ..
دخلت من باب المكتبة الكبير كنت اعتمد على احدى العكازات فاسقبلني موظف يرتدي بدلة جميلة بدى كطيار و رحب بي ثم ارشدني الى القاعة المطالعة الرئيسية فور دخولي اليها شعرت بالراحة كانت براقة كمسرح كبير ... كنت التفت يمينا و شمالا معجبا بها فسمعت صوتا قادما من الامام يناديني :
_ هايدرون .. هايدرون
نظرت الى تلك الفتاة التي كانت تجلس على طاولة في الوسط و اتجهت نحوها فتذكرت اني قد رأيتها فعلا في المدرسة ..
_ فقالت : اهلا بك
_ قلت " اهلا ... شكرا لانك احضرت لي الدروس "
_قالت كعادتها : لا شكر على واجب
كانت نحيلة و قصيرة نوعا ما لها شعر نبي لامع متوسط الطول و عينين كبيرتين بنيتين ايضا ..
_فقالت : اجلس ما بك ؟
قلت " شكرا " ثم سحبت الكرسي بهدوء و جلست
" حسنا هل لي بالدروس " ثم اردفت " اريد ان القي عليها نظرة "
_ قالت بوجه باسم : حسنا لك ذلك
اخرجت مجموعة كبيرة من الاوراق المرتبة من كيس زهري منقط ثم قالت : تفضل
شكرتها مجددا .. لكني لم افرح بما رأيته ابدا كانت الدروس كثيرة جدا انقلب وجههي بسببها فجأة قالت : اتريد مساعدة ؟
كابرت و رددت " لا شكرا " ثم اردفت " لقد نسختي الدروس و هذا يكفيني " بينما كنت اقلب الاوراق ابتسمت قائلة : لقد رتبتها و وضعت عليها علامات و كتبت فوقها اسم المادة ..
بدأت اقرأ بعضها و لم ارفع رأسي لمدة من الزمن فقالت : هل اعجبتك المكتبة !
رددت و انا اقرأ " اجل "
قالت : ما رأيك ان نذهب لتلقي نظرة على الكتب ؟
كنت اهتم لدراستي و لكني لم اكن مهووسا بها فوافقت
مشينا بين الرفوف الكبيرة بينما الكتب تحيط بنا من كل جانب لم اكن شخصا يقرأ كثيرا لكني احببت الكتب فعلا فقالت بعد ان وقف قرب رف من الرفوف مدت يدها و سحبت كتابا من بينها : انا آتي الى هنا دائما .. ثم سكتت للحظة كانت تقرأ فيها عنوان ذلك الكتاب .. ثم اردفت : احب الكتب
قلت " اجل انها جميلة "
قالت بنبرة سلسلة : اي نوع تفضل .. ثم اردفت : هل مللت !
رددت " اه " نظرت لمكان اخر من الرفوف
قالت : اتريد ان تلقي نظرة على تلك
" اجل .. " قلت بلهفة
وقفت عند ذلك الرف الملكي كتب قديمة ذات الوان قوية تناولت الكتاب الازرق المزخف بالفضي كان يحمل عنوان " le criminel "
_ انها بلغة صعبة .. قالت بحيرة ثم اردفت : ثم اننا لم ندرسها ابدا .. و سكتت لوهلة نظرت اليها و قد وضعت يداها خلف ظهرها ثم قالت :
_ انها الفرنسية صح ! بفضول
رددت " اجل .. انتي محقة "
ابتسمت و اردفت قائلة :
_ انها لغة الاسرة الحاكمة .. يستخدمونها دوما في حديثهم الخاص ..
قلت " اهذا يعني انها حكر عليهم " بغرور
_ ردت : لا ابدا .. لكن ..
لم اعرها اهتماما و قرأت العنوان ثم فتحت اول صفحة من الكتاب و شرعت في قرائتها ثم توقفت بعد ان قرأت اول صفحة منها ..
_ قالت بدهشة : رائع انت بارع فيها
اتسعت عيناها و قالت بفضول عن ماذا يحكي الكتاب
" عن مجرم "
_ ردت : ايمكنك شرح ما قرأته الآن ! بتعجب
قلت " سافعل " في سياق الكلام
<< يقول : بمجرد ان توضع خلف القضبان ستعرف ان السجن ليس مجرد اربع جدران ؛ ليس الجلد او التعذيب . انه بالدرجة الاولى خوف و رهبة .. هذا ما يريدونه بالضبط ما يجعلني دائما سجينا .
انه الحرمان من الحياة ..
الحرمان من امتلاك الوقت ..
الحرمان من الامكنة ..
و العيش خارج الحياة . >>
_ فقالت : ياه .. جميل
اعدت الكتاب لمكانه ثم قلت " هل نذهب ! "
قالت : حسنا ...
مشينا مجددا بين تلك الرفوف الضخمة و الطويلة فتسلل الصمت بيننا و اصبحت اسمع وقع اقدامنا فجأة توقف احداها .. فالتفت لاجدها قد توقفت عند رف اخر " اهناك شيء ؟ " قلت متسائلا
_ ردت بهدوء : تعال و القي نظرة
كانت جميع كتب ذلك الرف بعنوان " كيف تتعامل مع ... " او " كيف تصبح ... " قلت في نفسي متذمرا " ما هذه السخافة ! " ~~
_ قالت : انظر انها مفيدة .. ثم اردفت : اليس كذلك !
" من الافضل ان لا اقول شيئا " رددت
_ فردت بحيرة : الم تعجبك ؟
لقد كانت تعابير وجهي كفيلة باعلامها انها كتب سخيفة
فقالت محاولة ان تغير رأيي : هناك اممم " كيف تتعامل مع زملائك " او " كيف تتعامل مع اختك " ..
حركت رأسي بالرفض فقالت مجددا : انتظر اعرف ما يناسبك
" حسنا " غير مبال تماما
_ ها هو " كيف تتعامل مع المجرمين "
نظرت اليها بحدة و قلت لها " و ما بال المجرمين ؟"
_ رددت بنبرة مترددة : ل لا شيء ثم تمتمت : يبدو انه لم يعجبك ..
كنا نجلس على تلك الطاولة فاخذت ثلاث كتب كان من بينها " كيف تتعامل مع اختك " .. و قالت بعد ان اخذت بطاقتها المكتبية يجب ان استعيرها و اتجهت لشباك الاعارة ....
جلست و قد وضعت كل شيء في محفظتي حاسوبي و الدروس ايضا نادتني من بعيد :
_ هايدرون تعال الى هنا
ذهبت اليها مباشرة فقالت :
_ اتريد بطاقة مكتبية ؟
" لا اعرف " بلا اي تفكير
_ فقالت : اتحمل بطاقة لك ؟
رددت " لا " ثم اردفت " فقط بطاقتي المدرسية "
ابتسمت بعد ان سألت الموظف خلف الشباك
اخذت بطاقتي من جيب سري في محفظتي و ناولتها للموظف قال و هو ينقل المعلومات منها " ادف لي 5 يورو "
~~ بعد ان فحصت جيبي عرفت اني لا املك سوى
يورو واحدا .. مدت يدها فجأة و ناولته الخمسة يوروات
شعرت بالخجل من نفسي ثم اعماني الغضب من تصرفها الاحمق فمشيت و اخذت محفظتي سريعا و خرجت من المكتبة ..
*********
اسرعت لدخول اول محل هناك كنت في اشد الغضب ... تمالكت نفسي و حاولت ان امتص غضبي فجأة سمعت صوت صاحب المحل كان يعيد كلامه : ما بك يا ولد ! بما اخدمك ..
نظرت من حولي انه محل حواسيب قدمت له ذلك الجهاز المتطور و امرته ان يضعه في الحاسوب من داخل و من دون ان يظهر ثم ساقوم من اخفاء اتصاله بالحاسوب بنفسي ..
حدق بي ثم ابتسم لي و قال : لم يطلب احد قبل مني هذا ابدا ..
نظرت اليه و الغضب مازال بعيني " و ماذا في هذا ؟"
_ رد : امثالك يجب ان يعاملوا باسلوب اخر
تعجبت من قوله و قلت " كيف يجب ان يعاملوا "
_ تماما كحجم احترافهم .. قالها بعينين لامعتين
" حسنا " .. ثم اردفت " بكم الثمن ؟ "
ابتسم لي مجددا ثم قال : لما انهي العمل سأخبرك
قال اكتب اسمك و رقم هاتفك على الحاسوب ..
فكرت قليلا ثم كتبت اسم ليون دورتي و رقمي القديم ايضا لاني توقعت ان اطلب من ابي احضاره لي لاحقا
انشغلت في نهاية ذلك الاسبوع بنقل الدروس و الدراسة لساعات طويلة و لم اكن اخذ قسطا من الراحة حتى فرغت منها اخيرا في ثان يوم من اخر اسبوع لي في هذه العطلة ..
............... يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro