part 03 : شريحة اتصال جديدة
بعد مرور العطلة الاسبوعية فكرت في تغيير رقم هاتفي لهذا جمعت ما ادخره من المال كنت غالبا ما احتفظ بالمال الذي يبقى من اجرة الحافلة ... بصراحة لم يكن لي مصروفا خاصا ابدا فابي لا يحب ان يعطني مالا اضافيا
المهم جمعت كل ما املكه من مال و عديته سريعا كانت تنقصني بعض النقود لهذا ذهبت للمطبخ القيت نظره على امي و هي تعد الغداء ...
" امي "
_ ردت دون ان تلتفت لي : نعم ليون ثم اردفت : ماذا تريد ؟
قلت بظرافة " اريد 3 يورو "
_ التفتت الي و قالت : و لكن لماذا ؟
اجبتها سريعا " اريد شراء كرة سلة "
_ قالت باستغراب : حسنا سارى ما عندي ..
بعد ذلك تركت المطبخ و ذهبت لاحظار النقود فرحت كثيرا ثم صعدت غرفتي لاخذ بطاقة معلوماتي الجديدة التي كانت تحمل اسم هايدرون خبأتها في قميصي و نزلت مجددا ثم اخذت المال من امي و طلبت منها الخروج .. لم ترضى في البداية لاني مازلت مريضا لكنها سمحت لي في النهاية
*******
خرجت بالعكازات امشي وحدي و بدات ابحث عن مكان لبيع شرائح الهواتف فوجدت محلا صغير يعرض الهواتف و ما يتعلق بها فدخلت اليه مباشرة مُرحبا " اهلا " ..
_ رد علي البائع : اهلا بك .. تفضل بما استطيع خدمك ؟
قلت " اريد شريحة اتصال "
_ قال : حسنا ...
ثم عرض علي مجموعة من الخدمات
بدات ابحث من بينها عما يناسبني لكنه كان ينظر الي نظرات غريبة لم اعره اهتماما و حاولت تجاهله و قلت بصوت قوي " اريد هذه " حدق الي صامتا
و فجأة امسك يدي بقوة و شمها كالقط
_ ثم قال : هذه اليد قتلت الكثير ..
انتشلت يدي بقوة و قلت و انا في قمة الغضب
" ما هذا الذي تقوله ! " ثم اردفت و انا ارمقه بنظرات غاضبة " الم تتعلم اللباقة مع الآخرين "
_ قال و هو يبتسم كالذئاب : بل تعلمت ان لا ادير ظهري لمجرم ..
تفطنت لانسحابه نحو الباب و خرجت قبل ان يغلقه علي ثم نظرت اليه بعد ان خرجت قائلا " لست الا تافها " انزعج من كلامي لكنه لم يفعل شيئا
تركته سريعا كنت خائفا جدا عرجت بسرعة و اتبعت شارعا اخر لم اكن قد قدمت منه بدأت امشي و امشي و امشي حتى تعبت و انتهت بي الطريق الى ساحة كبيرة تعج بالمارة
" لقد تهت " ثم اردفت بقلق " علي ان اجد الحافلة رقم 09 لتقلني لمحل اقامتي" ... مسحت العرق من جبني و رتبت نفسي سريعا و واصلت المشي عبر طول الشارع حتى وصلت لمحطة الحافلات الرئيسية فاستقبلت اتصالا من والدتي :
رددت قائلا " اهلا امي " بارتياح
_ قالت : اين انت ؟
قلت " في الشارع .. اين سأكون !
_ قالت بنبرة قلقة : لما تأخرت كثيرا ؟
فقلت " سارجع قريبا "
_ قالت بصوت عال : بسرعة ..
قاطعتها " حسنا .. حسنا .. لا تغضبي
_ قالت : عد حالا فقط سمعت
رددت " حااااااضر " ( علقت )
فجأة امسكتني يد من كتفي فزعت و التفت كالآلة ثم تنفست بعد ان رأيت وجهه قائلا " أهذا انت ؟ "
انه ذلك الفتى اللطيف مجددا
_ قال مبتسما : مرحبا بك
رددت " مرحبا " ثم اردفت " لقد افزعتني"
_ قال : اسف صديقي لم اقصد ذلك
رددت بنبرة حادة " لا تقل لي صديقي " ثم مشيت مبتعدا عنه بضع خطوات فلحقني _ و قال : اعتذر منك ...
فقلت له " ما اسمك ! "
_ رد : " روبرت ساجفريد"
قلت " تشرفنا "
_ فرد مبتسما : شكرا لك
لم اقل بعدها شيئا فساد الصمت بيننا ثم قطعه بقوله : الى اين ستذهب ؟
ازعجني سؤاله كثير رغم ذلك اجبته بالكذب " .. الى منزل جدي "
_ قال : و ماذا كنت تفعل هنا !
لم اتحمل فضوله الزائد و قلت له متجاهلا سؤاله " كنت تبدو لطيفا " ثم اردفت " يبدو اني اخطأت بتقديرك "
علت الحيرة وجهه فرد قائلا : اسف لقد خيبت ظنك بي ..
فرددت " لا بأس .. "
وضعت يداي في جيبي في حين كانت العكازات تحت ابطيَّ فتفاجئت بأني نسيت النقود في جيبي باختصار اخذت الشريحة دون ان ادفع مقابلها شيئا تذمرت و قلت بلا وعي " سارق "
_ رد علي : انا ! سارق ! باستغراب شديد
رددت عليه مبتسما " لست انت ... انه انا"
_ فقال : انت سارق ؟! مستغربا مجددا
قلت " ليس تماما .. لقد نسيت ان ادفع مقابل الشريحة التي اشتريتها "
_ قال : هذه ليست سرقة ... قاطعته قائلا " غير مهم "
بينما فكرت في ارجاعها سحبته معي ...
رجعت على ادراجي للمحل مع روبرت و عندما وصلنا وقفت لوهة بصراحة خفت ان يقول كلاما اخر لي او يحاول حبسي من جديد فجأة
_ قال روبرت : صاحب المحل مجنون
رددت سريعا " هل تعرفه "
_ رد : اجل الجميع يعرف هذا ....
فرحت بكلام روبرت كثيرا ثم قاطع فرحتي رنين الهاتف " يا الهي " قلت في نفسي " ساقتل اليوم "
دخلت مع روبرت المحل سريعا كنت سارجع الشريحة لكنني عدلت عن الفكرة عندما قابلنا ابنه الكبير فاشترتها منه و سجلتها باسمي الجديد ... و قفلت راجعا الى البيت
لقد تجاوزت الساعة 1:30 مساءا لابد ان ابي قد وصل قبلي منذ ساعة قلت مجددا " يا الهي ساعدني "
دقيت باب البيت و رأسي الى الاسفل كنت قد غيرت مكان بطاقتي و الشريحة الجديدة و خبأتهما في بطني تحت السروال ..
فتح ابي الباب و الغضب باد على وجهه حاولت ان ابدو بريئا قدر استطاعتي فقال لي بلهجة حادة : اتريد ان تبيت خارجا ثم صاح : تكلم ... تزعزع كياني كله و لم اجد ما اقوله له
بينما نظرت الى امي التي كانت غاضبة بدورها فقالت لي : لما لم ترد علي ؟
اجبتها " لقد كنت في الباص وا ..
_ قاطعني ابي بصوت عال : الن تكف عن الكذب ؟!
طأطأت راسي بحزن " اسف .. انا حقا اسف "
بشدة امسكني ابي من كتفاي بكلتا يديه .. خفت كثيرا و من شدة ذلك اغلقت عيناي فهزني بقوة و هو يصرخ قائلا : غروورك دمرنا ليووون .. غرورك دمرنا ثم صفعني فسقطت لاني كنت مكسورا و لم استطع الحفاظ على توازني ..... حينها ساد الصمت و شعرت بالظلم فسالت الدموع على خدي بصمت .. هرعت لي امي كانت تقول كلمات لم الحظها ...
*******
غلقت باب غرفتي و دموعي لازالت عالقة مسحتها ثم ارتميت على السرير .. كنت اتضور جوعا لكن كبريائي فاق جوعي فرفضت الطعام و انا الان في غرفتي وحيدا ...
قلت محادثا نفسي " حسنا لقد كنت غبيا فعلا " ثم تابعت قائلا " الست مجرما ! .. لما لم اتجاهل الموضوع و احتفظت بالشريحة بدون ان ادفع .. هه " ثم ابتسمت برضى تام و وقفت بدون عكازات حاولت بلوغ حاسوبي الذي كان على المكتب .. اخذته و جلست على الارض ثم فتحته
و دخلت مجددا الى موقع المدرسة لم اتوقع ان اجد تلك الفتاة على اتصال لكني فور ان دخلت قابلني شيئا من نشاطاتها.... [ ناد الفنون : يشرف ادارة المدرسة ان تفتح ابوابها في الراغبين في الالتحاق بهذا النادي ........... الى الراغبين في الانظمام اليه الاتصال بي ] ..
قلت في نفسي " سانظم لنادي كرة القدم "
دخلت و بحثت عنه ثم ارسلت طلب انظمام .. بصراحة خفف عني هذا كثيرا لانني تذكرت اني قد كنت ممنوعا نهائيا من اللعب في مدرستي الاخرى
" اتمنى ان ابقى هايدرون للابد " قلت بسعادة
ثم سمعت صوت معدتي تعفص و ترفس ~~ فقلت " اهذا وقتك ! " ثم قررت ان انام كي لا اشعر بالجوع
نزعت قميصي فرأيت الشريحة اخذتها ثم صعقت " يا إلهي يبدو انها سقطت مني عندما سقطت " لم يكن لدي الوقت لاتذمر لاني اوقعت بطاقتي الشخصية التي لا يعرف عنها والداي شيئا ... اخذت العكازات و نزلت بهما سريعا لغرفة المعيشة
مشيت بهدوء و لم انسى ان ابدو حزين و لحسن حظي ابي لم يكن هناك فقط امي لوحدها كانت جالست تخيط الملابس فنهضت فور رؤيتي
_ و قالت لي : الن تإكل شيئا
رددت " لا .. "
_ فقالت لي : ابوك لم يضربك الا لمصلحتك ..
تذمرت محادثا نفسي " هذا ما تقوله الامهات دائما " ~~
_ ردت : ماذا تقول ؟ ..
قلت بهدوء " لا شيء "
جلست على الاريكة و اول ما وقعت عليه عيني بطاقتي تحت قدم امي فقلت بلا تفكير " اريد ان آكل "
ضحكت بنظرات بريئة و قالت " حسنا .. كما تريد "
ذهبت فورا لتحضر لي الغداء فإلتقت البطاقة من الارض سريعا و خبئتها في جيبي ..
بعد فراغي من الطعام صعدت لغرفتي مرة اخرى و خبأت بطاقتي الشخصية في صندوق صغير في مكاني السري و الذي هو حفرة صغيرة تحت قطعة من البلاط ... ثم ادخلت الشريحة في الهاتف و فعَّلتُها " جيد جدا " قلت بابتسامة
خطرت فجأة ببالي فكرة رائعة اخذت الشريحة و وضعتها في جهاز " usb " متطور صنعه صديق لي في الماضي ثم اوصلت بالحاسوب ثم فتحت الحاسوب الذي كنت لم اغلقه عندما نزلت فوجدت تلك الفتاة قد ردت على رسالتي
_ [ مرحبا ^^ .. كيف حالك ؟ ]
رددت [ بخير شكرا لسؤالك ]
_ [ لا شكر على واجب ] و قبل ان ارد ارسلت رسالة اخرى
_ [ اذن متى ستأتي لتأخذ الدروس ؟ ]
رددت بعدما محوت ما كنت اكتبه [ غدا .. لقد تأخرت كثيرا ]
_ [ حسنا .. سنلتقي في المكتبة ]
رددت [ اي واحدة ؟ ]
_ ردت [ الا تعرف المكتبة العامة قرب مكتب الشرطة ! ]
رددت [ اعرفها .. ] لكني لم اكن اعرفها ~~
_ ردت [ حسنا نلتقي في الساعة الرابعة و النصف مساءا ^^ ]
رددت [ حسنا .. شكرا جزيلا ]
لم تكتب شيئا بعدها ...
تركت الموقع و هممت بفعل ما خطر لي قبل قليل استغرق الامر مني ساعتان تقريبا و بعد ان اكملت كل هذا حنيت رأسي للخلف من تعب الانحناء طويلا تم تنهدت و استويت قائما
كانت تنقصني خطوة واحدة ان اجربها ... استلقيت على سريري .. و بدات اقوم بذلك
" ياي لقد نجحت " قلت بنشوة انتصار
كان ما انجزته اليوم افضل ما فعلته حتى الآن لحماية نفسي من تلك العصابة .... مؤقتا .
........... يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro