الفصل السادس
مساء الخير حبايبي
*
استمتعوا بالفصل
يون :
من قال أن الأخذ أهم من العطاء ؟ العطاء يكون طعمه لذيذا للغاية ، يكون حلوا جدا عندما يكون من تمنحه كل عطائك جزء منك ، و من يستحق عطائي أكثر من أماي ؟
لقد أقفلت اليوم المطعم بوقت مبكر عندما هي جاءت و جلست لتتذمر كل خمس دقائق ، تمسكنا ببعضنا و ذهبنا للسوق ، استقلينا الحافلة و بعد مدة وصلنا لننزل و أماي تحدثت
" يون هل ميزانيتك كبيرة ؟ "
و أنا تمسكت بكفها لأخلل أناملي بين أناملها ثم رفعتها لي لأقبلها و أحاول تدفئتها
" ليست كبيرة جدا و لكن يمكنني شراء بعض ما كنت ترغبين به و تحتاجينه "
عبست بطفولية و أنا لم أستطع تمالك نفسي أمامها فاقتربت و قبلت وجنتها و هي أبعدت يدي عنها و تحدثت بضيق
" يون أنا كبيرة سوف يسخرون مني أصدقائي اذا رأوني "
سارت قبلي و أنا ابتسمت لأتبعها
" أنت صغيرتي أنا و لن أتوقف عن تقبيلك حتى و لو غزى الشيب رأسك "
رمقتني بانزعاج و أنا وصلت بقربها لأشد على ذرعها و عاودت تقبيل وجنتها
" اعترضي و سوف نعود للمنزل "
عندها تنهدت بينما تنفي و أدارت وجهها تمنحني وجنتها الأخرى لأقبلها و هكذا كانت أمسيتنا تبدو مبهجة و سعيدة ، لقد اشتريت لها السترة التي كانت تريدها و بدت سعيدة جدا و هي تجربها و تقف أمام المرآة ، و أنا كنت أمسك بحقيبة ظهرها و سترتها التي كانت ترتديها من قبل ، ابتسم بينما أرى الفرحة و البسمة مرتسمة على وجهها .... أقسم أنني لن أريد رؤية سوى ابتسامتها
حملتُ كيس السترة و أماي حملت حقيبة ظهرها لتضع كفيها داخل جيوب السترة و سارت ، لقد كنت أركز على احتياجاتها و الأولى في القائمة كانت قفازات جلدية سوداء لأن خاصتها الصوفية اهترأت و لم تعد صالحة للاستخدام ، ثياب داخلية لها و بناطيل من الجينز و حذاء شتوي من أجل ابقاء قدميها دافئتين
مر الوقت و هي كانت تجرب كل شيء و تختار ما ترغب به ، أعلم أنني لا أستطيع تقديم الكثير لها و لكنني سعيدة أنني أقدم كل ما أملك لها ، إنها شمعتي التي أحاوطها بكفي معا حتى أمنع عنها النسمات القارصة
حملت أنا بعض الأكياس و هي حملت البعض و قربت كفها لتتمسك بذراعي ثم وضعت رأسها عليه و نحن نسير لتتحدث بتعب
" يون أنا متعبة و أريد كابوتشينو "
توقفت و هي رفعت رأسها عن ذراعي و حدقت بعيني و كم كانت طفلتي تبدو لطيفة ، ابتسمت و تحدثت
" أريد قبلتين "
" أرجوك يون لا ترغميني فأنت لست طفلة "
و باصرار تحدثت
" هيا أماي أنا أنتظر "
كشرت أكثر بينما تقترب مني و تمتمت
" مستغلة "
قبلت وجنتي اليمنى ثم أدرت لها الأخرى و بعدها سحبتها لنسير نحو مقهى صغير و لطيف كان قريبا منا ، جلسنا هناك و طلبت لها كابوتشينو و أنا كأس ماء ...... لقد صرفنا كثيرا اليوم كما لا أحبذ شرب مشروبات حلوة ليلا
انصرف النادل بعد أن أخذ طلباتنا و هي حدقت بي و تحدثت
" يون لما كلبة العجوز بارك بمنزلنا ؟ "
" لقد رمتها صباحا في الشارع "
" لا تقولي أنك أشفقت عليها "
" بلى فعلت ...... لقد بدت بائسة المسكينة "
" يون صدقيني ليس هناك من هو بائس بقدرنا "
قربت كفي من كفيها و ربت عليها و بابتسامة تحدثت
" أماي نحن يجب دائما أن نسعد بما لدينا فغيرنا يعانون كثيرا "
و باصرار أجابتني ، حتى أنني لمست التوتر في صوتها
" و برأيك نحن لا نعاني ؟ .... في كثير من الأحيان أنا أنتظر شهورا و شهورا حتى أحصل على شيء أردته ، أمر عليه ألف مرة و مرة حتى أفقد رغبتي في امتلاكه و في النهاية لا أمتلكه و أبسط مثال الحاسوب "
" أنا آسفة أماي ....... "
سحبت كفها و عبست و أنا تحدثت
" ألا زلت ترغبين به ؟ "
و هي ببؤس أجابتني
" الجميع لديهم حواسيب ، نحن نحتاجه لانجاز المشاريع في المدرسة "
ابتسمت و أومأت لها
" سوف أجد حلا صغيرتي ..... "
رمقتني بريبة عندها وصلت طلباتنا و هي احتضنت الكوب بكفيها معا و بدأت تشرب و تتلذذ و أنا شربت القليل من المياه و حدقت بها أمامي ......... آه يا صغيرتي لو تعلمين أن دموعك و قهرك ينقش داخل قلبي كندب لن يزول أثره
جلسنا هناك و أماي استمتعت بوقتها و رأيت ابتسامتها أكثر من مرة و بعد أن تأخر الوقت نحن سلكنا طريق العودة بعد أن استقلينا الحافلة ، لقد كانت تريد أن نأخذ سيارة أجرى لنصل بسرعة للمنزل و لكن سيارة الأجرى سوف تجعلنا نصرف مزيدا من النقود على لا شيء .... في النهاية نحن سوف نصل لمنزلنا
توقفت الحافلة و أماي كانت لا تزال غاضبة و عابسة و أنا حملت الأكياس بعد أن نزلت هي قبلي و تبعتها لأنادي عليها و أنا أبتسم
" أماي انتظري يا فتاة "
التفتت لي لتسير عكسيا و كفيها بجيوب سترتها
" أنت بطيئة جدا يون "
" أنا أحمل أغراضك فتعالي و ساعديني "
و لكنها حركت كتفيها برفض و رفعت حاجبيها تحاول أن تغيضني هذه الشقية
" أنت أمي و يجب أن تحملي عني كل ما يثقل عليّ "
توقفت و هي توقفت كذلك و قبل أن أتحدث سمعت صوتا بقربي
" أنا يمكنني مساعدتك يون "
*
بيكهيون :
ذات العينين الحزينتين كانت تتحدث مع ابنتها و تترجاها حتى تحمل معها و لكن تلك الفتاة الشقية نادت عليها باسمها و الذي سمعته للمرة الثانية فتأكدت فقط من أنه اسمها ، يون ، زهرة اللوتس التي لا تذبل حتى وسط الخريف و هكذا بدت فعلا هذه المرأة رغم عينيها الحزينتين و دموعها المحتقنة ........... إنها بسيطة للغاية ، هادئة للغاية و ساحرة للغاية
التفتت ناحيتي بعدما تحدثت معها براحة و لأول مرة أكون هكذا فلست أنا عادة من يسقط الكلفة بيني و بين أي أحد ، ابتسمت بريبة و ردت على عرضي
" لا بأس هي ليست ثقيلة على أي حال "
و لكنني اقتربت أكثر
" نحن جيران و يسعدني أن أساعدك سيدة يون أليس كذلك ؟ "
و هي اجابتني بصوت خفيض بدى متوترا
" بلى اسمي هو يون "
حملت الأكياس التي كانت بيدها اليمنى و تحدثت
" و أنا بيكهيون "
و في تلك اللحظة تدخلت أماي الشقية و وقفت بيني و بين والدتها
" أستاذ بيون هل أنت فعلا جارنا ؟ "
" أجل أنا جاركم الآن "
" اذا هل ستعفيني من حل الواجب ؟ "
" سوف تحلينه أماي "
" و لكنني لم أفهم شيئا "
" حاولي و لاحقا سوف أعيد الشرح "
عبست بوجهي أكثر ، هذه الشقية لقد كانت تحاول توا التملص من حل الواجب عندها التفتت لوالدتها و أمسكت ذراعها لتسحبها و الأخرى تحدث بتفاجؤ
" أماي لا تسحبيني هكذا .... "
ابتسمت و تبعتهما لأسير من الناحية الأخرى ليون ذات العينين الحزينتين و أماي حدقت بانزعاج نحوي و رأيت كيف تمسكت كفها أكثر بذراع والدتها لذا تحدثت بينما نسير ثلاثتنا نحو المنزل
" بالمناسبة سيدة يون هل رأيت كلبة في الشارع اليوم ؟ "
توقفت و أرغمت أماي على ذالك و أنا توقفت بدوري
" أجل السيدة بارك رمت كلبتها و هذا جعلني أستغرب فعلا فهي متعلقة بها كثيرا "
" اذا هل تعلمين أين ذهبت ؟ "
و أماي تحدثت بسخرية
" لقد أصبحنا نتقاسم بيتنا مع الكلاب الشاردة "
توسعت عيني و تحدثت ببهجة
" هل هذا يعني أنها في منزلك سيدة يون ؟ "
ابتسمت و أومأت
" أجل لقد أشفقت عليها لذا وضعتها في منزلي "
و أماي عادت لسخريتها
" تصور أنها تقسمنا طعامنا "
" أماي رجاء "
قالتها لترقمها بانزعاج و الأخرى وضعت كفها على فمها
" لقد خرست "
" في الواقع أنا خرجت للبحث عنها فقد كنت أنوي أخذها للبيطري و لكن السيدة بارك رمتها فورا "
" انسان عطوف آخر .... "
و مرة أخرى كانت أماي لذا أملت رأسي قليلا و رمقتها بنظرات منزعجة
" أماي هل نسيت أنك تتحدثين مع و عن أستاذك المسؤول ؟ "
رفعت حاجبي و هي أشاحت بنظراتها و عندما حدقت بذات العينين الحزينتين وجدتها تبتسم بخجل و كأنها تتأسف بدلا عنها فابتسمت و بعدها عدنا نكمل طريقنا حتى وصلنا بقرب المنزل و وقفنا وسط الطريق ، سلمتها الأكياس التي كنت أحملها عنها و أماي رفضت أن تتركنا و تدخل بل ضلت متمسكة بذراع والدتها
" أنا شاكر لك سيدة يون على اهتمامك بالكلبة "
" يمكنك أن تستخدم اسمي فقد فهذا يبدو مربكا قليلا ثم لا تشكرني لأنها مخلوق له نفس و روح "
ابتسمت و أجبتها
" اذا يمكنك أن تناديني ببيكهيون فقط ...... "
أومأت بابتسامة عندها تحدثت أماي بضيق
" يون لندخل أنا أشعر بالبرد "
حدقت بها و حاولت أن تثنيها بواسطة نظراتها
" سوف ندخل أماي لذا لا تتذمري "
" اعتني بالكلبة يون و أنا سوف آخذها غدا للطبيب البيطري ليتما نجد لها مكانا أو ملجئا "
" حسنا لا تقلق عليها "
و بسخرية تحدثت أماي
" تجعلانني أشعر كأنها طفل حديث الولادة "
حدقت بها و تحدثت بصرامة ، إنها فتاة مُتعبة و تستطيع التحكم بوالدتها لأن يون تحاول في كل ثانية كسب رضاها و لابد لي أن أعلم التفاصيل
" كيم أماي أريد الواجب مكتوبا لعشر مرة غدا و لن أتنازل و إلا تضاعف العدد حسنا "
رمقتني بغل و سحبت والدتها بقوة و يون تحدثت
" ليلة سعيدة أستاذ بيكهيون "
و أنا لم تعجبني كلمة أستاذ لأنها سوف تجعل بيننا ذلك التوتر و أنا لا أريد أن أشعر به ، دخلت لتقفل أماي الباب بوجهي و بقوة و أنا ابتسمت ثم التفت لأعود للمنزل ، فتحت الباب و بعدها أقفلته و سرت نحو غرفتي ، فتحت الباب فوجدت صينية العشاء على الطاولة و بجانبها ورقة
" تدبر أمورك لأنني لن أشعل الموقد مرة أخرى من أجل تسخين الطعام "
ابتسمت بسخرية و أبعدت المعطف ثم السترة لأعلقهما و بعدها نزعت حذائي و اقتربت لأجلس بينما أحمل الملعقة
" لنرى إن كان طهوك تحسن سيدة بارك و إلا لن تحلمي بالصفقة و أجعل يون تفوز بها "
قربت الحساء و بدى بدون لون ولا رائحة ، عكرت حاجبي و تذوقته لأضع الملعقة بالصحن و استقمت حاسما أمري
" يون هي الفائزة "
صباح اليوم التالي استيقظت في وقت مبكر ، تجهزت للمدرسة و عندما حدقت بالساعة كانت لا تزال السابعة ، الوقت مبكرا جدا ..... لا بأس سوف أحاول انجاز بعض الأمور في المكتب قبل بدأ الحصص
حملت سترتي الرمادية و ارتديتها فوق كنزتي الصوفية السوداء و التي كان تحتها قميص أبيض ، بنطال رمادي و هكذا مظهر الأستاذ اكتمل ، لبست حذائي الأسود و بعدها حملت حقيبة أوراقي و وضعت معطفي الأسود الثقيل على ذراعي ثم اقتربت من الصينية التي بقى فيها الطعام كما تركته السيدة بارك ...... طهوها سيء ولا يمكن أن يتحسن لأنه بتقليل التوابل و الملح أصبح أسوأ من ذي قبل
حملتها كذلك و خرجت من الغرفة ، اقتربت من بابها و عندما لم أسمع أي صوت وضعت الصينية بقربه و بعدها سلكت طريقي نحو الباب ، فتحته ثم خرجت و أقفلته خلفي عندها سمعت صوتا هادئا بدى رنانا في أذني
" صباح الخير أستاذ بيكهيون "
التفت فكانت ذات العينين الحزينتين تقف بقرب باب منزلها ، ترتدي تنورة طويلة سوداء و كنزة سوداء بعنق و فوقها سترة صوفية بلون أبيض و شعرها تضم بعضه بينما تترك بعضه ، ابتسمت و تركت الباب لأتقدم قليلا
" صباح الخير يون ... "
حدقت بمطعمها ثم بي و تحدثت
" هل ستذهب الآن للمدرسة ؟ "
" أجل هناك بعض الأمور يجب أن أنجزها "
ابتسمت و أنا حدقت بالمطعم و بعدها بها و سألتها
" هل ستفتحين الآن ؟ "
" أجل سوف أصنع قائمة باحتياجتي و بعدها أعود لأتناول الفطور مع أماي فهي تتجاهل وجباتها إذا لم أرغمها "
" الأطفال بعمرها يعتقدون أنهم يستطيعون الاهتمام بأنفسهم و لكنهم فقط يسببون القلق لذويهم "
" انها الحياة و يجب تحملها "
و مع تلك الجملة أنا رأيت فتورا زار ملامحها ، أنا بموضع قريب و بعيد ، أعد غريبا بالنسبة لهما و لكنني أريد أن أتقرب منها و أعلم عن مشاكلها التي ترديها صريعة للحزن .... أريد أن أساعد تلك الطفلة على الشفاء و هذه الأم على العودة للحياة ، هي تبدو فتية للغاية و ما يختبئ خلف النظرات هو قوي بدون شك
" سوف أذهب أنا أتمنى لك يوما جيدا كما أنني سوف أعود في وقت لاحق حتى آخذ الكلبة للطبيب "
" و أنا كذلك أتمنى لك يوما هادئ أستاذ بيكهيون "
حركت رأسي و التفت لأغادر و بعد عدة خطوات أنا عدت و سمعت اسمي بصوتها
" بيكهيون هل تناولت فطورك ؟ "
توقفت و اتسعت ابتسامتي تلقائيا بدون أن أسيطر عليها ، التفت لها و هي كانت تقف وسط الطريق الفارغ و مرت نسمة باردة لتحرك خصلاتها من على كتفيها و هي ابتسمت رغم الحزن و البؤس المرتسم على أيامها و كل تفاصيلها الرقيقة التي عبثت بها الأيام
*
أماي :
فتحت عيني على أصوات خارج غرفتي ، عكرت حاجبي باستغراب فيون بحياتها كلها لم يزرها أحد ، لطالما كانت وحيدة و كنت أنا فقط معها ، أبعدت الغطاء و استقمت و قبل أن أسير نحو الباب وقفت أمام المرآة و حدقت بثيابي الطفولية ثم شعري المبعثر ، حاولت تهذيبه و ترتيبه ثم سحبت الباب ليفتح و الأصوات أصبحت أقرب
خرجت لأسحب باب غرفتي و بعدها سرت بقدمين حافيتين نحو غرفة الجلوس أين توجد أريكة واحدة أمامها جهاز تلفاز قديم نادرا ما نجلس أمامه و مدفئة و في الجهة الثانية من الغرفة توجد طاولة نتناول عليها طعامنا عادة
و لكن اليوم كان يجلس عليها في مكاني بالضبط الأستاذ بيون ، هذا المعتوه لما يتودد بهذه الطريقة ليون ؟ شعرت بالانزعاج و أنا أرى يون تقف و تحمل صحنا تملأه له بالطعام و هو كان يحدق بها بينما يرسم ابتسامة ، هي دائما تقول أنها تعاني بتوفير الأشياء من أجلي فلما تتقاسم طعامنا الآن مع هذا المتطفل
عكرت حاجبي أكثر و اقتربت لأناديها بصوت و نبرة تملكية
" يون .... "
رفعت رأسها نحوي و ابتسمت و لكن نظرات ذاك المعتوه كانت منزعجة ، رائع هل ينوي منافستي عليها ؟ فقط أحلم لأنها أمي أنا لوحدي ، يون لي وحدي ولا يمكن أن تهتم لغيري
تقدمت و هي سحبت لي مقعدها و تحدثت
" اجلسي أماي "
جلست و كنت مقابلة للأستاذ المصون ، حدق بي و ابتسم
" صباح الخير أماي "
و لكنني بدون أن أجيبه أخذت الملعقة و وضعتها بالأرز و حملته لأفتح فمي و لكن قبل أن آكله تحدثت يون
" أماي أستاذك حياك فردي التحية "
توقفت و رمقتها بانزعاج رافض و هي اقتربت لتسحب مقعدا و جلست بجانبي و ربتت على فخذي
" هيا أماي "
" صباح الأخير أستاذ بيون "
ابتسم و حمل ملعقته ليبدأ بتناول الحساء و أنا وضعت ملعقة الأرز داخل فمي بغضب ، مضغت على مضض ثم ابتلعت و هو كلما تناول شيء توسعت ابتسامته و يبدو مستمتعا جدا بالطعام ، كانت يون تأكل بهدوء و هو رفع رأسه ليحدق بها و بعدها تحدث
" يون طهوك رائع ... فعليا مرت يومان لم آكل جيدا فيهما "
" هل السيدة بارك امتنعت عن تقديم الوجبات لك ؟ "
" أبدا و لكن طهوها سيء للغاية لم يناسب ذوقي "
" اذا سوف أكون سعيدة و أنا أساعدك بتقديم الوجبات لأنك تبذل جهدا في الاعتناء بأماي "
شعرت بالغضب يملأني من قدمي لشعري و رميت الملعقة داخل الصحن و تحدثت بضيق
" يون الطعام مالح و أنت تعلمين أنني أنزعج من الملح "
و هي استغربت و عادت لتتذوقه من صحني
" أماي إنه مثلما تعودتِ تناوله "
و الأستاذ الأخرق نطق كذلك
" الطعام لذيد جدا أماي أنا أيضا لا أحب الملح الكثير و لكن ما طهته والدتك مناسب جدا "
وقفت لأدفع المقعد للخلف ثم غادرت بينما أتذمر
" هذه ليست حياة أبدا حتى الاعتراض لا يمكنني أن أعترضه في هذا البيت البائس "
دخلت لغرفتي و سحبت الباب ليقفل بصخب و تنفست بقوة بينما صدري يرتفع و ينخفض ، يون لا يجب أن تكون سعيدة ، هو كان يحدق بها بطريقة غريبة و أنا يجب أن أمنع أي شيء سيحدث مستقبلا ..... يون لي وحدي
أخذت حمامي ثم جففت شعري و بعدها تجهزت للمدرسة و بما أن الوقت مبكر فقد جلست أمام المرآة و تفننت في وضع مساحيق التجميل ، رتبت شعري و غرتي ثم ارتديت حذائي الجديد و حدقت في تنورتي و بعدها ابتسمت بلؤم و سحبتها لأعلى قليلا ...... اذهب للجحيم بيون معتوه
ارتديت سترتي و حدقت بنفسي في المرأة و ابتسمت و بينما أنا مشغولة بترتيب نفسي اهتز هاتفي على الطاولة بقربي فأخذته و كانت رسالة من نام جيك فابتسمت
" هل أستطيع رؤيتك اليوم بعد المدرسة ؟ "
" لما تريد رؤيتي ؟ "
" لأنك تعجبينني أماي "
" أنت لا تعجبني "
" هيا لا تكوني كاذبة غيرك يتمنين الحصول على نظرة مني "
" و لكنني متفردة بطبعي .... أنت تبدو لي شخصيا عاديا جدا "
" سوف أنتظرك مساء بعد المدرسة حتى أجعلك تعجبين بي "
" أمي لا تسمح لي "
" تدبري أمرك ... أخبريها أنك ستدرسين مع أصدقائك "
" سوف أفكر "
كانت آخر رسالة و بعدها وضعت الهاتف بجيب سترتي و وصلته بالسماعات أتجاهل رسائله بعدها ، حملت حقيبة ظهري و خرجت لأجد المنزل فارغ و يون ليست هنا
" أخيرا رحل ذلك الرجل .. "
اقتربت من الباب و سحبته لأخرج و بعدها نزلت الدرج الخشبي و سرت بفناء المنزل فرأيت كلبة العجوز بارك تتناول بعض الطعام الذي قدمته لها يون فشعرت بالغيظ لذا اقتربت منها و ضربت الاناء بقدمي ليصبح الطعام في الأرض
" سوف تدفعين ثمن ما فعلته العجوز بارك بي "
عوت تمثل البؤس كصاحبتها الحقيرة و أنا خرجت لأقفل الباب خلفي ، وضعت كفي التي تغلفهما القفازات الجلدية بجيوب سترتي و بعدها شغلت موسيقى الروك الصاخبة و عندما مررت بالطعم أنا سمعت اسمي بصوت يون لأنني كنت أضع سماعة واحدة فقط ، فكنت مضطرة للتوقف و الالتفات لها و هي نزلت الدرجات و اقتربت مني لتتحدث
" أماي يجب أن تعتذري عن تصرفك للأستاذ ..... "
و قبل أن تنهي كلامها المستفز أنا تحدثت برفض قاطع
" لن أعتذر منه ثم لا تدخليه لمنزلنا مرة أخرى ولا تقدمي له الطعام "
" أماي لا تكوني لئيمة هو عرض علي مساعدتك في دروسك و أنا سأقدم له بعض الوجبات كامتنان فقط حتى لا نكون مستغلتين "
" من أخبرك أساسا أنني أريد مساعدة في دروسي "
غضبت نظراتها و تحدثت بسخط
" أماي أنا أتحمل تصرفاتك و طباعك السيئة لذا لا تتمادي أنت سوف تتلقين المساعدة من الأستاذ بيون و لن أعيد كلامي فأنت تعلمين أنه لا قدرة لدي لدفع ثمن حصص الدعم "
" متى أساسا أنت كان لديك قدرة لفعل أي شيء لأجلي ..... لما أنجبتني ؟ "
قلتها بصراخ و شعرت بعيني تمتلآن بالدموع و هي هدأت لتحدق بي كعادتها ، موتي يون ، فقط موتي و تألمي
" أنا لست نادمة على انجابك و لن أفعل ...... أنت كل ما لدي يا أماي و أنا لن أتوقف عن تقديم كل ما أملك لك و إن لم يكن كافيا "
و كم كان صوتها هادئا و بائسا ، رمقتها بكره عندما امتلأت عينيها بالدموع و رميت كلماتي بوجهها
" أكرهك عندما تلجئين للدموع ....... أنت ضعيفة يون "
قلتها و التفت لأسير نحو المدرسة و تركتها خلفي ، لا أريد أن ألتفت لا أريد أن أرى ضعفها و لا دموعها ، هي تستحق كل ما يحدث لها و أنا لن أسمح لها بأن تكون سعيدة
نهاية الفصل السادس من
" ثمرةُ ألمْ / أسودْ "
حسنا أعلم أن كمية الشتائم التي ستنهال على أماي لن تكون عادية و لكنها فتاة جرحها الزمن
فتاة تخاف أن تفقد أمها أو تراها ضعيفة فتترجم خوفها عن طريق التمرد و الصد
كونوا بخير حتى يحين الفصل القادم
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro