
الفصل الرابع عشر
مساء الخير مرة ثانية
*
استمتعوا
يون :
مرت عدة أيام أنا استعطت السيطرة على أماي بها ، عادت للدراسة و التزمت بأوقاتها ، و لكنها كلما رأتنا معا أنا و بيكهيون هي حاولت التصرف بلؤم ، إن كانت ستنام هي ستأتي و تجلس بيننا ، و إن كانت لا تريد المساعدة سوف تأتي و تساعد بينما تفتعل الفوضى مع جونغ كوك ........ أماي لن تتغير و لكن أنا من تغيرت و أصبحت أحكم سيطرتي عليها
بيكهيون و بنقود التأمين و بعض مدخراته هو قرر إصلاح المنزل و توسيعه بضم غرفة كانت مخصصة للخردة من أجل جعله أوسع حتى يكون مناسبا لعائلة ، العمل قائم هناك و أعمال التصليح تطال المنزل كله و عند الانتهاء نحن سوف نعقد قراننا و نكون زوجين أخيرا
تحدثنا أنا و بيكهيون بخصوص اعلان خطوبتنا و نيتنا بالزواج و عندما غادر للفندق الذي يقيم به حاليا أنا أقفلت المطعم و عدت للمنزل ، دخلت و أماي كانت تجلس بغرفة المعيشة ، تضع الحاسوب بحضنها و تضحك بصخب و عندما رأتني أقفلته و عادت ملامحها للبرود ، أبعدت سترتي و حذائي و تقدمت للداخل و هي حملت حاسوبها و كانت سوف تغادر نحو غرفتها فتحدثت
" أماي يجب أن نتحدث "
التفتت الي و أجابتني باعتراض
" أنا متعبة و يجب أن أنام "
" سوف نتحدث و تنامين هيا "
جلست و هي تضم الحاسوب و أنا اقتربت لأجلس بجانبها ، حدقت بها ثم قربت كفي من كفها و أمسكت به ، رأيت الدموع تملأ عينيها و لكنها نفس الفتاة التي تحاول أن تدعي أنها صلبة و أنها تكرهني
" أماي يجب أن تعلمي شيئا "
رمقتني بنظرات لائمة لتتحدث
" هو بخصوص الأستاذ بيون ؟ "
" أجل "
" واضح جدا ما ستقولنه يون ..... كل شيء حولي يضعني أمام الأمر الواقع "
" صدقيني أماي ستكونين المستفيدة من الوضع أكثر من أي أحد "
" كفي عن اختلاق الأعذار ... أنت لا تفعلين هذا بسببي بل تفعلينه من أجلك ، أنا لن أكون مستفيدة ولا بخير مع زوج أم "
" هو لن يكون زوج أم ..... سيكون أبا لك "
" عشت طوال حياتي بدون أب و وجوده الآن لم يعد مهم "
" بلى هو مهم جدا ، هو من سيحمينا من كل شيء سيء أنظري فقط للسيدة بارك هي لم تقترب منا منذ أن أوقفها عند حدها "
" أنت الآن فقط تتحدثين في الفراغ و أنا مهما اعترضت أنت سوف تنفذين ما في رأسك لذا قولي ما الذي تريدين قوله "
قالتها و سحبت كفها من كفي و أنا تنهدت
" غدا سوف نجتمع ثلاثنا للعشاء بأحد المطاعم الراقية و نعلن خطوبتنا أنا و بيكهيون "
عندها استقامت و تحدثت ببرود بينما تضم الحاسوب لها
" اذهب لوحدك أنا لا أريد الحضور "
استقمت و وضعت كفي على وجنتها و حاولت استعطافها ، كل الطرق استخدمتها معها و هي تتعبني
" أنا لا يوجد لدي أحد غيرك أماي فلما لا تريدين أن تكون سعيدة من أجلي ؟ "
" لأنني لست سعيدة و لا أريدك أن تكوني سعيدة "
قالتها و غادرت نحو غرفتها و أنا عدت أجلس على الأريكة بقهر من كلماتها و برودها ، مشكلتها ليست بيكهيون و ليست زواجي مشكلتها أنها لا تريد رؤيتي سعيدة ، مشكلتها أنها لا تزال تراني مذنبة بكل ما وقع لها ولا تدري أنني تحملت عنها كل الأسى
استقمت و سرت نحو غرفتي أخذت ثيابي و بعدها توجهت للحمام ، أخذت حمامي ثم عدت لغرفتي و خلدت للنوم حتى أستيقظ صباحا فأنا أصبحت أزود مدرسة أماي ببعض الوجبات الرئسية التي يقدمونها على الغداء و الفضل يعود لبيكهيون و هكذا أصبح لي دخل ثابت مع كل ما أجنيه من المطعم و حالتنا المادية بدأت تتحسن
مرت الليلة و جاء اليوم التالي ، جهزت الطعام فالسيارة التابعة للمدرسة سوف تأتي و تأخذه في وقت من الصباح و أماي غادرت للمدرسة ، كنت أجلس و أنتظر قدوم السيارة حتى أهتم بأموري و لكن وقوف السيدة بارك و تحديقها بي جلعني أستقيم و أبادلها و هي اقتربت ثم صعدت الدرجات لتدفع الباب و تدخل
ابتسمت بينما تحدق حولها و اقتربت لتقف مقابلة لي ثم تحدثت
" هل أنت سعيدة يون ؟ "
" و هل أنت منزعجة من سعادتي ؟ "
" أجل منزعجة و أريد افسادها "
" لماذا ؟ لماذا تكرهينني ؟ ألأنك ترين بي نفسك ؟ "
عندها صرخت بصوت لمست به القهر
" بل لأنني أدرك أن الأستاذ بيون سوف يسعدك و يحبك "
" و أنت أيضا الجد بارك كان رجلا جيدا تجاهك "
" ما الذي تعلمينه أنت حتى تقولي هذا ؟ .... رجلا جيدا ؟ "
عكرت حاجبي و هناك ما بدأ يظهر خلف حقدها و اختلالها ، حاولت تقريب كفي من ذراعها و لكنها أبعدتني عنها بعنف و تحدثت
" لقد جعلني عبدة له ، عاملني معاملة سيئة ، ضربني و أهانني و كان يطردني و يجعلني أبيت ليالي طويلة و باردة في فناء المنزل و كلما مر علي يشتمني بأقذر الألفاظ ، لماذا ؟ لأن الجميع كانوا يدينوني "
قلبي آلمني من أجلها و حاولت التقرب منها و لكنها أوقفتني
" أنتم كنتم ترون وجهه الطيب و الذي لم يكن سوى قناعا و لكن أنا من عانيت معه "
" و لكن هذا لا يجعلك تكرهينني .... أنت تسببت لأماي بالكثير من الأذى فلما فعلت كل هذا ؟ "
عندها ضحكت بينما تحاول الحفاظ على دموعها داخل عينيها
" لماذا كان يجب عليها أن تعيش و تولد في هذا العالم بينما جنيني اختفى "
عكرت حاجبي ثم نفيت و أنا لا أصدق
" أنت يجب أن تخضعي للعلاج "
" أقسم لك يون أنني لن أدعك تتذوقين طعم السعادة ....... "
و قبل أن أجيب أنا صدح صوت من خلفها
" و من أنت حتى لا تسمحي لأمي أن تكون سعيدة ؟ "
لقد كانت أماي ، توسعت عيني و أنا لا أدري حقا منذ متى و هي هنا ، سارت لتقف بجانبي ثم أمسكت بذراعي ، إنها تحاول حمايتي الآن و هذا جعلني أشعر بالدفء
" الصغيرة الوقحة "
" تأكدي أن لا أحد سيكون لك بالمرصاد مثلي يا عجوز "
" أماي "
قلتها بنهر و لكنها فقط تجاهلتني و قربت وجهها منها
" فقط حاولي أن تفكري بأذية أمي عندها سترين ما الذي تستطيع فعله هذه الصغيرة .... أنا لن ألجأ للشرطة مثل الأستاذ بيون أنا آخذ انتقامي بيدي "
ابتسمت السيدة بارك و رمقتها بنظرات مخيفة فسحبتها لأجلعها خلفي ، هذه السيدة مجنونة و يمكن أن تؤذيها لذا تحدثت
" يمكنك المغادرة سيدة بارك "
لم تبعد عينيها عن أماي خاصتي و أنا كلما رأيت نظراتها تلك تمسكت بصغيرتي بينما أخبئها خلفي حتى غادرت و أقفلت الباب ، بل حتى توارت عن أنظارنا
التفت و بلوم أنا تحدثت
" ما كان يجب أن تواجهينها أماي هي مختلة و يمكن أن تؤذيك "
" لن تؤذيني "
و لكن فجأة عكرت حاجبي و حاولت التحدث بصرامة
" ما الذي تفعلينه في المنزل بهذا الوقت ؟ "
و هي ابتسمت بسخرية ثم تجاوزتني لتقترب من الباب و تحدثت
" اليوم خطوبة أمي و أنا دعوت جونغ كوك وهربنا من المدرسة حتى نستعد "
*
بيكهيون :
حجزت طاولة لأربعة أشخاص في مطعم راقي بعد أن استعطفت أماي ، حتى أنني وعدتها بهاتف من آخر الاصدارات لتمرر هذه الليلة و تجعل يون سعيدة ، لذا هي سحبت جونغ كوك معها و غادرت المدرسة بحجة أنها ستتجهز و رمقت هيجين بتحدي و التي كانت تقف و تراقبنا من بعيد ......... يا ل عقول المراهقين
مر اليوم و في المساء أنا تجهزت ، بذلة رسمية سوداء مع ربطة عنق سوداء و قميص أبيض ، خاتمين بسيطين للغاية نقش على خاتمي اسمها و على خاتمها اسمي و لا شيء أجمل من البساطة التي تصنع لها السعادة
وقفت أمام المرآة و سرحت شعري ذو الخصلات البندقية و بعدها وضعت من عطري و حملت معطفي الأسود الثقيل و بالتأكيد الوشاح الذي صنعته لي حبيبتي حول رقبتي
خرجت من الفندق الذي أقيم به هذه الفترة و هو فندق متواضع جدا حتى لا تصرف الأموال على شيء بدون فائدة فنحن نحتاج كل فلس ، أوقفت سيارة أجرى و استقليتها حتى أذهب و أقل يون و أماي ، مر الوقت و كانت دقات قلبي تسابق عجلات السيارة حتى أصل و عندما توقفت أنا تحدثت للسائق
" انتظرني قليلا فقط "
" حسنا سيدي "
فتحت الباب و نزلت ثم تقدمت من باب المنزل و طرقته و بسرعة فتح لتقابلني أماي ، كانت ترتدي فستان أسود قصير و معه سترة ، تضع بعض الزينة على وجهها و هاهي تجد الفرصة لتتصرف بحرية
" مرحبا أماي "
" مرحبا زوج أمي "
و لهجتها لا تزال ساخرة مبطنة بالانزعاج ، تجاهلتها و تحدثت ببهجة
" هل يون جاهزة ؟ "
" أجل سيحضرها جونغ كوك و يأتي "
و قبل أن تنهي كلامها فتح الباب ليخرج جونغ كوك و هو يمد كفه لها و هي أمسكتها بينما تبتسم و كم سحرني مظهرها ، ترتدي ما أهديتها اياه ، الثوب و المعطف ، حتى الحذاء الذي ذمته أماي ، شعرها تتركه حرا بتموج لم أره عليها من قبل ، زينة وضعت على وجهها و كم أثارت في قلبي الفتنة في هذه اللحظة ....... سوف أترك لها نفسي و أواصل حياتي معها ، هذا قراري و لن أتراجع عنه كوني سوف أتنفسها هي بدل الهواء ، قدري كان أن أحبها و أنا راضي بقدري
رفعت رأسها و نظراتها نحوي فتوقفت و زارت البهجة ملامحها بسعادة ، فقط لو يختفي كل من حولنا و يتركوننا وحدنا ، أنا سوف أضمها لي و ننتظر مرور السنوات الطوال و لكن أماي مستحيل أن تسمح لنا بفعلها فقد أمسكت بذراعي و سحبتني نحو سيارة الأجرى
" انتظري أماي "
قلتها و سحبت ذراعي منها و هي عكرت حاجبيها و أنا تحدثت
" الهاتف لم أشتريه بعد "
عندها اقتر بت و فتحت الباب الخلفي ثم صعدت ، التفت و يون خرجت و جونغ كوك أقفل باب المنزل ثم مدح مظهري
" أستاذ أنت تبدو وسيما جدا "
" شكرا لك جونغ كوك .... هيا اصعد "
تركنا خلفه و صعد في المقعد الأمامي للسيارة و كم أحبه هذا الفتى ليس مثل أماي ناكرة الجميل ، أمسكت بكفيها و اقتربت لأقبل وجنتها
" تبدين فاتنة حبيبتي "
و لكنها ابتسمت بخجل
" أشعر بالغرابة بيكهيون .... بحياتي لم أتجمل هكذا "
" أخبرتك أنني سأجعلك تخوضين كل ما حرمت منه "
و قبل أن تجيبني صدح صوت أماي من خلفنا
" ألن نغادر اليوم ؟ "
التفت و هي كان تخرج رأسها من النافذة و يون تحدثت
" هيا لنغادر "
تقدمت و فتحت الباب ليون ثم تحدثت
" أماي أفسحي بعض المجال "
ولكنها حركت كتفيها برفض
" أريد أن أجلس في الوسط "
" لما لا تجلسين أمام النافذة ؟ "
فحركت حاجبيها تحاول اغاضتي ، صعدت يون و أنا أقفلت الباب باستسلام و اتجهت للجانب الآخر و صعدت و عندما أقفلت الباب و التفت أحاول التحديق بيون و اشباع نظراتي بها أماي أمسكت وجهها و وجهته لها خارج السيارة
" أنظري يون لباب منزلنا كم يبدو رائعا "
فقدت الأمل و تحدثت للسائق
" لننطلق "
تحركت سيارةالأجرى بنا و بعد وقت وصلنا للمطعم ، دخلنا و توجهنا بتوجيه من النادل للطاولة التي حجزتها ، طلبنا الطعام و أمضينا وقتا رائعا و أماي تحدثت
" ما الذي ستقدمه ليون أستاذ بيون ؟ "
قالتها بينما تأكل و تحدق بي و أنا سايرتها حتى تمر هذه الليلة
" سوف أقدم لها كل أيامي و عمري "
" لا يكفي "
قالتها و وضعت قطعة لحم بفمها و يون تحدثت
" أماي توقفي "
" أنا فقط أمزح مع زوج أمي "
حسنا و كأن الأجواء توترت فجأة عندما أجابت بحدة ؟ لقد حاولنا معها حتى تذهب مرة أخرى للطبيب و لكنها ترفض قطعيا ، حدق بنا جونغ كوك ثم تحدث ببهجة
" أماي هل أخبرتِ الخالة يون عن النشاط الذي سنقوم به ؟ "
و يون حدقت بهما لتنفي
" هي لم تخبرني "
" لقد جاءنا أستاذ موسيقى جديد و اكتشف موهبة أماي في الغناء لذا اختارها للنشاط "
" حقا ؟ "
قالتها بسعادة و أماي أجابتها بدون مبالاة
" لقد أرغمت على المشاركة من أجل العلامات "
حدقت بي و ابتسمت و أنا بادلتها ثم أخرجت علبة الخواتم من جيبي ، وضعتها بقربي و أماي التي كانت تأكل توقفت ، وضعت شوكتها و السكين بقربها و رمقتها و داخل عينيها كان هناك خوف ، رفعت نظراتها لي و أنا وضعت كفي على كفها و تحدثت
" لا تخافي أماي .... أنا لن آخذ والدتك منك بل سوف أحاول جاهدا أن أكون أبا جيدا لك "
سحبت كفها و أومأت بينما التفتت ليون
" إن أخلفت وعودك لي أنا لن أكون هادئة سوف أخرب الزواج "
و يون ابتسمت لتقربها منها و ضمتها ، أماي مشتتة و مضطربة جدا و نحن نحاول بجهد احتواءها و عدم الدوس على مشاعرها و قلبها الفتي ، نحاول خلق لها أجواء عائلية و أسرية دافئة تساعدها على الشفاء
ابتعدت عنها ثم حاولت تصنع القوة و الصلابة و تحدثت
" هيا قدم لها خاتمها فهي لم تحضى يوما بالاهتمام الذي تظهره لها "
ابتسمت و أخرجت الخاتم من العلبة و حدقت يون التي امتلأت عينيها بالدموع ، قربت مني كفها و أنا أمسكتها لأقبلها ثم وضعت الخاتم باصبعها ، سلمتها الخاتم و هي وضعت لي خاتمي و جونغ كوك صفق بحماس
" هنيئا لكما ..... أنا حقا سعيد من أجلكما و من أجلك أماي أصبح لديك والد رائع أحسدك عليه "
" اذهب للجحيم كوك "
قالتها و استقامت لتبتعد و يون تابعتها بنظراتها ، لا بأس يا حبيبتي هي سوف تتحسن ، أعدك أنني سأصنع المستحيل من أجل شفائها
*
أماي :
لا أستطيع السيطرة على نفسي و لا على تصرفاتي ، أعتقد أنني بدأت أصبح مجنونة ، لا لا بل أنا مريضة ، مختلة و لا أدري ما الذي أريده ، فتارة يكون همي أن أدوس قلب يون ، أتسبب بتعاستها و مرات كثيرا أتخيل جنازتها و موتها و لكن ما إن يقترب منها أحد و يهددها أمام عيني لا أدري ما الذي يحدث لي ........ أنا لا أزال عند وعدي و ما قلته للعجوز بارك لم يكن مجرد كلام مراهقة ، أنا سوف أقتلها إن هي آذت يون
انسحبت بعدما وضع الأستاذ بيون الخاتم ببنصر أمي ، الآن هو تقاسمها معي و نصف قلبها ضاع مني ، دخلت للحمام ، ثم جلست على المرحاض بعد أن أقفلته و بكيت بصمت ، وضعت كفي على ثغري و حاولت كتم دموعي و صوتي المتألم
أنا أريد من أمي أن تبقى ملكا لي وحدي ، هي تركت الحياة لأجلي فلما قررت الآن أن تعود لها ؟ لما تريدين التخلي عني يون ، أنا وحيدة و لا يوجد لي غيرك فلما تحاولين الابتعاد عني ؟
مر بعض الوقت و أنا لا أزال هناك محبوسة داخل هواجسي و كلما مر الوقت و لم تبحث عني الصوت يصبح أوضح برأسي و لكن في لحظة هو تلاشى و ابتعد عندما سمعت طرقا على باب المرحاض الذي أنا بداخله و صوتها
" صغيرتي ما الذي تفعلينه كل هذا الوقت في الداخل ؟ ...... أنت لا تبكين أليس كذلك ؟ "
عندها لم أسيطر على نفسي و استقمت بسرعة ، فتحت الباب و لاقتني عينيها الخائفة ، روحها المتوترة و أنا فقط اقتربت و تركت نفسي بحضنها لأبكي بصوت مرتفع
تمسكت بها و تحدثت كطفلة
" أرجوك أمي لا تتركيني و لا تحبيه أكثر مني ..... أنت كنت دائما لي و وعدتني أن تبقي لي "
شعرت بحضنها يدثرني و يحميني و قبلت رأسي لتمرر كفها الحنونة على ظهري
" من أخبرك أنني سأتركك أماي ؟ .... أنا لن أتركك و لو كان الثمن حياتي يا صغيرتي "
" تذكري وعدك "
" أنا لم أنساه أبدا و ها أنا سأعدك من جديد ..... أنا لن أتركك ما دمتُ حية ، أنت حياتي التي تركت من أجلها الحياة ، أنت ثمرتي التي فزت بها من الحياة "
أبعدتها عني و حدقت بعينيها ، أريد أن أغرق داخلهما و لو كانت حزينة ، شعرت ببؤسي يزيد فأجبتها
" أنا لست سوى ثمرة ألم "
عندها عادت لتضمني بقوة ، شعرت بكفها تحضن رأسي من الخلف و لامتني
" لا تقولي هذا ... أنا سوف أحزن و أغضب منك إن قلت هذا مرة ثانية "
*
الأعمال في منزلنا تكاد تنتهي ، هو تغير كثيرا و أصبح أجمل ، أوسع و أجدد ، أصبح يليق به اسم منزل ولا أنكر سعادتي به ، يون كذلك سعيدة به و تجهز غرفتي قبل غرفتها فأمس خرجنا ثلاثتنا و اشترينا أثاثا ، حسنا ميزانية الأستاذ بيون ليست كبيرة و ميزانية يون كذلك و لكن هما استطاعا معا أن يشتريا لغرفتي الأثاث الذي كنت أريده
لم يبقى على الزفاف سوى أسبوع ، يون قررت أنه سيكون فقط عقد قران بالمحكمة و ينتهي الأمر و أنا سعيدة ، لست مستعدة لرؤيتها بثوب زفاف ، أجل أنا أنانية و أعلم أنها لم ترتدي واحدا بحياتها و لكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه
استيقظت هذا الصباح و بما أننا لا نزال بمرحلة الترتيب في المنزل فاننا ننام بغرفة يون بفراش واحد معا ، أنا و هي فقط قبل أن يأخذها نهائيا ذلك البيون و يحتكرها له وحده بحجة أنها زوجته و من حقوقه أن تنام بجانبه ..... اللعنة لا أريد حتى أن أتخيل ما الذي سيحدث بينهما عندما يقفل عليهما باب الغرفة ، مجرد التفكير يشعرني بالاضطراب و الغضب
اليوم عطلة و أمس أخبرتها ألا تستيقظ باكرا و تحضى ببعض الراحة و لكنها لا تستمع أبدا ، أبعدت الغطاء و استقمت ، فتحت باب الغرفة فسمعت صوت يون و هي تتحدث و بدى منزعجا و به نبرة بكاء ، توسعت عيني فهل يعقل أن بيون خانها ؟ أزعجاها أو يشاجرها ؟ تقدمت أكثر بهدوء و هي كانت تحمل أوراقا بينما ظرف مفتوح موضوع على الطولة
" لما لم يطالبوا بميراثهم من قبل أمي ؟ لما الآن بالتحديد ؟ "
عكرت حاجبي ، يون تقول أمي ؟ هل لها أمٌ أساسا ؟ أنا لم أكن أعلم ، التزمت مكاني و أصغيت جيدا لكل ما تقوله
" أدري يا أمي و لكن نصيبك من المراث للأسف ليس كبيرا و هما سوف يطردانني أنا و ابنتي من المنزل و المطعم و أنا وضعت كل مدخراتي و ما امتلكته عليهما "
توسعت عيني و وضعت كفي على ثغري ، من يريد طردنا من منزلنا ؟ من يحاول أذية يون من جديد ؟
" أرجوك تحدثي معهما و حاولي اقناعهما أن يتراجعا عن قرار البيع ..... أنا لم أطلب أبدا المساعدة منك من قبل و هذه أول مرة أطلب ذلك منك أمي "
قطعت الاتصال و وضعت الهاتف على الطاولة ثم رفعت الأوراق اليها و أنا تراجعت نحو الغرفة و أقفلت الباب بهدوء ، جلست على طرف السرير و تعانقت أناملي بينما أفكر و لم يكن أمامي سوى حل وحيد أو بالأحرى شخص وحيد لألجأ اليه ، أجل إنه هو الأستاذ بيون
أخذت هاتفي و بسرعة اتصلت به فأجابني بصوت ناعس
" مرحبا من معي ؟ "
" هذه أنا أماي "
شعرت كأنه فزع و تحدث
" أماي هل حدث مكروه ليون ؟ "
" أجل "
" ما الذي حدث لها ؟ "
" يريدون طردنا من منزلنا و يون حزينة و تبكي "
" أماي ما الذي تقولينه ؟ "
" أرجوك افعل شيئا ..... نحن الآن لا نمتلك سواك "
قلتها بنبرة باكية عندها أجابني بسرعة
" لا بأس لا تبكي صغيرتي حاولي مواساة يون و أنا قادم حالا "
" أنا سيئة في مواساتها لذا لا تتأخر "
أقفلت الهاتف و تنهدت ببؤس عندها فتح الباب و ظهرت من خلفه يون تحاول عدم اظهار ما يضايقها و ابتسمت لي
" صباح الخير صغيرتي "
حدقت بها مطولا ثم رميت الهاتف على السرير بجانبي و سارعت اليها لأرتمي بحضنها ، تمسكت بها
" إنه بيتنا ولا يمكننا أن نغادره "
نهاية الفصل الرابع عشر من
" ثمرة ألم / أسود "
أتمنى أنكم استمتعتم بالأحداث و التفاف أماي حول يون و حمايتها حتى و هي ضعيفة
كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro