Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

يوميات مسلمٍ


كنتُ بصحبة والدَيّ في إحدى المتاجر الكبرى لشراء بعض المستلزمات للبيت مِن أغذيةٍ؛ كما تدرون للشّهر الفضيل نوعياتٌ خاصّةٌ مِن المشاركات من لوازم السّحور وتجهيزات حلوى العيد.

لكن لفتَ انتباهي زحام المشترين حول السّلع خصوصًا المخفّض منها، سرعان ما تنفذ الرّفوف وسرعان ما يجيء عمّالٌ بعرباتٍ صغيرةٍ ويملأون تلك الرٌفوف بغيرها مِن السّلع بسرعةٍ.

انتهينا مِن الشّراء وخرجنا مستقلّين سيّارة أبي، وكان والدَيّ يتحدّثان حول فروق الأسعار وما دفعوه، لكنّي كنتُ لا أزال شاردةً في هيئة عمّال المتجر وهمّتهم.

انتبهتْ إليّ أمي وسألتني:«فيمَ تشردين؟ هل أردتِ شيئًا ونسينا إحضاره؟»

أومأتُ نافيةً وقُلتُ:«إطلاقًا أمّي... وذكرتُ ما كنتُ شاردةً فيه.»

فأجابتني ضاحكةً:«إنّه عملهم يا ابنتي خاصةً في مثل هذه المواسم...»

فأكمل أبي:«إنّ التّاجر الماهر هو مَن يقتنص الفرص يا ابنتي؛ مؤكّدٌ هو يبيع ويكسب طوال العام لكن بيع وكسب فترات المواسم عادةً ما تكون مضاعفةً عن غيرها، لذلك عليه الاهتمام وحسن الاستعداد كي يفوز ويحصل على الكسب المضاعف وإلّا سيضيع الموسم عليه هباءً منثورًا.»

فعقّبتُ:«كأنّه يعدّ نفسه قبل الشّهر الفضيل.»

فقال:«أكيد، التّاجر عندما يعلم قيمة المواسم يعدّ العدّة ويبذل كُلَّ ما في وسعه لاستغلال ذلك الموسم أفضل استغلالٍ وعلى أكمل وجهٍ، فيعدُّ مِن البضائع والسّلع بكمياتٍ كبيرةٍ، إضافةً إلى كادرٍ مِن العمّال المجدّين مَن يعملون باجتهادٍ دون استهتارٍ كما رأيتِ...»

أومأتُ برأسي مؤيِّدةً لكلمات أبي، وما كدتُ أنْ أعود بظهري للخلف كي أسترخي بمقعدي حتى وجدتُ أبي مكملًا حديثه بسؤالٍ:«ألم تنتبهي غاليتي لوجه الشّبه بين حال التّجار بمختلف مجالاتهم سواء لبيع الملابس أو الأغذية، وغيرهما؟»

فأومأتُ نافيةً كوني لم أفهم ما مقصده مِنْ كلماته هذه!

فقال يجيبني:«ألسنا في موسم رمضان؟!»

-«أجل أبي.»

-«هذا الشّهر كان له سابقًا نوعٌ آخرٌ مِن الاستعداد وكذا نوعٌ آخرٌ مِن الكسب المراد تحقيقه...»

فطبعًا تساءلتُ:«كيف ذلك؟»

فأجابني:«كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضوان الله عليهم أجمعين يمكثون نصف العام يودّعون شهر رمضان، سائلين الله أنْ يكونوا مِن المقبولين والعتقاء، ثمّ نصف العام الآخر يستعدون لاستقبال شهر رمضان بكلّ عزمٍ وهمّةٍ، بالضبط كالتّاجر الماهر الّذي يعد العدَّة لموسمٍ مثل هذا لأنَّ الكسب يكون مضاعفًا.»

فقلتُ:«هل تقصد الاستعداد بالهمّة في الطّاعات والعبادات كي نكسب المزيد مِن الحسنات والأجر المضاعف؟»

ابتسم أبي وقد رأيتُ وجهه الوضّاء في المرآة الأماميّةِ للسّيّارة قائلًا:«بالضّبط، الاستعداد وشحن الهمم مع استغلال كلِّ ما يملك للحصول على أكبر أجرٍ ممكنٍ.»

وقبل أنْ أهمّ بالكلام أكمل:«لكن ذلك لا يبدأ في اليوم الأول مِن الشّهر كما يظنّ ويفعل الكثير، بل يلزمه استعدادٌ.»

فأومأتُ بفهمٍ قائلةً:«لذلك يبدأ الواحد منّا الشّهر الفضيل بكلّ همّةٍ ظنًّا منه أنّها بدايةٌ مشرقةٌ، فيقرأ أول يومٍ مِن القرآن عددًا مِن الأجزاء ويصلّي كلَّ الأوقات على وقتها ويعقّب الصّلاة المكتوبة بالنّوافل، وفي المساء حيث صلاة التّراويح ثمّ القيام في الثّلث الأخير مِن اللّيل... لكن قبل أنْ ينتصف الشّهر تكون قد فترتِ الهمّة وصار كلّ شيءٍ أثقل ما يكون.»

فأجاب أبي:«بالطّبع، لأنّه لم يدخل موسم الطّاعة باستعدادٍ يناسبه، مثلًا ذلك المتجر الّذي كنّا فيه منذ قليلٍ، صحيح أنّه يعدّ العدّة ويجهّز كمّ البضائع، لكن لا يستطيع أنْ يجهّز كميّات تفوق معدل الطّلبات أو حتى نوعيّة البضائع وإلّا سيخرج مِنْ ذلك الموسم خاسرًا.

لذلك على كلّ واحدٍ منّا أنْ يستعد قبل بدء الموسم، بالاستغفار؛ فالذّنوب قد تحجب القدرة على العبادة والتّقرّب مِن الله بمختلف الطّرق، ترى كيف نصلُّ إلى الله وهناك مِنْ عراقيل الذّنوب الّتي تعيق الوصول؟!

أيضًا الافتقار إلى الله، وأنّنا وحدنا لا نستطيع تحقيق أيَّ طاعةٍ ولو ذكرٌ بسيطٌ، إنّما هو إذنٌ مِن الله وتوفيق منه كما كان يقول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم «لا نحمل همّ الإجابة إنّما نحمل همّ الدّعاء»
فمعنى أنّكِ دعوتِ الله فالاستجابة أكيدةٌ لكن في الوقت الّذي يشاؤه الله، وبالكيفية الّتي أرادها، لكنّنا لم ندعوه يومًا إلّا بعد إذنه، لم نستغفره إلّا بعد إذنه... فلنردد دومًا لسانًا وقالبًا «رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ»

ونطلب منه العون على الطّاعة والذّكر، فلا همّة لنا إلّا بالاستعانة باللّٰه.

أمّا عن يوميات كلِّ واحدٍ منّا فهي لن تخرج مِن الصّلاة على أوقاتها، ومحاولة الالتزام بسنن الرّواتب وكثرة السّجود؛ فسيُرى أثرها في القلب، كثرة الاستغفار والأذكار والصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قراءة ما تيسّر مِنْ القرآن، وذلك يستلزم مسك اللّسان عن فُحش الكلام بل وفضوله عمومًا، أي كثرة الكلام والثّرثرة في ما لا يفيد.

ويجب البدء بما نطيق؛ فأحب الأعمال أدومها وإنْ قلّتْ، وكلّ واحدٍ يفعل بقدر ما يستطيع؛ لا يكلّف الله نفسًا إلّا وسعها.

مجاهدةُ النّفس في القيام بالطّاعة والاستمرار عليها، ومجاهدة النّفس في كفّها عن اتباع الهوى ومنه فعل المنكرات، وذلك كما ذكرتُ يلزم الاستعانة بالله والتّذلّل له وعدم الاعتماد على النّفس؛ فمَن اعتمد على غير الله قلّ وذلّ وملّ.

وتلك المجاهدة والصّبر وتهذيب النّفس ممّا يحدثه الصّوم بنا، ولا ننسى دومًا وقتًا لمناجاة الله وسؤاله؛ فقد وُصف مَن لا يدعون الله بالمستكبرين.»

فسألتُه:«لكنّي أبي كما تدري طالبةٌ ولديّ مِن المذاكرة واستدراك الدّروس وحضور المحاضرات و...إلخ، كيف لي أنْ أفعل كلّ هذا؟!

فأجابني:«بدايةً دراستكِ وجامعتكِ هي في درجة الفرض، إذن ستلتزمي بكلّ فروضكِ دون تفريطٍ، أمّا النّوافل فبقدر ما يسع وقتكِ، ومع احتساب النّية ستؤجرينْ إن شاء الله، فحسن النّية وإصلاحها تجارةٌ خفيّةٍ مع ربّ البريةِ، ترفع درجاتِ العادات إلى أعمال عظيمةِ الأجر عند الله.

فعن أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : «إنّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوُله ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا ، أَو امْرأَةٍ يَنْكِحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ»

لكن الإشكاليّةُ هنا في إهدار الوقت في ما لا يفيد بين ثرثراتٍ، مواقع تواصلٍ اجتماعيٍّ، مشاهدة برامج تلفزيونيَّةٍ، فترات المواصلات في الطّرق إضافة إلى الفراغ والشّعور باللاشيء وتضييع الوقت.

تدري لو تخلّيتِ عن كلّ ما يهدر وقتكِ وقمتِ باستغلاله على أكمل وجه، حتى فترات الفراغ والمواصلات بين تسبيح وأذكار وقراءة قرآن ستكملي أورادك وتزيديها كما تتمنّين ودون أنْ تتحججي بكثرة الدّروس والمذاكرة، وبذلك تكونين فعلتِ كلّ ما بوسعك لتحقيق الفوز والكسب في ختام الشّهر ثمّ انطلاقةٌ إلى حياتك ليكون كلّ ذلك أصبح أسلوب حياةٍ وقد تحقّق التّغيير، لكن دون استعجالٍ مع احترام أوقات الفتور الّتي تصيب أيَّ شخصٍ عاديٍّ.

-«ترى بعد كلّ هذا سيربح البيع؟»

-«أجل يا ابنتي، ربح البيع، وهو ربحٍ يفوق ربحَ كلّ التّجّار، إنّه ربح الأجر وأعلى الجنان ورضا ربٍّ غير غضبان، المهم الهمّة الهمّة أيامًا معدوداتٍ.

سرعان ما تنتهي وتذهب ويبقى النّدم، بعكس الرّابحون سيذهب الكدّ والتّعب ويبقى الأجر العظيم والرّبح الوفير.»

معكم مِن النّقد رفيف، دمتم في آمان الله💜.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro