أضواء الفوانيس الملونة تشع لتضيء الظلام الذي انغسمنا فيه، تنشر ضوءَها في كل الشوارعِ العربيةٍ والإسلامية، التي تزينها زينة رمضان التقليدية، معلنةً أن شهر اليُمن والبرَكات قد أعاده الله علينا بخير.

لا صوت يعلو فوق الأصوات العذبة القارئة للقرآن الكريم والابتهالات الدينية التي تنتشر في كل حدبٍ وصوب، الجميع يتجهز ليغتنم هذا الشهر الكريم المملوء بالفرص الذهبية. 

تخرج روائح الطعام الشهي من منزلنا الربيعي؛ احتفالًا بأول سحورٍ في الشهر، بعد أن انهمك الربيعيون في توزيع الصدقات لكسب الثواب، عادوا إلى المنزل كي يكملوا التجهيزات.

أخرجت ماريا الزينة من الأكياس، ونثرتها على أرضية الصالة بحماسٍ محدثةً فوضى عارمة، مرت ليان التي كانت تلصق وجهها بالهاتف وكادت أن تتعرقل في الزينة، لكن لحسن الحظ لم يصِبها مكروه، وأخذت تقهقه مع ماريا، ثم جَمعوا الزينة وباشروا في تعليقها برفقة آفيونا وآدم الناعسين، الذان حملا الكراسي كي يصعدا عليها بعد التعافي من نوبات الكسل والخمول.

بعدئذٍ دخلت دَيجور حاملةً زينة رُسِمت عليها الجماجم المخيفة، وهبَّت تعلقها بجانب الزينة، لن يستطيع أحدٌ أن يتفوه بكلمةٍ وإلا سنصبح نحن الجماجم يا صديق! 

جهزت سيلا الطعام ونادت مارين التي كانت تجهز بعض الفوانيس الورقية، تجمعوا كلهم ليتناولوا طعام السحور تطبيقًا لسنة رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في السَّحور.

قَضوا يومًا هادئًا في آداء العبادات والطاعات وانتظارِ آذانِ المغربِ بشغف، وعندَ قُدوم لحظةِ الإفطارِ تجمَع الكلَّ أمامَ المائِدة، بعدَ أن حضَّرت لَنا عَدن كعادتِها المعكرونَة اللذِيذة، وأحضرَت لَنا في الخَفاء بعْض المشروباتِ الغازيةِ محظورةِ الدخولِ في المنزِل الربيعيِّ بأمرٍ من الجدَّة صبرين، الَّتي وزعت علينا الحلوى المصنوعة من التمر كما عهدناها. 

تلونا دعاء الإفطار، وبعدئذٍ اصطففنا لصلاة المغرب في جوٍّ عائليٍّ وروحانيٍّ جميلٍ يطهر القلوب، تبادلنا الحلوى الشرقية الشهية، يبدو أننا سنحتاج إلى ملابس أوسع للعيد كي تسع التخمة التي ستصيبنا، لكن لا داعيَ للقلق، الجدة صَبرين ستشتري لنا هذِه الملابس الكبيرة، ومن ثم تأهبنا لصلاة التراويح.

ماذا عنكم؟

 أخبرونا كيف ستقضونَ رَمَضَانْ؟

ما خططتكم لرَمَضَانِ هذا العام؟

مدهش! أفكاركم ومشاريعكم كلها رائعةٌ للغاية، ما رأيكم أن تضيفوا إلى هذه الخطط تحدي «سلام» لهذه السنة؟

أخبروني، هل أنتم متحمسون؟

تحدي «سلام» هو تحدًّ رَمَضَانِيٍّ نقوم به في كل عامٍ احتفالًا بهذا الشهر الكريم، ونكتب فيه في فئةٍ مظلومةٍ ومهمشة، ألا وهي الفئة الروحانية.

وما الأدب الروحاني؟ 

هو الأدب الذي يأخذ الدين وعلاقة الإنسان بربه محور اهتمامه، يغوص في أعماق النفس ويستخرج منها ما يربط الإنسان بشعائره الدينية، ما يسمو بروحه نحو الأفضل ويخلصها من ثوب الخطيئة، فينيرها بالإيمان والاطمئنان.

والأدب الروحاني يا رفاقنا قد هُمِّش تهميشًا لا يليق به، وأخذه إلى عالمٍ غريب تنتشر فيه الخرافات الدينية والمعلومات المضللة، على صعيدِ عالمنا البرتقالي والأدب الورقي بشكل متساوٍ، ما أفقده رونقه أيضًا أن الكاتب والقارئ لا يعطيانه حقه كأحد ضروب الأدب.

في تحدي سلام كما عوَّدناكم، سنحاول السمو بهذا النوع من الأدب ثانيةً في قالبٍ جديد ومثير، من يدري؟ لعل نفحةً من نفحات قصتك هذا العام تضيء نفسًا معتمة، أو تُجَنِّبُ شخصًا ذنبًا، أو تصير صدقةً جاريةً تعيشُ عمرًا طويلًا، فتفوزَ بالحسنات لا بتحدينا البسيط جدًّا أمام كل حسنةٍ منها.

تحدينا لهذا العام هو محاولة كتابة عملٍ روحانيٍّ يستوفي ما يمكن لك أن تستوفيه من شروط التحدي، لننشط إبداعنا ومعلوماتِنا الدينية في الوقت نفسه.

شروط التحدي تتلخص في الآتي :

١- أن يكون زمن القصةِ الأساسي هو الماضي الغابر.

٢- أن تكون الفئة الروحانية هي الفئة البارزة في القصة، مع مغزى رئيس فيه فائدة وعبرة من اختيار الكاتب.

٣- أن يكون البطل الرئيس طفلًا في عمر العاشرة.

٤- أن يكون التسامح والمعاملة الحسنة بين معتنقي الديانات المختلفة مغزًى ثانويًّا للقصة.

٥- أن يحتوي العمل في جنباته على مشهدٍ مؤثرٍ يُبين فتاةً من الشخصيات الثانوية، وهي تتخذ قرارًا مصيريًّا يؤثر في مجريات التاريخ.

٦- ألا يقل عدد الكلمات عن ألفٍ وخمسمائة كلمة، ولا يزيد عن ثمانِ آلاف.

٧- أن يكون الراوي بضمير أنا المتكلم.(مثال: كنت أسير في الطريق، حينئذٍ...)

٨- أن تكتب مشهدًا تأكل فيه ناقة غرضًا مهمًّا بالنسبة إلى الطفل الصغير.

٩- أن تدمج بين الروحانية والخيال العلمي، دون الإخلال بفكرة القصة، على أن تكون هذه الفئة أمرًا جانبيًّا لا يفوق الفئة الروحانية في الأهمية، وإنما وسيلة لخلق الحبكة.

١٠- أن تكون القصة في بيئةٍ أجنبيةٍ لا تؤمن بالدين الإسلامي، أو بيئةٍ إلحادية.

 ١١- أن يتم تصحيح مفهومٍ مغلوطٍ وشائع عن الدين.

١٢- آخر أجل لانتهاء التحدي: الثلاثون من شهر رمضان المبارك.

هل تبدو الشروط كثيرة؟

هل تبدو تعجيزيةً ربما؟

في الواقع إن الفوز في التحدي يستوجب تضمين القصة لكل هذه الشروط أو على الأقل أكبر عدد منها. أي أن الفائز هو أكثر شخص قام بتطبيق الشروط أعلاه حتى وإن لم تكن جميعها.

 نؤمن أن لا شيء يستعصي على عقولكم المبدعة، فمن منكم سيكون بقدر التحدي هذه المرة؟

هل ما زلتم مترددين حيال المشاركة وكسب الأجر والثواب؟

فقط لا تنسوا أن تجددوا النية في كتابة شيءٍ روحاني يقربكم إلى الله، وقد يكون سببًا في هداية أحدهم إلى الطريق الصحيح نحو الله، كما أن عملًا كهذا أجره مضعافٌ في رَمَضَان، ومن ذو اللُبِّ العاقلِ الذي يضيع منحةً ربانيةٍ كتلك؟!

كذلك، نحن مؤمنون أن عقولكم المبدعة قادرة على دمج كل الشروط وصنع عملٍ أدبي رائع، استغلوا الخيال العلمي في التنقل عبر الأزمنة والبيئات، وإظهار جمال الفئة الروحانية التي تستجير بكم طالبةً العون؛ كي تظهر بقوةٍ برفقة الفئات الأخرى.

كيف أشارك في التحدي؟

قم بكتابة قصتك وتسجيلها عبر استمارة المشاركة التالية: استمارة المشاركة.

الجوائز

1- يحصل كل المشاركين بالتحدي على ملصق المشاركة.

2- يحصل الفائزون بالتحدي والذين حققوا الشروط المذكورة كاملة على ملصق الفوز بتحدي سلام.

3- تحصل أفضل ثلاث مشاركات فائزة بالتحدي على ملصق التميز.

4- سيتم نشر مراجعة لكل قصة من القصص الثلاث المتميزة بفصول هذا الكتاب.

5- ستتم إضافة القصص المتميزة والفائزة بالتحدي إلى قائمة قراءة خاصة بالتحدي بكل حسابات فرق الربيع العربي الثقافي.

6- سيتم الترويج للقصص المتميزة عبر حسابات الفرق وحساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

نوصيكم بعدم تضييع هذا الشهر الفضيل فيما لا ينفعكم، رَمَضَانُ فرصةٌ رائعةٌ لصنع العادات الجيدة، سواءٌ كانت دينيةً أو دنيوية، أكثروا من الاستغفار ودعاء المولى عَزَّ وجَلَّ بما تحبون.أنيروا بتحدي «سلام» مكتبكم، ولا تنسوا أن تلحقوا بنا في الفعاليات والتحديات الأخرى.

واقبلوا منا هديتنا الصغيرة هذه؛ كي تكون لكم عونًا على تنظيم عاداتكم في شهر رمضان المبارك.

أدام اللَّهُ عليكم نعمه وثبتكم على طاعته.♡