Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل | 1

انيوهيڨيسيو -بصوت بشار-
😂😂😂

هلا بالخفافيش، كامي لا يظهر إلا ليلا 🌚

تحديثين ورا بعض، ذيسيز نوت مي 😂 صايرة كريمة هالايام ايتها الروح الشريرة غادري 🐸

سيريسلي!!!

بتحبو قلة الادب هاه!! 😂😂

اعتذر عالأخطاء الموجودة بالفصل 😌

Enjoy 💕

-

I couldn't accept, that i was never accepted

-

يناير 2016

حينما تكثُر الحُفر في شُعبِ العُمر، تهتزّ عرباتُ أولئِك الّذين اتّخذوا مِنّا سبيلًا، فتنزلِق الوعود من أظهرهم، وعلى أرضِ الحِنث سهوًا تنهار.

وكُلّما تفاقَم مطَر المصائِب، جرفت قطراتُه ما ارتَسم على الوجوهِ مِن تملُّق، وأزالَت ما شيّدوه مِن أقنِعة كادت تغدو جزءًا مِنهم، تُرغِمُنا على تلقّم القطيعة رغم أنّ أمعدة استيعابِنا قد أتخمَتها الوجيعة، كأنّ الويل لم يكُن سِوى بادِرةً لوعيدٍ أجَلَّ مِنه

ثُمّ بيننا وبين الخيبة موعِد مُدبّر على طاوِلة الحقيقة المُرّة بما حوت مِن تفاصيل، نُفارِق بعدَه الثّقة، ونوصِد أبوابَنا، وإذا ما طرقتها يومًا تتوسّل فِلسًا مِنّا، لها ننهرّ

الحياة مدرسةٌ قاسية، بين أصقاعِها خَلقنا ضحكات صادقة، وفي قاعاتِها الغائِمة بالأنانيّة، حاربَنا اليأس، والدّموع، وقاومنا رغم النّزيف، خوفًا مِن التخرُّج مِنها بعِلّة أو نُقطة سوداء.

لا يهمّ أحدٌ سِوى اكتِماله، ولو على حِسابِ الانتِقاص مِن غيرِه، أمّا يد العون، فشِبه مبتورة، لا يمدُّها إلّا مَن تخبّطت أنفاسُه بين طعناتِ الارتِباك، كمِثلك... يا للسُّخرية

امتِحاناتُها شِباكٌ ضيّقةُ المنافذ نُصفّي مِن خلالِها البشر، أولئِك الّذين افتقدناهُم خِلال لحظاتِ الانكسار، ونحنُ بأمسّ الحاجةِ إليهم، كالأفكار إذ تُخلينا لحظة الحسم، كالطّيور، إذا ما الشّتاء حلّ بزمهريرِه هاجَرت إلى نُزلٍ مكفول، ريثَما تخلعُنا الضّائِقة عنها!

كذلِك ما رأيتُ لمَن ورَّثتُه النّصيب الأعظم مِن فُؤادي ووقتي وسطَ فِراش الخسارة أثرًا، ولا سمِعت لهُ صدًى، بُعده اشتقّ مِن حسرتي حسرةً أخرى، فتوسّعت هُوّة نقصي، تبتلِعُ الأمل، وخُضت حربي واليأس أعزَل، لا يُلحّفُني سِوى خفقاتي، ويا ليتها خرست!

خِلال واقِعتي وبينما أنا جاثٍ أضمِّد جِراحي البليغة بانتِظار العون، أدركتُ أمرًا: انتِظار لفتةٍ لم يُحرِّك بها ظهر من وثِقنا بأنّه سيُلبّي مهما كانت المسافة، مِن خِلنا أنّه وإن اعتذر الجميع، هُو الوحيد الّذي سيأتي، فكان الوحيد الّذي لم يأتِ، قد يكون مؤذيًا أكثرُ مِن الطّعنة حدّ ذاتِها

وفي ذاتِ الزّقاقِ حيثُ وقعتُ في شِراك الحياة زحفتُ خاويًا مِن روحي، لأنّها أثقَل مِن أن أستطيع حملها على كاهليّ، كانت لتُعيقني عن المضيّ قُدمًا، يومئِذٍ بُعثت بالألَم، مُنطفِئ الرّوح، مُتحجّر القلب، لا يسري في أورِدتي سِوى الغضَب، نغزةُ مُعادية قد توقِظه

أمّا إذا انتابتني فتراتٌ مِن الفتور، أشعلتُ فتيل طغوتي وانتدبتُ الصّمود، وإنّي لأحبِّذ أن أكونَ أسود على أن أكونَ أكمد

-

في المرآة المتأرجحة على مسافةٍ مِن واجهة السيّارة، طالعت صورتي المُصغّرة. كُنت أقعد ومآلُ يدي اليُمنى الغارِقة في قفّاز جِلديّ حالك هُو المِقود، بينما الأخرى معقوفةٍ على حافّة النّافِذة

كُلّما رأيتُني على سطحٍ عاكس، تيقّنت أكثر أنّ أحاسيسي قد أتقنت فنون الاختِباء بعد أحقاب مِن الأخطاء، وأنّ ملامِحي قد تمرّست في الكذِب والاحتِيال، حتّى كادَت تخدعُني أنا الّذي روّضتُها أبدَ الدّهر، فأحداقي احتدّت وقويت، وأساريري بليت

بين جفنيّ خرزتين داكِنتيّ الزُّرقة، وما هُما بتميمتيّ حظّ بل تميمتيّ شُؤم، في أحدِ الأيّام كانتا مُحيطًا تسكُنه العاطِفة لكِنّه انقلبَ إلى صحراء عاجِفة

سبَق وأن سُقت خصلات شعري اللّيليّة إلى دُبر رأسي، وقيّدتُها مطويّةً بربطة سوداء فأخذت شكلَ التُّفاحة، أذِنتُ للبعضِ بالمكوثِ طليقًا يُلامِس عنقي، فيما هوت ذوائِبي الّتي ما خوّلها طولها الالتِحاق بغيرها على جبيني رغما عنها وعنّي

ياقةُ قميصي الشّتويّ الأسود توشِك أن تطغى على ذقني، لولا أنّها مشلولةٌ بطولِها المحدود، كانت تبرُز مِن حُضن سُترةٍ جلديّة، مطلعُها مِن الفروِ الأسود، شأنَ مِساحةٍ ضئيلة مِن أكمامِها، وما انشقّ لونُ بنطلوني وأحذيتي عن ملِك الألوان

حين ترجّلتُ مِن إطار السيّارةِ إلى قلبِ الشّارع المستعمرِ مِن قبل اللّيل، بدوتُ كأحد جندِه، كرقعةٍ مُتّصلةٍ به، لا أحد قادر على الفصل بيننا

قِلة الملأ بالخارِج، وصمتُ السّماء أعانَ همسَ خُطاي على التألُّق، كذا شهيقي الشّفافَ وزفيري الأبيضَ، رغم خفوتِ معزوفتيهما. تُشابِهني العِماراتُ العجوز الّتي تُحاصر جانبيّ، فهي شامِخة رغم الوهن المُتغلغِل بأوصالَها، يلوكُها كالسّوس، ويكادُ يُصيبها بالانهِيار

وحيدة، مهجورةٌ مِن العِباد، تئِنّ شوقًا لإشراقَة مِصابيحِهم بين أحشائِها، والمُفارقة أنّهُم إن آووا إليها تداعَت لفرطِ الحمولة، فثِقلُها يكفيها، لكنّ اللّحاف الدّامِس يستُر عيوبَها !

على شِمالي وبين البِنايات يتخفّى الملهى الّذي دُعيتُ إليه، كجُحرٍ في جبل. تُنادي أضواء النّيون المُحيطة باسمه ' القمَر الدّامي ' أن هلمّوا إلى المُتعة. القمَر الدّامي يرتبطُ بعدّة أساطير كالمُستذئبين، والمغزى وراءَه أنّ الجميع يخلعون عنهم الزّيف هُنا

ولجتُ بوقار وصمت، فما تسامَرتُ مع الحارسين المُتوطّدين على حافّتيه، ولا حتّى ألقيتُ التحيّة، لم يعترِضا طريقي بدورِهما، لأنّي مألوفٌ لهُما، كوني زبونًا شِبه دائِم، فجميعُ المجالِس والمناسبات الّتي تربِطُني برفاق السّوء، تُعقَدُ هُنا، وأيضًا مجالِس خلوتي

ما إن صار سقفُ الرّواق أعلاي حتّى أخذت المُوسيقى تتسرّب بأذنيّ شيئًا فشيئًا برِفق، عِند المدخل الضيّق المُشارِف على الدّرج، بلغَت أشدّها وضربتني بعُنف، شعرتُ كأنّ مكبّرات الصّوت مركونة بأعماقي، تلكُمني بألحانِها الصّاخِبة

وثبتُ الدّرجة تِلوى الأخرى، بغير أن أزعِج يديّ الرّاقدتين بجيبيّ. لنا ركن خاصّ إذا ما أردنا الالتِقاء حجزناه، طاوِلةُ في ضواحِي هذه القاعَة. لم أُكلّف نفسي عناء البحث وذهبت إلى هناك مُباشرة، أُناوِر الأجساد السّكرة المُتراميّة في طريقي، كذا لمساتِ الإناث

عثرتُ على ثلاثتِهم في خِضمّ نخبٍ لا يشمُلني؛ على اليمين جونغ إن ملِك هذِه السّهرة، يُحاذيه سيهون، أمّا على اليسارِ فتشانيول بمُفرده، والمِساحة بجوارِه شاغِرة بانتِظاري

ما كادت كُؤوسهم تتصادَم حتّى أغدقت عليهم بالعتب، مُؤدّيًا إلى هجرانِ الحركة لمفاصلهم

" لا أصدّقُ أنّكم افتتحتُم الاحتِفال قبل مجيئي، الخيانة موجِعة على يدِ أقرب النّاس "

تهافتت نظراتُهم عليّ، مُفعمة بالسّخرية، حيثُ نطَق جونغ إن، وهُو شابٌّ أسمَر، كأنّهُ قدِم مِن مصافٍ مديد، لهُ مسحةٌ فريدةٌ تتقاتَل فيها البراءَة والخُبث على مرّ الزّمن، بُنيّ العينين والشّعر، يميلُ إلى الطّرازِ الكلاسيكيّ في جميع مناحي الحياة

" حضرة الجنرال بيون شرّف مجلِسنا أخيرًا، ما يزالُ الوقت مبكّرا، لِم لم تضيّع مزيدًا مِن الوقت؟ "

تقلّبت عدستيّ بجوفِ محجريهما الشّبه مغلقين بضجر، قبل أن ألوذَ إلى الجلوس بجانِب تشانيول، رجلٌ يفوز طوله على الجميع، لكنّ عقله قصير المدى كأنّه تبرّع بما فيه لقامتِه، أبعدُهم عن مضجع شخصيّتي، ونقيضي، وأقربُهم إلى خاطري

" بالرّغم مِن أنّي غير مُتاح على الدّوامِ أفضيتُ لحفلة عزوبيّتك الخاوية مِن المعاني مُهلة، عليكَ أن تكون ممتنًّا لي "

ارتحلت ذراعي في بيداء الفراغِ بيني وبين عُبوة النّبيذ ابتِغاءَ أن أزِن لي بعضًا مِنه تأهُّبًا للنّخب، حينئذٍ اندلعت الشّكوى مِن ثغر تشان، الّذي اتّخذ مِن وجهي مصرعًا لنظراته النّاصِعة رغم سوادِها، وراحَت يدُه تفرك شعره المُجعَّد بضيق

" أحاوِل جعله يعدِل عن حكمِه على ذاتِه بالإعدامِ مُنذ بداية السّهرة، لكنّه مُصرّ على الموت "

حتّى سيهون الجَبل البارِد ذا المناكِب المُثقلةِ بالنّواكِب، والّذي يُضارِعُ جونغ إن في كثيرٍ مِن الجوانِب ويتّفق معه عادةً ثارَ عليه، يُهدهِد على شعره الأملس برجاء مُصطنع

" أنتَ الآن قاصِرٌ في الحُبّ، عليكَ الأخذُ بنصيحتنا نحنُ الطّاعنون في السنّ بِه "

جونغ إن ضاق ذرعًا مِن كلامِهم المُحبط، فانتفض بعصبيّة

" اللّعنة... توقّفا عن الحديث وكأنّكُما في شِلّة مُطلّقات "

قد يبدو الوضع لدخيل كأنّه مُجرّد مزاحٍ بين الأصدقاء، هدفُه ترهيبِ رجلٍ مُقبلٍ على تسليمِ نفسه البريئة لأصفادِ الزّوجية، لكنّهُما جادّان كُلّ الجديّة... ثلاثتُنا مجروحٌ بالحُبّ

أمّا جونغ إن فغُلامٌ يافع، أصغرُنا عُمرًا، وأكثرنا لهفةً لمِهرجان الحُبّ، هُو يرى بصيصَ النّشوة في الأفق، ويظنّه روح الجنّة، قد تستقبِلُه بحُلّةٍ فاخِرة، وتُذيقه لذّة تُشابِه لذّة البدايات، لكنّها في مرحلةٍ ما ستتعرّى مِن زيفِها، وإلّا فإنّ طعنات الزّمَن قد تُمزّق رداءها ليكتشف حقيقتها المرّة

عِند حجرةِ الماضي تعثّرتُ، وهويتُ شارِدًا، تئِنّ أساريري وتهذي شفتيّ بما تلقّنت آنذاك

" لن يعي أنّ ما يوهمه الحُبّ بأنّه يفتله له ليسَ طوقًا مِن سعادة أبديّة، بل حبل مشنقة، حتّى تسحب الحياةُ مِن تحتِه الكرسيّ الّذي هو واقِف عليه، ويجد نفسه مُعلّقة في الفراغ تحتضِر "

كذلِك استفقتُ مِن حُلم السّعادة والخلود في الحبّ، وأنا أترنّحُ في الفراغ. ما تأذّيتُ بسببِ انهيارَ موطِئ قدميّ مِن تحتِهما بقدرِ ما تأذّيتُ لأنّ الأذرُع الّتي خلتُ أنّها ستتلفلف حولَ خصريّ وترفعُني لأرتشِف جرعة نفس، ما امتدّت نحوي أبدًا!

في طرفة سهو، هربت مِن بين شفتيّ ضِحكة متهكّمة، غسلتُ حُنجرتي الجافّة مِن بعدِها بشُربةٍ مِن الويسكي، مُقلّصًا منسوبِه في القدح، دون أن أُصلِح ما بدر عنّي

ما حكيتُ لهُم عن عُقدي يومًا، لكنَ أعيُنهم كانت ذات خبرةٍ كافية بالألم لتتمكَّن مِن تشخيصِها. يدرون أنّي كذلِك مجروح، وأنّ الصّمتُ هُو البلسم الّذي وصفتُه لي

سُرعان ما التحِف جونغ إن روحَ أستاذِ الكيمياء المطويّة بداخِله، يُجادِلنا لأجل قضيّتِه بكُلّ حزم

" تفاعُل البَشر ليس كالمحاليل الكيماويّة، مُلزمٌ بنتيجة معيّنة، فالخاتِمة مِن جنس الطّبع، إن فشِل أحدكم، فليس بالضّرورةِ أن أفشَل، ولن أعلَم حتّى أجرّب "

اكتست ملامِح تشانيول الاشمِئزاز واندفع قائِلًا:

" على الأقلّ توخّى الحذَر كي لا يُؤنّبَك الندَم يوم يلدغُك الألم "

حاكَ المعنيّ لهُ مِن الإصرار ابتِسامةً قلّد شدقه إيّاها، واقتبَس الحُجّة هذه المرّة مِن زوجته المُستقبليّة، أستاذة الأحياء الّتي جمَعه بها القدر في ذاتِ المدرسة قبل أن يلحمهُما الحُبّ

" يُقال أنّ لدغات النّحل تُنشّط الدّورة الدمويّة، لذلِك لا بأس باختِبار لدغات الألم والخيبة، عسى أن تُنشّط وظيفةً ما بالأخير "

في الأخير غمزَ بغرضِ إحباطِنا، كان مُقتنِعًا بخيالاتِه، لا أمل مِن شفائِه

هجدت عدستا سيهون العسليّتان تُناظرانِه بجمود، تِلك وسيلتُه لبثّ الرُّعب فيه

" اللّيلة هي فُرصتُك الأخيرة "

اصطبغت وجه جونغ إن بالاستِهجان وانتفض لِسانُه بجوفِ فمه يُعاتِبُنا

" أيّ الأصدِقاء أنتُم لتنفثوا في رأسي الوساوِس، خِلال العشيّة الّتي تسبق زفافي "

أقمتُ كوبي عن موضِعه الأزليّ، أُخطِرهُم بتبرُّم

" دعاه، هُو مصرّ على الانتِحار"

زفر تشانيول باستِسلام مُحتذيًا بي

" لنغلق على الموضوع، ولنثمَل حدّ الغيبوبة "

بعد حِقبة مِن الزَّمن انهار الوعي، وقامت الثمالة. تشانيول وجونغ إن يرقُصان بجنونٍ ضِمن حُفنة مِن النّاس مُنتصف القاعة، يتحرّشون بالفتيات، والفتيات يتحرّشن بهم. مَن رأى العريس قبل أن يسطوَ عليه السّكر كان ليجزِم أنّه قد نذَر حياتَه كُلّها لخطيبتِه، وها هو ذا يخونُها

رأس سيهون الفارِغ مِن أيّ أشكال الفِطنة مُلقًى بين ذراعيه، على الطّاوِلة، لقد ماتت فيه الحركة مُنذ القدح الرّابِع، في حين أنّي لا أزال أحتسي شرابي على مهل

لطالما تفوّقتُ عليهم في الشُّرب، فمهما أسرفتُ لا يُغمى عليّ مِن فرطِ التُّخمة، أم أنّ منسوبَ الألَم فيّ قد تحصّن أمام أيّ مُسكر يُحاوِل الانقِضاض عليه!

بينما نظراتي المُقطّرة مِن الشّعور تملأ الكأس الأصهب الّذي يُحابي الفراغ، سرى صوتٌ مألوف في مجاري سمعي... يورا

" لماذا لم تُعلمني أنّك آتٍ إلى الملهى اللّيلة؟ "

قبل أن أسأل عن كيفيّة عِلمها عن مكاني، لوّحَ لي الجوابُ، ألا وهُو تشانيول الّذي انتاب الخُبث ملامِحه فجأة، لاشكّ وأنّه اتّصل بها عندما أوهَمنا بأنّه ذاهِب الحمّام، ذلِك لأنّي عاجِز عن التمتُّع بأيّ فتاة كانت، ليس الجميعُ قادر على مُواكبة اختِلافي

أقليت القدح إلى ثغري بوتيرةٍ بطيئة، وما تنازلت عدستيّ بالصّعود إليها

" ذلِك يعني أنّي لستُ هُنا لأجلي "

همّشتُ وجودَها مِن صفحةِ انتِباهي البيضاء، عسى أن تهتدِي إلى سبيل الرّحيل، لكنّها على غِرار العادة ظلّت تُصرّ عليّ

" لكنّ تشانيول أخبرني أنّك تطلُبني حالًا، لذلِك هرعتُ إلى هُنا وكأنّي في سباق حياةٍ أو موت "

لقد بلغتُ فيها منزِلةً ما، وهذا غير مسموحٍ بِه في علاقتِنا، آن أوان استِبدالِها.

صفعتُها بصمتي، غير أنّ خدّ إصرارِها ما التفت إلى الجِهة المُعاكِسة، بل دنت مِنّي مُتعاميةٍ عن كُلّ ما لاحَ في عينيّ مِن رفض، تُريد المُرور إلى جِواري، لحظتَها استطعتُ رؤيةَ الفُستان الأسود الضيّق الّذي ترتديه، إضافةً إلى شعرِها المُتباهي بحُمرتِه والّذي يصبو ظهرها

" بما أنّي هُنا فلنقضي وقتًا طيّبًا سويًّا "

فاض الغضبُ على سدّ صبري فضربتُ قاعَ الكأس بالطّاوِلة الّتي تُشاركه ذات الخامة، فردتُ قامتي مُتأهّبًا للتّحليق بعيدًا عن المشاكِل، أغدو أقلّ اندِفاعًا حينما أثمَل، وهذا لحُسن حظّها، لو كُنت صاحيًا كُنت لفرمت مشاعِرها بين أضرس قسوتي

دفعتُ الكلِم بين أسناني المُتراصّة بغِلّ

" استمتِعي "

تلجلجت خُطاي ذات اليمين وذاتَ الشّمال، كسفينةٍ في عرض اليمّ، وما نسيت أن أُعطي تشانيول نظرةَ وحيدةً مسنونة دامت لأمدٍ مِن الزّمن قبل أن أغرق في أفق الغِياب

كُنت قد اتّصلتُ بسائِقٍ بديل يكفلُ وصولي إلى المنزِل بأمان، وإن كان مُعجَم حياتي يخلو مِن تِلك المُفردة تحديدًا. رغم أنّ أيّامي السّوداء تختلِف عن أيّام غيري، إلّا أنّها صارت رتيبة، وروتينيّة، تُحاكِي الفضاءَ وليله الأبديّ: عمل، مُشاجرات، ونساء

إنّي روحٌ عُرضت على الموتِ بطعنة، هوت عليها مِن حيثُ ما احتسبت قطّ، الآن، لن تستردَّها الحياة ولو بألفِ لُثمة، لأنّها ذُعِرت مِنها، حين تعذّرت عليها

عزمتُ ألّا أنكسِر أمام أحدٍ ثانية، وتوقيّتُ أن يكسرني أحدٌ ثانية. ربّما لأنّي ما تقبّلتُ نفسي بعد، أشكّ في أنّ غيري سيتقبّلُني. لقد لاقيتُ الرّفضَ مرّة، مرّة وحيدة داستني، ولا أزال أحاوِل النّهوضَ مِن نكبتي باستِماتة، يُعميني الغضبُ كُلّما تذكّرت

أسدلتُ رأسي على زُجاج النّافذةِ المُؤصد كي لا تتفشّى سُموم الجوّ بالخارِج في حيّز السيّارةِ الدّافئ، لكنّي وبسبب حرارة الخيبةِ الّتي تلاطَمت ذِكراها بداخلي، اغتممت، فاضطررت أن أسمَح لها بتلطيفِ الأرجاء لبعض الوقت، ريثما أتنفّس

تصاعَد صوتُ افتِراق الهواء الّذي اخترقناه قُدمًا، يُرافِق هدِير المُحرّكات الطّاغي على الطّريق، محرّك سيارتي البارِز إضافة إلى محرّكات السيّارات البعيدة

كانت الأضواءُ المُنهالة مِن قِمم الأعمدة الكهربائية تُدغدغ سواد هذه اللّيلة السّاجية، وتطرحُ ظلالَ الأشياء على الأرض بوضوح. وربّما الماضي الّذي تخثّر في عقلي جعلني أفكّر بالترّهات، كأن تتلاشى كُلّ الأنوار، ويسود الظّلام!

عقِب شوطٍ مِن الوقت صمتت عجلات السيّارة، ففتحتُ عينيّ على طلعة الفيلا الّتي أقطنُها، لا تبدو على طبيعتِها إلّا خلال اللّيل. أوفيتُ السّائِق أجرته ثُمّ اجتررت جسدي إلى الدّاخِل بتثاقُل، رأسي يكاد يُثقَب بفضل الحِمل

وكأت ذراعي اليُمنى إلى الحائِط، أحميني مِن الانحِدار، ومددتُ ذراعي الأخرى نحوَ لوحَة الأرقام، أنقُر كلِمة المُرور بتلكّؤ غير مقصود، كانت أماكنُها مُبعثرةً بين ناظريّ، كُلّما أوشكتُ أن أصيبَها غاصت، وغصّ إصبعي بالإحباط

تقهقرت إلى الوراء قيد أنمُلة، عاصِفًا بمُقدّمة شعري في يأس. أكادُ أؤول إلى الأرضيّة جالسًا. قد لا يفتِك الشّرابُ بعقلي لكنّه يقهرُ جسدي بالكامِل

قبل أن أسعى خلفَ تجربةٍ جديدة انشقّ البابُ عن أرضِه وانبثَق مِنه مرأى امرأة فذّة الجمال، نقيّة البشرة، فتيّة العينين، كأنّهُما تلّ أخضَر لا يذبل، مُثمِرةُ الشّفاهِ، دقيقةُ الخصر، وشديدة الأسر

خصلاتُها كخيوطِ الحرير تستوطِن ظهرها، بعضُها سلَك دربيّ كتفيها، أمّا بدنُها فمُستتِر سُفلى ثوبِ نوم زهريّ، مُغري، جليّ أنّها قد بذلت في التأنُّق جهودًا جمّة.

لقد كانت في يومٍ مِن الأيّام مِشكاة بين أنامِلي الحافية، لكنّها انطفأت، كغيرها مِن النّاس

أعرتُ الحائِط جسدي، وتلمّست ناصيتي ببنانِ يدي مِن الجِهة المُوازية له

" كِدتُ أنسى أنّ ثمةَ طرفًا ثانيا يستعمُر منزلي"

ارتكنت ابتِسامةُ ذات مغزى على حافّة شفتي

" شُكرًا لتذكيري يا زوجتي "

لأمت بيديها شيئا مِن الفراغ بين شقَيّ السُّترة الحريريّة الّتي ترتديها، وعكفت على احتِضان ساعديها إلى صدرِها بعد ذلِك تُسامِرني

" خمّنت أنّك ستُثقل في الشّرب لذلِك اصطفيتُ انتِظارك، خشيتُ أن تباتَ اللّيلة خارِجًا لولاي "

كان مصير ابتِسامتي الفناء، مُتأثّرة بمثيلتِها على شفتيها. لا يحِلّ لها أن تُرائيني بحُللها، وتُعامِلني بصفاء كأنّ كُلّ شيء بخير... لا شيء بخير، ولن يصير

اقتربتُ مِنها قليلًا، حيثُ فححت ببغض

" وما الفرقُ بين العراء والكساء لجُثّة أكسبَها الموتُ الوقاية؟ "

اندسّت نظراتُها بالأرضِ لوهلة لكنّهُما صعدتا إليّ بكُلّ وقاحةٍ ثانية. عندما هممتُ بالولوج، مُستعيذًا بذاتي التّعِبة وحدها، قبَضت على عضدي

" قد تتعثّر بالدّرج، فلتستنِد عليّ "

مُنذ أنّ أنامِلها أوهَن مِنّي حتّى ووعيي كامِن في الحضيض، تيسّر لي تخليصي مِنها بسحبةٍ واحدة. حبرتُ خطوةً فاثنتان على البلاط الرّخاميّ للبيت، ما كِدت أضع الثّالثة حتّى حالت بيننا بجسدها، وقد عكّرت تجاعيد الغضب صفاءها

" كفى كِبرياءً، ولتدع قلبَك يستنِد عليّ ثانية، أعدُك أنّي لن أوقِعك ما حييت، كِلانا بأمسّ الحاجةِ للآخر "

أغدو شخصًا آخر حينما تستثير حِقدي تِجاهها، العاطِفة الّتي ترعرعت على يديها الحنونتين انقلبت ضِدّها يومَ أدارت لها ظهرها، وتركتها تموتُ فيّ.

سقوط نظراتِها عن وجهي نمّ لي عن مدى بشاعة سحنتي حين أجبت

" ولّى زمَن التّوبة، لن أغفِر لكِ هروبك مِنّي بلحظة ضعفي، وجعلي أشهدُ صورتي أسوأ مِمّا هِي عليه "

ألبستُ فمي ابتِسامةً جبّارة، رغم أنّي عاجِزٌ عن جبر الانكِسار في عينيّ وخاطِري

" لقد وقفتُ على قدميّ بمُفردي، وأعفيت مِن الامتِنان "

رفعت رأسها بجرأة وقد احتشدت السُّخرية في زاويةِ ثغرِها

" أتسمّي التنقُّل مِن امرأة لأخرى وقوفًا؟ "

هبّت قهقهةٌ جوفاء عبر حُنجرتي، وإن أعربت عن شيء فهُو الغضب العارم الّذي عمَّر أوداجي للتوّ، كُنت أرتعِش كأنّي على وشكِ لفظِ ما فيّ مِن عقلٍ وقتلها.

بعد بُرهة مِن الصّمت عانقت كتفيها بذراعي، وصففتُ الكلِم على سطرٍ أعوجِ لفرط الثّمالة

" لقد صِرتُ ثقيلًا، أثقَل مِن أن يقوى كاهليك على حملي، كعبء عتيد. "

أوهمتُها أنّي قد امتثلت، لكنّي في الواقِع كُنت أمثّل، وها أنا ذا أسعى لإغراقِها بالضّغط على كتِفها، سويًّا وأسناني، ما جعَل نفسي مُتهدّجًا، وصوتي مُتحشرِجًا

" إن أنا اتّكأت عليكِ انطوت فقراتُك تمامًا كعُلبة البيرة الفارغة، حتّى يُلامس رأسُها أخمَص قدميها... لذلِك لا تُحاولي "

صببتُ عليها صاعًا مِن حِقدي، وما أحسستُ بالفراغ الّذي خلفّه في محيطٍ فيّاضٍ مِنه، كأنّي اقتلعت شعرةٍ مِن فراءٍ كثيفة. رِدتُ لو أغزِل لها مِن كلِماتي سياطًا تُخلّف عليها ندوبًا أبشَع مِن الّتي عندي، لكنّ شكواها المُتذبذبة ثبّطت عزمي

" أنت توجِعُني "

أزلتُ ذراعي عنها، وأشركتُها بتوأمِها الّتي ثنيتُها كمُتّهم مُحاصَر، ما هي إلّا فينة قصيرة حتّى أفلتُّهما بتململ

" عمتِ مساءً "

وبينما أنا مُدبِر اكتشفتُ أنّي اقترفتُ خطأ بسيطًا، فتقهقرت بخطوة ابتِغاء تصحيحه

" أقصد ليلة سعيدة "

تجاهلتُ ملامِحها الحائِرة، واستأنفتُ طريقي، حينما تمزّقَت المسافة بيننا بابتِعادي، جمعتُ سبّابتي ووسطاي جنبًا إلى جنب، ولوحتُ لها بغير أن أستدير.

كانت محطّتي الأخيرة هذا اليوم، هي غُرفتي المُحتواةِ بين أضلُع الطّابق الأوّل للبيت. قبل أن أتناهى إليها وأخلُد إلى النّسيانِ قليلًا، تريّثتُ كُثُب بابٍ مِن خشبِ القيقَب، يضجّ بزخارِف لأشكالٍ انسيابيّة. هُنا حيثُ جُزيتُ بساعاتٍ مِن الحُبور، جعلتني في قمّة نشوتي.

رفرفت الذّكرياتُ في عقلي كأسرابٍ مِن الطّيور المُهاجِرة، تتوقُ إلى الوطَن. تهيّأ لي أوّل لِقاء لنا بهذا البيت، وكم لقِي إعجابَنا ومدائِحنا، يليه أسطُر مقصوصةٌ مِن يوم نقلِنا لأثاثِه، وأثاثُ هذه الغُرفة تحديدًا، ما كُنّا نعرِف معنى الهمود، ولا الشّرُود

عشتُ عُمري كأنّ كُل صحوةٍ تُداعِب جفنيّ هِي الأخيرة، تمنّيتُ أحيانًا لو أنّ لي المُكنة الكافية على قهرِ النُّعاسِ، والمضيّ دونَ غفوةٍ يوميًّا.

لم أظُنّ أنّ الغرامَة قد تُقبِل عليّ، وتُقبِل خلايا قلبي دونما اعتِبارٍ لصِغر سِنّه في الحُبّ، وأنّ العُمر الّذي أودعتُه في عنايتِها ستُهدرِه عمدُا، فقط لأنّي اختُزلت!

طردتُ أكسيد خيبتي، وخرابي خارِج ثغري، وواصلتُ طريقي إلى ضريحي المُريح. استقبلني شعبٌ غفير مِن السّواد، أبيتُ إهلاكَه بإشعال المِصباح، رغم أنّ تضاريسَ الغُرفة لا تبانُ، فحيطانَها مِن دُهان داجي لا يُهان، كذا السّتائِر الكتّانية، ومُلاءات السّرير الحريريّة

غطستُ بفتورٍ على سريري، وما هُو إلّا مجالٌ ضئيلٌ لا يعدو ما يستغرِقه الغريقُ ليلفِظ آخر أنفاسِه حتّى غفيت، تعبُ اللّيلة كان غنيًّا كِفاية كي يبتاع النّومَ لي رغم غلائِه!

-

حينَما صوّبتُ إشعاعات الشّمسِ السّاطِعة مُحيّاي، أصدرتُ أنين عودتي إلى الحياة، بضررٍ جليل في رأسي. أحكمتُ سدّي لجفنيّ قبل أن يُسلِّما على النّور عسى أن يخِفّ، لكنّه ظلّ راسِخا. بدني لا يزالُ ثقيلًا، أي أنّي مُكفّنٌ بالأمسِ، وثيابِه

موعِد الزّفافُ المُشارِف على الحُلول نغز فِكري فكان نافذتي إلى الهُروب مِن الكسل

وثبتُ بهلع، جاثيًا على رُكبتّي، أطالِع الفلك مِن حولي بتيه. بعد فترةٍ وجيزة مِن التّحديق اهتدت نظراتي إلى السّاعةِ المُحيطة برُسغي الأيسر، عقرباها المُتضافرين عِند الواحِد ربّتا على قلقي، فانهارت وِلايتُه واطمأننت. إنّها الواحدة زوالًا

ماذا إن تأخّرت؟ محطُّ الانتِباهُ هُو دائِمًا آخر شخصٍ يُكلّل بالوصول؟

ركلتُ مبرّراتي الغبية وأدّيتُ أولى نُسكِ الرّوتين، ألا وهُو تهذيبُ فِراشي، أكره أن تكونَ حياتي رتيبة، لكِنّي أهوى أن تكون أشيائي مُرتّبة، الفوضى تُشعِرني بالمرض

أخذتُ حمّامًا صباحيًّا سريعًا، انتهيتُ مِنه لكِنّ آثاره لم تنتهِ مِنّي، إذ أنّ جسدي مُتوارٍ سُفلى ثوبِ استِحمام ثلجِيّ الدّهان، خشِن الملمس، طويل الأكمام، ويدي اليُسرى تفرك شعري بالمِنشفة، لا يزال الماء يُقسِّم خصلاته إلى طوائِف، وكُلّما بلغت ذخيرتُه أشدَّها تقاطرت مِن حوافِه.

أخرجتُ المُجفّف مِن دُرجِ المِنضدة المركونَة بجانِب السّرير، ثُمّ جلستُ عليه، ورُحت أقتُل البَلل الّذي يستوطِنُه على مهل. خِلال عُهدةِ الوفاق الّتي حكمت علاقتنا لأكثرِ مِن سنة، كانت إن ها مَن تُصفّفه مِن أجلي،لأنّه طويل ويرهِق ذراعيّ

الآن وقد فقدتُ أكثَر مِن نِصف اليُمنى، الّتي بُتِرت إلى ما فوق المِرفق، غدت المُهمّةُ أصعَب!

حظيتُ مُنذ سنواتٍ بأخرى آلية الهيكَل، ليليّة الطّلعة، مجوّفةُ القاعِ حتّى يتسنّى لها أن تؤوي ما تبقّى مِن الأصليّة. لقد صُمّمَت خصّيصًا بحجمِ ذِراعي السّليمة، وبرفاعة أنامِلها لتُحاكيها بتناسُق

هِي تعمَلُ بنفسِ تقنيّة الأطراف البشريّة، حيثُ تترجِم مِجسّاتُها الإشارات العصبيّة إلى حركة، لكنّها مُقارنةً بِها مُجرّدُ ديكور، تعجزُ عن مُجاراتِها في كثير مِن الأحيان

أصمتُّ المُجفّف، وقدّمتُ مرآها المُرّ لبصري، مُحرّكًا أصابِعها بسلاسة، كانت تطمِس نقصي بنظر من لا يعرفُني، وتلقّمُ عينَه كذبة يُصدّقُها رغمًا عن أنفه، لأنّها تُؤدّي مهامَها بتفانٍ وهِي مُتواريةٌ تحتَ ثِيابي، حتّى النّساء اللّواتي نزلنَ في محطّاتي السريريّة لا يعلَمن عنها!

بعد الحادِث الّذي فقدتُ على إثرِه جُزءًا مِنّي بدَأت إن ها بنبذي كُلّما قربتُها، مُتذرّعةً بأنّها تحتاجُ إلى بعضِ الوقت حتّى تتقبَّل ندبي البشِع... لكِنّي ما استطعتُ قبول أنّي ما كُنت مقبولًا

بأنانيّة حادَت عنّي وأنا مكسور، فضّلت السّعي خلفَ حاجتِها إلى الوقت على أن تسدّ حاجتي إليها، وبدل أن تُصلحني، أتلفتني. حينَما رُمّمِت عادَت فلم أكُن، وربّما كُنت وهِي الّتي لم ترني، الأحياء لا يُبصِرون الأموات مهما بلغَ بِهم الوجد موطِئًا، أم أنّي مَن لا يراها لأنّي أمتُّها فِيّ؟

سحبتُ كتائِب بصري بعيدًا عن مكانِ الانفِجار، واستأنفتُ تجفيف شعري. في الأخير جمعتُ كُلّ خصلاتِي الّتي اصطفّت عِند مُقدّمة كتفيّ بربطة، فعُقِفت كعلامةِ استِفهام، واريتُ جسدي سُفلى بذلةٍ سوداء، واستبدلتُ سُترتها بمعطفٍ مِن الكشمير يُضارعُ صبغتها

بعدما غممتُ يدي الّتي لا تُحسّ بقفّاز، حويتُ هاتِفي وسطَ الأخرى ونزلت راجيًا أن تكون إن ها غير جاهِزة، لكنّي حبِطتُ إذ وجدتُها بانتِظاري في غُرفةِ الجلوس واقِفة، تلتحِف فُستانًا عاجيًّا ضيّقًا، وتتّقي البردَ الّذي سيعترِضُها خارِجًا بسُترةٍ مِن الفرو، تستقرّ حول كتفيها

" خلتُك ستُمضين نِصف اليومِ في التأهُّب، لقد خيّبتِ أملي "

عزفَ كعبُها أنغامَه على البلاط اللّامِع تزامُنًا وصوتَها السّمِج

" لقد تعلّمت الدّرس مُنذ أن تركتني في المنزِل بحُجّة تأخُّري، يومها اضطررتُ لمُعالجَة العديد مِن الأسئِلة النّاشِئة عن فضول الملأ، لا أريد أن نُدان بالشِّجار مرّة أُخرى "

أقبلت يداها صوبي، وأنبأتني نظراتُها المُسلّطةُ على ياقة قميصي أنّها سوف تقوم بتعديلِها، لذلِك تفاديتُها قبل أن تُحقّق غايتَها، بأن قبضتُ على معصميها

" مُصيبتُنا أعظم مِن شِجار أحبّة، مُصيبتُنا أنّا نستمِرّ مُنتهيين "

أنزلتُهما بفظاظة، ثُمّ نقعتُ يديّ؛ المُغلّفة والعارية في جيبيّ مِعطفي الفسيحين، وتجاوزتُها.

" لا تنتظِري مِنّي أن أفتَح لكِ الباب حينما نصل، مظهرُك سيكون سيّئًا بينما أمُّر بجوارِك دون اكتِراث، تدرين أنّي لا أُلقي لعنة للغير "

-

كان طريقُنا صامِتًا، تتخلّله أشواطٌ مِن مبادِراتِها اليائِسة في تقويلي، لكِنّي أصيرُ جمادًا إن رغبت

قبل أن أدخُل المرأب المُلحَق بقاعة الحفلات أنشَد هاتِفي نغمةً الاتّصال، كان مُقيمًا بحامِله الخاصّ المثبّتِ برفّ السيّارةِ نُصب عينيّ، اطّلعتُ على شاشتِه فكان جونغ إن، استغربت اتّصالَه بي في مِثل هذا الظّرف

حالما أزحتُ الأيقونة الخضراء تحت صورتِه سألتُ بسخُرية:

" ماذا هُناك أيّها العريس؟ أتريد مُنقذًا؟ "

انفجَر مُتذمِّرًا

" بسبب وساوِسكم عن الزّواج ليلة الأمس ها هُو يومي على وشك أن يُدمّر "

يبدو وأنّه واقعٌ في ورطة

أجبتُ بعبث وبصري يتنقّل بين السيّارات السّاكِنة، بحثًا عن فراغٍ أركُن فيه سيّارتي

" ليست وساوِس بل مواعظ "

ما لبِث أن عزفَ مقطوعة البأس بأنين، كُنت قد أدرتُ المِقود بخِفّة إذ انتقيتُ مرفأ

" أنا لا أستطيع العُثور على الخاتمين "

إن ها سبَقتني إلى النّزول ظنّا أنّي سأُوافيها في الحال، لكنِّي حبّذتُ إتمام المُكالمة هُنا، أشعُر أنّه سيوكِل إليّ أمرًا ما يُرغمني على العودة أدراجي

" ربّما ألقيتَهما بمكانٍ ما وأنتَ ثمل، فالمشروبُ كالمال، يكشِف حقيقة ما تُريد "

توقّعتُ أنّ ما قُلته لن يروقه، وقد صدقت توقّعاتي، إذ هتف بضيق

" ليس وقتك الآن "

" حسنًا، ما الّذي تُريده؟ "

" تشانيول ذهب إلى منزلي، وسيهون اتّجه إلى منزِل سوجين، بقيت المدرسة، رغم أنّه احتِمال ضئيل ولكنّه لا يزال وارِدًا، فلتذهب إلى هُناك ولتبحث عنه بمكتبي "

أومضتُ إلى انعِكاس المرأة الّتي تُرافِقني في المرآة الجانبيّة، حينئذٍ انزوى عُربون نشوة في فمي

" بكُلّ سرور "

إن ها الّتي مكثت لوقت طويل بالخارِج تنتظِر انتِهائي مِن مُكالمتي طرقت النافذة سأمًا

" ما الّذي يُؤخّرك إلى هذا الحدّ؟ "

اختلّ توازُن شدقيّ إذ فاقَ أحدهما الآخر عُلوًّا، وحبكت الكلِم بانتِشاء

" لن يسعَني الدّخُول وإيّاك، لقد أوكِلت إليّ مهمّة مُلحّة الآن، ينبغي عليّ الذّهاب "

ما طاوعَته إلّا هربًا مِنها، في غير ظرفٍ كُنت لأرفُض بحزم.

معرفتي الواسِعة بها جعلتني أدوس زرّ إقفال الباب قبل أن تعمَد على فتحِه والالتصاق بي، كَم راقتني طلعتُها المكسوّة بالانكِسارات حينما أقلعت!

جعلتُ مِن المدرسةِ الّتي يعمَل بها جونغ إن وجهتي، وقد أصبتُها للتوّ. استرشدت بمعرِفة أحد الطّلاب حتّى أصِل إلى قاعة الأساتِذة. سِرتُ في الرّواق الطّويل والزّجاجَ العريضُ يُعبِّد ناظريّ، مِن خِلالِه اكتشفتُ أنّ جُلّ المكاتِب المُتلاصقة، والّتي تُفرّقُها حوائِل مهجورة

أمامَ أحدها كانت تقِف طالبةٌ، ترتدي سُترة زرقاء مكمّمة، وتنّورة بلون الشّمبانيا، صبيّة ذات غديرٍ قصير، مُجعّد كتيّاراتِ الماء حينما يُدغدغُها الهواء، قامتُه المُنحسرةُ على رقبتِها أبدَت رشاقَةَ تصميمِها، وكيفَ يتفرّعُ منكباها بأناقة. وقفتُها المُتخاذِلة طبعَت في ذِهني صورتَها المُتمرِّدة

" أينَ مكتب الأستاذ كيم جونغ إن؟ "

ذاعت خُطى صوتي وهِي تُغادر شفتيّ، فالتفتت إليّ تهبُني قيراطًا مِن انتِباهها

كانت عينيها مُحدّدتين بالكُحل، طبقة ثخينةٌ مِنه تُحدِق بجفنيها الرّحبين، رمقتني بلا مُبالاة، وهي تمضغ اللّبان بطريقةٍ صاخِبة، مُستفزّة. سُرعان ما كَنّت عن فعلتِها وأحدَقت بي بمقت، نظراتُها حاصرت مُحيّاي، وقيراطُ الانتِباه غدا طنّا، كأنّي مُجرمٌ انتَزع مِنها أنفَس ما تملك

التزمتُ السّكونَ لوهلة، وضيّقتُ محجريّ مُتحرّيًا عن هويَّتها بينَ عابرات بصري، وسريري. ليست إحدى النّساء اللّواتي هجرتُهنّ حتمًا، فهِي مُراهِقة، وأنا أُمارِس الشرّ بشرف!

ما كان صبري ذا مدًى بعيد، بل ولا يتعدّى حُدود قدميه، لذلِك أمليتُ سُؤالي على مسامِعِها مُجدّدًا بنغمةٍ تنُمّ عن الانزِعاج

" مكتبُ الأستاذ كيم، أين؟ "

شفتاها اللّتين تلتهِبُ فيهِما الحُمرة آتيةً على كُلّ أخضرٍ ويابِس خاطَتا الكلِم باستِفزاز

" الأستاذ كيم غير مُتوفّر اليوم، ما دافعُك لمعرفةِ أيّ المكاتِب ينتمي له؟ معارِفه شِبه مفضوحين أمام العيان، لكنّها المرّة الأولى الّتي تظهر فيها أنت"

أغرقت عدستيّ تحت أفقيّ جفنيّ بتململ، قبل أن أقرّر منحها فُرصةً أخيرة

" ألم يُعلّمكِ أحدٌ أنّ الجوابَ مِن جنس السّؤال؟ "

" ما العَمل إن كانت أمّي قد علّمتني عدم الثّقة بالغُرباء! "

مطّت شفتيها بعبوس، تُمثّل البراءة في حين تعاضدت أصابِع يديّ المحجوبتين تربِطانِني بجأشي. كلِماتُها جعلتني أغلي، تكادُ قعقعة أعصابي تُخضّب الأرجاء.

بعد مُفاوضاتٍ ساخِنة بيني وبينَ أعصابي وقّعنا على هُدنة، وقرّرت الاتّكال على نفسي والشّروعَ في البحث عنه، قال لي ذاتَ مرّة أنّه يُبقي على سفحِه صورةً تجمعُه بخطيبتِه

رجمتُها بحجارةٍ مِن سِجّيل وأنا أندفِع إلى الأمام بحنق، مُتوغّلًا إلى مُنتصفِ الحُجرة، حاولت ألّا أعِر وجودَها الّذي ما يفتأ قائِمًا أيّ انتِباه، فلستُ أودّ الخروجَ مِن هذا المكان وفي سِجلّي وصمةُ عار، أن خفّضتُ مستواي واعتديتُ بالضّرب على طالِبة يافِعة

ينبغي مُسايرةُ الأطفال... ذلِك ما جرّعتُه لأعصابي المسغِبة

تنقّلتُ بين المكاتِب المعدودة، لعلّي أعثُر على أثرٍ يهديني إلى مكتبِه، وبالفِعل تحقّقت نبوءَة ذاكرتي، إذ اصطدمت نظراتي بإطارٍ يُحاصِر صورةً له. كانَ أكثرَ الأصقاعِ رتابةً ونِظامًا، تمامًا مِثل شخصيّتِه، أستغربُ كيفَ نسيَ موضع الخاتمين!

انحنيتُ بجسدي إلى الأسفل، وجُبتُ الأدراجَ نزولًا، عِند الثّاني ورَدني صوتُها المُهتاج، واصطِخاب قدميها الّلّتين تُبحِران بِها إلى حيثُ أرسو

" أجاشّي... "

بعد طُرفةٍ خاطِفةٍ مِن السّكون تابعت على ذاتِ الوتيرة

" ما الّذي تظُنّ أنّك فاعِله بالنّبش بين أغراضِ الأستاذ كيم؟ أمعكَ الإذن لذلِك؟ "

انتابني شعورٌ أنّها تتذرّعُ به ابتِغاء افتِعال مُشكلةٍ معي!

تزحلق لِساني على زاويةِ شفتي اليُمني، كفاصِلٍ انتهزتُه للتهويد على غضبي المُضطرم. استطعتُ أن أوصِد نوافِذ انتِباهي عليها وأستكمِل عمليّة البحث، مُنتقِلًا إلى الدّرج الأخير، كانَ مليئًا بالخُردة؛ أوراقٌ مُهترِئة، وعُلب مُسكّناتٍ فارِغة، إضافةً إلى أقلام مُنتهية الصّلاحيّة

خِلتُ أنّها قد أخلَت سبيلي، لكنّها خيّبَت ظنوني إذ نطقَت بنزق

" مِن الأدبِ أن تُجيب حينما يُسدى إليكَ سُؤال ما"

في تِلك اللّحظة تخيّلتُني أقودُ الشّاحِنة العسكريّة، وأمُرّ مِن فوقِ جسدِها المُقيّد بالحبال

تمالكت نفسي بعُسر، وجبرتُ تعاريج شفتيّ المُتفرّقتين بامتِعاض

" إن كُنت تمتّين لهُ بآصِرة فلتسأليه عندما يعود، لستُ مُكلّفًا بردمِ فضولك "

يدُها الّتي قضمت مُضغةً مِن ذِراع مِعطفي كانت القشّة الّتي قصمت ظهر البعير، آنذاك ما استحملتُ المكوثَ مُكتّفًا، فمُنذ أحدثِ انكساراتي كرِهت أن يتطاوَل أحدُهم على جسدي، وها قد اقتَرفت ما حرّمت، ولو عن غيرِ قصد

لويتُ مِعصمها مُسوّيًا انحِنائي، وإلى الحاجِز العاجِيّ البارِز الّذي يفصِل بين المكتب وما جاوَره لطمتُها، حينها أفلتت آهةً موجوعة

" هل تُريدين الموتَ؟ "

لم تستقبِح النّظر إليّ رغمَ ما صنعت يداها، بل وتجرّأت أن تبثّ ابتِسامةً هازِئة

" هل أنتَ من سيقتلني؟ "

اجتذبتُها إليّ دون أن تُراعِي قبضتي ضعف مِعصمها، ولا الأخاديد الّتي حفرها الألَم بوجهِها الشّاحِب، كأنّ السُّخط قَد أذابَ بصري

" مظهرُك يوحي بأنّكِ مِغناطيس مشاكِل، هذا إن لم تكوني المشاكِل عينها، لكنّي لستُ الشّخص المُناسَب لتُلغّمي طريقه بألاعيبِك الصّبيانيّة، وما أنتِ بنِدّ لغضبي إن هُو اعتَمل في أوداجي... سيسرّني لو تنحّيت جانِبًا والتزمتِ الهدوء ريثما أنصرِف "

لم يسبِق وأن ملأت أسطُر ردودي بقدرٍ طائلٍ مِن الكلِم كالآن، فلا أحَد تمادى في اعتِراض طريقي أو مُعارَضة إرادتي، لكِنّها عضّت على المُقاومة بأسنانِها المسجورة

" حذّرتُك مِن أن تقرَب أغراضه قبل أن أقربَك، أنتَ الّذي يسعى خلفَ المشاكِل، كأنّ حياتَك مُملّة إلى الحدّ الّذي يسوِّغُ استِثارة كُلّ من حولك بغرض المُتعة "

أذعتُ ضِحكة مُغتاظة، أكادُ لا أصدِّق ما تختزِنه هذِه العُقلة مِن وقاحَة، حينما ثنيتُ ذراعي المُسالِمة نتأ كتِفاها وتصلّبا تحمِي نفسها مِن عِقابٍ أكبته، لقد اعتقدت أنّي سأضرِبها لكِن نِيّتي كانت الطّبطبة على جبيني المَحموم

" إن لم أكُن في ضائِقة وقتيّة لاقتطعتُ برهة مِنه بهدفِ تأديبِك، امتنّي لعجلتي "

أقصيتُها جانِبًا، حيثُ لمحتُها تُطهّرُ تورُّم مِعصمِها بأنامِلها بعدما أمكَنها التّوازُن على قدميها، كَم تمنّيتُ لو تتهشَّم بالقاعِ سويًّا ووقاحتها! لقد أشهرتها في وجهِ الشّخص الخطأ.

ركلتُ الدُّرج الذّي غطستُ فيه مُنذ قليلٍ بغضب، أساويه بغيره مِن الأدراج المُغلقة بخيبة. ما استفدتُ مِن هذه المعمعة شيئًا، بل ضيّعتُ الكثير مِن الوقتِ سُدًى

أخلدتُ قبضتيّ إلى جيبيّ، وخصصتُها بنظرةٍ سامّة ستُراوِدُها في غفوتِها لطورٍ طويل، ثُمّ هفّتُ بخِفّة رغمَ أوزار سُخطي. سأرجع كما أتيت خاوي اليدين، والعَتب فيما نُحِت مِن أعصابي وعُمري يقعُ على عاتِق العريس المُهمل، وعلى إن ها الّتي مسختني جبانًا يُنفِرُه قُربها ومِنه يفِرّ

كُنت أسير بخطواتٍ حثيثة فإذا بهجمةٍ غادِرة تمسُّ قفا رقبتي مُؤدّية إلى انتِكاس رأسي. اضطررت إلى التروّي والانعِطافِ لحاقًا بالمُعتدي الّذي لم يُفكِّر بالهرب.

إنّها ذات الفتاة!

ما تزال ساكِنةً قُبالتي كحملٌ وديع يستحِقّ الثّناء، لكِنّي ما غفلت عن نظراتِ الحقد الّتي جاهرت بغزو عينيّ، الصّدمة جعلتني عاجزًا عن اتّخاذ أيّ إجراء بحقّها، فاكتفيت بالسّؤال

" ما هذا الّذي فعلتِه؟ "

توارت يداها خلف ظهرِها، وبشّت أساريرُها بادّعاءٍ ملحوظ

" نسيتُ أن أبدي إعجابي بشعرك، إنّه جميل "

لثَّم سقفُ جفنِها قاعَه غامِزًا، قبل أن تعود مِن حيثُ أتت ركضًا

لم أُعطِها أكثَر مِن قيمتِها، لكِنّي حينما استظللت بسقفِ السيّارة مُتهيّئًا لقيادتِها، ومرّرتُ كفِّي بعفويّة على شعري فتعثَّرت بكُتلة لزِجة، تمنّيتُ لو فعلت ولقّنتُها درسًا على مقلبِها السّخيف

لا أصدّق أنّها ألصَقت العلكة بشعري الثّمين!

" تِلك النّذلة "

-

مافي نظرة اولى، ورياح وربابي😂😂😂 متأثرة بالكوريين مو الهنود للأسف 😂✌

شو رأيكم بالفصل!

رأيكم بالشخصيات!

بيكهيون! 😭

ميني!

إن ها!

رفاق السوء! 😂😂😂

عرفتو مين البنت يلي التقاها بقاعة الاساتذة ما! 😂😂😂 اكيد عرفتوها

لماذا عاملته ميني بتلك الفظاظة!

هل سيتركها ام يعود لها!

توقعاتكم للفصل القادم 😂😂😂

جنرال، شعره طويل، رجل خليله الألم، شعره طويل، مليئ بالأسرار، شعره طويل، يحب الاسود، شعره طويل، زير نساء، شعره طويل، وأجاشي، و..... -سرّ- انتو اكتشفوه

هو عندو جانب مظلم أكثر منو 😎 البعض اكتشفو من المقدمة 😂😂😂 من زمان حابة اطرح هالفكرة

بعشق الرجل يلي شعرو طويل 😭😭

تخيلو شكد انا خاقة على شكلو بالرواية، خلاني احجي عراقي 😭😭😭😭😭

سي يو يوما ما 😂👋

دُمتم في رعاية الله وحفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro