🌸 مملكتي 🌸
بقلم نهال عبد الواحد
آخر يومي، هو أفضل لحظات حياتي، عقب الولوج بداخل حجرتي، أُلقي بأحداث اليوم المرهقة خلف ظهري، متاعب عملي وبعض مكائد الزملاء، خلافات أخوتي التي لا تنتهي، أحاديث أمي وتذمرها خاصةً لو تمت خطبة إحدى قريباتي التي تصغرني بأعوام، كأنه ذنبي وعليّ تحمله!
صمتًا أيتها الفوضى وثرثرات الأفكار! الآن أنا بداخل مملكتي الصغيرة وآمرك بل أنا السلطانة!
هذا الركن الصغير من حجرتي، مجرد مصباح وحيد يقف يضيء عالمي الذي أحياه كما أريد، كرسي يحتضنني بلطف بين ذراعيه براحةٍ فور جلوسي تنسيني ما سبق من متاعب، مسندًا سامحًا لاستراحة قدمايّ كلما طالت جلستي كأنه خادم مطيع، جهاز مذياع ينثر في نفسي الراحة والاسترخاء كلما نطق بأعذب الألحان، وعدة رفوف تمتلئ بالكتب المختلفة.
لكن بالنسبة لي مملكتي الخاصة، تشرق فيها شمس المعارف، وتزهر حولها أروع الأحداث والحيوات، أطوف بين صفحات كتبها كل يوم من مكانٍ لآخر، وعبر أزمانٍ وعوالم مختلفة، وأناسٍ كثيرين من مختلف الأجناس والأعراق.
تتدفق الأحداث والمغامرات من كتبي، تفيض عليّ وتغمرني بينها بمختلف التجارب والمشاعر، فيومًا أعيش وسط الغابات بين المستذئبين ربما أكون واحدةً منهم، ويومًا آخر أركض عبر الأدغال في مغامراتٍ مع الحيوانات، وليلة أخرى أقابل فارس أحلامي في رحلةٍ نهريةٍ نشاهد شروق الشمس معًا.
بداخل كل صفحة ليست مجرد حكاية تُقرأ، بل حيوات عديدة أعيشها بتفاصيلها، والموسيقى المنبعثة من المذياع تدفعني دفعًا وسط الأحداث، فأكون بطلة أو إحدى شخصيات القصص.
أبيت ليلتي بعدها لا أفكر إلا فيما قرأت، وكأن أحداث يومي ومتاعبه لم تُكتب صفحتها إلا بقلمٍ رصاص وقد مُحيَ كل شئ وعادت الصفحة بيضاء.
Noonazad 💕💗💕
1st of August 2020
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro