Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(4)

بقلم نهال عبد الواحد

عُدتُ إلى البيت ومكثتُ عدة أيامٍ بعده لا أفعل شيئًا إلّا مشاهدة رقم الهاتف دون معرفة ماذا يتوجّب عليّ فعله! حتى جاء يوم الجمعة التّالية وجدتُ نفسي أنتظر متهيّئًا لاستقبال الباقة، أتفقّد هيئتي أمام المرآة بتعجّبٍ؛ فلستُ أنا ذلك الشّاب طويل القامة صاحب الجسد الرّياضي، بل ضئيل ونحيل الجسد كأبي، لستُ شابًّا وسيمًا بل ملامحي مصرية وعادية جدًا، فشعري قصير وليس ناعمًا، بشرتي قمحية مائلة للسّمرة من أثر تعرّضها للشّمس، لستُ متملّقًا أو دائم المزاح، لا أدري مَن تلك الّتي يمكن أن تُعجب بك سيد آدم؟! لكن رغم كلّ شيءٍ أحببتُ هذا الاهتمام المجهول، أو أيًّا كانت نيّة تلك الرّاسلة وغايتها، ي بحقٍّ أدخلت في نفسي السّرور والسّعادة الّتي حُرمتُ منها منذ وفاة أمّي، لكن يتبقّى السّؤال الّذي لا يمكن إغفاله، كيف يكون اسم الرّاسل جارة أمّي وصديقة دربها المتوفّية؟!

مرّ وقتٌ طويل وتأخّر الوقت ولم أجد شيئًا، لم أحصل هذا الأسبوع على باقة البنفسج! ثمّ تبعتها عدة جمعات لم يُرسل شيئًا!

لا أُنكر انشغالي بالأمر وشعورٌ قد غمرني ثمّ افتقدته، لكنّي قررتُ الانشغال باختباراتي أفضل... ومرّت فترة الاختبارات وقرّرتُ الذّهاب إلى محل الزّهور للاستفسار، فلم أجد ردًّا سوى أن تلك المرسِلة لم تطلب إرسال باقاتٍ أخرى أو ترسل المزيد من المال!

وقد وجدتُه تفسيرًا منطقيًّا لكنّي شعرتُ بالافتقاد والحزن لافتقاد تلك الزهرات، خاصةً مع إهمالي لها؛ فكنتُ منشغلًا أكثر بمَن الرّاسل! ليتني استمتعتُ بتلك الباقات ربما كان استمر إرسالها... لكن الحياة هي هي لا تعطي إلّا القليل ولفترةٍ محدودةٍ.

مرّت المزيد من الأسابيع والشّهور وأنا أشرد في ذكرى الزّهرات، ثم تذكّرت رقم الهاتف فسجّلتُه باسم (باقة البنفسج) وحاولت تتبّع صاحبة الرّقم عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، لكن بلا فائدة!

وذات يوم ذهبتُ إلى محل الزّهور وقد أصبحتُ صديقًا لصاحبه، وبينما كنتُ جالسًا معه دخلت فتاة خفيفة السُّمرة في ابتسامتها الهادئة كأنّ وجهها مغمورًا بإضاءةٍ نقية أعطت لها رونقًا مميّزًا، كانت ملامحها مألوفة إلى حدٍّ كبير فلم ألتفتُ عنها، فهمس لي صاحب المحل بنبرةٍ تعجّبتُ منها: هل تعرفها؟

فأومأتُ له نافيًّا وقبل أن أسأله عن سرّ هذه النّبرة الغريبة قاطعنا صوت الفتاة الرّقيق ملقيةً التّحية وهي تعدّل حجابها بحرجٍ واضح، فابتسم الرّجل ونهض واقفًا وأهدر: مرحبًا بك! لقد غبتِ عنّا منذ زمن!

فردّت بهدوءٍ: كنتُ مسافرةً مع أسرتي.

فتابع الرّجل: حمدًا للّه على سلامتك، هل تريدين إرسال نفس باقة البنفسج إلى نفس العنوان؟

فانتفضتُ واقفًا بشكلٍ ملفتٍ، وصحتُ دون مقدّماتٍ: هل أنتِ مَن ترسلين باقة البنفسج كل يوم جمعة؟

التفتت الفتاة نحوي بارتباكٍ فأكملتُ: مَن أنتِ؟ وكيف تنتحلين اسمًا لامرأةٍ متوفّاة؟!

ازداد ارتباكها ولا زلتُ أسدّد نظراتي الحادّة نحوها، فأجابت بصوتٍ مرتعشٍ ينذر بالبكاء: إنّها أمّي.

سكتُّ لفترةٍ من الزّمن ببعض النّدم على حدّة أسلوبي؛ فالأمر لا يستحق بحقٍّ، ثمّ بدأت أسترجع ذكرياتٍ لأعوامٍ طويلة سابقة، رأيتُ طيف طفلةٍ سمراءٍ جالسةًأمامي في بيت أمّي منسدلةً على كتفَيها ضفيرتَين بنّيتَين وبيننا مزهرية أمّي ذات الثّلاث زهرات من البنفسج، وتقول لي ببراءةٍ: عليك عندما تكبر أن تشتري لي باقة من البنفسج مثل هذه.

فأومأتُ أوافقها وأنا أخبرها: أنتِ أيضًا احضري لي باقة من البنفسج كلّما علمتِ أنّي حزينًا...

عدتُ إلى حاضري فسألتُها بهدوءٍ ولا أدري كيف هي ملامحي الآن: ألا زلتِ تذكرين؟

فأومأت برأسها إيجابًا بنفس ابتسامتها البريئة، فتابعتُ متسائلًا: لكن كيف عرفتِ؟

أجابتني: لقد قابل أبي خالتك وكنتُ بصحبته بالصّدفة، فقصّت لنا كلّ شيءٍ وأخبرتنا بعنوانك الحالي وسط حديثها بعدها كنتُ في مكانٍ قريبٍ من عنوانك فجئتُ وتفقّدتُ المكان وعرفتُ العنوان بالتّفصيل.

سكتُّ لفترةٍ أخرى دون أن تتوقّف نبضاتي ثمّ قُلتُ بابتسامةٍ لا أدري سببها: حقًّا إنّ أقوى وعد بأقلِّ الكلمات!

فقالت قبل أن تغادر: لكن حان دورك لتفي بالوعد...

أفقتُ من شرودي على صوت فتح باب الشّقة، حيث فتحت لي طفلتي الباب وصاحت بملء صوتها: أمّي! قد جاء أبي وباقة البنفسج!

وبينما أنحني مقبّلًا طفلتي الّتي تعلّقت بعنقي كعادتها جاءت زوجتي الغالية سلّمت عليّ وأخذت باقة البنفسج وأسرعت تضعها في مزهريتها الخاصة مثلما كانت تفعل أمّي سابقًا، فابتسمتُ وأنا أتبعها بعينَي قائلًا: هي أشياء تُعطى ولا تُطلب!

فأنهت وضع الباقة واقتربت نحوي متعلّقةً بعنقي ثمّ همست بعشقها الّذي اعتدتُه منها: بل أقوى وعد بأقلِّ الكلمات...

تمّت.🌷

Noonazad 💕💖💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro