Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الرّابِع عَشر: حربُ المَشاعِر.

«سيِد إدمُوند، أَنا مُوافِقٌ عَلى طَلب الاِنضِمامِ إِلى مُنظَمتِك، رَجاءً اِعتنِي بِي!»

فَمَا طَرقَ سمعُ الصَّغيرِ هَذا الحَديثُ حَتّى اِنبسَطت أَسارِيرُ الغَبطةِ فِي وَجهه، وَطرِب أَيّما طَرَب، ثُمّ أَقبلَ عَليهِ مَادًا ذِراعَيه مُعانِقًا بِحرَاراة، مُردّدًا عِباراتِ الشُّكر، وَجزيلَ الثَّناء، وَكَما يُشيدُ بِه عَلى أنّه الأَفضلُ فِي العَالم، بَينمَا كَايل اِكتفَى بِالتَّربيتِ عَلى شعرهِ السَّماوِي بِحنُو، مُطلِقًا قَهقهَةً خَافِتةً تنُم عَن سُرورِه الشَّدِيد؛ فَقد أَلفَ قلبهُ لِينُوس، وَهُو بِدورِه ألِفه، رُغمَ أَنّهُ لِقاءٌ لِمُدةِ أُسبُوع، لَكن بِالنِّسبةِ لَهُمَا بَدا أَنّهُمَا يَعرِفانِ بَعضيهِما البَعض لِسنِين مَديدَة.

«آه، أَنا أَشعُر بِالغِيرةِ هُنا بِالمُناسبَة!»

صوتٌ رتِيبٌ طَرقَ سمعَ الصَّبِي، فتَركَ حُضن الحَالكِ مُهروِلًا نَاحِيةَ الزَّائر، وِبصوتٍ تَجرعَ الغَبطة وَالحُبُور بَعد أن مُلئَ رَوعُه مَرارةَ الوحشةِ المُبرِحة هَتف حِينمَا حَاوطَت يَداهُ عُنُق وَالِده: «أبِي! مَتى عُدت؟»

«لَقد عُدتُ تَوًا وَقلبِي تَواقٌ لِلقيَاك، وَلِكن نِياطهُ تَقطَع حَال رُؤيةِ خِيانتِك! فَمن كَان يَظنُ أنّ اِبنِي الوَحيدَ وَالحَبيبَ سيَتجَرأُ عَلى ذَلك!»

قلبَ لِينوس عَينيهِ مُتملمِلًا إِزاءَ تَصرُفاتِ وَالِده الطُّفولِية الَّتي لَا تَتغَير، ثُمّ قبَل خَده لِمُراضاتِه قَائِلا بِمرحٍ طُفوليٍ مُصطنَع: «بَابَا هُو بَابا، وَأخِي كَايل هُو أَخي، وَأنَا أُحبُ كِلاكُما! لَكن ذلكَ لا يعنِي أنَّه سيسرِقُ مَكانَك!»

مَع نِهايةِ كَلامِه اِنقلَبت مَلامِحهُ جِديةً مُشيرًا إِلى قَلبهِ مُضيفا: «أَنتَ تحتَلُ المَكانةَ الأَكبر هُنا، لِذا لَا تَحزن. حَسنا؟»

مِن شِدةِ ظرَافةِ اِبنهِ لَم يَستطِع مَنع نَفسهِ مِن اِحتضانِه وَإِشباعِه لَهمًا وَقُبلات، فِيمَا تَتعالَى ضَحكاتُ الصَّغير مُضفِيةً للجُو دِفئًا غَمر القُلوب حَتّى كَايل وَإِدمُوند لَم يَكُونا اِستثنَاءً مِن هَذا حَيثُ فُغرَ فَاههُما بِاِبتسامَةٍ حَانِية.

«أَعتذِر عَلى صُنعِ هَذا المَشهدِ مُنذ أَولِ لِقاءٍ لنَا، أَنا دِيفِيد رُوتشِيلد؛ نَائِب الزّعِيم، سُرِرتُ بِلقائِك.»

مَد دِيفِيد يَدهُ لِمُصافحَةِ كَايل مُعرِفًا عَن نَفسِه عَقبمَا كَف عَن مُدَاعبةِ لِينُوس المُستقِر للآنَ فِي حُضنِه أَبيًا تَركَه مِن لَهفةِ الشَّوقِ الّتي مَا اِنفكَت تَجتاحُه، فِيما بَادلهُ الحَالكُ اِبتِسامَتهُ اللطِيفة مَادًا يَده لِقبُول مُصافحتِه حِين قَال: «كَايل سمِيث؛ عُضوٌ جَديدٌ اِنضمَ تَوًا لِلمُنظَمة، مِن الرَّائِع مُقابلَتُك بَعدَ وَابلِ المَديحِ الّذي أَغدَقكَ بِه لِينُوس.»

فَرت ضِحكةٌ خَفيفةٌ مِن شفتَي دِيفِيد الَّذي رَبت عَلى شَعرِ اِبنِه المُبتسِم بِبرَاءَة، وَهُنا تَدخَل إِدمُوند مُقاطِعًا هَذا الجو المُتناغِم المُسالِم بِقوله: «يُمكنُكم تَأجيل لَم الشَّمل وَحفلةِ التَّعارُف إِلى حِينٍ أخَر؛ فَهُناكَ مَا هُو أَهمُ الآن. لِينُوس اِذهَب لِلعبِ خارِجًا رَيثمَا أُتم حَديثي مَع وَالِدكَ وَكايل.»

غَمامةٌ مِن الإِحباطِ وَالكَآبةِ أَحاطَت الصَّبي وَهُو يَهزُ رَأسهُ بِالمُوافقة، غَادرَ الغُرفةَ جَارًا مَعه ذُيولَ الخَيبة؛ فَفُؤادُه مِن وَالِده لَم يَشبَع، وَما يَزيدُه بُؤسًا اِحتمَاليةُ ذَهابِه فِي مُهمَةٍ أُخرَى وَبالتَّالي لَن يَجدَ وَقتًا لَه، فَذرفت عَيناهُ فِي هَذه اللَحظةِ وَالحِين الدَّمع السّخِين مُحاكَاةً لِبؤسِ حَاله. فِي كَثيرٍ مِن الأَحيانِ لَم يَكن يُبالِي وَتصرفَ كَالطّفلِ المُطِيع، أَما الآن فَما مِن قُدرةٍ لهُ عَلى تَحملِ فُراقِه عَنه؛ فَقلبُه يَنقبضُ أَلمًا كُلّما فَكّر فِيه وَلم يَجدهُ أَمامه. لَا بَأس بِمنادَاتِه بِالأنَانِي أَو الاِبن العَاق مَا دَام ذَلكَ سيجعَل وَالِده بِقُربِه عَلى الدَّوام.

عَلى حِين غَفلةٍ مِنه تَم اِحتضانهُ بِعمقٍ دُون أَن تَسنحَ لهُ الفُرصةُ لِمعرِفةِ الفاعِل، لَكن عَبقَ عِطرِه مميزٌ وَلا يُمكِن لِلينُوس أَن يُخطِئه، فَتهافتَت عَبراتَه فِي اِنبجاسِ المَآقِي، وَتساقَطت عَلى وَجنتيهِ كَسيلِ الوِديان.

اِرتبكَ دِيفِيد مِن بُكائِه الحَاد، فَطَبطَب عَلى ظَهرهِ بِلطفٍ مُتسائِلًا عَن سبَب بُكائِه، لَكن لَا رد، فَاِحتارَ مَا العمَلُ مَعه، وَأوجَس أَن يَكُون قَد حَل بِه أَذى، فَاِرتاعَ وَهلعَ يتفَقدُ حَاله.

«أَعتقِد أَنّه يبكِي شوقًا لك، وَمخَافَة رَحيلكَ مُجدَدًا دُون أَن يقدِر عَلى قَضاءِ وَقتٍ كَافٍ مَعك.»

اِلتَفت دِيفيد إِلى كَايل المُتكِئ عَلى الحَائِط يُراقِب لِينُوس بِملامِح هَادِئة، ثُمّ أَعادَ أَنظارهُ إِلى صَغيرِه البَاكِي يسأَلهُ عَن صِحةِ الكَلام، فَهَز رَأسه بِأن نَعم. فَاِختلَجت عَينَا الأَكبرِ صَدمةً وَهُو يَصِيح بِاِستنكار: «لِم لَم تَقُل شيئًا مُسبَقا؟»

طَأطَأ الصَّغِير رَأسه مُتمتِمًا بِخفُوت: «لَا أُريدُ إِزعَاجك.»

ذَبُلت مَلامِح الأَب وَاَستكَن الحُزن فِيها، شَدّ عَلى قَبضتهِ يلُوم نَفسه عَلى إِهمَال اِبنه وَإِغفالِه عَلى مَشاعِره، وَكم هُو وَحيدٌ مِن دُونه، اِبتسمَ بِشكلٍ يُرثَى لَه يُكفكِف دُموعَ اِبنهِ مُستطرِدا: «لِينُوس، يُمكنكَ طَلب رُوحِي وَسأفديكَ بِها دُون تَفكِّير، كَما أَنّي بِالفِعل رَفضتُ مَا أُوكِل إِلي تَوًا رَغبةً مِني فِي قَضاءِ وَقتٍ مَعك أَنتَ لَا غَير.»

حِين سَمع نُطقَ هَذا الكَلام تَهللت أسارِير وَجهه بِشرا، اِمتَلأ قَلبُه جَذلا، وَطارَ فُؤادُه فَرحا، ثُمّ اِرتمَى فِي حُضنِ وَالِده يَذرِف دُمُوعَ السّعادَة، بَينمَا كَايل يُراقِبهما مِن بَعيدٍ بِنظراتٍ غَير مَقرُوءة.

<----«« »»---->

«أَيها الاِبن العَاق الأنْوك! أَين كُنتَ وَما حَسِبتَ نَفسكَ فَاعِلا؟!»

صِياحٌ يصمُّ الآذانَ هُو مَا تَوقعَ أنّه بِاِنتظَارِه حَال رُجوعِه إِلى المَنزل، وَقد صح ظَنّه، حَملقَ للحظةٍ فِي وَجه وَالدِه الغَاضب، هَذه التّعابِير المُتزمِّتة، وَالحَازمة كَان شَديدَ الاِعتِيادِ عَليها، وَللحظةٍ شعَر كَايل بِرغبةٍ جَامِحة فِي تَجاهُل فِعلتِه وَالتّمسكِ بِموقفهِ المُحق؛ فمِن نَاحيةٍ مَا هُو ليس مُجبرًا عَلى إِخبارِ وَالدِه مَتى يَذهب وَإلى أين؛ لم يَعُد مُراهِقًا طَائِشا؛ هُو شابٌ في العشرينَ بالفِعل.

وَلوهلة، خُيّل إِليه أنّ أباه اِختفى مِن نَاظِره، وَالأصحُ أنّه اِقتربَ مِنه بِخُطواتٍ سريعَةٍ ذَرعَت الأَرض فَما كَاد يُلاحِظه جَرّاء شُرود فِكرِه، مَا إن وقفَ وَالدهُ قُبالتهُ حتّى تَراجَع إِلى الوَراء بِشكلٍ لَا إِرادِيّ، لَم يكُن مُتأكِدًا مِن سببِ اِرتفاعِ ذرَاعَيه قَليلًا نَحوه؛ أَكان لِعناقهِ أم ضَربِه؟ وَلم يَخف عَليه اِنخفاضِهما وشدّه عَلى قَبضتيه، وَكذا الجَو المُبلسِ الثّقيل الّذي لَف الغُرفة.

شَرعَ يتسلّل إلى الشّاب وَهو يُبصرُ مُقلتَي وَالدِه المُتلألِئة، َنظرتهِ المُحملةِ مِقدارًا مِن القَلق الصّامِت، وَالحُزنِ المُتجلّي الّذي طَغى عَلى مَلامِح الغَضب، شُعورٌ بِالذّنب، وَكذا شيءٌ مِن اِنعدامِ الرّاحةِ والاِستغرابِ مِن سُكوتِ والدِه.

«أنتَ لم تغِب كلّ هَذا الوقتِ مِن قبل.» نَطقَ الرّجُل في نبرةٍ خفِيضَة، كأنّه يُحاولُ إيصَال رسالَةٍ ما، وَقد أدركَها كَايل جَيدا، لكنّهُ غَض الطّرفَ عن جُزئهَا، وَلم يَرغب بِاِبتلاعِه، وإنّما اِكتفى بِإشاحَةِ بصرِه وَإعطاءِ إجابَةٍ تافِهةٍ في ارتباكٍ مزيّفٍ يدرِي أنه ليسَ بمُصدّقِها: «تَسببتُ بِالمَشاكِل هُنا وَهناكَ كعَادتِي، مَا اِضطرنِي إلى حَلها.»

وَقد قالَ مَا قال لسبَبين، أَولهُما اِجتنابُ ذكر طَرف خَيطٍ قَد يُورّط أحدًا مَع مُنظمةِ البَرسيمِ الأَحمر، وَالثّاني، سَخطهُ واِنزعاجهُ من مَسلكِ أبيه، يمكنُ اِعتبارُه نَوعًا مِن التّمردِ الهَادِئ نَاحيةَ الرّجل الّذي مَا ينفكُ يُنزلُ مِن قَدرِه، وَنوعًا مِن المُعارضةِ الرّافضةِ للعبِ والدِه بِمشاعِره بِمجردِ إِظهار شيءٍ مِن القَلق.

«أحقًا؟» سألَ الرّجل، اِستفسارًا لا يعدُو كونَه طلبًا من كَايل قولَ الحقِيقة، ما رَفضهُ الآخر بِوجهٍ جَامد، تَمامًا كَالّذي قدمُه أبُوه لهُ طوال تِلك السّنِين: «أجل، ولا شيء آخر.»

حَملقَ بِه المَاركِيز بِشيءٍ مِن الخيبة، وَالغَضب، ثُمّ أدَار ظَهرهُ مُتوجهًا نَحو النّافِذة الكَبيرةِ خَلفه كَمن لَا يرغبُ بِرؤيةِ وجه هذا الاِبن الأهوَج، أو كَمن لا يدرِي مَا يفعَل.

«يُمكنكَ الذّهاب.» كَلمتانٍ فقط، لَكن صوتهُ العميقَ الجَاف رنّ فِي أُذني كَايل، مَا زادَ اِمتعَاضه؛ أَما كَان أهونَ عليهِ لو أَهانهُ مِن البدَايةِ أو صرخَ في وَجهه، بَدل إِعطائهِ ظهرهُ كَأنّه مُصرٌ على لَومِه؟

أَهكذَا يتصرفُ الآباءُ دائما؟ حتّى حينَ لا يَقصدونَ يتربَضُ ألمٌ هائلٌ على فُؤاد الأبناء، الذّنب، الغَضب، وَالحِيرة.

لم يُقل كَايل شيئًا، أَخفضَ أجفانهُ بِبطءٍ وَأسى، وأسرَع خُطواتهُ مغادِرا، فَتوقَف عندَ البَاب مُلتَفتًا نحو أبيه الّذِي لم يتزعزَع من موقِفه؛ آملًا أنّه قد يلِين له.

«ماذَا عَنك، أهناكَ شيءٌ آخر تَرغبُ بقولِه؟»

الأمَل، والشّوق، وَالكمدُ المُستمِرّ، كَان ذلكَ ما أعرَبت عنهُ قسمَاتُ كَايل، وَالّتي أضافت الاِستِهزاءَ شكلًا لِعدمِ ردّ والِده بِحرف، محدّثًا نفسه: ما الّذِي توقّعتُه من الأَساس؟

ثُمّ أعقب بصوتٍ مَسموعٍ قبلَ أن يغلِق البَابَ وراءَه مُغادِرا: «أستميحك عذرًا، سيادة الماركيز.»

يُتبَع...

<----«« »»---->

لَا حَول وَلا قُوةَ إِلا بِالله.
اللهُم صلِ وَسلَم وَبارِك عَلى سَيدنَا مُحمد.

1101 كلمة.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro