Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

عناق شفاف


كنت سعيدا حقا برؤيتي لطيف الموت يقتنص بكامل عائلتي، سعادتي كانت نابعة عن شعوري بالانعتاق من قبضتهم الغاشمة، رحيلهم جعلني مستعدا لاستكمال معمعة الحياة التي لم أرغب في خوضها يوما، الظاهر أنني كنت محدود التفكير لظني بأن الحياة كانت لتسمح لي باستخدام الجناحين الذان شوهتهم عائلتي للتحليق في سماء الحرية.
و في لحظة غضب عمياء حللتُ كعاصفة هوجاء على المنزل محدثا فيه خرابا جعل من انفاسي تلتف حول نفسها في حضن لتهديئي، نقلت بصري في الغرفة بضياع إلى أن استقر على شضايا المرآة التي كانت كتلة واحدة يوما، نحن نتشابه، أنا أيضا مهشم الروح و كلانا غير قابل للإصلاح، الفرق الوحيد أنها حطِّمت ماديا بينما كانت نفسي الداخلية أول من تهشمت.
راقبتُ تلك الشعلة المتقدة بأيسري في شيء من الحقد و الحسرة، لن أكذب و أقول انني لم ارغب في الموت، لكنني و لأول مرة رغبتُ في الحياة بشدة، كأن موت عائلتي خلق بداخلي أملا سرعان ما افتكه الواقع غصبا.
فكرت للحظة، أنا خلِقت بنعمة و نقمة منحتني القدرة على رؤية أطياف الموت حول البشر و خُيِّرتُ بين طردها أو مراقبتها بصمت.
لم اقدم يد العون يوما، بل لم أظن أن البشر يستحقون أن اساعدهم،الجميع في نظري كانو كوالداي.
و لعل ذلك كان السبب الذي جعلني أُصفع بكفة الواقع و ادنو إلى الموت صوبا دون أن أجد من يساعدني.
عقلي صور لي العديد من السيناريوهات فارقت فيها روحي جسدي، حادثة الأمس تجسدت بذهني و شعرت بمغص بمعدتي، الآن و بالتفكير في الأمر، الشعلة لم تظهر إلا بعد أن توفي ذلك الفتى. بعد أن رفضت مساعدته، بعد أن رأيتُ حالة شقيقته و راودني الإحساس بالذنب الذي ظننت أنه مات بداخلي منذ زمن.
كورت قبضتي بحسرة، أيعقل؟ أيعقل أن الشعلة ما كانت لتظهر لو تجردت من أنانيتي و قمت بإنقاذ حياة الفتى؟ أفكاري اندفعت بفوضوية مما جعلني أقف بيأس محاولا اسكاتها، احتجت لبعض الهواء البارد لاستعادة رشدي لذلك أنا اتجهتُ نحو النافذة اقوم بفتحها لتلفحني النسمات الباردة.
نقلتُ بصري بالطريق الذي كان من المفترض أن يكون فارغا، لكنه لم يكن.
قطبت حاجباي و أنا أراقب ذلك الاقبال الكبير على احد المنازل بنهاية الشارع، ملابسهم السوداء، تعابيرهم الميتة و الورود بأياديهم جعلتني احزر أنهم هنا للتعزية، فضول اجتاحني لمعرفة المتوفى، لذا أنا قمت بالإسراع نحو الخارج متجاهلا اشلاء المرايا و الاثاث الملقى في كل مكان.
بمجرد اقترابي لاحظت أن الزقاق كان مكتضا حقا، إن كنت أنا المتوفى.. هل كان الناس ليتهافتو لتعزية أهلي أيضا؟ لكن أنا لا أهل لي. و أنا حتما لستُ محبوبا بذلك القدر ليحضر هذا الكم من الناس.
اقتربت من الباب الحديدي و تسللت إلى سمعي أصوات النحيب بينما استشعرت ذلك الجو الكئيب المنبعث من المنزل.
من دون وعي مني وجدتني اساير رجلان بالأربعينيات نحو الداخل، أنا أيضا اردت أن أرى ما يوجد هناك، على الأرجح عائلة جالسة على الأرض تستكمل مراسم انتحابها، لا شك أن المتوفي كان ذا عمر مديد ليحصل على هذا الكم من العلاقات و الصداقات.
اكتشفت أن تحليلاتي كانت واهية بمجرد أن خطوت بممر المنزل و توالت إلى سمعي العديد من الهمسات، الأخيرة حركت شيئا ما بداخلي.
«سمعتُ أن والداه توفيا في حادث منذ سنوات، لقد كان الوحيد المتبقي لشقيقته.»
ألم اتقد بمعدتي إثر سماعي لكلماتهم، تقدمت ببطئ و توقفت أمام باب خشبي مهترئ، دفعته بتردد و وسعت عيناي لعدد الناس المنتشرين بالغرفة، اليأس و الحزن لم يكتفيا بالتجلي عبر ملامحهم بل انتشرو بالجو خالقين غمامة خانقة.
تغلغلت بالداخل متخطيا الاجساد المرمية عند الحائط، قشعريرة انتشرت عبر جسدي بمجرد أن وقع بصري على تلك الصورة التي توسطت المكان، لقد كان هو؛ الصبي من البارحة و طوق من الزهور ملتف حوله.
ابتلعت ريقي أتقدم بخطوات مترددة و وسعت عيناي عندما وقع نظري على وجهها المألوف، شقيقته.
كانت جالسة على ركبتيها بينما تضم قبضتيها، يبدو أنها استشعرت وجودي لتلتف نحوي و اقسم أن قلبي الذي تلتهمه النيران الآن قد اندثر إلى أشلاء عديدة بمجرد رؤية الدموع متجمعة بعيناها غير قادرة على الهطول.
وجهها كان شاحبا، شفتيها جافة و خصلاتها في فوضى، لكن هناك شيء ما، شيء جعلني اتراجع خطوتين للوراء بعينان جاحظة.
«الشعلة..» همستُ لنفسي و أنا احدق بذلك اللهيب المتقد بأيسر صدرها، هي.. تموت، مثلي.
نظرت نحوي مطولا كأنها تستفسر عن هويتي و سبب هذا التصرف الغريب، ابتلعت ريقي و نظفت حلقي عندما ادركت غرابة موقفي.
«أنا، صديق.. سونغتشان، من الثانوية.» قرأت الاسم المكتوب على الشريط الابيض المعلق برسغها بتعلثم.
رمقتني بجمود، تجاهلتني لتجلس من جديد ثم اشارت لي بيدها أن اجلس و لبيت النداء لأحاذيها.
«كانت سنة تخرجه.»
استشعرت الغصة في صوتها، كانت تكافح من أجل عدم البكاء، التزمتُ الصمت.
«أصر على البحث عن عمل بمجرد تخرجه، لكنني رفضت، أردته أن يترك الوطن، أن يحقق حلمه»
نظرتُ نحو ركبتاي بضياع، يمكنكم القول أنني اشعر بالذنب ينهش عضامي.
«لقد أحبه الجميع، مالك المكتبة، أصدقائه، اساتذته و حتى بائع الأحذية على الرصيف،الجميع أحب سونغتشان، حتى الموت.»
شهقت نهاية كلامها و أغمضت عيناي أشعر بقلبي ينكمش حول نفسه، لو ساعدته..
الشعلة بقلبها لم تكن بذلك الكبر، لكنها على الارجح ستصبح كذلك بالغد و الذي يليه، هل ستموت حزنا على شقيقها؟
«لقد رأيتك بالمكتبة»وجهتُ بصري نحوها.
«بدوت مصدوما أنت أيضا، كأنك تحتضر.»
مازلت كذلك.
«انا سأذهب.»
قلتُ استقيم بسرعة و عيناها راقبتني بتعب.
«زرني قريبا، سيكون من اللطيف التحدث مع أحد اصدقائه، لا تقلق لن نتحدث عنه.»
تحدثت و اعادت بصرها نحو الصورة مجددا كأنها تناجيها، أومئتُ ثم و ببساطة خرجت من المنزل بقلب منقبض.
«تبا.» هسهست احكم قبضتي على خصلات شعري، تبا لي، و لأنانيتي التي لم تتسبب في احتضاري فقط بل في فقدان احدهم للسند الوحيد الذي يعتمد عليه في حياته.
تنهدت امنع عدة دموع من الهطول، نظرت حولي ثم أخذت خطواتي عائدا نحو المنزل.
تهاوت الأيام بعدها على صفحة الموت تخط فيها وصايانا، مر اسبوع لم افارق فيه البيت، خطواتي كانت معدودة، من السرير إلى النافذة و العكس.
كنت أراقب كل صباح منزلها عبر الزجاج، لقد قل اقبال المعزين عليه تدريجيا إلى أن انعدم، في هذا الأسبوع هي لم تفارق عتبة البيت و لم أرى وجهها، لا أعلم مدى سوء الشعلة في قلبها لكن أشعر أن خاصتي كانت كبيرة حقا.
فكرتُ في الدعوة التي قدمتها لي منذ أيام و وجدتني أرتدي أول قميص وقع عليه نظري قبل أن اسرع نحو الباب، لم أتكبد عناء النظر في المرآة إذ أنني كسرت جميعها بالفعل، لم أرغب في رؤية ذلك اللهيب.
توقفتُ أمام المنزل لأطرق الباب بتردد، الآن و قد توقف الناس عن القدوم، استطيع الإلتقاء بها دون أن يعترضو سبيلي.
بضع دقائق مرت يليها صوت انفتاح القفل، ابتلعتُ ريقي و أنا أراقب وجهها الشاحب يظهر من الخلف بينما عيناها الذابلة تفحصتني للحظات قبل أن تتراجع سامحة لي بالدخول.
تنهدت أغلق الباب خلفي أتبعها ببطئ، هي اقتادتني نحو غرفة ما غير التي تحدثنا فيها المرة السابقة و سرعان ما استنتجت أنها تعود لشقيقها.
صمت مريب حل بالأرجاء، الموسوعات العديدة اخبرتني ان شقيقها كان حتما مجتهدا ذكيا على عكسي، لكن أيضا ذلك الغيتار المعلق بالحائط و البيانو الإلكتروني الصغير المتموضع بزاوية الغرفة اخبراني أن هناك جانبا آخر للفتى الذي رأيته بالمكتبة.
أنا أيضا احببت الموسيقي، لكنني لم اكن ذكيا كفاية للمواصلة فيها.
«لما أنت هادئ.»
كلماتها انتشلتني من زوبعة افكاري و جعلتني احط ببصري عليها، أنا لا اباشر الكلام في العادة، لا أتكلم اساسا.

«أنت هادئ مثل سونغتشان و اكره هذا، في الهادئين أشياء لا تهدئ.»

رمشتُ عدة مرات لكلماتها و حككت مؤخرة رأسي، هي على حق.

«كان سونغتشان موسيقيا بارعا..» لم تخفي الحسرة و الندم في صوتها بينما راحت تراقب الغيتارة المعلقة.
«اراد ان يشكل فرقة، أن يترك كوريا و يواصل مسيرته الموسيقية بالخارج، أن يصبح فنانا ناجحا.»

هذه المرة شعرت بالغصة تتشكل في حلقها و كتمت خاصتي أيضا.
«كان ذلك قبل أن يرحل والدانا، عندها هو قرر التضحية بأحلامه فقط من أجلي،هو الوحيد الذي تبقا لي.»
عيناها الذابلة جعلت طيفا من الحزن يجتاحني، استمرت بعدها في الحديث عنه لمدة طويلة، عن ذكرياتها معه بكل شغف و حسنا أنا أردت عناقها بشدة، اردت مواساتها لأنني أعلم أن هذه الكلمات ليست سوى طريقتها في التألم.
و كأنها أرادت أن تخلد كل تلك اللحظات الثمينة في كيان ما و أن تحرص على عدم اندثارها و ضياعها في الفراغ بعد رحيله، يبدو أنها اختارت الشخص الخاطئ فكلانا بالنهاية سيرحل.
ادركت أن ساعات مرت على جلوسنا هنا عندما غرقت الغرفة تدريجيا في الظلام، الشعلة ازدادت توهجا لتنير المكان و تعابير وجهها معه، ادركت أن الوقت يضيع منا، يمكنني رؤية طيف الموت بين مقلتيها و عزمها الشديد على الرحيل، الشعلة الكبيرة اعلمتني أنها محض ساعات، أو ربما دقائق.
«يبدو انني انجرفت في الحديث عن شقيقي، اعتذر إن ازعجك حديثي عن الأموات.»هززتُ رأسي بالنفي.
«لقد تأخر الوقت، اسفة.»
اعتذرت مجددا لتقف بهدوء و تتجه نحو باب الغرفة لأتبعها بصمت.
«شكرا على الاستماع لي.» هي فتحت باب المنزل و مجددا لم اعثر على أي اجابة مناسبة، مالذي يفترض بي قوله لشخص سيلقى حتفه؟شخص عازم على انهاء حياته.
«أراكِ لاحقا.» قلت آخذ خطواتي المرتجفة خارجا و تسلل إلى سمعي 'وداعا' خافتة، صحيح أنا لن أراها لاحقا.
صباحا، و طوال الأسابيع المنصرمة أنا كنت أفكر في طريقة لإخماد تلك الشعلة، لإنقاذها و انقاذ نفسي و كنت عازما على ذلك.
لكن الآن، و بالتفكير في الأمر و مواجهته، أنا لا استطيع فعلها لأنني لا املك الحق في ذلك أساسا، أنا لا أملك الحق في ارغام شخص سئم الحياة على مواصلتها، خصوصا انني كنت سبب رغبته في الرحيل أساسا.
خطوات العودة كانت ثقيلة، لم أعاين حال الشعلة في قلبي منذ مدة لكنني اشعر بها، اشعر بتضخمها و احتراقها و اجزم أن قلبي سيصبح رمادا في أي لحظة.
طوال السنوات التي عشتها شهدت على عدد لا يحصى من البشر الذين اختلفت طريقة موتهم، و هذا جعلني اتسائل عن كيفية رحيلي، هل سيكون حادثا أم مرضا عضالا، هل سأُقتل على يد البشر أم انني.. سأقتل على يد نفسي، مثلها.
بالتفكير في الأمر أوليست افضل طريقة للرحيل هي قصف عمرك بيداك؟ بالنهاية أنا لم اظنني سأصل لهذه المرحلة يوما، لطالما كنتُ أحيا على فكرة انني مستعد لإنهاء حياتي ان أردت ذلك و حسنا هذه ليست فكرة سيئة بعد الآن.
بدون وعي مني خطواتي اتخذت منعرجا آخر، لأول مرة في حياتي شعرت بالإمتنان كون منزلي يقع قرب نهر الهان، لا أدري ان كانت صدفة لكنني اعلم أن ذلك كان مقدر الحدوث لامحالة، و ربما هذه كانت اشارتي.
و قبل لحظات من موتي أنا رأيت ذاتي القديمة ضاحكة ساخرة،خائفة و جريئة، رأيت جسدي ازرقا بشرتي جدباء و رطبة و روحي مشوهة، رأيت أعمق أسراري التي لم أدرك وجودها حتى الآن لكنني لازلت جاهلا و مجهولا في الآن ذاته، لقد كنت تائها لكن غير نادم عن القرار الذي اتخذته للتو، القرار الذي جعلني اهوي نحو الفراغ بابتسامة و دمعة.


1678 كلمة.

معندي أي ملاحظات فخذو راحتكم لكتابة أي شيء🥲
و عيد مبارك 💙

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro