النهاية
Yağız & Hazan
لازلت أتذكر ذلك اليوم و كأنه البارحة، اليوم الذي كنت حقا ساخسر به كل شيء، حياتي، حبيبتي و أطفالي.
أعلم بأنها غفرت لي و لكنني لا أزال أتذكر خيبت أملها بي و كأنني كسرت شيءا بداخلها.
نظر خلفه لترتسم ابتسامة على شفتيه و هو يشاهد أطفاله اللذان بدأ يتعلمان المشي.
رفع وجهه لحبيبته التي تجلس مقابل التوأمين و هي تفتح يدها لهم بحب و حنان و هما يتحركون لها بلهفة و سعادة.
فلاش باك
تفاجئت فرح بهازان و بلعت ريقها من نظرات ياغيز لها لتبدأ التحدث بتوتر
" من انت؟"
ضحكت هازان بسخرية و هي تقترب منها
" سأذكرك من أنا عزيزتي، لا تقلقي"
ختمت كلامها بالانقضاض على فرح كاسد انقض على فريسته. كان كل من ياغيز و فرات بحالة صدمة كلية مما يرونه.
فرح مستلقية على الأرض و هازان فوقها تضربها بكل قوتها ليسرع الاثنان لتفرقتهم.
أمسك فرات هازان بينما ياغيز حاول إيقاف فرح التي كان وجهها و شعرها بحالة يرثى لها لتتعلق به و هي تبكي بينما هازان جن جنونها مما تراه
" أتركني فرات سامزقها اربا "
نظرت لفرح تعانق ياغيز
" هل انت بخير؟"
قال ياغيز لتصرخ هازان بغضب و هي تشير له
" حقا ياغيز، حقا بعد كل شيء تعانقها"
سقطت دمعتها بينما عقد ياغيز حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بقلق لا يعرف للان من يصدق لتكمل بغصة
" كنت اواسي نفسي بأنك ميت و لكنك حي و لا تريدني هذا فوق تحملي، انت لم تصدقني و تعانقها أيضا تعانق الشخص الذي كان السبب بكل ما حصل معنا"
" هازان اهدئي هي لم تفعل شيء.."
قاطعته و هي تضحك من بين دموعها لتجيبه
" ساسالك سؤالا واحدا ياغيز، فأنا تعبت و لست أهلا لتحمل المزيد، انا لدي مسؤوليات من بعدك لا استطيع المحاربة من أجل شخص لا يريدني"
فتح عينيه بقوة و هو ينظر لها ليحاول الاقتراب لكن فرح ظلت متشبتة به لتقول هازان بغصة
" أنا أم هي"
نظر لها بعدم فهم و هو يقول
" هازان انت لا تفهمين.."
" انا و أطفالك أم هي"
أعادت جملتها بإصرار ليتنهد و هو يجيب
" انت حقا لا تفهمين، انا ساعدتها لأنها.. هي.. يعني.."
ضيقت عيناها و هي تسأله بخوف مما سيقول
" هي ماذا؟"
" إنها حامل و.."
قاطعته بشهقة و هي تعود خطوة للخلف ليمسكها فرات المصدوم بجانبها. تحرك ياغيز نحوهم لتنفي برأسها عدة مرات قبل أن تجيبه
" يبدو أنك اخترت طرفك يا ياغيز، انت كونت عائلة أخرى من بعدنا لا داعي لشرح اي شيء "
ختمت كلامها بالخروج من الغرفة بينما ظلت ياغيز متصنم و لكن سرعان ما فهم ما فهمت من كلامه ليلعن بقوة.
حاول الخروج ليمسك فرات يده و هو يدفعه ليصرخ بوجهه
" لن تلحق بها، انت وغد لعين لقد ظننتك اخي و وثقت بك. لقد ظلت محتفظة بذكراك طوال هاته المدة و انت كنت مع تلك العاهرة "
أشار بغضب لفرح الموجودة بالخلف لينفي ياغيز برأسه مما جعل فرات يغضب أكثر
" حتى لو كنت لا تتذكر لم يكن لك الحق بجرحها هكذا، و لكن اتعرف شيءا الآن انت قطعت جميع الروابط و سيكون من حقها أن تمضي قدما بحياتها فوغد مثلك لا يستحقها "
" اللعنة لقد فهمتم الأمر بشكل خاطئ "
دفعه و خرج من الغرفة خلف هازان التي كانت ترتجف و هي تمشي بالطريق بدون وعي و دموعها تأبى التوقف عن النزول
لعن نفسه و هو يسرع خلفها و يناديها و لكنها كانت خارج نطاق هذا العالم. كل ما يتردد باذنها كانت كلمة حامل، كيف نساها، كيف كان يعيش بينما كانت ميتة.
سمعت صوت بوق سيارة لتنصدم من نفسها وسط الطريق لتغلق عيناها مستسلمة لتلك السيارة المسرعة و لكن يدا خطفتها من الطريق إلى الوراء ليعانقها و يتنهد بقوة
رؤيتها بتلك الحالة كسرت قلبه، حتى لو لم يتذكرها إلى الآن و لكنه يعرف بأنها تعني له شيء، لا هي تعني كل شيء.
دفعت يديه بعيدا عنها دون أن تنظر له لتحاول التحرك من جانبه و لكنه امسكها من جديد ليتحدث بسرعة
" هازان انت لا تفهمين ما قصدته، انا قلت حامل و لكن.."
دفعت يديه بعيدا عنها و هي تنظر له باشمئزاز
" لا داع لكي تشرح اي شيء بعد الان، لقد توضح الأمر جيدا انت بنيت حياة أخرى بدوني و هذا ما سافعله منذ اللحظة"
" ما اللعنة التي تقصدينها؟"
صرخ بجنون و غيرة لم يستطع أن يخفيها لتجيبه بتحد
" انت فهمت قصدي جيدا، انت كونت حياة لنفسك و انا سأسعى لبناء خاصتي. انا لا أزال شابةو جميلة و هناك العديد من الرجال الذين سيرغبون بي.."
قطع كلامها بالصاق شفته بخاصتها و هو يقبلها بكل جنون و غضب فكلامها قد اخرج جنونه.
ضربته على صدره تحاول ابعاده عنها و لكنه لم يتحرك لتستسلم له.
كرهت نفسها لضعفها و اشتياقها لخائن مثله لتنزل دمعتها. قطع القبلة و هو يلصق جبينه بخاصتها و أصابعه تمسح دمعتها ليهمس لها بهدوء
" الطفل ليس لي"
" كيف؟ و لكن انت؟"
تعجبت من كلامه لينفي برأسه بهدوء و هو ينظر لها
" أقسم لك، انا لم المسها أبدا. بالرغم من أنني لا أتذكر شيءا و لكن قلبي لم يستطع أن يرضى لها، لم أستطع حتى السماح لها بتقبيلي "
" و لكن كيف؟ هي حامل؟"
" لقد كان بسببي، لقد أتت إلي قبل أربعة أشهر تريد أن تجعل علاقتنا أكثر من مجرد غرباء فنهرتها مما جعلها تغضب و تتوجه إلى حانة ما و هناك قد قضت ليلتها مع شخص ما المشكلة بأنها لا تذكر حتى من كان الشخص لأنها كانت بحالة سكر قوية"
شهقت هازان و هي تضع يدها على فمها بصدمة، فلا أحد يستحق ذلك.
" كانت محطمة و تبكي بخوف و اخبرتني بما حصل،و بعدها اكتشفت إنها حامل و المشكلة أنه إذا قامت بعملية الإجهاض فلن تتمكن من أن تحمل من جديد. قررت أن اساعدها لأنني كنت اعتبرها صديقة فقط أقسم لك، و الشعور بالذنب تملكني فلو تحدثت معها بهدوء عوضا عن الصراخ بوجهها لما خرجت ليلتها و لنا حصل ما حصل معها "
أومأت هازان برأسها عدة مرات و هي تشعر بالاسف اتجاه فرح، فهي حامل من شخص لا تعرف من يكون و بذلك طفلها سيبقى دائما مجهول الأب و هذا من اقبح الأشياء التي يمكن لأحد أن يتعرض لها. يبدو بأنها تعيش عقاب ما قامت به بحق ياغيز و بحقها
ابعدته هازان و هي تمسح دموعها من عينيها بطريقة طفولية ليبتسم على شكلها
" إذا انت لن تتخلى عنا؟"
نفى برأسه بهدوء و هو ينظر لها ليقول بثقة
" انا أراك باحلامي و اسمع صوتك حتى قبل رؤيتك، هل تظنين بأنني قادر على تركك تذهبين بعد أن عثرت عليك؟"
ابتسمت و هي تعانقه بقوة و تقول
" و انا لن أتخلى عنك ياغيز، ليس بعد الآن "
أريد رؤيتهم"
همس لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده
" رؤية من؟"
" أطفالي، أطفالنا "
قلب عينيه و هو يجيبها لتشهق متذكرة بأنه لم يراهم أبدا لتومئ و يتوجهوا إلى الفندق الذي به الأطفال.
دخلت لتجد سيلين خطيبة فرات مع الأطفال لتبتسم لها قبل أن تقدمهم
" سيلين هذا ياغيز ايجيمان زوجي، ياغيز هذه سيلين خطيبة فرات و صديقتي أيضا "
مد يده لها لترمش بعينها فهي تعرف بأنه ميت لتقول بصدمة
" بسم.. الله.. الرحمان ..الرحيم "
ضحكت هازان و ياغيز لأن رد فعل سيلين كان كرد فرات بالضبط
" الآن أعرف لماذا اختارك فرات"
قال ياغيز بسخرية لتومئ هازان برأسها ليسمع صوت طفل مما جعل عينيه تتحرك بلهفة إلى الأطفال فوق السرير.
أمسكت هازان يده و هي توجهه إلى داخل الغرفة ليجد توأم صغير على الفراش مما جعل الدموع تتجمع بعينه.
كان الولد نائما و الفتاة تلعب باصابعها ليبتسم مقتربا منهما.
وقفت هازان تنظر له بعيون دامعة و هو ينحني ليقبل رأس ابنه ثم قبل ابنته التي ابتسمت له ليبتسم بوجهها بالمقابل
" يبدو أنها شعرت بأنك والدها"
همست له هازان و هي تمرر اصبعها على خد طفلتها لينظر لطفل بحب قبل أن يقول
" هل تظنين ذلك حقا؟"
أومأت برأسها عدة مرات ليبتسم و هو يقبل يد ابنته لتهمس له هازان بتردد
" هل تريد حملها؟"
" هل استطيع؟ هي صغيرة، يمكن أن تبكي، لنتركها مكانها.."
كان متردد مما جعل هازان تبتسم و هي تحمل الطفلة و تضعها بحضنه. مرت رعشة بسائر جسده و هو يشعر بالمسؤولية و الأبوة من هذا التلامس الصغير لتنزل دمعته و هو يجيبها
" إنها جميلة"
أومأت هازان بين دموعها ليسمع صوت طفله الذي استيقظ أسرعت هازان لحمله و تهدأته و هو ينظر لها بحب لتقرب الطفل منه و لكن سرعان ما شهق ياغيز
" إنه يشبهني "
ابتسمت و هي تنظر بين الأب و ابنه المتشابهان حقا، نفس لون العينين و نفس الشعر.
ظل الاثنان مع الأطفال إلى أن ناما ليخرج كلاهما إلى الصالة حيث كان فرات يتحدث مع سيلين.
حمحم فرات و هو يقف و ينظر لياغيز باسف و اعتذار ليقول
" اعتذر منك ياغيز "
" لا عليك"
قاطعه ياغيز بسرعة ليجلس الجميع بالخارج. تحدث ياغيز
" أريد معرفة كل شيء "
اومئ الاثنين قبل البدء بسرد الأحداث و هو يسترجع كل شيء حقا مع كل كلمة يقولونها.
" بعد أن لحقت بحازم يومها.."
قاطعه ياغيز و هو يكمل
" عثرت عليه بأعلى القارب و هو يحاول الهرب بالقارب الصغير فتشاجرت معه ليطلق النار على صدري، كان سيطلق أخرى و لكنها أطلقت عليه من الخلف "
تعجب فرات و هازان لتسأله هازان
" هل فرح من أطلق على حازم؟"
" لا سيفينش، كانت تشتمه و تقول بأنه كان سادي و يعذبها و يغتصبها و حان وقت انتقامها "
شهقت هازان بصدمة، فبعد موت حازم كانت حالة سيفينش غريبة مما أدى إلى أخذها إلى طبيب معالج و لكنها لا تتحدث فقط صامتة.
" هل سيفنش من قتلت حازم؟ ألم ينتحر؟"
نفى برأسه قبل أن يصرخ و هو يضغط على رأسه ليغمى عليه.
فتح ياغيز عينيه ليجد نفسه بالمشفى و هازان نائمة على الكرسي و هي تمسك بيده. تحرك قليلا مما جعلها تستيقظ
" حبيبي هل انت بخير؟ هل استدعي الطبيب؟ هل يؤلمك شيء؟"
قاطعها بتقبيلها بقوة قبل أن يهمس
" إنه انا هازان"
أومأت برأسها و هي تجيبه
" إنه انت طبعا"
ابتسم و هو ينظر لها ليقبلها من جديد و هو يعيد
" إنه حقا أنا "
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده لتشهق بقوة و هي تضع يدها على وجهه
" هل تتذكر؟ هل عادت ذاكرتك؟"
اومئ برأسه بهدوء و هو ينظر لها لتعانقه بقوة محاولة السيطرة على مشاعرها و دموعها
" لا تتركني مجددا اتوسل إليك "
" لن أفعل أعدك "
انتهاء الفلاش باك
" ياغيز"
خرج من شروده عند سماع صوت هازان
" حبيبتي"
ابتسمت و هي تضع يدها على وجهه لتقبله قبل أن تقول
" هل يمكنك البقاء مع فريد و ايجة إلى حين أن أجهز نفسي فلا يجب أن نتأخر عن زفاف فرات و سيلين"
اومئ برأسه و هو يقبلها ليتوجه إلى أطفاله و يلاعبهم.
دق الجرس لتتوجه زهرة لفتحه لتظهر فضيلة التي و اخيرا قد سامحتها هازان.
فضيلة كانت متزوجة من علي شامكران و الذي كانت هازان تظنه والدها و لكن بالحقيقة كانت على علاقة مع أمين الذي كانت تحبه دائما و لكنه تركها بالضيعة و ذهب لاسطنبول لاثبات نفسه.
قام علي بالزواج بها و سترها لأنه كان يعلم بكل الحقيقة و عندما عاد امين من جديد كان غنيا و كان علي قد توفي ليكتشف بأن هاز ان طفلته هو فتزوج فضيلة.
فريد ايجيمان و امين شامكران كل ما أصدقاء و لكن بيوم عثر فريد على أخيه يخفي المخدرات بأرض امين التي على الساحل فقتله و قتل ايجة التي كانت معه و دفنهم هناك و هرب.
تغيرت حياة هازان و ياغيز عندما عرفا بذلك فحازم هو من قتل أمين عندما أخبره بأنه اكتشف بما فعله باخوه و زوجته ليلصق التهمة بفضيلة.
نظرت له فضيلة و هي تقول
" ياغيز هل انت بخير؟"
اومئ برأسه بهدوء و هو يقبل طفليه و يتحرك ليجهز نفسه أيضا.
بالحفل كان الجميع مستمع و سعيد، فكل شيء قد تم حله. نيل تزوجت بانور المحامي الذي ساعدها، فرح دخلت السجن بسبب ما قامت به فبالرغم من أنها ساعدته بعد وقوعه بالبحر إلا أنها أخفت الحقيقة و ابعدته عن حياته و عائلته و قررت أن تتعاقب على ذلك من أجل طفلها الذي تحمله. سنان قد توفي بسبب إصابته بمرض خبيث، و سيفينش تتعالج عند طبيب نفسي.
أمسك ياغيز يد زوجته و هو يتحرك إلى الساحة
ضحكت و هي تنظر له لتقول
" هل انت مجنون؟ هل سنرقص قبل العروسين؟"
"الاسم مجنونك، العمر أنت عمري، الهواية أهواك، النهاية أحبك. و نحن عروسين لا تهتمي لأحد اهتمي بي فقط"
ضحكت بقوة و هي تتعلق بعنقه لتهمس له
" أحببتك عندما رأيتك لأول مرة بإيطاليا "
" و انا فتنت بالفتاة التي وقعت بحضني و لا أزال كذلك"
رقصا و هما يضحكان ليعودا إلى القصر بعد انتهاء الحفل، كانت هازان سعيدة جدا فزوجها قد عاد لها و كل شيء قد أخذ مجراه الصحيح.
" انا احبك"
همست لياغيز الذي يضع يده على خصرها و هو يتحرك إلى الداخل ليتوقف و ينظر لها بحب
" و انا أحبك أكثر مما تتصورين "
ابتسمت و هي تضع يدها على عنقه و تقبله بشغف ليتاوه بسبب حركتها.
ابتعدت قليلا ليهمس لها
" أريد أن أطلب منك شيء"
" أي شيء"
ابتسم و هو يعانق خصرها ويضع جبينه فوق جبينها
" أريد طفلا لاشهد على كل شيء مررت به مع التوأم، أحس بأنني اضعت نصف حياتي بسبب ذلك"
حزنت عليه و هي تنظر له بعيون دامعة لتقول
" المهم انك هنا، سنعوض ذلك"
" إذا انت موافقة؟"
" لا داع لمثل هذا السؤال"
غمزته و هي تضحك ليحملها و يدخل المنزل.
الحب هو الحياة، هو الروح الجميلة التي نعيش من خلالها، هو القلب الذي نستمد منه القوة اللازمة للعيش بصورة طبيعية، بعيداً عن الارتباك أو التعب أو غير ذلك، و الحب كلمة صغيرة في حجمها، و لكنها تحمل في طياتها أجمل العبرات، و أجمل اللحظات التي لا يمكن أن نتجاهلها، فالحب يترك في القلب بصمة رائعة الجمال، تخبرنا في كل يوم أننا لا نستطيع العيش وحدنا، و يجب أن نكون معتزين بما لدينا من أحبة و رفقاء؛ لأن الجنة مهما بلغ جمالها، إلا أنه لا يمكننا أن نعيش بها وحدنا، لكل منا نصفه الآخر و لكن يجب عليك البحث جيدا و عدم الاستسلام بالرغم من المصاعب التي ستعيشها، فالحب الحقيقي يكون مرة و لا يجب عليك ان تخسره
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro