6
" hazan & yağız "
Hazan
" أمي؟"
فتحت هازان عيناها لتجد امها تجلس على الأرض بجانبها و هي تمسح على شعرها لتعتدل بجلستها.
" لماذا تنامين على الأرض حبيبتي؟ هل انت بخير؟"
سألت فضيلة ابنتها بهدوء لتنهض الأخرى من مكانها و هي تحرك جسدها محاولة إبعاد تلك التشنجات التي أصابتها بسبب نومها على الأرض ليلة البارحة
" انا بخير، ماذا تفعلين هنا؟ كيف أتيت؟"
سألتها هازان باستغراب، فهي لا تزال تتذكر كلام ياغيز لها بأن تنسى بأن لها عائلة من الأصل.
خرجت من شرودها على صوت فضيلة و هي تتحرك إلى الباب لتغلقه و هي تقول باصطناع
" جئت لرؤيتك طفلتي، السيد حازم و الشكر له احضرني صباحا لاطمئن عليك"
عقدت الاخرى حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما تقوم به امها و عندما كانت على وشك فتح فمها أسرعت لها فضيلة و هي تشير لها بالسكوت، لتهمس بصوت صغير جدا.
" لقد احضرني حازم لاقنعك لتوقعي على أوراق التنازل لياغيز بما أنه زوجك "
" تنازل؟ عن أي تنازل تتحدثين؟"
اجابتها هازان بنفس الطريقة بعد أن استوعبت بأن هناك أمر ما غريب يدور خلف ظهرهم، لتاكد فضيلة شكوكها
" هو يريد أملاك المرحوم المكتوبة باسمك، لقد كان دائما ما يضع عينيه عليها خصوصا تلك الأراضي التي تقع على واجهة البحر. كان يريدها من أجل توسيع عمله "
" هل هو مجنون؟ انا لن أتنازل عن أي شيء، بأي حق سيطلب مني ذلك"
تحدثت هازان بغضب، بسبب جشع حازم ايجيمان الذي لا ينتهي أبدا، رغم الأموال الطائلة التي يملك و رغم الغنى و الثراء إلا أنه لا يشبع و يريد كل شيء له.
وضعت فضيلة يدها على فم ابنتها تمنع صوتها من الظهور لتتحدث مقاطعة إياها
" لو أردت الصراخ لفعلت، استمعي لي جيدا. و انصتي لكل ما أقول بدقة "
أومأت هازان برأسها عدة مرات و هي تبرهن موافقتها لتتحدث فضيلة بهمس و هي تقترب من هازان
" انت اكيد لن تتنازلي عن الأملاك، فبدونهم نحن لا شيء، سيقومون برمينا كالقمامة و لكن هناك حل واحد لمنع هذا"
عقدت هازان حاجبيها استغرابا و هي تستمع لما تقوله امها.
مسحت فضيلة على شعر ابنتها لتتحدث بثقة
" انت؟"
" ماذا؟ انا؟ كيف؟"
سألتها باستغراب و عدم فهم، امها كانت شخص ليس بالهين بل على العكس و هذا ما كان يجعل هازان دائما على عدم تفاهم معها.
" اكيد انت، فأنت الآن سيف ذو حدين. انت الوحيدة التي لها جميع الصلاحيات بكل الأملاك، و هذا ما جعل حازم يزوجك بياغيز عند ذهاب ذلك المجنون و تخليه عنك "
نظرت لها و هي لا تزال غير مستوعبة لما تريد امها إيصاله لها، لتتحدث فضيلة و هي تمسك بيدي هازان بقوة
" يجب عليك ان تجعلي ياغيز يقع بحبك"
" ماذا؟"
صرخت هازان و هي تبعد يد امها لتبتعد للوراء و هي تنفي برأسها، مرت العديد و العديد من الذكريات أمام عينها و آخرها كانت كلماته التي ألقاها بوجهها البارحة، و ها هي امها تخبرها بأن تدخل إلى متاهة ياغيز من جديد، نفس المتاهة التي لا تزال غير قادرة على الخروج منها
" اهدئي، اهدئي قليلا و انصتي لي"
قالت فضيلة و هي تمسك بيد هازان لتجعلها تجلس مقابلها لتقطع كلامها قبل أن تتحدث
" استمعي لي، ياغيز هو المفتاح لكل ما يحصل، إذا جعلته يقع بحبك فهذا يعني بأنه لن يؤذيك و بهذا تكونين حصلت على دعم زوجك و الذي يكون أقوى من حازم، و أيضا جعلت ممتلكاتك بأمان "
" مستحيل.. ما تقولينه مستحيل يا أمي "
قالت هازان و هي تنفي برأسها بينما تجمعت طبقة من الدموع بعينها بسبب المشاعر التي كانت بداخلها، حب، كره، ألم، عشق، ندم، خيانة.. و غيرها من المشاعر.
" لا شيء مستحيل صغيرتي، انت فقط يجب أن تعرفي كيف تتصرفين. و ثقي بي، نظرات ذلك البارد لك تدل على أنه يشعر بشيء اتجاهك "
ضحكت هازان بسخرية مع نزول دمعة من عينيها لتجيب امها بتهكم
" يشعر، أجل يشعر بالكره و التقزز. لا مجال للحب بيننا من جديد "
عقد فضيلة حاجبيها و ضيق عينيها و هي تستمع لما تقوله هازان، لتسالها بعدم فهم
" ما قصدك بكلمة من جديد؟"
" أمي أرجوك "
قالت هازان و هي تضع وجهها بين يديها و هي حركت تقوم بها كلما كانت حزينة لتبعد فضيلة يدها عن وجهها و هي تعيد بإصرار
" ما قصدك، أخبريني؟ هل حدث شيء بينكم من قبل؟ هل تعرفون بعضكم البعض قبل الزفاف؟"
تنهدت هازان و هي تعلم بأنه ليس هناك مهرب الآن، لتمسح وجهها بيدها و تعض شفتها السفلية قبل أن تجيبها
" ياغيز هو الشخص الذي التقيته عندما كنت مسافرة، هو من كنت على علاقة معه و طلبني لزواج. ياغيز هو الشخص الذي وهبته قلبي و كسره "
كلامها كان يدل على عمق حزنها و مشاعرها، كانت تحاول جاهدة عدم البكاء.
شهقت فضيلة عندما سمعت ما قالته هازان، هي كانت تعلم بأن ابنتها قد وقعت بالحب بالسنة التي كانت مسافرة بها و كانوا على وشك الزواج و لكن شيء ما حصل جعلهم يفترقون، هازان لم تتحدث و فضيلة لم تصر و بعدها حصل ما حصل و تلخبطت الأجواء بأكملها
" لماذا لم تخبريني قبلا؟"
" ماذا أخبرك يا أمي؟ كان يجب أن اضحي فلو لم أقم بذلك كانوا سيزجون بك بالسجن. "
أبعدت هازان نظرها عن والدتها التي كانت تتابع ما تفعله صغيرتها و كيف تحاول إخفاء ألمها، لتمسك وجهها بين يديها و جعلتها تنظر لداخل عينيها
" انت أقوى من ذلك هازان. هذا أمر جيد بالواقع، فذلك البارد يبدو بأنه لا يزال يشعر بشيء اتجاهك، لقد خطوت نصف الطريق، الآن يجب عليك جعله يقع بحبك الذي لا يزال بقلبه، اجعليه يعترف بتلك المشاعر التي يخفيها. من أجلك و من اجلي و من أجلنا "
نظرت لها هازان بشرود، و هي تتذكر كل ما عاشته مع ياغيز من حب و عشق لانتقام و كره، لتهمس بدون شعور
" و لأجل طفلي"
" هل توافقين؟"
قالت فضيلة و هي تحرك جسد هازان التي شردت لبعض الوقت لتومئ الأخرى.
" اوافق، حازم ايجيمان لن يحصل على شيء هاته المرة، لن اسمح له"
صفقت فضيلة بفرح بسبب كلام و ثقة ابنتها لتقبل رأسها قبل أن تبدأ بتوجيهها و اخبارها بما تفعل
" أول شيء، اخرجي من جو الحزن الذي تعيشيه. اغريه، اجعليه خاتما باصبعك، كوني انت الأقوى "
أومأت الأخرى و هي تستمع بتركيز لتوجيهات امها الخطيرة حقا.
بعد مدة سمع كلاهما دقا على باب الغرفة و كانت الخادمة تخبرها بأنه حان وقت المغادرة، قبلت ابنتها و عانقتها و هي تهمس كلمات مشجعة و تحفيزية باذنها.
نظرت هازان لنفسها بالمراة، كانت عيناها منتفخة بالبكاء، وجهها شاحب، حالتها يرثى لها.
أزالت الفستان الذي كانت تلبسه لتتوجه إلى الحمام، ظلت لفترة تحت الماء الساخن تطرد و تطهر كل شيء آخر منها، هي بحاجة لنهوض من جديد.
وضعت المنشفة على جسدها و ذلك لأنها لا تملك ثيابا، و خرجت بهدوء من غرفتها.
كانت تنظر لكل مكان بالمنزل بانبهار، فياغيز حقا حرص على جعل هذا البيت كما حلمت به دائما، مع أبسط و ادق الأشياء التي كانت قد قالتها قبلا.
نزلت إلى الطابق الثاني و كان السكون يعم المكان، لا خدم لا احد، حتى ياغيز لا تعلم اذا كان هنا أم لا، توجهت إلى الأمام لتجد بيانو أبيض كبير يطل على الحديقة ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيها، ابتسامة حزينة فهي لم تلمس البيانو منذ افتراقها عن ياغيز و ذلك لأنه كان يحب عزفها و يطلب منها دائما العزف له، حتى طلب زواجه كان بعد حفلتها.
طردت تلك الأفكار من رأسها و هي تتوجه إلى الكرسي أمام البيانو لتجلس فوقه، لتضع أصابعها فوق الآلة و هي تسترجع ذلك الشعور الذي كان يراودها كلما لمسته، البيانو ليس مجرد آلة بالنسبة لها بل كام صديقها و رفيقها منذ طفولتها.
أغمضت عيناها و هي تعزف بدون شعور ذلك اللحن الذي كان يحبه ياغيز، كانت تعزف بين دموعها و هي تتذكر ذكرياتها و حبها، حتى لو أنكرت هو لا يزال يشغل مكانا بداخلها و لا احد يستطيع إخراجه منه.
عاشت بكل مشاعرها و أحاسيسها مع العزف لتفتح عيناها أخيرا عند انتهاءها، نزلت دمعة حزينة من عينيها و هي تشق طريقها على خدها بهدوء و كأنها تصف كمية الألم و الحزن الذي يسكن قلبها
لترفع رأسها و تلتقي عيناها بخاصته، كان يقف يقف على مسافة ليست بالقريبة و لا بالبعيدة عنها و هو ينظر لها بمشاعر متضاربة، كان ذلك واضح من معالم وجهه، لم تعلم ماذا دهاها أو لماذا و لكن وجدت قدميها تتحرك بسرعة باتجاهه لتعانقه بقوة، كانت بحاجة لحضنه، بحاجة لعناقه، بالحقيقة هي كانت بحاجة له.
Yağız
مرر يده على ظهرها و هو يدخلها بقوة إلى حضنه، و كأنه كان ينتظر هذا، كلاهما كان يحتاج لهذا الحضن.
مرر يده على شعرها و هو يعانقها بقوة و كأنه سيجعلها تدخل صدره بينما هي لم تبخل عليه، بل بادلته بنفس الشغف و القوة
مشاعرهم تغلبت عليهم، نزلت دمعة من عيني كلاهما تعبر عن مشاعرهما، لتمرر يدها على شعره مما جعله يدفن وجهه بعنقها أكثر و أكثر و هو يتنفسها بعمق.
ظلا بعالمهم الخاص لفترة ليست بالقصيرة، ليبتعد عنها فجأة و يرمش بعينه بعدم تصديق، مسح يده على وجهه و هو ينفي برأسه، كانت تعلم بأنه يعيش بصراع بداخله الآن، نفس الصراع الذي تعيشه أيضا، و لكنها تذكرت كلام والدتها، هو حقا لا يزال يحبها و لن تتعب بفعل اي شيء.
" ياغيز "
همست و هي تمسك بالمنشفة حولها بقوة لينظر لها بصدمة و هو لا يعلم ماذا دهاه، و صوتها الرقيق الآن كان يعيد احياء مشاعر أخرى ظن بأنها قد ماتت و دفنت و اختفت منذ زمن
" ياغيز أنا.. "
قاطعها بالصاق شفته بشفتها و هو يقبلها بقوة و احتياج، قبلة عبرت و كشفت ما بداخله كليا، هو و رغم قسوته و بروده هي كانت دائما شيء قيم و مختلف بالنسبة له، كان يقبلها بشغف و جنون و هي تبادله بنفس المشاعر، تعلم بأنها لا تريد فعل ذلك و لكن ما أن لمست شفته خاصتها، تم إحياء مشاعرها من جديد و هي تقبله متلذذة بما يفعله
ابتعد عنها أخيرا و هو يحاول جاهدا التقاط أنفاسه، لم يعرف لماذا فعل ذلك و لكنه كان بحاجة ماسة لتقبيلها.
تذكر قدوم والده صباحا، حيث أخبره بأن يقنع هازان على التنازل بأسرع وقت ممكن لأنه يريد فتح مشروع جديد و هو بحاجة لتلك الأراضي التي باسمها.
كان يريد الرفض و اخباره بأن ذلك ليس من شأنه و أنه لن يتدخل و لكن حازم كالعادة استغل مرضه الذي يعاني منه و أخبره بأن قلبه ضعيف و هو يريد أن يؤمن عليهم قبل أن يموت.
كان دائما ما يذكره بأنه هو من اعتنى به منذ موت والديه و بأنه لم يفرقه عن أبناءه مما جعله يوافق بصمت.
وضع رأسه على المكتب مغمضا عيناه، هو لم يراها منذ البارحة و لا يعرف ماذا سيفعل عند رؤيتها.
أغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول السيطرة على مشاعره المتضاربة بداخله ليسمع صوت عزف يعرفه جيدا، خرج من غرفة المكتب و هو يتوجه بهدوء تام إلى حيث يوجد ذلك البيانو، كان هو من وضعه و ذلك لمعرفته بأن حبيبته عاشقة للعزف.
كان يستمع للحن الذي تعزفه بتاني و شغف، و هي مغمضة عيناها ليقف على مسافة منها متابعا كل حركة تقوم بها، كانت لا تزال مبللة بقطرات المياه و تي تلف جسدها المغري بمنشفة سوداء قصيرة، كان يتابع ما تفعله و كيف يتحرك الماء من شعرها نزولا إلى عنقها و هو يتخذ طريقه إلى صدرها ليختفي بين نهديها.
رفع رأسه ينظر لوجهها الذي كان يعبر عما تشعر به بكل وضوح، عندما تعزف كانت تعيش مع المقطوعة و كأنها منها ،و كأنهما شخص واحد.
فتحت عيناها لتنزل تلك الدمعة التي أحرقت قلبه، نظرت له ليرتجف قلبه بسبب نظرتها و سرعان من نهضت مسرعة لترتمي بحضنه.
بدون تفكير تحركت يديه لتطوق خصرها و هي تعانقها بقوة، لقد كان بحاجة لهذا العناق أكثر منها، عانقا بعضهم بقوة ليدفن وجهه بعنقها يستنشق تلك الرائحة التي كانت و لا تزال مسكرا بالنسبة له.
و لكن فجأة، مر أمامه شريط انتحار سنان الذي أخبره بأن هازان كانت على علاقة معه و لكنها وجدت شخصا أغنى فتركته من اجله، بالاول لم يصدق و لكنه أراه صورا لها معه لينصدم، كان يحس بالخيانة فكيف للفتاة التي تعرف عليها، تلك البريئة أن تكون نفسها هاته الخبيثة.
ابتعد عنها و هو يهز برأسه على الجانبين ليسمع صوتها، و هنا سقطت كل دفاعاته، لقد نادته بصوت رقيق حرك بداخله كل شيء و احيا القديم ليسرع مقبلا إياها بشغف، و لمفاجئته كانت تبادله بنفس المشاعر.
ابتعدا عم بعض لتهمس أمامه و هي تنظر لداخل عينيه
" لنبدأ من جديد "
" لنبدأ من جديد "
كرر وراءها و هي يعانقها بقوة، كل واحد منهم يعلم بأن ما يحصل سيكون لفترة مؤقتة، فقد من أجل مصلحة ما أو هذا ما أردا أن يفكروا.
فهل سيتغلب حبهم على الصعاب؟ أم سينجح الآخرين بتفرقتهم من جديد؟ هل سيستسلمون لتلك المشاعر التي بداخلهم ؟ ام الماضي سيلاحقهم؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro