
4
Yağız & Hazan
ياغيز
" ياغيز أنا أحبك "
" و انا احبك هازان، لا تنسي هذا أبدا "
فتحت عيني بسرعة من هذا الحلم، اللعنة الذكريات لا تزال تلاحقني، طيفها يسكن بداخلي. نعم أكرهها لما فعلته و امقتها و لكن هناك جزء صغير مني لا يزال يحن لها، و لا أعلم كيف أستطيع التغلب عليه.
نهضت من السرير و توجهت إلى الحمام للاغتسال، أقف تحت الماء بجمود، اليوم هو زفافها بأخي، أجل زفاف المرأة التي أحببت يوما و أخي الصغير و من دفعهما لزواج أنا، أجل انا من قام بذلك، هناك من سيحاسبني و يخبرني بأنني وغد لم يستطع الحفاظ على المرأة التي ملكت قلبه في يوم من الأيام و لكن ماذا لو كانت تلك المرأة هي نفسها من قتلت قلبي، هي السبب بكل ما حصل و هذا هو الصواب.
حملت المنشفة لاضعها على خصري، نظرت إلى المرآة و شردت مجددا
فلاش باك
كنت أجلس خلف المكتب أحاول العمل لاحس بيدين على كتفي، استدرت لاجد هازان تنظر لي و هي تبتسم مما جعل شفتاي ترسم ابتسامة تلقائية لوحدها، مجرد رؤيتها يبعث بداخلي السرور.
أمسكت يدها و قبلتها بعمق لاجدبها نحوي و اجعلها تجلس على قدمي، عانقتها و انا اذفن وجهي بعنقها لاستنشق رائحتها المسكرة لحواسي، مررت أنفي بداخل عنقها كقط صغير يحاول العثور على بعض الدفء لتضحك بقوة على تصرفي و هي وضع يداها خلف عنقي تجذبني لها أكثر لاهمس بكل صدق و من أعماق قلبي
" ألم يرهقك جمالك كما ارهق رمش عيني تاملا "
ابتسمت بقوة لتضع يدها على وجهي و تقبل خدي بهدوء مما جعلني أغمض عيني مستمتعا بشعور شفتيها ضد بشرتي لاسمعها تقول
" لماذا تغمض عينيك في كل مرة اقبلك بها ياغيز "
فتحت عيني انظر لها و كأنها شعاع حياتي لاجيبها و انا اضع جبيني ضد خاصتها
" لأنني لا أريدك أن تريني مهزوما "
عانقتني بقوة لابادلها بنفس القوة و كأنها ستهرب لو أفلت يدي لتمرر يدها على شعري من الخلف و هي تقول كعادتها
" ربما الوطن ليس أرضا، ربما الوطن حضنك، فلا تتركني بلا وطني فلا أحد لي غيرك يا ياغيز "
كانت هاته جملتها المعتادة، لم تكن تصفني كقمر أو شمس كالباقين بل كانت تعتبرني وطنها و لا شيء أغلى من الوطن، لا شيء أغلى منها.
انتهاء الفلاش باك
ضربت المرآة و أنا أصرخ بغضب
" اللعنة، اخرجي من عقلي "
كنت غاضبا لأن ذكرياتها لا تزال تحتل تفكيري، و لا أعلم كيف أستطيع المضي قدما بحياتي، أبسط حركة أقوم بها تجعلني أتذكرها رغم ما قامت به إلا أنها لا تزال تشغل تفكيري.
توجهت لاستعد، فاليوم زفاف اخي و يجب أن أكون بجانبه، لا أحد يعلم بعلاقتي مع هازان و لا أحد له علم بماضينا معا و هذا ما ساحرص على اخفاءه لآخر يوم بحياتي و خصوصا أنها بعد بضع ساعات ستصير زوجة أخي و محرمة علي.
خرجت من القصر بأكمله لأنني لم أكن أريد الاستماع لأي شيء، عدت بالمساء كان كل شيء جاهزا، توجهت إلى القاعة و انا ارسم ملامح الجمود و البرود على وجهي خصوصا بعد أن سمعت جملة كاتب العدل
" آنسة هازان شامكران هل تقبلين السيد سنان ايجيمان زوجا لك؟"
لم استطع الاقتراب أكثر و كأن جسدي تيبس عند تلك الجملة، لقد كانت تتزوج حقا و انا من ارغمتها على ذلك.
نظرت لها لاجدها مغمضةالعينين، كانت تبدو كالملاك رغم أنها لا تستحق كلمة ملاك. و فجأة فتحت عيناها لتقع بعيني، أحسست بالغضب و الكره عندما تذكرت ما فعلت و كانت عيناها تحمل نفس المشاعر.
من يرانا الآن لا يستطيع القول بأننا كنا نحب بعضنا بجنون. من نظرتها علمت بأنها ستقوم بشيء غبي، كان هناك تحد بنظرتها لتنزل عيني لشفتها التي أعلنت الرفض على الزواج رغم أن صوتها لم يصدر إلا أنني أحسست بالغضب و احمرت عيني لأنها و رغم كل شيء تحدتني و قبل أن أقوم بشيء صدر صوت اخي
" لا "
عقدت حواجبي و استدرت انظر له بعدم تصديق، هل حقا رفضها، هل حقا نطق بتلك الأحرف، ألم يخبرني بأنه سيموت إن لم يتزوجها، ألم يقل بأنه و رغم كل ما فعلت بحقه إلا أنه يحبها اذا كيف يرفضها. تصنمت مكاني مما أسمعه و صارت ملامحي مبهمة، أحسست و كأنني وقعت في بئر عميق و لا أحد قادر على انقاذي منه.
نظرت لها من جديد لاجد الكره و الغضب بعينيها و كأنها تخبرني هل هذا هو الشخص الذي انتقمت مني من أجله، هل هذا هذا هو الشخص الذي هددتني بعائلتي لكي أتزوج به. خرجت من شرودي على صوت سنان الذي كان أعلى و هو يردد مؤكدا كلامه
" انا أرفض "
تحدث ابي بسرعة و هو يقترب من سنان
" سنان، بني، إنها هازان. ما الذي تقوله انت؟"
" انا أرفض هذا الزواج، انا لن ارتبط بواحدة مثلها "
ثم نهض من مكانه و هو يضحك بجنون، اللعنة ما الذي يحصل هنا انا لا أفهم. لقد كان كل شيء من أجله، كل ما قمت به كان فقط من أجله اذا لماذا يرفض الزواج الذي كان سينتحر من أجله، ما الذي جعله يرفض الآن.
كنت بحالة صدمة لا أستطيع استيعاب ما حصل منذ قليل، لقد تخلى عن هازان من أجل أخيه، لقد كرهها بسبب ما قامت به و أجبرها على الزواج ليحقق حلم أخيه.
فجأة أحسست بيد على كتفي، كانت يد والدي استدرت انظر له باستغراب ليقترب و يهمس باذني
" ياغيز، انت تعرف حالة أخوك العقلية و نحن لا نريد أن ننفضح لذلك توجه إلى طاولة عقد القران و تزوجها انت. نحن بحاجة إليها لأن كل شيء صار باسمها بعد موت زوج امها "
نظرت لوالدي بعدم تصديق، كيف سيتزوجها و هو من رماها لأخيه، هذا مستحيل.
زواجه منها يعني الموت، ماذا لو عاد سنان لعقله و طالب بها مجددا، كيف سيجعلها على اسمه و هي السبب بحالة أخيه هذه. نظرت لوالدي و أومأت بصمت لاتوجه لكاتب العدل. أخبرته بأنني من سيتزوجها لكي لا تنفضح ليوافق ظنا منه بأنني أنقذ كرامتها.
كانت نظراتي مسلطة عليها و انا اشاهدها مخفضة رأسها للأسفل، أعلم جيدا بما تفكر به الآن فأنا احفظها عن ظهر قلب و لكنني لن أهتم، هي من اذنبت و هي تستحق العقاب و لو كان ذلك بحرق نفسي معها.
جلست بجانبها، على نفس الكرسي الذي كان يجلس به اخي قبل قليل، انا ساتزوجها، هذا حقيقي.
بالحقيقة لو لم يحصل ما حصل لكنا الآن متزوجين منذ زمن بعيد. كان كاتب العدل يعدل المعلومات لاشرد من جديد.
فلاش باك
كانت على المسرح تلعب على البيانو، كانت مغمضة عيناها و كأنها تعيش مع كل نغمة تصدر من تحت اناملها، لطالما اغرمت بحالتها هاته.
خرجت من شرودي على صوت تصفيق الجميع لاقف و اصفق بافتخار لحبيبة قلبي التي كانت تنزل من على المسرح و ابتسامتها تزيين وجهها لتعانقني بقوة، بادلتها العناق و انا مسرور لفرحها و فجأة أحسست بأنه الوقت المناسب، ابعدتها عني لاقبل جبينها و اركع أمام الجميع لأخذ العلبة السوداء من جيبي.
شهقت و هي تضع يدها على فمها محاولة السيطرة على مشاعرها و هي تعرف ما الذي سأقوم به لتمتلئ عيونها بالدموع
" امام الجميع اريد ان اخبرك بأنني احبك و ساحبك دائما. أعلم بأن علاقتنا تمشي على نحو سريع و لكن حياتي كلها لا تعني لي شيءا دون وجودك، لذلك اترجاكي أن تكمليني فأنت روح روحي، ألم تقولي دائما بأنني وطنك انا الان أطالب بحق الانتماء، هل تقبلين أن تكوني زوجتي و سعادتي؟"
نزلت دمعة من عيني، هي حقا كل ما أتمناه بهذه الحياة و غيرها لا أريد شيء، اكتملت فرحتي و انا أراها تنخفض لتقبل شفتي بحب لتهمس لي
"احبك يا وطني، و لا انتماء لي لمكان غيرك "
انتهاء الفلاش باك
عدت للواقع من جديد عندما سمعت سؤال كاتب العدل، لا أعلم لماذا و لكن نظري توجه لها و أنا اجيب و كأنني كنت اتأكد من أنني ساتزوجها هي دون غيرها.
" سيد ياغيز ايجيمان، هل تقبل الانسة هازان شامكران زوجة لك ؟"
" اقبل "
أجبت ببرود، كان هناك نبض بقلب يقرع بقوة فبالرغم من كرهي لها و لكن للان لا أستطيع التصرف و كأنها لم تكن بحياتي يوما، بل مركز حياتي بيوم من الايام.
سألها كانت العدل و لكنها كانت لا تزال شاردة، يبدو بأن الماضي يلاحق كلينا. كرر السؤال لتغمض عيناها بقوة مما جعلني اقترب منها لاهمس بجمود
" وافقي "
نظرت لي بعينين تحمل العديد من المشاعر، المشاعر التي لم تنظر لي بها يوما، غضب، حقد، كره لا حب و لا شوق. اتظن بأن من حقها الغضب؟
" أقبل "
أجابت لتبعد عيناها عن عيني و تنظر لامها التي تقف مع أبي، أعلم بأن والدي يخبرها عن التنازل عن اسهمهم لنا فهذا كان من أهم الأسباب التي جعلت أبي يوافق على هذا الزواج.
أعطاها الكاتب دفتر العائلة لتنظر له باستغراب قبل ان ترميه على الطاولة بدون اهتمام، تنهدت بغضب على تصرفها فهي حقا تحضرني على قتلها الآن.
اقترب والدي منا لمباركتنا، سمعت اعتذارات امها لها و لكنها كانت صامتة، و بعدها أمسكت بيد والدتها لتغادر، هل تتعمد استفزازي؟ لأنه إن كانت تحاول فعل ذلك فقد نجحت.
" إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟"
تصنمت مكانها عند سماعها لصوتي البارد لتستدير و تنظر لنا قبل أن تتمسك بيد والدتها، لتتحدث و هي تحاول اصطناع القوة
" بعد اذنكم، سأذهب إلى البيت. لقد قمت بما أردتم و الآن ساغادر "
هل هي غبية أم تتغابى؟ اتظن حقا بأنني ساتركها تذهب خاصة بعد أن صارت زوجتي و تحمل اسمي؟
اقتربت لامسك يدها مفرقا إياها عن والدتها لاتحدث بسخرية
" المكان الوحيد الذي ستذهبين له سيكون بيتي و امك انسيها منذ اليوم "
لست بوضع للمجادلة، و هي تصر على جعل شياطيني تنفجر بوجهها، لاسمع صراخها عندما كنت أجرها خلفي
" أتركني، أتركني، أريد الذهاب مع امي "
دفعتها بقوة ضد السيارة لاسمع تاوهها بألم، أغمضت عيني بسبب ذلك و لكن سرعان ما تغلبت على مشاعري اللحظية لامسك بوجهها ببرود و أتحدث بدون مشاعر
" نحن لا نلعب هنا، و بما أنك الآن زوجتي رسميا فيجب عليك إتباع ما أقول بالحرف الواحد "
" لا"
صرخت و هي تدفعني بعيدا لتنزل دمعتها التي كانت تحاول التحكم بها منذ البداية، رؤية دموعها جعلني أتوقف للحظة و لكن لسانها الذي كان ينطق تلك الكلمات السامة اعادني لواقعي.
" لقد تزوجت لأنك اجبرتني على ذلك، لقد قمت بذلك من أجل أمي و لا يهمني من يكون الزوج حتى. كان الاتفاق يشرط على الزواج فقط أنا لم أوافق على البقاء معكم "
رفعت حاجبي بسخرية، حسنا الآن قد أثبتت لي غباءها حقا، لا يهمني ما كان اتفاقها معي أبي لأنه بما أنها تزوجتني انا فيجب أن تسري على قوانيني و هذا يعني بأنها ستأتي معي. اقتربت لامسك يدها و اضغط عليها قبل أن أهمس بشيطانية
" لو أردت الحفاظ على حرية أمك و عدم دخولها السجن، ادخلي السيارة اللعينة و لا تجعليني أقوم بشيء لا أريده. لا تنسي بأن حياة امك كلها بين يدي"
كانت تنظر لداخل عيني بصدمة لتنزل دموعها على خدها. كان برأسي اطالعها و انا افكر بأنها السبب بما حصل، هي السبب بكل شيء و انا لن اخدع بها من جديد. رفعت نظرها و نظرت لي بدون حياة و جمود لتتحدث ببرود قبل أن تركب السيارة
" ليكن هذا عهدا على قلبي، اكرهك و ساكرهك إلى آخر يوم بحياتي "
أقسم بأن كلماتها تلك قد اخترقت قلبي، رغم كل ما حصل لم يستطع أي شيء إيذائي كهاته الكلمات.
طوال الطريق كانت كلماتها تلك تتردد في أذني دون توقف، نظرت لها لاجدها شاردة و تطالع الخارج بجمود، ساحرق قلبك كما أحرقت خاصتي و عوضا عن الذهاب إلى منزلي في البلازا قررت الذهاب لمنزلي الخاص، أردت الحرب ساعطيكي ما تريدين.
اوقفت السيارة بقوة لتتمسك بالمقعد لانظر لها ببرود و انا انزل من السيارة، فتح الحارس لها الباب لتنظر حولها باستغراب لامسك بمعصمها و أجرها خلفي لداخل المنزل، كنت متشوقا لرؤية رد فعلها على ديكور المنزل.
دخلت المنزل لاحس بها تسحب يدها من يدي باشمئزاز مما جعل الغضب يشتعل بداخلي، تشمئزين من لمستي التي كنت تتوقين لها بأحد الأيام إذا.
جلست على الكرسي عندما رأيتها تنظر للمنزل بصدمة، خرجت شهقة صدمة من شفتها عندما انتبهت لتنظر بعدم تصديق للمنزلو هي تعض شفتها، كنت أتابع كل حركة تقوم بها باستمتاع.
لتتحدث ببرود
" أين غرفتي؟"
اوه، سنلعب لعبة التجاهل اذا، لذلك قررت استفزازها
" ألم تحبي تصميم المنزل؟"
" أين سانام؟"
اذا هي مصممة على تجاهل كلامي، لا عليك لدي الليل بطوله فأنا محترف بلعبة الاسنفزاز عزيزتي
" لقد طلبت تصميمه من أجلك فقط، ما رأيك؟ أهو نفس منزل أحلامك؟"
إنها حقيقة، لقد طلبت تصميم المنزل كما أرادت دوما، و لكن انظر للقدر، فعوضا عن دخوله و نحن متزوجين عن حب دخلناه و نحن نمقت بعضنا البعض.
" أتعبت نفسك، لأنك مت باحلامي و لن تستطيع معرفتها يوما "
العاهرة أقسم بأنها تحاول جعلي ارتكب جريمة بحقها، تتعمد ضربي بالماضي اللعين كي تأثر بي و لكنني لن استسلم لخدعها، ليس من جديد.
نهضت من مكاني لاقترب منها بهدوء إلى ان اصبحت أمامها مباشرة
" لماذا؟ ألم تكوني انت من كانت تحكيلي عن أحلامها لساعات و ساعات "
ما دامت تريد جعل ذكريات الماضي بيننا سأفعل نفس الشيء، فلست وحدي من لا يزال يتأثر على ما يبدو.
" تلك الغبية التي كانت تحدثك عن كل صغيرة و كبيرة قد ماتت و احزر ماذا، انت قتلتها بيديك "
كلماتها الباردة جعلتني أريد اغضابها كما اغضبتني. مررت يدي على طول ذراعها لتعود للوراء و هي تنظر لي بقرف مما جعلني أتحدث بسخرية
" ما هاته الملامح التي ترسمينها على وجهك هازان، ألم تكن لمستي هي كل ما تطالبين به قبلا؟"
" قبلا، سابقا، ماضيا.. لا تنسى هاته الكلمات أبدا. لقد كنت و الان شفيت "
شفيتي؟ شفيتي اذا لماذا لا اشفى؟ كيف استطعت فعلها بينما اما لا أزال عند تلك النقطة؟
كنت اريد ان أصرخ بوجهها و لكنني قررت محاربتها ببرودها
" سنرى بخصوص هذا الموضوع لاحقا "
دفعتني بسرعة عندما همست تلك الكلمات باذنها، اردتها ان تتخيل ما تريد بالنسبة لمفهوم ما قلته.
" ما الذي تفعله انت؟ قبل دقائق كنت على طاولة نكاح أخيك. أخيك نفسه الذي سلمتني له بيديك و كأنني لعبة و انتهيت انت من اللعب و حان وقته هو"
نظرت لها بدون مشاعر، كيف تستطيع التصرف و كأنها البريئة.
" انت لا يمكن أن تكوني مجرد لعبة، فأنت أحقر من ذلك"
علمت بأن كلماتي ستجرحها و لكنها تستحق، رأيتها تغمض عيناها بألم و قهر ثم وضعت يدها على أذنها و كأنها تمنع نفسها من سماع المزيد، لكنني ازلت يدها و رفعت ذقنها لاكمل بغضب
" لماذا تغلقين اذنك، هل الحقيقة مؤلمة؟ جارحة؟"
دفعتني و هي تحرك رأسها بعدم تصديق و تنظر لي
" أي حقيقة، عن أي حقيقة تتحدث انت؟ هل جننت؟ هل مرض اخاك انتقل لك، أم أنه وراثي بعائلتكم الكريمة؟"
اعماني الغضب عند سماعي لما قالته، فبعد أن كانت السبب بمرض أخي و جنونه تتجرأ على أن تتحدث بسخرية على الأمر، لم أعلم كيف و لكنني وجدت يدي تلتصق بوجهها لينقلب وجهها لجهة الأخرى.
رفعت نظرها لي و هي تضع يدها على خدها، كانت هناك العديد من المشاعر المتضاربة بداخلي، لقد لقد ضربتها؟
رأيتها تحمل فستانها متوجهة إلى الدرج لانظر ليدي بصدمة، كيف قمت بذلك؟ نظرت للدرج لاجدها قد اختفت و فجأة سمعت خطواتها تتعمق للداخل مما جعلني أسرع خلفها على أمل ألا ترى الغرفة.
وصلت إلى الأعلى لاجدها تقف أمام الغرفة بصدمة مما جعلني العن و انا اتوجه لها بسرعة لاغلقها.
" ما هذا؟"
سمعت همسها لاغمض عيني و افتحها قبل ان اجيبها ببرود
" لا شيء يخصك "
اغضبني ضحكها الساخر على ما قلته
" يخصني، ما دامت الغرفة مليئة بصوري فهو بالطبع يخصني "
لعنت نفسي متذكرة عندما أتيت إلى هنا البارحة و نسيت إقفال الباب عند ذهابي، لامسك يدها بغضب و أتحرك إلى أبعد غرفة لافتح الباب و ارميها إلى الداخل
" هذه غرفتك، و بغيرها لا أريد أن المحك، حتى طيفك اخفيه لأنه يزعجني "
كنت على وشك الخروج عندما صرخت خلفي بجنون
" حتى طيفي يزعجك؟ طيفي؟ ألست أنا حبيبة القلب؟ ألست أنا من كنت تنام بحضنها؟ ألست أنا من كنت تحادثها لساعات دون انقطاع؟ ألست أنا من كان يومك لا يبدأ إلى برؤيتي؟"
مررت يدي على وجهي بغضب، لا تلعبي هذه الورقة معي، فقط لا تفعلي، ليس بعد كل ما قمت به.
" لا، لست انت. فكما قلت سابقا هي ميتة الآن "
كنت بحاجة لايلامها لكي تتوقف عن ايلامي بهاته الكلمات.
" و اتظن بأن وقوفي أمامك الآن يعني بأنني حية. التنفس وحده لا يعني العيش، انت قتلتني بأبشع الطرق و الآن تقول ميتة، ألم تكفيك الأرواح البريئة التي اخذتها من أجل انتقامك ياغيز؟"
ضحكت بسخرية على كلامها، احقا تظن نفسها بريئة
" أرواح بريئة؟ اتظنين روحك بريئة حقا؟"
" انا لا روح لي ياغيز لأنك سحقتها، انا كنت أتحدث عن الروح البريئة التي أخذتها "
عقدت حواجبي و ضيقت عيني انظر لها بعدم فهم لاسالها
" عن أي روح تتحدثين؟ ما الذي تقصدينه انت؟"
" لا تقم بهذا، لا تنكر فعلتك "
حركت رأسها بجنون لاستغرب حالتها مما جعلني اقترب منها لامسك يدها
" ما الذي سانكره؟ ما قصدك انت؟"
" انت أخذت روحا لم ترى الدنيا حتى، انت كنت السبب بقتلها "
لا، لا اتوسل لك لا تقولي ما افكر به الآن، كانت تتحدث بألم مما جعلني بحاجة لمعرفة المزيد، قمت بهزها و انا اصرخ
" انت القاتلة و ليس انا، لا تقومي بلعب دور الضحية أمامي "
كنت بحاجة للخروجمن هنا، هي تحاول اللعب بعقلي فقط، هي كاذبة ياغيز لا تنسى، دفعتها لاتوجه إلى الباب احاول الخروج لكي لا اسمع لما تقول
" انا قاتلة و انت ماذا؟"
استدرت انظر لها لأرى الألم يمر بعينها لتهمس بتلك الكلمات التي هزت داخلي
" الشخص الذي يأمر بقتل جنينه ماذا يكون، اجبني؟"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro