
الفصل السادس
مساء الخير قرائي الغاليين
طبعا نهاية فصل أمس كانت حماسية جدا لذا لا يجب أن أتأخر أكثر
*
أرجوا من كل شخص قرأ الفصل أن يضع صوته فقط ساعدوني في انجاح العمل
*
استمتعوا
سيجونغ :
حتى لو بكيت .... صرخت و غنيت بشدة فذلك لن يكون سوى صوته ، لن يكون سوى صوت خطواته في حياتي و صداها العميق ، كنت رافضة لفكرة أن الاكتئاب سيطر عليّ و لكن أنا غرقت داخله و لا يمكنني التخلص منه ....... حاولت جاهدة ابهاج نفسي بوجود طفلي و لكن أنا أيضا أحتاج لمن يكون معي و يحاول ابهاجي ، أنا أحتاج لمن يبعد كل تلك الغيوم عن سمائي
سرت بخطوات أتبعه عندما دخل و لكن فجأة توقفت عندما رأيته يسحب مساعدته ، وضعت كفي على قلبي و كنت أعلم منذ البداية أن عينيها تحمل الكثير من الكلام ............ كانت تقول أنها غريمتي و أنا تخليت عن مكاني منذ زمن
وقفت بجانب المصعد الذي أقفل أبوابه عليهما ، وضعت كفي على الجدار بجانب لوحة الأزرار و رفعت نظراتي أراقب مكان توقفهما حتى توقفا بآخر دور ، أين يوجد مكتبه ...... و جناحه الخاص ، ذلك المكان الذي يشهد على عذابي في كل لياليه
تنهدت و حركت كفي بوهن لأضغط على الزر و لبثت بضع دقائق قصيرة ليفتح المصعد أبوابه و رأيت نفسي في انعكاس جدرانه ، رأيت بؤسي و حزني و كل شتاتي ، تحركت و تقدمت لأدخل للمصعد ثم التفت و وقفت لأمد كفي نحو لوحة الأزرار و مرة أخرى ضغطت على زر الدور الأخير ...... ستكون آخر أنفاسي و خطواتي ، آخر دموعي و حتى أحزاني
فتح الباب بعد أن توقف المصعد و أنا خرجت لأسير في ذلك الرواق المظلم ، بخطوات هادئة و صامتة أنا سرت على جروحي و ألامي التي تنزف بشدة ، وقفت أمام باب جناحه و فتحت الباب لأتقدم نحو الداخل
وقفت في الوسط و حدقت حولي ثم نفيت ضعفي و تقدمت أكثر نحو باب الغرفة و وقفت لأسمع تلك الأصوات من خلفه ، وضعت كفي و أسندت نفسي عليه ، أغمضت عيني لتنزل دموعي بغزارة و في كل لحظة هناك سهم يصيب قلبي ، في كل ثانية الألم يفتك بكياني
لقد انتظرت على بابه حتى أتمم عملية قتلي و أنا سرت بكفي على الباب لأضعها على المقبض و أدرته لأتركه و الباب فتح عندما دفعته و هو يصدر صريرا خافت .......... إنه صوت قلبي الذي أصبح فارغا
لقد كان معها ، لقد كانت بين ذراعيه و أنفاسهما كانت تخنقني بشدة ، التفت نحوي بجانبية و توسعت عينيه عندما رآني ، امتلأت عيني بالدموع أكثر عندما رأيت عينيه ، اعتدلا معا يحاولان ستر عريهما و نبس هو باسمي
" سيجونغ ... "
و بصوت ضعيف قاومت بشدة حتى استطعت الهمس به أجبته
" أنت خائن ..... "
لا يمكنني رؤية المزيد ولا تحمل فوق طاقتي ، ما رأيته كافي لموتي و هذا ما جعلني ألتفت و أسرع بركض ضعيف حتى أغادر ، وقفت قرب المصعد و وضعت كفي على قلبي و بكيت بنحيب صامت ، أنا أتألم و أموت ببطء ولا أستطيع منع كل هذا من الحدوث ، أنا لا يمكنني الاستمرار .... لقد تعبت منه و من الحياة
التفت خلفي و قبل أن يتبعني أنا عدت أحدق بالمصعد و عندما لم يفتح أبوابه أنا بسرعة تحركت أبحث عن مخرج ، فتحت باب الدرج و بدل أن أنزل أنا صعدت نحو السطح القريب
فتحت الباب و لفحني الهواء البارد القوي ، خرجت لأعاود اقفال الباب و تقدمت نحو السور و وضعت كفي على حافته لأغمض عيني و تستمر دموعي ببكائي ، فتحتهما و حدقت بكل تلك الأضواء و نبست بهمس باكي
" تعبت ... أنا تعبت و لا أستطيع أخذ حتى أنفاسي "
نزعت حذائي و حاولت الجلوس على الحافة العريضة ، حدقت خلفي و رأيت كل شيء بعيد و صغير ، تنفست بقوة و بخوف و لكن النهايات لابد من بلوغها
أسندت نفسي و رغم خوفي و ارتجافي إلا أنني وقفت حافية القدمين ، لفحني الهواء و تحرك حتى ثوبي الأبيض ، حدقت نحو الأسفل و بكيت لأنبس باسم صغيري
" جي هيون ....... جي هيوني سامحني لأنني أخلف بوعدي لك "
حركت قدمي لأمدها نحو الفراغ و لكن أمام ذلك القرار الكبير جبنت فتراجعت و وضعتها مرة أخرى و أغمضت عيني أشجع نفسي حتى أتخلص من عذابي
فتحت عينيّ و تنفست بعمق و هذه المرة لا مكان للتراجع ، تقدمت ببطء و ثقل و أصبحت قريبة جدا من النهاية و لكن كالعادة أهدافي لا أستطيع بلوغها
" سيجونغ .... "
صوته دفعني للالتفات بجانية بينما الهواء عاد و عبث بخصلاتي ، رفعت كفي و أبعدته لأجعله يرى ابتسامتي قبل مغادرة حياته نهائيا و لكنه اتهمني بالقسوة ...... أنا لست قاسية و لم أكن كذلك يوما ، أنا فقط متعبة ، أنا فقط أرهقتني الحياة و أرهقني هو بجبروته على قلبي
حاول أن يثنيني عن فعلتي و لكنني محال أن أقبل أو أن أتراجع فهذه أول مرة أتصرف بشجاعة و أواجهه هو و الحياة ، لقد واجهته فعلا عندما التفت له و رفعت ذراعيّ ثم ابتسمت من بين دموعي ، عينيه خائفة و صوته مرتجف و مهما حاول أن يتظاهر بالقوة فهو ضعيف ....... هو ليس سوى طير جريح
" سيجونغ لا ... "
" أحبكَ "
أغمضت عيني و تركت نفسي للفراغ ، تركت نفسي للموت الذي سوف يجعلني أشعر بالراحة ، أبتعدت قدماي عن الحافة و أدركت أن الموت لن يبتعد الآن و لكن كف أمسكت كفي بقوة و صرخ هو
" سيجونغ أرجوك تمسكي بي "
تعلقت في الهواء بينما هو وحده من يتمسك بي ، فتحت عيني و هو كان يمسك بي بكف و كفه الأخرى يتمسك بحافة المبنى بها ، عينيه كانت دامعة و صوته ارتجف
" أرجوك سيجونغ .... "
رفعت كفي الثانية و حاولت ابعاد كفه و أصابعه و همست بصوت يتعثر بكاء
" أريد أن أموت "
صرخ بصوت بائس
" لا ...... لن تموت "
سحبني و أنا قاومته و لا زلت أحاول ابعاد كفه عني و لكنه ترك نفسه و كفه التي كانت تتمسك بالحافة و أمسك بي بكلا كفيه و سحبني بقوة فجأة ليصرخ بصوت مرتفع ، تمسك بي يلف ذراعه حول خصري و تراجع نحو الخلف ليقع و أنا فوقه
زاد انتحابي و بكيت كل دموعي لأتحدث
" لما لم تسمح لي بالتحرر ...... لما منعتني حتى من الموت ؟ "
وضع كفه الأخرى على رأسي بينما ذراعه لا يزال يضمني له و أجابني بصوت متعب و لاهاث
" .... لأنك ....... امرأة لا تموت "
*
سيهون :
مثلما نجحت في قتلها أنا عدت و نجحت في احيائها .......... نجحت في احياء حياتي و منعي من مصاحبة الكآبة و اليأس ، ضممتها بقوة بذراعي و هي كانت تبكي بصوت مرتفع ، حدقت في السماء و على نغمات دموعها وقعت دموعي القاسية و قبلت رأسها لأهمس لها
" أنا أحبك ..... أنت وطني و مهما كنت ناقما عليكِ لا ملجأ لي غيركِ "
استقمنا و لم أبعد كفي عنها ، أجل أنا خائف .... خائف أن أفقد ما يدفعني للعيش ، فهي وحدها دافعي للتنفس حتى و لو كنت أنتقم منها ، أخذت حذاءها و انحنيت أمامها أضعه بقرب قدميها ، أمسكت بقدمها اليمنى و رفعتها لأضعها داخل الحذاء ، قربت منها الفرده الأخرى و كذلك أنا من وضع قدمها بها ، رفعت رأسي نحوها و نظراتها كانت ميتة
استقمت و ضممت كتفها بذراعي لنسير نحو الباب و في تلك اللحظة عمتي فتحته لتندفع نحونا ، حدقت بسيجونغ بنظرات خائفة ثم اقتربت أكثر و وضعت كفيها عل جنتيها و جعلتها تحدق بها و تحدثت من بين دموعها حتى و هي لا تعلم ما الذي حدث
" سيجونغ .... صغيرتي ما الذي حدث لك ؟ "
نفت هي بهدوء و لم تجبها و أنا تحدثت
" انها متعبة عمتي "
رفعت نظراتها نحوي و بكت فعلا لتتحدث
" لقد أخبرتك .... حذرتك و لكنك لم تستمع لي و واصلت جبروتك عليها "
تنهدت و أغمضت عيني ... هي محقة ، كل ما تمر به سيجونغ بسببي أنا ، أنا وحدي الملام ، فتحت عيني و تحدثت
" سوف نغادر و أنت اهتمي بضيوفنا "
رمقتني بحقد و أومأت لتمسك بكفيها و قبلتهما ثم وضعت كفها على وجنتها و تحدثت
" أنا سوف أحميكِ .... سوف أحميك من الجميع حتى منه هو "
و هي أجابت بصوت خافت و باكي
" عمتي ..... "
" لا بأس اذهب الآن معه و خذي قسطا من الراحة و أنا سوف أكون معك أعدك "
" لا تتركيني أرجوك عمتي .... "
" لن أتركك سيجونغ "
و أنا لم أجرأ على قول شيء ، لا يحق لي الاعتراض لأنني تجاهلت نصيحة الطبيب و رحت أدق صدرها بخناجر مسمومة و أطالبها بالتحمل ..... أرغمها على أن تكون قوية و نسيت أنها ضعيفة ، أنها أنثى هشة و إن كانت امرأة لا تموت
تركنا عمتي خلفنا و تقدمنا لنغادر ، استقلينا المصعد و أنا لا أزال متمسكا بها ، وصلنا للبهو في الطابق الأرضي و خرجنا نسير حتى وصلنا بقرب الباب عندها لمحت آه يونغ تقف و تحدق نحونا ، رفعت كفها و مسحت دمعتها و أنا أسرعت بسيجونغ نحو السيارة حتى لا تراها و إن كانت رؤيتها لي وحدها كفيلة بارهاقها أكثر مما هي عليه
فتحت الباب و جعلتها تصعد ثم أقفلته و ذهبت نحو الجهة الأخرى و صعدت بينما أتجاهل تلك العينين التي تعلقت بي ..... أخبرتها أنها ستخسر و أخبرتها حتى و لو كنت سيئا مع زوجتي و لكنها تبقى وحدها حبيبتي و مالكة حياتي
انطلقت السيارة نحو المنزل و أنا وضعت كفي على كفها و كفي الثانية على رأسها و جعلتها تضعه على كتفي ، كانت هادئة للغاية و لم تواتي بأي حركة رفض
شابكت أناملنا أتمسك بها و هي كانت واهنة الحركة و لم تتمسك بي حتى لم ترفضني ........ مرت مدة و وصلنا للمنزل ليفتح الباب الحديدي الكبير عندها قررت ترك كل شيء خلفي ........ كل تلك الندوب و الذنوب
توقفت السيارة بقرب الباب و تركت كفها أبعدها عني لأنزل و السائق ركض ناحيتها يفتح لها الباب و أنا أمسكت بكفها و هي نزلت ، عدت أضم كتفها و سرنا لندخل ، كان المنزل هادئ و نحن صعدنا نحو غرفتنا ، و بكل درج نحن وضعنا به قدمينا حاولت مسح ذكرى ليلة زفافنا لأنها كانت بداية كسراتها
وصلنا لنهايته و سرنا في الرواق و لكنها توقفت أمام باب غرفة جي هيون ، حدقت بها و اندفعت دموعها لتخرج شهقاتها بهدوء ثم نبست اسمه بهدوء
" جي هيون ..... "
" هل تريدين رؤيته ؟ "
رفعت نظراتها نحوي و أومأت و أنا جعلتنا نتقدم و فتحت الباب ليظهر لنا هو من خلفه ينام في مكانه بينما يتمسك بدميته المحشوة ، تقدمنا و انسلت من بين ذراعي لتسند ركبتها على الأرض أمام سريره
أمسكت بكفه و قربتها منها لتقبلها و بهدوء هي حدثته
" آسفة .... أرجوك صغيري سامحني ، سامحني لأنني لست أما مثالية لك "
وضعت كفها على وجنته و بكت بهدوء أما أنا اقتربت لأسندها و أجعلها تقف و تحدثت
" يجب أن ترتاحي و جي هيون سوف ترينه غدا "
رفعت نظراتها لي و وضعت كفها على كفي التي تمسك بها
" أرجوك أخبره أنني لن أتخلى عنه مرة أخرى .... أخبره أنني آسفة "
" و أنا لن أتخلى عنك .. لن أتخلى عنكما فسامحيني "
أغمضت عينيها و دموعها على وعدها اليوم و أنا قبلت رأسها و خرجنا من غرفة جي هيون و ذهبنا لغرفتنا ، جعلتها تجلس على طرف السرير و انحنيت لأبعد حذاءها ثم استقمت و جعلتها تتمدد ، وضعت عليها الغطاء و هي أغمضت عينيها ليخرج تنهدها نتيجة بكاءها المتواصل
ابتعدت و أبعدت سترتي ثم تقدمت من باب الشرفة و وقفت بينما أضع كفيّ بجيوب بنطالي و راقبتها هي من خلال الزجاج ، تنهدت و قررت أن أتخلى عن كل تلك الوعود القاسية بحقها و الظالمة لها و لي فللتو أنا تلقيت صفعة من الحياة في ثانية جعلتني أفتح عينيّ
كنت أكذب من شدة الصدق و الحب ...... و الحمد لله أنني كذبت
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
*
أعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
*
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
مقتطفات من قصيدة : أحبك جدا – نزار قباني
" أنا لن أكون اذا لم تكوني ..... أنا سوف أتوب عن كل ذنوبي سيجونغ ، أقسم أنني سوف أعتزل كل الخطايا و كل الذنوب و أعيش لكِ لتكوني "
قلتها و التفت أحدق بدموعها التي جفت عندها طرق الباب بخفة ثم فتح لتطل من خلفه عمتي ، رمقتني بنظرات منزعجة و تقدمت لتدخل و تقفل الباب ، وقفت بالقرب من السرير و كتفت ذراعيها لتتحدث
" ما الذي فعلته و جعلها في تلك الحالة ؟ "
تنهدت ثم سرت بثقل و جلست على الأريكة ، أسندت ذراعيّ على قدميّ و رفعت كفي أسند بهما فكي و هي تقدمت و جلست بجانبي أما أنا فحدقت بسيجونغ و شعرت أن قلبي يحترق من أجلها ..... سوف أتوب عن خيانتها و عن جميع ذنوبي تجاهها ، سوف أكرس نفسي لها و سوف أداوي جروحها ، سوف أعالج روحها
" لا تسكت هكذا ..... "
أبعدت كفي عن فكي و تحدثت بهدوء
" لقد كانت ستنتحر ..... هي كانت تقف على حافة السطح "
شهقت و رفعت كفيها لتضعهما على ثغرها بينما عينيها امتلأت بالدموع و نفت و أنا أومأت بينما شددت بكفي على أناملي ، أبعدت كفيها و حاولت التحدث لتفشل مرارا و تكرارا حتى نبست في النهاية
" لماذا ...... لماذا هي ستقدم على فعل كهذا ؟ "
نزلت دموعها و أنا اعترفت بذنوبي و لأول مرة أشعر بالخزي من نفسي و أفعالي
" ... لأنني خنتها ، لأنها رأتني أطارح امرأة أخرى فراش الرغبات انتقاما منها "
أغمضت عينيها و بكت دموعها بسخاء بينما تضع كفها على قلبها و أنا حدقت بسيجونغ التي تنام و تحدثت
" و لكنني منذ تلك اللحظة قررت ترك الماضي ..... قررت السعي لأنال صفحها و أتوب عن كل ذنوبي "
" و لكنك ستبقى خائنا .... "
حدقت بها و هي كانت تنظر داخل عيني و أومأت لتتكلم أكثر
" كلما حدقت بوجهك سوف تراك في تلك اللحظات .... سترى بين ذراعيك امرأة غيرها و هذا سيقتلها كل يوم و في كل ثانية "
" و لكنني عن حبها لن أتوب .... عن حياتها لن أبتعد و عنها لن أتخلى "
" أنت أناني جدا و أنا لم أعد أعرفك "
" هي وطني و أنا مهما خنت وطني ليس لي غير أراضيه "
حدقت بعيني مطولا و لم تجد ما تقوله فاستقامت و حدقت نحوها ثم عادت تحدق بي و سألتني
" اقدامها على الانتحار يعني أنها ليست بخير فما الذي تنوي فعله ؟ "
" غدا سوف أبحث عن أبرع طبيب نفسي و آخذها اليه "
" إلى جانب الطبيب حافظ على قلبها و التزم بتوبتك عن ذنوبك "
قالتها ثم تنهدت و رفعت ثوبها لتسير و خرجت ، أقفلت الباب بهدوء و أنا لم أستطع ابعاد ذلك المشهد عن عيني ، كانت معلقة في الهواء ولا تمسكها سوى كفي و هي تحاول أن تبعدها عنها .......... يأسها وصل لدرجة أنها حتى و هي بالحافة لم تحاول العودة أو التمسك بالحياة
و لكن أنا لا أستطيع تركها ، لا يمكنني سوى أن أتمسك بها فاستقمت و اقتربت منها ثم تمددت خلفها لأضمها و أقربها مني ، أغمضت عيني و زودتني هي بدفئها بينما أستنشق عبيرها الرقيق ، تنهدت و نبست بخفوت
" أقسم أنني عن خيانتك قد تبت .... أقسم أنني لن أكون اذا لم تكوني "
*
سيجونغ :
و ما بين نقطة حبـر..
ونقطة حبر..
هنالك وقت..
ننام معاً فيه، بين الفواصل..
وما بين فصل الخريف وفصل الشتاء
هنالك فَصل أُسميـه فصل البـكاء
تكون به النفس أقرب من أي وقت مضى للسماء..
*
فـ
ما فائدة أن تحبني كثيرا ولا تفهمني
تفتقدني ولا تبحث عني
أن أكون ضمن أشياءك ولا أكون أهمها
مقتطفات من روائع نزار قباني
" ما فائدة أن تضمني الآن و تدفئني ..... ما فائدة أن تحييني و تعود لتقتلني ؟ "
همست بها بخفوت عندما فتحت عيني و شعرت أنني أسكن حضنه البارد ، حضنه الغريب و الخائن و هو زاد تمسكه بي و رغم رفضي للمساته إلا أنه شابك أناملنا معا و أجابني
" أنا هذه المرة أحييتك لتحييني ..... تبت لتسامحيني ، لتغفرِ لي كل ذنوبي "
" و لكن قلبي أقفل أبواب التوبة و الغفران "
" و أنا سأعمل جاهدا على فتحها ..... سوف أعتكف في محرابكِ وحدكِ "
أبعدت تعانق أناملنا لأبعد ذراعه كلها عني و اعتدلت لأجلس و أضع قدمي على الأرض الباردة بينما ظهري هو كل ما يقابله ، أسندت نفسي بكفي على السرير و تنهدت
" لا أريد أن أكون ضعيفة ..... لا أريد أن أموت من أجلك ولا أن أعيش لك "
" و أنا سأكون ضعيفا لكِ ..... سأموت من أجلكِ و أعيش لكِ "
" حياتنا لن يكون لها عنوان سوى ..... العيش لأجل جي هيون "
" و نحن ؟ "
" نحن لم يعد لنا وجود منذ زمن "
قلتها و استقمت لأتجنب النظر إليه ، تقدمت من الخزانة و أخذت ثيابي ثم توجهت نحو الحمام ، أغتسل من ذنوبه و أوزيل عني ضعفي و لمساته ، انتهيت بعد مكوثي طويلا تحت المياه فارتديت ثيابي و وقفت أمام المرآة أحدق بعيني و نبست
" لن أعيش له أو لي ..... سيجونغ ستعيش من أجل جي هيون "
أغمضت عيني ثم فتحتها لأتنهد و خرجت من هناك و هو كان يقف و يضع الهاتف على آذانه بينما يسند كفه على زجاج باب الشرفة ، مررت من جانبه و أخذت المجفف و انتظرت حتى انتهى من مكالمته و بعدها جففت شعري
تقدم ليقف خلفي و أنا بعد أن انتهيت وضعت المجفف و حدقت به من خلال المرآة ليضع هو كفيه على كتفي و لكنني بسرعة ابتعدت و التفت أحدق فيه بعدوانيه
" لا تلمسني .... "
ظهر الغضب في عينيه و لكنه لأول مرة يكبته و تحدث
" لقد أخذت موعدا عند طبيب نفسي "
" لن أذهب "
قلتها وحاولت تجاهله و المرور من جانبه و لكنه عاد لتسلطه بسرعة و أمسك ذراعي بقوة و تحدثت يضغط على كلماته
" أنا لا آخذ رأيك ... أنا فقط أخبرك ولا تعتقدِ إن توسلت غفرانك أنني سأكون متساهلا معك في ما يخص سلامتكِ "
التفت بجانبية و أجبته بنوع من القهر و الغضب
" و هل تهمك سلامتي ؟ "
عندها هو ترك ذراعي و بهدوء تحدث
" جي هيون اشتاق لكِ و هو ينتظركِ "
دخل للحمام و أنا تنهدت ثم سرت نحو الباب و فتحته لأخرج و ذهبت نحو غرفة جي هيون ، طرقت الباب بخفة و عندما فتحته كانت عمتي تسرح له شعره بعدما ساعدته في ارتداء ملابسه
التفت و عندما رآني بسرعة ركض نحوي و أنا دنوت لأستقبله بحضني و هو قفز داخله ، استقمت أحمله رغم ثقله و ضممته بقوة و شدة أقبل وجهه ، وجنتيه و شفتيه
" هل شفيت أمي ؟ "
أبعدته عني و حدقت بعينيه مستغربة و هو أكمل
" عمتي أخبرتني أنك كنت متعبة ..... لقد وعدتني أنك لن تمرضِ و لكنك لم تفي بوعدكِ لذا لن أتركك تذهبين إلى أي مكان وحدك ، سوف أكون معك و أمنع المرض عنكِ "
عدت أضمه و تحدثت
" أنا آسفة ...... آسفة و لن أتركك مرة أخرى خلفي ، ستكون دائما كفك بكفي "
حدقت بعمتي و ابتسمت و نظراتها يكتسيها الهم ، وضعت جي هيون على الأرض و هي تقدمت بينما تحمل حقيبته ، ناولته اياها و تحدثت
" جي هيون اذهب لجدك و نحن سوف نتبعك "
حدق بها ثم بي و عكر حاجبيه برفض و أنا ابتسمت له و تحدثت
" لن أتأخر سوف آتي و نتناول طعامنا معا "
تنهد و أومأ
" حسنا و لكن لا تتأخرِي "
" لن أفعل "
خرج ليقفل الباب خلفه و عمتي وضعت كفيها على وجنتي ثم ضمتني و تحدثت
" اياكِ ن تفكري بتركنا .... نحن جميعا سوف نضيع بدونكِ "
ضممتها بشدة و تحدثت أحاول السيطرة على دموعي
" أنا لن أموت ...... فأنا امراة لا تموت "
نهاية الفصل السادس من
" امرأة لا تموت "
أرجو أنكم استمتعم
انتظروني قريبا مع الفصل التالي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro