الفصل الثاني
مساء الخير
كيف هي الأخبار و كيف هي الاستعدادت للمدرسة و الجامعة ؟
في السنة الماضية في مثل هذه الأيام الجميع كان متشوق لمعرفة ما يحدث بين أبطال الخطايا الثلاث فمن يتذكر ؟
*
و لأن الجميع متشوق لمعرفة ما يدور بين الثنائي فأنا قررت نشر الفصل الثاني
و عندما أنتهي من كتابة آخر الفصول سوف أعود لعادتي بالنشر اليومي
بعد يومين سيكون عيد ميلاد سيجونغ لذا ترقبوا فصلا بذلك اليوم
*
استمتعوا
سيهون :
بعد خروجي من الحمام و الذي أخذته فقط حتى أجعلها ترى آثار جريمتي ، هي مرت من أمامي تتجاهلني كعادتها و حملت القميص و دخلت للحمام حتى تغير ثيابها ، جلست على طرف السرير من جهتي و لم تلبث كثيرا من الوقت حتى خرجت و بسرعة سارت نحو مكانها ، تمددت و أولتني ظهرها
التفت بجانبية و لمحت كفها على ثغرها و اهتزاز جسدها و هذا لا يعني سوى أنها تبكي بينما تختبئ بعيدا عني ، تمددت في مكاني و جذبت علي الغطاء الذي نتشاركه بدون أن نتشارك ألامنا بل نحن نسببها لبعضنا البعض و بكل احترافية
أنا لست نادم و لن أندم على دموعها ...... و رغم برودها و صمتها إلا أن هذه الدموع تجعلني أدرك أنني لا أزال أملك مكانة بقلبها رغم خيانتي لها ، أنا أحبها رغم كرهها لي و هي لن تتخلص مني ولا من جبروت حبي لها
أغمضت عيني و مثل كل ليلة يبتعد عني النوم عندما تهاجمني أحلام يكون صراخها فيها عاليا ، فتحت عيني و وضعت كفي على وجهي أبعد العرق ثم اعتدلت في مكاني و التفت لها و كعادتها تنام بعد أن تجف دموعها و أنا أقترب منها بعد أن يغيب وعيها
وضعت كفي على كفها التي تضعها على بطنها و أغمضت عيني لتظهر أمام عيني عينيها الضاحكة ، رنت في أذني ضحكتها المبتهجة و عدت لبراءتي و لكن كل شيء تلاشى بعد أن فتحت عيني و دنوت ، أجل أمام شفتيها تسقط قسوتي و يسقط جبروتي فأتحول لطفل صغير و أسرق منها القبلات ، حتى المكان ما بين عينيها أنا قبلته و هكذا أجسد ما قاله الشاعر عندما توعد حبيبته أنه لن يبوس كفيها و لكنه وجد نفسه يبوس ما بين عينيها حتى شبع ....... الفرق بيني و بينه أنني لا أشبع ، أنا فقط أستل منها لقيمات تزيد من جوعي و الذي لن تطفئه امرأة غيرها
ابتعدت و هي لم تتحرك و لم تفتح عينيها بينما أمارات النوم تبدو عليها فتنهدت و كآخر لمسة أنا ربت على شعرها ثم أبعدت عني الغطاء ، وضعت قدمي على الأرض الباردة و تقدمت نحو باب الشرفة الزجاجي و وقفت أراقب قطرات المطر
حتى و هي ترى وشمي و لكنها لا تفهم أنه اسمها ، تحسبني تحولت و لكنني لم أتحول كليا ، كل شيء محوته في حياتي إلا هي و رغم انتقامي منها لم أكن قادرا على كرهها ..... في النهاية هي لا ذنب لها بما فعله والدها و أنا فقط كنت سبابا و بدون قصد في موت جدها
أغمضت عينيّ و عادات لي ذكريات ليلة زفافنا ، يوم موتها على يديّ أنا في أكثر الليالي التي يجب أن تحيا فيها و كان ذلك قبل سبع سنوات مضت
// ..... تمسكت بكفها و سحبتها معي و هي تجر ثوبها الثقيل و معه تجر حزنها و خذلانها ، تجر دموعها و صرخاتها المكتومة و جدي و عمتي كانا يقفان خلفنا أسفل الدرج ، صعدنا نحن و لم ألقي أي اهتمام لما تعانيه في مجاراتي و كل ما كان يدور برأسي كلماتها و هي تصرخ بكرهها لي و تخبرني أنها لن تكون لي أبدا
ستكونين لي سيجونغ أقسم
وصلنا لغرفتي و فتحت الباب لأدفعها للداخل بقوة ثم دخلت و أقفلت الباب و هي صرخت من خلفي
" أكرهك ... "
التفت لها و بسرعة اقتربت لأمسك برقبتها بكفيّ معا و ضغطت عليها بينما أدفعها حتى استلقت على السرير ، شددت على كفي و خرجت كلماتي
" لست مخيرة .... أنت سوف تحبينني حتى و لو كذبت من شدة الصدق "
وضعت كفيها على كفي و حاولت أخذ أنفاسها لتنزل دموعها عندها فقط أنا أبعدت كفي عن أنفاسها و وضعتها على وجنتها حتى أمسح دموعها السخية
و هي وضعت كفها على عينيها و من جديد نبست من بين شفتيها
" أمقتك ... "
عندها اجتاحني الجنون و ابتعدت حتى لا ألقيه عليها ، وقفت أوليها ظهري و هي اعتدلت ثم استقامت و من جانبي حاولت المرور حتى تغادر الغرفة و لكنني بسرعة أمسكت بذراعيها أجذبها لي
" أين تعتقدين أنك ذاهبة ؟ "
و هي بعينيها التي يتجمع بهما حقدها علي أجابتني
" إلى أي جحيم إلا جنتك "
ابتسمت بسخرية و أجبتها
" أنت تحلمين سيجونغ ...... تريدين الجحيم و أنا سأصنعه لك "
حاولت دفعي عنها و أنا جذبت طرحتها بقوة أستلها من بين خصلاتها بقسوة و رميتها أرضا ثم سحبتها نحو السرير و دفعتها بقوة لتتوسده ثم اعتدلت و بنظرات خائفة تدعي القوة و الثبات تحدثت
" اياك أن تقترب مني .... "
أبعدت سترتي لأرميها أرضا و فتحت ربطة عنقي لأبعدها ثم شرعت في فتح أزرار قميصي و أجبتها
" أنت زوجتي و عليك حقوق يجب أن تأديها "
تراجعت للخلف لتصرخ بغضب و صوت تقهقر بكاء
" اللعنة استيقظ و افتح عينيك فلما تحولت لشيطان ؟ "
خلعت قميصي و رميته بقوة على الأرض و اقتربت أكثر لتبتعد هي بينما تحاول مسح دموعها بظهر كفها ، انها خدعة تستدعي براءتها حتى تضعفني أمامها و لكن محال أن أستجيب ، الشيطان الذي ينام داخل كل منا استيقظ عندما علمت بما جهلته لسنوات
اقتربت أسند ركبتي على السرير و بفكها أنا أمسك كفي و ابتسمت و بكل برود أجبتها
" والدك السبب ...... "
وضعت كفيها على كفي التي تشد بقوة على فكها و تحدثت بصعوبة
" و أنت كنت السبب في موت جدي "
عندها أجبتها بقهر جعلته يبدو قسوة فقط
" و أنت تكرهينني بسبب هذا فلما لا تستطيعين الشعور بما أشعر به ؟ "
" لأن ما ارتكبه أبي كان قدرا و لكن أنت ..... أنت قتلته قهرا على ابنه "
صرخت بقهر منها أجبها
" و أنا عشت ميتا ...... عشت بدون روح و عندما جعلتك روحي تبين أنك من سوف تستلين روحي "
نزلت دموعها و عندما خف ضغطي على فكها هي نبست بما أمقت سماعه
" أكرهك .... "
و بدون سيطرة على نفسي أنا صفعتها بقوة لتسقط على السرير ، تجردت من حبي و من كل انسانية أنا امتلكتها في يوم و هاجمت أنوثتها بكل طغيان ، وضعت كفي على ثغرها حتى لا تخرج صرخاتها و مهما قاومتني أنا فقط انتقمت لها و لنفسي
شعرت بأظافرها تخدش كتفي بقوة عندها أنا تركت نفسي اللاهثة عليها و أبعدت كفي عن ثغرها ، وضعت كفيّ على الفراش أستند عليهما و ابتعدت عنها قليلا فقط بينما لا ازال عتليها و هي كانت فقط تحدق في السقف و دموعها تصنع حبلا لا منتهي
فجأة هي هدأت و ما عادت تواتي بأي حركة ، ما عادت تواتي حتى بهمسة تحمل صرخة ، أنا لست نادما و لن أندم فدنوت من جديد و استليت أنفاسها بقبلة عنيفة عفيفة و ابتعدت حينها فقط أغمضت عينيها و تنهدها العميق خرج و نبست
" عدني بعد الليلة أنك لن تطارحني الحب إن كنت قد أحببتني يوما "
و على عهود الرجال أنا أسير فما كان مني إلا أن وعدتها
" بعد أن جعلتك لي ...... بعد أن أذللتكِ في فراشي أنا سوف أمتنع عنكِ ما دام الكره يقف بيننا "
ابتعدت عنها و استقمت لأقترب من النافذة و هي لمحتها على الزجاج تحاول الاستقامة و بثقل جرت ثوبها الأبيض الذي تلطخ بآثاري عليها ، تضع كفها على صدره تثبت سقوطه و سارت بخطى ميتة نحو الحمام ، فتحت الباب و قبل أن تدخل هي توقفت لتقول كلمات بصوت هادئ عكس الثورة التي كانت تثيرها من قبل
" لا تتوقع أن الكره من بيننا سيختفي يوما ولا تعتقد أنني سأسامحك في ليلة تائهة "
دخلت و أقفلت الباب خلفها و أنا التفت للسرير المبعثر بجنون بينما كفي لم تبتعدا عن جيوب بنطالي ....... //
و فجأة اختفى الماضي من أمامي و رأيتها هي تبعد الغطاء عنها و اعتدلت لتضع قدميها على الأرض ، لم ألتفت و لكن راقبت ملامحها و كل حركاتها لغاية استقامتها و مرورها بقربي تسير نحو الحمام و أقفلت الباب
هكذا نحن نعيش وسط الموت و نتظاهر بالحياة أمام ابننا ....... هكذا كنا ولا أدري إلى متى سوف نبقى هكذا
*
سيجونغ :
على صوت الرعد الخفيف أنا فتحت عيني و شعرت بالبرد يلفحني من جهته و عندما أملت رأسي لم يكن في مكانه و كان يقف أمام باب الشرفة ، وضعت كفي تحت وجنتي لألتفت كلي و حدقت بوشمه ذو الحروف اللاتينية القديمة ، لا طالما كان مهووسا بها كلغة اندثرت ....... تنهدت و أغمضت عيني لا يهمني ما يدونه هناك فلابد أن يكون له علاقة بالكره الذي يعيش بيننا ، له علاقة بانتصاره في تلك الليلة و اخفاقي مدى الحياة من بعدها
وضعت كفي على قلبي و هاجمتني دموعي عندما توالت عليّ الذكريات و عاد بي الزمن لأول شهر من بعد ولادة جي هيون .... أنا كنت أكرهه و أنفر منه ، أود ضمه و لكن بمجرد أن أضع كفي عليه أشعر أنني أحترق
// ......... كنت أحتمي بفراشي و أضع كفي على آذاني بينما أسمع صوت بكاءه المرتفع ، دموعي تملأ وجنتي و أنا لا يمكنني تحمل المزيد
" أصمت ..... اخرس اخرس "
فتح الباب و دخلت عمتي مينيونغ و بسرعة اتجهت نحو سريره الصغير و حملته لتحاول تهدئته و لكنه فقط يبكي و يبكي و أنا أتلوى ألما ، اقتربت مني و صوته اقترب و تحدثت
" سيجونغ أرجوك ِ "
و أنا صرخت
" أبعديه عني ........ "
" سيجونغ إنه ابنك و هو بحاجتك ِ أنتِ ولا يمكن لغيركِ أن يهدئه أو يسكت بكاءه "
" أنا أكرهه ..... لا أريد رؤيته ولا سماع صوته "
تنهدت بقلة حيلة ثم غادرت الغرفة لتقفل الباب و صوته ابتعد و أنا زاد انتحابي ، قلبي يتمزق بين قبول و رفض ، إنه قطعة مني و لكن ....... أنا لا أتحمل رؤيته بين ذراعيّ ........... //
فتحت عيني و نفيت تلك الذكريات الأليمة ثم أبعدت عني الغطاء و استقمت و بكل صمت أنا سرت نحو الحمام ، دخلت و أقفلت على نفسي هناك لأسند نفسي عليه ، كل شيء حولي يخنقني إلا صغيري وحده من يزيح عن صدري تلك الصخرة عندما يضمني بذراعيه الصغيرين و يبدع في منحي قبلاته الحنونة و المحبة
فتحت عيني و رميت كل شيء خلف ظهري فإن كنت في البداية أهملت ابني و تنصلت من دوري الآن يجب أن أقوم به على أكمل وجه لذا اتجهت نحو الحوض و ملأته آخذ حمامي حتى يبدأ يوم جديد
ارتديت ثوب الحمام و وضعت منشفة لففت بها شعري ثم تقدمت لأفتح الباب و أخرج و كالعادة هو دائما يذهب لغرفة جي هيون ، فتحت الخزانة و رغما عن أنفي يجب علي تأدية دور الزوجة السعيدة و اختيار ثيابه ليوم طويل من العمل و سهرة أطول يغرس من خلالها سكاكين الغدر بقلبي
وضعتها على السرير ثم أخذت ثيابي و عدت للحمام لتغييرها ، جففت شعري و خرجت لأتجه نحو غرفة جي هيون ، طرقت الباب بخفة و فتحته و من خلفه ظهرا كعادتهما يضمان بعضهما و يدردشان قليلا ......... لا يمكنني نكران دوره مع طفله الذي يتقنه و من بين كل الأمور التي حدثت في حياتي أنا ممتنة لعلاقته مع جي هيون
تقدمت و رسمت على وجهي ابتسامة و هي كانت صادقة لأنها كانت لصغيري
" صباح الخير جي هيوني "
مد ذراعيه لي من فراشه و تحدث
" صباح الخير أمي ..... "
اقتربت و حملته ليتعلق بي و انهالت علي قبلاته الرقيقة و أنا تحدثت
" لا تحاول جي هيون "
" أرجوكِ أمي "
ابتعد يمد شفتيه بنوع من الغضب المفتعل و أنا نفيت لأحدق نحو سيهون هو الذي كان يسند نفسه على مسند سرير الصغير و يحدق بنا بابتسامة خافتة ....... ما بيننا من موت و برود لا يخص جي هيون لذا تحدثت
" اسأل والدك و هو سيقرر "
" ما الذي يجري من وراء ظهري ؟ "
قالها و استقام ليقترب و يأخذه من حضني و جي هيون تمسك بقميصه يداعبه بأنامله الصغيرة
" أبي جي هيوني يحبك كثيرا "
" و أنا أيضا أحبك ... هاتي ما عندك "
" هناك رحلة ..... "
و قبل أن ينتهي هو فعلا قبل وجنته و نفى
" لا ..... تعلم أنه ممنوع أن تذهب في رحلة لوحدك "
" و لكنها مع المدرسة "
أنزله و وضع كفه على رأسه و ربت عليه
" أنا سوف آخذك ...... "
و بخفة ضرب قدمه الصغيرة مع الأرض باعتراض
" أريد أن أذهب مع زملائي "
انحنى لمستواه و تحدث بينما يربت على خصلاته البندقية
" و ماذا عني أنا و والدتك ؟ نحن لم نذهب أبدا في رحلة معك "
عندها رد عليه بصوت غاضب طفولي
" حسنا .... أود أن أذهب معكما "
ابتسم و قبل وجنتيه
" افتتاح فرع فندقنا بتايوان أصبح قريبا و نحن سوف نذهب قبله بعدة أيام حتى نستمتع بوقتنا "
قالها و جي هيون و رغم بروز عبوسه إلا أنه ضمه و سيهون استقام بينما يحمله و عندما حدق بي أنا فقط توترت ، توترت بحزن و حرقة و اقتربت لآخذه منه و تحدثت
" أنا سوف أجهز جي هيون من أجل المدرسة و أنت جهز نفسك "
" حسنا "
كان صوته هادئا ، هو معظم الأوقات هادئ و لكن وراء هدوئه هناك عواصف تحركنا على أمواج الحياة بكل عنف و نحن مهما حاولنا إلا أننا نفقد أنفاسنا وسط تلك الدوامات
غادر و أنا حدقت بجي هيون و عكرت حاجبي لأتحدث
" لما هذا العبوس موجود حتى الآن ؟ ألم تحصل على رحلة ؟ "
" كنت أريد أن أذهب مع أصدقائي "
" ألا تريد أن ترافقني ؟ "
ضمني لينفي و تحدث
" بلا أمي أريد أن أذهب معك "
ابتسمت و قبلت رأسه لأجيبه بينما أربت على ظهره
" سوف نترك كل شيء وراءنا و نستمتع بوقتنا و نستمع فقط لصوت ضحكات جي هيوني "
و هو فقط شد على تمسكه بي ، جهزته للمدرسة و ألبسته زيه و كآخر لمسة بعد أن وضعت المشط أنا حملت العطر و رششت عليه القليل
" هيا جي هيون اذهب لعمتي مينيونغ و أنا سوف أجلب حقيبتك و ألحق بك "
" حسنا أمي "
قالها و بقي ثابت الوقوف في مكانه و أنا حركت رأسي بتساؤل
" لما لا تذهب ؟ "
ابتسم حتى تقوست عينيه و تحركت نظراته الملونة من مكانها قليلا و أنا فهمت ما الذي يريده فدنوت أجلس القرفصاء أمامه و هو ضمني لينهال علي بقبلاته ، أنا سعيدة جدا به ، كل ما تحرمني منه الحياة يمنحني اياه صغيري ، كلما تلقيت صفعة قوية من والده يربت هو على مكانها و بدون حتى أن يعلم أنه يشفي قلب والدته المحطم
قبلته بعنف أنا أيضا و قهقهنا معا ثم استقمت و هو ركض ليفتح الباب و خرج يصرخ في طريقه للعمة ، انها عادته أن يملأ هذا البيت الكئيب فرحا و مرحا منذ الصباح
و بعد أن تركته أمس يجهز حقيبته لوحده أنا عدت و تأكدت أنه يأخذ كل دفاتره و كتبه ، أعلمه الاعتماد على نفسه و لكن من خلفه أنا أعاود السير على خطواته حتى أتأكد من نقصه و أعيد صياغته ليكون كاملا و هكذا أنا أزرع فيه ثقة كبيرة بنفسه ............ حتى لا يكون ضعيفا مثلي ولا متجبرا مثل والده
حملت حقيبة ظهره و خرجت من غرفته لأتصادف مع سيهون يخرج من الغرفة بعد أن جهز نفسه ، أقفلت الباب و لبثت بعض الوقت في مكاني و هو سار و أنا سرت خلفه أتبعه حتى ننضم للفطور ..... هكذا نحن هو يقف بشموخ و أنا من خلفه أنزف بكل خطوة ، سار و عندما وصل لمقدمة الدرج حتى ننزل هو توقف و بدون حتى أن يلتفت لي تحدث
" هناك حفل سوف يقام غدا في الفندق فجهزي نفسك "
قالها و لم يستمع حتى لاعتراضي و عاد ينزل الدرج ، تنهدت ففي النهاية يجب علي امساك ذراعه و الابتسام أمام الجميع ، نزلت الدرج و توجهت خلفه لغرفة الطعام أين كان جي هيون بحضن جدي يتحدث و الأكبر يغدقه حبا و قبلا
جلست على مقعدي بجانب عمتي مينيونغ و سيهون بمقعده مقابلا لها و جي هيون نزل من حضن الجد و ذهب ليجلس قربه و يكون مقابلا لي تماما
" جي هيوني لما تركتني لوحدي ؟ "
قالها جدي و جي هيوني ابتسم بظرافة
" أريد أن أكون رجلا جدي "
قهقه على كلماته و جي هيون أسند نظارته و حدق بسيهون الذي يرتشف قهوته بهدوء
" أبي أريدك أن تقلني للمدرسة اليوم "
" جي هيون كف عن الدلال اليوم "
قلتها بنبرة تحذيرية و هو تجاهلني
" سيهوني أرجوك "
عندها قهقه سيهون و وضع فنجانه ليأخذه بحضنه و قبل و جنتيه بطريقة حماسية ....... آه يا الهي لا يمكن أن الوضع أعجبه
" جي هيون أبي و ليس سيهوني "
و سيهون نظر إلي ليتحدث و ابتسامة صادقة مرسومة على ملامحه
" لا بأس سيجونغ لقد أعجبتني طريقته في الحصول على ما يريد "
حسنا سوف ألتزم الصمت ... جي هيون يتمادى بسرعة و هو سوف يستبدل أبي بسيهوني تلك ....... متأكدة
" هيا سيهوني أنت سوف تقلني أليس كذلك ؟ "
" حسنا سأفعل و لكن مساء أريدك أن تكون جاهزا لدرس البيانو "
ترهلت ملامح جي هيون فهذا أكثر ما يكره
" أرجوك أبي ..... "
" لا أنت سوف تأخذ دروس البيانو "
عندها تحدث الجد
" سوف نعزف معا جي هوني حسنا ؟ "
" أنا كره المدرّس "
" هل المشكلة في المدرس فقط ؟ "
سأله سيهون و هو بعبوس طفولي أجابه
" أجل ... "
" سوف نغيره .... مساءا سيكون لديك مدرس جديد "
" حسنا "
" اذن هيا أحضر حقيبتك و تعالى "
قالها ليضعه على الأرض و جي هيوني ركض إلي ، استقمت و أنا أحمل حقيبة ظهره و خرجنا نحو الباب و هناك أنا أخذت معطفه من الخادمة و ألبسته له ثم وضعت له الوشاح و سيهون اقترب منا بعد أن تحدث قليلا مع جده
أخذ معطفه الثقيل وحمله على ذراعه ثم أمسك بكف جي هيون و تحدث
" سوف نغادر الآن و مساء أنا من سيقله مرة أخرى "
و بكل هدوء و خفوت أجبته
" حسنا "
رفع جي هون كفه و لوح لي
" إلى اللقاء أمي "
" الي اللقاء حبيبي "
خرجا و أنا وقفت أمام الباب أراقب مغادرتهما ، فتح له الباب الخلفي و صعد ثم صعد هو بجانبه و السائق أقفل الباب و بسرعة ذهب نحو مكانه و تحركت السيارة تغادر و أنا أقفلت الباب لأسمع صوت عمت من خلفي
" سيجونغ نحن نحتاج للتسوق من أجل الحفل "
التفت لها و لم أكد أنفي بحجة أن لدي الكثير من الأثواب و يمكنني الاختيار منها حتى أمسكت بذراعي و سحبتني
" لا أريد اعتراضا .... هيا تجهزي لنذهب "
" عمتي الوقت لا يزال مبكرا ...... "
" التسوق يأخذ الكثير من الوقت "
" مهلا عمتي لدي بعض الأمور يجب أن أعدها لأجل جي هيون "
" أنت لا تعيشين إلا لجي هيون ... عيشي لك و لأجلك و لو لساعة سيجونغ "
*
سيهون :
عبث جي هيون بكفي ثم رفع نظراته لي ليبتسم و بغرابة تحدث يسألني
" سيهوني هل تحب أمي ؟ "
عكرت حاجبي و أجبته
" ألا تعتقد أنك تتمادي جي هيوني ؟ "
ابتسم و وضع كفيه على ثغره ليبدو تماما بلطفاتها عندما كانت لا تزال تحتفظ بحيويتها و تحدث
" آسف أبي "
ابتسمت و ربت على خصلاته ثم عدلت له نظراته و هو عاد يلح بسؤاله
" هل تحب أمي ؟ "
" بالطبع أحبها جي هيون لما تلح على هذا السؤال ؟ "
عبس و تنهد كشخص كبير يحمل هوم الدنيا على كاهليه
" أنا أبدا لا أراك تقترب منها ... لا تضمها مثلما تضمني ولا تقبلها مثلما تقبلني "
حدقت في السائق من خلال المرآة و تحدثت
" توقف على جانب الطريق و انتظر برهة "
" حسنا سيدي "
توقف بالسيارة على جانب الطريق ثم نزل ليقف قرب الباب و أنا تنهدت لأحدق بجي هيون
" هل يجب أن أظهر حبي حتى تصدق أنني أحبها ؟ "
" و لكنك تظهره لي ، تقبلني و تضمني .... أنا أحاول أن أضمها و أقبلها كثيرا حتى لا تحزن لأنك لا تفعل "
و كأنه يشعر بما يمزق أشلاء روحها فيكون هو ذلك الهدوء و السعادة التي تعيد لها الحياة ، ابتسمت و ضممته لي فأنا لم أجد ما أقول أو أفعل لأنني حتى في الوقت الذي أموت من أجل لحظة تكون فيها بين أحضاني هي لن تقبل و ستصدني ، تنهدت و تحدثت
" حسنا سيد جي هيون كما تريد سوف أضمها كثيرا "
" و لا تنسى أن تقبل وجنتيها فهي تحبني عندما أفعل هذا "
قهقهت على براءته و أجبته
" حسنا ... "
عاد السائق و واصلنا طريقنا نحو مدرسته ، نزلت معه و راقبته حتى دخل و لوح لي و أنا عدت للسيارة و مباشرة توجهنا نحو الفندق لبداية يوم جديد و اليوم قررت أن أمنح وقتي لابني و ألا أقترب من جراحها التي تنزف بسببي كل ليلة ........ اليوم لن أحفر في تلك الجروح و على عكس الأيام الماضية سوف أضع عليها ضمادة
نهاية الفصل الثاني من
" امرأة لا تموت "
أتمنى تكونو حبيتوه و استمتعتم فيه و لو على كمية الشتائم التي سيتلقاها سيهون فسوف نحاول غظ الطرف
لا تحكموا عليه لأنه لن يكون بدور رجل مثالي لأن المثالية ليست موجودة في شخصياتنا الحقيقية و لكن سنرى كيف و متى سيدرك خطأه و كيف سيحاول استعادة ما فاته
انتظروا الفصل التالي بشوق و لا تنسو التفاعل و التصويت
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro