Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل السابع

مرحبا بمحبي وسامي و " الوتر "

أهلا بعشاق المستر " عوّاد " 

استمتعوا 

*

مجرد أراضي قاحلة هي قلوبنا إلى أن تأتي غيمة

غيمة قد نراها في البداية سوداء لا فائدة منها و لكن في وقت ما سيتغير كل شيء

سوف تمطر حتى نرتوي إلا أنني لم أرتوي بعد

*

سُحبت بعيدا للغاية و وجدتني أقاسم بوبي حفيد السيد باركر الطاولة و هو لم يتوقف لحظة عن الكلام ، ثرثر حول كل انجازاته و أنا فقط كنت أحمل كأسي و بين لحظة و الأخرى أبتسم له حتى لا يظهر الملل على وجهي

وضعت الكأس الذي لم أرتشف منه شيئا و حدقت حولي حينها شعرت بكفه على كفي و عندما التفت له هو تحدث

" ما بالك كاث ... أشعر أنني أتحدث لوحدي "

حينها عكرت حاجبية و نفيت مبتسمة

" أبدا أنا فقط كنت منبهرة لما وصلت له بعمر صغير بوبي و الآن هلا تسمح لي ؟ "

قلتها و سحبت كفي من تحت كفه ملتفتة ، الآن أبحث عن يعقوب ، بل منذ البداية ما كان عليه أن يترك بوبي يسحبني بعيدا عنه و هو من وعدني أنه سيبعد عني كل أنواع الأم ،  أن أستمع لشخص كان يعد فاشلا بالنسبة لك و كل شيء وصل له بسبب عائلته و اسم جده لهو أمر مؤلم للغاية

سرت بين المدعوين أبحث عنه فلم يكن مع جدي ولا مع السيد باركر ، واصلت بحثي و لم يكن موجودا بين الحضور حتى اتخذت طريقا في هذه الحديقة الكبيرة يوصل إلى مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء و ما إن سرت قليلا حتى رأيته يجلس على مقعد الحديقة ، يبسط ذراعه اليسرى على مسند المقعد و كفه الأخرى يحمل بها كأسه و يشرب بهدوء

عندما رأيته أنا لا أدري لما ابتسمت ، لا أدري لما البهجة أصابت قلبي و تجردت من حزني و ألمي

أ لأنه وعدني أنه لا ألم بعد أن أضع يدي بيده و أعزف من جديد ألحاني ؟

دفعت خطواتي بهدوء نحوه حتى وصلت خلفه ، وقفت بعض الوقت و ما إن هممت باكمال سيري و الجلوس بقربه هو تحدث

" لقد وضعت رهانين مع نفسي "

توقفت و هو التفت ، كان يرسم بسمة جانبية على شفتيه و أنا حاولت ألا أبدو بمظهر الفتاة الحالمة

بل عكرت حاجبي و هو مد كفه نحوي

حدقت به ثم بكفه و بدون تحكم أنا ممدتها نحوه فسحبني له ، كما يسحبني نحو السعادة التي يعدني بها أو على الأقل اللا ألم

جلست بجانبه و هو وضع ذراعه على كتفي ، يتقرب مني بدون حدود و هذا أمر مزعج و غير مزعج بذات الوقت

" لم تسأليني ؟ "

" عن ماذا ؟ "

" عن الرهانين ؟ "

" و لما سأسأل ما دامت ستخبرني في جميع الأحوال ؟  "

عندها خرجت منه شهقة سخرية و أنا التفت نحوه بجانبية

" ما الذي يجعلك متأكدة  أنني سأخبرك ؟ "

" لو لم ترد ذلك ما كانت ستخبرني عنهما منذ البداية "

" مجادلة أنت "

" مثلك يعقوب "

" حسنا أنا لن أخبرك عن الرهانين "

 قالها مقدما وجهه راسما التحدي على ملامحه حينها أشحت عنه و حدقت أمامي ثم أشرت لبيت خشبي ، بيت شجرة بني هناك منذ وقت طويل و تحدثت متجاهلة سبله في جعلي أتوسله حتى يتحدث

" هناك كنت أعزف أحيانا و بوبي يمثل أنه جمهوري "

و حينها كأنه انفجر بوجهي

" أرى أنك سعيدة برؤيتك لبوبي هذا "

فالتفت له مستغربة و حركت رأسي متسائلة

" و لما تبدو متضايقا منه ؟ "

" لأنه تم سحبي و جعلوني أسحبك إلى هنا من أجل أن تلتقي أنت ببوبي "

" و هل الآن فقط أدركت ذلك ؟ "

و هنا نبرة صوته انخفضت 

" لا  ، منذ أن تم تعريفنا عليه و استحوذ هو على كل اهتماماك "

" استحوذ على اهتمامي ؟ ..... هل أنت جاد  ! كنت سوف أموت من الملل و هو يثرثر بدون توقف عن انجازاته "

" اذا الجميع يحاول أن يجعلوكي معجبة به من جديد "

" من جديد ؟ "

" أوليس هو حب طفولتك ؟ "

فعكرت حاجبية مجيبة ببسمة سخرية 

" من أخبرك و لما كل هذه التكهنات الخاطئة ؟ "

حينها رفع كفه و نفى

" دعك من تكهناتي هل كنت سعيدة بلقائه ؟ "

" نوعا ما "

" كنت سعيدة اذا "

" يعقوب لما فجأة تفقد بريقك بعيني ؟ "

" لما تركته و أتيت هنا ؟ "

حينها ابتسمت ، ضممت كفي معا و عدت أحدق بعيدا

" فقط افتقدتك .... "

" ماذا  ؟ "

قالها و وضع كفه على كفي بعد أن وضع كأسه بقربه على الجانب الآخر و جعلني التفت له

" افتقدتيني ؟ "

" أجل أريد البقاء بجانبك لأن الألم فعلا بدأ يزول عندما أكون معك و ما إن تختفي يسيطر من جديد "

رسم بسمة كبيرة ثم سحبني كلي له و ضمني ليضع كفه على ظهري حينها فقط أغمضت عيني و تنهدت بعمق

إنه يثبت نفسه في الأعماق ، إنه يسرقني مني اليه 

وضعت أنا الأخرى كفي على ظهره و حركتها ليبعدني ، حدق بعيني مبتسما بتوسع ثم استقام و سحبني لأستقيم معه كذلك

" حان الوقت حتى نفشل مخطاطتهم و نغادر المكان "

قالها و سحبني متجهين نحو البوابة و لكن ما إن اقتربنا حتى تم اعتراض طريقنا ، لقد كان السيد باركر يحمل كمانا و وترا و رفعهما بوجه يعقوب

" المدعوون ينتظرون عزفك سيد يعقوب و لا يصدقون أنهم سيقابلونك و يسمعون عزفك مباشرة أمامهم "

حينها كف يعقوب خف تمسكها بكفي ، شعرت بالفتور قد أصابه فجأة و عندما رفعت نظراتي نحوه كانت نظرة الأم قد استوطنت عينيه السوداء

ترك كفي و لكن قبل أن يشعر بمزيد من الألم أمسكت أنا بكفه و تحدثت

" أنا سوف أعزف عن السيد يعقوب ، لحنا جديدا لم يسمع من قبل "

*

القوة هي أكثر ما نحتاج اليه حتى نواصل العمر

القوة هي أكثر ما نتوهم أننا نمتلكه و لكن في ثانية

في ثانية كل شيء يتداعى كبنيان قديم

كطوفان يضرب الأرض فلا يبقى عليها أي حياة

و أنا أكثر ما يهدني أن يلمس أحد وتري

صحيح أنني وجدت من سميتها يدي ، لحني الضائع و لكنني في هذه اللحظة أشعر بالضياع

هاهي تضم كفي و تترك ضعفها جانبا حتى تنقذني من ظلامي

دقاتي لم تخطئ أول مرة عندما دقت لها

حزني لم يخطئ عندما هرب نحو عينيها و اختبأ بهما 

وجدتني أقف مثل الجميع في صفوف المتفرجين عندما وقفت هي وسط الحديقة أين كانت محط أنظار للجميع

صحيح أنها تقدمت حتى تنقذني من بؤسي و لكن هاهي نظرة الحزن تعود و تستوطن عينيها بقوة

هاهي دموعها تقف على عتبات عينيها الجميلة 

أغمضت عينيها و حركت الوتر على أوتار الكمان عندها أنا الآخر أغمضت عينيّ فهاهي بداية لحني الضائع ، لقد حُفر بداخلها و هي تعزفه كله ، إنها تحيي بي مشاعري التي سرقت مني ، حتى أنني لم أستطع انهاءه قبل الحادث و بعد الحادث فقط سمعت ضجته بداخلي بدون أن أستطيع تجسيدها

لا يسمع شيء سوى صوت الكمان و أنا كنت هائما مع ألحانها الحزينة ، مع مشاعرها الحقيقية التي وحدي من يمكنني رؤيتها عندما تعزف على الوتر

وحدي من يمكنني لمس خوفها و قهرها من الحياة ، أملها و رغبتها الكبيرة بأن تكون هي الأخرى مثل الجميع

في تلك اللحظة شعرت بشخص يقف بجانبي و عندما فتحت عينيّ و حدقت نحوه لم يكن سوى السيد سكوت ، جدها ، لقد التفت لي بعد أن كان يحدق بها و نفى بحزن كبير ثم همس

" أبعدها عن هنا بسرعة أرجوك "

و ما كدت أستوعب ما يقول حتى لمحت السيد رايان سكوت يسير بسرعة و هو قد وصل تقريبا الى كاثرين و وقتها كان الأوان قد فات فهاهو يسحب الكمان منها و يرميه أرضا

قبل أن نوالي بأي حركة هو صفعها بقوة و أنا فقط ركضت اليها و جدها كذلك

" أخبرتك أن ترحلي ، أن تتركي كل ما أخذته من حبيبتي و هو ليس من حقك "

ضممتها أخبئها عنه بعيدا و هي فقط شعرت بها تمسك بقميصي بشدة و السيد سكوت صرخ به

" ما هذه الحماقة التي تتفوه بها ؟ "

حينها التفت للجميع و صرخ بأعلى صوت

" لقد رحلت عني الدنيا بسببها ، غادرت كايلي بدون عودة عندما خرجت حتى تذهب لها  "

و هي في حضني لم أسمع سوى أنّاتها و لو كان ممكنا كنت أوسعته ضربا و لكن أن أبعدها عن حضني في وقت كهذا و لحظات حزينة و حرجة كالتي نحن فيها الآن ، هي سوف تفقد ما تبقى من ثقتها بالحياة ، ستفقد الرغبة بالبحث عن السعادة و ترك مصاحبة الألم

كل ما فعلته أنني تركته هناك يصرخ بجنون و سحبتها معي عائدين نحو الفندق ، لقد سحبتها فحتى الخطوة كانت غير قادرة على مدها و عندما وصلنا للفندق و وقفنا على بابه هي رفعت نظراتها المبللة بدموعها ، نظراتها التعيسة و همست

" أنا غير مذنبة ، لما يكرهني لهذه الدرجة ؟ "

حينها التفت كلي لها ، ضممت وجنتيها بكفي معا و غرقت بعينيها ، لقد أخبرتكم من قبل أنها تسحب مني الحزن ، من عيني يسكن بعينيها و يؤلم قلبها الصغير و أنا ابتسمت مخففا عنها

" هو يعلم أنكِ لست مذنبة ، إنه رجل مسكين لدرجة أنه لا يملك علاّقة يضع عليها خطاياه فيبحث عليها عند من حوله و لم يجد غيرك ، هو يكره حقيقته و أنه بات يعيش بدونها ، وجد نفسه غير كفئ كي يقدم لك ما كانت هي تدفعه لتقديمه لكِ لأنه ليس جيدا كفاية حتى يكون أبا يا كاث "

نفت و أنا تركت وجنتيها و ضممتها لي مقبلا رأسها بجانبية فخرجت شهقاتها المتؤلمة و هذا ما جلعني أحملها و هي لجأت لي ، لقد ضمت رقبتي و وضعت رأسها على صدري مواصلة البكاء و أنا فقط قربتها من روحي  و مشيت ، سرت الردهة ثم صعدت الدرج متجها نحو غرفتي حاملا اياها هي و همومها ، هي و تعاستها و آلامها 

*

الانسان منا ليس له سوى والديه

و من الطبيعي عندما تفقد أحدهما سوف يحاول الآخر أن يعوض مكانه في قلبك

إلا أنا أبي يحاول نهش ما تبقى في قلبي من مشاعر و حب

يحاول جعل الدنيا أكثر سوادا مما هي عليه في عينيّ 

جعلني يعقوب أتمدد على سريره و قال أنه سيذهب لغرفتي حتى يجمع أغراضي

و أنا كنت منهكة و كل ما فعلته أنني سحبت الغطاء علي ، اختبأت تحته لكن بعد أن أقفل الباب أغمضت عيني باكية

لا يسعني فعل شيء سوى البكاء

لقد صمدت فترة طويلة و كنت قوية للغاية ، تظاهرت باللامبالاة و لكن قلبي كان يبالي و يبالي جدا  ، مشاعري كانت تجرح مرة بعد مرة  بقوة و أنا بعد الآن سوف أعده ميتا كما يعدني هو ،  سوف أكرهه بشدة كما يكرهني هو

فقط سوف أكون مثله و لن أفكر سوى بنفسي و لو كان على حسابه هو 

حاولت النوم و ما إن أغمضت عينيّ حتى سمعت باب الغرفة يفتح فلم يكن سوى يعقوب

الرجل الغريب عني الذي بدأ يبعد الألم كلما وضع كفه علي{ ، كلما ربت على قلبي و قال أنه هنا من أجلي

كيف للغرباء أن يشعروا بما فينا من قهر و ظلم ؟

كيف له أن يفهم كل دمعة و كل نظرة ؟

كل نفس يخرج من صدري الضيق و كل أنّات الوجع ؟ 

ألأن فيهم جزءا منا ؟ أم أن هناك تشابه في الوجع ؟ 

رن هاتفه بعد أن وضع حقيبة ظهري على الأريكة فسارع نحو الشرفة و أنا فتحت عينيّ مبعدة الغطاء عن رأسي ما إن أقفل بابها الزجاجي

حدقت به و بعد أن كان يبدو نوعا ما هادئا فجأة ظهر على ملامحه الغضب و حرك كفه  في الهواء بعدم رضى

لم أتمكن من سماعه و لم أرد أساسا أن أعلم فهو أمر يخصه في النهاية

أبعدت عني الغطاء معتدلة في مكاني منزلة قدمي للأرض و هو بعد فترة أنهى المكالمة و دخل

كانت ملامحه غاضبة بالفعل و لكنه عندما رفع رأسه و رآني أجلس على جانب السرير حاول أن يرسم بسمة

لقد فعلها ، ابتسم و لكن هناك غضب يسكن عينيه 

اقترب بهدوء و جلس بجانبي ليمسك بكفي حينها نبست أنا

" لنغادر يعقوب "

رفعت نظراتي نحوه و هو حدق بي ثم أومأ

" لقد قطعت تذكرتين بالفعل و لكن القطار سيكون مساء "

" و أنا لا أستطيع البقاء هنا إلى المساء قلبي لن يتحمل جرح جديدا  "

" حسنا "

أومأ ثم اقترب مني و ضمني له ، استجبت له ، بادلته العناق مغمضة عيني و هو حرك كفه على ظهري مادا اياي بالأمان الذي أحتاجه ،  الأمان الذي سرق مني بغير ذنب ، أجل بغير ذنب فأنا في النهاية أكثر شخص يشعر بألم الفقد

ابتعدت عنه و ابتسمت ثم استقمت و سرت نحو أغراضي ، و كل ما فعلته أنني حملت سترتي الثقيلة و ارتديتها فوق الفستان و هو حاول الاعتراض

" ألا تشعرين بالبرد ؟ "

لكنني التفت و نفيت لأجيب بهد تنهد سكن أعماقي 

" لا أريد أن أشعر بأي شيء بعد الآن "

اقتربت و مددت كفي له ، حدق بها ثم رفع نظراته لي و أنا رسمت بسمة

" هيا لنغادر ، لنرسم بداية جديدة لكلينا "

" متأكدة أنك تريدين أن تكون بدايتك معي و حسب ما أراه صحيحا ؟ "

" ما كنت أراه أنا لم يكن صحيحا و الانسان أحيانا يحتاج لمن يرى عنه "

حينها ابتسم و تمسك بكفي أكثر ثم استقام

لم يكن يملك أمتعة كثيرة ، بل فقط كيسا ورقي وضع فيه ثيابه القديمة ثم غادرنا الغرفة ، أقفل الحساب في الفندق و بعدها غادرنا نهائيا  ، أنا أحمل حقيبة ظهري و هو يحمل الكيس الورقي بكفه و بكفه الثانية يمسك كفي ........ أبى تركها فلا يدري أي أمان يغرسه بي وسط الخوف 

لقد سرنا في ذلك الطريق و سارت معنا الشمس التي كانت تستعد للمغادرة

ربما إن صاحبتنا الشمس سيزول الصقيع عن أيامنا ، سيذوب ذلك الجليد من حول قلبي فتذهب معه كل ألامي 

*

جلسنا في محطة القطار منتظرين القطار و الصمت فرض نفسه بيننا

هي تفكر بما تعرضت له من طرف والدها أمام الجميع و أنا أفكر في معضلتي التي ظهرت

هاريسون هو من اتصل بي عندما كنا لا نزال بالفندق

في البداية أجبته ببعض البهجة و لكن ما إن أفرغ لي ما كان بجعبته حتى شعرت أن العالم اسود بعينيّ و الغضبني ملأني 

أخذت النصف بالفعل من ثورتي فمالذي تريده ؟

لقد قال أن روز تراجعت عن الطلاق في آخر لحظة و أعادت كل شيء ، كل النقود التي طالبت بها عادت و تخلت عنها و الآن باتت تريدني أنا ..... فجأة هكذا تقول أنها تريدني أنا 

و لكن أنا لا أريدها ، لقد انتهينا ، و ما كسر يستحيل أن يعود كما كان و لو حاولنا تزيينه 

شعرت بكاث تتقرب مني و عندما أمسكت بكفي التفت لها و حدقت بعينيها فتساءلت 

" ما بك ؟  لما تبدو غاضبا للغاية ؟ "

حينها نفيت ثم استقمت و سحبتها معي نقف على الرصيف 

"  هيا القطار سوف يأتي بأي لحظة " 

أجل أنا تهربت بسحبها نحو الرصيف و لم نقف كثيرا حتى توقف القطار و بعدها صعدنا

جلسنا في مقصورتنا و هي كانت تحدق بي ، لم تبعد عينيها من عليّ و أنا لا أدري لما شعرت بالارتباك

لا أريد أن أخبرها أن روز لا تريد الطلاق لأنها حتما ستسحب نفسها و ترحل بعيدا و أنا لا أريد منها أن ترحل

هي للتو بدأت تتمسك بكفي و أنا لا يجب أن أفلتها و إلا أفلتت الدنيا منها و بالتالي لن يكون لي لحن ضائع ،  لن أتمكن من العزف من جديد إن هي غادرت و اختفت مثلما ظهرت في حياتي

و بينما عمق أفكاري كان يسحبني نحوه هي نادت اسمي

" يعقوب "

رغما عني رسمت بسمة رافعا رأسي نحو نظراتها ، نحو عينيها التي تأخذني بعيدا 

" نعم "

" حدثني عن وطنك "

" وطني ؟ "

فاجأتني عندما تحدثت عن وطني 

" أجل وطنك الذي أخبرونا كثيرا أنه ليس لكم وحدكم "

حينها تملكني الغيظ

" بل هو ملك لنا وحدنا فمتى رأيتِ الأوطان تقسم كتركة ؟ "

" اذا أخبرني عن الحقيقة ، أريد أن أحب فلسطين كما تحبها أنت ، أريد أن أشعر بعشق الوطن فوطني أنا بات جامدا و بت لا أشعر تجاهه بأي حنين "

حينها خرج كلامي بعد تنهد عميق مني 

" ما الذي تريدين أن أقوله عن فلسطين ؟ ......أنني أشعر بالذنب لأنني أعيش و هي تنزف ؟ أم أن بسمتي تتوقف كلما تذكرت أنها تبكي ؟ أم تراها ترثي أبنائها و تدفنهم في قلبها بينما أرثي أن مجرد لحن لا يمكنني عزفه ، صدقيني يا كاثرين فلسطين أعظم من أن تحكى ، إنها روح تسكننا و ليس مجرد أرض نسكنها "

" هل هي عظيمة لهذه الدرجة ؟ "

" بل أكثر عظمة .... إنها أرض ضمت أنبياء الله ، أرض تعايش فيها المسلم و المسيحي و عاشا كأخوين و لم يزعزع هناء معيشتهم سوى محتل غاصب حلت عليه لعنة الله منذ عصور غابرة فساروا تائهين في الأرض و الآن يحاولون جعلنا نحن تائهين "

" تقصد اليـ*ـهـ*ود ؟ "

" أقصد الصـ*ـهايـ*نة .... فالدين ليس له دخل ، لأن كل دين خلقه الله "

" هل أنت مسلم يا يعقوب ؟ "

" لا .... أنا مسيحي عربي فلسطيني "

" أنت تتحدث كشخص مسلم كنت أعرفه "

" ألم أخبرك أن المسلم و المسيحي عاشا أخوين في فلسطين ؟ .... احتفلنا معهم و احتفلوا معنا ، حزنا معهم و حزنوا معنا ، دفنا موتاهم و دفنوا موتانا "

و  ابتسمت عندما تذكرت أبي عندما حكى لي عن أبو عماد جارهم المسلم

" ما الذي يجعلك تبتسم يعقوب ؟ "

" أتعلمين كاثرين ؟ أبي كان يحكي عن رجل اسمه أبو عماد ، كان جارهم و صديق أبي منذ الطفولة ،  لقد كان يحضر القدّاس يوم الأحد في الكنيسة مع أبي ، أخبرني أنه كان يجلس ولا ينطق بحرف بل يستمع باحترام و يوم الجمعة كان يسحب أبي معه نحو مدينة القدس و عندما يسأله أبي ما الذي سنفعله هناك ؟ يخبره أنه عليهما أن يصليا الجمعة في بيت المقدس ، و عندما اشترى أبي سيارة في شبابه قال أنه كان يرفض أن يقل بها أي شخص إلا أبو عماد فقد كان أبي يستيقظ باكرا يوم الجمعة و يخرجان نحو القدس ، كثيرا ما تعرض هو و أبو عماد للضرب من طرف المحتلين و كثيرا ما تم اعتقالهما فكان يطلق سراح أبي و أبو عماد يحجز لوقت أطول "

" لقد كانا فعلا كأخوين ..... ما الذي حل بأبو عماد بعدها ؟ هل ظل يذهب هناك ؟ "

سألتني لكنني شعرت بالأسى و نفيت  متذكرا نظرات أبي الحزينة كلما تحدث عنه 

" أبو عماد أستشهد و تلك كانت الضربة التي قسمت ظهر أبي ، لقد مشى في جنازته و شارك في دفنه و بعدها ترك فلسطين و هاجر أرضا لن تضمه مع أبو عماد "

" و لما ترك فلسطين ؟ "

" لأنه قال أن حب فلسطين ارتبط بحب أبو عماد و حب أبو عماد ارتبط بفلسطين "

رسمت بسمة على ملامحها و نبست بهدوء

" لقد بدأ حب فلسطين يدب قلبي يا يعقوب "

" اذا احميه و هو في مهده داريه و أنا سوف أسقيه في قلبكِ " 


نهاية الفصل السابع من

" الوتر " 

الفصل الذي كنت متشوقة لأصله ، الفصل الذي بدأت حكايا فلسطين تخرج من ذاكرة يعقوب و تدون في سطور 

أتمنى أنكم استمتعتم ولا تنسوا أن تغدقوه بالحب  ، كونوا بخير أعزائي 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro