Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثاني عشر

مرحبا بقرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 

*

عندما ينزف وطنك حتى الموت و أنت بعيد عنه تشعر أنك في حلم مزعج للغاية و كلما حاولت الصراخ وجدت نفسك غير قادر على اخراج همسة

عندما تنزف فلسطين أبكي أنا من بعيد بحرقة

أشعر أنني شخص بدون جدوى و أنني لا أستحق الحياة لأنني لا زلت أسعى وراءها متناسيا الموت الذي يقف بوجه أمي فلسطين

كل العالم يتغنى بالشعارات الرنانة و يطلقون الهاشتاقات و يقولون أن هذا أضعف الايمان

لما دائما نختار أضعف الايمان عندما يتعلق الأمر بفلسطين ؟

لما لا نتنازل عما تبقى من الحياة و نحمل السلاح لنحل على أرضها ؟ 

هكذا نحن العرب ، نسارع لحمل الكلام و ليس لحمل السلاح

هكذا نحن متخاذلون و بين دروب الظلام نرتدي أثواب الخيانة

و لما بين دروب الظلام ؟

لقد بات الأمر واضح ، الخائن ما عاد يحتاج لتلك الدروب المظلمة فهم يتغنون بالانسانية

أي انسانية هذه التي تقتل أناس أبرياء ؟ و تدين من يردُون دفاعا ؟

أي دين هذا ؟

لذا نرجو ممن يحملون لواء الدين أن يضعوه ،  هو ليس لعبة بين أيديهم فخيانتهم باتت واضحة ولا تحتاج لتبرير

ما عادوا يخجلون بها و ما عدنا نصدق كلماتهم في زمنٍ وضعت الضباع على موائدهم فأخذوا من طباعها

أنا الآن لا أرى فلسطين سوى غزال من أجمل ما خلق الرب و لكن الضباع تكاثرت عليه و حاصرته من كل جهة و صوب ، نهشت  لحمه و مصت دمائه لتترك أفواهها ملوثة بطهارته

نحن لا نخاف الموت فقد ولدنا لنموت ، ولدنا لنقدمنا إلى فلسطين

كثيرا ما تساءلت و أنا صغير لما لا نعود لفلسطين ؟

سألت أبي مرارا و تكرارا فكان جوابه كالتالي

" هناك من يليق به حمل سلاح و هناك من سلاحه ليس أكثر من وتر "

لقد فهمت بعد وقت طويل ما الذي أراده أبي مني أن أفهمه

" حملت الوتر و لكن لم أوضح حبي لفلسطين ، لم أقدمه لها كما يجب و لكن بعد الآن سوف لن تخرج ألحاني سوى لها "

فقط أخبريني كيف نفرح و نعيش بينما تنزفين ؟

*

مهما تكدر خاطري و أخبرتني أنني تعيس منذ ليلة أمس إلا أن شعوري في هذه اللحظة لا يمكنني وصفه بكلمة

أول خبر واجهني منذ فتحت حسابي على الانستغرام كان خبر العدوان على غزة

تصفحت مواقع الأخبار و شاهدت الصور المبكية للقلوب

شاهدت الموت بوجوه أطفالي ، لمست الخوف المختبئ بقلوبهم خلف شجاعتهم ، خلف دموعهم المحتقنة بعيوننهم 

لمستُ دناءة من يقولون أنهم اخواننا

هم ليسوا كذلك ، هم ليسوا سوى ذئاب يتوشحون العبايا البيضاء

وضعت كفي على قلبي لأشعر بالنار تحرقني ، شاهدت المزيد من الصور و مع كل صورة كنت أفقد رغبتي في فعل أي شيء

وددت لو يمكنني الاختباء داخل فراشي و البكاء لكنني في النهاية رجل فلسطيني و نحن لم نتعود البكاء

و بينما أنا أتابع الأخبار وصلتني رسالة من هاريسون يخبرني عن توقيت الجلسة حينها علمت أن أي شيء في هذه اللحظة لا يسوى أي شيء

فما معنى أن أعيش و أبحث عن السعادة بلهاث بينما فلسطين تنزف بدون توقف ؟

لما أساسا اريد أن أكون سعيد بينما لا يمكنني تقديم أي شيء لوطني الجريح ؟

تجاهلت الرسالة ثم استقمت و في طريقي أخذت سترتي و وشاحي لأغادر المنزل ، وضعت كفي بجيوبي و سرت في الشوارع

إنها شوارع تعودت السير بها و لكن بهذه اللحظة بالذات توقفت و حدقت حولي

الجميع يسير نحو مشاغله بينما لا يوجد ما يعكر صفو السماء ، السماء التي رفعت رأسي أنظر اليها فلا يوجد بها شيء ، لا طيور بيضاء حزينة ولا دخان ناتج عن العدوان و القصف 

أهي جريمة أن يحضى موطني بيوم سلام ، بيوم حياة و سماء صافية ؟

تبين أنها فعلا جريمة نرتكبها عندما نتمنى أن يحل السلام على وطني

واصلت سيري بعد أن أخفضت نظراتي عن السماء بدون أن أعلم أين يجب أن أذهب و في النهاية عندما تعبت جلست عى مقعد وسط حديقة كبيرة لم يكن بها الكثير من الناس

تركت كفي بداخل جيوبي محدقا حولي و مضى الوقت بينما كل أفكاري لا تدور سوى حول فلسطين و ما يحدث فيها ، كنت أفكر جديا ما الذي يمكنني تقدميه لها ، كيف لي أن أدعمها ؟

مالي كله لها ، روحي كلها لها و أنا أيضا لها

تنهدت و أغمضت عيني حينها زاد الصخب داخل رأسي ، لقد ارتفع الصوت فأخرجت هاتفي و بسرعة حاولت تدوينه على شكل نوتات حتى لا يسرق مني مثل تسرق أرضي و أحياء وطني

*

مضى الليل و أنا جالسة أحاول اقناع نفسي بكذبة كبيرة

" حياتك ليست ملكا لك عكس قلبك الذي هو ملك لي و أنا اكتفيت به "

أنا لا أريد من يعقوب قلبه فقط

أنا أريده كله ، كله بأحزانه و أفراحه ، بغضبه و هدوئه

بوطنه المكسور و أنا سوف سأحاول تقديم مشاعري لهما معا

لكن القدر يمنعني عن تقديم الكثير

تنهدت بتعب عندما طلعت الشمس و رفعت رأسي أنظر لأشعتها تتسلل عبر النوافذ

استقمت و سرت نحو الحمام و هناك غسلت وجهي ثم رفعت رأسي أحدق بنفسي في المرآة

لقد تغيرت فعلا ، لم أعد لسابق عهدي و لكنني تغيرت للأفضل بسب يعقوب لذا علي أن أبعد الحزن عن عينيّ

أخذت المنشفة و جففت وجهي بينما أسير من جديد نحو الأريكة ، جلست و أخذت هاتفي عن الطاولة المقابلة لي

و عندما حاولت أن أتصل به رأيت عنوانا جذبني بسرعة في شريط الأخبار الذي يصلني دائما ، سارعت بدخول الموقع حينها توسعت عيني و أنا أرى الصور المرفقة بالمقال

أطفال غزة يموتون من جديد ، فلسطين تنزف مجددا ، بسرعة امتلأت عيني بالدموع و نفيت بينما أهمس باسمه

" يعقوب "

هو الآن سيبكي لأجل فلسطين و أنا سأبكي لأجلهما

مرة أخرى حاولت التصرف بسرعة و اتصلت به و لكن رنّ هاتفه لمرات كثيرة بدون أن يرد حينها بدأت أفقد من قوتي و صلابتي ، مبعدة الهاتف عن أذني ترجيته بينما أعاود الاتصال به

" من فضلك يعقوب اسمح لي أن أكفكف دموعك "

وضعت الهاتف على أذني و انتظرت ليجيب أخيرا

لا هو لم يجب هو فقط فتح السماعة و سمعت أنفاسه المتعبة

" يعقوب هل تبكي ؟ "

فردّ بصوت تعيس للغاية 

" لا يحق لي البكاء ... أنا بعيد عنها ، لم أقدم لها شيء فلما ستسمح لي بالبكاء عليها  ؟ "

" يعقوب أنت تحبها "

" ليس كما يجب "

" أنت قدمت لها قلبك "

" ليس كما ينبغي "

" أريد أن أضمك و أخفف عنك "

" لا أستحق ذلك يا مريم "

" لأنني مريم و لأنك يعقوب يجب أن نخفف على بعضنا وطأة ما يحدث "

" أريد أن أبكي بحضنك فعلا يا مريم "

" تعالى اليّ و حضني مفتوح لك "

انتهى الاتصال و أنا لا أعلم إن كان فعلا سيأتي أو لا  ، و كل ما فعلته أنني وقفت أمام النافذة و راقبت الشارع منتضرة  ، وقفت طويلا بدون أن أتعب أو بدون أن أسمح لشيء أن يشغلني عن انتظار يعقوب و الاطلاع على أخبار فلسطين و أطفالها و في كل مرة يدمى قلبي لما يُفعل بحقهم ...... مع أن ما يعرض ليس هو كل ما يحدث لأن ما يطمس و يمنع عن النشر أكثر بكثير مما ينشر على العلن 

رفعت نظراتي عن هاتفي بقلق كبير و نظرت مرة أخرى عبر النافذة و يعقوب لم يظهر له أثر لكن حينها رن هاتفي بيدي و كان رقما غريبا

استغربت ثم فتحت الخط بهدوء حينها وصلني صوت ذكوري

" مرحبا هل هذا هاتف كاثرين سكوت ؟  "

كاثرين سكوت باتت هوية فقط ،  أود من كل قلبي أن أقول أنا مريم ، مريم عوّاد 

" أجل من يتحدث معي "

" أنا هاريسون .... صديق يعقوب و محاميه "

" سيد هاريسون مرحبا بك "

" يبدو أنك تذكرتني "

" بالتأكيد "

" هل يعقوب بجانبك فأنا أتصل به منذ الصباح و هو يتجاهل اتصالاتي "

" لا .... يعقوب ليس هنا و أنا أنتظره منذ الصباح و لم يأتي "

" اللعنة لقد فوت الجلسة في المحكمة و هكذا موقفنا سيكون سيء ..... "

" هل كانت لديه اليوم جلسة ؟ "

" أجل ، أمس فقط كان يصرخ بأنه سوف يفعل المستحيل حتى يتخلص من روز و اليوم هو مختفي "

شعرت بالقهر يملأ صدري ثم أجبته

" هل اطلعت على الأخبار اليوم ؟ "

" أية أخبار ؟ "

" اطلع عليها و ستعلم ما الذي أطفأ روحه و جعل السعادة بعينيه خيانة لوطنه "

قلتها و أقفلت الخط بدون أن أستمع لما كان سيقوله

تركت النافذة و سرت بتعب ثم جلست على الأريكة و حدقت أمامي

يعقوب اقتحم حزني ، غير من آلامي و ضمني له و لقلبه بينما هو لا يسمح لي أن أمسح على قلبه

قربني منه و من فلسطين و الآن يحرمني الحزن عليها معه

أنا ألومه لأنه زرع بداخلي حبا لا يمكنني أن أتخلص منه

إنه حب مختلف ولا يشبه أي حب قرأت عنه أو عشته من قبل

إنه نبضات العشق مختلطة مع دقات الوطن حينها سيكون شيء مختلف ولا يمكن وصفه

ضممت كفيّ معا أسند بهما فكي حينها طرق الباب ، التفت بسرعة و قلبي تسارعت نبضاته و لم ألبث مزيدا من الوقت حيث أنني استقمت و هرولت نحو الباب و عندما فتحته

أجل كان يعقوب

يعقوب يقف و ذراعيه على جانبيه ، لقد بدى رجلا مهزوما فجأة و مكتوف الأيدي

رفع نظراته الحزينة ناحيتي ثم أمال رأسه و نبس بخفوت

" أحتاج حضن أنام فيه و أتحدث عن فلسطين "

حينها بدون أن أقول كلمة أنا فتحت له ذراعيّ ، لا يمكنني أن أكتّف ذراعيّ في وضع كهذا فحضني له ، قلبي و أناملي و كل مشاعري لفلسطين

*

درت  و بحثت بدون أن أجد ذرة دخان في السماء ، بحثت في الوجوه عن حزن الأوطان بدون أن يكون هناك حزن في وجوههم على وطنهم ، إنهم لا يعرفون مرارة الاحتلال و الظلم

لم يجربوا ألم الفقد جراء قذيفة أو رصاصة طائشة

لم يجربوا أن يكونوا مكتوفي الأيدي بينما أوطانهم تموت

أنا في هذا الوقت أشعر أنني بدون جدوى ، مهما قلت أنني سوف أهدي مشاعري لفلسطين فقط إلا أنني أراه غير كافي

في النهاية وجدتني أقف أمام باب مريم

إنها مريم ، إنها جزء مني و من فلسطين و مستحيل أن تكون منهم

طرقت الباب و حينما فتحت طالبت بحضنها و بدون أن تتردد فتحه لي ، لجأت اليه مغمض العينين تائه داخل مشاعري

أنا ضعيف للغاية ، لا يمكنني فعل شيء سوى الحزن و البكاء

جلست على الأريكة و جعلتني أتمدد واضعا رأسي بحضنها ، لقد حركت خصلاتي بأناملها لتهمس بينما أنا مغمض العينين محاولا الهروب من صور الموت التي شاهدتها

" ألن تتحدث عن فلسطين ؟ "

فتنهدت فاتحا عيني مجيبا

" أريد قول الكثير و لكن لا أجد طريقة ..... لا أجد الشجاعة و الخجل يملؤني "

" و لما الخجل يعقوب ؟ "

" لأنني أقف مكتوف الأيدي ...... لا أحمل سلاح ولا أقيم على أرضها و كل ما أحمله عنها من ذكريات حكايات حكاها أبي لي فقط  "

" يمكنك فعل الكثير من هنا "

حينها رفعت نظراتي نحوها و هي حملت هاتفها و فتحته ، ولجت لحسابها على الانستغرام واضعة حسابي ثم رفعت الهاتف أمام عيني

" أنظر لعدد المتابعين لديك على الانستغرام .... إنه بمئات الملايين و كلمة منك سوف تجعل الكثيرين  يساندون القضية و أنت تدري أننا بتنا نخوض حروبا مختلفة غير تلك الحروب التي يُحمل فيها السلاح فقط "

اعتدلت بسرعة و أخذت هاتفها محدقا فعلا بعدد المتابعين على حسابي

لم أعر يوما اهتماما لذلك العدد الهائل من المتابعين ، بل استخففت بما تستطيع فعله منصات كهذه

التفت لها محدقا بعينيها و نبست

" اسمعي يا مريم .... قبل قليل سمعت لحنا داخل رأسي "

" كان لحنا لفلسطين ؟ "

" كان بكاء عليها ..... سوف نعمل عليه لبعض الوقت ثم تعزفينه و أنا أصور العزف ثم أنشره على حسابي مع دعوة مني لدعم قضيتي ..... ربما فعلا هذه المرة وتري يمكن أن يفعل شيء و نضغط عليهم حتى يوقفوا هذا العدوان  "

و هي ابتسمت لتومئ ثم فاجأتني عندما اقتربت بدون أن أفعل ، لقد ضمتني ، تمسكت بي و ضمت كفها من الخلف رأسي ، شعرت أنني طفل صغير و هي تحتويني الآن بمشاعر الأم

" سيفعل الكثير يا يعقوب .... سنفعل الكثير من أجل فلسطين "

و الآن أنا من تمسكت بها عندما ضممت خصرها و خبأت وجهي برقبتها ، هذه الفتاة كأنها وقفت طويلا بدون هوية منتظرة أن آتي أنا و أهديها هوية مريم ، لم تعترض و لم تقاوم بل أخذتها و تلبستها بسرعة ، لم تجد صعوبة في حب فلسطين و لم تعترض على تقديم كل ما تملك لها فقط عندما اقترحت عليها ولا زالت تريد تقديم أكثر

الآن بت أدري لما وقعت بتلك السرعة بعشقها

لأن أرواحنا تلاقت قبل أن ندرك ، روحينا تعرفتا على خبايا ما نحمل في دواخلنا و هي تقودنا الآن

رغم ألمي و حزني أنا ابتسمت و همست لها

" أنا أحبك يا مريم ، أحب كاثرين و أحب مريم لأنهما أنتِ "

" و أنا أحبك يعقوب "

أبعدتها عني و ضممت بكفي وجهها ، حدقت بعينيها و هي دموعها هاجمتها 

" أنت الآن بالنسبة لي مثل فلسطين ..... أرض تقرر أخذها مني و أنا لن أتخلى عنها "

أنا أرض لن تتخلى عني ، هي لا تدري قدر الشجاعة التي مدتني بها ، لا تدري ما الذي تعنيه لي كلماتها هذه 

أريد أن تعيش فلسطين و أعيش برفقتها أنا

تركت مشاعري على جانب و سحبتها معي ، جلسنا و عملنا لكثير من الوقت ، بدأ مزاجي يصبح سيء و لكن مريم كانت صامتة تنفذ بدون اعتراض و حتى عندما أنتقدها هي سوف تتخذها كنصيحة و تعمل بجد

تفانيها لم أرى مثله و وفائها مع أن الوقت الذي مضى ليس بالطويل يبدو نادرا في زمن باتت دقات الأوطان لا تنبض في صدور كثيرة

بعد آخر تعديل وضعت الورقة أمامها و هي حملت الكمان ، وقفت بجانبها فأغمضت عينيها و قربت الوتر من الكمان

ضممت ذراعي لصدري و هي بدأت تعزف ، الآن فقط عدت و سمعت ذات الصوت الذي صخب في رأسي صباحا و هذا جعلني أهتف بسرعة

" توقفي مريم "

توقفت فاتحة عينيها و بدى على وجهها الخيبة و لكنني ابتسمت مقتربا ، ضممت وجنتيها ثم قربتها لأقبل جبينها و همست

" إنه هو أخيرا و لكن نحتاج لتسجيله في فيديو حتى نبدأ حربنا البعيدة عن أرض وطني "

فابتسمت لتومئ

" سعيدة أننا أخيرا حصلنا عليه "

تركتها و بسرعة أخذت هاتفي جهزته ثم أشرت لها لتبدأ من جديد فبدأت ، لقد صورت فقط حقيبة الكمان و حرصت أن تكون جودة الصوت جيدة ، عزفت مريم بكل مشاعرها و شعرت أنها فعلا ابنة فلسطين ....... قد نحمل جنسية لكن الهوية الموجودة داخلنا تختلف تماما عن تلك الجنسية 

بعد وقت انتهت من العزف و اطلعنا من جديد على الفيديو ثم جهزته لكي أطلقه فدونت بجانبه

" إن فلسطين روحا تسكننا و ليست مجرد أرض نسكنها "

أرفقت مع الجملة جميع الهاشتاقات الداعمة للقضية و طلبت من متابعيّ أن يتداولوها و يساعدونني في توصيل رسالتي و صوتي ، إنها حرب مختلفة و نحمد الرب أننا نملك وسائلها مهما بدت تافهة

أطلقت الفيديو ثم جلست و مريم جلست بجانبي واضعين هواتفنا أمامنا ، بدأنا بانتضار الدعم جاهزين لأية مناورة ، إنهم يسيطرون على كل شيء في العالم و لكن نحن نسيطر على المشاعر ، نحن نملك الحق و الكثير من البشر يعلمون الحقيقة حتى و لو تخاذل بعضهم و لم يعترفوا بها

*

إن أساليب الحروب اختلفت عما كانت عليه قديما فبات كل شخص منا يستطيع أن يكون جندي

بدأ يعقوب حربه و دعمه لقضيته و أنا جلست بقربه أراقب من خلال حسابي ردود الفعل

ليست جميع الردود اجابية فالكثيرون ممن انتقدوه

" اليوم فقط تعرفت على هويتك ؟ "

" لو كنت ابن فلسطين فعلا كنت تركت وطن الأعداء و مت في وطنك "

" ألم تكفيك جميع الأموال التي جمعتها من قبل حتى تأتي الآن و تتاجر بفلسطين ؟ "

" طوال حياتك لم تفكر بفلسطين فما الذي ذكرك بها الآن ؟ ..... خائن "

الكثير من التعليقات السيئة و عندما التفت نحو يعقوب كان فعلا يمسك بهاتفه و عينيه بدت مليئة بالدموع فسارعت بوضع هاتفي واضعة كلى كفي على ذراعه

" يعقوب "

" إنهم يقولون أنني خائن "

قالها ليلتفت  لي و أنا نفيت بحرقة ملأت صدري

" أنت لست خائن و أنا شاهدة "

" إنهم محقين أنا تجاهلت كثيرا الكلام عن وطني ..... لم أقدم له الكثير و تجاهلت حقيقة روز "

عندها عكرت حاجبي مستغربة

" و ما دخل حقيقة روز ؟ "

" انها يـ*ـهو*دية "

" الكثيرون فعلوا مثلك يعقوب فلا تأبه لما يقولونه ..... أنظر للجانب المشرق ، أنت الآن ساعدت في توصيل أكبر عدد من الأصوات ، أنت لوحدك تملك جيشا في هذه الحرب "

حينها نفى بأسف تاركا هاتفته و استقام ، سار نحو النافذة و وقف هناك واضعا كفيه بجيوبه

" في الوقت الذي يجب أن نتوحد هناك من يخرج من الصفوف يا مريم "

" و هناك الكثيرون ممن ينضمون إلى الصفوف "

قلتها مقتربة منه و لكن قبل أن أصل اليه طرق الباب فالفت نحوه و يعقوب لم يأبه به ، تنهدت و سرت نحوه و عندما فتحته كان صديقه السيد " هاريسون "

كانت ملامحه جدية للغاية و تحدث

" مرحبا آنسة كاثرين "

" أهلا سيد هاريسون تفضل بالدخول فيعقوب هنا "

دخل و أنا أقفلت الباب و عندما التفت كان هاريسون يقف محدقا بظهره ثم التفت لي

" و أنا في طريقي رأيت منشوره و رأيت الكثير من التعليقات التي كانت ضده "

" هو يحتاج أن تقف معه و أن توجه نظره نحو التعليقات الاجابية حتى نستطيع مواصلة ما نقوم به "

قلتها و سرت قبله فتبعني و عندما وصلنا بقرب يعقوب تحدثت

" يعقوب السيد هاريسون هنا "

فالتفت نحوه و عندما تقدم أكثر هاريسون هو نبس بنوع من الملل

" لا أريد أن أتكلم عن روز "

" و لكن اليوم "

" قلت لا أريد "

ببعض الانفعال نبس و هاريسون أومأ ، فضلت الانسحاب و رأيت أنه وقت جيد لصنع بعض الطعام لعل يعقوب يأكل قليلا

*

لم يتمكن هاريسون أن يصمت كثيرا عندما نبس من جديد و هو يقف بقربي

" كيف حالك يعقوب ؟ "

" بخير "

قلتها بدون أن التفت له و هو لم يقتنع

" أعرف جيدا عندما تكون بخير و عندما تكون في حالة سيئة و أنت الآن حالتك أسوأ من أي مرة كانت سيئة "

" هاريسون "

" اسمع يا صديقي أنا معك و أدعمك و سأفعل أي شيء من أجلك و لأجل نصرتك فقط لا تتخذ الجانب الصامت رجاء ..... قررت أن تخوض حربا من أجل وطنك فلا تيأس من أول محولة "

" الأمر غير متعلق باليأس ...... أنا كنت بعيدا جدا عن وطني "

" أنت على الأقل كنت بعيدا عنها جسدا و لكن نحن بأوطاننا و لكن أرواحنا بعيدة للغاية حتى تكاد لا تتعرف عليها "

حينها التفت له و هو وضع كفه على كتفي و ربت هناك

" صدقني من يقولون الكلام احترفوا حمله فأين هم الآن ؟ مختبئين خلف الشاشات لا أحد يعرف وجوههم و لا حتى أسماءهم "

" في قوتي أنا نسيت فلسطين "

" أنت لم تنساها ...... كنت دائم الحديث عنها "

" أرأيت .... نحن العرب لا نتقن سوى الكلام ، نبيعه في أسواق كانت هذه عادة قديمة إلا أنها لا زالت باقية فينا "

" و زماننا الجميع يبيع فيه الكلام "

" إلا نحن لا يجب أن نفعل مثلهم ..... علينا أن نقاتل ولا ننتظر أن ننصر من طرف من خانونا " 

نهاية الفصل الثاني عشر من 

" الوتر " 

أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل و بالمناسبة الفصل انكتب في الايام يلي كان فيها العدوان على غزة 

إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro