الفصل الثالث عشر
مرحبا بمحبي " الوتر "
استمتعوا بفصل اليوم فهو فصل خاص جدا جدا
*
كل ما هو ممنوع مرغوب و لو كان يتنافى مع هويتنا
الناس هكذا
يرفعون راية الباطل على أنها حق أو بين جنبات الحق يتغنون بالباطل
يلفتون الأنظار و يهاجمون بدون أن يكشفون عن هويّاتهم
يعقوب في الفترة الماضية تعرض للكثير من المضايقة
كان يدعم قضيته و موطنه بكل ما أوتي من قوة ، يغضب فيكسر أي شيء يكون أمامه ، أربت على كتفه و أهمس بكلمات لعلها تهدئه
أحيانا يهدأ و أحيانا يتركني مغادرا و بعد أن يهدأ يعود ، يطالب بحضني فأمنحه اياه
يضع رأسه به ، يغمض عينيه و يحكي عن فلسطين حكايا كثيرة ثم يضع كفه على قلبه و يسرد مشاعره التي يقول أنه لا يسطتيع ترتبيها إلا أنها أكثر المشاعر مثالية
لأول مرة أرى أمامي شخص مخلص لوطنه ، حتى لو كان عاجزا عن حمل السلاح فهو يحمل سلاحا من نوع ٍآخر
بينما أنتظر عودة يعقوب حملت هاتفي و قلبت بين المنشورات حتى توقفت أمام رسالة صبية
صبية لم يهمها أن يقرأ كلماتها أحد أو يرد عليها
كل ما رغبت به أن تكتبها فتكون متنفسا و خربشات عن أوضاعهم هناك لصديقة بعيدة عنها لربما تجد بعض الصدى في النفوس
" لم أجد أحد أفرغ بحضنه همي .... جميع الأحضان باتت مقفلة بوجوهنا
شيء عادي اذا استيقظتِ من النوم و وجدتي رسائلي الكثيرة
ليس مهما أن تردي عليها و لكن أحببت أن أفرغها
شاهدت فيديو لطفل صغير في العناية يتم اسعافه و هو يبكي بحرقة كأنه يدرك كل ما حدث له
للآن لم أستطع تجاوز هذا الفيديو ولا حتى الفيديوهات الثانية و الصور للمجازر التي حدثت في حي الشاطئ
بالتأكيد أن الله له حكمة أن يبقى هذا الطفل فقط حيٌّ
و لكن أقول لما الحسرة ؟
الحسرة ستكون بقلب والده و قلبه عندما يكبر
أي ذنب ارتكبه حتى يكبر بدون أمه و اخوته ؟
و الأطفال الذين يغادروننا إلى الجنة ، لماذا تنتهي أرواحهم على الأرض أشلاء ؟
يا الله الموت حتمي علينا و لكن لما هؤلاء الملائكة يموتون بدون ملامح ؟
أنا لست ضد حكمتك ولا قدرك يا الله إلا أن الحسرة بقلبي
بأي ذنب ؟
ممكن عندما نموت ، نموت ملامحنا واضحة ؟
لن نموت أشلاء ؟
ستُحفظ أشكالنا ، أحلامنا و قصصنا و لن نكون مجرد عدد مسح من السجل المدني ؟
لا يوجد أمان ، لم يعد الأمان موجود صدقيني ..... و هذا ليس سوى بشرة أن النصر بات قريبا
غزة فوقها قصف لا يرحم و نحن لدينا احتلال من سلطة و صـ*هاينة و مستوطنين و من الممكن أن تنتهي حياتنا لمجرد أن أحد هؤلاء الثلاث قرر أن يعاقبنا على تمردنا
أنا لست خائفة من الموت
لما سأخاف من أكثر مصير نعرف جيدا أننا سنصله
لكن الواحد منا يطلب أن لا يموت بدون ملامح ، ألا يكون رقم يمر بشريط أحمر " عاجل "
لماذا تكتب علينا هكذا حياة و هكذا موت فقط لأننا فلسطنيين و احتلالنا عنصري و متطرف ؟
فقط لأننا أبناء هذا الوطن المنهك ؟
كثيرا ما أفكر بكلام أمل دنقل " أيصير دمي بين عينيك ماءا ... "
من الممكن عندما أموت ، سأموت بملامحي و شكلي
و اذا قدر الله شاء العكس
ستتذكرين شكلي ، أحلامي و قصصي و ذكرياتي .... و لن أكون رقم أو أي أحد عابر انتهى دوره في الحياة
أقمارنا الراحلين للجنة هم الرابحين و المنتصرين و نحن الخاسرين في هذه الحياة
و أنا آسفة اذا تكلمت كثيرا ...... ... "
ثم كان الردّ
" اسمعي يا صبية ، شكلك لا يمكن أن يغادر قلبي و عقلي لأنك من أجمل ما رأت يعينيّ
أحلامك ؟
أتذكر جيدا عندما أخبرتني مرة أنك أخبرت أختك بينما تهمان إلى النوم أن تأخذ كتاباتك و خربشاتك كما تسمينها و تنشرها اذا حدث لك شيء لا قدر الله
قصصك أتذكرها و كلامنا معا كذلك أتذكره أحيانا بتفاصيله
أما ذكرياتك سوف أخبرك عن ذلك اليوم الذي أخبرتني أنك كنت تقدمين مشروعا بحثيا في عز أزمة كرونا في غرفتك و والدتك أتت حتى تخبرك أن الغذاء جاهز و أنها تركت لك أكثر يبرقة سمينة و أنت خجلتي لأنك ظننتي أنو الكل السمعوك ؟
أم تردين أن أخبرك عن اليوم الذي مات فيه قطك و حزنتِ كثيرا ، أو عندما اشترى والدك لك قطا آخر يشبهه قليلا و أخبرتني أنك لست متأكدة أنك ستستطعين حبه مثل الآخر ، ثم أتيت و أخبرتني أن ابنة أختك أطلقت عليه اسم سكر و اسمه أصبح سكر
أنا أتذكر كل شيء يخصك ولا يمكن أن أنسى شيئا و أنت لن تكوني مجرد رقم أو شخص عابر بحياتي "
وجدت عينيّ تدمعان و هي تقرأ ما كتب فرفعت كفي و مسحت الدموع بظهر كفي و وقتها شعرت أنني فعلا مريم ، مريم التي ولدت بقلب فلسطين و حب فلسطين كان بها فطرة
خرجت شهقاتي و تأسفت أنه لا يمكننا اختيار أوطاننا قبل أن نولد ثم واصلت قراءة كلام الصبية ، تلك الجميلة التي تحملت كثيرا فقط مثل تحملت أمها و أختها و جدتها و كل نساء موطنها
" مهما فعلوا بنا، ورهّبونا، وهجّرونا من بيوتنا، وقتلوا أبناءنا الشهيد تلو الشهيد، فلن ينالوا من إرادتنا التي تشبعت بالصمود والتحدي، فنحن ورود تُزهر رغم حقول الألغام
يشهدُ الله أنني بكيتُ طويلاً ، لا ضعفاً ولا خوفاً ، حتى الأحزان القاسية تأجلت ، حتى الجرح غمستُه بالصبر المؤقت ..
بكيتُ لأن العالم رآنا أخيراً ونحن نُذبح ، بكيت لأنهم صدقونا وكتبوا عنا ، ووقفوا معنا بالمظاهرات والضغط والحديث والشعر ... بكيتُ لأنني أرى فلسطين تهز قلوب الملايين بعد ٧٣ سنة على نكبتنا ، وأكثر من ١٠٠ عام على وعدهم المشؤوم والعذاب الممتـد ..
ولأن الجميع وباسم أي منطق في الكون يعترف بأننا ضحايا ويجب نصرتنا ، بدءاً بمنطق الإنسانية ، ووصولاً لمنطق السماء والعدل الإلهي .. ..
لا تجرّبوا الدخول إلى فلسطين و لو في الحلم
شوارعُها ليستْ مُعبّدة بما يكفِي لتليقَ بأحذيتكُم ، ودمُها الذي لا يكفّ عن النزيفِ قد يُلطّخ ثيابكُم
لا نموت دفعةً واحدة بل يموت البشر تباعاً، فمع كل شهيد جديد يموت جزء من أجزاء الروح، يموت جزء فينا نحن، حتى يحين دورنا نحن، فيجمع الموت ما بقي من أشلاء ويمضي "
ما أصدق مشاعرك و كلامك يا صبية ، كنت لا أزال غارقة بين كلامتها عندما سمعت صوت طرق قوي فجأة على الباب فأصابني بعض الخوف و وضعت هاتفي على الطاولة ثم استقمت مهرولة نحو الباب ، أعلم أنه يعقوب و أخاف أن شيئا آخر سيئا أصابه و أصاب فلسطين
إلا أنني عندما فتحت الباب لم أشعر إلا و هو يحملني و يصرخ بصوت تخللته نبرة و رنة السعادة
" لقد انتصرنا يا مريم ..... نحن انتصرنا و الجميع رآنا و سمعنا "
تمسكت به و ابتسمت و لكن بسمتي تحولت لشهقات بكاء
أنا أبكي سعادة و أشعر أن دقاتي سابقت الضوء في سرعته
أردت الصراخ و قول الكثير لكن مشاعري و كلماتي خانتني
أبعدني عنه ليضم وجهي بكفيه محدقا بعيني ، النظرة التي اعتلت عينيه لم أرها بهما من قبل ، حتى عندما قلت له أنني أحبه هو لم تبرق عينيه بهذه الشدة
إنه الوطن .... لا ليس فقط مجرد وطن ، إنها فلسطين
قبل جبيني ثم تركني و سار بركض نحو هاتفه الذي بات يتركه هنا كلما خرج غاضبا ليهتف بسعادة
" سوف أتصل بهاريسون و أخبره .... سوف أدعو الجميع الليلة على حسابي للاحتفال "
ابتسمت بينما نظراتي تراقبه ثم أقفلت الباب و سرت بهدوء ، عدت و حملت هاتفي ، عدت لذات المنشور و أردت حقا أن أطمئن عن الصبية ، أريد أن أرى مشاعر فرحتها كذلك
بحثت بين منشورات الحساب حتى وجدت آخر منشور ، حينها رُسمت بسمتي و أنا أقرأ ما قيل و لكن هناك دائما حزن منقوش بين الكلمات حتى لو كان وقت سعادة فتواترت ملامح السعادة و الحزن بين كل سطر و الثاني
" انتصرنا
أتساءل عن حياة الشهداء، ماذا فعلوا ليصطفيهم الله في هذه الأيام المباركة؟
أعظم أيام السنة ، جهاد ورباط في سبيل الله ، نصرة لأطهر بقاع الأرض وأشرفها ، إلى أي مدى من الارتباط مع الله
وصلوا حتى يبلغوا هذا المقام العظيم !
أتساءل عن حديثهم ما قبل الخلود أراهن أن أرواحهم منذ البداية ليست معنا، هذه القوة والعزة والثبات والجهاد لا تأت إلا من يقين مغروس بنفوسهم وقلوبهم
أهو ارتباطهم بسورة الإسراء؟ أم أن سلوتهم آل عمران؟ لن أعدد السور واحدة واحدة، فمن كان القرآن دستوره لا عجب والله لا عجب ولا عجاب من أفعاله قبل أقواله
ما زلت عالقة في الخيال، أحاول نظم سيناريو لحديثهم ما قبل الاستشهاد
عقلي القاصر عاجز تمام عن تخيل عِظم هذا الحديث، لا أستطيع تخيل كلام أعظم من أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، مع ابتسامة تزين وجوههم
هذه الابتسامة التي تنير طريقنا وتحيي في نفوسنا ما أماتته سنوات الهوان من التنسيق والتطبيع والخذلان
كل شهيد ارتفع وكل قطرة دم سالت تذكروا أنها حجر أساس أثناء رحلتكم للصلاة في المسجد الأقصى
هؤلاء الشهداء لا نقول إلا يا سعدهم وهناهم بشرف المنزلة، جعلهم الله في عليين بصحبة حبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، اللهم أرزقنا ما رزقتهم واجعلنا على دربهم وأرنا الحق حقًا وأرزقنا اتباعه يا عزيز يا جبّار هم في رباط إلى يوم يبعثون، يا الله "
حتى فرحت أهلها مختلفة ، إنهم مرتبطين بدينهم و أرضهم و ربهم ، نحن نقول أننا نتبع دين كذا و لكن الدين بالنسبة لنا ليس سوى تحصيل حاصل و لكنهم هم و هم في أرض المقدسات و الأديان كل شيء شيء له منزلته و مكانته
و أعود و أقول للصبية ، أنت قوية و ذكرياتك ، حكاياك ، قصصك و أحلامك أقوى من أن تنسى
*
كل ما حدث في فلسطين بدأ بشرارة دعم لها
عندما بدأت حملة دعم حي الشيخ جراح الطرف الآخر ، الطرف المغتصب و المحتل ، الصـ*ـهيوني المتعصب لم يعجبه الأمر
لما كل العالم بات يدعم فلسطين فجأة ؟
من دعمها الشعوب و ليست الحكومات
في الواقع ، أنه في هذا الزمن كثر فيه المطبعين ، لقد طبلوا و هللوا أمام مرأى الجميع و باتوا يُسخِّرون مطبلين من نوع خاص حتى يطبلون معهم ، لم يكتفوا بحكوماتهم بل لجؤوا للدين
منذ قديم الأزل قيل أن الدين أفيون الشعوب
حسب أراء التاريخ
اذا أردت أن تكسب الدعم لقضية أو أمر ما سخر رجال الدين لخدمتك أنت و مسعاك و سيكون لك ما أردت
لكن ذلك كان قديما ، عندما كان الانسان ساذجا و لا يعرف من دينه سوى الصلاة أو طقوس الزواج
نحن الآن في عصر مختلف ، بتنا ندرك من هو رجل الدين الحقيقي و من هو المُطبل و للأسف بات المطبلون أكثر بكثير
و لكي لا نظلم زماننا ولا رجالنا الحقيقيين من الدينين " الاسلام و المسيحية " سوف أخبركم عن طريقة سهلة
اذا أردتم أن تتعرفوا على رجال الدين الحقيقيين ابحثوا عنهم أين هم موجودين
اذا كانوا في زنزانة مظلمة ينتظرون موعد تنفيذ قرار الاعدام بحقهم فاعلموا أنهم على حق و خالفوا حكوماتهم المطبعة
رفضوا العز و الجاه الفانيين و بحثوا عن جنات قد تكون بعيدة لكنها دائمة
*
أنهيت اتصالي مع هاريسون و التفت فكانت مريم تجلس على الأريكة تحمل هاتفها و بملامحها هناك مشاعر حزينة تارة و تارة سعيدة
جلست بهدوء بجانبها و وضعت كفي على كتفها فرفعت نظراتها لي
" ما بكِ ؟ "
" لا شيء فقط سعيدة بهذا الانتصار "
عندها عدت أضمها و أنا أشعر أنني في ضل المحنة التي مررنا بها في الأيام الماضية زاد عشقي لها
كيف لا يزيد و أنا أرى وفاءها و تفانيها بحب فلسطين
لقد جعلت من وطني وطنها و من هويتي هويتها
لقد باتت جزء مني و بت أدرك أنني كلها ، خلقت مني فتاهت عن العالم و الحياة و لم تجد نفسها إلا عندما ضمها حضني
" بعد نهاية هذه المعركة سوف نبدأ معركتنا الخاصة .... أريدك معي و بجانبي ، كاث أو مريم أريدك معي فأنا لا طاقة لي حتى أواصل الحياة دونكِ "
حينها شعرت بذراعيها يلتفان حول خصري و همست بينما تخبئ وجهها برقبتي
" أتدري شيئا .... أنا كنت كاذبة عندما أخبرتك أنني أكتفي بقلبك لي ، أنا أريدك كلك لي ، لا أريد أن تبقى حياتي بهذا الركوض ، أدرك جيدا أن حياتي لن تتحرك إلا اذا كنت أنت بها يعقوب و أنا بت لا أستطيع التفريط بك ، اذا كانت أكبر المعارك قد انتصرنا بها فنحن سوف ننتصر أيضا فيما هو آتي "
حينها فقط ابتسمت و قبلت جانب رأسها
الحياة الآن سوف تكون لفلسطين و مريم ، مريم التي سوف تكون قريبا مريم عوّاد
ابتعدت عني و مسحت دموعها بينما ترسم البسمة
" أين سنحتفل ؟ "
" لا يهم المكان .... المهم أن يجتمع حولي أكثر الناس قربا ، أكثر الناس حملا لهمي "
قربت كفها من كفي ، أمسكت بها بشدة و أنا قربتها أقبلها
" غيري ثيابك لأن هاريسون لن يفوت أي حفل يدعى له "
حينها ابتسمت و استقامت لتسحب كفها من كفي ، تركتها و هي غادرت نحو غرفتها لتغر ثيابها
أسندت نفسي على الأريكة ثم أغمضت عيني ، حينها شعرت بمدى تعبي
أشعر و كأنني كنت وسط معركة حامية الوطيس لا نهاية لها
صحيح أنني كنت هنا ، بعيد عن اللا أمان و لكن مشاعري كانت محاصرة ، كلما وددت الدعم تمت مهاجمتي و كأنني من أحمل السلاح و أقتل أبناء وطني
لكن بفضل مريم ، تجاوزت أعدائي و هاهو اليوم كُتب لنا أن نرى انتصار الوطن
إنه بداية النهاية لمحتل و مغتصب لا يعرف للرحمة مكان
أغمضت عينيّ و حالة الاسترخاء بدأت تسيطر عليّ عندها تحرك هاتفي في جيبي فتحت عيني من جديد و أخرجته فكانت رسالة من هاريسون ، يخبرني عن المكان الذي اختاره للاحتفال
بعد مدة خرجت مريم ، كانت ترتدي ثوبا أزرق ليلي اللون ، قصير الاكمام و تحمل على ذراعها سترة سوداء و أنا ابتسمت و وقفت ، اقتربت هي مبتسمة بهدوء و عندما وقفت أمامي رفعت كفي فاحتضنت وجنتها و هي أغمضت عينيها متنهدة بقوة لتنبس بعدها
" يعقوب ....... أشعر أنني مريم حقيقة و كاثرين لم يكن سوى سجنا "
" من الآن أنت لن تكوني سوى مريم ... في جميع الحالات "
فتحت عنيها و أومأت فأبعدت كفي عن وجنتها ممسكا بيدها و سحبتها لنغادر
احتفالنا سيكون عبارة عن حكايا بأرض فلسطين و لها
أكثر اثنين أشعر بالراحة معهما هما هاريسون و مريم ، اذا لن يكون هناك مانع من الكلام عن فلسطين و حتى لاحقا لن يكون هناك مانع عن ذكر فلسطين و أنا لن أخاف من أي أحد و من لن تتماشى سياسته مع حق فلسطين أنا لن أتماشى معه
أوقفت سيارة أجرى فسيارتي لم أقدها منذ مدة ، صعدنا و في المقاعد الخلفية جلسنا لأخبر السائق عن المكان و في الطريق كنت أرى نظرات الشرود بعيني مريم ، جزئي و كلي هي
شددت على كفها بيدي و اقتربت أهمس لها
" ما بك مريم ؟ "
فالتفتت لترسم بسمتها
" لا شيء "
" بل هناك شيء ، تبدين مهمومة "
" الآن بعد انتصار فلسطين لا يجب أن يتوقف دعمنا لها "
" بالتأكيد "
" هناك دمار و بالتأكيد ستكون هناك محاولات لاعادة اعمارها "
" و أنا مستعد للمساهمة و لو قدمت كل ما أملك "
" و أنا سأقدم ما أستطيع تقديمه "
حينها ابتسمت من جديد و عدت أحتضن وجنتها بكفي
" أنت قدمت لها أكثر مما تستطيعين .... يكفي أنك بتِ مريم من أجلها "
" أنا أحبك يعقوب ... "
حينها رشقتني أسهم السعادة أكثر ، صحيح أن نظرتها بدت تعيسة و لكن اعترافها بحبها لي و للمرة الثانية و في موقف كهذا يجعلني أسعد الرجال في العالم ، الحب مواقف يا سادة
ضممت هذه المرة كتفها و قربتها مني لأقبل رأسها و هي وضعت كفها على صدري ، تمام على قلبي ربتت بهدوء و هكذا كنا حتى وصلنا للمطعم الذي أرسل عنوانه هاريسون
دفعت أجرة السيارة و نزلنا لأمسك بكفها و سرنا ندخل ، كانت بسمتي مرسومة على وجهي و سرت بين الطاولات بينما أمسك بكفها و لكن في لحظة توقفت و تعكرت ملامحي عندما رأيت روز تجلس في الطاولة التي يجلس عليها هاريسون
أقسم أنني سوف أقتله إن كان فعل هذا عن قصد
رفع نظراته نحونا و بذات اللحظة شعرت بكف مريم تحاول أن تنسل من كفي لكنني تمسكت بها بقوة ، استقام هو و الأخرى التفتت نحونا ، رأتنا و بان الغضب من نظراتها ثم استقامت و رسمت ابتسامة كريهة للغاية
ما الذي دهاني حتى اعتقدت أنني أحبها ، ما الذي حدث لي و أعماني لهذه الدرجة حتى تزوجت من شخص مثلها ؟
" يعقوب "
" إن كنتِ تحبينني حقا يا مريم لا تتركِ يدي أمامها "
نبست اسمي بهمس فقربت نفسي منها و أجبتها بذات الهمس عندها سحبتها من جديد و اقتربت و الأخرى وقفت ، وقفنا أمامها و هاريسون نبس
" يعقوب أنا "
و لكن روز رفعت نظراتها التي وضعتها على كفينا لتجيب بدلا عنه
" صادفت هاريسون و علمت أنك قادم لذا وددت انتضارك حتى أهنئك "
و بصوت بارد أجبت
" على ماذا ؟ "
" على انتصاركم علينا يا يعقوب "
حينها ابتسمت و اقتربت قليلا لتواجه نظراتي نظراتها
" أعرف أنك يـ*هـ* ودية و لكن لم أدري أنك صـ*هـ*يونية "
فردت بثقة زائفة يحملها أبناء جلدتها
" عندما عاديتني أعلنت عدائي لكل ما يخصك يعقوب عوّاد "
" ما دمتِ عاديتيني لما انتظرتيني حتى تهنئيني ؟ "
عندها حدقت نحو مريم ثم أعادت نظراتها لي
" استعد للقادم يعقوب "
قالتها و التفتت لتحمل حقيبتها و غادرت حينها حدقت بهاريسون و هو بسرعة تحدث مدافعا عن نفسه
" أقسم أنني لم أخبرها بشيء ، عندما رأتني هنا هي أتت و جلست و قالت أنها تعرف أنني لن آتي هنا اذا لم تكن أنت سوف تأتي "
و رغم غضبي كلامه جعلني أبتسم حتى تحولت بسمتي إلى قهقهة و مريم حدقت بي متسائلة باستغراب
" ما الذي دهاك ؟ "
فرفعت سبابتي و أشرت اليه بينما أنظر لعينيها
" أتدرين لما يا مريم ؟ "
فنفت و أنا اقتربت أكثر و تضاهرت أنني أهمس بأذنها و لكن مع تحديقي بهاريسون
" لأنها تدري أنه انتهازي و بخيل "
" يعقوب "
قالها بانزعاج و مريم ابتسمت ثم جلسنا ، كانت طاولتنا لأربعة أشخاص و مريم جلست بجانبي أما هاريسون كان مقابلا لي و تحدث ببعض الانزعاج بينما يحمل قائمة الطعام
" لقد هددتكَ يعقوب ..... في النهاية هي امرأة شريرة "
" لن أخاف منها ..... "
ثم التفت نحو مريم ، أمسكت بكفها و قربتها مني أقبلها
" لأن مريم معي "
حينها حدّق بتوجس حولنا ثم استقام و أبعد كفها عن كفي
" أنت شخصية مشهورة و بسهولة سوف تحصل المحكمة على صور و روز ستتهمك بخيانتها "
" و أنا سأفعل ذات الشيء ..... "
" أنت عنيد و هي شريرة "
تجاهلته ثم أخذت قائمة الطعام و فتحتها موجها حدثي لمريم
" ما الذي تريدين تناوله ؟ "
" لا أدري أطلب أنت يعقوب "
عندها تحدث هو
" ما رأيكما أن أطلب أنا ؟ "
" و تدفع أنت ؟ "
عندها كشر و عقد حاجبيه ليرفع قائمة الطعام أمام وجهه و مريم ابتسمت على تصرفه رغم الانزعاج المكنون بعينيها منذ لحظة لقاءنا بروز
يجب أن تتحمل ما سيقال و ردود الفعل إلى أن أنتصر
و في لحظة رأيت هاريسون يبعد قائمة الطعام عن وجهه و يحدق خلفي فدققت نظراتي به ثم التفت عندها رأيت ايلا ، مساعدة العميد سبنسر
ابتسمت ببهجة عندما رأتني و جعلت بعضا من خصلاتها السوداء التي كانت حرة خلف أذنها مقدمة كفها
" مرحبا سيد يعقوب "
" مرحبا آنسة ايلا "
و قبل أن أواصل كلامي سمعت صوت كرسي يسحب بقوة و من بعدها صوت هاريسون
" بامكانك الانضمام لنا آنسة ايلا "
بسمته كانت كبيرة بينما يربت على المقعد بجواره ....... لطالما كنت ثعبان هاريسون
نهاية الفصل الثالث عشر من
" الوتر "
الجميع يريد أن يعلم من هي الصبية أليس كذلك ؟
الرسائل كانت حقيقية و المشاعر أكثر من حقيقية و الصبية ليست سوى ألاء
و اليوم كانت هي ضيفة يعقوب و مريم لذا أتمنى انك أسعدت برفقتهما ألاء
و إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro