
الفصل الواحد و العشرون
مساء الخير أصدقائي
حاولت انتشال نفسي بصعوبة من عمل سيكون مفاجأة لكم أعزائي فأنا غارقة به و اتمنى أن ينال استحسانكم عندما يحين وقته
*
استمتعوا بالفصل
المشاعر مهما غاصت للأعماق إلا أن هناك أوقات هي ستطفو على ملامحنا بدون أن ندري و هكذا كان تاي في تلك اللحظة التي تركه فيها بيكهيون ...... مشاعر الرفض ، الكره و الرغبة في الانتقام كانت طافية على ملامحه و ظاهرة ، لذا في منتصف الطريق بيكهيون توقف فجأة ....... لا يمكنه هو لا يستطيع أن يسبب الأذى له أكثر من هذا ، تاي لا يجب أن يقتل أي أحد حتى يستطيع عيش حياته لاحقا براحة و ضمير هانئ
عاد للخلف و دار ليعود و كانت وجهته مباشرة نحو مدينة الملاهي المهجورة ، وصل فنزل بسرعة ليركض و ركض اليه أحد رجاله ليتحدث
" سيد بلاك ..... "
و هو تحدث بينما يحدق نحو باب القبو
" أين تاي ؟ "
و الآخر أجابه
" إنه في القبو سيدي "
لذا أخذ منه مسدسه و عاد للركض من جديد حتى وصل ليدفع الباب الذي كان مفتوح ، وقف خلف تاي الذي يصوب مسدسه نحو الطبيب الذي أزهقت على يديه آلاف الأرواح ، كانت يدي تاي ترتجف ليتحدث بصوت ضنه رخيم مليئا بالغضب
" لقد حان دورك لتموت أيها القذر "
و بيكهيون وحده من استطاع ادراك الحرب التي قامت داخل قلب ذلك الصغير الذي فتحت له الحياة أحضناها المظلمة ، استطاع سماع صوت الاستنجاد الذي يصرخ به صمته من بعد تلك الجملة لذا فقط رفع مسدسه الذي أخذه من أحد رجاله و بدون تردد هو أطلق على رأس الطبيب ليرديه قتيلا كما فعل مع الكثيرين بدم بارد
التفت تاي ليحدق فيه بعينين متوسعتين و الآخر فقط أخفض سلاحه و لم يزح نظره عن تلك الجثة بينما الممرضة تعالى صراخها و ترجياتها أن يسمحوا لها بالعيش
" لما ...... لما فعلتها و لم تتركني أقتله "
و آخر كلمة صرخ بها ليرمي بيكهيون المسدس على الأرض ثم التفت له و بكل هدوء هو أجابه
" حتى لا تكون مثلي ...... حتى لا تكون قاتل و تتلطخ يديك بالدماء "
كان هذا كل ما قاله بهدوء و انسحب ليغادر ، اذا كان الجميع يعتقد أن الضغط على الزناد لانهاء حياة شخص ما سهل فذلك هو الظلال بعينه ، لا أحد يستطيع الشعور بكل تلك المشاعر المتضاربة بقلبه ، لا أحد و هو لا يستطيع أن يتحدث و يخبر أي أحد فصورة بلاك لا يجب أن تهتز بنظر أعدائه بينما صورته بنظره تهتز في كل مرة يقدم على فعل يرفضه من الداخل قطعا
صعد للسيارة و أمام الجميع تصرف كما عهدوه فقط شغل محرك سيارته و انطلق ليغادر نحو من تتجسد فيها راحته عندما يراها ، منذ دخلت حياته و هو بعد كل فعل مشين يلجأ لها حتى بدون أن تدري ، يحدق فيها من بعيد ، تطور الأمر و أصبح يجلس بجانبها و يشكو لها كصديق بينما يضع رأسه على كتفها أما اليوم هو سيطالب بحضنها و هي لن تبخل بفتحه له ........ هو ذلك الملاك الذي غلفه السواد و يكاد يبتلعه لولا يدها التي تتمسك به بكل قوة
*
رفعت تانيا نظراتها نحو والدتها التي تجلس على كرسي مقابلة لها و يبدو عليها التعب فتحدثت
" أمي لما لم تغادري مع جدتي ؟ "
و ليفيا نفت
" لا أستطيع تركها لوحدها ...... يجب أن أكون برفقتها عندما تستعيد وعيها "
أومأت تانيا بهدوء و عادت ترمق ايما بتلك النظرة الحزينة و تنهدت
" لو فقط لجأت لي لما حدث كل هذا "
" تانيا ما حدث قد حدث ...... نحن سوف نحاول تناسي الوضع عندما تفتح عينيها فلا تذكري هذا الأمر ، ضميها و ابكي برفقتها بدون قول كلمة "
و هذا جعلها تحدق فيها و ليفيا ابتسمت
" كوني فقط ابنتي القوية التي عهدتها "
" حسنا ليفيا "
و ليفيا استقامت لتقترب و تربت على كف تانيا التي مازالت تمسك بكف ايما ثم اعتدلت لتتحدث
" سوف أجلب قهوة و أعود فهل أجلب لك واحدة ؟ "
و هي نفت
" لا .... "
ابتسمت لها والدتها باماءة ثم غادرت لتقفل الباب خلفها بهدوء و هي عادت تحدق بايما ثم امتدت كفها لتربت على شعرها برقة و هدوء ، مر بعض الوقت لتسمع صوت الباب يفتح فالتفتت معتقدة أنها ليفيا و لكنه كان بيكهيون الذي دخل و هو يحمل كيسا ورقي و هي تركت كف ايما و استقامت
ترك الباب و حدق فيها بنظرة ضعيفة غريبة و هي نبست بهدوء
" بيكهيون هل حدث شيء أزعجك "
و هو لم يتحدث و لم يجبها فقط ترك الكيس يقع على الأرض و اقترب بخطوات ميتة نحوها ليضمها له ، احتضن رأسها بكفه و أغمض عينيه بينما هي تمسكت به لتضع فكها على كتفه ، حركت كفها على ظهره تمنحه دفئها و هو تحدث بخفوت ، بضعف لم تلمسه فيه من قبل
" لنبقى هكذا للحظة تانيا "
عندها أغمضت عينيها لتحتمي هي أيضا بحضنه
" أنا بحاجتكِ تانيا "
فتحت عينيها و أجابته
" ما الذي حدث ؟ "
" لا شيء ........ لا شيء "
و هي اعتقدت أنه شيء بسبب والده الذي لم يفكر ولو لوهلة أن يتراجع عن قراره و يعترف بوجوده لذا فقط التزمت الصمت بينما تمنحه ما يطلبه منها ، تدري أنه و رغم وجودها بين ذراعيه الآن و لكن في الواقع هو من يمكث بين ذراعيها ، هو من يحاول كطفل صغير ارتكب فعلا شائنا أن يختبئ خلف والدته بينما يمسك بثوبها
و لكن لحظاتهما تلك قوطعت عندما سمعا أنينا صادر من ايما فتركها بسرعة و هي التفتت بلهفة لتقترب منها و أمسكت بكفها و كفها الأخرى وضعتها على رأسها
" ايما ..... عزيزتي "
و الأخرى بصوت هامس ، متألم و نبرة مائلة للبكاء تحدث
" تانيا ...... تانيا أنا "
و تانيا أجابته بلهفة و سرعة
" أنت فقط ارتاحي ايما ..... لا تتحدث و لا تقولي شيء فقط ارتاحي عزيزتي "
و لكن ايما فتحت عينيها لتقابلها عيني تانيا الباكية و بسمتها المتألمة لتنفي
" أنا ..... أنا مجرمة يا تانيا و لكنني كنت خائفة من عمتي صدقني ، هي كانت ستأخذه مني و تضعه في دار أيتام و أنا ترسلني لدير بعيد "
و لكن تانيا نفت
" أنت لست مجرمة حسنا ...... أنا آسفة ايما آسفة لأنني كنت أنانية و تركتك لوحدك "
و الأخرى بكت لتضمها تانيا أكثر و هي تحاول تهدئتها
" ابكي ايما ابكي و لكن لا تلومي نفسك فكل شيء انتهى ..... طفلك لم تكتب له الحياة و هذا كافي لجعلك مرتاحة و عمتك لن تتجرأ و تقترب منك فأنا معك ، أنا لن أتركك من الآن "
تعالت شهقات ايما و تمسكت بتانيا فلو لجأت لها و تمسكت بها منذ البداية لكانت النهاية مختلفة و لكنها الحياة و هي من تفرض علينا تجاربها
أما بيكهيون الذي اقترب منها من الجانب الآخر للسرير ربت على رأس ايما بهدوء و عندما تركت تانيا و التفتت له هو ابتسم لها
" أنا غاضب منك ايما و لكن سأسامحك لأنك من بعد الآن سيكون حضني متاح لك من بعد حضن تانيا "
و هي أومأت لتتمسك بكفيهما معا كأنما تتمسك بالحياة من خلالهما و ستكون كاذبة لو تجاهلت رغبتها برؤية شخص مهم و طرف بكل ما حدث ، كم تمنت في هذه اللحظة لو كان بجانبها و يمسك بكفها عندما فتحت عينيها ، كم تمنت أن تصرخ في وجهه و تخبره أنه السبب ثم تضمه و يبكيان معا على ما فقدا
أغمضت عينيها لتنسل كفيها من بين كفي بيكهيون و تانيا ثم وضعتهما على وجهها و تحدثت من بين بكائها
" دعاني لوحدي ....... "
و تانيا حدقت ببيكهيون الذي أومأ لها ثم تحرك ليقترب منها و ضم كتفها و سحبها معه ليقفا خارج الغرفة و لكنه قبل أن يخرج هو التفت و تحدث
" ايما ......... لا تعتقدي أنك كنت الوحيدة التي خسرت ، تاي لازمك و لكنك من باغثته باستيقاظك عندما هو ابتعد لينال قسطا من الراحة بعد سهر طويل "
لم تبعد كفيها و لكن بكاءها زاد لتسحبه تانيا و يخرجان ، أقفل الباب و تانيا تركته لتسير و تجلس على أحد المقاعد القريبة و هو سار خلفها ليجلس بجانبها و بعدها ساد الصمت بينهما ........... ايما و تاي ما الذي سيحدث معهما ؟ كيف سيتصرفان هما بخصوصهما بما أنهما أكثر وعي منهما ؟
*
وصل تاي للمستشفى و هو لم يعد للمنزل قط ، جلس في أحد المقاعد في الحديقة و حدق بالمبنى طويلا بينما هناك حرقة كبيرة في قلبه ، تمنى لو أمكنه قتل ذلك الطبيب من أجل ايما و دموعها و لكنه أخفق عندما تدخل بيكهيون ليحمل كل الذنوب و الندوب لوحده في قلبه ......... هل يجب أن يكون شاكر له أم ناقما عليه لأنه فقط أجج النار داخل قلبه
تنهد ليسند نفسه و رفع رأسه نحو السماء المظلمة و أغمض عينيه ، و لكن هدوءه لم يطل عندما اهتز هاتفه بجيبه فاعتدل ليخرج الهاتف عندها شعر بالغضب يجتاحه و لكنه كان مضطرا ليجيب
" مرحبا أمي "
" ابني .... "
و لكن قبل أن تكمل كلامها والده أخذ منها الهاتف فهو كان يتجاهل اتصالاته
" لما لا تجيب على مكلماتي ؟ "
و هو أجابه بوقاحته المعهودة
" لم أرغب بذلك "
" تاي لا تغضبني يا ولد "
" و إن أغضبتك ما الذي ستفعله ؟ توقف بطاقاتي .... تأخذ مفاتيح السيارة ؟ "
حاول تهدئة نفسه و تنفس فهو يعلم ان ابنه عنيد جدا
" حسنا تاي اسمعني ابني أنا سأتحدث بهدوء و أنت يجب أن تصغي جيدا لي "
" أنا لا أريد الاصغاء لك ..... لقد تبين أن كل كلامك و هتافك ليس إلا كذبا "
" تاي ..... انها الطريقة الوحيدة للعيش "
" الكذب على الناس ؟ التمثيل ؟ ....... لديك موهبة فذة فلما لم تستغلها في مكانها الصحيح يا أبي "
" أنا لا أمزح معك "
" و أنا لا أمزح معك أبي ....... "
" حسنا فقط استمع لما سأقوله ...... ابتعد عن بلاك و افعل ما تريد بحياتك "
" لا يمكنني الابتعاد و أنت أكثر شخص يعلم أن الخروج من عالمه ليس سهلا "
" بلا بلاك يملك جانبا مستقيما لذا استعن بأخوك "
و هذا ما دعاه ليضحك بصوت مرتفع حتى دمعت عينيه و لكن نبرته كانت ساخرة و غاضبة
" ألم أخبرك أبي أنك تمتلك موهبة فذة في التمثيل و الكذب ...... ماذا الآن هل تريد استغلال أخي "
" ليس هناك طريقة أخرى ...... "
" ما المقابل الذي ستقدمه له ؟ "
" ما الذي تعنيه ؟ "
" مقابل أن يبعدني عن بلاك هو بالتأكيد سيتأذى منه و أنت يجب أن تعوضه فهل أنت مستعد لاحتضانه و الاعتراف به ؟ "
و الآخر نفى ليجبه برفض
" لا يمكنني ..... أنا أمضيت سنوات طويلة أبني سمعتي و ألمع صورتي و لا يمكنني هدمها بسهولة "
" اذا أنا آسف لا يمكنني الغدر بأخي ...... صحيح أنك سبب ارتباطنا ببعضنا لأن دمائك تجري بعروق كلينا و لكن تأكد أنني أحبه أكثر منك ، أنني أضعه في منزلة أبي بينما أنت مجرد اسم "
قالها و أقفل الهاتف بسرعة لتسيطر عليه دموعه فلم يستطع التحكم بها أكثر ، احتضن رأسه بكفيه و بكى دموعه بقهر فلما لا يستطيع والده أن يتقبل شقيقه لماذا رفضه و جعله يعيش في ذلك الظلام الذي يرفضه
عاد الهاتف بجانبه ليصدر صوت و هو بكل ملل اعتقد أنه والده فأخذ الهاتف و هو جاهز للصراخ في وجهه و لكن ما صادفه كانت رسالة من شقيقه ، رسالة جعلت قلبه يرقص فرحا بمجرد فتحها و قراءة حروفها القليلة
" ايما استعادت وعيها "
وقف بسرعة يمسح دموعه بكم سترته بخشونة ليركض للداخل ، لقد سابق دقات قلبه و لهفته لرؤيتها ، في لحظاته القصيرة اليها جهز ألف خطاب و مليون اعتذار و لكن أمامها لن يكون سوى فتى صغير نادم على ارتكاب خطأ حذره الجميع منه
وصل بقرب بيكهيون و تانيا الجالسين في الخارج ليعكر بيكهيون حاجبيه بينما يحدق به
" ألم تذهب للمنزل ؟ "
و هو تجاهل اجابته على سؤاله بسؤال يظهر لهفته على تلك الفتاة الصغيرة في الداخل
" هل حقا ايما استعادت وعيها ؟ "
و بيكهيون بابتسامة أجابه
" أجل "
" و كيف حالها ؟ هل هي بخير ؟ هل هي تبكي ؟ "
عندها شعرت تانيا بالغيض منه و حدقت فيه بغضب لتجيبه
" و هل هو وضع يدعو للضحك ؟ "
عبس بأسف و طأطأ رأسه و بيكهيون ضربها بكتفه لتنفي بينما تحرك كتفيها برفض و لكنه احتضن كتفيها و همس لها
" هيا لا تكوني قاسية "
نظفت صوتها و ضمت ذراعيها لها
" انها بخير ... و أجل هي تبكي ، لقد بكت ولا تزال تبكي "
رفع تاي نظره ناحيتها و بتردد سألها
" هل أستطيع رؤيتها ؟ "
و هي بسخرية غاضبة أجابته
" و من أنا حتى أمنعك سيد تاي .... الجميع بصفك لذا يجب أن أخرس و لا أتدخل "
عندها هو اقترب من الباب و بيكهيون كان يؤنبها على كلامها القاسي مع تاي بينما هي ترفض و تنفي ، تنهد تاي قبل أن يضع كفه على المقبض ، أغمض عينيه و عادت ضحكاتها و صخب صوتها الرقيق يسيطران عليه و يمدانه بالقوة و الطاقة حتى يواجه المصاعب
تنهد بقوة ليفتح عينيه و فتح الباب فقابله مظهرها في ثوب المستشفى بينما تحدق بالسقف و كفها متصل بها أنبوب المغذي و عندما سمعت صوت الباب أمالت رأسها ناحيته
رأته يقف هناك ببؤس فلم تستطع السيطرة على دموعها و لا على شهقاتها أكثر و هو ترك الباب ليقفل و تقدم اليها يمسك بكفها و يدنو يسند ركبيته على الأرض بقربها
" ايما أرجوك لا تبكي ..... "
و لكنها فقط خرجت شهقاتها أكثر و نحيبها تصاعد و هو تصاعدت كلمات ترجياته لها
" لا تبكي ايما أنت تؤلمين قلبي "
و هي وضعت كفها على ثغرها تحاول ابعاد الألم عن قلبه و هو اقترب ليقبل كفها التي لا يزال يحتفظ بها
" أنا آسف ....... أستحق كل شيء سيء على ما فعلته بك "
و هي تمسكت بكفه تلك لتنبس بين شهقاتها
" أنت حقير و وغد ...... لقد غدرت بي "
" أجل أنا لا أستحق الحياة "
" أنا أكرهك ...... لا تقترب مني "
" أنا آسف ايما نادم بشدة على كل تصرف طائش آذاك و لكنني لن أبتعد عنك بعد الآن ..... اكرهيني بقدر ما تريدين و لكنني سأحبك فقط "
*
مرت تلك الليلة بهدوء بعد أن نامت ايما و نام تاي على الأريكة المقابلة ، تانيا و بيكهيون يجلسان في الخارج بينما تانيا تضع رأسها على كتفه و تنام و هو يسند رأسه على رأسها و ينام كذلك ....... ليفيا تجلس في مقعد مقابل و تحدق بهما بينما ترسم ابتسامة سعيدة للغاية و هي ترى ابنتها تحضى بالحب أخيرا و لكن في تلك اللحظة سمعت خطوات تسير نحوهم و عندما مالت برأسها رأت ذلك الرجل الذي لم تستطع تخطيه و لو ليوم واحد ، و لو لثانية فوقفت بسرعة و هو توقف ليوقف حقيبته بينما يحدق بتلك الفتاة السويسرية ذات الضفيرتين التي سحرته عندما مر ببلدتها
" جونغو ..... "
" ليفيا "
قالها ليقترب منها بسرعة و ضمها يتمسك بها بينما هي لم تحرك كفيها و لم تضمه فقط أغمضت عينيها و ضمته بقلبها ، فرغم الحب الذين يكنانه لبعضهما و لكن خيبة أملها به كبيرة و لا تستطيع نكران صفته القبيحة ..... أنه زير نساء ، حسنا رجل مطلق ولا يزال يتمتع بالشباب و الصحة له بالتأكيد احتياجاته
ابتعد عنها و ابتسم لها ليتحدث
" لقد اشتقت لك و أنت ألم تفعلي ؟ "
فأجابته بجمود و غضب ، بل بصوت يحاول الاحتفاظ بقوته حتى لا يهتز بنبرة البكاء
" . لا ..... لم أشتق لك لذا لا تضمني ثانية "
و هو فقط ابتسم لأنه يعلم أنها كاذبة و عاد ليضمها و تمسك بها
" حسنا لا يمكنني لومك و لكنني كدت أموت شوقا لكِ "
أبعدته عنها بقوة تدفعه
" اشتق لابنتك فحسب جونغو "
و هو التفت ليرى تانيا نائمة على المقعد بينما تسند نفسها على بيكهيون و لكن بمجرد رؤيته لبيكهيون بقربها اختفت من ملامحه نظرة الوداعة و تلك الابتسامة اللينة ، شعر بالغضب فهو اكتشف هويتيه الحقيقية ...... أو ربما اكتشف هوية بلاك الحقيقية
ترك ليفيا و اقترب ليجلس القرفصاء أمام ابنته و بخفة حاول ابعد بيكهيون عنها ليربت على كفيها
" تانيا حبيبتي جونغو وصل "
فتح بكهيون عينيه عندها رمقه جونغو بنظرة غاضبة و حاقدة ليقف بسرعة و ينحني له بينما والدها كان يمسك برأسها حتى لا تفزع من حركة ذلك الغبي كما وصفه في عقله
" سيد جونغو متى وصلت ؟ "
" و هل أحتاج اذنك ؟ "
استغرب بيكهيون من طريقته و هو أشاح عنه ليعود و يحاول ايقاظ صغيرته
" حبيبة جونغو هيا افتحي عينيك لقد وصل والدك ليحميك "
و هي عندها فتحت عينيها و اعتقدت أنها تحلم ، عادت تغمضهما و لكنه عاد يتحدث
" هاذا أنا تانيا "
عادت و فتحت عينيها للتتوسع و نبست بخفوت
" جونغو ....... "
و هو ضحك ليتقدم و يجذبها يضمها اليه و هي تمسكت به
" جوغو أنا اشتقت لك "
و ليفيا في تلك اللحظة اقتربت من بيكهيون لتربت على ذراعه ثم اقتربت لتهمس له
" إنه أحمق و غيور على ابنته لذا لا تأبه بتصرفاته الغبية ....... اذا أزعجك أنا سوف أهتم بأمره "
و بيكهيون ابتسم لينفي
" لم يزعجني .... ثم هو مشتاق لها "
*
جلس بيكهيون مقابلا لجونغو والد تانيا في مقهى المستشفى بينما وضع أمامه كوب قهوة سوداء أما أمام جونغو فقد وضع كوب حليب و قطعة حلوى من الشكلا
حسنا جونغو واضح أنه والد عصري و غير تقليدي البته و لكن ما الذي يجعله يحدق في بيكهيون بهذه الطريقة ؟ هذا ماكان يشغل تفكير بيكهيون ففي آخر مكالمة بينهما كان لطيفا و ودودا معه ، ابتسم بيكهيون و تحدث
" أرجو أن رحلتك لم تكن متعبة ؟ "
عندها أسند جونغو نفسه على المقعد و تحدث
" لماذا تريد الانتقام من والدك ؟ "
و بيكهيون تلبسته الجدية
" لأنه تخلى عني "
" مفهوم ..... اذا لماذا تموله في حملته الانتخابية ؟ "
عكر بيكهيون حاجبيه
" ما الذي تقوله سيدي ؟ "
و جونغو عاد ليسند ذراعيه على الطاولة و تحدث بجدية أكثر
" اسمع بيكهيون لنكشف الأوراق ....... أنت لم تتقرب من تانيا لأنها ستساعدك بقضية والدك أنت فقط استخدمت القضية لتتقرب من ابنتي التي تهاجم بلاك دائما فهل تنوي قتلها ؟ "
شد بيكهيون كفه تحت الطاولة و ابتسم ببرود ليحافظ على احترامه و تحدث
" كيف علمت حقيقتي ؟ "
" لا يهم كيف علمت ..... ما يهمني الآن هو حماية ابنتي من وحش مثلك "
" تأكد سيدي أن هذا الوحش أمامك وحدها تانيا من استطاعت ترويضه ........ "
" اسمع أنا لا أنوي التدخل بعملك و لكن أنوي ابعاد ابنتي عنك لأنني لا أثق بك .... "
" صدقني أنا لا أريد أذيتها أبدا .... على العكس أنا أسخر كل نفوذي و قوتي لحمايتها وحدها "
" كيف تريدني أن أصدقك "
" لأنني صادق ..... ليس لدي أي مصلحة في الكذب عليك "
" لا أريد تصديقك ...... هناك ما تخفيه "
و بيكهيون بكل راحة تحدث
" في البداية اسم تانيا كنت أقرأه فقط في مقالاتها التي تكتبها عني ...... لن أنكر أنني حاولت قتلها بل حتى ذهبت بنفسي من أجل التنفيذ و لكنني تراجعت عن ذلك ..... أنا وقعت بحبها منذ أول نظرة و منذ ذلك الحين و كل همي هو حمايتها ، حتى عندما تسبب لي الخسائر الكبيرة لن يتجرأ أحد و يقترب منها "
و بابتسامة ساخرة أجابه بينما الغضب يغلف نبرته
" لنفترض أنني صدقتك فكيف تريد مني أن أترك ابنتي بيد مجرم ..... أنت الآن فعلا تخدعها فهل تعلم كيف سيكون رد فعلها اذا علمت .... هل حتى فكرت بحالتها عندما يعود قلبها و يكسر بقوة هذه المرة أيضا .... هذه المرة يا بيكهيون هي لن تستطيع الابتسام "
شعر بالذنب ، بل شعر بالقهر و مجرد تخيله لدموعها و هي تلومه كانت قاتلة فتحدث بضعف
" صدقني وجودي في هذا العالم لم يكن اختياري ...... أنا أحاول استلال نفسي منه من أجل تانيا ، سوف أبعدها عن كل شيء من الممكن أن يؤذيها ، أقسم أنني أنوي ترك كل شيء بعد آخر صفقة "
عندها أبعد جونغو ذراعيه عن الطاولة و تحدث بانفعال و قلة حيلة
" مشكلتي يا بيكهيون أنني لا أستطيع كسر قلب ابنتي .... مشكلتي أنني مضطر أن أصمت لأنك الوحيد القادر على حمايتها "
" و أنا لن أخيبك ضنك بي صدقني ........ سوف أسوي أموري و كل حساباتي و أنسحب و تانيا لن تعلم بشيء و هكذا لن يصيبها الأذى "
" سوف ألتزم الصمت و لكن صدقني اذا تأذت ابنتي بسببك أنني لن أتركك ترى حتى وجهها "
" لن تتأذى .... أعدك فقط ثق بي فأنا لست شخصا سيء "
" الأيام سوف تثبت ذلك بيكهيون "
هناك شيء اجابي في كلام والدها معه ...... هو لم يناديه ببلاك لقد قال بيكهيون طوال حوارهما ، ابتسم بيكهيون و جونغو الغاضب أخذ من الكعك أمامه و أكل منه و في تلك اللحظة اهتز هاتف بيكهيون بجيبه ليخرجه و كانت رسالة من غابرييل ففتحها
" أنجلو و جوزيف كانا في المستشفى التي يوجد فيها ماكس "
و مع رسالته أرفق صورتان لهما و بيكهيون شد على الهاتف ليحدق به جونغو بنوع من الرهبة عندما رأى ملامحه التي تغيرت
" ما الذي يجري ؟ "
أعاد بيكهيون الهاتف لجيبه و رفع رأسه ليحاول الابتسام كأن شيئا لم يكن
" لا شيء سيدي فقط شيء متعلق بالعمل "
حدق فيه بنوع من الشك و عاد ليتناول من الكعكة أمامه و بيكهيون ارتشف من قهوته القليل ، أما عند تانيا التي كانت ترغم ايما على تناول الحساء الذي أحضرته جدتها ثم غادرت مع أمها فقد رن هاتفها لتتنهد ايما براحة
" هيا أجيبي على هاتفك "
" هل تعتقدين أنك تخلصتي مني ؟ .... تاي تعالى يا ولد اجعلها تنهي ما في الصحن و إلا سوف أطردك خارج غرفتها "
و هو اقترب بسرعة ليبتسم و يأخذ الصينية عن تانيا
" سوف أجعلها تنهيه "
جلس و تانيا استقامت لتربت على رأسه بنوع من السيطرة
" ولد جيد "
أخذ الملعقة و قربها من فم ايما التي عبست و أشاحت بوجهها بعيدا عنه و تانيا خرجت لتقفل الباب بينما تحمل هاتفها ، فتحت المكالمة و أجابت
" مرحبا دافيد "
و هو صرخ عليها من الجانب الآخر
" هل تهزئين بي تانيا ؟ "
أغمضت هي عينيها و أبعدت الهاتف و عندما توقفت ثورة جنونه على الهاتف فقط أعادته على أذنها و فتحت عينيها لتتحدث
" أنا لازلت بحاجة أذني "
" لما لم تمري أمس ؟ حتى أنك لم تجيبي على اتصلاتي ..... هل تتجاهلينني بعد أن أصبحت مشهورة ؟ "
" أولا سيد دافيد الرهيب أنا آسفة لأنني تخلفت عن موعدي ..... و لكن بالمقابل أنت شاهدت الحلقة و تعلم أنه كان لدي ظرف خاص "
" و لكن ظرفك الخاص لم يمنعك عن الظهور في برنامجك "
وضعت كفها على خصرها كمن سيتشاجر لتجيبه
" هل هي غيرة أطفال اذا ؟ "
" هل نعتني توا بالطفل كيم تانيا ؟ "
" بالتأكيد ..... هذه تصرفات أطفال فلما تظهر غيرتك "
" اسمعي اليوم أريد المقالات التي وعدتني بها و إلا ...... و إلا "
و بسخرية تحدثت عندما لم يجد تهديدا مناسب يرفقه بإلا تلك
" إلا ماذا ؟ ستطردني ؟ "
و لكنه أجاب بصوت خفيض
" و إلا سوف آتي أنا و آخذها "
و هي قهقهت لتجيبه
" هل أصبحت قوية لهذه الدرجة ؟ "
" سوف أقفل و أريد المقالات فأعدادنا لا تباع هذه الأيام "
" حسنا سوف أمر أعدك "
" و أنا سأنتظرك آنسة تانيا "
أقفلت و هي تبتسم و تنفي و عندما رفعت رأسها رأت والدها يسير برفقة بيكهيون نحوها فوضعت هاتفها بجيب سروالها و وقفت حتى وصلا بقربها و تأبطت ذراع والدها لتقبل وجنته ثم وضعت رأسها على ذراعه و هو قهقه بفرح
" هل اشتقت لي ؟ "
" بالتأكيد جونغو لقد مرت أكثر من خمس سنوات على آخر مرة زرتني فيها "
حدقت ببيكهيون ثم سألته
" كيف وجدت أبي ؟ طفولي أليس كذلك ؟ "
و والدها صرخ باسمها
" تانيا ...... "
فالتفتت له لترد بكل بساطة
" و هل أنا أكذب مثلا "
أبعدها عنه ليدفعها على بيكهيون و تحدث
" ابتعدي عني أنا اشتقت لليفيا "
قالها و سار نحو الباب و لكن قبل أن يفتحه تانيا كسرت أحلامه و آماله
" لقد غادرت فلا تحلم جونغو .... "
التفت لها و هي حركت حاجبيها تغيظه ليتحدث هو
" أمك قاسية بالمناسبة "
" و أنت رجل عابث أبي "
عندها ابتسم بيكهيون خصوصا أن تانيا تتمسك بذراعه الآن
" سوف أمتنع عن التحدث اليك .... يا جاحدة "
عبس ليضم ذراعيه فتركت ذراع بيكهيون و اقتربت منه لتقبل وجنته و هو أدار لها الأخرى و هي قبلت الثانية ليدير الأولى و تنهدت لتقبلها ثم عاد ليدير الثانية فعضته بقوة ليصرخ عليها و هنا بيكهيون لم يستطع أن يمسك قهقهاته
" أيتها الطفلة المتوحشة "
قالها جونغو بغل منها و هي التفتت تحدق ببيكهيون الذي يضحك ثم اقتربت لتسأله
" أنت لم تضحك هكذا منذ مدة ..... هل وجدتها مضحكة هل أعضه ثانية ؟ "
و والدها من خلفها تحدث بنوع من الصراخ
" ما الذي تعنينه يا فتاة هل تعملين مهرجة لديه ؟ "
و هي التفتت تزجره بنظراتها فأمسك بوجنته و شتمها بقوة بهمس و لكن في اللحظة التي أعادت اهتمامها لبيكهيون الذي كان قد تخلص من نوبة الضحك وصلتها رسالة فأخرجت الهاتف و هي تبتسم و لكن بمجرد أن فتحت الرسالة هي تغيرت ملامحها و بدأ الارتجاف يصيب أطرافها لتمتلئ عينيها بالدموع و بيكهيون بسرعة هرع و اقترب منها
" تانيا ما بك ؟ "
و جونغو اقترب بقلق
" صغيرتي "
و لكن هي رفعت نظراتها و عينيها قد تسللت لهما حمرة الدموع لتحدق ببيكهيون و نفت بشدة
" تانيا ...... "
نهاية الفصل الواحد و العشرون من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنكم استمتعتم لذا انتظروني مع القادم فاكتشاف تانيا لبيكهيون اصبح قريبا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro