مساء الخير أصدقائي
*
أتمنى أن تستمتعوا ولا تتجاهلوا التصويت
وضعت ايما الغطاء على تانيا التي كانت تتمدد في سريرها و تسند ظهرها على مسند السرير و ترفع رأسها و تحدثت بقلق
" سيد بيكهيون هل أنت واثق أنها بخير ؟ "
وضع بيكهيون كفه بجيبه و رفع كتفيه ليجيبها براحة
" انها بخير فقط تحتاج للراحة "
و هذا ما جعل تانيا تتحدث
" أنتما هنا ........ أنا حية ، مستيقظة و يمكنني التحدث "
التفتت لها ايما ثم جلست على جانب السرير و أمسكت بكفها لتتحدث
" أنا آسفة تانيا .... صدقيني لم أقصد أن أجرحك "
ابتسمت لها تانيا و في تلك اللحظة لمحت تاي الذي يقف قريبا من الباب بينما يرمقها بنظرات غريبة ، قررت تجاهله فهو سيغادر على أي حال و هي لا تريد أن تخسر ايما لذ ابتسمت لها و وضعت كفها على وجنتها و تحدثت
" و أنا آسفة على تدخلي بحياتك ... "
" لا تانيا أنت فقط كنت تحاولين حمايتي "
و هذه الكلمات لم تعجب تاي الذي انسحب و سار نحو الأريكة ليجلس و هو يشعر بالغضب ، لماذا يغضب و هو لا يوجد بنيته سوى الاستمتاع معها ثم الرحيل و تركها للزمن حتى يجعلها تنسى ، أليس شابا و يعبث بحياته و ايما ضمن أدوات العبث
انسحب كذلك بيكهيون ليتركهما لوحدهما و سار ليجلس بقرب تاي و الذي كان يشعر بغضب عارم فحدق به ثم اعتدل و تحدث
" أخي لما تستمر بالالتصاق بتانيا ؟ "
فتح بيكهيون كفه و حدق بها مطولا ليتنهد داخليا و سرا قبل أن يجيبه بينما يرفع كتفيه
" نحن صديقين و هي تساعدني في عملي "
" كذبة مقنعة في الواقع أخي "
حدق به و عكر حاجبيه
" ما الذي تقصده ؟ "
قالها و حرك كتفيه ليعكر حاجبيه بانزعاج و تاي أجابه بتحدي
" لو صدق كل العالم هذه الكلمات الساذجة أنا لن أصدقها .... أنت تحبها أليس كذلك ؟ "
" لا أعلم ..... ربما فقط معجب بشخصيتها و تصرفاتها "
استقام تاي بغضب و تحدث
" لنذهب للبيت ايما معها و ستعتني بها "
التفت بيكهيون نحو غرفة تانيا و رآى ابتسامتها مع ايما ثم حدق بتاي الذي يقف و استقام ليسير نحو غرفة تانيا و وقف بقرب الباب ليتحدث و يجذب أنظار الفتاتان
" تانيا .... نحن سوف نغادر الآن "
التفتت ايما و تانيا حدقت به و ابتسمت
" أنا شاكرة لك جدا بيكهيون .... أستمر بازعاجك و التسبب في المشاكل لك "
" لا بأس تانيا نحن أصدقاء أليس كذلك ؟ "
" بلى نحن كذلك "
" اذا ارتاحي "
كان سيلتفت و يغادر و لكن هي تحدثت
" بيكهيون اليوم سوف أتصل بأبي و غدا أعدك سوف نبدأ عملنا "
" ارتاحي تانيا أنا لست مستعجل ..... حينما تصبحين بحال أفضل سوف نباشر بالعمل "
" ممتنة لتفهمك "
" كونا بخير .... ليلة سعيدة "
" ليلة سعيدة "
لوح لهما و غادر ليمسك بذراع تاي و يسحبه معه ، أما ايما عندما أقفل الباب التفتت لها و ابتسمت بطريقة مريبة و تانيا عكرت حاجبيها ثم أغمضت عينيها و تحدثت
" ايما أنا متعبة و رأسي يؤلمني و الطبيب أخبرني أن أتجنب الكلام الغبي "
" ما أفكر به ليس غبي "
" أساسا هو وهم ولا يوجد له أساس من الصحة "
" و لكن أنا أرى ..... "
و تانيا قاطعتها
" رقبتي تؤلمني و جائعة جدا لذا هيا غادري حتى تجهزي لي بعض الطعام "
*
أوقف بيكهيون سيارة أجرى ليصعد تاي و خلفه صعد هو ليقفل الباب ثم أخبر السائق عن العنوان و انطلقت بهما السيارة و تاي لا يزال متجهم الملامح ، تجاهله بيكهيون و حدق بالشوارع بجانبه و ابتسم ، سيكون معتزا و سعيدا بصداقتها فقط ، يعلم أن قلبها كسر من قبل و يعلم أنها وضعت حاجزا كبيرا على قلبها و لا يمكن لأي أحد أن يكسره سوى من تسبب ببنائه ......... سيساعدها في انتقامها و اذا فتح ماكس عينيه على مكانتها سيكون سعيدا من أجلها أيضا
وصلت سيارة الأجرى بقرب باب المنزل الكبير فتوقفت ليناول بيكهيون الأجرى للسائق ثم نزلا ليقفل الباب و تاي أقفله من الجانب الآخر ، غادرت السيارة و تاي سار نحو الباب بدون أن يحدث بيكهيون و الآخر تبعه ليدخلا للمنزل و يستقبلهما السيد هونغ
" مرحبا سيدي "
قالها بابتسامة و بيكهيون أومأ له ثم تجاوزه ليذهب نحو غرفته و لكن السيد هونغ تحدث ليتوقف تاي كذلك
" سيدي ماذا سنفعل بخصوص السيارة التي ضربتها الآنسة تانيا ؟ "
التفت و عكر حاجبيه و بيكهيون رفع كتفيه لجيب هونغ
" أرسلها للتصليح طبعا "
و هونغ بابتسامة أجابه
" و فاتورة اصلاحها هل نرسلها للآنسة تانيا ؟ "
" لا ....... أنا سأدفعها لذا لا تزعجها فهي مريضة "
قالها ليرفع كتفيه ثم صعد الدرج ليتجاوز تاي و الآخر حدق بهونغ ثم جلس على الدرج و تحدث
" هل أنتم من ضرب سيارتها ؟ "
و هونغ نفى ليتحدث
" هي من ضربت سيارتنا .... "
" اللعنة .... "
قالها بسخط و هونغ غادر ليبقى جالسا لوحده هناك ، تانيا كارثة ستحل على حياة شقيقه و هو يجب أن يبعدها عنه بشتى الطرق ، يجب أن يضع لهذا الهراء حد فليس أخوه من سيمنح حياته لفتاة لا تعرف معنى الأنوثة بنظره
*
وقف ماكس أونورو في مكتبه في المحطة و سار ذهابا و ايابا يفكر بطريقة تجعل تانيا تخضع من جديد و تساعده في الظفر بالمقابلة مع بيكهيون و لكن كل شيء يمكن أن يخدعها كان قد استنزفه من قبل معها ، واضح جدا أن تانيا تخلت عن شخصيتها الضعيفة و اكتسبت أخرى قوية جدا ..... الحب هذه المرة خدعة لن تنطلي عليها
" اللعنة كيف يمكنني السيطرة عليها هذه من جديد ؟ "
جلس على كرسيه خلف مكتبه عندها رن هاتفه و عندما أخذه لم يصدق ما تراه عينيه ، هل هو يهذي أم أن هذه تانيا فعلا تتصل به ، طبعا هو لن يضيع مزيدا من الوقت و أجاب بسرعة
" مرحبا ...... "
" هل هذا هاتف ماكس أونورو ؟ "
" أجل من معي ؟ "
" هذه أنا تانيا "
كلاهما كانا لا يزالان يحتفضان بأرقام بعضهما و لكن كل يحاول أن يتسلق قمة الكرامة و الأكثر تمسكا كانت تانيا ، هي تدرك أن بيكهيون سيكون خلفها دائما في هذه الحرب التي تود شنها على ماكس و لكن هل قلبها سيكون خلف قلب بيكهيون أو سيخونها و يركض لماكس ؟
أسند نفسه على مقعده و بكل راحة و تعجرف أجابها
" هل غيرت رأيك بهذه السرعة ؟ "
أغمضت عينيها لتشد على كفها و تحدثت
" لدي بعض الشروط ماكس حتى نعمل معا "
" اذا هل وافقت ؟ "
" هذا يعتمد على تقبلك لشروطي "
" يمكننا أن نتقابل و تخبريني عنها "
" سوف أضع قائمة و أرسلها لك عبر البريد الالكتروني و اذا كنت موافقا سوف نستمر "
" و لما لا نتقابل تانيا .... أنا فعلا اشتقت لكِ "
" ألا تعتقد أن الخدعة اذا تكررت مرتين من نفس الشخص ستكون غبية ماكس ؟ "
" هذه المرة لست أخدعكِ "
" و أنا لن أصدقك لذا فلنبقي علاقتنا في حدود العمل أو انسى هذا التعاون "
" حسنا تانيا ..... لننتهي أولا من العمل ثم نتحدث عن حياتنا الخاصة "
شعرت بالغضب ينتابها فأقفلت الخط بوجهه ليبتسم هو باتساع و ربما لعبة الحب لا يزال مفعولها جاريا أما هي فقط شتمته و شتمت نفسها ثم حاولت ابعاد الغطاء عنها لتستقيم و في تلك اللحظة فتح الباب لتدخل عبره ايما التي كانت تحمل صينية فيها طعام تانيا
هرعت عندما رأتها تتحرك من مكانها فوضعت الصينية بسرعة على طاولة قريبة من الباب تعودت تانيا أن تضع عليها كتبها و أسرعت نحوها
" تانيا أيتها المهملة كيف تتحركين من مكانك "
حاولت تانيا التفلت منها و أجابتها
" أشعر بالاختناق هنا ... أنا لم أتعود على الجلوس و الهدوء في مكان واحد "
" و لكنك سوف تستغرقين وقتا أطول من أجل الشفاء في هذه الحالة "
قالتها و جعلتها تجلس من جديد و ساعدتها في العودة للتمدد و وضعت عليها الغطاء لتجلس بجانبها و أمسكت كفها و تانيا أغمضت عينيها حتى لا تتغلب عليها الدموع و لكن ايما تحدثت
" تانيا هل تريدين البكاء ؟ "
و تانيا لم تجبها بل حركت رأسها ببطء شديد تنفي عندها أدركت ايما أن تانيا تحتاج بشدة للبكاء
" لا بأس تانيا تستطيعين البكاء ..... لا يجب أن تكوني دائما قوية "
فتحت تانيا عينيها و لم تستطع السيطرة على دموعها ليرتفع صوت أنينها بالبكاء و ايما اقتربت أكثر لتضع كفيها على وجنتيها
" ما الذي يؤلمك ؟ لما تبدين تعيسة ؟ "
و تانيا بين شهقاتها أجابتها
" ماكس عاد يا ايما .... عاد و أنا عدت للشعور بالضعف "
ترهلت ملامح ايما فهي تأملت أن تكون تانيا تكن و لو بعض الاعجاب لبيكهيون حينها ستساعد بيكهيون في انجاح العلاقة ليخرج بصديقتها من تلك الحياة الراكضة
اقتربت أكثر و ضمتها لتربت على ظهرها و تحدثت
" و لكنك نسيته منذ وقت طويل "
" هذا ما خيل لي .... و لكن اليوم عندما رأيته أردت البكاء و الصراخ بوجهه ، أردت أن أرتمي بحضنه و أخبره كم كان حقيرا و وغدا معي "
" لا بأس تانيا .... هي فقط مشاعر متراكمة و اذا أخرجتها لن تبقى "
أبعدتها تانيا عنها و تحدث بلهفة و رجاء
" حقا ؟ .... هل هذا يعني أنني لا أكن له أي مشاعر ؟ "
" لا أعتقد تانيا ... "
هي لا تريد أن تحبه بعد الآن لا تريد أن تكون مجرد فتاة ضعيفة و غبية و لكي تعيد لها مرحها أو بالأحرى غضبها و لسانها السليط تحدثت ايما
" كما لا أعتقد أنه سيتغلب على بيكهيون .... "
ضيقت تانيا عينيها الدامعة ثم صرخت بقهر عليها بما أنها محبوسة في حركتها و لا تستطيع التصرف بحرية
" ايما أنت تريدين الموت فعلا اليوم "
" سوف ترين أن بيكهيون هو الرجل الوحيد الذي يستحقك "
رفعت تانيا كفيها و مسحت دموعها و تحدثت
" غادري غرفتي الآن أريد أن أرتاح و أنت تؤلمين رأسي بترهاتك "
" لن أغادر قبل أن تأكلي "
قالتها و استقامت لتحمل الصينية و عادت تجلس بجانبها ، فتحت تانيا عينيها بانزعاج و ايما أخذت بعض المناديل الورقية القريبة و مسحت بها وجنتي تانيا من بقايا دموعها
" طفل أنت يا تانيا "
" حسنا أيتها البالغة "
أطعمتها و تانيا لم تأكل كما تعودت بل كانت تأكل ببطء و حتى في بعض الأحيان ترغمها ايما على فتح فمها ، انتهت لتساعدها ايما أكثر و تمددت في مكانها على ظهرها لتنام و ايما أطفأت النور و خرجت لتقفل الباب خلفها و هي تحمل الصينية ، تنهدت ثم نفت بابتسامة و سارت نحو المطبخ
انتهت ايما من كل أشغالها في المنزل ثم ألقت نظرة على تانيا التي كانت فعلا نائمة و بينما هي ذاهبة نحو غرفتها رن هاتفها بيديها و عندما رفعته لتنظر نحو المتصل استغربت فقد كان رقما غريبا ، حركت كتفيها بعد اهتمام و أجابت
" مرحبا ..... "
" مرحبا ... هل هذا هاتف الآنسة ايما ؟ "
" أجل من معي ؟ "
" هذا أنا بيكهيون ... "
ابتسمت هي و ابتهجت أساريرها حتى وضعت كفها على فمها من أجل أن تمنع صراخها المتحمس و هو واصل حديثه
" آسف على ازعاجك في هذا الوقت و لكن أردت الاطمئنان على تانيا لذا أخذت رقم هاتفك من تاي "
" بالتأكيد هذا ليس مزعجا أبدا .... "
" اذا هل هي بخير ؟ "
" أجل لقد تناولت عشاءها و خلدت للنوم "
" رجاء راقبيها جيدا حتى لا تبعد المدعم لأن الطبيب حذرها من ازالته "
" لا تقلق عليها سوف أحرسها جيدا من أجلك "
استغرب من طريقة حديثها معه و قهقه بخفة و توتر
" اذا سوف أقفل و اذا حدث أي طارئ اتصلي بي "
" حسنا سوف أتصل بالتأكيد "
أقفل الاتصال و هي تقريبا صرخت بحماس لتعود و تضع كفها على فمها ثم دخلت لغرفتها لترتمي على سريرها و هي تشعر بالسعادة ، و كأن الاتصال كان من أجلها لا من أجل تانيا ، و هذا يثبت مدى حبها لتانيا ، مدى ترابطهما و كم أن العلاقة بينهما قوية
اعتدلت في مكانها و هي تتمدد و تضع الغطاء عليها ، وضعت كفيها فوق صدرها بينما تعقد أناملها مع بعضها و حدقت بالسقف لتصرخ بخفوت ثم أغمضت عينيها و هي تبتسم لتعود و تفتحهما فجأة بينما تومئ بنظرة خبيثة
" بالتأكيد سوف أتصل بك في وقت مبكر بيون بيكهيون ...... أقسم أنني سأجعلكما تتزوجان في النهاية "
أغمضت عينيها ليحل الظلام و أحلام وردية من أجل تانيا و التفت للجانب الآخر أين كان بيكهيون يجلس في مكتبه الذي لا يضيئه سوى المصابح الجانبي الذي على مكتبه ، تنهد و نقر على حاسوبه من جديد بينما يسند نفسه على المقعد فعادت صور تانيا بالظهور أمامه
لقد أرسلها له غابرييل كلها عبر بريده الالكتروني و هو الآن يرى تانيا منذ الجامعة حتى الوقت الحالي ، غابرييل محترف تصوير فهو التقط لها مجموعة عفوية و رائعة تظهر جمالها الحقيقي ، استمر بالنقر حتى توقف عند واحدة كانت ترتدي ثوبا أحمر بسيط و شعرها ذو اللون بندقي المائل للذهبي حرا و تحركه الرياح و هذا ما يجلعه على وجهها في هذه الصورة
ابتسم و اعتدل في مكانه ليحدق بها بتركيز ، بكل تفاصيلها الفاتنة ثم نقر من جديد لتظهر صورة أخرى بنفس الثوب و لكنها كانت بعنين دامعتين ........ و رغم كل ذلك الأسى الظاهر على ملامحها و وقفتها التي تجعلها تبدو بائسة إلا انها أكثر ما سحره عندها نبس بخفوت
" حمرة عينيك ساحرة تانيا "
*
صباح اليوم التالي استيقظت ايما في وقت مبكر و جهزت الفطور ثم جهزت الحمام و وضعت في الحوض الكثير من الصابون و المعطرات و بعدها سارت نحو غرفة تانيا و فتحت الباب لتجد تانيا قد فتحت عينيها و تحدق بالسقف فدخلت و تحدثت ببهجة
" صباح الخير يا جميلة "
حدقت فيها تانيا بصعوبة ثم تنهدت
" جيد أنك أتيت ..... ساعديني في تغيير ثيابي قبل أن تذهبِ للعمل "
و لكن ايما أبعدت عنها الغطاء و تحدثت
" تغيير ثيابك ليس كافي ، هيا سوف أساعدك في الاستحمام و أدلك لك رقبتك قليلا "
حدقت فيها تانيا و تحدثت
" ما الذي تحاولين فعله ؟ "
ابتسمت ايما ببهجة
" أحاول فقط مساعدتك و جعلك مرتاحة "
أبعدت عنها نظراتها ثم استقامت بمساعدتها و اتجهتا نحو الحمام ، دخلت تانيا و ايما ساعدتها في ابعاد الداعم لتتحدث تانيا
" لقد أزعجني كثيرا حتى أنني فكرت في ابعاده و النوم براحة "
" أنت مهملة جدا تانيا لهذا اتصـ ......... "
و في آخر لحظة أنقذت نفسها و خرست
" من الذي اتصل ؟ "
" أمين المكتبة و أخبرني أنه يجب أن أذهب باكرا لأنه يوجد لدينا الكثير من العمل "
" اذا غادري يمكنني الاعتناء بنفسي "
" مستحيل سوف أساعدك "
ساعدتها في ابعاد ثيابها ثم دخلت وسط الحوض و ايما وضعت لها منشفة ساخنة خلف رقبتها و تحدثت
" استرخي قليلا تانيا و لا تتحركِ ليتما أحضر لك ثيابك "
أغمضت تانيا عينيها و تحثت بينما تمسك بحافتي الحوض
" أحضري واحدة مريحة رجاء ايما "
" حسنا "
تركتها و خرجت لتبتسم بخبث و لم تذهب لغرفة تانيا فهي تكاد تكون راهبة و جميع أقمصتها بأعناق مقفلة و هي تريد أن تجعلها مثيرة لذا فتحت خزانتها و أخرجت ثياب منزل بسيطة و لكن جميلة للغاية ، عبارة عن سروال قصير و قميص بأكمام خيطية بلون أبيض مرقط بمكعبات زرقاء
و لكن قبل أن تعود اللحمام ، أخذت هاتفها و نفذت طلب بيكهيون ، ألم يقل أن تتصل به اذا احتاجت أي شيء ، رن الهاتف ليجب بيكهيون من الجانب الآخر
" صباح الخير سيد بيكهيون ... آسفة اذا ايقظتك "
" مرحبا ايما ... أنا مستيقظ منذ وقت طويل لذا لا بأس "
" شكرا على لطفك "
" هل تانيا مريضة ؟ "
و هنا هي شدت كفها بفرح و سعادة و تحدثت بدلال
" في الواقع اليوم لدي عمل مكثف و هي عانت طوال الليل من ألم رقبتها كما أن حرارتها كانت مرتفعة و لم تبدأ في الانخفاظ الا منذ وقت "
" لما لم تتصلي ايما .... يجب أن نأخذها للمستشفى "
" لقد تحسنت كما أنها لم تسمح لي تعلم كيف هي "
" انها عنيدة جدا "
" الآن مضطرة للذهاب لذا فكرت لو يمكنك البقاء معها ..... نحن لا نعرف غيرك لذا ها أنا أطلب منك أن تكون معها بما أنكما عقدتما صداقة "
" بالتأكيد سوف آتي و أبقى معها لا تحتاجين أن تعددي الأسباب ... يجب أن نساعد بعضنا "
" ممتنة جدا لك سيد بيكهيون ..... سوف أنتظر حتى تأتي و بعدها أذهب "
" لن أتأخر ..... "
" سأنتظرك ... إلى اللقاء "
أقفلت الخط و صرخت بمتعة و انتصار عندها سمعت صوت تانيا من الحمام
" ايما ....... تعالي و الا خرجت هكذا "
عندها تحدثت بصوت مرتفع
" قادمة ابقي في مكانك يا متهورة ........."
ابتسمت ثم عادت للحمام و وضعت الثياب جانب لتساعد تانيا و بعدها دلكت رقبتها بعناية و حرص و تانيا فعلا شعرت أنها تحسنت بعض الشيء و بعض التشنج ذهب عنها
ساعدتها في الوقوف ثم وضعت عليها المنشفة لتمسكها تانيا و خرجت لتسندها ايما حتى لا تتزحلق و تحدثت
" أين ثيابي ؟ "
و ايما أشارت للثياب لتي أحضرتها بابتسامة كبيرة و الأخرى استنكرت الوضع و حدقت بها
" هل تمزحين معي ؟ "
و ايما نفت
" ايما تعلمين أنني لا أرتاح الا في قمصاني الخاصة "
" هذا مريح أكثر تانيا.... كما أنك مريضة و هذا مساعد جد هيا ارتدي الثياب ولا تتذمري "
" حسنا أخرجي حتى ألبس لوحدي "
" هل تستطيعين ؟ "
" أجل لست مشلولة انه فقط تشنج في الرقبة "
أخرجت لها ثياب داخلية و وضعتها فوق الثياب الأخرى و تحدثت
" حسنا سأتركك و عندما تنتهي فقط أصرخي باسمي "
" غادري "
غادرت ايما و تانيا ارتدت ثيابها و هي تتذمر
" هذه الحمقاء ...... "
ارتدت ثيابها و وقفت أمام المرآة و حدقت بنفسها و ابتسمت لبرهة ، حسنا لقد أعجبها شكلها و شعرت انها جميلة فعلا و لكن عادت و عبست عندما تذكرت ماكس الحقير و تنهدت
" أنا سوف أنتقم منه فحسب ..... لدي الآن صديقين وفيين و هما سيكونان معي "
التفت ثم نادت بصوت مرتفع
" ايما .... ايما هلا أتيت و ساعدتني في وضع هذا الشيء حول رقبتي "
و هي سمعت صوتها
" أنا قادمة تانيا لا تتحركي كثيرا "
*
فتح بيكهيون باب غرفته فوجد تاي يتكئ على اطاره و ابتسم له كأنه ليس هو من كان غاضب من بيكهيون
" صباح الخير أخي "
ابتسم بيكهيون بسخرية ليرفع كتفيه قبل أن يلتفت و يقفل باب غرفته ثم سار يتجاهل تاي و الآخر تبعه يسير برفقته
" أخي ..... أنا أحبك "
" ما الذي تريده تاي ؟ "
" املأ حسابي فايما أصبحت تدفع عني من أجل الغداء و الفطور "
" و هل أنا من أنجبك ؟ "
توقف و شهق بدرامية
" ما الذي تعنيه ؟ هل تتنصل من أخوتك لي ؟ "
توقف بيكهيون و التفت له ليعود و يقف أمامه مباشرة و تحدث بجدية
" لماذا كنت غاضب مني أمس ؟ "
عبس تاي و أشاح بنظره ليجيبه
" لأنك تريد رمي قلبك في سلة مهملات "
" إنه قلبي و أنا حر به "
عاد تاي ينظر له و تحدث
" أخي أنت شخصية مشهورة و ناجح على الصعيد الأدبي و العملي و لا تنسى مظهرك .... أنت رجل متكامل و تحتاج لأنثى متكاملة كذلك "
" أنا لست كاملا بل أنا أعاني من نقص العالم كله و غير نقص تانيا أنا لن أملأ و غير كمالها لن يملأ نقصي فهل أصبح الأمر واضح لك "
" اسمع أنا حاولت نصحك و أنت حر في حياتك مادمت مصرا و لكن تأكد أنك ستتعب مع امرأة مثلها ...... لقد كانت تحب شخصا من قبلك و منحته كل قلبها فهل تعتقد أنه يوجد لديها متسع من أجلك ؟ "
" أنا لن أطالبها بحبي .... فقط سأطالبها بالسماح لي بحبها "
" أنت عنيد و لكن دعني أخبرك أن زمن المثالية قد ولى "
" أعلم أن لا مثالية في هذا العالم و لكن في عالم تانيا هي مثالية مختلفة جدا ...... أنا فقط سوف أنقذ نفسي و غرقي في ظلام الماضي من خلال مرحها و روحها "
تنهد و نفى بقلة حيلة
" صعب اقناعك أو جعلك تتوانى عما تفكر به "
" بل هو ما أشعر به "
عندها مد كفه له و تحدث
" لن أتدخل و لن أغضب منك من جديد لذا جد علي بكرمك أخي ....... ايما تنتظرني حتى نذهب في نزهة اليوم "
" ماذا ؟ "
قالها مستغربا فهي أخبرته أنها مظغوطة بالعمل و لكن هاهو تاي يجعلها كاذبة و لكنه سرعان ما ابتسم و أخرج محفظته و فتحها ليخرج منها عدة ورقات نقدية و سلمها له و تحدث
" اجعلها سعيدة تاي ولا تعبث بقلبها حسنا "
غمز له و أجابه
" سوف أكون رجلا جيدا مثلك أخي "
ربت بيكهيون على كتف تاي ثم غادر و هو يشعر ببهجة أكثر ، ايما تحاول تقريبهما من بعض ، اذا هناك شخص يدعم هذه العلاقة حتى و ان كانا طرفيها لم يعترفا بها بعد
أخذ أحد مفاتيح السيارات المركونة في الموقف و غادر و تاي راقب الجميع و عندما التهو سار نحو الخزانة التي رأى بيكهيون فتحها و ابتسم عندما وجد مجموعة مفاتيح ، رفع كفه و حركها ليختار أسرع سيارة
" لنستمتع اليوم ايما فليس كل يوم سينسى بيكهيون اقفال الخزانة "
*
ايما التي كانت تحمل هاتفها و تبتسم وضعته في حقيبتها و خرجت لتجد تانيا لا تزال تتمدد على الأريكة و ترفع رواية هاملت و تقرأ منها فتقدمت وجلست مقابلة لها
" تانيا ألم تؤلمك يديكِ ؟ "
" ليس كثيرا ....... الاستمتاع ينسيني الألم "
" مفهوم "
أخفظت تانيا الرواية من أمامها و أمالت رأسها ببطء لتتحدث
" ألن تغادري ؟ "
و ايما وقفت بسرعة لتحدق في ساعتها
" لدي بعض الوقت لذا سأقضيه معك "
" غادري فأنا لست رضيعة "
و قبل أن ترد عليها ايما سمعت جرس الباب فتحدث تانيا بينما تعيد الرواية نحو أنظارها
" من الغبي الذي سيزورنا في هذا الوقت ؟ "
" ابتلعي لسانك تانيا "
قالتها و ركضت ايما لتفتح الباب بابتسامة عريضة و لكن ابتسامتها اختفت بمجرد رؤيتها لغابرييل و الآخر ابتسم ليسحب مخاطه
" صباح الخير آنسة ايما "
" صباح الخير سيد غابرييل "
" لقد سمعت أن تانيا دخلت في حادث لذا أتيت للاطمئنان عليها قبل أن أذهب للعمل "
هي التفت لتانيا التي كانت تسند نفسها على ذراعيها و ترفع نفسها قليلا و تحدثت
" دعيه يدخل ايما "
و ايما تحدثت
" انتظر لحظة فقط سيد غابرييل "
قالتها و عادت لتحمل غطاء خفيفا كان بقرب قدمي تانيا و وضعته على ساقيها تغطيها به و تحدثت
" تفضل سيد غابرييل "
اقترب هو ليتحدث
" كيف حالك آنسة تانيا ؟ "
" بخير غابرييل ..... شكرا على لطفك "
جلس مقابلا لها ثم أخرج منديله و مسح أنفه بينما يصدر صوتا و ايما تحدثت
" سوف أغادر تانيا لقد تأخرت كثيرا و معدتي أصبحت تؤلمني "
قالتها و غادرت لتقفل الباب و تانيا حدقت به ليسحب هو مخاطه و ابتسم لتباله تانيا بواحدة مرغمة
" كيف علمت عن الحادث ؟ "
" منتدى الجريدة نشر عنه صباح اليوم "
" حسنا ........ هل تشرب قهوة ؟ "
" لا داعي آنسة تانيا أنا سوف أغادر "
عندها رن الجرس و قبل أن تتحرك تانيا من مكانها استقام غابرييل و تحدث
" ارتاحي أنا سوف أفتح "
ذهب هو ليفتح و هي أبعدت الغطاء و استقامت لتحدق بالباب و عندما فتحه غابرييل هي كانت تتوقع رؤية بيكهيون ، لا تدري لما و لكن تخيلت أن يكون قادما و يحمل معه باقة زهور و لكن من رأته كان ماكس و يحمل باقة زهور
" مرحبا هل تانيا متواجدة ؟ "
قالها ليرفع نظراته فرأها تقف بينما رقبتها محجوزة بالداعم و هربت نظراته نحو ساقيها فابتسم و تقدم حتى بدون دعوة ليقف أمامها
" لقد قلقت عليك جدا عندما علمت بالأمر ...... لما لم تخبريني ؟ "
" من أنت لأخبرك ؟ "
أجابته ببرود جاهدت في تصنعه
" نحن كنا حبيبين في يوم و الآن أصبحنا صديقين "
و في تلك اللحظة وقف بيكهيون بقرب الباب الذي يزال مفتوحا و الذي كان يحمل كيسا به مكونات طعام و غيرها من الاحتياجات و غابرييل الذي غضب عندما رأى ماكس ابتهج بوقوف بيكهيون خصوصا عندما تحدث
" تانيا صديقتي أنا فقط "
التفت له و تانيا كذلك فعلت بثقل و ابتسمت باتساع عندما رأته يقف هناك و همست باسمه
" بيكهيون ..... "
تقدم بيكهيون يدخل ليقفل غابرييل الباب و وقف بقرب تانيا ليسحبها و يجعلها تقف خلفه
" حمايتها مهمتي "
ابتسم ماكس و شعر بالغضب يعتريه و لكن من يقف أمامه الآن أصبح شرطا مهما حتى يحتفظ بعمله و مكانته و مركزه لذا تحدث
" أنا لست هنا لأذيتها "
" و أنا فقط أخبرك "
" و لكنني حبيبها أليس كذلك تانيا ؟ "
و تانيا بدون سيطرة على نفسها امتدت كفها لتمسك بقميص بيكهيون من الخلف و هذا ما منح بيكهيون الشجاعة و القوة على مواجهته
" لقد انفصلتما ..... أو حرى بي القول أنك تركتها "
شدت على قميصه أكثر و تحدثت بينما عينيها هددت بالدموع
" لا أريدك أن تزعجني ماكس فأنا لدي حبيب بالفعل "
ابتسم ماكس بسخرية و نفى
" مستحيل .... و من يكون ؟ "
" إنه يقف أمامك الآن ..... إنه بيون بيكهيون "
و هنا الجميع عينيه توسعت بيمن فيهم بيكهيون و هي فقط شدت أكثر على تمسكها بقميصه كأنها طفلة شقية تثير المتاعب أينما حلت و لا يوجد لها سوى حضن واحد تلجأ له ....... ما الذي يحدث و لماذا تخرج الأمور عن سيطرتها ؟
نهاية الفصل السابع من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنكم استمتعتم و رجاء لا تتجاهلوا التصويت لأن الأحداث الحقيقية ستكون بعد الفصل الحادي عشر و الرواية أصبحت مكتملة و النشر سيكون حسب التصويت
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro