الفصل الرابع
مساء الخير و جمعة مباركة
*
استمتعوا بالفصل أعزائي
وصل بيكهيون للمقهى الذي أرسلت عنوانه له تانيا و عندما نزل من السيارة هو رأى شقيقه يحتضن حقيبته و يجلس بجانب تانيا التي تضع أمامها فنجان قهوة و تضم ذراعيها لصدرها و تبدو غاضبة
" ما الذي فعله هذا الأحمق ؟ "
هذا ما تمتم به ثم تقدم ليدخل ، عندما فتح الباب رفعت تانيا نظراتها و تاي هيونغ كذلك ، تانيا كشرت أكثر و تاي هيونغ اتسعت ابتسامته أكثر و وقف و عندما أصبح بيكهيون أمامهما هو نبس كذلك الطفل الذي وجد أمه
" أخي أخيرا أتيت "
وقفت تانيا كذلك و لم تفك عبوسها لذا بيكهيون تجاهل تاي هيونغ و تحدث
" مرحبا تانيا "
و هي أجابته بنبرة باردة
" أهلا بيكهيون ... "
" أنا فعلا آسف على الازعاج "
" لا بأس بيكهيون و لكن أود أن نتحدث بوضوح بينما هو جالس "
و الآخر بسرعة ترك جانبها و ركض نحو بيكهيون ليقف بقربه و رمقها بنظرات كارهة
" لقد تسلطت علي و عاملتني بطريقة غير انسانية "
رفعت حاجبها و بيكهيون حدق به و نظراته لم تكن مازحة أبدا
" سوف أخبرك أن تخرس حاليا تاي "
ضم شفتيه ليزمها بشدة ثم الجميع جلس و بيكهيون تحدث
" أنا فعلا آسف تانيا و أعتذر عن الازعاج الذي سببه لك هذا الأحمق "
" أنا لست أحمق "
و هي أشارت نحوه بتهديد
" من الأفضل لك أن تخرس "
" ليس و أخي هنا أنا لن أخرس لقد تسلطت علي من قبل "
و بيكهيون نقر الطاولة باصبعه بينما القلق بدأ يسيطر عليه أو بالأحرى الغضب ، حرك كتفيه و تحدث
" تاي قلت اخرس "
أشاح بوجهه عنهما و هي وضعت أمام بيكهيون الفواتير
" هذه الخسائر التي تسبب بها لنا و نحن كما تعلم مجرد موظفتين "
" من تقصدين بنحن ؟ "
" صديقتي ..... التي يخدعها أخوك هذا "
حدق به و الآخر أخذ كأس العصير الذي كان بقرب تانيا في مكانه الأول و شرب منه فكان بيكهيون مضطرا للتعامل مع الوضع
" كيف هو يخدعها ؟ ربما ما بينهما صداقة "
" أجل نحن صديقين و هي تريد التفريق بيننا "
و لم تجد أمامها حل آخر سوى أنها ركلت قدمه من تحت الطاولة حتى علق العصير بحلقه و سعل بقوة بينما يحاول ضرب صدره و هي انفجرت في وجهه بحنق
" منذ ستة أشهر و أنت تتلاعب بمشاعرها و انتهى الأمر بك باستغلالها لتكون خامدتك و أنت هنا ثم تقول أنتما مجرد صديقين أقسم أنك سوف تموت اذا هي بكت بسببك يا وغد "
" تانيا رجاء اهدئي الأمور لا تحل بهذه الطريقة "
قالها بيكهيون و رمش أما هي فوجهت نظراتها الساخطة نحوه و تحدثت
" بل تحل هكذا ..... ايما ليست فقط صديقتي بل هي شقيقتي ولا يوجد لها شخص غيري لذا أنا أرى نفسي مسؤولة عن حمايتها من شخص أرعن كأخوك "
حرك بيكهيون كتفيه و أجابها
" أعدك أنه لن يقترب منها لذا اهدئي "
أسندت نفسها على الكرسي و هي فعلا تشعر بالكره نحو تاي بهذه اللحظات بيكهيون يحاول بكل ما يمتلك أن يحل مشاكله بينما هو يتصرف بلا مبلاه
" ها أنا هدأت و لن يكون هناك شخص مسؤول أمامي غيرك ، ان اقترب منها أو أزعجها سوف ألقنه درسا أما اذا بكت بسببه فتأكد أنها نهايته "
" حسنا تانيا بدون تهديد رجاء هو لن يقترب منها ..... أليس كذلك تاي ؟ "
قالها ليحدق به و الآخر رفض الاجابة و بيكهيون من شدة غيظه منه داس على قدمه بقوة فصرخ بنعم
" نعم نعم ....... لن أقترب منها فهي مجرد حمقاء و بلهاء "
" لذا أنا أحميها من أمثالك ..... يا حقير "
أغمض بيكهيون عينيه و حك مقدمة جبيه باصبه و كأنه يحاول التحكم بالصداع الذي سبباه له هاذين الاثنين ثم تحدث
" تاي ... أخرج للسيارة و انتظرني هناك "
و الآخر حدق بتانيا بتحدي و شرب كل ما كان بكأس عصيره دفعة واحدة ثم وضعه بقوة على الطاولة و ابتسم بسخرية
" وداعا يا بشعة ..... أنصحك أن تنظري لنفسك في المرآة و حاولي التخلص من دهون الخنازير التي تمتلكينها "
توسعت عينيها ثم نبست بسخط
" اللعنة عليك أيها الوقح "
و قبل أن تتمسك به بيكهيون كان قد استقام و أمسكها بقوة يحبسها في حضنه بينما هي حاولت التحرر و الامساك بتاي الذي قهقه بانتصار و غادر المقهى
" أتركني عليه .... سوف أقتله هذا اللعين "
بعد أن تأكد من مغادرته تركها لترمقه بنظرة قاتلة و تحدثت
" لم أعتقد أبدا أنك من هذا النوع سيد بيكهيون "
حرك كتفيه و جلس بتعب و هي كذلك فعلت و هو تحدث
" أنا آسف فعلا و لكن كما ترين هو عنيد و اذا أخبرته ألا يقوم بفعل شيء سوف يذهب له مباشرة و يقوم به "
" لا يهمني هذه مشكلتك معه أما أنا فمشكلتي هي حماية ايما "
" أنا سوف أحاول بشتى السبل منعه من التلاعب بها و أنتِ امنعيها من التحدث معه و مقابلته "
" انها حمقاء ولا تستمع لي "
" اذا نحن بنفس المشكل "
" اللعين من أين ظهر لي .... الفتاة كانت تسير في حياتها بشكل سليم لما ظهر فجأة "
حرك كتفيه و نفى بعدم رضى قبل أن يتحدث
" تانيا لما تخافين عليها لهذه الدرجة ؟ جميع الشباب يواعدون و ينفصلون انه أمر عادي "
" ليس عادي بيكهيون أنا لا أريد لها أن تتذوق طعم الانكسار لأنه أصعب من أي شيء "
قالتها ينما عينيها امتلأت بالدموع ، لقد لمح داخل عينيها انكسارا و قبل أن يتحدث هي حملت هاتفها و نظاراتها الذين كانا على الطاولة و غادرت ، وقف ليحاول ايقافها و لكنه فقط حدق بها من الخلف و هي تركض نحو سيارتها بينما يرى كفها تبعد دمعتها فوضع كفيه بجيبه ليتنهد
أما تانيا في السيارة فقد تذكرت ذلك الفتى الذي أحبته في الجامعة ، لقد كان يستغلها من أجل انجاز بحوثه و فروضه و هي كانت مجرد بلهاء تعمل بكل جهد حتى يكون سعيدا ولا يتركها فالجميع كان يسخر من مظهرها بالاضافة لنعتها بالآسوية السمينة .............. و الواقع ملامحها المختلطة كانت مميزة عن الجميع ، لقد كان يختفي خلف اهمالها لنفسها جمال ساحر و قليل من يستطيع رؤيته
شغلت المحرك و انطلقت بينما عينيها أبت التوقف عن البكاء ، ليس و كأنها لم تتخطى تلك المحنة و لكن السد الذي وضعته على قلبها يجعلها تشعر بالفراغ و النقص يجعلها تشعر أنها تعيسة حظ تماما كما قالت السيدة يي يونغ
رن هاتفها فوصلته مع سماعات السيارة و مسحت دموعها ثم حاولت التحكم في صوتها و أجابت
" مرحبا أمي "
و الآخرى تحدثت بقلق
" حبيبتي هل أنت بخير ؟ "
تانيا لا تقول أمي إلا اذا كانت حزينة أو واقعة في مشكلة و هذا ما جعل الرعب يدب في قلب والدتها
" أنا بخير لا تقلقي "
" تانيا لا يمكنك أن تكذبِ علي فأنا أشعر بك "
عندها أوقفت سيارتها على جانب الطريق و أخذت الهاتف و عندما وضعته على آذانها خرجت شهقاتها فتحدثت والدتها
" حبيبتي ما بك ؟ ما الذي يزعجك و يحزنك ؟ "
" أنا لم أستطع تخطي كسرتي يا أمي ... أشعر أن أيامي توقفت في ذلك الزمان "
سمعت أنفاس والدتها المتنهدة ثم بكل هدوء تحدثت
" أنت مخطئة .... لأنك أصبحت أقوى مما كنت عليه و لن يستطيع أي أحد استيطان قلبك و أيامك بدون أن يكون يستحق "
" أنا فاشلة يا أمي ..... لم أستطع الدخول بأي علاقة عاطفية لأنني بنيت سدا على قلبي "
قهقهت ليفيا و تحدثت
" صغيرتي تبكي لأنها لا تستطيع الوقوع في الحب "
" لا تكوني تافهة ليفيا أنا لا أبكي من أجل الحب "
" لا تكوني وقحة يا فتاة "
" اذا كوني عقلانية ليفيا "
" حسنا أخبريني ما الذي حدث معك أمس بخصوص الشخص الذي قتلته ؟ "
" أنا تقريبا صادقته "
" ماذا ؟ "
" انها قصة طويلة ليفيا و لكن اذا أردت أن تعرفي عنها شيئا اشتري عدد اليوم من جريدتنا و اقرئي المقالة المتعلقة بالكاتب بيون بيكهيون و ستعلمين كل شيء "
شهقت و قالت بحماس سعيد
" ماذا ؟ هل المقابلة كانت معه ؟ "
" لا تكوني مهووسة أمي "
" يالك من لئيمة تعلمين أنه الكاتب المفضل لدي لما لم تحصلي لي على توقيعه ؟ "
" و هل أنت مراهقة ؟ "
" كفي يا فتاة ........ أنا بائسة هنا و أشتاق لك و أشتري لك الهدايا و أصنع لك الجبن الطازج و أنت لا تفكرين بوالدتك التي أنجبتك و أفنت شبابها عليك "
" هل بدأنا بفقرة المنّ ليفيا ؟ "
" أنا أمك و يحق لي المنّ عليك "
" توقفي ليفيا أنا و بيكهيون مقربين و يمكنني في أي وقت أن أحصل على توقيعه لك "
" حقا ؟ "
" أجل أيتها المراهقة "
" سوف نتحدث عن كلامك و طريقتك الفظة لاحقا أما الآن اذهب قبل أن ينتقم منك دافيد الرهيب "
" اليوم سوف أكون مدللته لا تقلقي "
تنهدت والدتها ثم قهقهت لتتحدث
" فتاتي لا تحملي بقلبك الهموم فأنت جميلة و رائعة ، قوية و أي رجل قوي و حكيم سيتمناك "
" فليذهب جميع الرجال للجحيم ليفيا نحن لا نهتم لهم "
" للوقت الراهن فليذهبوا للجحيم "
أنهت المكالمة بعد الكثير من التوصيات و بعدها عادت لتواصل طريقها نحو الجريدة و كما توقعت كانت مدللته فقد باعت الكثير اليوم و حتى طلب منهم الطباعة أكثر و دافيد الرهيب كان قد قسم المقال على جزئين و الجزء الذي يتحدث عن المتلازمة تركه لموعد آخر مع تشويق لمعجبيه ............ ألم نقل أنه رهيب
*
أسندت ايما كفها على وجنتها و حدقت في هاتفها ثم تنهدت ، تريد الاطمئنان على تاي و لكنه لا يزال غير متصل ، صدح صوت حولها أخرجها من شرودها و كان لامرأة تحمل عدة كتب
" آنسة ايما أريد استعارة هذه الكتب فهلا سجلتها ؟ "
استقامت و ابتسمت لها لتجيبها بلطف
" بالتأكيد سيدتي "
مررت الكتب على الجهاز الماسح ثم سجلتهم لديها و أخذت البطاقة من المرأة لتسلمها الكتب و الأخرى غادرت
انها تعمل في مكتبة عمومية ، حسنا الأجر الذي تتلقاه ليس كبيرا و لكن يخولها العيش بكرامة و لا ننسى مساعدة تانيا لها فهما كانتا تعرفان بعضهما منذ الطفولة و ايما كانت فتاة وحيدة و منبوذة و عندما أنهت تانيا دراستها و أصبحت قادرة على اعالة نفسها جلبتها من بيت عمتها معها هنا و بحثت لها عن عمل و هما تعيشان معا ....... تانيا تحبها كثيرا و تعتبرها شقيقتها الصغرى لذا تستميت في حمايتها و هي بالتأكيد لن تسمح لتاي بالتلاعب بها
مر يومها و هي تراقب هاتفها بحزن حتى حان وقت المغادرة فتفقدت الكتب و أعادت ما عاد للمكتبة اليوم للرفوف ثم تأكدت برفقة زميلاتها و أقفلن لتغادر كل في وجهتها ، ايما كانت حزينة لذا مرت على السوق و اشترت مكونات لتطهوا و تتخلص من التفكير العميق و العقيم الذي أصابها
اشترت عددا من حبات البطاطا متوسطة الحجم ، جبن بصناعة تقليدية و بقدونس ، شرائح الدجاج و خبز فرنسي ثم غادرت نحو المنزل ، وصلت قبل المغيب و تانيا لم تكن قد وصلت لذا هي غيرت ثيابها و باشرت في طهو طعام العشاء ، غسلت البطاطا جيدا ثم وضعتها بصينية و طلتها بقليل من الزيت و وضعتها في الفرن لتشوى ثم جهزت خلطة الجبن و البقدونس مع قليل من الثوم المبشور و عندما نضجت البطاطا أخرجتها ، حفرت القليل منها لتخلطه كذلك مع خلطة الجبن و البقدونس ثم عادت لحشو حبات البطاطا و هكذا عادت تضعها داخل الفرن الذي أطفأته و لكن حتى يحافظ الطعام على حرارته و حتى يذوب الجبن
أخذت الخبز الذي اشترته و قطعته لقطع دائرية ثم وضعتها قليلا وسط الفرن و أخرجتها لتطليها ببعض من زيت الزيتون و زينتها بخلطة الجبن و البقدونس و هكذا أصبحت الوجبة جاهزة
جهزت الطاولة و جلست بغرفة المعيشة بينما تمسك بهاتفها و راسلت تانيا
" لقد جهزت العشاء و أنا أنتظرك "
و لم يمر كثير من الوقت حتى وصلها الرد
" أحبك يا فتاة أنا في طريقي و اشتريت لك هدية ستعجبك "
ابتسمت ايما ثم تنهدت و ولجت لجهة مراسلاتها مع تاي و رأت أنه متصل فراسلته
" مرحبا تاي "
و مباشرة أجابها
" أهلا حبيبتي ........ اشتقت لك كثيرا "
و هي اتسعت ابتسامتها و الحزن الذي كان يسيطر عليها اختفى بمجرد كلمة منه و لكن المشكلة أنها كلمات كاذبة و تانيا حذرته و هذا ما سيجعل الحرب تشتعل
*
كان بيكهيون يجلس على رأس الطاولة التي تم وضع العشاء عليها ، ملامحه منزعجة و هو يحرك أنامله بنقر على الطاولة بينما ينتظر تايهيونغ حتى يأتي للعشاء ، لقد كان منزعجا منه بشدة لدرجة أنه لم يحدثه طاول الطريق من المقهى للمنزل ثم لم يقابله حتى هذه اللحظة
رفع رأسه و رآه قادما بينما يحمل هاتفه و من الطريقة التي يبتسم بها و يصب بها تركيزه على هاتفه واضح أنه يحدث احداهن و هو فعلا يرجو لا تكون ايما صديقة تانيا ، حتى أن تانيا اعتذرت عن موعدهما من أجل البدأ في عملها لأجل هذا الأمر و هو وضع أمامها في موقف محرج
انتهى الآخر مما يفعله فوضع الهاتف بجيبه و عندما رفع رأسه وجد بيكهيون يضم كفيه معا و يحدق فيه بانزعاج و هو لم ينزعج أبدا بل اتسعت ابتسامته أكثر و عندما جلس تحدث ببهجة و براءة
" كيف حالك أخي ؟ "
و لكن بيكهيون و رغم هدوئه إلا أنه كان غاضبا فحرك كتفيه و أجابه بنبرة باردة
" و هل تعتبرني فعلا أخاك ؟ "
قلب تاي عينيه بملل و ترك نفسه يستند على المقعد ليجيبه
" أرجوك أخي لا تفعل هذا الآن "
" تاي إلى متى سوف تواصل تصرفاتك المستهترة هذه ها ؟ "
أخذ كوب الماء من أمامه و شرب منه القليل ثم وضعه ليتحدث بكل هدوء و عدم مبالاة
" أنا لم أتصرف باستهتار تلك الخنزيرة تانيا هي من تصرفت بلؤم معي "
" أولا هي ليست خنزيرة فلا تتحدث هكذا عن الناس "
" أرى أنك تدافع عنها بشدة ... حتى إنك كنت تحاول امتصاص غضبها في المقهى "
" بالتأكيد أدافع عنها و أحاول الاعتذار منها لأنك عاملتها بفظاظة و قلت بحقها كلاما جارحا "
و الآخر ضحك بسخرية غاضبة
" لا أصدق .... لا تقل أنك واقع في حب تلك البشعة "
و بيكهيون صرخ في وجهه بغضب
" تاي احترم نفسك ولا تتجاوز حدودك أنا أتحدث من منطلق الانسانية لا غير "
" اذا لما تدافع عنها باستماتة و لما رفضت حتى أن تحدثني طاول الطريق للمنزل ؟ "
" لأنني غاضب منك ... كنت أعتقد أنني فعلا شقيقك و لكنك لا تعتقد ذلك الأمر "
" لحظة أخي سوف أشرح لك .... "
" لا تشرح لي شيء تاي لو قلت أنك جئت إلى هنا كنت استقبلتك و لكنك لا تريد رؤيتي كما أفعل أنا ........ أنت فقط تستغلني و أنا أعلم بهذا و أحاول التغاضي عن الأمر من أجل عيش مشاعر حرمت منها طويلا و لكن يبدو أنني أصرف مجهوداتي و مشاعري مهب الريح "
قالها ثم استقام و رمقه بنظرة تعيسة ، تحركا كتفيه يرتفعان ليغادر و تاي وقف بسرعة و شعر بالأسف تجاه أخاه ، لا ينكر أنه شخص أناني و مستغل و لكنه فعلا يحب شقيقه ، لن يرفض عندما يقدم له دعمه و لكن في المقابل هو لا يريد استغلاله ........... هو كذلك يفتقد لتلك المشاعر ، يفتقد الاهتمام و الحنان ، والدته مشغولة بتلميع صورتها و صورة والده المشغول بالقاء الخطابات الرنانة و التي أدرك بعد ظهور أخاه أنها فقط كلمات منمقة تم اختيارها بدقة من قبل رجل محتال تدعمه زوجة بليدة المشاعر حتى تجاه ابنها
" على الأقل والدتك أحبتك و جدك أغدقك باهتمامه و حنانه أخي ..... أنا لا يوجد لي غيرك "
*
توقفت تانيا بسيارتها تحت المبنى الذي تقع فيه شقتها و أخذت حقيبة ظهرها و الكيس الذي يوجد فيه الثوب الذي ابتاعته من أجل ايما ثم أخذت هاتفها الذي كانت تصله مع مكبرات الصوت التي في السيارة عندها شعرت بقليل من الذنب تجاه بيكهيون الذي عاملته بفظاظة .......
تنهدت ثم أسندت نفسها على المقعد و أغمضت عينيها بينما تحمل الهاتف بكفيها معا و نفت لتهمس
" أخاه هو من أخطأ و رد فعلي كان شيئا طبيعي "
فتحت عينيها و ترددت كثيرا و لكن في النهاية يجب أن تكون هي نفسها لذا اتصلت ببيكهيون ، رن الهاتف فالتلفت له هو الذي كان يجلس على مقدمة سريره ، تنهد و تمدد قليلا يأخده فوجده رقم تانيا
عكر حاجبيه و تردد و لكن اذا نسيت شيئا لم تصرخ به في وجهه من أجله سيمنحها الفرصة ، لا يهم فهي محقة ولا يمكنه لومها
" مرحبا "
" مرحبا بيكهيون هذه أنا تانيا "
" أعلم تانيا .... هل هناك شيء ؟ هل تاي أزعج ايما من جديد ؟ "
" لا و لكن أنا أشعر بالذنب تجاهك .... أقصد أنت لم تفعل شيئا و لكن صببت عليك غضبي "
لم يستطع التحكم في ابتسامته أمام عفويته فمهما كانت همجية و متسرعة و لكن بالمقابل هي تمتلك قلبا كبيرا و حنونا و أكثر ما أعجبه في موقفها هو دفاعها المستميت عن ايما ........ لقد جعلته يستمد منها القوة للتعامل مع أخاه و مواجهته بأخطائه
" لا بأس تانيا أنا لست منزعجا منك "
" بلا أنت منزعجا فقد خلطت الأمور الشخصية بالعمل و ألغيت موعدنا اليوم "
" حسنا من الجهة العملية أجل كنت مخطئة "
" كيف أكفر عن هذا الخطأ ؟ "
" لا أعلم اختاري أنت "
هل شعر معها بالراحة بهذه السرعة التي جعلته يحدثها و يرد على كلامها بدون قيود ؟
" أممم هل تناولت عشاءك ؟ "
ابتسم و استقام بينما يضع كفه بجيبه و حرك كتفيه
" ليس بعد .... "
عندها تحدثت هي بحماس لم تستطيع السيطرة عليه
" ايما طاهية ماهرة و هي تصنع أطباقا فرنسية مميزة فما رأيك أن تأتي للعشاء معنا و نتحدث قليلا بشأن العمل ؟ "
" في الواقع عشاء فرنسي لا يمكن مقاومته لذا أنا سوف أقبل دعوتك "
" و نحن سوف ننتظرك "
" حسنا ..... إلى القاء "
" إلى اللقاء "
قالتها و أقفلت الهاتف و عينيها متوسعتين لتنبس لنفسها بهدوء
" ما الذي فعلته يا بلهاء ؟ "
نفت فعلتها ثم نزلت بسرعة قبل أن تفعل المزيد من الأمور المحرجة ، أقفلت سيارتها و سارت لتدخل و بقرب الباب التقت بغابرييل و هو لوح لها و لكنها بسرعة استدارت و عادت لسيارتها أما هو المسكين فقط عبس و تنهد ليغادر نحو المتجر القريب بينما ينفي
" كنت فقط أود شكرها لأنها جعلتني جزء من مقالة ناجحة "
غادر و هي التي كانت تتظاهر بالبحث عن شيء داخل السيارة ، وضعت كفها على قلبها و تحدثت بنبرة و ملامح باكية
" آسفة غابرييل و لكنني لم أتناول شيئا طوال النهار و لا يمكنني التضحية بالعشاء الآن "
*
وضع بيكهيون هاتفه بجيب بنطاله ثم سار نحو الباب ليفتحه و يخرج بينما على وجهه رسمت ابتسامة و بقدر ما هي هادئة و لكنها شعت حياة ، هناك تغير واضح فيه
نزل الدرج بسرعة و خفة عندها كان السيد هونغ يقف في نهايته و تحدث بابتسامة واسعة
" أرى أنك هدأت سيدي "
توقف بيكهيون و ارتفعا كتفيه ليتحدث
" لقد تغير مزاجي فجأة "
" سيدي في النهاية هو أخوك و يجب أن تتحمله "
" أنت محق سيد هونغ "
قالها ليرمش بنهاية حديثه ثم وضع كفه على كتفه و تحدث
" سملني مفاتيح السيارة "
تعجب هونغ و ارتفعا حاجبيه ، بيكهيون الآن تخلى عن الرسمية معه بمجرد أن وضع كفه على كتفه ثم سيقود لوحده ؟
" هل ستذهب لمكان ما ؟ "
" أجل لقد تلقيت دعوة على العشاء "
" سوف أجهز السيارة سيدي "
" ارتح أنت سيد هونغ سوف أذهب بنفسي ....... انها زيارة عادية جدا "
" حسنا كما تريد "
قالها و أخرج المفاتيح من جيبه ليسلمها له و الآخر ارتفعا كتفيه و أخذها منه ليغادر و لكنه بمجرد أن لمس مقبض الباب التفت و تحدث بتساؤل بينما يرمش بعينيه معا
" سيد هونغ عشاء فرنسي ماذا سيناسبه ؟ "
" ماذا ؟ "
و من غرفة الطعام تحدث تاي الذي كان يقف على بابها و يحدق بتصرفات أخوه الغريبة
" نبيذ فرنسي معتق "
التفت له ثم ابتسم و أومأ
" أنت محق تاي "
*
وقف بيكهيون أمام السيارة في الخارج بينما ينتظر أن تحضر له الخادمة بالما زجاجة النبيذ المعتق من القبو و لكن تاي كان يقف بقربه و يحدق في وجهه و هذا ما أزعج بيكهيون فحرك كتفيه و تحدث
" لما تحدق بي هكذا ؟ "
و تاي باستغراب تحدث
" هل تمتلك حبيبة و لم تخبرني ؟ "
قهقه بيكهيون بسخرية و لكنه قرر مجارات تاي ، قرر التلاعب به
" و هل لديك مانع ؟ "
توسعت عيني تاي و تحدث
" كيف لم تخبرني حتى الآن .... أنا غاضب منك "
" ليس لك أي حق في الغضب تاي حسنا "
كشر الآخر ثم صمت قليلا ليتحدث من جديد
" لقد أخفتني عندما رأيتك مستميتا في تبرير موقفك و موقفي أمام تلك الخنزيرة البرية تانيا ... اعتقدت أنك واقع في حبها "
لم يجبه بيكهيون و لكن بذات الوقت لم يعجبه ذلك اللقب الذي يستمر بنعتها به و في تلك اللحظة اقتربت بالما التي تحمل كيس ورقي يبدو فخما يحمل بداخله زجاجة النبيذ و سلمتها له
" تفضل سيدي "
" شكرا "
قالها بينما يأخذه منها ثم تفقدها و عندما رفع رأسه وجد تاي يحدق في الخادمة التي غادرت و يميل رأسه قليلا ، ابتسامة لعوبة مرسومة على وجهه بينما يعض شفته و هذا ما دفع بيكهيون ليمسك برقبته فجأة من الخلف و تحدث بتهديد
" اذا فكرت بالاقتراب منها سوف تكسر أطرافك فحبيبها حارس شخصي و يمارس رياضة كمال الأجساد حسنا "
لكن تاي ابتسم و غمز له بينما يجبه
" لا زلت في حاجة أطرافي أخي لذا اذهب في موعدك و كن مرتاحا "
ربت على رقبته كمن يصفعه عليها و تحدث بتحذير
" لا تثر المتاعب و ابقى هادئا "
ابتسم تايهيونغ و تحدث
" ماذا عن اعادة المال الذي سحبته حتى لا أجد وقت لاثارة المتاعب ؟ "
" سوف نتحدث عن هذا الأمر صباحا "
و باعتراض تحدث
" لا تتركني مفلسا هكذا "
" مفلسا يعني ستبقى في مكان واحد تاي و أنا حد اللحظة لم أقرر ما سأفعله بشأنك "
قالها و ابتعد ليسير نحو الباب ، فتحه و دخل ليضع الكيس بالكرسي الذي بجانبه ثم أقفل الباب و وضع حزام الأمان و تاي اقترب من الجانب الآخر و طرق على الزجاج و تحدث ببؤس
" خذني معك اذا "
*
وضعت ايما صحنا آخرا و كأسا آخرا ثم حدقت بتانيا التي كانت تجلس على الأريكة و تحدثت بينما تقترب منها
" هل أنت متأكدة أنه بيون بيكهيون من دعوته ؟ "
أومأت و أجابتها بنوع من الهدوء
" أجل .... نحن سنعمل معا كما أن ذلك الأخرق تاي أخوه "
" ماذا ؟ "
قالتها بتفاجؤ لتجلس بقربها
" هذا مستحيل .... أعني كيف شقيقه و لهما كنيتين مختلفتين ؟ "
" أممم هذا شيء خاص و لكن هما أخوين و أنا متأكدة "
" هذا رائع حبيبي أخوه شخص مشهور جدا "
امتعضت ملامح تانيا ثم اعتدلت لتتحدث
" ايما .. أرجوك لا تتمسك بذلك المغفل لأنه أنكر علاقته بك عندما سألته "
" هو كان خائفا منك "
و باستهجان ساخر أجابتها
" ماذا خائف ؟ ..... لقد نعتني بالخنزيرة و البشعة فهل تعتقدين أنه كان خائفا حقا ؟ "
زمت ايما شفتيها و منعت ضحكتها ثم قررت تغيير الموضوع فهي لن تترك تاي تحت أي ظرف من الظروف ، هو وحده من اهتم بها و أغدقها بحبه و اهتمامه ، حتى و لو قال الجميع عنها عمياء هي لن ترى غيره
" ألن تغيري ثيابك تانيا ؟ "
حدقت في نفسها ثم بها و تحدثت
" و لما سأغيرها ؟ "
" أنت لديك ضيف على العشاء ثم هو ليس أي ضيف إنه الكاتب المشهور بيون بيكهيون و الذي صنعت صوره اليوم ضجة "
و بملل أجابتها تانيا
" هل بدأنا ايما ؟ "
" أقصد ستكون فرصة لكي يتخلص قلبك من أسواره "
" اذهبِ للجحيم ايما حسنا "
أومات بابتسامة كبيرة و الأخرى غادرت نحو غرفتها ، لقد تأملت أن تغير ثيابها و لكن ما حدث كان كارثة أعني لو تركتها على راحتها كان يسكون الأمر أفضل بكثير فهي بدل أن تبحث عن شيء أنيق ذهبت و ارتدت سروال قصير يشبه سراويل الملاكمين و يصل طوله لركبتها باللون الأحمر و الأزرق و شريط أصفر بينما القميص كان أبيض يحمل كتابة بذيئة باللون الأسود ، شعرها كعكة فوضوية و جوارب سوداء طويلة
وقفت بعد أن خرجت من غرفتها و ايما وقفت أمامها تحدق فيها بقهر ، حركت تانيا أصابع قدميها داخل الخف و تحدثت بنما تحرك حاجبيها بغيظ
" ما رأيك الآن ايما ؟ هل هذا ما عنيته ؟ "
و بقهر أجابتها ايما
" أقسم أنك أكبر المجانين الذين رأيتهم في حياتي "
و بفخر أجابتها
" شكرا على الاطراء "
*
توقف بيكهيون بسيارته تحت المبنى و حدق به و اتسعت ابتسامته و تاي حدق به بينما يحمل باقة الورود و تحدث بقهر
" لا تقل أن الخنزيرة حبيبتك "
كشر بيكهيون في وجهه ثم تحدث
" هي ليست حبيبتي اطمئن و توقف عن نعتها بالخنزيرة انها انسان فاحترم الانسانية "
و بسخرية مستهجنة أجابه
" أحترم الانسانية ؟ ياله من هراء أنت احترم الانسانية بل احترم الأنوثة يا رجل فكيف تتجرأ و تحضر لها باقة ورود ؟ "
" تاي اذا كنت ستفتعل المشاكل سنعود "
حرك كتفيه و رمش ليتنهد تاي
" سوف أحاول التحكم في لساني "
" لن أدافع عنك سوف أتركها تنقض عليك و تنتف شعرك "
" أنت أخي و لن تستطيع تركي أتأذى "
" أنا نفسي أخاف على نفسي فكيف سأدافع عليك "
" أخي "
" عد للبيت اذا "
" أريد رؤية ايما "
" سوف تعتذر منها و من تانيا "
" نحن لم نتفق على هذا "
" انسى أمر تحويل المال "
عندها أجاب بسرعة
" سوف أقبل أيدي تانيا فهل أنت راضي الآن ؟ "
" أجل "
قالها بابتسامة ثم فتحا الأبواب و نزلا ليتقدما من المبنى و تاي سلمه باقة الورود ذات الألوان الزاهية و تحدث
" خذ أنت سلمها لها فأنا لا أستطيع ارتكاب جريمة بحق الأنوثة "
أخذها منه بيكهيون و تجاهل كلامه ، صعدا ليقفا أخيرا بجانب الباب و بيكهيون ظغط على الجرس ، لم يمر كثير من الوقت حتى سمع صوت خطوات من خلف الباب ثم فتح لتقابلهم تانيا بمظهرها ذاك و ايما من خلفها ترتدي الفستان الذي اشترته لها تانيا
ابتسم بيكهيون بنوع من الغرابة و تحدث
" هل تانيا هنا ؟ "
و تانيا باستهجان أجابته
" ما الذي تقصده بيون معتوه ؟ "
نهاية الفصل الرابع من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنكم استمتعتم به و احببتموه
أحبوه و ضعوا أصواتكم فوسامي مستاءة جدا لقلة التفاعل حتى مع ارتفاع عدد المشاهادات
تانيا ؟
بيكهيون ؟
باقة الورود هههه ؟
تاي ؟
ايما ؟
ربما غدا سوف أنشر الفصل الخامس اذا لم تتجاهلوا التصويت
كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro