الفصل الخامس و الثلاثون
استمتعوا
*
إن أخبرتك أنك راحتي و كل ما أريده فهل تبتعد من جديد ؟ و إن فعلت ذلك هل تعتقد أنني سأترك كفك ينسل من كفي بينما أختنق و كل ما أحتاجه هو أنفاسك قريبة مهدئة مهذبة لجروحي المتوحشة ؟
أنا رأيت الموت بموتك و عدت لأكون حية بحياتك ، لقد كان نهاري سجن و ليلي معتقل بدونك يا حبيبي ....... أنت عشقي و مستحيل أن أتركك تغيب عني لأكون فرصة هشة للويلات
تاهت الكلمات منه و هو يحدق بعينيها الجميلة المشتاق لها و التي امتلأت بدموعها كأنها على موعد معها و هي لم تخذلها ، شعر بقوة تمسكها به بسبب كفيها التي تشد على كفه و مهما حاول الابتعاد في تلك اللحظة الدمعة التي وقعت من عينيها جعلته يترك قوته جانبا و يضع كفه على وجنتها و حرك ابهامه على وجنتها يمسح أثر دمعتها تلك و هي همست له
" لما ذهبت عني يا حبيبي ؟ "
دنى هو أكثر اليها و قبل جبينها بينما يغمض عينيه ليجيبها بصوت خفيض
" ذلك كان رغما عني فسامحيني "
ابتعد عنها و فتح عينيه ليحدق بعينيها و هي لم تصدق أنه هو فوضعت كفها على وجنته و أجهشت بالبكاء و شعر بارتجاف كفها على وجهه
" بيكهيون هذا أنت ..... أنا لست أتوجس أنا لم أجن ؟ "
أبعد كفه و أبعد القبعة السوداء و جلس على طرف سريرها و جعل منه يعتدل حتى تكون جالسة و عندها اتضحت أكثر ملامحه لها رغم النور الخافت الذي كان بالغرفة ، أمسك بكفيها و هي بسرعة تمسكت بها و رفعتها لها لتقبلها بشوق و حنين و هو سحبها منها ليضمها له و ربت على رأسها
" أنا آسف تانيا ...... "
تمسكت به و تحدثت من بين دموعها التي لا تستطيع السيطرة عليها
" لا تعتذر أرجوك فقط عد و أنا لن أتذكر أي شيء سيء مررت به "
قبل جانب رأسها
" أنا اشتقت لك حبيبتي "
" ليس بقدري صدقني .... لقد عانيت و لمت نفسي كثيرا أنا كنت غبية عندما أدنتك و لم أستمع إلى تبريراتك "
" ربما يا تانيا ما حدث كان فقط عقابا لما قمت به من قبل "
ابتعدت لتمسك بذراعيه و نفت ، هي سوف تقف معه حتى و هو يرى نفسه مخطئا
" لا يمكنك أن تكون سيئا بيكهيون .... بالنسبة لي أنت الملاك الذي حماني داخله "
تمسك بكفيها و حدق ببطنها ليتحدث
" كيف حال آنجل ؟ "
ابتسمت هي و سحبت كفها من كفه و وضعتها على بطنها لتحدق بها ، ربتت عليها بحنان استطاع أن يلمحه هو من داخلها
" لم تكن بخير .... كانت حزينة و لكن الآن هي تتوق لتكون بين ذراعيك "
رفعت نظراتها له و عادت تتحدث برجاء
" أنت سوف تبقى معنا أليس كذلك ؟ "
خفتت ابتسامته و نفى ليجبها بكل هدوء
" لا أستطيع تانيا "
تمسكت هي بكفيه و بكت لتتحدث برجاء
" أرجوك لا تغادر ..... أرجوك بيكهيون هذه المرة سوف أموت صدقني أنا لا يمكنني التنفس و حياتي لن يكون لها أي ملامح بدونك "
قبل هو كفيها و سحب كفيه من بينهما و أمسك وجنتيها ليمسح دموعها و نفى
" أنا مرغم على المغادرة .... يجب أن تكوني قوية و تتحملي ، احتفضي بسري تانيا حتى أتمكن من العودة بعد أن أتخلص من أعدائي و من بلاك "
نفت ببؤس
" لا يمكنني بيكهيون أنا حتى لا أدري كيف اجتزت ذلك الوقت بدونك "
" مثلما اجتزته سوف تجتازين الساعات القادمة ....... انها مهمة لحياتنا فلا تخذليني "
" و إن لم تعد ...... و إن غدرت بي الحياة مرة أخرى ما الذي سأفعله أنا ؟ "
" أعدك أنني سوف أعود تانيا ..... أنا لا يمكنني تفويت حمل آنجل في أول يوم لها "
أومأت مرغمة على تقبل ذلك و هو اقترب ليسند جبينه على جبينها و أغمض عينيه
" أحبك تانيا أقسم أنني أحببتك و كنت أنت دافعي القوي لتغيير حياتي "
" أنا لم يعد يهمني أي شيء بحياتك كل ما يهمني هو أنت و وجودك بحياتي "
أمال رأسه و فقد نفسه أخيرا لها كما كان يفعل دائما عندما تكون بذلك القرب منه ، كانت هي متلهفة لقبلته تلك بعد طول غياب فمنحته أنفاسها و هو حاول أن يكون هادئا ، حاول أن لا يؤذيها و لو بهمسة
ابتعد لتلهث هي أنفاسا الناعمة ، وضعت كفها على كفه التي على وجنتها و همست
" لا تخذلني يا حبيبي "
" لن أفعل "
قالها و ترك وجنتيها لتشعر هي بذلك البرد ، زادت دموعها بعينيها و تحدث هو
" يجب أن أذهب الآن "
و رغم ايماءتها بنعم و لكن كفها تمسكت بكفه برفض أن تتركه
" تانيا يجب أن أذهب حقا حتى لا يكتشف أمري ..... و حتى لا تكوني أنت و آنجل في خطر "
بدأ تُضعف تمسك كفها به و هو استقام ليسحب كفه ، رفعت نظراتها معه و كم تعلقت به ، وضع قبعته السوداء و هي رفعت يديها لتبعد القلادة التي تلبسها ، أخرجت منها خاتمه و رفعته و ابتسمت من بين دموعها لتتحدث
" هذه المرة أنا لن أكون غاضبة و لا شاردة ولا حزينة مثل تلك المرة "
ابتسم هو و قرب كفه منها لتضع له الخاتم ثم قبلت المكان على كفه و هو دنى ليضم رأسها بكفه و قبله بعمق ثم ابتعد ، سار نحو الباب و هي كانت تراقبه يبتعد ، أمسك المقبض ثم التفت لها و تحدث
" أنا أحبك تانيا لذا كوني قوية فأنا لن أغيب عنك أكثر من الوقت الذي مرّ "
أومأت له و هو خرج ليقفل الباب و غادر المستشفى بهدوء مثلما دخله و ليفيا التي جعلتها تانيا تنام في الخارج كانت لا تزال مستغرقة في نومها ، أسندت تانيا نفسها على سريرها و ابتسمت و دموعها نزلت على جانب وجنتيها
استقل هو سيارته ليقفل الباب ، أمسك المقود بكفيه معا و تنهد بقوة بينما يحدق بالخاتم ثم ابتسم و قبله
" أنا لن أخذلك هذه المرة تانيا ...... أقسم أني لن أخذلك يا عشقي "
شغل المحرك و غادر بينما ابتسامته لم يستطع السيطرة عليها ، شق طريقه الجبلي في الظلمة و لكن قلبه كان يمنحه النور الذي يحتاجه و ما إن توقف بالسيارة حتى رأى تشانيول يقف هناك و يضع كفيه بجيبي سترته و تبدو ملامحه منزعجة ، تنهد و حرك كتفيه بعدم اهتماما ، استشاره و هو أخبره بما يجب فعله
نزل من السيارة و سار ليقف مقابلا له و تشانيول تحدث بانزعاج
" هل يجب أن تأخذ كل ما أقوله على محمل الجد ؟ "
ابتسم بيكهيون و أومأ
" بالتأكيد صديقي "
" أنا لست صديقك ولا تستمع لكلامي مرة أخرى "
قالها و التفت ليسير نحو البيت و بيكهيون تبعه ليتحدث
" يجب أن ندفن السيد جاك قبل أن نذهب للعملية "
و تشانيول التفت له بجانبية
" لقد جهزنا أنا و هونغ للجنازة .... سنكون نحن و رجاله فقط "
و بيكهيون أومأ ليسيرا و يدخلا معا ، هكذا هذه الحياة تمنح حياة جديدة لأناس و تأخذ الحياة من أناس آخرين
*
في منزل ايما و تاي و في الصباح الباكر كان تاي يقف أمام المرآة و يرتدي ثيابه ، يدندن بسعادة و ايما التي كانت تبحث عن معطف يتناسب مع ثوبها ذو اللون الباهت ، توقفت و التفتت له لتتحدث
" تاي ما سر سعادتك في الأيام الماضية ؟ "
و تاي أجابها
" لأنني معك حبيبتي و أحبك كثيرا كثيرا "
قالها و حمل قنينة عطره ليرش نفسه بها ثم ابتسم لنفسه ليخرج و هي نفت لتحدث نفسها
" هل قال لأنه معي ؟ لأنه يحبني ؟ ....... هناك سر بالتأكيد و لكن هذه المرة سوف أقتلك تاي اذا تلاعبت بقلبي "
حملت معطفا أسود و قد تخلت عن البحث بين أغراضها ، أقفلت باب الخزانة و حملت حقيبتها و خرجت و هو كان يقف بقرب الطاولة و يدنو قليلا ، كان يأكل بينما يتلذذ و يحرك مؤخرته يرقص بطريقة غريبة و هذا ما زاد غيظها منه
اقتربت لتقف بجانبه ، أخذت كوب العصير و هو عاد و حرك مؤخرته يرقص فأغمضت عينيها و عندما ملأ فمه هي قربت كفها من مؤخرته و قرصته بخبث ليصرخ بقوة حتى علق الطعام بحلقه و ضرب صدره بكفه و هي وضعت كوب العصير و ابتعدت بينما هو كان يقاوم و لم يجد سوى كوب العصير فحمله ليشربه بسرعة
أخذت هي معطفها لترتديه ، أخذت حقيبتها و هو بعد أن أصبح قادرا على التنفس التفت لها بقهر و تحدث
" ماذا دهاك ايما ؟ "
عبست هي و سارت نحو الباب
" لا تتأخر حتى نكون مع تانيا فهي تحتاجنا "
خرجت و أقفلت الباب بقوة
" هذه اللئيمة .... "
ثم حك مؤخرته بألم
" كادت تقتلني "
حمل معطفه الثقيل و ارتداه ثم حمل مفاتيح سيارته و تأكد من أن هاتفه بجيبه و خرج ، كانت هي تقف فعلا قرب السيارة بينما الثلوج من حولها تجعلها تبدو جميلة جدا ، ابتسم هو و اقترب ليقف خلفها ، ابتسم و ضمها ليقبل جانب وجنتها و تحدث
" لماذا فعلت هذا يا لئيمة ؟ "
" لمن تتأنق و تضع كل هذا العطر ؟ ..... ثم لما تبدو سعيدا لهذه الدرجة بينما أخوك لم يكمل نصف سنة منذ وفاته "
شعر بالذنب لأنه يخفي عنها السر و عاد يقبلها و تحدث
" أنا تأنقت و وضعت العطر لابنة أخي التي سوف تولد اليوم ..... هل تريدينها أن ترى عمها مبعثر و غير أنيق ؟ "
حدقت فيه جانبيا و تحدث
" إن كنت تحاول خداعي سوف أقتلك هل تفهم ؟ "
أبعدت ذراعيه عنها و أشارت له
" هيا افتح السيارة "
ابتسم و اقترب ليسرق قبلة من شفتيها و هي ضربت ذراعه بغيض من أفعاله الطفولية ، فتح السيارة ثم تقدم ليفتح لها الباب و هي صعدت ليقفل الباب ثم ذهب نحو جهته و لكن قبل أن يصعد رن هاتفه و عندما أخرجه لم يكن سوى بيكهيون لذا حدق حوله و بايما داخل السيارة و ابتعد قليلا ليجيب
" مرحبا أخي "
" أهلا تاي .... أخبرني كيف حال تانيا هل هي مستعدة للعملية ؟ "
" نحن سوف نذهب حالا "
" هل هذا يعني أنك لم تذهب بعد ؟ ...أيها المهمل "
" أخي لا تكن متوترا لهذه الدرجة تذكر لديك مهمة اليوم لذا انسى آنجل قليلا "
" هل تمزح معي ، أنسى آنجل ؟ "
" حسا لا تنساها و لكن كن مسترخي "
" تاي راقبها جيدا .... لا أريدك أن تبتعد عن الغرفة التي ستوضع فيها و أنا أرسلت بعض الرجال ليكونون هناك حول المستشفى "
" حسنا لا تقلق "
" و الآن أخبرني هل أخليت المنزل من الجميع ؟ "
" الجدة اصطحبت بالما و ذهبت للمستشفى مع السيد جونغو ..... هونغ كان مهتما بالأمر "
" جيد لا تسمح لهم بالعودة حتى أخبرك "
" لا تقلق كل شيء تحت السيطرة "
" سوف أقفل يجب أن أذهب ولا تنسى أن تخبرني بكل جديد .... في الدقيقة التي تولد فيها آنجل أريدك أن ترسل رسالة "
" حسنا أخي لقد فهمت أقسم "
" تذمر تاي و عندما أمسك بك سوف ترى ما سأفعله بك "
أقفل تاي الاتصال و البسمة تشق وجهه و الفرحة تظهر على ملامحه ، هناك شيء بالـتأكيد ، فتح الباب و صعد ليقفله و عندما أصبح مستعدا للانطلاق و وضع كفه على المقود وجد أن ايما تحدق فيه بينما تعقد حاجبيها و هو تحدث بسرعة
" كنت أتحدث مع العم جونغو ..... "
" أنا لم أسألك فلما تبدو متوترا ؟ "
" فقط أخبرتك حتى لا تشكي بي "
" سوف أسأل العام جونغو عندما نصل "
تقريبا خرجت شهقة منه و هو حبسها و ظهر التوتر و التوجس على ملامحه و هي امتدت كفها حتى تأخذ الهاتف عندها نبح و حاول عضها و هي توسعت عينيها
" تاي هل جننت ؟ "
" سوف أتحول إلى كلب عندما تقتربين من الهاتف "
" تاي ما الذي تخبئه عني ؟ "
" لا أستطيع اخبارك الآن و لكن قريبا أقسم أن الجميع سيعلم "
" تبدو مريبا هل هي امرأة تاي سوف أقتلك "
" أقسم أنها ليست امرأة "
" من اذا ؟ "
" لا يمكنني اخبارك أخي سوف يقتلني "
و بعد فوات الأوان فقط أدرك زلة لسانه القاتلة و ايما توسعت عينيها لتضع كفها على جبينه
" تاي هل أنت مريض أم فقط تحاول خداعي و تشتيت انتباهي "
" أحسنت أحاول تشتيت انتباهك "
قالها و أبعدها ليضع لها حزام الأمان ثم وضعه لنفسه و انطلق بسرعة و وجهته المستشفى
*
جلست ليفيا على الأريكة و مددت ظهرها ثم فتحت عينيها و حدقت بحقد نحو تانيا لتتحدث
" أيتها اللئيمة لما لم تسمحي لي بالنوم في الغرفة ؟ هل كان لك قلب لترمي بوالدتك في الخارج "
و تانيا التي كانت تبتسم و تمسك بوجنتيها كانت بعالم بعيد ، عالم خاص بها لا يوجد فيه سوى حبيبها ، رفعت نظراتها فوجدت ليفيا تحدق بها
" هل سمعتي حتى ما قلته ؟ "
" ليفيا لا تزعجيني رجاء "
" يا الهي هذه الفتاة يجب أن تعرض على طبيب للمجانين "
و هي تجاهلت تذمرها لتسألها
" ليفيا متى سوف تبدأ العملية ؟ "
" هل أنت مستعجلة ؟ "
" أجل أريد أن ينتهي هذا اليوم حتى تعود حياتي و تستقر "
استقامت ليفيا و سارت لتجلس على جانب السرير و وضعت كفيها على وجنتها لتبتسم
" حبيبتي حياتك ستستقر ، فقط حافظي على ابتسامتك و اعلمي أن بيكهيون أينما كان هو سعيد بك و بصغيرته "
ابتسمت تانيا عندما ذكر اسمه هذه المرة و أومأت و ليفيا ضمتها و استغربت أنها لم تحزن و لم تبكي ، ثم عكرت حاجبيها لتبعدها بسرعة و تحدثت
" تانيا أذكر أنني جعلتك بوضعية نائمة عندما خرجت فكيف أصبح سريرك بهذه الوضعية ؟ "
ابتسمت تانيا بتوتر و ريبة ثم أجابتها
" أنت لا تشكين أنني أسير أليس كذلك ؟ "
" هل يمكنك فعلها تانيا ؟ "
" بالتأكيد لا أمي "
" اذا من فعلها ؟ "
" الممرضة .... لقد أتت قبل الفجر و أنا كنت مستيقظة و أخبرتها أن تفعلها من أجلي "
أومأت هذه المرة بتصديق و في تلك اللحظة فتح الباب و أطل جونغو ليتحدث بمرح
" حبيبتي أنظري من قدم لينتظر حفيدته "
و تانيا مدت ذراعيها اليه و تحدثت
" جونغو أنا اشتقت لك "
و هو ترك الباب ليدخل و من خلفه دخلت الجدة و بالما و حتى هونغ ، تقدم هو و ضمها و هي تمسكت به لتغمض عينيها
" أنا أحبك جونغو "
" و أنا صغيرتي "
أبعدها و قبل جبينها ثم دنى ليقبل بطنها و هو بهذا كان والدا أو جدا مختلفا عصري جدا و الجدة أبعدته
" اخجل قليلا جونغو "
ابتعد و تحدث
" انها ابنتي أمي لما أخجل "
تجاهلته و أبعدت ليفيا لتجلس هي بقرب تانيا و حدقت بعينيها ثم تحدثت
" الحياة عادت لعينيك يا حبيبة جدتك "
و تانيا تمسكت بكفي جدتها و قربتهما منها لتقبلهما
" جدتي أنا سعيدة جدا "
اقتربت الجدة و قبلت رأسها ثم ضمتها لها و حركت كفها بحنان على ظهرها ، ابتسم هونغ و هي حدقت به و كأنها توعدته فهي تعلم أنه أمين أسرار بيكهيون و هو تحدث
" أرجو أن تكوني بخير سيدة تانيا .... الآن سوف أغادر "
ابتعدت الجدة و تانيا أومأت له و تحدث
" سيد هونغ أنا ممتنة لك كثيرا ..... أنا أدين لك بحياتي "
فهم هو قصدها ليجيبها
" لا داعي لتشكريني سيدة تانيا ...... الآن سوف أغادر لذا كوني بخير رجاء"
أومأت له و ترجته بعينيها أن يحافظ و يحمي حبيبها و هو غادر ليقفل الباب و هي التفتت لبالما و مدت كفها لها و تحدثت
" بالما عزيزتي أنت أيضا قدمت ؟ "
اقتربت بالما و أمسكت بكفها
" في الواقع كنت أريد القدوم بشدة و عندما أخبرني السيد هونغ أن أجهز نفسي أنا كنت سعيدة .... سوف أبقى هنا طوال النهار حتى أرى آنجل "
مر الوقت و وصل تاي و ايما التي فضلت في ذلك الوقت أن تتجاهل غباءه و حركاته الغير طبيعية ، الجميع كان يجتمع في غرفة تانيا قبل أن تأتي الممرضة من أجل تجهيزها ، حدقت الجدة من حولها و شعرت أنها مرتاحة لتتحدث
" ألا تعتقدون أن هناك شخص ناقص ؟ "
و قبل أن يرد أحد على حديثها فتح الباب ليظهر من خلفه ميشال المبهرج ، بنطال أبيض و حذاء ثلجي فيه الكثير من الريش أسود اللون ، معطف فروي طويل و قبعة فرو ، ضم كفيه معا و تحدث
" حبيبتي تانيا هل اعتقدت أن ميشال من الممكن أن يفوت مناسبة كهذه ؟ "
عندها تمتمت الجدة
" بالتأكيد ...... من غيره هذا المزعج "
ابتسمت تانيا و فكرت لحظتها بشيء حقير فعلا ، سوف تجعل بيكهيون يظهر أمامه فجأة و هي سوف تجعل المكان مظلما حتى يصاب ميشال بأزمة قلبية ، في الواقع إن لم تقتله الأزمة التي سوف يسببها بيكهيون له هو سوف يموت على يدي تشانيول عندما يراه ..... من يلاحق الآخر ميشال أو تشانيول ؟
ثرثر ميشال كثيرا و أغرق تانيا بقبلاته المقززة و بعد عناء طويل أخيرا أتت الممرضة و ساعدت برفقة ليفيا تانيا لتستعد ، تم تمديد تانيا على السرير المتنقل و هي تنهدت في هذه اللحظة بخوف ، وضع غطاء عليها و هي وضعت كفيها على بطنها و تنهدت لتتحدث ليفيا
" صغيرتي لا تخافي الجميع معك "
أومأت هي و أمسكت بكفها و تحدثت
" أمي عندما يضعون آنجل بغرفة الأطفال لا تتركوها وحدها .... راقبوها جيدا رجاء "
قبلت ليفيا جيبنها و ابتسمت
" لا تخافي حبيبتي سوف أحرسها بقلبي حبيبة جدتها "
و تانيا تمسكت بكفي والدتها لتقبلها و تحدثت
" أنا ممتنة لك أمي ..... أنا ممتنة و شاكرة لكل ما قدمته لي و آسفة اذا كنت أزعجتك في يوم "
" لا تتحدث هكذا تانيا حسنا أنا والدتك و كل ما قمت به كان يجعلني سعيدة ...... لا تؤلمي قلبي بكلام الوداع هذا "
ابتسمت تانيا لتتنهد بعمق ، انها خائفة حقا
" لا تقلقي ليفيا أنا لن أذهب بسهولة لا تزال أمامي أيام سعيدة يجب أن أعيشها ...... أنا سوف أستعيد قوتي و صحتي من أجل ابنتي و حبيبي "
سايرتها ليفيا تتجاهل كلمة حبيبي تعتقد أن تانيا فقط تستخدمها ككناية عن روحه التي سوف تبقى معها و بعدها تم دفع سريرها و الجميع أرسلها بكلمات مشجعة ، أغمضت هي عينيها و نزلت دموعها على طرفي وجنتيها و ابتسمت لتهمس
" لا تخذلني يا حبيبي "
*
كان بيكهيون يجلس في الخارج و من حوله الثلوج من بعد ما أنهى مكالمته الخامسة مع تاي ، أخبره أن تانيا دخلت للعمليات و هو الآن على أعصابه ، يشعر أنه مقهور الشعور و القلب فهو بعيد عن حبيبته في أهم يوم بحياتهما ، في اليوم الذي سوف يجازان بثمرة حبهما ، في يوم سوف يجعل أيامهما مزينة بصراخ طفولي رنان
وقف خلفه تشانيول و تحدث
" ألن تتجهز بيكهيون ؟ "
و هو تنهد ليلتفت له و تشانيول كان يرتدي ثياب مخالفة لأسلوبه ، بدلة راقية ، تسريحة شعر تجعله يبدو كرجال الأعمال و معطف أسود ثقيل يضعه على كتفيه ، لحية تم زراعتها على وجهه باتقان و بيكهيون ابتسم ليستقيم
" يبدو أن السيد هان جاهز "
" بالتأكيد يا حارسي الشخصي "
أومأ بيكهيون و ربت على ذراعه ثم دخل للمنزل ليستعد ، بذلة سوداء بقميص أبيض و ربطة عنق سوداء ، لحية زرعت على وجهه باحترافية من طرف شخص متخصص بالمكياج تم جلبه و بعدها نظرات سوداء ولا ننسى سترة الواقية من الرصاص و التي جعلت جسده يبدو ممتلئ قليلا عما عرف به بلاك ........ هو أساسا يبدو مختلفا و هذه المرة الأولى التي سوف يرافق فيها السيد هان
في المرة الأولى تشانيول قابلهم على أنه السيد هان و كان مع أشحاص آخرين مثلوا أنهم تجار سلاح من آسيا و هكذا براد و من معه وقعوا في الفخ منذ ذلك الوقت خصوصا عندما أوهمومهم أن العملية كانت ناجحة و ذلك عبر وضع الأموال في حساباتهم ، و اليوم حان وقت الصفقة الكبيرة و هذه الصفقة ليست سوى القبض على براد و أمثاله و استعادة كل تلك النقود التي تملأ البنوك بأسمائهم
حمل بيكهيون مسدسه و تم تركيب سماعة له حتى يكتمل مظهره و خرج ليجد أن تشانيول كان يجري مكالمة فوقف بعيدا ينتظر و عندما انتهى هو التفت له و بيكهيون تحدث
" هل كانت زوجتك ؟ "
" أجل ...... تقول أن الصغيرة مريضة و تعاني من الاسهال "
" لابد أن الوضع سيء "
" ليس كثيرا و لكنهما اشتاقتا لي "
" اليوم سوف ننتهي و الجميع سوف يعود لمكانه "
ربت تشانيول كذلك على كتف بيكهيون و تحدث
" هيا يجب أن ننطلق يا حارسي الشخصي "
سار بيكهيون معه و تشانيول تحدث
" من اقترح أن تكون حارسي الشخصي ؟ "
" أنت "
" كانت فكرة سيئة ..... أنا أطول منك فكيف سوف نقنعهم أنك تستطيع حمايتي "
صعد تشانيول في الخلف و بيكهيون فتح الباب الأمامي و تحدث
" كان ذلك ذكاءك الخارق سيد هان "
صعد و أقفل الباب و بعدها انطلقت جميع السيارات و جزء من الدعم للقوات الخاصة كان قريبا من مدينة الملاهي أما الدعم الكامل و التحكم عن بعد فقد كان من منزل بيكهيون و الذي حول لقاعدة للشرطة منذ مغادرة الجميع نحو المستشفى و هونغ كان معهم ليرشدهم
وصلت السيارة التي تحمل بيكهيون و تشانيول و توقفت أمام البوابة و بيكهيون شعر بمشاعر بائسة ، من هنا كانت بداية بلاك و هنا ستكون نهايته ، بعد أن يخرج اليوم من هنا سيكون شخصا آخر فعلا
فتح الباب و دخلت السيارة و بعدها السيارات السوداء الأخرى لتتوقف السيارة و تشانيول ربت على كتف بيكهيون
" هل أنت مستعد ؟ "
تنهد بيكهيون و أجابه
" مستعد "
قالها و فتح الباب لينزل و فتح لتشانيل الباب لينزل و بمجرد اقفاله الباب تقدم براد و قدم تحيته لتشانيول
" مرحبا بك سيد هان .... نحن جاهزون و ننتظرك منذ وقت "
ابتسم له تشانيول وسار معه و الآخر لم يعر اهتماما لبيكهيون الذي سار خلفهما ، أحيان الغرور يكون قاتل فهل سوف يخلصهم من براد فعلا ؟
قادهم نحو غرفة التحكم الخاصة بالعجلة الكبيرة و صعد ثلاثتهم و هنا بيكهيون امتدت كفه نحو الزر الأحمر و كاد يضغط عليه و تشانيول كاد أن ينفجر بوجهه ، غلطة صغيرة سوف تفسد كل شيء و هم لم يبقى أمامهم سوى ساعات معدودة
سحب كفه بسرعة قبل أن ينتبه له براد الذي كان يثرثر عن كيف هم محترفون بعملهم ثم ضغط بنفسه على الزر و تحرك المصعد بهم نحو الأرض ، توقف ليفتح و يخرج و سار مع تشانيول و بيكهيون لا يزال خلفهم ، كان الرواق يبدو طويلا ولا يريد أن ينتهي بالنسبة له و عندما فتح براد الباب هو رأى أعداءه مجتمعين على طاولة واحدة ، في أرضه و هو لم يسامح من قبل خائنا عاد ليدوس على أرضه و هم احتلوا أرضه ......... في وقت كهذا يجب أن يحتفظ بذلك الجزء القاسي من بلاك فهو معينه عليهم
تقدم بارد مع تشانيول الذي لا يزال يناديه السيد هان و ميخائيل و ميغيل استقاما ليقدما تحيتهم لتشانيول ثم الجميع جلس و بيكهيون كان خلف تشانيول يقف بينه و بين براد و كم تاق أن يخرج مسدسه و يطلق على رأسه
*
كان الجميع يجلس بقلق فالعملية أخذت وقتا طويلا و هذا نظرا لوضع تانيا الدقيق و الحساس ، تنهد جونغو و استقام ليروح ذهابا و جيئة عندها سمع صوت بكاء من غرفة العمليات فحدق بالجميع ليهتف بسعادة و فرح
" انها آنجل ....... أنا أصبحت جدا "
قفز عليه تاي و صرخ
" أنا أصبحت عما "
و بدأ الجميع بتهنئة بعضهم ، مرت قرابة العشر دقائق لتخرج ممرضة تحمل آنجل التي تم تنظيفها و لفها بأغطية وردية و الجميع اقترب منها و جونغو تحدث بعدم تصديق أنه يراها أخيرا
" انها آنجل "
وضع كفه على قلبه
" يا حبيبة جدك .... أنت جميلة جدا "
انتحب جونغو و تاي كاد يفقد صوابه
" آنجل أنا سوف سوف أجعلك تتمردين على الجميع "
عندها أتته ضربة على رأسه من الخلف و التي كانت من الجدة
" اذا رأيتك تقترب منها ودع حياتك أيها الولد "
أبعدتهما و اقتربت لتقبل كفها الصغيرة و لم تستطع التحكم بدموعها ثم ابتعدت بسرعة و ليفيا كانت مشتتة بين والدتها و حفيدتها الصغيرة ، ألقت نظرة خاطفة على الصغيرة فهي يجب أن توضع بغرفة الأطفال و عادت لتجلس بقرب والدتها و تحدثت
" لما تبكين الآن أمي ؟ "
و الجدة نفت بينما لا تزال تبكي
" صغيرتي جاءت للحياة و هي يتيمة الأب ...... ماذا سنقول لها عندما تسألنا عنه ؟ "
الجميع حزنت نظراتهم إلا تاي كان يحاول كتم ضحكته الصاخبة ، بل صرخته القوية حتى لا يخبرهم أن شقيقه لا يزال على قيد الحياة
استقامات ليفيا و تحدثت بينما تحاول ابعاد دموعها
" سوف أذهب و أبقى مع آنجل .... أخبروني عندما تخرج تانيا من غرفة العمليات "
*
في مدينة الملاهي الجميع كان يقف أمام الشاحنات في الساحة بعد أن تم التفاق حول الشحنة الموالية ، طبعا هذا كان مجرد اتفاق وهمي و شكلي كسابقه ، أقفلت الشاحنة الأخيرة و براد تحدث
" و الآن يمكن أن تنطلق الشاحنات نحو الميناء في ايطاليا "
و لكن قبل أن يكمل كلامه سمع صوت مروحية و فجأة أصبح المكان مليئا برجال القوات الخاصة ، التفت جوزيف و ميغيل حتى يستوعبا ما يحدث و لكن المسدسات كان خلف رؤوسهم ، أما براد فقد وضع بكيهوين مسدسه على رأسه من الخلف و تحدث بسخرية
" لقد انتهت اللعبة براد "
أبعد تشانيول اللحية و أخرج القيود ليتحدث بسخرية بينما كل شيء أصبح بقبضتهم بدون أي خسائر تذكر
" هيا مد معصميك الجميلين يا حبيبي الأمريكي "
و براد تحدث بتفاجأ
" بلاك ؟؟ "
وضع تشانيول القيود بكفيه بينما تم اعتقال الرجال الآخرين والمكان أصبح مليئا برجال الشرطة ، جلعه تشانيول يلتفت لبيكهيون الذي أبعد هو كذلك اللحية و النظارة و ابتسم و الآخر كان غير مستوعب بتاتا ..... كل شيء كان له و بين كفيه فكيف حدث هذا ؟ قبل أن يستوعب كان بيكهيون و باستخدام مؤخرة مسدسه قد ضرب جانب رأسه بقوة ليقع الآخر على الأرض و تحدث بهدوء و راحة
" بلاك مات ......... احترق و لم يعد له وجود "
نهاية الفصل الخامس و الثلاثون من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنوا أعجبكم و حبيتوه و القادم بالتأكيد سيكون كوميدي تماما كبداية الرواية و حماسي
تصبحون على خير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro