الفصل الثاني و الثلاثون
مرحبا أصدقائي
وسامي آسفة لكل الدموع الي بكيتموها
*
استمتعوا
هل تستطيع الأيام أن تطفئ حريق القلوب ؟ أبدا لن تفعل الأيام ذلك هي فقط سوف تزيد من حجم السعير
بعد أن غادر المحامي اعتزلت تانيا الجميع في غرفتها أو بالأحرى في غرفته ، أوت إلى فراشه و ضمت وسادته لتبكي على ما ضاع منها ، ما فائدة كل ما ترك لها عندما ذهب هو ؟ فقط لو بقى و كانا تركا كل شيء و رحلا بعيدا ، هربا من تلك الحياة المريرة و كانت بدايتهم من الصفر برفقة صغيرتهما .....
أغمضت عينيها و تذكرت توصياته قبل أن تغادر ، لم تكن تعلم أنه من سيذهب و لن يعود ، حدقت في هاتفها الموضوع على الطاولة بقرب السرير و كم تمنت أن يرن و يظهر اسمه و صورته ، أن تفتحه و تسمع صوته يخبرها أنه يحبها ، يؤنبها لأنها لا تستمع للكلام و تجهد نفسها ........ يلومها على تجاهل مكالماته
خرجت شهقات بكاءها و أغمضت عينيها تحاول الهروب من كل شيء حولها و لكن الباب الذي طرق منعها من ذلك ، فتح و دخلت ليفيا تحمل صينية عليها الطعام و تقدمت لتجلس على طرف السرير ، وضعتها في حضنها و وضعت كفها على ظهر تانيا و تحدثت بهدوء
" حبيبتي يجب أن تتناولي عشاءك فأنت لم تأكلي شيئا اليوم "
تنهدت تانيا و أجابتها بدون أن تلتفت لها
" لا أستطيع يا أمي .... "
" لا تنسي أنك تحملين روحا بداخلك ..... أمانة غالية جدا يا تانيا "
التفتت لها بجانبية و امتلأت عينيها بالدموع من جديد و ليفيا قربت كفها لتمسك بها تانيا
" أمي هو كان يعلم أنه لن يبقى معنا ....... لقد جهز كل شيء لرحيله و لم ينبهني "
تأسفت نظرات ليفيا لتترك كفها و وضعت الصينية على الطاولة التي بجانب السرير لتساعدها في الاعتدال و مسحت لها دموعها التي لا تجف
" لما تفعلين هذا بنفسك الآن ها ؟ ..... بيكهيون رحل تانيا و أنت يجب أن تكوني قوية حتى تحافظي على ابنته "
وضعت هي كفها على بطنها و أومأت بهدوء و ليفيا اقتربت لتقبل وجنتيها و ابتسمت
" أنا أتوق لمجيء صغيرتنا ..... سوف تجعلني جدة هذه الشقية "
بادلتها تانيا الابتسامة بخفوت و لكنها كلما قيلت كلمة إلا و تخيلت لو كان الوضع مختلف ، لو كان هو معها و لكن من يسرقه الموت لن يعود
" تانيا غدا موعدك عند طبيبتك يجب أن نذهب حتى نطمئن عليك و على الصغيرة "
" حسنا أمي "
مسحت ليفيا دموع تانيا الصامتة و قبلت جبينها ثم عادت لتأخذ الصينية و وضعتها بحضنها ، أخذت الشوكة و أخذت قطعة من اللحم و قربتها منها و لكن تانيا فقط حدقت فيها و تحدثت
" أمي أنا أريد أن أتصل به .... أريد أن أسمع صوته "
تنهدت ليفيا بقلة حيلة و لم تجد ما ترد به
" لقد ترجاني أن أرد على اتصالاته و ألا أتجاهله و لكن الآن يا أمي ..... الآن حتى و إن اتصلت هو لن يرد علي ، حتى و إن ترجيت الجميع صوته لن يعود و لن أسمعه "
" تانيا أرجوك .... "
" أنا فقط أريد أن أسمع صوته ....... "
" تانيا لا تتصرفي هكذا تعلمين أنه لا يمكن أن تعودي و تسمعي صوته "
" أرجوك أمي افعلي شيئا أنا أموت شوقا له .... أشعر أن قلبي سينفجر "
أغمضت ليفيا عينيه بيأس و نفت و لكن قبل أن تزيد حرفا رن هاتف تانيا ، فتحت عينيها و تانيا مسحت دموعها بينما التفتت تحدق به ، عادت تحدق بوالدتها و ابتسمت من بين دموعها
" أمي ...... "
وضعت ليفيا الصينية و استقامت لتأخذ الهاتف و حدقت به فاستغربت و سلمته لها لتتحدث
" إنه رقم محظور و غير ظاهر "
ارتفعت دقات تانيا بينما تحدق به و ارتجفت كفيها ، تصاعد تنفسها لتهمس
" أمي ... إنه هو "
" تانيا لا تجيبي .... أنا خائفة أن يكون أحد من أعدائه "
و لكن تانيا في تلك اللحظة كانت خارجة عن سيطرة المنطق ففتحت الهاتف و وضعته على آذانها و تحدثت بنبرة باكية
" بيكهيون ......... "
ساد الصمت و لم يجب الطرف الآخر ، وضعت هي كفها على ثغرها لتمنع صوت شهقاتها من الخروج و فقط الصمت هو ما يسيطر على الوضع ، طال الأمر و ليفيا شعرت بالغيظ فأخذت الهاتف ، أقفلته و تحدثت بتأنيب
" هل جننت تانيا ..... زوجك توفي لا يمكن أن يتصل فلا تجيبي مرة أخرى على هذه الاتصالات "
ضمت تانيا نفسها و بكت بعويل و ألم و لم تجد ليفيا بدا سوى أن تترك نفسها تبكي معها بدون صوت بينما تحدق فيها فقط
" أنا اشتقت له ........ أريده أن يعود فأنا أكاد أجن "
*
أخذ ماكس كأس شرابه و ابتسم ليسند نفسه على مقعده براحة و دافيد حدق فيه بطريقة غاضبة
" هل أنت سعيد لهذه الدرجة ؟ "
ارتشف من كأسه و أومأ ليحدق بعينيه و يجيبه
" هل تمزح .... أكبر تهديد لي احترق ... حلق في السماء كالرماد "
" أنت سيء للغاية ماكس "
" لستُ أسوء منه .... لقد خدع الجميع بشخصية بيكهيون الوديعة ، هو أيضا أزهقت على يديه كثير من الأرواح و هذا كان جزاء عادل "
و بانفعال غاضب تحدث دافيد
" على الأقل أظهر قليلا من الندم .... قليلا من الأسى على حال تانيا "
" و لما أظهر الأسى هو كان عدوي و غريمي فيها و الآن أصبحت لي وحدي "
" أنت تحلم اذا لم تكن تهذي "
و لكنه ابتسم بلؤم و عاد يرتشف من كأسه و نفى
" تانيا سوف أتودد لها ..... أظهر لها الحب و الندم و هي ستكون لي ، ستكون لي بكل ما لها "
وضع دافيد كأسه الذي لم يشرب منه و استقام ليتحدث
" أنت لن تتغير ماكس و لكن تأكد تانيا ليست ساذجة كتلك الأيام الماضية ..... هي تحب زوجها و لن تفرط في ذكراه "
سار نحو الباب و ماكس شد على كأسه ليتحدث
" أرى أنك اتخذت جانبه دافيد "
" هو لم يعد موجود حتى أتخذ جانبه و لكنني لن أترك جانب تانيا "
قالها و خرج ليقفل الباب بنوع من القوة و الآخر ابتسم ليعود و يرتشف من كأسه ينما كفه الأخرى امتدت لتأخذ من الطاولة الهاتف ، اتصل بذلك الرجل و مدة حتى أجابه
" مرحبا سيد ميغيل "
" أهلا ماكس ........ هل أصبحت جاهزا "
" أنا كنت دائما جاهز "
" اذا انطلق في الخطة "
تنهد بغبطة ليبعد الهاتف و ابتسم و حرك أنامله على كأسه ليتمتم باسمها
" تانيا ..... تانيا سوف تكونين لي "
*
صباح اليوم التالي خرج تاي من غرفته و ايما كانت تحضر الفطور برفقة والدته في المطبخ أما والده كان يجلس بغرفة المعيشة ينتظر خروجه ، توقف تاي ليحدق به و كم احتوت نظراته تلك على اللوم و والده استقام ليقترب منه و تحدث
" تاي ابني يجب أن نتحدث "
تجاوزه تاي ليتحدث
" ايما هيا قبل أن نتأخر على تانيا "
أخذت حقيبتها التي كانت تضعها على المقعد بجانب طاولة الطعام و تحدث
" سوف نغادر الآن كونا بخير "
أومأت والدته بهدوء و تاي أمسك بكفها و سحبها معه بدون أن يقول مزيدا من الكلام ، أقفل الباب و والده جلس بتعب
" ألا يكفي أنني خسرت فرصتي مع بكيهيون ؟ "
لم تجبه زوجته و لكن فقط جلست على المقعد فهي تعلم أنهم كانوا مخطؤون جميعا ، كانت الحياة قد لعبت بغرورهم فجعلته يكبر حتى أكل من قلوبهم
وصل تاي و ايما بقرب السيارة في الشارع فتركت ايما كفه لتتحدث بلوم
" تاي أنت تعامل والديك بجفاء .... صدقني سوف تندم "
و هو أكمل طريقه نحو السيارة ليفتح الباب و تحدث
" تانيا تنتظر .... "
تنهدت من عناده و تقدمت ، فتحت الباب و صعدت لتضع حزام الأمان و هو انطلق ، ساد الصمت بينهما حتى اقتربا من المنزل و هو توقف بقرب ذلك المكان ، شد على المقود أكثر و حدق به و شعر بالحرقة تملأ صدره
" تاي سوف نتأخر "
قالتها ايما بينما تحثه على الابتعاد و لكنه فقط تنهد ليجيبها
" هذا المكان يا ايما أخد مني أخي "
قالها ليلتفت و يحدق بها ، وضعت كفها على كفه و تحدثت
" الآن يجب أن تكون قويا أمام تانيا ..... العمة ليفيا قالت أن حالتها النفسية سيئة "
أومأ ثم تحرك ليكمل قيادته نحو المنزل ، لم يستغرق وقتا أطول حتى وصل و نزلا معا و عندما دخلا كانت تانيا في انتظراهما
اقترب تاي منها و دنى ليقبل كفيها و تحدث
" كيف حالك اليوم زوجة أخي ؟ "
" بخير تاي "
رفع نظراته نحو ليفيا التي كانت تقف خلفها و التي نفت بيأس و قلة حيلة ، استقام هو و حملها بين ذراعيه لتتقدم ايما و تأخذ أغراضها من ليفيا التي تحدثت
" اهتما بها رجاء ..... ايما أخبريني بكل ما ستقوله الطبيبة "
" لا تقلقي عمة ليفيا "
سار تاي نحو الخارج بينما يحمل تانيا التي كانت نظراتها حزينة أكثر من قبل ، صحيح أنه لا يوجد دموع و لكن هناك هدوء مخيف يسيطر على دواخلها ، اقتربت ايما من السيارة لتفتح الباب الخلفي و تاي تقدم و وضع تانيا هناك ، أقفل الباب و ايما سارت للجهة الأخرى لتصعد بجانبها
حدق بها و كيف هي صامتة بينما يأخذ الشرود الكثير من انتباهها ، تنهد ثم سار ليصعد للسيارة و انطلق نحو وجهتهم ، و لأن تانيا كانت معهما فهو تعمد ألا يتوق في ذلك المكان و لكن تانيا حتى مع ابتعاد السيارة التفتت لتحدق به و فجأة نبست بهدوء بينما لا تزال تحدق به
" بيكهيون اتصل بي أمس "
حدق تاي بايما من خلال المرآة الأمامية و هي نفت بقلة حيلة و ربتت على ذراعها و تانيا عادت لتلتفت أمامها
" تانيا أرجوك تقبلي موته ....... "
" أنتم تعتقدون أنني مجنونة و أهذي و لكنه هو ....... أنا أعلم أنه هو "
التزما الصمت أمام اصرارها و استمر تاي بالقيادة حتى وصلا للعيادة ، نزلا ليحملها تاي و ايما كانت تحمل حقيبتها و تبعتهما و لأن حالتها خاصة فقد كانت الطبيبة تنتظرها ، و مباشرة استقبلتها في مكتبها ، وضعها تاي على سرير الفحص و بقيت معاها ايما و الممرضة يهتمان بها بينما تاي تحدث قليلا مع الطبيبة عن حالتها
" هل هناك أي اجراءات يجب القيام بها قبل الولادة ؟ "
" بعد أن أفحصها سوف أحدد الأمور التي نستطيع التحكم بها و بعدها يجب أن أتواصل مع طبيبها الذي هو مهتم بحالتها و حالة ظهرها ثم كل شيء سوف يتقرر "
أومأ بهدوء و هي استقامت و سارت نحو تلك الجهة التي فيها تانيا ، ابتسمت لها و جلست في مقعدها لتأخذ ذراع الجهاز و الممرضة وضعت لها مادة مساعدة على بطنها و قبل أن تضعه الطبيبة على بطنها تحدثت
" هل اخترت اسما لابنتك تانيا ؟ "
و تانيا أومأت بابتسامة فاترة
" أجل .... آنجل سوف يكون اسمها "
" اسم جميل "
ابتسمت ايما و أمسكت بكف تانيا و الطبيبة وضعت ذراع الجهاز على بطنها و تحدثت
" لنرى حالة آنجل ......... انها تنمو بطريقة جيدة "
حدقت تانيا بالشاشة و شعرت بنبضاتها يرتفع صداها بداخلها
" وزنها طبيعي و صحتها كذلك .... أنت أم جيدة تانيا "
أغمضت تانيا عينيها و نزلت دموعها و خرجت شهقاتها المرتجفة فحدقت ايما بالطبيبة و حركت رأسها بنفي و الطبيبة فهمت أن تانيا ليست بخير لذا استمرت باخبارها عن فتاتها و جعلتها تسمع دقات قلبها الصغير و هذا كان بالنسبة لتانيا كهمسات من حبيبها الذي غادر و لم يودعها
عادت تانيا للمنزل و كعادتها هي لجأت لسريره و تدثرت بغطائه ، وضعت الهاتف بقربها و انتظرت بلهفة حتى يتصل و لو كانت ستسمع فقط صوت أنفاسه
*
وقف براد وسط مكتب بيكهيون و فتح ذراعيه بينما يحدق بحوض السمك و هسهس
" و أخيرا أنا أعتلي عرشك يا بلاك ..... أخيرا اختفيت بدون أثر و بدون عودة "
حدق فيه ميغيل و تحدث
" ماذا عن زوجته ؟ "
أخفض ذراعيه و التفت ليتحدث
" إنها لا تشكل أي خطر ..... مستغرقة في حزنها و تاي فقط يهتم بها و بابنتها "
و لكن ميخائيل تحدث بعدم رضى
" يمكن في أي لحظة أن تستيقظ من حزنها و تعود لتشكل خطرا علينا جميعا "
" حينها سوف أفرغ مسدسا في رأسها و ألحقها بزوجها أما الآن و ما دام أنها لا تهدد مصالحنا فلندعها و شأنها "
و لكن ميغيل شد على كفه
" ماذا عن انتقامنا ؟ "
" بربك ميغيل بيكهيون خدمك خدمة العمر عندما أزاح أنجلو عن طريقك ......... يكفي أنه قتله "
و لكن ميخائيل تحدث
" يجب أن يباد كل من له صلة به "
" هكذا يا ميخائيل سوف نفتح الأعين علينا .... ثم اتبعا ما أقوله ألم أخرج بكما إلى بر الأمان ؟ "
" بلى "
" اذن لنهتم بصفقة العمر ..... سوف نلتقي بالمزود الأول للمادة الأولية و التصنيع سيكون في معامل بلاك لأنها الأكثر خبرة و جودة "
و هكذا بدأ اتفاقهم و لكن ميخائيل كان له رأي ثاني ، هو يجب أن يحصل على كل ما تركه بيكهيون لتانيا ، و إن كان لا يحب جوزيف و لكن سيبقى مدان بأعين أقربائه اذا لم يأخذ بثأره و يحصل على كل ما يمتلكه
*
رن جرس المنزل الكبير فسارت بالما لتفتحه و من خلفه كان يقف دافيد فتحدث
" هل السيدة تانيا موجودة ؟ "
و قبل أن ترد هي عليه كانت الجدة تقف خلفها فتحدثت
" من تكون يا سيد ؟ "
ابتسم لها و تحدث
" أنا دافيد روبنسن .... مدير التحرير للجريدة التي كانت تعمل فيها تانيا لقد كنت هنا يوم الجنازة و لكن لم يتسنى لي مقابلة تانيا لأقدم لها تعازيّ "
ابتسمت له و تحدثت
" تفضل .... "
دخل هو لتقفل بالما الباب و الجدة تحدثت
" أحضري قهوة للسيد دافيد "
سارت تسبقه نحو غرفة الجلوس و هو كان خلفها و جلست معه ، تبادلا بعض الأحاديث حتى سألها هو عن حال تانيا
" كيف هو حال تانيا الآن ؟ "
و بأسف أجابته
" إنه سيء .... كنا نعتقد أنه بمرور الوقت سوف تستعيد ذاتها و لكنها تفقده كل يوم "
" أنا آسف لخسارتكم ...... السيد بيون كان رجل جيد ولا بد أن الأمر صعب على تانيا خصوصا أنها ليست في أفضل حالتها ، كل شيء سيء تراكم فوق قلبها "
" أنت محق ... بيكهيون وحده كان يستطيع رسم ابتسامتها أما الآن حتى باستخدام طفلتها نحن غير قادرين على ابهاجها "
و في تلك اللحظة دخلت ليفيا التي كانت تتذمر بيأس
" سوف أجن من هذه الفتاة ....... أوه آسفة لم أعتقد أنه لدينا ضيوف "
استقام دافيد و الجدة تحدثت
" إنه دافيد روبنسون رئيس التحرير للجريدة التي كانت تعمل فيها تانيا "
" مرحبا سيد دافيد "
" أهلا سيدتي .... لابد أنك والدة تانيا "
" أجل ..... تفضل بالجلوس "
جلس هو و هي جلست بقرب والدتها و في تلك اللحظة دخلت بالما بينما تحمل صينية عليها فنجان قهوة و قدمتها له و ليفيا تحدثت
" سيد دافيد أنت أتيت في الوقت المناسب .... أرجو أن تساعدنا في اخراج تانيا من حالتها ، ربما إن سلمتها عمل هي سوف تخرج من خلاله من حالتها "
حدق بها و تحدث
" في الواقع سيدتي سوف أكون ممتن إن عادت للعمل في الجريدة فهي من كانت تنشطها "
" سوف أسألها ربما تقبل "
" ألا أستطيع مقابلتها بنفسي و عرض الأمر عليها ؟ "
" في الواقع لا أدري .... أخاف أن تقابلك بمعاملة سيئة "
عندها ضحك دافيد بنوع من التوتر
" لا تقلقي سيدتي تانيا حتى عندما كنت مديرها كانت تشتمني في وجهي و لم تكن تبالي بي .... متعود أنا على أفعالها "
شعرت ليفيا بالخجل و تحدث
" أنا آسفة سيد دافيد "
" هيا ليفيا رافقيه لعل حالتها تتغير "
استقامت ليفيا لتشير له
" تفضل معي سيد دافيد أتمنى أن تستطيع اقناعها "
سار معها ليصعدا الدرج و بعدها نحو غرفتها ، وقفت ليفيا و طرقت الباب و لم تتلقى اجابة منها ففتحت الباب و تانيا كانت تجلس في فراشها و تحمل هاتفها بينما تحدق فيه ، كأنها تنتظر أحد ليتصل بها و هي أصبحت تنتظر اتصالات بيكهيون الوهمية
" تانيا لقد أتى السيد دافيد لزيارتك "
رفعت هي نظراتها نحوه و كانت نظراتها حزينة ميتة و هو شعر بالأسى فتانيا التي كان يعرفها مختلفة عن تلك التي تلتزم مكانها بدون حركة و بعجز ، تقدم بهدوء من خلف ليفيا و هي لم تهتم له فقط عادت تحدق بالهاتف و هو تحدث
" كيف حالك تانيا ؟ "
" بخير سيد دافيد "
قالتها بدون أن تعيره اهتماما و هو حدق بليفيا و ليفيا تحدثت
" تانيا السيد دافيد أتى ليعرض لك أمرا مهما "
أخيرا أبعدت نظراتها عن الهاتف و أولته اهتمامها
" ما هذا الأمر ؟ "
" أن تعودي لتكتبي بجريدتنا "
و لكنها نفت بسرعة
" مستحيل ....... أنا اعتزلت الصحافة و لن أعود لها "
" و لكن يا تانيا ليس هناك صحفي أو صحفية بمثل مهارتك "
" قلت لا و لن أتراجع و لكن على أرجح أحتاجك معي سيد دافيد "
أشار لنفسه و تحدث
" تحتاجينني أنا ؟ "
" أجل أحتاجك لتكون رئيس التحرير الجديد لمحطة brt ....... "
توسعت عيني ليفيا و تحدثت
" منذ متى و أنت تفكرين بهذا تانيا ؟ "
وضعت هي هاتفها بقربها و تحدثت
" أعلم أن السيد دافيد هو الشخص الأمثل لهذه المهمة و أنا سوف أهتم بدار النشر مع ايما و تاي "
" اذن أنت لم تكوني تنوي الجلوس هكذا بدون فعل شيء ؟ "
" أنا يجب أن أهتم بما تركه بيكهيون ...... "
شعر دافيد بشعور لا يوصف ، كان دائما يحلم أن يعمل في المحطة ، أحلامه لم تتخطى يوما أن يكون موظف عادي و لكن هاهي تانيا تضعه في القمة و على رأسها ، ابتسم بامتنان لها و قرر حمايتها جيدا ...... سوف يستميت في ابعاد ماكس عنها و عن طفلتها
*
في دار النشر وضع تاي النسخ الأولية و التجريبية للروايات التي تستعد الدار لاطلاقها الفترة القادمة و تحدث
" ايما هلا ألقيت نظرة عليها حتى نقرر ؟ "
تركت هي الحاسوب و استقامت لتقترب و تقف بجانبه ، أخذت أول رواية و تصفحتها ثم حدقت في الغلاف ثم شكل و نوع الكتابة التي كتب بها العنوان
تنهدت و تحدث
" كأن الكتابة باهتة قليلا .... نحتاج للمسة ابداعية "
" اذا سوف أخبر المصمم أن يعمل عليها من جديد "
" حسنا .... "
عادت لمكانها و جلست و هو تحدث
" ايما لقد تلقينا عدة طلبات لطبعات جديدة لأعمال أخي ..... "
حدقت به و تحدثت
" اسأل تانيا و هي سوف تقرر إن كانت سوف تصدر منها طبعة جديدة أو لا "
" حسنا سوف أسألها غدا عندما نذهب لزيارتها "
حمل هو النسخ و التفت ليغادر و لكن ايما تحدثت
" تاي والدك اتصل .... قال أنه يريد أن يزور قبر ابنه "
توقف هو في مكانه و بالتفاتة جانبية تحدث
" أخبريه أن يغادر فحسب "
" و لكن يا تاي .... "
و قبل أن يسمع اعتراضها غادر و هي تنهدت
" ياله من عنيد قاسي القلب "
*
كانت تانيا تنام و هاتفها بقربها ، كانت حقا تنتظر اتصاله ، لم يمر كثيرا من الوقت حتى بدأ بالاهتزاز و هي فتحت عينيها و عندما رأت أنه رقم محظور ابتسمت لتمتلئ عينيها بالدموع و أخذته ، فتحته بسرعة و وضعته على آذانها لتتحدث
" بيكهيون هذا أنت ؟ ..... "
لم يجبها أحد و هذا ما جعل دموعها تتكاثف داخل عينيها ، تعب صوتها و خرج بنبرة باكية حزينة
" أعلم أنك غاضب مني ، أنا آلمتك و لكنني آسفة ..... عد أرجوك و أنا لن أفعل ما يزعجك ، لن أقول كلاما يجرحك و سوف أكون مطيعة و هادئة "
لم يجبها أحد رغم انتظارها للرد و فقط الصمت هو كل ما تلقته ، ضمت غطاءها أكثر اليها و تحدثت
" حسنا أنت لا تقل شيئا و لكن فقط اتصل كل يوم حتى أخبرك عني أنا و صغيرتك ...... اليوم أنا ذهبت للعيادة و أخبرتني الطبيبة أنها بصحة جيدة و أنها تكبر بشكل جيد و لكن سوف يضطرون لاخراجها من داخلي قبل الوقت الطبيعي ..... تعلم أنت بسبب الحادث و حالة ظهري ، أنا لا أهتم لنفسي أهم شيء بالنسبة لي أن تكون صغيرتي بخير ، أنا سوف أكون أما جيدة لها أقسم لك "
ساد الصمت لبضع دقائق و هي عادت لتتحدث
" أنا اشتقت لك ...... أحبك و حبي لك لم يمت أنا فقط كنت غبية في تلك اللحظة و لم أدري كيف أتصرف "
أقفل الخط بعد صمت طويل و هي و رغم دموعها التي تملأ وجنتيها إلا أنها أغمضت عينيها و ابتسمت و همست لنفسها
" هو سوف يتصل بي كل يوم .... يجب أن أكون أحسن حال غدا من اليوم "
مرت ثواني و عاد الهاتف ليهتز بقربها و هي فتحت عينيها لتجد أنه رقم محظور مجددا لذا فتحت الخط و تحدثت
" حبيبي ...... بيكهيون "
و لكن فقط ثواني و تم اقفال الاتصال و هي استغربت ثم وضعت الهاتف بقربها و حدقت بصورته التي على الواجهة ، تنهدت و وضعت كفها على بطنها عندما شعرت بصغيرتها تتحرك داخل بطنها
أما في مكان آخر فقط وضع ميغيل هاتفه على المكتب و ضحك بصخب
" ألم أخبرك أن تلك المرأة جنت ....... "
تحدث براد
" جيد و هذا يعني أنها سوف تستمر بانتظار اتصالات زوجها الميت ......احرص أن تتصل بها يوميا حتى نضمن جنونها ، أوهمها فعلا أنها تتحدث معه ولا تجعل المدة قصير "
" و لكنها ثرثارة "
و بتهديد تحدث براد
" ميغيل اتصل و إلا كانت نهايتك "
أبعد ميخائيل غريونه و نفخ الدخان ليتحدث
" ألا يبدو الهدوء غريبا ........ أعني السلاسة فيما حدث و كذلك اختفاء جاك "
و براد تحدث بعد أن أسند نفه على مقعد بيكهيون و في مكتبه
" هونغ قضى عليه ...."
" متى ....و لما نحن لا نعلم ؟ "
" لا يجب أن تعلما كل شيء .........أنا فقط طلفت من يراقبه "
قالها و استدار بالكرسي ليحدق بحوض الأسماك و ميخائيل شعر بالغيظ منه ، هذا الرجل الأمريكي أكثر سوء من بلاك ، أدرك أنه كان مخطئا عندما وضع كفه بكفه و لكن لا بأس لا شيء يبقى على حاله
*
توقف هونغ أمام ذلك المنزل الجبلي و بقي في سيارته و شعر بالرهبة تتملكه ، حدق به ثم تنهد و نزل و سار ليفتح أحد رجال جاك الباب و هو دخل ، تقدم نحو غرفة الجلوس و جلس أمام جاك الذي كان يضع قناعا للتنفس
حدق به ليبعد القناع و تحدث
" ما الأخبار عندك هونغ ؟ "
" الأوغاد يحاولن عقد الصفقة مع رؤوس المافيا في آسيا "
" جيد نحن نجهز أنفسنا لهم ...... لقد تواصلنا مع الشرطة الدولية و هناك ضابط معروف بشراسته تولى القضية و نحن نعمل معه الآن "
" يجب أن ينتهي كل شيء .... فقط لو تركتني يا جاك كنت قضيت عليهم ثلاثتهم "
" لا يجب أن نتسرع يا هونغ ..... نحن نريد القضاء على جذور هذه العصابة لذا فلنسير مع الشرطة و هم سوف يضمنون للجميع نهاية مرضية "
أومأ هونغ و جاك تحدث
" هل أرسلت زوجتك و ابنك لكوريا ؟ "
" أجل لقد أرسلتهما و استقرا هناك و الآن نحن نبحث عن مدرسة جيدة لسوجين حتى يبدأ العام الدراسي هناك "
" رائع ...... "
ضعف تنفسه و عاد يضع قناع التنفس على وجهه و هونغ حدق حوله ثم وقف ليسير و يقف أمام الحائط الزجاجي و الذي يطل على الجانب الآخر من الغابة ، وقف و وضع كفيه داخل جيوب بنطاله و ابتسم براحة
لقد كانت كل ثيابه سوداء ، البنطال و القميص الصوفي ذو العنق الطويل ، قبعة سوداء تخفي ملامحه الهادئة ، وضع هاتفه الذي كان يحمله منذ أن أقفل الاتصال الذي لم يقل فيه ولا كلمة ، كان فقط يصغي لكل ما يقال
التفت و سار بهدوء حتى وصل للمكان الذي يقطع فيه الخشب و عاد لتقطيعه ، هو لا يفعل شيء لقتل الوقت سوى تقطيع الخشب لعله يذهب عنه بعض الغضب الذي لا يستطيع اخراجه
التفت هونغ لجاك و تحدث
" كيف حاله ؟ "
و جاك ابتسم و أبعد القناع ليتحدث بتعب
" كيف تريده أن يكون و هو ميت بعيون الجميع ؟ ....... "
تنهد هونغ و جلس من جديد ليتحدث
" لو لم نتحرك كانوا قتلوه فعلا "
" حينها صدقني هونغ كنت قتلتهم واحدا واحدا و لم أهتم للحرب التي سوف تعود للاشتعال "
" هل أخبرته عن والدته ؟ "
" أجل ..... لقد جن جنونه و حاول قتلي ، وضع المسدس على رأسي و صرخ بغل و لكنه لم يستطع الاطلاق ، بلاك الذي كان بداخله اختفى في تلك اللحظة "
" أعتقد أنه استطاع تفهمك ....... هو تقريبا يمر بنفس موقفك "
" صدقني لا أتمنى أن يمر بنفس موقفي لذا أرجو أن نستطيع ايقافهم قبل أن يتجرؤوا و يقتربوا منهما "
و ما هي سوى لحظات حتى صدح صوت صرير الباب الخشبي الخلفي ثم خطوات تصعد الدرج الخشبي و هونغ وقف بلهفة ، وصل بيكهيون لمدخل تلك الغرفة التي كانا بها و هونغ ابتسم
" كيف حالك سيد بلاك ؟ "
و بيكهيون ابتسم بسخرية ليرد عليه
" لم يعد هناك أي وجود لبلاك ...... لقد اختفى "
اقترب هونغ و ضمه ليربت بقوة على ظهره و بيكهيون تحدث
" كيف حال تانيا ؟ "
نهاية الفصل الثاني و الثلاثون من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنو أعجبكم و عوضكم عن الدموع الي بكيتوها
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro