الفصل الثاني عشر
مرحبا أصدقائي الغاليين
أود شكر كل من يتفاعل مع الأحداث و مع الفصول ، كل من قال بحقي أو بحق روايتي كلاما جميلا دافئا فهو يجعلني سعيدة حقا عندما تشاجرني الحياة الحقيرة فلا آبه لها
*
استمتعوا
أمسك بعلبة الفوط الصحية في كفه و وقف أمام مدخل المطعم ليغمض عينيه بشدة و تمتم
" هذا ما سيحدث عندما يتبع رجل امرأة مجنونة ...... "
نفى و فتح عينيه ليتنهد و عاد يسير و دخل ، توجه مباشرة نحو الحمامات و هناك التقى بعدة سيدات يخرجن عندما كان سيدفع الباب فابتعد بسرعة و وضع العلبة خلفه ليحدق في السقف و حرك كتفيه بينما واحدة همست لصديقتها و حدقت فيه بطريقة ليست جيدة ....... ماذا هل تعتقده منحرف أم ماذا ؟
غادرتا و هو تبعهما قليلا ليتأكد أن لا أحد قادم و عاد يقترب من الباب الخارجي للحمام و نادى بصوت نوعا ما خافت بينما يطرق بخفة عليه
" تانيا ........ تانيا ألا زلت هنا ؟ "
هي التي كانت تجلس على غطاء المرحاض بيأس استقامت بسرعة عندما سمعت اسمها بصوته و تحدثت
" أنا هنا بيكهيون "
" هل يوجد أحد بالداخل ؟ "
" لا أنا وحدي "
عاد ليحدق أمامه و يتأكد أن لا أحد قادم و دفع الباب بكفه ليدخل ، أقفله من الداخل ثم تقدم للمرحاض الذي كانت لا تزال داخله و تحدث
" افتحي الباب و خذيها "
" بيكهيون .... هل أحضرت التي أخبرتك عنها "
" أجل ... "
فتحت الباب لتطل من خلفه و ظهرت فقط عينيها ليسلمها هو العلبة بينما يوليها ظهره و هي تحدثت بنبرة لطيفة عندما أخذتها منه
" شكرا لك "
أقفلت الباب و هو بقي يقف هناك حتى تحدثت من الداخل
" بيكهيون لا تقف هنا انتطرني خارجا "
شعر بالاحراج الشديد فأغمض عينيه بينما ينفي ثم حمحم بصوته ليتحدث
" سوف أطلب لنا الطعام .... لا تتأخري "
تقدم من الباب ليفتحه عندها سمع صوتها المتذمر
" بيكهيون أخبرتك أن تحضرها بأجنحة فلما أحضرتها بدونها "
عندها شد على المقبض بقوة و تحدث يخرج الكلمات من بين أسنانه
" تانيا انتهي لأنني سأنفجر بأي لحظة "
" رجل متذمر ........ يجب أن تشكرني لأنه تدريب تحسبا لحدوث الأمر مع حبيبتك لاحقا "
عندها فقط فتح الباب و خرج بينما يتمتم
" غبية ..... "
و لكن اليوم لن يكتمل بدون فضائح فقد واجهته سيدة شقراء بعينين زرقاوتين تبدو كبيرة في العمر و حدقت به بطريقة سيئة و هو فقط ترك المقبض و غادر بينما يعدل سترته و هي التفتت تحدق بظهره و رمت بعدة كلمات على مسامعه
" شباب هذه الأيام وقحين جدا "
دخلت و أقفلت الباب بقوة و هو توقف ليلتفت و ظهرت على ملامحه نظرة مختلفة كليا ، إنها نظرة بلاك و ليست نظرة بيكهيون .........
" فقط هدئ من روعك فتانيا برفقتك و لا يجب أن ترتكب أي خطأ "
أما في الداخل فكانت تلك السيدة تغسل يديها عندما فتحت تانيا باب المرحاض و خرجت ، وضعت كفها على بطنها و تأوهت بألم بينما سارت بطريقة غير متوازنة كونها لا تشعر بالراحة بسبب الفوط و الأخرى حدقت بها من خلال المرآة و كشرت و تانيا وضعت حقيبتها التي فيها علبة الفوط بقربها على جانب المغسلة
" كيف استطاعا فعلها في المرحاض ؟ ...... الآسياويين اللعنين "
كانت تانيا قد اقتربت لتغسل كفيها ، لم تأبه بالجزء الأول من تمتمتها و لكن عندما ذكرت الآسويين أدركت أنها تعنيها فأبعدت كفيها عن المياه و حدقت بها لتتحدث باستهجان بينما ترفع حاجبها الأيسر
" من الذي تعنينه بالآسويين اللعينين ؟ "
حدقت بها تلك العجوز و تجاهلتها و تانيا شعرت بالاستفزاز فأمسكت بذراعها و جعلتها تحدق بها
" أنا أتحدث معك "
أبعدت تلك السيدة كف تانيا عنها لتتحدث
" لا تتصرفي معي بهمجية ....... أوه نسيت أنت لن تحيدي عن أصلك فأنتم كالحيوانات "
" ما الذي تقولينه أيتها الشمطاء ؟ "
قالتها بنوع من الصراخ و قفزت عليها لتشدها من شعرها و بدأت الحرب بينهما و ارتفعت صرخات تلك السيدة و لم تستطع تخليص نفسها منها حتى تم سحب تانيا بقوة و من يجرأ على فعلها سوى بيكهيون الذي صرخ من خلفها
" اهدئي تانيا "
مدت هي ذراعيها و ساقيها تحركهما بقوة و بيكهيون التفت بها ليضعها على الأرض و تلك السيدة ضمها زوجها لتمسك برأسها
" الحقيرة كانت تهيننا بسبب عرقنا .... لقد قالت عنا حيوانات "
أسمك بيكهيون بذراعيها ليتحكم بحركتها
" لا بأس تانيا فقط اهدئي "
عندها تحدث زوج تلك السيدة بغضب و المدير كان يقف بينهما
" كيف يمكنكما تعويضنا الآن ؟ "
عندها بيكهيون بابتسامة واثقة أجابه
" أعتقد أن المحكمة ستكون الفاصل بيننا و هناك سوف أخبرهم أنها أول من وجهت لنا الاهانة ..... أليست هذه بلاد القانون و احترام الانسانية "
عندها فقط سحب زوجته و خرج بينما يهدئها بكلمات و تانيا فقط رفعت شعرها بقوة و تنفست بغضب و المدير تحدث بأدب كبير لم تتوقعه تانيا .....
" سيدي هل تريد شيء ؟ "
" فقط لا تدع أي أحد يدخل إلى هنا ليتما نخرج "
" حسنا "
قالها بنوع من الأدب الكبير و خرج ليقفل الباب و هي حدقت فيه و عكرت حاجبيها لتتحدث
" من تكون بيون بيكهيون ؟ "
*
انها الساعات الأولى للصباح في كوريا ، بل الشمس على وشك الشروق و الساعة اقتربت من الخامسة صباحا عندما توقف تاي بسيارته أمام منزل داجونغ التي كانت نائمة بثمول و هو ليس أفضل حال منها
حركها بعنف و تحدث بهمس
" داجونغ هيا استيقظي قبل أن يرانا جدك "
و هي فقط ضربت كفه التي عليها لتتحدث بنعاس و بدون أن تفتح عينيها
" احملني تاي .... أنا متعبة و ثملة "
" أنت مزعجة سوف يمسك بنا جدك المخيف ذاك "
" لا تخف هو يعتقد أنني حامل و لن يفعل لنا شيء حتى لا تهرب و تتزوج بي "
عندها توسعت عينيه و لكنه نفى
" اذا أنت لست حاملا ؟ "
" بالتأكيد يا غبي فقط قلتها حتى أعيدك لي "
" داجونغ أنت الغبية لأنني سوف أتركك بعد أن أستيقظ من ثمالتي "
" لن تستطيع فجدي سيمسك بك لأجلي و إلا سأبكي و أولم رأسه "
" أنت لئيمة و مزعجة داجونغ و لكن كيف خدعتني بسهولة و لم أستطع كشفك ؟ "
" لأنك غبي .... نحن شربنا و رقصنا حتى فقدنا الوعي و الحامل لا تشرب يا غبي أم نسيت ؟ "
قالتها لتصفق و تقهقه بصوت مرتفع و هو نزل ليقفل الباب و سار بتعثر ليفتح الباب الذي من جهتها و لأنها كانت تتئك عليه و بدون حزام أمان فقد وقعت على الأرض و خرج منها تأوه ألم و هو وضع كفيه على ثغره كأنه تفاجأ
" أوبس وقعتي لم أقصد "
تألمت و هو أمسك بذراعها ليسحبها و يجعلها تجلس على الرصيف ثم عاد ليقفل باب سيارته ثم سار نحو جهته و صعد ، أقفل الباب و أخرج رأسه من النافذة ليعود للخلف بالسيارة و صرخ
" داجونغ المخادعة ابقي هناك "
قالها ثم انطلق بسرعة بينما يصرخ بصوت عالي و هي فتح الحراس الباب ليتجهون نحوها يحملونها بينما تصرخ بصخب
وصل تاي بقرب منزله و توقف خارجا ليحدق به ثم ابتسم و قرر النزول و السير بهدوء حتى لا يمسكه والده ، أقفل الباب بقوة و أغمض عينيه خشية من الصوت و بعد أن فتحهما وضع اصبعه على أنفه و همس للسيارة
" آششششششش سوف يسمعني أبي و يقتلني "
التفت ليسير نحو الباب و لكن فجأة وضع شيء أسود على رأسه و تم سحبه ليتحرك بقوة عندها كان مضطرا من أخذه لضرب رأسه حتى يفقد الوعي عندها فقط تمكن من السيطرة عليه
*
رفع بيكهيون نظره عن صحنه فوجد تانيا لا تأكل و انما تحدق فيه ، وضع السكين و الشوكة ليتحدث بعد أن رفع كتفيه
" هل تريدين مني أن أقطع لك شريحة اللحم ؟ "
و لكن هي تحدثت تعيد نفس سؤالها مع زيادة تغير من معناه السابق
"من أنت بيون بيكهيون بالنسبة لي ؟ "
شد على كفه و ابتسم يخفي خلف ابتسامته تلك مشاعر هائلة ليجيبها بكل بساطة
" صديقك تانيا "
" اذا ماذا أكون أنا بالنسبة لك ؟ "
عندها وجد نفسه عاجزا عن الرد ، ماذا عساه يرد و يقول ....... أنت الحياة ، أنت يومي و ليلي ، شمسي و قمري ؟ أنت من جعلتني أحيد عن الظلام الذي زرع في داخلي و عدت لكوني بيكهيون الانسان ؟ إلا أن كل هذا بالنسبة له درب من المستحيل أن يقال ، إنه يفضل الاحتفاظ بها كصديقة على أن يخسرها للأبد ...... أصبح لا يحبذ فكرة أن تبتعد عنه ثواني فما بال الدهر لو علمت أي شيء مما ذكر سابقا
وجد نفسه مرغما على الابتسام من جديد و رفع كتفيه ليعيد صياغة تلك الكذبة مرارا و تكرارا
" صديقتي تانيا "
هي من كانت تنتظر أن يقول كل ما قيل في الحب و العشق ابتسمت بينما تشعر أن قلبها يعتصر و يكوى بنار شهية فتحدث هو من جديد
" هل أقطع قطعة اللحم لك ؟ "
عندها أومأت بسرعة بدون أن تمسح تلك الابتسامة المتألمة و هو أخذ صحنها ليضعه بقربه و بدأ يقطع قطعة اللحم عندها هي أشاحات بنظرها و سمحت لدمعتها أن تقع فرفعت كفها بسرعة لتبعدها و عادت تحدق فيه
انتهى بينما لا يزال يرسم تلك الابتسامة الخافتة على شفتيه ليرفع رأسه تجاهها فقابلته الحمرة التي تسللت لعينها العسلية و تيقن أن هناك ما جعلها تبكي فقرب كفه من كفها على الطاولة ليمسكها و تحدث بلين
" ما الذي أبكاك تانيا ؟ "
و هي نفت لتتحدث بينما تتصنع البهجة
" أنا لم أبكي "
" حمرة عينيك لا يمكن أن تخدعني "
" صدقني أنا لم أبكي "
" هل هناك تشنجات ؟ "
فكانت مهربها الوحيد و أومأت
" أجل انها تقوى مع مرور الوقت "
" هل نذهب للمستشفى ؟ "
" لا تكن أحمقا بيكهيون قرص مسكن و ستذهب لحال سبيلها فلا تهول الأمر "
عندها فقط شد على كفها من بين أنامله و حرك كتفيه ليعود و ينسحب ثم حمل صحنها و أعاده بقربها ليتحدث
" هيا تناولي طعامك حتى يتسنى لك تناول المسكن "
أخذت الشوكة و حاولت صنع ابتسامة كبيرة على ملامحها ، حاولت جعل قلبها مبتهج فهي ستكون سعيدة اذا رأته سعيدا ، أليس الحب و السعادة أن ترى من تحب سعيدا ؟ هي ستضحي و حتى إن عاشت مع آلام الحب فستكون لذيذة بالنسبة لقلبها و إن بكت ستبكي على قلب استحق نيل حبها عن جدارة و استحقاق
انتهى العشاء و أخذت تانيا حقيبتها لتتمسك بذراع بيكهيون و غادرا ، وقفا بقرب الباب لتتوف سيارة بيكهيون السوداء فسارا نحو الباب الأمامي ليفتحه بيكهيون ، تحركا كتفيه و أشار لها بالصعود فتأففت
" دعني أقودها مرة أخرى "
" ليست كل الأحلام ممكن تحقيقها تانيا "
عبست لتكشر في وجهه ثم صعدت لتحتضن حقيبتها و هو أقفل الباب ليذهب نحو جهته و لكن قبل أن يفتح الباب شعر بهاتفه يهتز فتوقف و أخرج الهاتف حينها كان هونغ
فتح المكالمة ليتحدث
" سيدي السيد تايهيونغ أصبح في قبضتنا "
" ماذا عن حمل الفتاة ؟ "
" لا أعتقد سيدي أنها حامل فهما كانا بنادي ليلي و ثملا ثم رقصا بجنون "
" مفهوم ...... "
" ما الذي تريدنا أن نفعله الآن ؟ "
" أخبرهم أن يضعوه في طائرتي الخاصة و يرسلوه لي "
" حسنا ....... "
أقفل الخط ليفتح الباب و يصعد فوجد نظرات تانيا موجهة له ، تجاهلها ليضع حزام الأمان ثم التفت لها بجانبية ليتحدث
" ضعي حزام الأمان ؟ "
لم تجبه فقط عكرت حاجبيها و بعبوس و ملامح غضبت فجأة هي وضعته لينطلق هو في طريقهما نحو بيتها ، ساد الصمت بينهما حتى توقفا عند الاشارة الحمراء و هي لم تستطع أن تلتلزم الصمت أكثر
" هل كان ذلك تاي الذي حدثته ؟ "
لم يجبها لكنه فقط أومأ بهدوء لتعود هي و تلتفت تحدق أمامها
" أنا أحاول جعله يتراجع عن قرار بقائه في كوريا "
" لا تترجاه لأن ايما لن تعود له .... هذه المرة لن أسمح له بالاقتراب منها "
حدق بها ثم تنهد ليواصل طريقه و عندما مر بقرب صيدلية تحدث
" ألا زلت تشعرين بالتشنجات في معدتك ؟ "
و هي وضعت كفها على بطنها و تحدثت
" قليلا ..... "
عندها توقف ثم أبعد حزام الأمان لينزل ، تنهدت هي و تركت نفسها تستند على المقعد لتغمض عينيها و لكن الرعد الذي صدح صوته جعلها تصرخ بخفة فزعة بينما تتحرك في مكانها ، بدأ المطر في الانهمار و هي بانزعاج تحدثت
" اللعنة على هذا الجو "
ضمت نفسها بذراعيها لتلتفت و ترى ان كان بيكهيون عائدا و لكن لا أثر له لذا فقط وضعت كفيها على أذنيها خصوصا عندما رأت خيط البرق أضاء المكان حولهم بشدة و لم يكد يمر كثير من الوقت حتى عاد صوت الرعد أقوى من قبل و هي فقط أغمضت عينيها و صوت المطر و الرعد استدعى احدى ذكريات طفولتها
في ذلك اليوم الماطر تاهت عن والديها عندما اصطحباها لمدينة الملاهي ، غربت الشمس و الطفلة ذات الخمس سنوات التي ترتدي معطفا أحمر كانت تسير بينما دموعها تملأ وجنتيها و تتلفت حولها بخوف حتى صدح صوت الرعد و جعل بكاءها يخرج فعلا ثم بدأ انهمار الأمطار و هنا وجدت نفسها وحيدة فركضت نحو احدى الأشجار و دخلت بجذعها الذي يحتوي ثقبا كبيرا ، وضعت كفيها على آذانها و بكت
كانت على وشك تذكر ذلك الخيال الذي وقف بقرب الشجرة عندها انفجر مرة أخرى صوت الرعد ليفتح بيكهيون باب السيارة و صعد تزامنا مع صرختها ، أقفل الباب و حدق فيها باستغراب بينما يحاول التخلص من المطر الذي حاول تبليله
فتحت عينيها ببطء و أبعدت كفيها ليتحدث هو
" لا تقولي أنك تخافين من الرعد تانيا ؟ "
التفتت له و حاولت التحكم في ارتجاف أطرافها فليس الرعد من يخفيها بل تلك الكف التي دائما ما تراها تمتد لها ، نفت بدون قول كلمة و هو وضع لها الدواء بحضنها و معه قنينة ماء ليتحدث
" يمكنك تناول واحدة و سيزول الألم في ظرف خمس دقائق "
أومأت و هو عاد ليضع حزام الأمان و انطلق في طريقه نحو منزلها ، أخذت هي قرص المسكن ثم تمسكت بقنينة المياه الصغيرة لتحدق بالمطر و فجأة تحدثت
" بيكهيون هل كان بجانب منزل جدك مدينة ملاهي ؟ "
التفت لها ثم عاد يحدق بالطريق أمامه و باستغراب أجابها
" أجل كانت هناك واحدة و لكنها أقفلت منذ زمن ......"
امتلأت عينيها بالدموع لا تدري لماذا و هو شعر بالريب حول ذلك الأمر ليسألها
" لماذا تسألين فجأة هل هي متعلقة بشيء ما تحاولين التحقيق بشأنه ؟ "
هل يعقل أنها اكتشفت المخبأ السري الذي بني تحت أرض مدينة الملاهي هناك ؟ يجب أن يكبح جماحها قبل أن تتسبب بكارثة ، هل سيجعلها تسافر حتى لا تقترب من المكان الآن ؟ و لكن اجابتها جعلت كل تلك التساؤلات و الأفكار تتبخر
" أبدا فقط تذكرت أنني بعمر الخامسة أو أقل عندما كنت في مدينة الملاهي تهت عن أبي و أمي .... كانت السماء مظلمة و الرعد يصدح في كل مكان و المطر غزير "
شد بكفه على مقود السيارة ليمرش بعينيه ثم تحركا كتفيه و لم يجبها ، لقد كان ذلك يوم وفاة أمه ، ساد الصمت بعدها و أصبحت الأجواء مريبة لكليهما ، توقفت سيارة بيكهيون تحت منزل تانيا ليلتفت لها و تحدث
" لقد وصلنا تانيا "
ابتسمت لتحدق به
" أنا شاكرة لك بيكهيون ....... لو لم تكن موجودا في حياتي لما علمت كيف يجب أن أتصرف ولا كيف أستعيد حقوقي "
" لا أريد شكرا منك تانيا ....... فقط كوني بخير حسنا "
" حسنا "
قالتها و اقتربت فجأة لتقبل وجنته ثم ابتعدت ببطء عنه ليشعرا معا أن الزمن توقف فحدقت بجانبية بجانب وجهه و هو فقط حاول تجاهل دقات قلبه المرتفعة لتهمس بصوت كاد يتغلب على قوة تحمله و صبره
" قد للمنزل بتأني بيكهيون "
التفت لها و كان بذلك القرب الشديد فأبى أن يستجيب لصوت المنطق و وضع كفه على وجنتها ليحرك ابهامه عليها و هي فقط أغمضت عينيها لتتنهد بخفوت
" تانيا ........ "
شعرت بالضعف أكثر و لكن بلحظة عادت و تذكرت الغبية التي تنافسها على قلبه فوضعت كفها على كفه و أبعدتها لتفتح عينيها و تبتسم
" هل سنلتقي غدا ؟ "
" اذهبِ للمحطة فسيكون المدير في انتظارك حسنا "
" اذا لن نلتقي ؟ "
و لكن في كل ما قاله هي كانت مصرة على معرفة امكانية لقائهما من عدمه
" لابد لي من رؤيتك تانيا ...... أنا سوف أتصل "
" حسنا "
انسحبت لتنزل من السيارة و أقفلت الباب لتلوح له هو من أنزل الزجاج و لوح لها ، أشار لها بالدخول و هي دخلت بينما تسير و تعود و تحدق خلفها حتى اختفت عن أنظاره و هو فقط تنهد لينطلق من جديد ............. الوجهة بالتأكيد لن تكون منزله الدافئ ، سيكون اجتماع تحت أرض مدينة الملاهي
*
توقفت السيارة السوداء أمام الباب الحديدي الكبير لمدينة الملاهي المهجورة و ماهي الا ثواني حتى فتح على مصراعيه ليدخل بيكهيون أو حرى بنا قول بلاك بما أنه هنا ، تقدم أكثر ليتوقف بقرب العجلة الضخمة ذات العربات التي تتحرك مع تحرك الهواء و تصدر أصوات صرير تجعل المكان مخيفا و مريبا
تقدم أحد الرجال ببذلته السوداء و فتح له الباب لينحني له باحترام و بيكهيون في تلك اللحظة كان يرتدي فردة قفاز أسود جلدي لينزل بعدها و تصطدم خطواته مع الأرضية المبللة ، إنه يحب أجواء كهذه عندما يعقد صفقاته ، سار ليسلمه الرجل مسدس وهو تحدث
" هل وصل الجميع ؟ "
" أجل سيد بلاك "
" رائع ستبدأ اللعبة الآن "
فتح الرجل باب غرفة التحكم في العجلة التي تبدو رثة للغاية ليدخل هو و بيكهيون داخلها ثم أقفل الباب و ما هي إلا لحظات حتى بدأت الأرضية تنزل بهما ، وصلا لبداية ممر رمادي و الأضواء المثبتة عليه كانت ساطعة للغاية ، سار بيكهيون و لكن بملامح بلاك ، ابتسامة لئيمة مرسومة على جانب شفته و حرك رقبته بينما يضع المسدس خلف ظهره على حزامه
وصلا للنهاية ليقف الرجل و هو وضع كفيه على الباب ليدفعه و يفتح و قابلته طاولة كبيرة جمعت العديد من رجال المافيا متعددي الجنسية ، وقف الجميع إلا رجلين كان يجلسان مقبلين لبعضهما قريبين من المقعد الذي وضع على رأس الطاولة
" أرجو أنني لم أتأخر "
انحنى هونغ باحترام ليسير بيكهيون بطريقة واثقة و عندما وقف أمام كرسيه أبعد هونغ الكرسي ليجلس بيكهيون ثم أشار للجميع بالجلوس ، حدق ليمينه و تحدث
" كيف حالك سيد أنجلو ؟ "
ابتسم الآخر بجانبية ليجيبه
" كيف تتوقع أن أكون بلاك و أنت تجمعني مع عدوي ؟ "
رمقه بنظرات حادة جوزيف الذي يجلس مقابلا له ليتحدث
" بلاك هل دعوتني هنا حتى أتلقى الاهانة ؟ "
عندها تنهد بيكهيون بابتسامة واثقة ليجبهما
" أنا دعوت كل من أنجلو و جوزيف حتى نوحد قوانا ضد براد في أمريكا ..... لقد سيطر على السوق الأمريكي بالكامل حتى اللاتيني مما جعل أعمالنا تتضرر "
حدق أنجلو ببيكهيون و تحدث
" صحيح أن براد عدو لنا ثلاثتنا و لكن أحقاد الماضي لا تختفي "
فأجابه جوزيف بتحدي
" بل سوف تنمو لتدمر المستقبل "
حينها كان بيكهيون مضطرا للوقف و الحديث بجدية أكبر ، يحتاج أن يتحكم في الجميع كما كان يفعل جده ، بل هو أكثر قوة و دهاء من جده
" حسنا أنا لست هنا لآخذ رأيك أنجلو و لا أنت يا جوزيف ..... تذكرا أن المافيا في ايطاليا و روسيا أنا المدعم الأول لها سواء في السيولة أو في عتاد الأسلحة "
عندها ضغط جوزيف على كفه من تحت الطاولة و أنجلو أشاح بنظراته بدون أن يستطيع أحد منهما الحديث و هو واصل حديثه
" حاليا براد يفكر بتوسيع نشاطه أكثر و هدفه السوق الآسيوي ...... أي يريد الدخول لجحرنا و مهاجمتنا من الداخل "
حدق فيه جوزيف و تحدث
" و لكننا نسيطر على الأسواق هناك "
" أجل هذا عندما لم يكن بصفوفنا خونة ..... "
قالها ليحدق مباشرة بجوزيف الذي ابتسم ليحدق بأنجلو
" هل تقول أن هناك بيننا من هو متواطئ مع براد ؟ "
" لا أعلم فكر أنت جوزيف "
التفت بيكهيون يولي الجميع ظهره ليضع كفيه بجيب بنطاله و تحدث
" جهزوا المخازن في ايطاليا و روسيا سوف ننقل آخر سلاح تم تصنيعه في الأيام القادمة "
عندها تحدث رجل آسيوي صيني
" ماذا عن سوق الصين ؟ ألن تزودنا سيد بلاك ؟ "
التفت بيكهيون نصف التفت ليبتسم و يظهر فقط نصف وجهه المظلم
" ألم يزودك براد ؟ "
توسعت عينيه و تاهت منه الكلمات و قبل أن يرى كف بيكهيون التي تحركت في الظلام كانت رصاصة مستقرة بجبينه أردته قتيلا على مقعده ، توسعت أعين الجميع ليلتفتوا جيمعا نحو بيكهيون الذي كان ينفخ على فوهة مسدسه و تحدث دون اكتراث
" لا مكان للخونة ........ "
ثم التفت كله و خص الجميع بنظرة مخيفة ليتحدث
" كان هذا آخر تحذير ....... و هو موجه للجميع "
الجميع أخفض نظراته و هو شعر بالكره نحو نفسه ، و لكن ذلك الرجل هو من جنى على نفسه عندما أقدم على خيانته ، لو كان فقط هرب لربما تغاضى عنه و لكن أن يخونه ثم يدوس أرضه عندها ستحل نهايته بالتأكيد
" رتبوا أموركم جميعا الشحنات سوف يعاد توزيعها من ايطاليا و روسيا "
قالها ثم اتخذ طريقه نحو المغادرة و هونغ كما تعود منه كان خلفه و بمجرد أن أصبحا خارجا و أقفل الباب من خلفهما تحدث
" سيد بلاك أنت لم تقضي على الخائن الأخطر "
ابتسم بجانبية ليجيبه
" سيكون ممل إن أنهينا اللعبة الآن ..... ثم أترك الجميع يفكر و يخطط و نحن سوف نخالفهم "
" اذا سوف نستأجر سفن الشحن من ايطاليا إلى أمريكا الجنوبية ثم من روسيا إلى اليابان و من هناك سوف توزع ؟ "
" ألم أقل لك سوف نخالفهم ؟ "
ابتسم هونغ فهذا الشخص أمامه داهية و حتى هونغ لا يعلم ما الذي يخطط له بلاك فعلا
*
تقلبت تانيا في مكانها تحاول النوم و لكن لا نعاس زارها و لا قلبها أسعفها فاعتدلت في مكانها لتجمع ساقيها و تضمهما لها لتضع رأسها عليهما و تنهدت بتعب لتمتم
" لماذا منحت قلبك لغيري ؟ "
أغمضت عينيها و لبثت لحظات قبل أن تسمع صوت المطر بدأ يتسرب رويدا ريودا حتى أصبح أقوى ففتحت عينيها و رفعت رأسها لتحدق في النافذة و عندما رأت البرق من جديد يزور سماء هذه الليلة أغمضت عينيها و سارعت بوضع كفيها على آذانها و ما هي الا لحظات قصيرة حتى سمعت صوت الرعد
خفت صوته لتعود أصوات قطرات المطر تسيطر فاستقامت بسرعة لتحمل غطاءها و وسادتها و سارعت نحو غرفة ايما ، طرقت الباب بخفة و فتحته بينما تضع قلنسوة الهودي على رأسها و ايما كانت نائمة ، ابتسمت و دخلت لتقفل الباب و اقتربت من سرير ايما ، وضعت فوقها غطاءها ثم أبعدت الأغطية معا لتهمس لها
" ايما افسحي لي القليل من المكان "
و ايما بدون أن تفتح عينيها ابتعدت قليلا فهذه عادة تانيا الجسورة و التي لا تخاف ، كلما حلت عليهم ليلة ماطرة تتخللها أصوات الرعد لجأت لحضن الأصغر ، وضعت الوسادة و وضعت رأسها عليها لتفتح ايما عينيها و بابتسامة و صوت مبحوح تحدثت
" جبانة "
" نامي و اخرسي ايما "
أغمضت عينيها حتى تتخلص من سخرية ايما منها و لكن ايما سوف تبدأ سهرتها الآن
" تانيا ........ كيف كان عشاءك مع بيكهيون ؟ "
فتحت تانيا عينيها لتتنهد
" لقد دخلت في شجار مع امرأة عجوز و متعالية أهانتنا ..... باختصار سببتُ له المشاكل و الاحراج "
توسعت عيني ايما فهي تعلم كيف تتحول تانيا و كيف تصبح عندما يوجه لها أحد اهانة ما خصوصا اذا كانت بخصوص عرقها لكن قهقهة تانيا و هي تحدق في السقف دفعت فضولها للخروج
" لما تضحكين ما الذي فعلته أيضا ؟ "
تمالكت نفسها و تحدثت بتعالي
" لقد جعلته يجلب لي فوطا صحية "
اعتدلت ايما في مكانها لتصرخ بتفاجؤ
" ماذا ؟ هل أنت مجنونة ؟ "
اعتدلت تانيا كذلك لتتحدث
" ماذا أفعل لقد فوجئت بالطمث في المطعم فما الذي يمكنني فعله ؟ "
" أنت جريئة جدا "
" و لكنه لم يلتزم بما أخبرته به "
" لما ما الذي فعله هو أيضا ؟ "
" أحضرها بدون أجنحة و أنت تعلمين أنني لا أحبها بدون أجنحة "
عندها أخذت ايما الوسادة و ضربتها بها
" حمقاء ......... بيكهيون فعلا مسكين لأنه تورط مع فتاة مثلك "
" هو لم يتورط معي يا حمقاء .... بل هناك فتاة غبية و بليدة يحبها و هي لا تلتفت اليه "
" أنت محقة ... فقط قفي أمام المرآة و سوف تعلمين من تكون "
" سوف أنتف شعرها اذا وقفت أمامي "
قالتها لتتوقف و تضيق عينيها بينما تحدق بايما
" ما الذي قلته ؟ "
" أنت تلك الفتاة تانيا أنت هي تلك الغبية التي ستنتفين شعرها "
" مستحيل ....... هو قال أنه اشتاق لها قبل أن يقبلني "
توسعت عيني ايما و صرخت
" ماذا قبلك ؟ "
و هي أجابت بعدم اهتمام
" لقد كان ثملا "
" تانيا أنت فعلا غبية ..... كيف لم تشعري أنه يحبك ؟ "
" لأنه لا يحبني .... لقد قالها مرارا و تكرارا ، ايما هو كل يوم يحكي لي عنها "
" تاتيا أقسم أنه أنت "
" كيف تعلمين أنت ؟ "
" تاي أخبرني "
و بذكر تاي تانيا مستحيل أن تصدق
" ذلك التاي مجرد كاذب و مدعي ..... هو فقط قالها للعبث "
" لقد كان غاضبا جدا و لم يرضى لأن أخوه يحبك "
" يال وقاحته .... من هو حتى يرضى أو لا يفعل ؟ "
قالتها بينما تضرب الهواء أمامها كأنها تضربه و ايما تحدثت بيأس
" دعينا من تاي و افتحي عينيك يا غبية ..... بيكهيون يحبك أنت ، فقط راجعي كلامه و سوف تجيدينه ينطبق عليك "
" مستحيل "
" هل تريدين التأكد ؟ "
" أجل .......... كيف ستفعلين ؟ "
مدت ايما كفها لها و تحدثت
" سلميني هاتفك "
و تانيا و ضعت كفيها بجيوب الهودي لتحرك كتفيها
" لم أحضره "
" اذهب و اجلبيه "
" الرعد يمكن أن يعود في أي لحظة "
" جبانة "
قلتها ايما لتستقيم و ذهبت نحو غرفة تانيا لتجلب الهاتف عندها ابتسمت تانيا بغباء و شعرت بوجنتيها تحمران لتهمس لنفسها
" هل فعلا يحبني أنا ......... مستحيل أنا تصرفت بغباء أمامه "
وضعت كفيها على وجهها و نفت بينما تئن و في تلك اللحظة عادت ايما لتقفل الباب و تجلس بجانبها و تانيا تحدثت عندما رأت أنها ولجت لجهة محادثاتها معه
" ما الذي ستفعلينه ؟ "
"لحظة فقط "
ابتسمت ايما عندما رأته متصلا و بدأت بالتدوين
" هل أنت نائم ؟ "
جلست تانيا بقربها لتحدق بشاشة الهاتف لتتحدث
" اذا كان يحلم بي هل هذا يعني أنه يحبني ؟ "
حدقت ايما بها لترمش عينيها بعدم تصديق و تحدثت
" تانيا هل أنت جادة ؟ ..... من أين حصلت على كل هذا الغباء "
رفعت تانيا كفها تمثل أنها سوف تضربها عندها وصلت رسالته
" هل أنت مريضة تانيا .... هل عادت التشنجات ؟ "
رفعت ايما الهاتف أمام وجهها و تحدثت
" اقرئي "
قرأت تاينا كلماته ثم حدقت بها
" هو فقط يسألني اذا كنت مريضة "
" و هذا أليس دليل ؟ "
" لا .... "
" حسنا انتظري لحظة "
قالتها و عادت لتدون
" أنا بخير بيكهيون لا تقلق و لكن فقط أردت أن ......... أن أقول أنني اشتقت لك "
عندها بيكهيون الذي كان يتمدد في مكانه و احدى ذراعيه تحت رأسه بينما الأخرى تحمل الهاتف اعتدل فجأة و شعر بخفقاته تنبض بسرعة
" هل هي ثملة ؟ أم فقط تحاول التلاعب بي ؟ "
همس بها ليعود و يدون لها
" هل أنت ثملة تانيا ؟ "
و عندما قرأتها تانيا شعرت بالغضب يخترقها فأخذت الهاتف منها و دونت له
" أجل أنا ثملة لذا اذهب للجحيم "
توسعت عني ايما و أنبتها
" أيتها الحمقاء ما الذي فعلته ؟ "
و الأخرى ردت بسخط
" إنه يعتقد أنني ثملة لأنني أخبرته بأنني اشتقت له ..... آه كيف طاوعتك فقط "
أما بيكهيون فقط ارتفع حاجبه الأيمن
" هل هي جادة ؟ "
خرج من المحادثات و اتصل ليرن الهاتف بكفها و هي عندما رأته عبست أكثر و فصلت الخط ، حدق به بغيض ثم استقام ليعيد الاتصال لتجيبه
" ماذا تريد ؟ "
" هل أنت بخير ؟ "
" أجل الآن فقط أصبحت بكامل قواي العقلية .... قبل برهة كنت ثملة آسفة لأنني أزعجتك وداعا "
قالتها و أقفلت الخط بوجهه و قبل أن تتحدث ايما جذبت الغطاء و تمددت لتتحدث من تحته
" ان فتحتِ فمك فلن تلومي الا نفسك "
تنهدت ايما و عادت تستلقي لتحدق بالسقف و فجاة تذكرت شيئا فوضعت كفها على بطنها و نفت لتهمس لنفسها
" مستحيل "
نهاية الفصل الثاني عشر من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنو كان فصل لطيف خفيف مليئ بغباء تانيا الجميل
حسنا الفصل القادم سيكون القنبلة التي تفجرها تانيا لذا ترقبوه قريبا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro