الفصل الثالث
مرحبا بكل قرائي الغاليين
كيف هي الأحوال ؟
*
استمتعوا و لا تتجاهلوا التصويت
يجلس على مقدمة سريره و الظلام يحيطه ، يتصفح هاتفه و آخر الأخبار في كوريا ، ابتسم بسخرية و هو يشاهد مقطع مسجل للسيد المبجل " كيم داي هان " يلقي خطابا و هو لا يزال يدافع بكل ما يمتلك من صوت جهور عن حقوق الأطفال الغير الشرعيين
رفع كتفيه بحركته اللا ارادية ثم أطفأ هاتفه و وضعه بقربه و ضم رأسه بينما يسند ذراعيه على قدميه ، لقد منحه الكثير من الفرص حتى يتوب عن أفعاله و لكنه لا يفعل ........... فقط يستمر بلبس قناعه و كلما سار نحوه يرفضه و يطالبه بالعودة من حيث أتى ، إنه بالفعل يريد العودة لوطنه و ملجئه و لكن ملجأه يرفضه ....... فهل سيبحث عن ملجئ جديد ، هل سيجد حضنا دافئ و الذي يمنحه القوة الكافية للمواجهة ؟
تنهد عندها سمع صوت هاتفه ، أبعد كفيه و أخذه و عندما فتح هاتفه وجد رسالة من أخيه
" أنا بخير أخي لا تقلق من أجلي "
ابتسم و شعر بالانتماء .... لا شيء يجعله سعيدا ككلمة أخي التي يسمعها من شقيقه الأصغر ، كيم تايهيونغ فعاد و راسله
" لما لم ترد علي من قبل ؟ أين كنت ؟ "
" هل تحقق معي أخي ؟ أنا راشد "
" و لكنك متهور "
" حسنا لا أنكر هذا "
" اذا تعترف ؟ "
" و لا أعترف أيضا "
" يالك من ماكر ........ "
مضت ثواني فقط و عادت رسالة أخرى تصله من أخوه
" كيف حالك أخي ؟ هل أنت بخير ؟ "
" وحيد و بائس كعادتي "
" اسمحلي أن أخبرك أنك غبي ........ مظهرك و أموالك ستجعل من أجمل الجميلات تقع بين ذراعيك فلما لا تزال منعزلا عن عالم النساء ؟ "
" ألا زلت تلهث خلف الحسناوات ؟ "
" بالتأكيد ........ حتى أنني أصبحت في المجال الدولي "
" أحمق ...... "
" و أنت رجل مثير للشفقة لا يستغل شبابه في أمور مفيدة "
تجاهل كلامه اللاذع و كتب له
" ألا تنوي زيارتي ؟ "
" لا ... "
" لئيم "
" عندما أفكر أن أصبح راهب سوف أزورك حتى أرى كيف تكون الأمور "
" تايهيونغ لقد تجاوزت حدود المزاح "
" أدري و لكنك أخي الكبير في النهاية "
" أجل ..... أنا أخاك الذي يرفضني والدك "
" بيكهيون أرجوك لا تنزعج ...... "
" لست منزعج و لكنني لن أبقى مكتوف الأيدي بعد الآن "
" أنا لا يمكنني الدفاع عنه لأنه أيضا والدك "
" فقط اتخذ موقفا محايدا حتى لا تتأذى "
" لن أتأذى .... "
" أخبرني هل ينقصك المال ؟ "
" في الواقع أنا مفلس حاليا و أبي عاقبني لأنني تسببت بمشكلة و من أجل هذا كنت أبحث عن حجة لمراسلتك "
ابتسم و أجابه
" لقد أخبرتك مسبقا أنك لا تحتاج لحجة حتى تراسلني "
" حسنا لن أفعل بعد الآن "
" أخبرني كم تحتاج "
" ما يجود به كرمك أخي ..... أنا مع حبيبتي الأوروبية "
" حسنا فهمت "
" أنت أفضل أخ في العالم "
" و أنت الأسوأ على الاطلاق "
أرسل له صورته في النهاية يقبل شاشة الهاتف و هوا ابتسم ، حول لحسابه مبلغا سيكفيه لفترة ثم استقام و هو يشعر ببعض البهجة ، سار نحو مكانه في السرير و وضع هاتفه على الطاولة بقرب المصباح ، أبعد الغطاء و دخل في مكانه ، أخذ رواية كلاسيكية من أولى روائع الأدب الأمريكي في القرن العشرين " ذهب مع الريح " للكاتبة مارغريت ميشال ، وهي رواية تحكي عن الحرب الأهلية الأمريكية ، ولايات الشمال ضد ولايات الجنوب .......
فتح الكتاب و بحث أين وضع المحددة و عندما بدأ بالقراءة استوقفه شيء رآه قبل برهة فأعاد المحدد للصفحة و أقفل الكتاب ليضعه بحضنه و أخذت هاتفه ليعود و يفتح مراسلاته مع تايهيونغ ، وضع الصورة التي أرسلها له و حدق خلفه
أجل لم يكن مخطئا أبدا ذلك الذي خلفه هو علم سويسرا و السماء مظلمة خلفه و الآن في كوريا الساعات الأولى من الصباح و هذا يعني أن تايهيونغ من المستحيل أن يستيقظ في ذلك الوقت
*
ضغطت زر الارسال و تنهدت براحة بعد أن انتهت من المقالة حول الكاتب المشهور بيون بيكهيون ، اليوم التالي سوف تكون هناك ضجة و لكن ليست كالضجة التي ستكون بعد أن يعلن من هو والده الحقيقي و الذي يستمر برفضه
تمددت في مكانها ثم شعرت أنها متعبة فعلا فعادت تعتدل و أبعدت الحاسوب و أقفلته لتضعه على الأرض بقربها ، شدت حزامي قلنسوتها و تمددت لتجذب عليها الغطاء ، أغمضت عينيها و بدأت تئن بتعب
" يوما ما سأموت من كثرة العمل ....... متى سأحصل على فارس أحلام يضعني في قصره ؟ "
و لكنها فتحت عينيها و تحدثت كأنها شخص آخر
" اخرسي يا غبية ... أنا لا يمكن أن أكون أسيرة لأحد "
عادت تغمضهما و هذه المرة كان الصوت هامسا و لكن أثره على قلبها كان قويا
" تانيا سيارتك ........ ايما لم تعد حتى الآن "
عندها فتحت عينيها فجأة كمختلة و حركتهما تدورهما داخل عينيها و نبست بكلمات تخرجها بقوة
" سوف تموتين ايما اليوم "
أبعدت الغطاء و استقامت لتلبس خفها المنزلي و خرجت من غرفتها ، بحثت عن هاتفها فوجدته بقرب الطاولة بالتحديد بقرب الصحون المتسخة ، أخذته و اتصلت برقم ايما لتفصل الأخرى و هذا ما جعل عينيها تتوسع و أبعدت الهاتف عنها لتحدق به
" كيف تجرأ هذه الـ ......... "
عادت تحاول من جديد و لكن هذه المرة الهاتف مقفل أو خارج نطاق التغطية ، وضعته بجيب الهودي الذي ترتديه و اتقربت من الباب ، لبست حذاءها الرياضي بدون ربط حزامه و خرجت من المنزل ، نزلت لتقف بالشارع الفارغ و اليوم ايما ستموت على يديها
وقفت في المكان الذي توقف فيه سيارتها عادة و وضعت كفيها بجيوبها و بدأت تذهب و تجيء ، ترفع رأسها للسماء و تحسب النجوم حتى خيل لها أن القمر أصبح هناك اثنين منه ، تنهدت و شعرت بالتعب فجلست على طرف الرصيف و ضمت قدميها و رفعت كفيها أمامها و بدأت تعد باستخدام أصابعها
" واحد ، واحد و ربع ، واحد و نصف ، واحد و نصفه و فوقه ربع ...... اثنان .......... أقسم ايما أنك ستموتين اليوم على يديّ "
نفت برأسها و صرخت بضيق
" اللعنة لقد نسيت العد .......... سأعيد من البداية ، واحد ، واحد و ربع ، ... "
هكذا مرت ليلتها ، تجلس على طرف الرصيف في الشارع و تعد الوقت باستخدام أصابعها ، تركت يديها تقعان بحضنها و تنهدت بتعب لتستقيم و بدأت تجر قدميها ، صعدت لشقتها و ارتمت على الأريكة في غرفة المعيشة ، تمددت و أغمضت عينيها لتغيب عن الوعي قليلا بسبب تعبها فالساعة الآن تقريبا الخامسة صباحا
أما في الشارع توقفت ايما بسيارة تانيا و تنهدت براحة و هي تضع كفها على قلبها ثم التفتت لذلك الذي يجلس على المقعد بجانبها ، ابتسمت ثم أبعدت حزام الأمان و اقتربت لتحركه
" تايهيونغ استيقظ لقد وصلنا لمنزلي ...... "
فتح عينيه و لكنه ضحك بهستيرية فهو ثمل جدا ، كان مفلسا و بعد أن وصلته النقود جن جنونه ، وضعت اصبعها على فمها و أنفها معا و تحدثت
" أرجوك لا تصدر صوتا و الا قتلتنا تانيا الرهيبة ..... سوف ندخل بهدوء حسنا و عندما تذهب للعمل أنت سوف تغادر حسنا ؟ "
أومأ لها كطفل و وضع هو كذلك اصبعه على فمه ثم شهق باستغراب
" هل أصبحت أتقن لغتك ؟ "
" أحمق أنا أتحدث معك بالكورية "
" و لكن كيف ؟ "
قالها بينما يعبس و تحرك بانتحاب و هي أجابته بضيق
" تايهيونغ ليس وقت غبائك رجاء ....... ركز معي سوف ندخل و أنت هادئ حسنا ؟ "
" حسنا تانيا الرهيبة "
" أنت سوف تتسبب بقتلنا أقسم .... لا تقل هذا أمامها "
تركته و نزلت بسرعة ثم سارت ناحيته و فتحت الباب ثم فتحت له حزام الأمان و هو فتح ذراعيه و ضمها ليقهقه بصوت مرتفع
" تايهيونغ أرجوك .... "
أبعدته عنها و حاولت سحبه لينزل و لكنه فجأة أبعدها و حدق بها بينما وضع كفه على صدره و تحدث
" أشعر بالغثيان "
و هي بخوف أجابته
" أرجوك أخرج من سيارتها و تقيئ "
و لكن قبل أن تنتهي من رجائها هو كان قد تقيأ فعلا على تبلو و زجاج السيارة و هي وضعت كفيها على فمها و نفت
" نحن ..... نحن ميتين لا محالة "
سحبته و صعدت به للمنزل ، سارت بهدوء و لم تنتبه لتلك التي تنام على الأريكة ، وضعته داخل غرفتها ليسقط كالميت على سريرها ثم أقفلت عليه الباب و عادت حتى تنظف السيارة قبل أن تراها تانيا ، حملت العدة و نزلت و كانت تعمل بجد و جهد و لكن البقعة من فوق المقعد لم تزل حتى و هي تفرك و تفرك بكل جهد و في النهاية رمت بأداة التنظيف
" اللعنة سوف تقتلني "
" جيد أنك تعلمين "
توسعت عينيها و التفتت بسرعة
" تانيا ....... "
" تقصدين الغبية تانيا ....... الحمقاء تانيا التي وضعت فيك ثقتها و منحتك أغلى ما تملك "
عندها تحدثت برجاء و هي تجمع كفيها معا
" اقسم أنها كانت غلطة ...."
" بالتأكيد ستكون غلطة ..... غلطة و تعلمت منها الكثير و لن تتكرر "
و بوجه باكي نبست ايما
" تانيا ...... "
" غدا عند الساعة العاشرة أريدها نظيفة و مشعة .... تبرق و رائحتها عطرة "
توسعت عينيها
" هل أنت جادة ؟ أنت تمنحينني يوما كاملا ؟ "
" ما الذي تقصدينه يا غبية ؟ "
" قلت غدا و نحن في الساعات المبكرة لنهار اليوم "
" اذا اليوم عند الساعة العاشرة لنهار اليوم ......... أو ودعي حياتك "
قالتها و اقتربت منها بينما ترفع كفها حتى تضربها و ايما ضمت نفسها تستعد لتلقي الضربة و لكن تانيا دائما ما تضعف أمام شكلها اللطيف فبدل أن تضربها هي ضمتها و تحدثت
" أشكري ربك أنني أحبك يا صغيرة "
*
ارتدى بيكهيون ثيابه الرياضية و وضع قلنسوة السترة السوداء و خرج من منزله ليسير نحو البوابة و عندما خرج بدأ يركض بخفة و هو يفكر ، ما الذي يفعله تايهيونغ في سويسرا و مع من أتى ؟ هو غبي ولا يتقن سوى الكورية مع بعض الانجليزية الضعيفة فكيف سيتعامل هنا مع الوضع ؟ ........ ببساطة هو قلق عليه
تنهد ثم نفى و استمر بركضه في هذ الوقت المبكر من الصباح ، بالتأكيد لاحقا سوف يعثر عليه و يفهم كل شيء ، ركض في المكان ثم عاد للمنزل و كانت الساعة تشير للسابعة ، دخل و عندما أقفل باب المنزل تحدث السيد هونغ
" صباح الخير سيدي "
التفت له بيكهيون و حرك كتفيه ثم ابتسم و أجابه
" صباح الخير سيد هونغ "
سار و الآخر خلفه و عندما بدآ بصعود الدرج توقف بيكهيون و هو يضع كفه على الدربزون فالتفت و تحدث
" سيد هونغ لدي عمل لك فهل أنت مستعد ؟ "
ابتسم هونغ و أوما
" بالتأكيد سيدي أنا دائما جاهز "
" أعثر على كيم تايهيونغ ...... شقيقي فهو هنا حاليا "
" حسنا سيدي ..... هل تريد أي شيء آخر ؟ "
" لا ... "
التفت هونغ و غادر ليقوم بالعمل الذي كلف به أما بيكهيون فقد عاد ليستمر بصعود الدرج و توجه نحو غرفته ، فتح الباب و دخل ليضع هاتفه على السرير ثم توجه للحمام و حينما هو أقفل الباب وصلته رسالة
أخذ حمامه ثم خرج بمنشفته ليرتدي ثيابه و اليوم قرر العمل في المنزل حتى تتصل به تانيا و تحدد مكان و موعد لقائهما ، ارتدى بنطال أبيض و قميص أزرق ، ساعة يد بسوار أسود ثم خرج لينتهي من تجهيز نفسه ، جلس على السرير و أخذ هاتفه و عندما فتحه وجد رسالة من تانيا و هذا ما دفعه للابتسام
" صباح الخير بيكهيون ..... آسفة على فظاظتي أمس فأنا لم أشكرك من أجل الروايتين التي أعرتهما لي لذا سوف أستمتع بقراءتهما "
" فتاة غريبة بحق ..... "
وضع الهاتف بجيبه عندما استقام و نزل نحو مكتبه ، جلس هناك و لم يمر كثير من الوقت حتى طرق الباب و دخلت الخادمة الشقراء لتضع فنجانه أمامه ثم غادرت أما هو و كعادته دائما سيطلع على أخبار والده ، حتى و لو كان كل ما يراه يؤلمه فهو يراه و يتألم حتى يستطيع المضي قدما في حياته ، الحياة لا تتوقف على أحد و هو لم يجعله أي أحد في حياته
أما تانيا اليوم فهي نشيطة ، لم تعد للنوم بعد أن هددت ايما بل غيرت ثيابها ، بنطال جينز و قميص قطني أسود ، حذاءها الرياضي الأبيض و هاهي تحمل رواية هاملت و تجلس في غرفة المعيشة بينما تقرأ في انتظار أن تعود ايما بسيارتها
حدقت بهاتفها الذي تضعه بقربها و تفقدت الساعة ، انها السابعة و النصف لا يزال أمامها وقت ، عادت ترفع الرواية أمامها و لكنها أبعدتها فجأة عندما رأت شيئا على الأرض ، استقامت و هي تضع الرواية على الطاولة و سارت نحو باب غرفة ايما ، انحنت لتحمل الساعة التي كانت واقعة على الأرض و نبست بغرابة
" ساعة للرجال ؟ "
وقفت و ضيقت عينيها و اللعنة الآن فقط تذكرت القيئ الذي كان بسيارتها ، وضعت كفها على مقبض الباب و حاولت فتحه و لكنه لم يفتح عندها تأكدت أن هناك ما تخفيه ايما ، أو بالأحرى هناك من تخفيه ايما ............ نسخة المفتاح هذا هو الحل
أما في الغرفة فتايهيونغ كان يتحرك داخلها بينما يحاول بكل جهد أن يتحكم بنداء الطبيعة ، تقدم نحو الجدار و عانقه يسند نفسه عليه و أنّ بضيق
" بيكهيون أين أنت يا أخي ؟ "
و في تلك اللحظة فتح الباب فالتفت بسرعة و هناك ابتسامة سعادة مرسومة على وجهه و لكن ذلك اختفى بمجرد أن رأى تانيا ، هو لم يلتقي بها في حياته و لكن ما قالته عنها ايما كافي ليخيفه فحرك قدمه ليضمها على قدمه الأخرى و تحدث بطريقة بلهاء
" صباح الخير آنسة تانيا "
ولكنها أشارت له بنظراتها و تحدثت
" من تكون أيها الوغد الصغير ؟ "
" أنظري آنسة تانيا سوف نعقد اتفاق ....... اسمحي لي باستخدام الحمام و سأعترف لك بكل شيء "
" هل أنت من تقيأ في سيارتي ؟ "
" لقد كنت ثملا ولا أتذكر ماذا فعلت لذا على الأرجح أنه أنا "
و بسخرية تحدثت بينما تضم ذراعيها لصدرها
" رائع و تعترف بذنوبك "
ضم قدميه أكثر بينما أسند نفسه على الجدار بكفه و تحدث بثقل نوعا ما
" الحمام آنسة تانيا "
" نحن لا نمتلك حماما "
قالتها و ابتسامة لئيمة اعتلت ملامحها و هو ملامحه البكاء سيطر عليها و همس لنفسه
" انها رعناء كما وصفتها ايما تماما "
التفت لتسير و تحدثت
" ابتعني يا فتى "
و هو خرج يسير بثقل خلفها ، جلست على الأريكة و أشارت له أن يجلس في المقعد المقابل و هو جلس بهدوء بينما ثيابه مبعثرة و شعره الذهبي كذلك ، وضعت له ساعته على الطاولة و سألت
" انها لك ؟ "
أخذها هو بسرعة و تحدث
" أجل ...... انها هدية من أخي "
" ولد مستهتر ... كيف تركتها تقع منك بكل سهولة ؟ "
" لم أكن بوعيي آنسة تانيا "
" أتعلم أنا مندهشة في نفسي كيف لم أقتلك حد اللحظة على ما فعلته بسيارتي "
لم يجبها و لكن في داخله هو يشتمها حتى بلغة الهنود الحمر و عندما لاحظت احمرار و جهه أكثر قربت منه كوب الماء و تحدثت بأمر
" اشرب ...... "
حدق بها و نفى بشدة و سرعة
" لا شكرا "
" اشرب يا ولد "
" أنا لا أشعر بالعطش "
لكنها أفزعته عندما ضربت كفها بالطاولة و تحدثت بنبرة تهديدية
" قلت اشرب يا فتى "
" مثانتي ستنفجر اذا شربته "
" و أنا سأقتلك اذا لم تشربه ففكر أيهما أغلى حياتك أو مثانتك ؟ "
و هو بسرعة أخذ الكوب و شربه دفعة واحدة ليضعه و هي اتسعت ابتسامتها أكثر و أخذت الرواية من أمامها ، وضعت قدميها على الطاولة و قبل أن تعود للقراءة تحدثت بتهديد
" اذا تحركت سوف تكون ميت "
" الحمام أرجوكِ "
قالها بوجه أحمر و صوت مترجي هامس و هي قهقهت
" لا أسمعك يا فتى "
*
طرق باب المكتب و بيكهيون أبعد نظاراته و نظره عن حاسوبه و سمح للطارق بالدخول فلم يكن غير السيد هونغ ، تقدم أكثر و بيكهيون عندما الآخر وقف أمامه حرك كتفيه ليتحدث
" هل وجدته ؟ "
" لقد بحثت في المطار و وجدت اسمه من ضمن الوافدين للبلاد في طائرة أمس و لكن بعدها لم أستطع تحديد مكانه "
أومأ بيكهيون متنهدا
" حسنا ...... يمكنك المغادرة سيد هونغ أنا سوف أتدبر أمره "
ابتسم له السيد هونغ ثم غادر و هو أخذ هاتفه ، سحب المبلغ الذي حوله له أمس و هكذا بكل سهولة سيجعله يعود له و برمشة عين ، تنهد ثم ولج لجهة الرسائل و عاد يحدق برسالة تانيا و ابتسم ليدون
" العفو تانيا ....... هل حددتي المكان و الزمان لنتقابل ؟ "
وضع هاتفه بقربه و سكن للحظات و هو يحدق أمامه ثم أتاه الرد
" لقد حصلت مشكلة صغيرة لذا ربما سوف أتأخر قليلا "
" هل أستطيع المساعدة ؟ "
" المشكلة تقريبا حلت لذا سوف أمر على الجريدة و أتصل بك .... لا تزعج أنت نفسك "
" حسنا كما تريدين "
" شكرا "
دونتها و ابتسمت بلؤم لتضع الهاتف بقربها و أعادت نظرها لذلك الذي يجلس و يتحرك في مكانه ، تستمتع و هي ترى المزعجون يتعذبون بسببها لذا تحدثت
" ما اسمك يا فتى ؟ "
" كيم تايهيونغ "
" اسم جميل كوجهك يا صغير "
و هو تملق يتحدث
" شكرا لك آنسة تانيا "
" أخبرني كيف تعرف ايما ؟ "
" برنامج تعارف ....... "
" و كم مر من الوقت ؟ "
" آنسة تانيا .... دعيني أدخل للحمام و بعدها أقسم سوف أجيبك عن كل شيء "
و لكنها أصدر صوت تأتأه بينما تنفي
" مستحيل سوف تقول الآن "
و هو شتمها بداخله
" هذه الخنزيرة لن تتوقف ..... أقسم يا تانيا لن أغادر سويسرا حتى أنتقم منك "
" هل ستقول أم أجلب كوب ماء ثانٍ ؟ "
عندها أجاب هو بسرعة
" منذ ستة أشهر .... "
" رائع ..... هل تربطكما علاقة حب ؟ "
و لكنه نفى بسرعة
" لا نحن مجرد أصدقاء "
و لكنها رفعت حاجبها ، تصرفات ايما في الأيام الأخيرة و تأنقها ، اهتمامها بنفسها و حتى الوصفات الجديدة التي تعلمتها تخبرها عن مشاعرها
" هل أنت متأكد ؟ "
" أجل متأكد .... نحن أصدقاء و عندما وددت المجيئ إلى هنا ايما اقترحت أن تكون مرشدتي "
و هي تمتت بغيض
" الحمقاء "
" آنسة تانيا اسمحي أرجوك سوف أفسد المقعد اذا استمر الوضع هكذا "
شعرت بالغيظ منه ، لم تستلطفه أبدا و ما جعلها تشعر بالكره نحوه هو مشاعره السلبية تجاه ايما لذا أنزلت قدميها و أسندت ذراعيها عليهما ، تتصرف كالمجرمين تماما و هو ابتلع لعابه و عاد للخلف بينما هي ضربت الطاولة بيدها و في تلك اللحظة من فزعه كاد يستجيب لنداء مثانته
" اسمع يا ولد ، واضح جدا أنك مدلل و سوف تتعبني معك لذا سوف تدفع ثمن تنظيف السيارة ، و تغادر نهائيا ولا أريدك أن تتواصل مع ايما "
" و لكنها صديقتي "
" هي ليست صديقتك هل تفهم ؟ "
قالتها بوجه بدأ يحمر غضبا و هو أومأ بسرعة
" ليست صديقتي فقط أتركيني أدخل للحمام "
ابتعدت و رمقته بنظرة مميتة ثم تحدثت
" استخدم الحمام و تعالى إلي حتى تدفع مستحقاتك "
و هو استقام بينما خطواته كانت صعبة جدا ، سار بثقل و هو يكاد ينفجر ثم التفت لها و تحدث
" أين الحمام ؟ "
" أمامك مباشرة يا ولد "
" شكرا لك آنسة تانيا "
ركض بطريقة غير مريحة و دخل ليقفل الباب ، فتح حزامه بسرعة و فتح غطاء المرحاض و أخيرا هاهو يلبي و يستجيب لنداء الطبيعة ، فتنهد براحة بينما يغمض عينيه
" الراحة يا الهي ......... "
ابتسم و تحرك في مكانه ببهجة كأنه يرقص بينما يشعر بحمولته تفرغ و عندما انتهى فتح عينيه و ابتسماته المرتاحة تحولت لابتسامة شيطانية
" لست أنا من يفعل به كل هذا ويبقى صامتا ... سوف ترين يا خنزيرة "
انتهى و عدل ثيابه ثم غسل يديه و فتح الباب ، لم يجدها في المكان الذي كانت تجلس به فابتسم و قرر الهرب ، فقط سيجلب هاتفه من غرفة ايما و لن تجده تلك الخنزيرة البرية
دخل للغرفة أخذ هاتفه ثم أطل برأسه و لم تكن هناك ، سار نحو الباب ثم فتحه ليخرج و بمجرد أن أقفله هتف بانتصار
" هل اعتقدت تلك الخنزيرة البرية أنها ستتمكن مني ؟ "
ضغط على زر المصعد ففتح و دخل و هي عندما أقفل خرجت من خلف الشجرة التي في الركن ، ابتسمت و تمتمت
" سوف ترى ما ستفعله بك الخنزيرة البرية يا أرعن "
اتخذت الدرج و نزلت بسرعة تسابق الرياح بينما تضع قبعتها السوداء و نظاراتها ، عندما وصلت للطابق الأرضي رأته يوقف سيارة أجرة لذا أسرعت و عندما ابتعدت السيارة التي تحمله أوقفت هي كذلك واحدة لها و تحدثت بسرعة
" اتبع السيارة التي قبلنا "
و هكذا تم الأمر حتى توقف أمام الفندق و هي أرسلت لايما موقعها و أخبرتها أن تأتي إلى هناك ، نزلت من سيارة الأجرى و وقفت هناك ، مر الوقت و هي كانت تراقب تايهيونغ و الذي كان في الاستقبال و يبدو أنه يواجه مشكلة ما ، توقفت سيارتها جانبا و نزلت ايما لتسير نحوها و هي أخذت منها المفاتيح بعد أن نزعت نظاراتها و ايما تحدثت
" لقد صرفت كل مدخراتي على تنظيفها "
" لا تقلقي سوف أستعيدها لك "
عكرت ايما حاجبيها و هي لا تفهم
" ما الذي تعنيه ؟ "
" ذلك الحقير الذي كنت تخبئينه في غرفتك ...... هرب "
شحب لون ايما
" تانيا أنا سأشرح لك الأمر "
" لا أريد شرحا فأنا لست أمك و لكن فقط سوف أسألك و أجيبيني بصدق "
أومأت لها ايما الخرقاء و هي تحدثت
" ما العلاقة التي تجمعكما ؟ "
توترت ايما ثم وضعت كفها على رقبتها
" حسنا نحن .... وقعنا في الحب منذ مدة "
" هل أنت متأكدة ؟ "
" أجل .... "
" اذهبِ لعملك الآن و سوف نتحدث عندما أعود مساء "
حدقت خلفها حيث يقف تايهيونغ و تحدثت
" ما الذي ستفعلينه به تانيا ؟ "
" لن أفعل به شيء عزيزتي فقط سوف أهتم به و أساعده بما أنه من نفس موطني "
" أرجوكِ تانيا هو لم يفعل لي شيء "
" غادري ايما "
" تانيا "
و هي ضمت ذراعيها و رمقتها بنظرة مخيفة لذا ايما عادت تلقي نظرة على تايهيونغ بالدخل و دعت أن يكون بخير بعد أن تهتم بأمره تانيا ، هي تعلم أن تايهيونغ فتى لعوب و أن تانيا اكتشفت هذا الأمر و لكن هو يحبها و هذا ما أكده لها مرارا و تكرارا
" لا تقسي عليه حسنا ؟ "
" لا تخبريني بما يجب أن أقوم به "
غادرت ايما مستسلمة و هي و ضعت نظاراتها تعلقها بقميصها و دخلت و بينما هو كان يضع كفه على جبينه يسندها و ينتظر حتى يرى أين الخلل فأمس فقط صرف من البطاقة و كانت غير محدودة فما الذي حدث الآن ؟ لقد كان سيدفع ثمن حجزه للغرفة ليوم واحد ثم بعد أن يستحم و يغير ثيابه يختفي بسرعة
وضعت هي كفها على كتفه بتلك القوة التي أفزعته و جعلته يحدق بها فتوسعت عينيه و نبس بخفوت
" ما الذي تفعلينه هنا ..... كيف وجدتني ؟ ... "
" ألا تعلم أن الخنازير البرية لديها حاسة شم مذهلة ؟ "
*
مرت مدة كانت تانيا تجلس داخل سيارتها و بجانبها يجلس تايهيونغ الذي يحضن حقيبته المتوسطة و هي نقرت على عجلة القيادة بأناملها بينما حدقت فيه بجانبية
" أصبحت مدينا لي أكثر الآن أيها المفلس المدلل "
ابتسم بوجهها ثم تحدث
" اسمحي لي أن أتصل بأخي من هاتفك أرجوك "
" استخدم هاتفك "
عبس و تحدث بنوع من الدلال
" هو غير متصل بالأنترنت ولا يوجد لدي رصيد ولا حتى شريحة خاصة "
" الفاتورة ستزيد "
" أخي سيدفع لك ..... أساسا لا أدري ما الذي حدث فهو حول لي مبلغا كبيرا أمس "
رفعت كفها و كانت ستضربه و تحدثت عندما هو ضم حقيبته أكثر
" أيها الأهوج المدلل .... انتظر حتى أمسك أخاك الذي تتبجح به و سترى ما سأفعل به لأنه يمنح مساحة لحقير مثلك ليتلاعب بالناس و مشاعرهم "
و هو أجابها باعتراض
" ما الذي يزعجك في علاقتي مع أخي ؟ "
" أنك تستعين به و هو يدللك "
" إنه أخي و أنت لا تتدخلي "
رمقته بنظرة مميتة ثم رمت عليه علبة المناديل و تحدثت
" و أنت لن تقترب من ايما مجددا ، سوف تتصل و تعتذر منها و لا أريد رؤية وجهك قريبا منها هل تفهم ؟ "
" حسنا "
عندها أخرجت هاتفها و رمت به له و هو أخذه بسرعة بينما لا يزال يحتضن حقيبته ، حاول ادخال رقمه عندها ظهر اسم بيكهيون أمامه فتوسعت عينيه و حدق بها و تمتمت بداخله
" كيف لهذه الخنزيرة أن تعرف أخي ؟ .... "
حدقت به و هو كان مسترما بالنظر لها بينما يفكر
" اللعنة هل يمكن أن تكون بينهما علاقة ؟ ... الراهب ذوقه متدني فعلا و لكن لا مستحيل ، هو ليس أعمى لهذه الدرجة ربما فقط يستعين بها لمشاجرة الذباب بقصره "
" ما الذي تحدق به هكذا يا أخرق ؟ "
قالتها بصوت مرتفع و كف مرتفعة مهددة و هو تحدث
" لا شيء "
قالها و ضغط على زر الاتصال ، لم يمر وقت طويل حتى أجاب بيكهيون و تحدث بنبرة لطيفة
" مرحبا تانيا هل انتهيت من عملك ؟ "
" مرحبا أخي .... هذا أنا تاي هيوينغ "
فوقف بيكهيون من مكانه و تحدث بتفاجؤ
"ماذا ؟ تايهيونغ ؟ .... "
نهاية الفصل الثالث من
" الملاك الأسود "
أتمنى أنه كان ممتع لكم و أن الشخصيات أعجبتكم
أخبروني رأيكم بها
تانيا ؟
بيكهيون ؟
تايهيونغ ؟
ايما ؟
كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro