الجزء الأول
كان منظر الدماء وهي تغرق الارض مهيبا ورأس عاصم المشجوجة التي شُوهت معالمها الا انه يمكنك ان ترى وبكل وضوح علامات الرعب على وجهه وهم واقفين لا يدرون ماذا يفعلون او كيف يتصرفون من شدة الصدمة
فقال هيثم :
-يا الهي من فعل هذا ؟
وقال شادي محولا السيطرة على الموقف:
-اهدؤ ولنتصل بالشرطة حالا
اتجه سالم مسرعا نحو الهاتف وحين امسكه عقد حاجبية وقال :
-ان السلك مقطوع كيف سنتصل بهواتفنا المحموله ونحن نعلم انه لا توجد اشارة هنا
فقال حازم :
-اذن ليذهب احدنا بسيارته الى اقرب قسم شرطة
وكادو يتحركون لولا ان قال ادهم الذي ظل صامتا لفترة :
-ولما نذهب ؟لما نبلغ الشرطة اساسا؟
كانت بداية كل شيئ ونهايته كذلك
*** *** ***
((اجتمعوا في ذلك اليوم ..اليوم الذي لن ينسوه ما حيوا ..كان يوما عاديا ولم يكن احدا منهم ليتنبأ بما سينتهي بهم هذا اليوم ...هم مجموعة من الاصدقاء فرقتهم الطرق لكن لم ينسوا ان يجتمعوا معا يوما في السنة ليسترجعو ذكرياتهم وايام صباهم سبعة رجال هم الان بين 40-42 عاما وقد قرروا ان يجتمعوا اليوم على غير عادتهم او بالأصح دعاهم جميعا (عاصم) وهو احد اهم افراد المجموعة قائلا ان لديه مفاجأة لهم جميعا ...))
نظرو اليه مدهوشين وقال سالم :
-ماذا تعني؟
-اعني انهم سيشكون فينا نحن وسنتهم نحن وقد نسجن جميعا وانتم تعلمون السبب
قال احمد بغضب :
-ما الذي تقوله هل جننت بالطبع سنبلغ الشرطة ثم لماذا يشكون فينا ؟
فرد ادهم بغضب :
-الم تفهم ايها الغبي سيتم القبض علينا بتهمة قتله لأنه لا يوجد معه غيرنا في لحظة وقوع الجريمة وحتى لو كان القاتل شخصا من الخارج سنتهم شخص من ان لم يكن نحن كلنا اشتركنا في قتله ففي النهاية كلنا نملك دوافع لقتله
بمجرد ان انتهى من جملته كأن كهربة استاتيكية سرت في المكان قد كان محقا في كل كلمة قالها فرغم كل شيئ هم جميعا مرتاحين لموته فقد كان كل منهم يكره عاصم لسبب ما منها الابتزاز ومنها الدين ومنها الحقد على ثروته ومنها الكثير والكثير وجميعهم يعلمون هذا لكن حازم قال:
-هذا لا يمنع ان يكون القاتل احدنا بالفعل
فبتسم ادهم وقال:
-هذا هو المقصود جميعنا سنتضرر من هذا
فقال هيثم :
-لكن الشرطة ستكتشف الامر ان عاجلا او اجلا
رد ادهم:
-اجل لكن بيته في مكان بعيد عن المدينة وسيأخذ اكتشافه فترة نكون نحن فيها قد ابتعدنا عن الشبهات
نظرو لبعضهم البعض وقد بدأ الرضا يتسلل الى اعينهم وقد لاحظ ذلك شادي فقال بغضب :
-انتم تمزحون لا يمكن ان نفعل هذا
لكنه قُوبل بالصمت وقد فهم ما يعنيه الصمت فنظر اليهم وقال فالتفعلو ما تشائون لكني لن اشترك بهذا وتركهم ورحل فقال ادهم :
-لم اكن احبه ابد
فقال حازم بحزم :
-اخرس يا ادهم فلنخفي هذة الجثة وننتهي من هذا الامر
وعلى هذا اجتمعو وكذلك فعلوا فكانت البداية في ذلك اليوم تفرقو عازمين على عدم رؤية بعضهم ابدا مرة اخرى ....
*** *** ***
استيقظ شادي على صوت الهاتف وهو يرن دون توقف فامسك الهاتف وضغط على زر الاجابة ووضعه على اذنه فسمع صوت متلهف يقول :
-شادي اخيرا هل علمت ان سالم قد مات البارحة مقتولا
صدم شادي للخبر حتى انه صمت قليلا ثم قال :
-ماذا تقول يا هيثم هل تمزح ؟
-وهل يوجد مزاح في مثل تلك الامور ثم انه ...انه
-انه ماذا ؟
-اعني انه قتل بطريقة بشعة ..بشعة جدا يا شادي
-لا حول ولا قوة الا بالله ماذا تعني ببشعة ؟كيف مات؟
-لقد حُرق حيا بعد ان تم تعذيبه هكذا قالت الشرطة
-يا الهي ياللبشاعة لكن لماذا؟ من يكرهه لهذة الدرجة؟
-لست ادري لكن العزاء اليوم في تمام الخامسة مساء
-حسنا اذن سأخضر هل يعلم الباقون ؟
-نعم وهم اتون ايضا
-حسنا الى القاء
هكذا اغلق الخط وهو غير مصدق لما سمع لا يصدق ان سالم قد قتل لماذا؟
وقفوا جميعا في العزاء والحزن يعلوا وجوههم او هذا على الاقل ما يراه من يراهم وبعد ان انفض العزاء وقفوا متجمعين وهم يتحدثون عن سالم فقال هيثم:
-لقد سمعت من انه كان يهذي في اخر ايامه عن اشباح وظلال تطارده انتم لم ترو تلك الجثة المحروقة بالكامل يالهي لقد كان منظرا مريعا
نظر اليه ادهم بشك وقال:
-كيف علمت كل هذا؟
نظر له هيثم ثم قال بسخرية مريرة :
-لأني اسكن في الشقة المواجهة لشقته
هنا رد ادهم بطريقة تخلو من الادب:
-اي كان فليمت من يمت انا لا يهمني الامر لا ادري لماذا جئت اساسا
ثم اشار لهم بيده وهو يستدير ليرحل قائلا:
-لا تتصلو بي لهذة التفاهات
ثم اختفى عن الانظار فقال احمد :
-ذلك الحقير كيف يقول هذا عن صديقه
رد شادي :
-انه دائما هكذا على اي حال
وقال حازم:
-انا لا ارى سببا لوقفتنا هذه فقد مات بالفعل ماذا يمكننا ان نفعل انا ذاهب ايضا
وقد نفذ ما فعل بعدها حيا الثلاثة الاخارون بعضهم ورحلوا .....
بعد تلك الحادثة باسبوع كان ادهم عائدا الى شقته بعد ان انهى سهرة في احد النوادي الليليه كانت السلالم مظلمة وهو لا يكاد يرى شيئا تقريبا وفجأه شعر بشيئ يجذبه الى اسفل ولم يستطغع المقاومه ووجد نفسه يهوي وهو يصرخ مستنجدا ...
-اااااااااااااااااااااااااه
صرخ بها احمد مستيقظا بعد ان راَى كابوسا ووضع يدة على رقبته وهو يشعر بالألم لكنه شعر بسائل دافئ على يده ففزع ونظر الى يده ليجد الدماء تغرق يده فأسرع نحو مفتاح الاضأه و نظر الى المراه ليجد جرحا قبيح المنظر عليها فنظر الى انعكاسه ليرى الرعب باعتى علاماته على وجهه ونظر حوله في الشقة خائفا هل معه احد ؟ اذا من سبب ذلك الجرح؟.....
تلقى شادي اتصلا وجد ان المتصل هو ادهم فاستعجب لذلك واجاب المكالمة ليسمع :
-اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
صرخة مدوية تصم الاذان صرخة الم صرخة رعب صرخة تغلفها الدماء ففزع وقد علم ان صاحب هذة الصرخة هو ادهم فقال صائحا:
-ادهم ..ادهم رد على هل انت بخير ؟ ادهم
لكنه وجد ان الخط قد اغلق فهب واقفا واسرع يعدو نحو باب منزله و خرج منه ثم ركب سيارته واسرع بها نحو منزل ادهم والذي لم يكن بالبعيد
ظل يقرع الجرس ويدق الباب حتى لم يعد يحتمل فحطم الباب ودخل ليجد امامه في صالة المنزل ابشع منظر راَه في حياته حتى انه انتحى جانبا ثم تقيئ فقد راَى جسد ادهم مقيدا الى كرسي بإحكام ويوجد العديد من الجروح على جسده ثم جرح ضخم في صدره هو سبب الوفاة على الارجح لكن هذا لم يكن سبب اشمئزاز شادي بل ما حدث لوجهه حيث انه هناك من قام بخياطة كلتا شفتيه معا وقد بدا واضحا بتلك الخيوط المغروزة في اللحم والمتداخلة فيه لم يكن فمه فقط بل وايضا جفنا كلتا عينيه تمت خياطتهما ليصبحا مغلقتين اما اذنه فكان سيل من الدماء ينهمر منها لم يملك مع هذا المنظر الا مغادرة الشقة مسرعا وهو يشعر بالغثيان الشديد والدوار لكنه تماسك حتى اتصل بالشرطه ثم جاءت الشرطة وتمت الاجرائات المعتاده وحين سمحوا لشادي ان يعود الى بيته كان محطما مما رأه لما يحدث لأصدقائه هذا انهم يقتلون واحدا تلو الاخر ربما يكون هو القتيل التالي كيف بدأ شيئ كهذا ؟ فكر قليلا ثم لم يدر متى لكنه خلد الى النوم .......
كان هيثم حين سمع ذلك الخبر اصابه الرعب لم يعد يحتمل هذا الشعور بأنهم هم المقصودون بذلك الموت لكن لماذا ماذا فعلوا كانت حالته النفسية تسوء يوما بعد يوم حين دخل في يوم الحمام ليستحم وبينما هو يستحم شعر بحركة خلف سيتار (الدش) فأزاح الستار ببطء وخوف ليجد على المراة وببخار الماء مكتوب :
"انت التالي"
كان هذا كفيلا بإفقاده صوابه لقد اصبح الان متأكدا لكن ماذا يفعل وبمن يستنجد ....
حازم لايزال كعادته يعمل الى وقت متأخر على الحاسوب في مكتبه حين شعر بحركة خارج الغرفة فاستعجب قليلا خصوصا وانه يعيش وحيدا قرر الخروج بهدؤ فربما يكون لصا هكذا خرج من المكتب نظر حوله فلم يرى احدا حين سمع صوت ارتطام في غرفة مكتبه التي كان بها فأجفل وفي نفس الوقت سمع صوت اتيا من غرفته هنا بدأ الرعب يسري في جسده واتجه نحو غرفته ليجد ان كل شيئ طبيعي فأضاء النور حين قرر انه قد عمل لوقت طويل وانه يجب ان ينام بدل ملابسه ثم اغلق النور واستلقى على فراشه ثم اغمض عينيه محاولا النوم حين شعر بحركة ففتح عينه ليجد شخصا واقفا امامه فانتفض فجأة وارتجف جسده برعب بعد ان اعتدل لكنه لم يجد احد لكن الان اصبح النوم مستحيلا .....
كان شادي جالسا على الاريكة يحاول التفكير فيما يحدث له بعد ان تغيب من عمله اليوم حين سمع طرقات قوية على الباب ولا تكاد تتوقف فاتجهه نحوه وهو يتسائل من الطارق وبمجرد ان فتح الباب اندفع كل من هيثم واحمد وهما يلهثان بقوة نظر اليهما شادي ليجد ان حالتهما مزرية هذا لحيته نامية والاخر بملابس غير نظيفة فسألهم :
-ماذا بكما ؟ ثم لماذا انتما هنا؟
نظرا لبعضهما ثم قال هيثم بجنون :
-الم تفهم بعد نحن مطاردون نحن المقصودون بهذا الموت الم تحدث معك احداث غريبة ؟
هز شادي رأسه نفيا فقال احمد :
-لقد وصلتني رسالة تقول (انت التالي) الا تدرك افراد مجموعتنا يقتلون واحدا تلو الاخر
ثم اشار الى عنق هيثم وقال:
- انظر
نظر شادي ليرى جرحا بشع المنظر على رقبة هيثم فقال:
-ياالهي من فعل بك هذا ؟
-لقد حدث وانا نائم فلم اره لكني متأكد من انه هو
نظر اليه شادي بدهشة وقال:
-هو من ؟
-انها روح عاصم انه ينتقم منا لما فعلناه به
رد شادي :
-لا تكن سخيفا عاصم قد مات وانتم دفنتموه بأيديكم
-انه هو انت الذي لا تدرك الامر بعد الم ترى ما فعله بادهم نحن سنلحقه بالتأكيد
صمت شادي قليلا ثم قال :
-لقد بدأ كل شيئ من هناك كل شيئ بدأ في ذلك اليوم الذي اجتمعنا فيه كان هو اول من مات لكني حينها لم اسأل نفسي لما قتل ماذا كان الذي سيفاجئنا به ذلك اليوم ..لابد ان نذهب الى هناك لنعلم ما الذي يحدث ...
هاهم يقفون امام الفيلا الخاصة بعاصم كانت الساعة الان الواحدة بعد منتصف الليل كان كل منهم خائفا لكن لا مفر دخلوا الفيلا ثم قال شادي:
-علينا ان نتفرق للبحث عن اي شيئ انا سأبحث في المكتب بينما ابحثا في باقي الاماكن
اومأ برأسيهما واتجه كل منهم في اتجاه صعد شادي الى غرفة المكتب واخذ يعبث بها قليلا ثم انه وجد ملفا بين بعض الاوراق ففتحه واخذ يقرأ تلك الاوراق و..............
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro