Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل عشرون

مرحبا قرائي الغالين

فصل جديد استمتعوا به 

*


كثيرا من الأبواب تضيع مفاتيحها منا

نحن لم ندرك في وقت أهملنا الأبواب و مفاتيحها أننا سوف نحتاج لفحتها بشدة

أبدا لم ندرك أننا سوف نجلس على عتباتها نبكي بأصوات مجروحة

سوف نطرق بقوة و لأن المفاتيح ضاعت لن نجد من يفتحها لنا

علمت أن اليوم هو موعد جلسة الطلاق بين ميوك و سونغ هون

لم أملك الجرأة الكافية للذهاب إلى هناك كما كنت أفعل من قبل

لكن امتلكت في قلبي مشاعر أرغمتني على الذهاب و الوقوف بعيدا مراقبا وصولها ثم مغادرتها

أنا فقط كنت أود رؤيتها ، ضمها و رميي بحضنها و لو وقعت بعدها لن يهم أبدا

كانت تردي ثوبا أسود رغم بساطته لكن بدت أنيقة للغاية و أنا وجدتني أرسم بسمة على شفتيّ ، كأنني أنسى كل همومي عند رؤيتها أو ألمح طيفها و لو لم يكن حقيقيا

التف حولها الكثير من المراسلين من جرائد مختلفة لكنها فقط غطت عينيها بنظرات سوداء و تركت شعرها الذي بات قصيرا حرا طليقا يحاول تغطية بعضا من ملامحها الجميلة

الملامح التي كفت عن رسمها بقوة و قسوة ، لم أرها يوما قوية ولا حتى قاسية القلب

كانت الأكثر ضعفا و قلبها أكثر قلب لمست الحنان و الطيبة به رغم ما حدث بيننا ، رغم سوئنا عندما اجتمعنا

لا أبرر لها كما لا أبرر لنفسي الخيانة ، لكننا كنا مع أشخاص لم يستحقوا الوفاء و لو أن الخيانة فعل مشين للغاية

تعدت جموع المراسلين بدون أن ترد على أي أحد لتستقل سيارة أجرى انتظرتها منذ وصلت ثم غادرت تحملها و سونغ هون الذي خرج بعدها وقف و بجانبه وقفت ابنته

انتظر أن يقترب منه المراسلون و بالفعل فعلوا فتحدث لكنني فقط شغلت محرك سيارتي و غادرت موقف المحكمة

بالتأكيد الطلاق حدث و هو الآن يحاول أن يلمّع من جديد صورته

يعتقد أنه بابعاد ميوك من حياته سوف يعود كل شيء لما كان عليه ، فقط لو كانت أمتنا أمة تفكر بعقولها كانوا أدركوا أن ميوك هي الضحية و سونغ هون هو السيء في القصة

ميوك كانت ضحية منذ بداية حياتها حتى هذه اللحظة

لم يقترب منها شخص إلا و استغلها

اتجهت نحو المستشفى فاليوم داي سوف يتلقى آخر جرعة دواء من العلاج الكميائي قبل العملية

علي أن أكون بجانب عصفوري الصغير ، على يدي أن تمسك بكفه و أخفف عنه ألامه ثم لاحقا سوف أدفن كل ما يمكن أن يحزنه و يتعبه قهرا ، فليشفى فقط و أنا سوف أنسى ما مرّ و لن أتذكر في يوم أنه ليس من صلبي

وصلت هناك فسارعت بركض نحو غرفته لكن قبل أن أفتح الباب عندما وصلت هناك أنا تنفست أنظف صدري من تعب الركض اليه

هذبت أنفاسي تلك ثم وضعت كفي على المقبض و فتحت الباب و قابلني داي بابتسامته المتعبة كما تعود أن يفعل في الأيام الماضية

بادلته ببسمة مجروحة لأجله

" عليك أن تعذر والدك لأنه تأخر عليك "

" لا بأس ... المهم أنك أتيت أبي "

عندما يقول أبي و يمد كفه الصغيرة نحوي هناك سلام يحل على روحي ، على الأقل لوقت قصير بينما هو في حضني

متجاهلا والدته الجالسة على المقعد الموضوع على الجانب الآخر من سريره أنا تقدمت و أمسكت بكفه أقبلها ثم جلست جانبا لأضمه لي فتمسكت كفيه بسترتي و أسند رأسه على صدري

ابتسمت و منعت دموعي فابني ترجاني ألا أبكي مرة أخرى

قبلت رأسه و في تلك اللحظة طرق الباب ثم فتح من طرف الممرضة و التي عندما شعر داي بوجودها تمسك أكثر بي و همس

" أبي لا أريد "

أبعدته عني و هي تحدثت 

" سيد بارك علينا أن نجهز داي من أجل العلاج "

رفع نظراته نحو نظرتي لتعبس شفتيه و تهاجمه الدموع فوضعت كفيّ هذه المرة محتضنة وجنتيه

" ابني أنا رجل ... الرجل يتحمل الألم و أنت سوف تعود لتكون رجل والدك  "

أومأ مرغما فابتعدت عنه و تركتها تجهزه و بعدها أنا من حملته و سرنا خلفها نحو غرفة العلاج المعقمة ، خلفنا سارت دانبي التي كلما تواجدت التزمت الصمت

صمتها في هذا الوقت هو أكثر شيء ممتن أنا لها عليه

*

في مجتمع قاسي و أعمى سوف تكون الضحية هي المخطئة و الآثم مجرد شخص تم خداعه

وقفنا أنا و سونغ هون في المحكمة

لم أستعن بأي محامي و لم أهتم لما سيقوله هو عني حتى يخرج بصورة الرجل المخدوع

أظهرني بصورة المرأة السيئة و الطماعة

لا أنكر طمعي ولا استمتاعي بالبذخ الذي جعلني أعيش فيه لكن في الوقت نفسه أنا لم أتزوج به لأجل ماله

أنا كنت فتاة مجروحة سرقت منها هويتها و هو وقف و مد كفه نحوي و أخبرني أنه مستعد لنسيان الماضي السيئ

قال أنه سوف يصنع لي هوية جديدة و يقول أنني يابانية أحبته و فضلت البقاء معه ليكون ولاءها لكوريا

و عندما انكشف كل شيء غير جلده كالثعبان و قال أنني كذبت عليه ، أنني كنت مجرد صائدة ثروات

كل هذا حتى لا أحصل على الحقوق التي يمنحها لي القانون و أنا عندما سألني القاضي أخبرته أنه صادق

أنا سيئة ولا حق لي في الحصول على أكثر ما أخذته بالفعل منه

حصلنا على الطلاق في هذه الجلسة و كل منا غادر نحو حياته التي يريدها

أنا أخذت جزائي و عوقبت بشدة لكن سونغ هون لا زال يتلاعب بالأمة ، لا زال سيء و يريد الحصول على هذا الوطن لأن جشعه لن يأتي يوم و ينتهي فيه

أسندت رأسي على نافذة سيارة الأجرى و السائق الذي اصطحبته معي كان من البلدة القريبة من بيتي

هو عندما رأى ما كان في هذا المكان تعرف عليّ فكان بين الحين و الآخر يحدق بي من خلال المرآة

انتبهت له لكنني فضلت تجاهل فضوله حتى لم يتمكن هو من تجاهله و تساءل

" سيدة ميوك ... هل يمكنني سؤالك ؟ "

لكنني اختصرت عليه الكلام و أجبت مباشرة

" أنا هي ... أنا تشو ميوك "

ثم ابتسمت بسخرية و نفيت

" بل كنت تشو ميوك زوجة تشو سونغ هون الذي ترشح ليكون رئيسا للبلاد ، أنا ميوك التي سرقت منها هويتها ، ميوك التي أستخدم جسدها ضد هذا الوطن ... الفتاة التي طردت و أهينت ، استُغِلَت و باتت لا تملك شيء سوى اسمها ، اسمها فقط "

قلتها بعيون تجمعت فيها الدموع ثم رفعت نظراتي نحو المرآة و رأيت نظرته الآسفة ، رسمت بسمة رغم الألم و سألته

" هل ستخبرهم عن هويتي سيد مين ؟ "

عندها نفى و عاد ينظر أمامه نحو الطريق ليرد

" لا أرك سيئة ولا حتى مخطئة ... كان لي أخت مرت بذات ظروفك ثم أعادوها لنا بعد الحرب "

فوجدتني أستفسر عن مصيرها بألم

" هل طردتموها ؟ "

لكنه نفى و رد

" كانت مريضة للغاية و أمي كانت كل يوم تجلس منتظرة عودتها طوال سنوات بُعدها عنا ، لم نستطع تركها و في المقابل لم نستطع اخبار الناس أنها عادت "

" اذا هل عاشت ميتة ؟ "

" بل ماتت و هي لا زالت تعيش في قلوبنا "

قالها و خصني بنظرة من خلال المرآة ، أغمضت عيني فنزلت دموعي و عدت أستكين في مكاني ساندة رأسي على النافذة ، لما لم أمت مثلها ؟

بعد وقت وصلنا للمنزل فأوقف السيارة و أنا فتحت الباب حتى أنزل لكنه بسرعة نبس اسمي

" سيدة ميوك ... أنا لن أخبر أحد عما رأيت ، كوني مطمئنة سوف تعيشين في هدوء هنا فلا أحد من أهل البلدة مهتم بما يحدث في العاصمة "

" ممتنة لك "

قلتها ثم نزلت و أقفلت الباب و سرت نحو بيتي بتعب ، شغل محرك سيارته و غادر و أنا جلست على احدى الدرجات الخشبية و التفت للبحر العالية أمواجه

لقد بت حرة من كل قيد كان يحبس أنفاسي لكنني وجدتني مرة أخرى مقيدة بأغلال الذكريات السعيدة ، الذكريات التي تؤلمني بشدة عندما أبكي لوحدي

تلاعبت الرياح بخصلات شعري ثم سمعت صوت الهاتف يرن داخل المنزل

أدري أنها سونا تريد الاطمئنان على حالي و لهذا أنا استقمت بدون مماطلة و دخلت ، وضعت الحقيبة على الأريكة و اقتربت من طرفها لأجلس و أتناول السماعة مجيبة

" مرحبا "

" ميوك لما لم تمري ؟ "

" أريد البقاء لوحدي سونا "

" إلى متى فقط سوف تبقين لوحدك ؟ ... سوف آتي "

فقاطعتها بسرعة

" لا تأتي ... أنا بخير سونا ، أنا أشعر بالحرية أخيرا و لكن بعض الأمور تؤلمني "

" هذه الأمور متعلقة ببارك ؟ "

" ليست متعلقة به وحده ... أرجوك سونا لا يمكنني الحديث فهلا أجلت ذلك لوقت لاحق ؟ "

" كما تريدين ميوك ، عندما تشعرين أنك في حاجة لوجودي معك اتصلي بي و سوف آتي "

" سوف أتصل قريبا و أحضري معك ييجي "

" حسنا ... اهتمي بنفسك و كوني بخير ، انسي ما مرّ فالحياة أمامك "

لم أجبها لتقفل هي و أنا وضعت السماعة في مكانها فوقعت نظراتي على علبة السجائر التي كانت بقرب الهاتف

أبعدت كفي عن السماعة و قربتها منها بارتجاف ، أغمضت عينيّ و مرّ كل شيء أمامي بسرعة فعاودت فتح عينيّ و أخذت العلبة ، فتحتها و سحبت سجارة ثم أخذت القداحة و أشعلتها بينما أضعها بين شفتيّ

سحبت أنفاسها و عندما حاولت طردها خارج صدري سعلت بقوة لأضع كفي على صدري

خرج الدخان فسارعت برفع نظراتي نحوه ، لقد رأيت ملامحه خلف ذلك الدخان ، ابتسمت بألم و دموع في عينيّ ، انتظرت أن ينقشع الدخان و تتضح ملامحه أكثر لكن حتى ملامحه اختفت فسارعت بوضع السجارة ثانية بين شفتيّ علني أتمكن من رؤيته أكثر وضوحا هذه المرة

لقد لجّ بي الشوق إليه فدفعني نحو الجنون

*

نحن حتى لو دفنا دموعنا بين الجفون سوف تغادر بلحظة سهو

و إن تظاهرنا بتحمل الألم سوف نئن عندما يفوق احتمالنا ذلك الألم

طوال الوقت شدّ داي بقوة على كفي و أنّ بخفوت ثم بكى بصمت

أما أنا فقد كنت مجبرا على الصلابة و عندما نام أخيرا و خفت آلامه جراء المسكنات انهرت

جلست خارج غرفته على أحد المقاعد و بكيت بصمت كالجبال عندما تحفر الدموع الأخاديد على صخورها

إنها أوقات صعبة للغاية ، إنه صغير و يجبر نفسه على التحمل ، يشد بقوة على كفي كلما اشتد به الألم و يحاول رسم بسمة مع الدمعة التي تغادر عينيه

غادرت المستشفى غير قادر على البقاء فيه و تصديق أن داي متعب لهذه الدرجة ، كأنه كابوس كلما حاولت الاستيقاظ منه أعادتني الأيادي اليه بقوة من جديد

صعدت السيارة أقفل الباب بقوة و على المقود شددت بكفي

أنا أحتاجكِ ميوك ، أحتاج أن تعيريني صدرك و حضنكِ ، أن تتفهمي سوئي و تخبريني أن مرض داي ليس عقابا لي بل امتحان سوف أجتازه بنجاح

عصف قلبي حنينا لها فوجدتني أسير بجانب الشمس التي تسير نحو الغروب على طريق ذلك المنزل الذي ضم آخر ليلة بيننا ، المكان الذي تنازلت عنها فيه للزمن فكانت أول صفقة خاسرة أخوضها من بعد سنين طويلة

و حال السماء لم يكن أحسن من حال صدري ، تدججت بالغيوم المظلمة و التي زادت الغروب وحشة كلما توغلت في الطريق أكثر ، بكت كما بكت عيوني و كانت دموعها غزيرة رفضت التوقف رغم توقفي أنا قريبا من المنزل بعد وقت طويل حاولت التراجع فيه و العودة

لم أتمكن ، أنا كنت أتوق لرؤية عينيها و لو كانت باكية سوف تكون كفي كفيلة بتجفيف ما تحتها

أخذت المظلة السوداء التي تعودت الاحتفاظ بها في السيارة ، فتحت الباب لأنزل ثم فتحتها واقفا تحتها بينما أحدق بمنزلها و بالنور الخافت الصادر منه

تقدمت بخطوات هادئة و خائفة من صدها لي ، من رفضها لي و صراخها بي أنها ما عادت تحبني

لكنني تعودت دحض خوفي ففعلت المثل الآن حتى وقفت أمام الباب ثم رفعت كفي و طرقته بهدوء

في البداية لم تستجب لي فكررت فعلتي و طرقته من جديد و هذه المرة بقوة أكبر من المرة السابقة حينها سمعت بعض الأصوات خلفه و بعد برهة فتح الباب و ظهرت من خلفه حبيبتي المجروحة

كانت مبعثرة الهيئة وجهها مليئ بالدموع و بكفها التي بان عليها الارتجاف ، بين أناملها تحمل سيجارة تكاد تحرقها

أسندت كفها الثانية على الباب الذي تمسكه و رسمت بسمة على ملامحها التعيسة لتهمس

" في النهاية باتت ملامحك أكثر وضوحا عندما ابتعد دخان السجارة "

فاجأني قولها لكن فاجأني فعلها عندما تركت السجارة تقع ، تركت الباب و اقتربت مني لتضمني بقوة عندما ضمت رقبتي بذراعيها و رفعت نفسها على قدميها الحافتين

" أرجوك لا تختفي "

*

وقفت أمام الأريكة و المدفئة المطفأة محدقا في الأرض التي كانت مليئة بأعقاب السجائر المحروقة

أبعدت نظراتي تلك من على الأرض و حدقت بها هي التي جلست على الأريكة و وضعت كفيها بحضنها

المكان بارد و هي لا تتجول سوى بذلك الثوب الخفيف

الأرض مليئة بالسجائر و أنا لم أنسى ذلك اليوم عندما أخبرتني أنها سوف تدخنها حتى ترى ملامحي خلف دخانها

شعرت بالعجز أمامها ، إنها تحتاج حضني تماما مثلما أنا في حاجة حضنها

هي لم تقل شيء و لم تحاول حتى أن تنظر الي منذ أدركت أنني حقيقة و لست فقط ملامح باتت أكثر وضوحا

أبعدت سترتي عني لأبقى بقميصي الأبيض ، وضعتها على كتفيها فلم تتحرك و لم تواتي بفعل شيء حتى لو كان رفضي

رفعت أكمام قميصي عندما التفت و اقتربت من المدفأة ، كانت فارغة من الخشب و ما بقي فيها فقط رماد

انزعجت بالفعل و شعرت كم أن بقائها لوحدها يؤذيها أكثر مما تظهر

جلبت الحطب من غرفة المخزن الصغيرة خلف المنزل و عدت ، وضعته في المدفأة ثم أشعلتها بعد وقت من المحاولات

تصاعدت ألسنة النيران داخلها و تصاعدت أصوات أنات الخشب فوقفت لأضع كفي بجيوب بنطالي و هي حدّ هذه اللحظة لم تقل شيء ... إنها لا تشبه أي امرأة عرفتها من قبل

التفت ناحيتها لأشعر فجأة بالغيض منها عندما وقعت نظراتي من جديد على أعقاب السجائر فقلت بتهكم 

" هل كنت تحاولين أذية نفسك ؟ "

حينها فقط رفعت رأسها ، رفعت نظراتها و رأيتها تشد بأناملها على سترتي عليها لترد بكل هدوء

" كنت أحاول رؤية وجهك "

لا أدري فعلا ما الذي يمكنني قوله في هذه اللحظة لكنها شتتت كل الكلام الذي حاولت حفظه و أنا في طريق لها

نفيت بينما أبتسم بسخرية غاضبة ثم سرت أدوس أعقاب السجائر و جلست بجانبها ، ضممت كفيّ معا و التفت أنظر اليها جانبيا هي من تحدق بالنيران

" ميوك "

لكنها قاطعتني بسرعة متسائلة

" كيف حال داي ؟ "

التفتت تحدق بعينيّ و أنا هربت بسرعة من عينيها ، تعودت رؤيتي قويا و أنا في هذه اللحظة شعرت بضعف كبير

" ابني مريض للغاية يا ميوك "

" إنه صبي نقي و سينتصر في النهاية مهما كان مرضه خطير "

من جديد عدت أرفع نظراتي لها و تساءلت

" هل تعلمين عن مرضه ؟ "

" أخبرتني سونا ... لقد حزنت لأجله "

" ألم تعتقدي أن هذا جزائي جراء ما فعلته بكِ "

" داي ليس له ذنب ... فعلتك أيضا لم تؤذيني ، على العكس حررتني مما كنت فيه "

قالتها و استقامت لتترك سترتي بحضني و اقتربت تدوس أعقاب السجائر بأقدامها الحافية و وقفت أمام المدفأة تضم نفسها

وقفت و تقدمت أقف خلفها و حينما رفعت كفي لأحطها على كتفها هي نبست

" إن أتيت إلى هنا حتى تعتذر فلا تتعب نفسك "

قالتها فأبعدت كفي لأشد عليها و هي التفت ترسم بسمة ، لقد جاهدت حتى تمكنت من فعلها بدون أن تبكي

" أنا لا أحمل تجاهك أي ضغينة ، ليس هناك ما تعتذر عنه "

ما تقوله غير معقول ، لو أنثى أخرى مكانها كانت ناحت و نددت بما فعلت ... هل تسخر مني أم هي هكذا بالفعل ؟

" ميوك أنا ... "

" قد لا تصدقني و لكن أنا لا أكرهك ، على العكس لا زلت أحمل في قلبي لك ما لم أحمله لبشر من قبلك ، حتى لو أن ما قمت به بدى لك فيه أذى لي فأنا لا أراه كذلك أبدا "

" هذا كلام غير صحيح "

" بل إنه صحيح ... ضننت أنه بفعلتك هذه سوف تجرحني حتى أكرهك عندما ترحل و أنا أتفهم موقفك ، كان الوقت قد حان لترحل "

حينها شعرت أن قلبي هاجت دقاته و اقتربت منها أمسك ذراعيها بكفيّ ، حدقت بعينيها و نبست

" لقد ندمت على رحيلي ... اكتشفت أنني أحبكِ ميوك ولا يمكنني أن أكون بعد الآن مع امرأة إلا أنتِ "

ابتعدت عن كفي و سارت بعيدا لتتوقف ثم التفتت ترد

" لقد فات الأوان ... "

" لم يفت بعد و أنا سوف أمد لك يدي حتى تسامحيني و تعودي لي "

مددت يدي بالفعل لها و هي فقط حدقت بها و عينيها امتلأت بالدموع لتنتشر الحمرة بهما ثم ارتجفت شفتيها تحاول منع شهقاتها من الخروج ، رفعت ذات النظرات نحو عينيّ

" حتى لو أنكرتِ أن ما قمت به لم يؤذيكِ أنا سوف أستمر بالاعتذار منكِ ... سوف أحاول اصلاح الخراب الذي خلفته "

أغمضت عينيها و هربت دموعها بسرعة لتعاود فتحها و نفت ترفض الصلح بيننا

" لا يمكنني ... لقد بت مستنزفة ولا يمكنني أن أقدم لك أي شيء بعد الآن "

التفتت تحاول الهرب من أمامي لكنني بسرعة تبعتها ، ضممتها من الخلف عندما ضممت رقبتها و كتفيها بذراعيّ ، منعتها من تركي و هي بصوت مخنوق بكاء همست

" أرجوك ارحل ... "

و بألم أنا أجبت رجاءها

" أخبريني أن في بعدي راحتكِ و لن تريني بعد الآن "

حينها أبعدت ذراعي عنها رغما عني و التفتت ترمقني بنظرات غاضبة

" ارحل فابنك بحاجتك "

*

وصلت لقمة الهرم أخيرا بعد طريق طويل و عسير

حاولت ترتيب أحجاري لكن هناك حجر أبدا لا يريد البقاء في المكان الذي حددته له

إنه ما يعكر صفو فرحتي و سلطتي

حدقت أمامي بشرود فقال مساعدي الذي يجلس على أحد المقاعد المقابلة لمكتبي

" هل يملك نسخة من الملف الذي أتلفناه ؟ "

حينها نفيت ثم شددت على كفي بقوة

" ذلك الملف لم تكن له سوى نسختين ، واحدة بحوزتي أحرقتها و الأخرى بحوزة سونغ هون "

" اذا لابد أنه يحاول الانتقام منك عندما سلمه له سونغ هون "

" هل أنت غبي ؟ ... سونغ هون سوف ينتهي لو خرج هذا الملف للعلن ، تماما مثلي فنحن كنا شريكين "

استقمت و سرت حتى وقفت بجانب سارية العلم الذهبية التي يعلق عليها علم الدولة في مكتبي الرئاسي

أمسكت بطرف العلم ثم نبست

" ربما حان الوقت لكي نعاود التحالف مع سونغ هون ... و لما لا نجعله يقتل بارك و نتخلص من الاثنين ؟ "

فعكر حاجبيه و تساءل

" كيف ؟ "

رمقته بغضب و انزعاج ثم سرت و وقفت خلفه لأربت على كتفه بكفي

" حان الوقت حتى يعلم سونغ هون عن خيانة زوجته السابقة له مع بارك ... قدم له الصور التي التقطناها لهما ثم اجمع الدلائل التي تفيد أن سونغ هون هو مرتكب الجريمة بحق بارك و طليقته ... هكذا سوف نتخلص من الاثنين يا عزيزي "

قلتها مبتسما بانتصار بينما أرى أمامي بالفعل بارك ميت و سونغ هون يساق نحو منصة الاعدام

أبعدت كفي عنه و سرت من جديد نحو مقعدي لأجلس عليه و هو استقام

" متى التنفيذ ؟ "

" عرض آخر تقدمه لبارك و اذا رفض نفذ فورا "

" حسنا سيدي الرئيس "

*

ذليلة أنا بسبب ذنبي

لطالما كنت كذلك بسببه فحتى عندما كان يخونني كل ليلة لم أكن أعترض

و إن فعلت لن يرتفع صوتي سوى لدقائق معدودة ثم أعود لأحتمل و أصبر على ما أمر به مؤمنة بمقولة

" الجزاء من جنس العمل "

أنا من بدأ بالخيانة ، تزوجت به و أنا حامل بداي من علاقة لم أكن بوعي عندما أقمتها ، ليلتها كنت أرى بالرجل الذي كان معي تشانيول ، سلمته نفسي و اكتشفت لاحقا أنني حامل بعد أن سمعت أن ذلك الشاب توفي في مظاهرات نيسان 1960 م

احتفظت بسري و كنت أحاول بكل جهدي أن أسحب تشانيول لي ، ذهبت للفتاة التي كان يحبها ، انها نفسها زوجة صديقه دو كيونغسو ، أخبرتها أنني حامل منه فانسحبت بدون أن تبدي أي شيء له

كانت أفضل مني بكثير فهاهي تجازى بحياة هادئة و زوج يحبها عكس حياتي التي كانت عقاب و ذلك العقاب لا يزال مستمر ، بل و اشتد الآن عندما بدأ الموت يحوم حول ابني

بعد جلسة العلاج الكميائي تألم داي بشدة و لم يتمكن من النوم حتى حقنوه ببعض المسكنات القوية

ظل معه تشانيول يمسك بكفه حتى نام و بعدها انسحب ، هو يرفض أن يتحدث معي ولا زال هو يقرر كل ما يخص داي

إنه ابنه و أنا لا أعترض على ما يقوم به ، إنه ينتمي له أكثر مما ينتمي لي

لطالما كانت علاقتهما قوية و أنا لا يمكنني أن أجرحهما معا ... يكفي ما قمت به حتى الآن

لم أدرك كيف غفوت على مقعدي و بمكاني و عندما فتحت عينيّ كان الصباح قد حلّ و تشانيول عاد ليجلس على المقعد المقابل بينما يمسك بكف داي من الجانب الآخر فنظفت صوتي ثم استقمت ، دخلت حمام الغرفة و هناك غسلت وجهي لأقف أمام المرآة أنظر لوجهي

أنبتني بشدة ثم جففت وجهي و خرجت حينها كان تشانيول يقف بينما يدنو على داي قليلا ، يضع كفه على جبينه بينما يشد على كفه

اقتربت منه بسرعة لأضع كفي على ذراعه من الخلف و تساءلت بخفو

" ما به ؟ "

فرد بصوت مهتز خائف للغاية

" جسده بارد للغاية فجأة ، لقد ناديت عليه و لم يستجب لي كما يفعل عادة ... حتى وجهه شحب أكثر "

استقام بينما يمسك بكف داي و التفت لي و كرهت تلك النظرة بعينيه ، كانت نظرة خوف و انكسار قبل أوانه فنفيت مجيبة بدموع ملأت صوتي قبل عينيّ

" أرجوك قل أن ابني سيكون بخير "

" ابقي بجانبه سوف أستدعي الطبيب "

قالها و عاد يدنو اليه ، قبل جبينه بقوة و همس له

" أرجوك داي ... أرجوك ابني كن بخير "

ركض بعدها مغادرا و أنا وقفت عاجزة عن الاقتراب و لمسه ... شمس هذا النهار تبدو باردة و حزينة للغاية

*

الربيع يمر بسرعة و الأوراق الصغيرة تتحول لأخرى ميتة عندما يصيبها الخريف

عدت للمستشفى خالي الوفاض بعد أن كنت طامعا بسماع كلمة لوم أو حتى كره منها

هي قالت أنها لم تحمل الضغينة في قلبها لكنها قررت تركي و لن تتراجع عن قرارها

حتى لو لم تعترف هي كسرت على يدي ولا ترى أنني قادر على تجبير كسراتها

و أنا على وشك أن تنهار كل مدني و صروحي القوية

كنت أمسك بكف داي عندما فجأة شعرت أن حرارة جسده ليست طبيعية و بدأت تنخفض بسرعة

سارعت أستدعي الطبيب و الذي تغيرت ملامح وجهه ما إن أخبرته عن العوارض فركض و أنا ركضت خلفه

دخل الطبيب و اقترب من داي فوقفت بقرب المدخل أسند كفي المرتجفة على الاطار و عينيّ امتلأت بالدموع

أتى طبيب آخر و دخل بعد أن استدعته الممرضة و كانوا هناك فجأة يحاولون انعاشه بينما يضغطون على صدره

كان الطبيب ينادي اسمه بصوت عالي لكن صغيري عصفور هرب من قفصه الذي يحميه

داي قرر ألا يكون مني ولا يقبل الحياة التي أنوي تقديمها له 

كما أقف مكتوف اليدين وقفت دانبي هي الأخرى تضم كفيها معا و تبكي بجنون إلى أن ابتعد الطبيب و التفت ناحيتنا  بملامح آسفة فتركت نفسها تقع على ركبتيها أرضا

حدق هذه المرة بي و قال بصوت هادئ

" أنا آسف ... داي مات "

نفيت بينما أتمسك أكثر بالاطار ولا أصدق ما يقوله

" داي مستحيل أن يفعل هذا بي الآن "

قلتها و دفعت نفسي ناحيته فابتعد الطبيب من جانبه و أنا عندما وصلت بقربه ، حيث كان ينام مثلما تعود أسندت ركبيّ على الأرض ، أمسكت كفه و قبلتها و دموعي غلبتني لأترجاه

" أرجوك افتح عينيك ... ابني أنا أنت يا حبيبي ، لن أسمح لهم أن يؤذوك فقط عد لي "

لكن لا استجابة منه لي ، شفتيه شاحبة كما وجهه و جسمه كله بارد كالثلج ، حركته بقوة و هتفت بجنون

" داي لا تفعل هذا و إلا غضبت منك و لن أحدثك مرة أخرى "

شعرت بكفيّ الطبيب على كتفي و تحدث خلفي

" سيد بارك عليك أن تتقبل الواقع "

حينها أغمضت عينيّ شادا أكثر على كف ابني و خرجت من صدري صرخة هزت عروشي حتى انهارت و بات قلبي مدينة عمّها الخراب بعد أن كانت عامرة ... داي سرقته مني دانبي ثم الحياة و تركوني وحيدا يتيما بدونه

فكان للحياة فيه أكثر ما لي أنا فيه  


نهاية الفصل عشرون من

" المعارض - ارتواء " 

فصل آخر حزين و مأساوي لكن أتمنى أن مشاعره وصلتكم 

إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير أعزائي 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro