الفصل العاشر
مساء الخير يا الغاليين الي رافعة ضغطكم أنا و أبطالي
جديا أنا آسفة للناس الي سببلها العمل اكتئاب لكنها تفاصيله لذا تحملوه و تحملني أكثر أرجوكم و أنا مقدرة مشاعركم و الله سعيدة بوجودكم معي و دعمي منذ عدة سنوات
استمتعوا
*
ليس هناك انسان يستطيع العيش بدون أسرار
جميعنا نمتلك سرا يعيش في قراره أنفسنا
في اللحظة التي فتح بها الباب و رأيت نظرة سونغ هون نحونا
عندما شعرت بغضبه الذي لا يمكن أن يخمد إلا عندما يقدم على أذيتي أخبرتني أنها النهاية
هو إما علم بما أخبرتني به سوبين أو دانبي قررت أن تؤذي تشانيول و أخبرته
لكن ولا سرا من هذه الأسرار كان قد وصل إلى مسامعه
تنهدت بينما حدق نحو الخارج و لحظتها شعرت بلمسة كف سوبين التي اقتربت و همست بينما تنظر نحو السائق الذي بين لحظة و الثانية يرمي بنظراته نحونا
" لقد اعتقدت أنه سمعنا "
التفت و أول ما وقعت نظراتي عليه هي نظرات السائق نحونا ، وضعت كفي على كفها أربت بهدوء و أجبتها بهمس
" سوبين المكان ليس مناسب "
رفعت نظراتها نحوه هي الأخرى و أومأت متفهمة الوضع
" ترى من فعل هذا بأبي ؟ "
" لا أدري سوبين و لكن بالتأكيد لمنافسه يد بما حدث "
طالت طريقنا و قبل خروجنا لم أتمكن من رؤية تشانيول و لا حتى شكره عما فعله من أجلي
وصلنا للمنزل و خلدنا للراحة بينما سونغ هون لم نره من بعدها
مرت يومين بالفعل هو لم يتصل و لم يعد للمنزل بينما كانت الأنباء تتحدث عن كونه عميل و خائن في فترة الحرب الكورية اليابانية
أثناء ثورة الاستقلال
" المرشح تشو سونغ هون ، الرجل الذي كان قد ضمن المرور و حصد الكثير من حب الأمة له يواجه الآن حملة شرسة لمحاولة تقبيح صورته أمام العامة الذين يحبونه ... هناك الكثيرون ممن يقولون أن تشو سونغ هون كان خائنا و عميلا و هناك من يؤيده و يقول أنه كان عميلا مزدوج ، تطوع للعمل مع اليابانيين و لكن هدفه الحقيقي هو خدمة الثورة "
ابتسمت حتى ضحكت و نفيت في نهاية ضحكتي ، سونغ هون مقاوم و ثائر ؟ يا ل المزاح ، لا زالت الصحافة تلعب دور النظارة الشمسية التي تمنع أشعة الحقيقة من زيارة عيون الأمة
حتى لو أحرقت هذه الأشعة أنظارهم عليهم أن يفتحوا أعينهم و لكن مرة أخرى هاهو سونغ هون يحاول قلب كل شيء لصالحه ، السيد كانغ بدل أن يسقطه قدم له خدمة كبيرة على طبق من ذهب ، ما كان عليه أن يتحدث قبل أن يمسك دليلا ملموسا بيده
مددت كفي نحو المذياع و أطفأته لأستقيم و غادرت غرفة الجلوس نحو مكتب سونغ هون ، دخلت و أقفلت على نفسي هناك ، اقتربت من النافذة و وقفت قليلا مترقبة وصول سونغ هون لكن بدل وصوله رن الهاتف فالتفت نحوه
اقتربت منه لأرفع السماعة و حينها سمعت صوت مساعده ، السيد يو
" مرحبا "
" مرحبا سيد يو "
" سيدة تشو كيف حالك و حال الآنسة سوبين ؟ "
" نحن بخير لا تقلق و لكن أخبرني عن حال سونغ هون "
" السيد تشو في حالة سيئة "
" لقد استمعت للأخبار الآن يبدو أن الأمور بدأت تعود لصالحه "
" نحن نعمل على ذلك بجهد "
" أرجوك اهتم به و بصحته ... لا نريد أن يحدث له مكروه "
قلتها بينما لا أشعر بأي كلمة قلتها ، كان آخر همي حقا أن يحدث له شيء سيء
" لا تقلقي سيدتي و لكن السيد يحتاج أن يغير ثيابه و ليس لديه وقت حتى يعود للمنزل "
" فهمتك ... سوف أرسل له بعض الثياب مع سائقي "
" ممتن لك سيدتي "
وضعت سماعة الهاتف مكانها و رسمت بسمة كبيرة و التفت نحو اللوحة
إنها ليست سوى صورة رسمت لي بينما أرتدي ملامح أبدا ليست ملامحي ، علقت هنا لتزيد من تأكيد كذبة حبه لي
لا هو يحبني ولا أنا و لكن كنا نأخذ من بعضنا ما نحتاج له ، كنت أعطيه أكثر مما آخذ حتى جاء من جعلني أفتح عنيّ
أدركت بوجودي في حضنه أنني أستحق أكثر بكثير مما أسرقه من فتاة السعادة
اقتربت من اللوحة و أزلتها من مكانها ، فتحت الخزنة التي كنت أمتلك مسبقا نسخة أخرى من مفاتحها بعد أن نسي سونغ هون أخذها
كانت مليئة بالنقود و بعض المجوهرات النادرة ، أخذت بعض الرزم من النقود و لكنني تراجعت أن أخذ شيء من المجوهرات ، إنها ثمينة للغاية و ملك للدولة و في النهاية إن أخذت شيء سوف أقع بورطة لاحقا ، عندما يسقط الوغد سونغ
لكنني أخذت منها ما هو أهم من المال و المجوهرات ، أخذت ماضيه الملطخ بالدماء و المثقوب بالخيانات الكثيرة
أخذت الملف ذو الغلاف الأسود ثم أقفلت الخزنة ، غادرت المكتب مسرعة نحو غرفتي
جهزت له الثياب التي طلبها و أرسلتها له ثم أخذت حقيبتي و وضعت فيها الملف ، النقود و اقتربت من الهاتف ، اتصلت بسونبوك و اتفقنا أن نتقابل بعيادة الدكتور دو كما في المرة السابقة
" لا تتأخري سونا "
" حسنا سوف أغادر الآن "
" إلى اللقاء "
قلتها أقفل الهاتف و عندما التفت لأحمل حقيبتي طرق باب غرفتي ، تقدمت منه و عندما فتحته لم تكن سوى سوبين
" هل ستخرجين ؟ "
قالتها بينما تنظر لثيابي و حقيبتي فأومأت بينما أتقدم نحو الخارج و أقفلت باب الغرفة و هي مرة اخرى رمقتني بنظرات الرجاء
" لقد مرت يومان و لم تفعلي شيء "
كوبت وجنتها بكفي و حدقت بعينيها ، أشعر حقا بشعور مؤلم ، حزينة لأجلها و لندمها لاحقا كما أنني حزينة على ذلك الجنين الذي ليس له ذنب ... ذنبه أن أتى في وقت غير مناسب و كان ثمرة كذب و خداع ، كان ببطن أم تخاف أكثر مما تحاول أن تظهر شجاعتها
" الوضع كان سيء سومين ... ثم لا تخافي الآن سوف أذهب لمقابلة الدكتور دو "
توسعت عينيها و نفت بسرعة
" إنه طبيب معروف و سوف يعلم أبي بالأمر "
" لا يمكننا أن نخاطر بصحتك و حياتك سوبين ثم كوني مطمئنة ، الدكتور دو من المستحيل أن يفشي أسرار مرضاه و أنت سوف تدخلين عيادته كمرافقة لي في السجلات و كل شيء، سوف أكون أنا المريضة "
زال بعض القلق من عينيها و كانت مضطرة للقبول
" حسنا ... أساسا ليس لدي غيرك من يمكنني الثقة به "
غادرت نحو غرفتها لتقفل على نفسها و أنا فكرت كثيرا في جملتها الأخيرة
لا يهم مهما كان سوف أقوم بشيء أرى أنه صحيح ، لا يمكنني حماية روحين لكن يمكنني حماية روح واحدة
*
نحن كبشر بحاجة للبقاء على قيد الحياة
مهما كلف الأمر و مهما كانت النتائج المندرجة عن محاولاتنا
أنا لم أقل أننا ملائكة و الملائكة لا تعيش على الأرض
نحن بشر فينا الكثير من النواقص و نميل آذاننا للشيطان
لسنا منزهين فحتى من عاشوا بالجنة تم اغراءهم بتفاحة الخلد
الخلد الذي اختلف كثيرا منذ ذاك الزمان إلى زمننا هذا
كانغ جونغ سو حاول التلاعب بالمعطيات التي أخبرته عنها منذ فترة من وراء ظهري اعتقاد منه أنني و سونغ هون بتنا حليفين حقا
لقد خرب مخططاتي و أحرق واحدة من أوراقي الرابحة
تلك الورقة كانت تحتاج للدلائل ليس فقط كلام سوف يجد من يحوره ليجعله في مصلحته
حملت سماعة الهاتف و أجبت بتعب
" نعم "
" السيد كانغ جونغ سو يطلب مقابلتك "
تنهدت مقلبا عينيّ ثم سحبت قليلا ربطة عنقي أفكها قليلا مجيبا مساعده
" متى ؟ "
" بعد ساعتين في المكان المعتاد "
وضعت السماعة في مكانها محدقا أمامي ، مرت يومين شعرت أنني في حرب طاحنة
كل عملي الذي قمت به هدمه كانغ في لحظة طيش و غيرة
انقطعت عن المنزل و عن كل شيء
حتى ميوك جا لم أرها و لم أتواصل معها ، لا أدري حتى كيف هي الظروف التي حولها
حملت القلم و نقرت به على الورقة البيضاء و فكرت
" أحتاج لرؤيتها قريبا جدا ... علي أن أحصل منها على كل ما أحتاجه للقضاء على سونغ هون فعلا هذه المرة "
رميت القلم على الطاولة و استقمت لأحمل سترتي بعد أن قررت الذهاب للمنزل ، أغير ثيابي و أذهب لموعدي مع كانغ ، أفكر فقط كيف لعصبة من الرجال الحمقى أن يحكموا البلاد
إنها طموح لا تناسبهم بتاتا ، مجرد رجال فارغين تم زرعهم في أماكن ليست لهم
غادرت مكتبي و عندما وقفت أمام سيارتي و شرعت بفتح بابها بالمفتاح سمعت صوت جين هون خلفي
" سيدي "
التفت له و رغما عني شعرت بالحرارة تتصاعد لرأسي عندما هاجمته ممسكا برقبته
" أيها الوغد أين احتفيت ؟ "
فرد بأنفاس محبوسة جراء امساكي له
" كنت أراقب محيط سونغ هون "
رمقته بذات النظرات الحارقة ثم تركته ليتحدث
" ما الذي حدث ؟ "
" لقد زاره في مقر حزبه رجل بدى غريبا جدا "
ضيقت نظراتي و أملت رأسي
" وضح أكثر جين هو "
" لاحقت الرجل عندما شعرت بالريبة تجاهه "
" و النتيجة ؟ "
" إنه ياباني "
حينها ارتفع حاجبي و رسمت بسمة على وجهي
" اذا الوغد لا يزال على وفائه لهم "
" أعتقد هذا و التمويل يتلقاه منهم ، حزب الأمة و حزب المستقبل وجهان لعملة واحدة "
فأجبت بثقة
" هذا ليس بالجديد علي جين هو "
" أعتقد أنهم يخططون لاحتلال جديد ما إن تصبح السلطة بأيديهم "
" أيها الغبي الاحتلال الجديد بدأ منذ زمن بعيد بالفعل و لكن هذه الخطوة فقط لتثبيته ... عندما يصبح كل اقتصادنا تابع لليابان لن يكون لنا صوت و هذه الفرصة الأخيرة للتخلص منه "
" ماذا عن حزب الحرية ؟ "
" حلفائنا ليسوا بأفضل منهم و لكن على الأقل ليس بيننا و بين شركائهم أحقاد تاريخية "
" ما الذي سوف أفعله الآن ؟ "
" عد لمكتبك و زاول عملك بشكل طبيعي "
" ماذا عن مراقبة سونغ هون ؟ "
" يبدو أن الأمر أعجبك "
" أريد الترقية "
" احتفظ بالصور و الدلائل التي حصلت عليها جين هو و سوف تحصل على الترقية قريبا "
قلتها مربتا على كتفه ، فتحت باب السيارة و صعدت و ما إن أدرت المحرك حتى فكرت بوجوب مقابلة ميوك جا قريبا
ليس عيبا أن أشتاق لعشيقتي
وصلت بعد مدة للمنزل فنزلت بينما أشعر بالتعب و كل ما أرغب به هو الحصول على نوم عميق
نزلت من السيارة و أنا أحمل على عضدي سترتي و تقدمت نحو الباب و قبل أن أحاول فتحه فتح و قفز داي علي لائما إياي بشوق
" أبي لما تأخرت كل هذا الوقت "
ابتسمت و أنا أدنوا اليه نافضا كل تعبي بعيدا عني ، ضممته لي ثم استقمت بينما أحمله و هو أمسك بسترتي
نظرت لعينيه البريئة ، عينيه السعيدة برؤيتي و شعرت أنني حيّ
بادلته البسمة و وجدتني أضمه لي بينما أتقدم نحو الداخل و ما إن أقفلت الباب خلفي حتى رأيت دانبي تقف ببداية الممر ، تضم ذراعيها لصدرها و ترمقني بنظرات الغضب و الكره ، كالعادة فقط
وضعت داي على الأرض و أخذت منه سترتي
" سوف أستحم و أغير ثيابي ثم نتناول شيئا معا "
" حسنا أبي سوف أجهز الطاولة مع أمي "
ركض نحو المطبخ و صرخ بصوت سعيد
" أمي سوف أذهب قبلك حتى تتمكني من تقبيل أبي "
زاغت نظراتها نحو مكان مروره من قربها ثم ابتسمت بينما تميل شفتيها، رفعت نظراتها نحوي من جديد و تقدمت بخطوات ثقيلة بينما فعلت المثل حتى وقفنا أمام بعضنا
" داي صغيري مسكين للغاية ... يعتقد أن والده قادم و كل الشوق في قلبه لوالدته "
" و أنا لن أخيب ضنه و توقعه بي "
قلتها و دنوت نحوها ، ارتجفت أنفاسها و تحرك صدرها بعنف ، أستطيع رؤية مدى تأثيري عليها ، لكن لا يمكنني أن أكون رجل جيد و أخلص لها وحدها ، لا يمكنني أن أحبها
أغمضت عينيها و رأيتها تشد على كفها بقوة فقبلت وجنتها بهدوء و بعدها ابتعدت سائرا نحو غرفتي ، أعلم أنني تركت حطاما بقبلتي تلك في قلبها ، أدري أنها مع كل نظرة نحوي تشعر بوجع في قلبها
أدري ولا يمكنني سوى أن أكون أناني ، مهما فكرت و مهما قلت لا أجد أن دانبي تستحق ذرة حب مني مع أنها تقدم لي كل الحب
أقفلت الباب و رميت السترة على السرير ثم بدأت بفك أزرار قميصي و وقتها وقعت نظراتي على الهاتف
أبعدت القميص ثم وجدتني أقترب منه و جلست على طرف السرير ، أخذت السماعة و وجدتني أطلب رقم هاتف منزل ميوك جا ، لقد تمنيت أن تجيب هي و أسمع صوتها
رن الهاتف ليتم رفع السماعة
" مرحبا "
لم يكن صوتها و في المقابل لم يكن هناك مانع حتى أتحدث و أتقصى عن الأمر بنفسي
" مرحبا هل هذا منزل السيد تشو ؟ "
" أجل من المتحدث ؟ "
" أنا رئيس تحرير جريدة يونهاب الرسمية فهل يمكنني أن أتواصل مع السيد أو السيدة تشو ؟ "
" للأسف السيدة غادرت قبل قليل فقد كان لديها موعد مع طبيبها "
فوجدتني أستقيم فجأة
" هل حدث لها مكروه ؟ "
" السيدة بخير و لكن أعتقد أنها زيارة روتينية ... هكذا قالت قبل أن تغادر "
" حسنا شكرا لك "
قلتها و سارعت في اقفال السماعة ، أخذت حمامي بسرعة ثم غيرت ثيابي ، تخليت عن ربطة العنق و فضلت قميصا أبيض مع ياقة مفتوحة و سترة رمادية مع بنطال كذلك رمادي
كنت مستعجل جدا و كل ما فعلته أنني حملت مفاتيح سيارتي و غادرت المنزل
صعدت و قبل أن أشغل المحرك حدقت بساعتي ، لا زال أمامي ساعة على مقابلتي لكانغ
قدت طوال الطريق و لم أتمكن سوى التفكير فيما حدث لها ، ربما الوقوع في البحيرة آذاها و لم تخبر أحد ، مما عرفته عنها أنها لا تحب اظهار ضعفها ، مرضها و حتى تعبها أمام الآخرين لذا فكرت أنها سوف تلجأ للعلاج بدون أن تقول كلمة لو كانت قد تأذت .... أو هو سونغ هون الوغد من قام بأذيتها ، وقتها لم أتمكن من فعل شيء سوى أنني شددت على المقود
" ما الذي تزرعينه فيّ ميوك جا ؟ "
توقفت بعد مدة أمام عيادة كيونغ ، قالت الخادمة أنها ذهبت لطبيبها و أنا أعرف أن كيونغ هو طبيبها ، توقفت بسيارتي و سارعت بخطواتي نحو الداخل و عندما دخلت لم تكن موجودة ، حدقت بجميع الوجوه و عندما لم أرى وجهها ملأني الانزعاج
عكرت حاجبيّ و وضعت كفي بجيب بنطالي حينها سمعت صوت مساعدة كيونغ خلفي
" سيد بارك هل أستطيع مساعدتك في شيء ؟ "
التفت لها و قبل أن أجيبها رأيت من خلفها باب مكتب كيونغ يفتح و ميوك تخرج ، لم أتحكم بنفسي فأبعدت المساعدة بنوع من الغلظة و اقتربت من ميوك التي ما إن ترك كفها المقبض و رفعت رأسها حتى أمسكته أنا و سحبتها معي بدون أن أقول شيء أو حتى هي أن تقول شيء
*
من قبل كانت أيامي و حتى أحلامي فارغة
كنت أحاول فعل الكثير و الظهور بدور المسيطرة و الشريرة و لكن الآن
حتى تسريحتي التي منحتني تلك الصورة تخليت عنها
لا أريد شيء سوى أن أعيش ما في قلبي
أن أقوم بما أراه صحيحا و لو رآه كل العالم خاطئ
أدري أنني أنانية و امرأة تأخذ الكثير ممن حولها لكن لا يهمني
أنا أيضا أخذ مني الكثير
كنت أجلس في سيارة تشانيول بينما أحدق به و هو أبدا لم يلتفت ناحيتي ، فقط كان يشد بكفيه معا على المقود و ينظر بعيدا ، ابتسمت و وضعت كفي على معصمي الأيسر ، لمست ساعة الحظ خاصته التي لم أزلها
" هل تدري أنك تصرفت بتهور ؟ "
" فات أوان الادراك "
قالها و التفت ناحيتي فاقتربت منه واضعة كفي على وجنته ، حدقت بعينيه و وجدتني أهمس له
" لقد اشتقت لك "
أمسك بكفي تلك و قربها منه ليقبل باطنها ثم تساءل بينما يحدق بعينيّ
" لما كنت تزورين الطبيب ؟ هل أصبت بأذى ؟ هل سونغ هون ... "
لكنني نفيت و وضعت أناملي على شفتيه مقاطعة اياه
" لا تذكره الآن ... كل ما في الأمر أن هناك سر "
أبعد كفي ليشد على تمسكه بها و لم يبعد نظراته عن نظراتي
" ما هو هذا السر ؟ "
" لا حق لي بالبوح به "
" لماذا ؟ "
" لأنه ليس سري "
عكر حاجبيّه و حرك رأسه
" ميوك جا هل تتلاعبين بي ؟ "
" لست أفعل و لكن صدقني أنا مجرد وسيط "
و لأنه ذكي ولمّاح ، في النهاية هو صحفي و كل عمله و نجاحه مبني على الشك و التكهنات التي في معضمها تصيب تساءل من جديد
" الأمر به سر لا يخصك ، لكنك وسيط بين الدكتور دو و صاحب السر ... هل سوبين حامل ؟ "
وجدتني أرفع حاجبيّ محاولة النفي
" أبدا "
" لا تحاولي .... الأمر واضح ميوك "
" لقد بت تعرف الكثير من الأسرار الكبيرة و التي ليست قابلة للنشر "
" نحن الآن نتحدث بصفتنا صديقين يفعلان ما لا يجب على الأصدقاء فعله "
ابتسمت بعد جملته تلك و وجدتني اقترب أكثر منه ، اشتقت لرؤيته و لأنفاسه و كل شيء موجود بهذا الرجل ، وجدتني أشد على سترته و أنهل من قلبه الكثير و الكثير من الحب ، نحن كمن يقف على حدود الحرب ، كمن يقف على لغم و بأي لحظة سوف ينفجر و تتناثر بقايانا لكنني لست مستعدة للتخلي عن حق قلبي بهذا الرجل
ابتعدت متنفسة بقوة ثم رفعت نظراتي من جديد إلى عينيه
" لدي موعد مهم و في المقابل لا يمكنني التخلي عن فرصة لقائكِ و البقاء معكِ "
" أنهي موعدك و لنتقابل فلدي شيء مهم ، شيء حتى نحمي به أنفسنا "
استغربت نظراته و أنا تركت قميصه مبتعدة ، اعتدلت على المقعد و تحدثت
" سوف أنتظرك بفندق سول ، احجز غرفة و عندما تصعد سوف تجدني في غرفة رقم 343 "
قلتها ثم فتحت الباب و نزلت بينما هو أطل علي فابتسمت و لوحت له مغادرة ، أوقفت سيارة أجرى و أخبرته أن يأخذني لفندق سول
*
كأنني كنت مسحور و لم أفق من السحر حتى سمعت صوت الباب يقفل بعدما غادرت
بدت كالحلم الجميل الذي يبتعد عندما يقترب شبح كابوس من نومك
ابتسمت و شغلت المحرك و ما إن ابتعدت سيارة الأجرة التي استقلتها حتى غادرت نحو مكان لقائنا أنا و كانغ ، وصلت بعد مدة و عندما دخلت كان يجلس و لكن بدون فتيات و كل ما يوجد بقربه فنجان قهوة ... جيد أنه أدرك أن وقت اللهو قد انتهى
جلست أمامه فأشار لمساعده أن يغادر و يقفل الباب خلفه ، رمقني بنظرات غاضبة ثم تحدث
" ما الذي كنت تفعله في اليومين الماضيين ؟ "
تنهدت محدقا حولي ثم ابتسمت مجيبا
" انقاذ ما يمكن انقاذه سيد كانغ "
" كنت قد قضيت على تشو لولا تدخلك "
حينها استقمت و أشرت نحوه بغضب
" كنت سوف تقضي على نفسك ... و إلى الآن لو وجد تشو دليل على أنك أنت من سرب المعلومات سوف يكون هو من يقضي عليك "
" اذا ... "
و قبل أن يكمل عدت للجلوس و تحدثت بثقة
" ابقى ساكنا ، اهتم فقط بحملتك و أنا أعدك ... في الوقت المناسب سوف يسقط تشو و عندما يسقط لن يتمكن النهوض "
" ليس أمامي سوى الثقة بك "
" أساسا من البداية ما كان يجب عليك أن تتصرف بدون علمي "
" لكنك عقدت صداقة معه ... حتى أنكما بتما تقومان بالرحلات العائلية معا "
حينها ابتسمت و نفيت
" سيد كانغ كنت أعتقد أنك أذكى من هذا ... هل أنت جاد ؟ "
" نحن الآن بمنتصف الحملة و هو يحصد الكثير من التأييد و الحب "
" تتصرف كالطفل الغيور بالمناسبة "
حينها ضرب الطاولة بكفه و هتف بحدة
" بارك الزم حدودك "
" اذن الزم أنت كذلك الهدوء و دعني أعمل ... يكاد يقع بأيدينا ، لا يمكنك تصوّر ما يمكنني فعله به ما إن تتضح الصورة و تكتمل الحكاية "
" حسنا بارك ... فقط افعلها و خلصني منه "
" سوف أخلصنا جميعا منه "
قلتها و استقمت و هو عكر حاجبيه متسائلا
" إلى أين ؟ "
" لدي مواعيدي الخاصة "
" ألن تبقى ؟ "
" لا ، استمتع أنت فحسب و كن حذرا حتى لا يوقع بك تشو كما فعلت معه "
قلتها و في صوتي نبرة استهزاء ثم غادرت المكان و في طريق خروجي لمحت ، كيم سونبوك ، صاحبة المكان
كانت تقف و تتحدث إلى أحد العمال فاقتربت حتى وقفت خلفها و ما إن أنهت حديثها و همت بالمغادرة حتى تحدثت من خلفها
" سونا لقد مر وقت طويل "
التفتت ناحيتي و ابتسمت عندما رأتني
" سيد بارك ... لم نعد نراك هنا كثيرا ، لقد حصلنا على فتيات جدد "
" و أنا حصلت على امرأة جديدة كذلك "
" هل هي علاقة جدية ؟ "
قالتها مستغربة و أنا اقتربت منها و وقفت أمامها لأدنو محدقا بعينيها
" أنت تعرفينها جيدا "
" هل هي واحدة من فتياتي ؟ "
" لا "
استغربت أكثر و أنا فقط ربت على كتفها ثم غادرت و تركتها في حيرة من أمرها ، سوف تنتهي قصة ميوك قريبا و للأسف سوف أكون مجبرا على التضحية بها
*
أن أبقى وحيدة و أسيرة لمشاكل الآخرين هذا أمر لن يخدمني
تعلمت استغلال الفرص عندما تقبل علي
قابلت الدكتور و تحدثت معه في شأن سوبين
بداية رفض حتى الكلام في الأمر و بعد ترجي طويل مني و شرح لما ستؤول له الأمور هو أخيرا تقبل الأمر
وافق على اجراء العملية بعد أن يتم فحص سوبين و تأكده أنها لا تعاني من أي مشاكل صحية و أن العملية لن تؤذيها
انقاذ حياة واحدة على الأقل أفضل من لا شيء
هذا ما قاله عندما وجدني مصرة عليه هو
أما النقود التي كنت أحملها معي فقد سلمتها لسونا ، عندما وصلت العيادة كانت تنتظرني بالفعل ، فسلمتها لها و هي غادرت ، ممتنة لها أنا أكثيرا ، ممتنة أنها أنقذتني في الماضي و تحاول بكل جهدها معي الآن مع أن سونغ هون الحقير يمنعني من رؤيتها
و بما أن الوغد لن يعود للمنزل في وقت قريب فقد وجدتها كما قلت سابقا فرصة من أجل امضاء بعض الوقت مع حبيبي
أجل هو يستحق أن يكون حبيبي و أمنحه كل ما في قلبي له وحده
لا يهمني فرق العمر بيننا فنحن في النهاية لن نقف أمام المجتمع الذي سينتقذ هذا الفرق بيننا و جل اللوم سيقع عليّ ، سيقولون غررت به و راودته عن نفسه
وقفت أمام المرآة محدقة بنفسي ثم بثوبي الأسود الذي اشتريته قبل الوصول إلى هنا
كان من الحرير و قصير ، كميه عبارة عن خيطين رفيعين و طوله لا يتجاوز أسفل فخذيّ
رفعت كفي لامسة خصلات شعري الحرة ، حتى زينتي الثقيلة استغنيت عنها و كل ما اعتمدته هو أحمر شفاه داكن
طرق الباب فالتفت نحوه مبتسمة ، سرت حافية ناحيته و ما إن وقفت خلفه مستعدة لفتحه حتى شعرت بنبضاتي تهز كياني
هل يعقل أنني أتذوق طعم الحب الحقيقي الآن فقط ؟
انتظرت كل هذا العمر معتقدة أنني مررت بالكثير ، لقد اعتقدت أنني وقعت في الحب من قبل لكن تبين أن كل تلك المشاعر لم تكن سوى سذاجة
طرق الباب من جديد فتنهدت أنفاسي ثم رسمت ابتسامة كبيرة و فتحت الباب ليقابلني بحلته البهية ، بملامحه الوسيمة و عينيه القاسية
نحن ، أنا و هو نعلم أننا نقوم بفعل أمر شنيع و شنيع للغاية لكن نتقبل بعضنا على ما نحن عليه
هو يعلم أنني لست ملاك و لست تلك المرأة الفاضلة التي حاولت أول مرة أمامه الظهور بها و أنا أعلم أنه ليس الزوج الوفي في حين أنه أب رائع
ربما ما زاد اعجابي به في الأيام التي مرت هو حبه لابنه و اظهاره له بتفاني
حدق بي كلي عندما أسند ذراعه على اطار الباب و أنا لا زلت أمسك به ، لقد رسم بسمته التي توقعني به أكثر عندما قرب كفه اليمنى المضمومة من وجهه
" نعم "
قلتها و هو أخرج صوت حمحمة ثم أشار إلى معصمي ، أين ألبس ساعته ، ساعة الحظ
" لقد تركت لديك شيء يخصني "
ابتسمت لأترك الباب و اقتربت منه لأفاجئه بتصرفي الجريئ عندما أمسكت سترته و سحبته لي ليدفع هو الباب خلفه و يقفل ، رفعت نفسي على رؤوس أصابعي و هو دنى إليّ قليلا
" لقد تأخرت كثيرا "
همست بها بقرب شفتيه فشعرت بكفيه يضمان خصري
" أنهيت الموعد و أتيت إليكِ فكيف تقولين تأخرت ؟ "
" تت .... أنا وددت رؤيتك قبل اليوم ، كنت أريد شكرك "
و زادت بسمته توسعا حينها تركت سترته و أوليته ظهري فشعرت بشفتيه على كتفي من الخلف عندما أبعد الخيط الرفيع عنه لأسمع همسه القريب
" تشكريني على ماذا ؟ "
حينها أغمضت عينيّ لأتنهد بعمق ، تنهدت براحة و مشاعري كانت تسيطر علي بقوة
" على انقاذي "
قلتها فوضع كفيه على كتفي و جعلني أعود و ألتفت له و أنا هذه المرة قلت ما شعرت به يجتمع بقلبي
" أنت أنقذتني من كل شيء ، ليس فقط ذلك اليوم عندما قفزت خلفي ، بل قبلها عندما زرعت بقلبي مشاعر تجاهك "
هنا النظرة بعينيه اختلفت و كأنه انزعج و سحب كفيه ، لقد شعرت أنه يحاول الابتعاد فأمسكت بكفيه بسرعة
" ميوك ... نحن أصدقاء ، بين الحين و الآخر نفعل ما لا ينبغي للأصدقاء فعله "
" أدري ... أدري و صدقني لا أنوي تخريب حياتك ولا ربطك بي أو محاولة تملكك "
وقتها سحب احدى كفيه من كفي و وضعها على وجنتي محدقا بعيني
" جيد أنك تفهمين ما يجب أن تسير عليه الأمور ، نحن نلبي احتياجات بعضنا "
أومأت و رسمت بسمة ، كنت منزعجة و حزينة لأنني أعلم أنه لا يمكنني أن أكون أكثر مما قاله
اقترب مني من جديد و همس بالقرب من شفتيّ
" اشتقت أن تحتك روحي بروحكِ "
نهاية الفصل العاشر من
" المعارض - ارتواء "
تحملوا مزيدا من رفع الضغط قرائي الغاليين
لكنني أود قول شيء مهم بالنسبة لي ، المشاعر التي اشعر بها مع هذا العمل كانت تنتابني مع صائد الكمال ، يعني عمل فيه تحدي و فيه شيء مختلف و شيء عكسي و عكس مبادئي علي أن أكتب مشاعره و بالتالي عندما يتلقى ردود الأفعال كما هي الآن سوف أتيقن أنني نجحت في تجسيد الشخصيات كما كان يجب لها أن تتجسد
ممتنة لكم قرائي فكل حرف يكتب كرد فعل من قبلكم أعتبره نجاح لي
لا تترددوا في الافصاح عن توقعاتكم القادمة و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro