الفصل السابع
مرحبا بقرائي الغاليين
استمتعوا بجرعة من رفع الضغط ههههههه
*
الانسان يوجد بداخله الشر كما يوجد الخير تماما
لكن ما يرجح كفة جانب عن جانب هي الظروف التي نعيشها
إنهم الأشخاص الذين نقابلهم و يصنعون الحدث في حياتنا
من قبل حاولت أن أبدو أنني امرأة مليئة بالشر لكن في صميمي لم أتمكن من ذلك
أما الآن فالأمور انعكست و كل شيء بدأ يتغير
هناك من يرغمني على الظهور بمظهر المرأة الفاضلة و لكنني لم أعد كذلك
أنا امرأة سيئة ، سيئة كثيرا
جهزت القهوة ثم وضعتها على طاولة الفطور التي جهزتها من قبل
استيقظت في وقت مبكر و أنا أشعر بنشاط لا نظير له اليوم و ذلك لم يحدث منذ زمن طويل
عدت للمطبخ و حملت سلة كنت قد خصصتها للخبز الساخن الذي أتوا به رجال سونغ هون ، حملت السكين و حينما حاولت تقطيعه شعرت بشخص معي بذات المكان فرفعت رأسي و التفت للجانب الأيسر و لم يكن سوى تشانيول ، يضم ذراعيه لصدره و يرسم ابتسامة محدقا بي كلي
بادلته الابتسامة و عدت لتقطيع الخبز و هو تحدث
" تبدو ملامحك أكثر بهجة من يوم أمس "
حينها توقفت من جديد و التفت له ، كان يرتدي بنطال من الجينز الأسود و كنزة خيطية بعنق سوداء كذلك بينما خصلاته كانت مسرحة للأعلى مما يساهم في اظهار ملامحه أكثر ، لقد أعجبني مظهره كثيرا
" بالتأكيد سوف تكون كذلك سيد بارك ... آخر ما نغمض عليه أعيينا هو ما يسعدنا أو يحزننا "
" لا عجب اذا أنني سعيد كذلك "
قالها و اقترب ناحيتي عندما فك ذراعيه و أنا توسعت عينيّ ، الجميع في البيت ولا يمكن أن يكون بكل هذه الجرأة لكنه فقط أخذ فنجانا و غادر بينما غمز لي و البسمة لا تزال تحتل شفتيه ، تركت السكين و تنفست الصعداء و البسمة مرسومة على ملامحي لكن تلك البسمة لم تدم فقد اختفت بمجرد أن سمعت صوت سونغ هون
" يبدو أن هناك من استيقظ قبلي بالفعل "
فأجابه تشانيول
" اذا استمريت باتعاب نفسك سوف يكون هناك دائما من يسبقك إلى كل شيء "
ضحك سونغ هون و جلس إلى الطاولة في مكانه و أنا ابتسمت بسخرية ، الغبي لم يفهم كلامه المبطن
انتهيت من تقطيع الخبز ثم حملت السلة و سرت نحو الطاولة ، وضعتها هناك و سرعان ما أمسك سونغ هون بكفي و قبله بينما يرفع نظراته ناحيتي
" منذ زمن لم أراكِ بكل هذا التألق و النشاط حبيبتي "
وقتها لا أدري لما وددت أن أرى كيف سيكون رد فعل تشانيول ، هل سيعترض مثل أمس أم سيحاول تجاهل الأمر ؟ لم أتمكن من التحكم بنفسي و بينما كفي لا تزال بكف سونغ هون التفت له لكنه كان ينظر بعيدا و يرتشف من فنجان قهوته بينما هناك ابتسامته التي تختفي ، بت أشك في أمر هذه الابتسامة
هو شخص لن يسمح لأيٍ كان أن يتغلب عليه ، لن يدعك ترى عبوسه أو أنك تضايقه ، دائما هو سيضايقك ببسمته
سحبت كفي من كف سونغ هون و تراجعت قليلا
" سوف أستدعي الجميع و نتناول الفطور سويا قبل خروجكما للصيد "
أومأ سونغ هون فالتفت مغادرة و لكن قبل أن أبتعد اقترح تشانيول ليفاجأني بجرأته
" ما رأيك سيدة تشو أن تشاركينا رحلة الصيد ؟ "
توقفت مكاني شادة على كفي ثم التفت له و أظهرت له من خلال نظراتي أن حركته هذه أزعجتني
" أنا لا أهوى الصيد "
" تعالي و سأجعلك تستمتعين به "
لم أجبه و التفت مغادرة ، ما الذي يحاول فعله و أمام سونغ هون ؟ صحيح أنه شخص جريء للغاية لكن لم أعتقد أنه متهور لهذا الحدّ ... علي أن أوبّخه عندما نكون لوحدنا
صعدت الدرج و كانت غرفته هي أول غرفة طرقت بابها و انتظرت استجابة بعدها و لكن ذلك لم يحدث فعاودت الطرق ولا جواب عندها غادرت و لكن توقفت بجانب غرفة داي و طرقت الباب لأسمع الأصوات خلفه و ما هي سوى لحظات حتى فتح الباب و كانت دانبي مع داي
لا يمكنني أن أتحكم ببسمتي ولا حتى بخفقاتي عندما أنظر لهذا الصبي و لكن ...
أجل وجدتني أتنهد و هناك شيء آلم قلبي و جعل صوت يطرق رأسي يخبرني أنني أرتكب أكبر خطيئة بحق هذا الولد
" صباح الخير خالة ميوك "
قالها بصوته الصغير المبتهج و والدته ابتسمت لي فدنوت حسب طوله و أمسكت كفيه
" صباح الخير عزيزي ... هل نمت جيدا ؟ "
" أجل ... و أنا مستعد للعب و الركض "
" و الفطور جاهز حتى يزودك بالطاقة لتفعل كل ما ترغب به "
سحب كفيه الصغيرة من كفي و اقترب يضمني فجأة ، يتصرف بعفوة و يمسك قلبي بين كفيه ، يجعلني أفكر لبرهة أن ما أقوم به بل و ما أنا مقبلة عليه شيء سيء للغاية
و ليس سيء إلا لأنه سوف يؤذي هذا الصغير
ابتعد و أنا ابتسمت ثم استقمت ثم حدقت بوالدته و لا أدري لما لا يمكنني أن أتخلص من الحواجز بيننا فحدثتها بنوع من الرسمية
" سونغ هون و زوجكِ في الأسفل يمكنك الانظمام لهما برفقة داي ليتما نأتي أنا و سوبين "
أومأت راسمة بسمة متكلفة لتمسك بكف داي و سارا معا ، داي التفت لي و لوح مبتسما و أنا التفت و بسمتي تحولت تدريجيا لأشعر بها مجرد دموع بعينيّ
وضعت كفي على مقبض باب غرفة سوبين حينها لم أتمكن من تمالك دموعي ، سحبت كفي و وضعتها على فمي مانعة صوت بكائي من الخروج ، لطالما بكيت لوحدي و لم يسمع أحد نواحي المتألم
أغمضت عينيّ و تتابعت دموعي و أنا لا أعلم علتي التي تودي بدموعي إلى قاع الأرض
هل هو شعور الأمومة الذي حرمت منه ؟ أم هو شعور الذنب ؟
لبثت بعض الوقت أرتب مشاعري التي تعثرت و تبعثرت فجأة ، مسحت دموعي متخلصة منها ثم حاولت أن أبدو قوية مثلما يعهدني الجميع
طرقت باب الغرفة ثم فتحه و كانت سوبين تضع مقعدها و تجلس بجانب النافذة محدقة في الخارج ، عندما سمعت الباب لم تلتفت و لم تحاول معرفة من يحاول اخراجها من بؤسها
" سوبين "
ناديت اسمها فلم تستجب لذا تركت مقبض الباب و تقدمت اليها ، وضعت كفي على كتفيها و هي نبست بهدوء
" هل تعتقدين أن حياتي ستستمر ؟ "
حينها رسمت بسمة ألم
" الحياة لا تتوقف "
" أمي أيضا ماتت و أنا استمرت حياتي من بعدها رغم حبي الكبير لها "
هذه المرة التفتت ترفع نظراتها نحوي ، عينها كانت حمراء جراء الدموع التي بكتها بدون توقف فوجدتني أجلس القرفصاء أمامها و أمسك بكفيها
" نحن لسنا مجبرين على نسيان أحباءنا ، ذاكرتنا فيها مكان كافي للاحتفاظ بهم بكل سرية و بدون أن يكون لأي أحد السلطة على طردهم منها "
أخيرا هي ابتسمت و شدت على كفيّ بقوة لتهمس
" أنا ممتنة لكِ "
" لا تكوني ممتنة لي "
قلتها لأسحب كفي من كفيها و أستقيم فرفعت نظراتها المستغربة ناحيتي و أنا بابتسامة أجبتها
" نحن كنا دائما على خصام و اذا رأى والدك ودنا المفاجئ سوف يحفر في الذكريات "
أومأت متفهمة و أنا بسرعة غيرت الحديث
" هيا لنتناول الفطور فوالدك و عائلة السيد بارك في انتظارنا "
استقامت و أنا اقتربت أمسح دموعها من على جفونها و وجنتيها ثم غادرنا الغرفة ، كنت أتقدمها و نزلت قبلها و ما إن رآها والدها حتى ابتسم لها و مد كفه لها فاقتربت و أعطته وجنتها حتى يقبلها و أنا كنت فخورة أنني أخيرا تمكنت من فعل شيء جيد لهذه الفتاة
جلست في مكانها قرب والدها و بجانها كان يجلس داي الذي ابتسم لها بمجرد أن التفتت له فبادلته و أنا شعرت بالرضى و أخذت شوكتي لكن شعرت بكف تشانيول الذي جلس بذات مكان جلوسه يوم أمس على فخذي
توسعت عينيّ و لم أستطع رفع نظراتي عن الصحن و كفه لم يبعدها بل تعمد لمسي بهدوء و خفة ، لقد تجولت كفه عليّ بينما يحمل فنجان قهوته و يرتشف منه بهدوء كأنه لا يفعل شيء ، بل حتى تحدث بصوت هادئ
" من سيذهب لرحلة الصيد ؟ "
حدق بالجميع و أنا وضعت الشوكة و من تحت الطاولة وضعت كفي على كفه أبعدها و أجبت
" أنا لا يمكنني ... لدي خطط أود مشاركتها مع دانبي "
رسمت ابتسامة محاولة اخفاء توتري ، أنا حتى لا أدري ما الخطط التي رسمتها و لكنه فقط كلام قلته حتى أخرج من ورطة كفه
" أنا كذلك لا يستهويني الصيد و أفضل البقاء مع السيدة ميوك "
قالتها دانبي محدقة بي و داي بادل نظراته بين والديه ثم تنهد ليأخذ بعض البيض بشوكته
" أريد الذهاب مع أبي و لكن الوضع سيكون خطر أليس كذلك ؟ "
في نهاية كلامه هو وضع نظراته على والده الذي ابتسم واضعا فنجانه و أشار له أن يأتي اليه
" والدك يعدك أنك ستمضي معه السهرة "
تقدم داي نحوه و هو حمله ليضعه بحضنه فتنفست الصعداء ، أخيرا سوف يبعد كفه نهائيا و لكن وقتها تحدث سونغ هون بينما يمسك بكف سوبين
" ماذا عن ابنتي أنا ؟ هل سترافق والدها ؟ "
لكنها رفعت نظراتها نحوي و رأيتها تحرك كفها محاولة التملص من كفه فأشرت لها بنظراتي فهدأت كفها و ابتسمت محدقة به مجيبة
" أود الانضمام لخطط ميوك و السيدة دانبي ... كذلك أود تكوين صداقة مع داي "
آخر كلماتها قالتها بابتسامة وجهتها نحو داي فربت على كفها ليبعد كفه عنها و تحدث
" في النهاية يا صديقي الصيد لم يستهوي النساء يوما "
*
التخطيط الكثير للأمور قد يجلب الفشل لها
كثيرا ما ألاقي هذه النتيجة عندما أخطط بافراط لذا قررت ترك الأمور على حالها
بل تركها تأتي لي بقدميها لذا غادرنا أنا و سونغ هون المنزل متوغلين داخل الغابة بينما يحمل كل منا بندقية صيد
نرتدي ستراتنا الثقيلة و أحذية مناسبة لأرضية الغابة و التربة الرطبة
كنت أسير عندما سمعت صوت حركة خلفي فتوقفت و حدقت حولي محاولا عدم اصدار أي صوت
التفت سونغ هون لي و ما إن حاول الكلام حتى رفعت كفي له حتى يبقى هادئا ، عكر حاجبيه و كأن حركتي لم تعجبه و لكن آخر همي أن أقوم بفعل يثير اعجابه
رفعت البندقية و وجهتها نحو الصوت حتى استقرت موجهة نحو سونغ هون فتوسعت عينيه ، حركت اصبعي على الزناد و رسمت ابتسامة حاقدة فماذا لو أطلقت النار عليه ؟ ماذا لو تركت كرهي و حقدي يحققان العدالة التي أؤمن بها
" مممما .... "
" لا تتحرك "
قلتها و انش واحد هو الذي أبعدت به البندقية عنه و أطلقت لأصيب الغزال الذي كان يقف خلف الأعشاب الطويلة التي كانت خلف سونغ هون و أخفضت البندقية
حدقت بسونغ هون الذي شحب لونه و ظهرت بعض قطرات العرق على جبينه ، حتى أنه ترك بندقيته تقع على الأرض ، هو ليس سوى رجل جبان ، كان من الممكن أن يصل به الحدّ أن يبلل سرواله إن ماطلت لدقيقة أخرى
ابتسمت و اقتربت لأضع كفي على كتفه
" ما بك يا رجل ؟ لما شحب وجهك فجأة ؟ "
فرفع كفه و أشار لي بسبابته
" أنت ... "
" الغزال كان يقف خلفك و أنا قمت باصطياده "
حينها أغمض عينيه و خرجت أنفاسه بتنهد ثم فتح عينيه و ابتسم متظاهرا
" كنت أعلم فقد سمعت حركته خلفي "
دنى يحمل بندقية ثم التفت سائرا نحو الغزال و بذات الوقت مسح بكفه العرق عن جبينه و أنا رسمت بسمة و همست بينما أتبعه
" جبان "
اقتربنا معا حتى وصلنا بقرب الغزال حينها هو دنى و تفقده ثم استقام و تحدث بفخر
" خروجنا للصيد لن يكون بدون فائدة ... يبدو أننا سوف نحضى بحفل شواء من مجهودنا "
أومأت له بدون أن أرد على ترهاته و تقدمت نحو الغزال لكي أعده للحمل ، هو تعود نسب جميع الأعمال الجيدة لمن حوله لنفسه و رمي أعماله السيئة عليهم
حملته على كتفي و التفت له و هاهو لا زال يرسم بسمة
" لنغير المنطقة "
قلتها لأتقدمه و هو تبعني بينما يحاول الثرثرة و تبرير موقفه الجبان بالابتعاد عن الاعتراف أنه كان سيبلل سرواله ، كم أتمنى لو أن الرصاصة اخترقت قلبه و أردته قتيلا
توقف فجأة عندما ابتعدنا كثيرا عن المنطقة السابقة و نبس لي
" تشانيول هناك حركة توقف "
رفع مباشرة بندقيته و تحرك يحاول توجيهها نحو مكان الصوت الذي يسمعه لكن الصوت لم يكن أبدا لأي حيوان ، بل كان صوت خطوات انسان ، أصدر صوت ببندقيته و ما إن تحركت الحشائش الكبيرة كان سيطلق لكنني بسرعة اقتربت و وضعت كفي على البندقية أخفضها و الطلق أصاب الأرض ليصدر صوت صرخة فزعة
" ميوك "
همس بيها سونغ هون و ترك البندقية تقع و اقترب منها يحاول تفقدها و أنا فقط حدقت بهما
" ميوك حبيبتي هل أنت بخير ؟ "
لكنها دفعته عنها بقوة لتصرخ بوجهه
" هل جننت سونغ هون "
" لم أقصد اعتقدت أنك غزال و .... "
لكنني قررت انهاء هذا الهرج و تقدمت لأمسك بكفها متسائلا
" سيدة ميوك هل أنت بخير ؟ "
حينها أومأت دون أن تنظر اليّ
" أجل أنا بخير سيد بارك ... شكرا على تصرفك السريع "
هذه المرة قالتها بينما تحدق بنظراتي و زوجها عبست ملامحه و أمسك ذراعها يجذبها بقوة ، في الواقع هي غيرت ثيابها و كانت تلبس بنطال مريح و سترة ثقيلة و حذاء مناسب للمكان
" ما الذي أتى بك إلى هنا ميوك ؟ "
حينها رمقته بنظرات غاضبة ثم سحبت ذراعها من كفه و أخرجت ورقة من جيب سترتها
" لقد وصلتك برقية من مقر حزبك بالعاصمة "
أخذها منها يطلع عليها و أنا لم أبعد نظراتي عنها ، إنها تبدو مذعورة لكن لا تزل تحتفظ بفتنتها ، ثم فجأة رفعت نظراتها ناحيتي
تبادلنا النظرات في صمت ليتحدث سونغ هون ذاك
" علي المغادرة الآن "
قالها و دنى يحمل البندقية ، حدق بي ثم بها و بتردد هو قال
" يبدو يوم وفير للصيد و لكن أنا مضطر لتركك تشانيول "
" لا يمكنني أن أحول بينك و بين واجبك يمكنك الذهاب سيد تشو "
حينها سلمها البندقية و تحدث من جديد
" أرى انك غيرت ثيابك ميوك "
و هي ردت
" عندما وصلتك البرقية كنت متأكدة أنك ستغادر لذا اعتقدت أنه يمكنني مرافقة السيد بارك في الصيد حتى لا نخلف بوعدنا له "
ابتسمت و أخبرتُني كم هي امرأة ، لا أريد أن أقول خبيثة فهي أنثى واضح جدا أنه تم خذلانها و تلاطمتها الأيام بقسوة لذا تحاول الآن فعل أي شيء للتعويض عما فاتها
نحن معجبين ببعضنا و ندري أنه ما سيجمع بيننا لن يتعدى كونه رغبة و نزوة سوف تطوى بين جدران الأيام المظلمة
" حبيبتي ممتن أنا لدعمك لي "
قالها ليربت على ذراعها ثم قبل وجنتها و التفت لي
" أرجو أن تقضي وقتا ممتعا "
ابتسمت بدون أن أجيب و أنا أومئ له ، اقتربت هي لتقف بجانبي بينما نراقبه يغادر حينها سمعت صوتها بنبرة منخفضة
" لم أعتقد أنك جيد في الصيد "
لم أجبها و انتظرت حتى اختفى عن الأنظار ثم لم أعد اسمع خظواته التي ابتعدت كثيرا و التفت لها و هي كذلك فعلت لترفع نظراتها نحو نظراتي
" مع أنه كان عليك أن تدركِ ذلك منذ أول وهلة سلمتِي لي "
عكرت حاجبيها بانزعاج اثر تلميحي و ردت
" أنا لست صيدا تشانيول "
" أدري "
" اذا انتقي كلماتك مرة أخرى "
انسحبت من أمامي و سارت قبلي مبتعدة عني و أنا سرت خلفها
" تبدين جميلة أكثر عندما تغضبين "
حينها توقفت و لم تلتفت لي
" تعمدت اغضابك حتى أستمتع بعينيك البراقتين "
حينها التفتت لي بجانبية و رغما عنها وجدتها ترسم بسمة و تساءلت
" هل يمكننا امضاء اليوم معا بدون أن يشاركنا فيه أحدا ؟ "
" لا بأس شرط أن نعود مساء فأنا وعدت ابني "
أومأت و أنا اقتربت منها لنسير معا فشعرت بها تحدق بي بين الفينة و الثانية و تساءلت
" علاقتك بابنك تبدو جيدة عكس علاقتك بزوجتك "
" أخبرتك من قبل أنني لا أحبها "
" حتى من أجل ابنك لا يمكنك أن تفعل ذلك ؟ "
فتوقفت عن السير و نفيت مجيبا
" علاقتي بداي أبدا ليست مرتبطة بعلاقتي و والدته ... يكفي أنني أحتفظ بها في حياتي من أجله هو فقط "
" أنت محظوظ بوجوده في حياتك "
" يبدو أنك تحبين الأولاد "
" كثيرا "
قالتها بنبرة منخفضة و باسة ثم التفتت و سارت قبلي من جديد
" لنسير ربما نحضى بصيد جديد "
*
بعد محاولات جادة مني أن أصطاد أي شيء كللت محاولاتي بالفشل و شعرت ببعض التعب لذا اقترح تشانيول أن نأخذ قسطا من الراحة
جلسنا على صخرة و وضعنا بنادق الصيد بجانبنا و هو وضع الغزال الذي اصطاده كذلك جانبا و جلس بجانبي ، ضم كفيه معا ثم التفت ناحيتي يحدق بي بجانبية ، بادلته النظرات فرسم بسمة و وجدته يقترب من دون أن يغير من وضعيته حتى شعرت بأنفاسه تضرب ملامحي بخفة و أنا بدوري وجدتني مقتربة منه حتى تلامست شفتينا
أجل لا يمكنني نكران انجذابي نحوه و أنني أرغب في تبادل القبل معه كلما تواجدنا في مكان واحد
مغمضة العينين كنت عندما شعرت به يبتعد قليلا عني ثم تحدث يجعلني أفتح عيني و اشبع نظراتي بوجوده بقربي
" لقد لبستِ الساعة فعلا ميوك و أنا يمكنني الاستماع لك "
فرحتي التي سكنت عينيّ و روحي بهتت فجأة و اعتدلت في مكاني محيدة عنه بنظراتي مجيبة
" أنا أريد أن أخبرك عني و عن ماضيّ و لكنني خائفة "
" خائفة من ماذا ؟ "
" أن أسقط من عينيك "
" غريب "
قالها و هذا ما دفعني للتحديق به ، ابتسمت ، أجل ابتسمت
" غريب أن أفكر بهذا و نحن في وضع كهذا أليس كذلك ؟ "
" لا "
قالها بثقة فعكرت حاجبيّ ، دائما ما أحاول توقع الأشياء السيئة و الردود كذلك حتى لا أتفاجأ و صدمة الألم تكون أقل تأثيرا
" اذا ما الغريب ؟ "
" أن تخاف امرأة مثلك من الماضي ، عليك أن تعلمي أن لا أحد منا كان له القدرة على التحكم في ماضيه "
" لكن "
" يمكنك أن تتحدثِ بدون أن تشعري بأي ثقل ... لقد أخبرتك أنني سوف أكون مستمع جيد و ستجدين مواساتي "
قالها ليمسك بكفي حينها تنهدت و حدقت بكفينا معا ثم سرحت نظراتي بعيدا
" قصتي تبدأ عندما كنت مجرد فتاة بعمر الزهور تعمل في قطف زهور الحقول التي تستخدم لصناعة العطور "
" كنت قد بلغت توا السادسة عشرة سنة 1943م و كانت أسرتي تحتاج لدخل اضافي حتى نستطيع الاعتناء بأخي الصغير "
" أثناء الاستعمار الياباني "
قالها فالتفت له و امتلأت عينيّ بالدموع مومئة
" أجل أثناء الاستعمار الياباني ... كنت أعيش في قرية لم يكن يزورها الجنود اليابانيين كثيرا لذا كنا في مأمن من اعتداءاتهم و أفعالهم غير الأخلاقية ، كنت معجبة بشاب كان يكبرني بأربع سنوات و كان أوسم شاب في القرية "
قلتها ببسمة و دموع تدافعت أكثر داخل عينيّ و التفت له ، حدقت بعينيه التي بدت متعاطفة معي حتى قبل أن أتوغل أكثر بقصتي
أجل أحتاج من يتعاطف معي ، أحتاج من يتفهم أسبابي التي دفعتي لأكون ما أنا عليه الآن ، أبدا ليس هناك شخص سيء بدون أن يكون له دوافع و أسباب ، بذرة الشر و إن وجدت فينا إلا أنها لن تكون أكبر من بذرة الخير
قرّب كفه من وجنتي و احتضنها ليحرك ابهامه عليها و أنا تنهدت مغمضة عينيّ و واصلت كلامي
" كنت أجدّل شعري كل يوم و أرتدي ثوب الهانبوك ذو الألوان الجميلة ، كنت أحمل السلة التي أجمع فيها الزهور و أسير في الطريق المرسومة بين الحقول "
فتحت عيني و هاهي البسمة تعود لترسم على وجهي
" كنت أتعمد السير ببطء إلى أن يمر من جانبي بينما يقود دراجته متوجها للمعهد الذي يدرس به "
" كانت قصة حب من طرف واحد ؟ "
تساءل بينما يحدق بعمق داخل عينيّ فنفيت
" أبدا فهو ما إن كان يمر بجانبي حتى كان يبطئ من سرعته و طوال تلك الطريق حتى أصل للحقل و يسلك هو الطريق الكبير كنا نتبادل أطراف الحديث و نظرات الاعجاب ، كان كل يوم ينزل من دراجته و يقطف واحدة من الزهور النامية على الجانب و يضعها بظفيرتي ثم يغادر ملوحا ضاربا لي موعدا جديدا في الغد "
" اذا ما الذي حدث ؟ "
" بعد شهور قصيرة كنت سعيدة خلالها بعملي لذي ساهم في تحسن أوضاع عائلتي و بعلاقتي و ذلك الشاب حلت علينا لعنة الجنود اليابانيين "
" هل دمروا القرية ؟ قتلوا أهلها ؟ "
فنفيت و هذه المرة وقعت دموعي حقا بدون أن أسيطر عليها لأجيبه بتحسّر
" ليتهم دمروها و قتلونا "
" اذا ما الذي فعلوه ؟ "
حدقت بعينيه ، وضعت كفي على كفه التي كانت على وجنتي لأشد عليها أكثر ، بل أنزلتها أضمها بين كفيّ معا و وقتها لم أستطع مواجهته أكثر ، بل وجدتني أهرب من نظرات عينيه و همست
" لقد أخذونا ... أخذوني أنا و جميع فتيات القرية "
" ميوك "
همس باسمي و أنا واصلت ليخرج صوتي هامس
" لقد كنت واحدة من الضحايا ... كنت واحدة من نساء المتعة "
وقتها كفه التي كانت تشد على كفي خف تمسكها كثيرا بكفي و أنا سحبت كفيّ قبل أن يفعل هو و يتركني
كان هذ هو سري الذي نُبذت من أجله كثيرا ، كان السر الذي كسر أحلامي و ألقاها في مهب الرياح فلم أتمكن من امساك أيّا منها بيدي ، كان السر الذي غربني عن وطني و عن عائلتي ، وجه نحوي النظرات اللائمة و الاتهامات الباطلة ... كنت ضحية و لكنهم لم يصدقوني ، بل أغمضوا أعينهم و صموا آذانهم عن الواقع و الحقيقة و رُمينَ جميعا كأننا لم نكن ننتمي لعائلاتنا يوما
تبرؤوا منا و طردونا إلى الشوارع لتستمر مزيدا من الذئاب في نهش لحمنا
حاولت المغادرة لكنه فجأة عاد ليشد على كفيّ و بدون أن يقول كلمة ، بدون أن يحدق بعينيّ الخجلة هو سحبني له و ضمني ، ضمني عندما لم أنتظر أن يفعل ذلك
شدت كفي على سترته بقوة و لم أتمكن من السيطرة على دموع و لا على بكائي الذي خرج بصوت عالي
ربتت كفه على رأسي و سمعته يهمس لي
" لم يكن خطأك ميوك ... لكن لا بأس بالبكاء ، لا بأس بطرد كل تلك الدموع التي علقت في قلبكِ "
" الجميع لامني "
" ليس من حقهم أن يلوموك "
" اتهموني بالعار و جردوني حتى من اسمي العائلي و طردوني بعيدا "
" لأنهم لم يجدوا من يلقوا عليه لوم تقصيرهم في حمايتك "
" أنا ضعيفة تشانيول ، أنا لست سيئة كما أحاول أن أكون ، أنا لست قاسية و لكن هم من حولي من يدفعوني لذلك "
" أنا أصدقك "
قالها يبعدني عن حضنه لكنني وجدتني أهرب بعيدا بنظراتي ، نظراتي الخجلة نفسها في كل مرة يظهر هذا السر للعلن لكنه لم يسمح لي بالهرب طويلا عندما أسند فكي بكفه و جعلني أحدق به
" ليس عليكِ أن تخجلي ... "
" أريد أن أكون قوية ، امرأة أنانية لا يهمها شيء "
" سوف أجعلكِ كذلك "
قالها و هاهو يقترب مني من جديد ، هاهو يضم شفتي بين شفتيه و يقبلني لأشعر أنه يواسيني أكثر ، حتى لو كانت طريقة سيئة ، طريقة نلام عليها نحن الاثنين و لكنني شعرت بالأمان ، صدقت أنه سيكون مصدر شجاعة لي و مصدر قوة حتى أتمكن من مواجهة ما تبقي من العالم
تمسكت بسترته و بدالته قبلته بهيام و شغف كبير ، شعرت بنهم لا يمكنني التحكم به فضم خصري و وجدته يسحبني اليه لأعتلي حضنه و من شفتي هو انتقل لرقبتي و همس بأنفاس متقطعة
" أنا سكون الأقرب لكِ "
فأجبته بذات الهمس و أنفاس سرقتها الرغبة
" أنت كذلك بالفعل "
لكنه فجأة توقف و ابتعد ليحدق بي ، نظرت إلى عينيه لكنه بسرعة سحبني ليضمني من جديد
" سوف أكون جاهز حتى أسمع ما تبقى لاحقا فهذا يكفي لليوم "
*
وجدتني أجلس مع الآنسة سوبين ابنة السيد تشو عندما غادرت زوجة والدها نحو الغابة ثم لم تعد بعد أن عاد زوجها ، قال أنه تركها حتى يتمكن زوجي من مواصلة رحلة صيده برفقتها
يال السخرية ، متأكدة أنه سوف يركز على اصطيادها هي أكثر من أي شيء آخر
لم تخفى عني نظراته المعجبة نحوها و لكن ما يجعلني مطمئنة أنها امرأة رزينة و واضح أنها لا تريد خسارة حياتها
هذا ما خيل لي عندما رأيت تجنب نظراتها لنظراته
تنهدت بضجر و داي اقترب مني ليمسك بكفيّ
" أمي أبي تأخر كثيرا "
حدقت به و كنت مرغمة على رسم بسمة ثم حركت خصلاته
" سوف يعود قريبا "
و قبل أن أنهي حديثي استقامت سوبين و أشارت لهما
" هاهما قد عادا بالفعل "
حينها استقمت من مقعدي و التفت ، لقد جلسنا في الباحة الأمامية للمنزل في انتظار وصولهما
" أبي .... "
صرخ داي بمرح لينطلق راكضا نحوه بعد أن رآه يحمل غزالا صغيرا على كتفه و أنا حدقت بهما ، استقبله بحضنه ثم وضع الغزال و كان داي منبهرا به لتتحول نظراتي منهما إلى ميوك التي وقفت جانبهما و حدقت بداي ترسم بسمة حينها رفعت نظراتها ناحيتي و لكنني رأيت دموعا عالقة بهما ، كان واضحا عليها أثر البكاء و هذا جعلني أشدّ على كفي فما الذي من الممكن أن يكون حدث ؟
سوبين هي الأخرى تقدمت و وقفت بجانب زوجة والدها
" من اصطاده ؟ "
تساءلت فصرخ داي بفرح
" متأكد أن أبي هو من اصطاده و ليس والدكِ "
نهاية الفصل السابع من
" المعارض - ارتواء "
بدأت الأسرار تكشف فهل تعتقدون أن تشان سوف يستغل بالفعل سر ميوك ؟
توقعاتكم للقادم
كذلك لا تنسوا التصويت حتى نستمر في اللقاء كل يوم
و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro