الفصل الرابع
مرحبا قرائي الغاليين
استمتعوا مع آخر فصل قبل رمضان
لا تبخلوا علي و عليه بالتعليقات و الحب
*
سقم كل منا يكمن داخله
نحن بأنفسنا من نغذي الألم في قلوبنا بضعفنا و بؤسنا
نتظاهر بالقوة و الشر لكننا مجرد مخلوقات ضعيفة من بني البشر
و سقمي هو ترددي و خوفي المستمر من سونغ هون
لست أخاف العودة من حيث أتيت
ذلك المكان الذي كان يبدو لي كالجحيم حينها اتضح أنه أفضل بكثير من قصر سونغ هون
دوري هنا لا يختلف كثيرا عن دوري في ذلك المكان
فقط الاقنعة التي أرتديها يوما تلوى الآخر هي ما تمنحني بريقا
حدقت بنفسي في المرآة ثم رفعت كفي المرتجفة و وضعت أناملي على جرح وجنتي فأغمضت عينيّ لأشعر بمزيد من الألم
" آه يا حياتي ... آه يا ميوك أين اختفيتِ ؟ لما لم تموتِ مثلما ماتت الكثيرات "
فتحت عينيّ و رفعت من جديد نظراتي نحوي و همست بكل ذرة كره أحملها في صدري
" أنا أكرهكِ ميوك ، أكرهكِ و أكره ضعفك و أكره سونغ هون "
وقتها طرق الباب و تحدثت من خلفه ييجي
" سيدتي السيد سونغ هون في انتظاركِ "
مرت يومين على المقابلة و على تلك الليلة المشؤومة ، ذلك الوحش مثل عادته سوف يبحث عن أي حجة لكي يعتدي علي بما يسمى بالحقوق الزوجية ، سوف يضربني و يهينني مع أنني لم أرفض يوما القيام بما كل ما يمليه عليّ
لقد صبرت كثيرا و حان وقت لكي أظهر مخالبي
لم أسمح لدموعي بالنزول فوأدتها في محجرها و أجبت
" أخبريه أنني قادمة "
انصرفت ييجي و أنا عملت على اخفاء الجرح ببعض من مواد التجميل التي تعودت رسم بها ملامحي القوية حتى أخفي كينونتي الضعيفة
بعدها أخرجت حقيبة يد كبيرة الحجم عما تعودت حمله عادة ، فتحتها ثم فتحت صندوق المجوهرات و أخذت كل ما غلى ثمنه مما قدمه لي سونغ هون على مر سنوات الذل و القهر ، أعلم أنني أرتديها لكن في النهاية هي له و ليست لي ، أخذت بعض الرزم من النقود التي كان قد منحها لي لكي نوزعها خلال تظاهرة قرر تنظيمها لكي يظهر كم هو كريم و متبرع
جهزت الحقيبة ثم أعدتها للخزانة و نزلت فكان يجلس على رأس الطاولة و على يساره سوبين التي بدت بائسة و مقهورة الحال ، أنا أفهمها و أشعر بها لكن هي لا تفعل ولا تريد أن تفعل ... لا ألومها فوالدها سمم حياتها منذ طفولتها و عليها أن تظهر للجميع مخالبها بدون استثناء
تقدمت و جلست مكاني فابتسم هو ليضع كفيه معا على كفينا ، سومين على يساره و أنا على يمينه و تحدث ببهجة كأنه لم يعنفنا و لم يظهر لنا أسوأ ما لديه
" لقد نشر مقال المقابلة و وجدت صدى كبير ... أنا فخور بكما عزيزتيّ "
ابتسمت بسخرية و سحبت كفي من تحت كفه بقوة
" وصلت إلى مبتغاك أخيرا "
" ليس تماما عزيزتي "
قالها ليمسك بكفي من جديد رغما عني و قبلها
" قد أكون وصلت للقمة و لكن أدنى خبر سيء سوف يجعلني أسفل السافلين "
رفعت نظراتي نحو سوبين التي حركت شوكتها في صحنها بدون أن تأكل شيء و كم بدى وجهها شاحبا فسحبت كفي و تحدث اليها
" سوبين هل أنت بخير ؟ "
فرفعت نظراتها ناحيتي ، لم تكن نظراتها عدوانية أو كارهة حتى هذه المرة لتنفي ثم تركت الشوكة و استقامت
" أنا متعبة قليلا سوف أنام "
غادرت غرفة الطعام و والدها تابعها بنظراته ثم استقام و سار نحو الهاتف الموضوع بقرب زجاجات الشراب على الطاولة الطويلة ، رأيته يطلب رقما ما ، تجاهلته و حاولت تناول بعض الطعام لكن انتبهت أنه تحدث بصوت منخفض للغاية رغم كلامه القليل و عاد ليجلس بقربي و يواصل طعامه في زخم فرحته و سعادته بالمقال الذي وجد صدا لدى الأمة
يالها من أمة مسكينة تكاثروا عليها الضباع لينهشوا في لحمها ، كل يأخذ بقدر استطاعته و دون رحمة
غادر بعدها فكان البيت هادئ و أنا وجدتها فرصة مواتية حتى آخذ الحقيبة و ما فيها ، تهريب بعض الأموال حتى لا أعود للمكان الذي دفعني نحو هذا المكان
تجهزت ثم نزلت و في غرفة المعيشة استدعيت ييجي التي لبت فورا و وقفت أمامي فوضعت حقيبتي بجانبي و تحدثت
" أخبري السائق أن يجهز لي السيارة "
" حالا سيدتي "
غادرت فأخذت سماعة الهاتف و اتصلت بسونا ، كيم سونبوك ، المرأة التي آوتني عندما تم رميي و التخلي عني من طرف أقرب الناس لي ، حتى لو كانت سيئة بنظر الجميع لكنها أنقذتني بطريقة ما ، و لو كانت طريقتها تلك سيئة فهي الأخرى أجبرت على أن تكون سيئة
رن الهاتف و ما هي سوى لحظات حتى سمعت صوتها فابتسمت
" مرحبا "
" مرحبا سونا هذه أنا ميوك "
و رغم تقدمها في العمر لا تزال تحافظ على حيوية صوتها
" ميوك يا فتاة لقد اشتقت لك "
" و أنا أيضا سونا و لكن تعلمين "
" أجل أدري عزيزتي "
" سونا أريدك في خدمة فهل تستطيعين مقابلتي في عيادة طبيبي الخاص ؟ "
فردت بقلق
" هل أنت مريضة ميوك ؟ "
" أبدا و لكن حتى لا يعلم أحد بلقائنا "
" حسنا سوف أكون هناك بعد ساعة "
" و أنا سوف أسبقك إلى هناك "
أقفلت الخط و وضعت السماعة مكانها ثم حملت الحقيبة و غادرت ، ارتديت ثوب الكبر و الشموخ قبل أن أخرج فالجميع يعتقد أنني تلك المرأة القوية التي تقود سفينة عائلة تشو
يال السخرية
فتح السائق الباب فصعدت ليعاود اقفاله و صعد مكانه منطلقا بنا ، كانت الكثير من صورنا منشورة على الطرقات ، تم لصقها في كل مكان
تجاهلت الوضع و فكرت أنه يجب أن أتحرك بسرعة حتى يمكنني ضرب أعمدة سونغ هون و الفرار ، كلما تسلق المزيد من درجات سلم النجاح كلما كان السقوط مروعا ، مؤلما و قاضيا عليه
رسمت بسمة على شفتيّ لمجرد تخيله في موقف ضعيف و ذليل ... إلاهي كم أتوق لتلك الأيام
وصلنا لعيادة الدكتور دو و التي لم تكن بعيدة كثيرا ، نزلت و أخبرت السائق أن يغادر لأنني سأتأخر
دخلت للعيادة بينما أنا متأكدة أنه سوف يغادر حقا لأنني تعودت المكوث كثيرا في عيادة الدكتور دو كلما أتيت ، حتى عندما كان يرافقني سونغ هون عندما كنت أحاول الانجاب ، وقتها خضعت للكثير من العلاج ، حتى المؤلم منه و الذي يحتاج جهد و صبر طويل ... لكن لم أتمكن من بلوغ حلمي بعد أن فقدته مع ما فقدت منذ زمن
دخلت للعيادة فاستقبلتني الممرضة و بدى عليها التعجب فتعودت دائما قبل حضوري أخذ موعد مسبقا و رغم هذا وقفت تستقبلني
" سيدة تشو مرحبا بك "
فأجبت بابتسامة
" أهلا "
" الدكتور دو اليوم لديه جدول مزدحم و مواعيد كثيرة "
" لا بأس يمكنني الانتظار "
" اذا أردت يمكنني أن أقدمك ... "
و قبل أن تنهي حديثها نفيت مجيبة
" لا أريد معاملة خاصة يا آنسة سوف أنتظر فلست مستعجلة "
" حسنا كما تريدين "
ابتسمت و عادت تجلس خلف مكتبها و أنا اتجهت نحو قاعة الانتظار و جلست ، كانت تحوي بعض المرضى ، نساء حوامل ، و نساء مع أزواجهم
جلست متمسكة بشدة بحقيبتي و لم أبعد عينيّ عن مدخل العيادة ... أرجوك لا تتأخري سونا
انتظرت بتوتر كاد يبدو على ملامحي و ما إن شارف الوقت الذي حددته لي على الانتهاء حتى رأيتها تدخل فابتسمت و استقمت هامسة
" سونا "
لوحت لي فجلبنا بعض النظر لذا عاودت الجلوس و هي تقدمت و جلست بجانبي بينما الممرضة كانت ترمقها بنظرات مستغربة ، أراهن أنها تود المجيء و سؤالها إن كانت تريد الدخول للطبيب و تحدثها بمزيد من ترهات المواعيد
" مرحبا ميوك عزيزتي ... كيف حالك ؟ "
قالتها لتلتفت لي و أنا ابتسمت بسعادة أحتاج أن أضمها و بقوة لكن المكان هنا غير مناسب أساسا نحن جلبنا بعض النظرات لنا لذا هدأت من روعي
" سونا "
فتحدثت بصوت منخفض
" ألا يزال ذلك الوغد يسيء معاملتك ؟ "
قالتها لترفع نظراتها نحو وجهي ، تماما نظراتها وقعت على جرحي الذي حاولت اخفاءه فأومأت ببؤس و حزن سمحت له أن يسيطر على نظراتي
" هو لن يتوقف "
" تبا له ... حتى أنه يروّج لنفسه عن طريق أنكم عائلة متماسكة كل أيامها سعادة "
" سونا دعينا منه و اسمعيني "
فرفعت نظراتها إلى عيني و أنا زدت من خفض صوتي
" هل تذكرين المنزل الذي كنا نجلس بقربه كلما زرنا الشاطئ ؟ "
" أجل ... ماذا عنه ؟ "
" اشتريه و سجليه باسمك "
عكرت حاجبيها و أنا استقمت و أشرت لها أن تتبعني إلى الحمام ففعلت و بعد أن دخلت بعدي أقفلت الباب
" ميوك ما الذي تحاولين فعله ؟ "
" سونا هل تدركين كم قطرة تافهة أفاضت كأس التعب و الخذلان ؟ "
حينها رسمت بسمة على شفتيها ، بسمة ألم و تعب من الزمن و مما فعل بنا لتجيب بصوت انخفضت نبرته للغاية
" أنا من عددت كل هذه القطرات يا ميوك "
" اذا خذي هذه و تصرفي بها "
قلتها لأفتح حقيبتي و عندما لمحت ما يوجد بها توسعت عينيها و أنا بسرعة تحدثت
" بسرعة يا سونا فليس لدينا وقت "
فتحت حقيبتها و أنا نقلت ما كنت أحمله بحقيبتي و وضعته بحقيبتها
" سونا باسمك ... لا أريد لسونغ هون أن يجد أي أثر لما أقوم به "
" اذا أخيرا قررتِ تركه ؟ "
" لا أدري إن كنت سوف أتركه فعلا الآن أو لاحقا و لكن بالتأكيد سوف أتركه يوما ما "
*
لا شيء في الحياة يستحق أن أعيش العذاب لأجله
عودت نفسي على ترك ما مضى و المضي قدما
الوقوف و التحديق بالماضي الذي لا يمكن أن يعود لن يفيدني بشيء
في ذلك الماضي كل ما تعلق بي كان مجرد أمر تافه ، أنا نفسي كنت شخص بدون قيمة بنظر الجميع
الجميع استصغرني و وحدي من آمنت بي و بعد عدة صفعات ممن حولي فتحت عيني أخيرا
جاريت تيارهم و بت مثلهم فأفسحوا لي مكان بينهم
قلّبت صفحات الجريدة و البسمة مرسومة على وجهي
" تشو سونغ هون ... بسرعة بت في القمة "
همست بها مضمرا له في قلبي الكثير من الحقد و صدقني لن أدعك تتلذذ بشعور الانتصار
ليست مصلحتي التي ارتبطت بمصلحة كانغ جونغ سو و حزبه هي ما تدفعني لما أقوم به
أنا أكره سونغ هون ذاك و لن أتردد في الانتقام منه بأي طريقة كانت ، أي طريقة سوف تجعل من سقوطه لا نهوض بعده سوف أتبعها
وضعت الجريدة بقربي على مكتبي حينها رنّ الهاتف فأخذت السماعة مجيبا
" نعم "
فتحدثت مساعدتي
" سيدي السيد تشو على الخط "
" حوليه "
" حالا "
و ماهي سوى ثواني حتى سمعت صوته المبتهج
" مرحبا سيد بارك "
" أهلا سيد تشو ... أرجو أن الصدى كان كبيرا "
" أنت فعلا يمكنك توجيه رأي الأمة "
" حتى تدرك قيمة القلم الذي أحمله "
" أنا مدرك لقيمته سيد بارك ... و من أجل هذا النجاح ما رأيك أن تقبل دعوتي على العشاء برفقة السيدة بارك "
فأجبته ببسمة
" بكل سرور سيد تشو ، حدد الموعد و أنا سوف ألبي "
" الليلة اذا "
" سوف أكون سعيدا بمقابلة السيدة تشو من جديد "
قلتها و هو قهقه ليرد
" أفكر أن تخصها بمقابلة في جريدتك ... تعلم أنت أمور النساء كثيرة و هي بالتأكيد سوف تشحذ مزيدا من المؤيدات "
شددت على كفي ثم بسطتها مبعدا بعض الصور لتظهر صورتها
" سوف أرى في هذا الأمر "
" لا شيء سيكون مجاني سيد بارك "
" بالتأكيد سيد تشو "
انتهت المكالمة بعد أن حدد المطعم و الزمن ، وضعت السماعة ثم حدقت بساعتي لأهمس
" النذل كيونغ لا يجيب على مكالماتي و يتجنبني "
استقمت مقررا زيارته في عيادته ، كنت قد طلبت من مساعدتي أن تأخذ لي موعدا عنده باسمها حتى لا تتيح له فرصة للرفض أو التهرب
غادرت الجريدة و في طريقي إلى هناك لم تغادر ميوك جا تفكيري للحظة ، حسنا بارك تشانيول الجميع يعلم أنك زير نساء و الجميع يرى جمالها ، تدرك في نفسك أنك لا تسعى سوى لافتكاك منها ما يمكن أن يوقع الحقير تشو في مستنقع لا يمكنه الخروج منه فلما لا تغادر تفكيرك ؟
لأنها واحدة من الجميلات اللاتي تعودن أن يجلسن بين أقدامي و هي سيدة تأبى ذلك
مجددا ابتسمت بينما أمرر أنامل كفي اليسرى على شفتي ، مر وقت وصلت فيه للعيادة ، أوقفت سيارتي و دخلت لتستقبلني عاملة الاستقبال بوقوفها
" سيد بارك "
و ما كدت أجيبها حتى سمعت صوتا مألوفا خلفي
" سونا كما اتفقنا "
التفت جهة الحمام فلم تكن سوى السيدة تشو ، ميوك جا برفقة امرأة أعرفها جيدة
كيف لا أعرف كيم سونبوك ، المرأة التي تمتلك حانة كبيرة و تقدم بين أروقة الحانة تلك أجمل الفتيات
" حسنا ميوك لا تقلقي "
قالتها و غادرت بدون أن تنتبه لي و ما إن همت السدة ميوك بالتقدم نحو الداخل حتى تفاجأت رؤيتي هناك ، حدقت بها كلها فبدت أنيقة للغاية ، بدت جميلة و متوترة برؤيتي هناك لكن كفيها شدت بقوة على الحقيبة التي كانت تحملها و أنا وضعت كفيّ معا بجيوب بنطالي و توسعت ابتسامتي
*
حتى لو سعيت لذلك ما كنت لأحصل عليه و لكن هاهي السيدة تشو بذاتها تجلس برفقتي في سيارتي بعد أن غادرنا عيادة الدكتور دو
التفت لها أحدق فيها بجانبية و على وجنتها لمحت زرقة و أثر جرح ، حتى مع محاولة لطمس وجوده هو بدى ظاهرا لي و هي بكل هذا القرب مني
" أود شكرك على المقال سيد بارك "
قالتها لتلتفت لي و ترسم بسمة كبيرة ، بسمة أبدا لم تكن صادقة
" العفو سيدة ميوك ... و لكن اسمحي لي أن أسألك "
حقت بي بدون أن تبعد عينيها و أنا لم أتردد
" هل هناك خطب ما في زيارتكِ لعيادة الطبيب دو ؟ "
فنفت
" فحص روتيني "
أومأت ثم باغثتها مرة أخرى
" كيف تعرفين سونا ؟ "
هنا توسعت عينيها و ارتجفت شفتيها ، سيطر عليها التوتر و بدت خائفة للغاية فجأة فابتسمت رافعا ذراعي معا
" لا تخافي ما يدور بيننا هنا ليس قابلا للنشر "
" ليس هذا ما ظننته "
قالتها مشيحة بنظراتها عني و أنا كنت جريئا كعادتي و اقتربت منها واضعا كفي على وجنتها و جعلتها تحدق بي ، حتى أنني حركت ابهامي على الزرقة و بحركتي تلك مسح بعض من الزينة التي كانت تغطي بها المكان فبدى الجرح ظاهرا جدا
" سيد بارك "
" من الذي فعل بك هذا ؟ "
عندها تحولت من تلك المرأة الهادئة و الخائفة التي كانت عليها في لحظة لتكون أخرى أكثر صرامة مبتعدة
" كيف تسمح لنفسك أن تقترب مني بهذا القدر ؟ "
هنا ابتسمت و لم أحاول الاعتذار مجيبا
" اندفعت نحوك ميوك "
عندها رسمت بسمة ساخرة رافعة حاجبها
" سيد بارك يبدو أنك نسيت من أكون "
" سيدة كوريا الأولى القادمة "
أجبتها فردت بسخط
" تبا "
قالتها و حاولت فتح الباب من جهتها فسارعت بامساك ذراعها ثم اقتربت مميلا جسدي قليلا عليها و سحبت كفها الأخرى التي تحاول فتح الباب بها
" أعتذر سيدة تشو "
قلتها مبتعد بسرعة و هي عادت تحدق بي
" حسنا يبدو أنني تصرفت بطريقة مندفعة فعلا "
" أساسا لا أدري ما الذي أتى بي إلى هنا "
حينها رسمت بسمة و أشحت عنها أنظر نحو الخارج
" بالمناسبة "
و أعدت نظراتي لها فحدقت بي
" لم تخبريني من فعل بك ذلك ؟ و من أين تعرفين سونا ؟ "
وضعتها بخانة اليد ، لطالما كان طرح الأسئلة مهمتي و عملي الذي أتقنه أكثر من غيره و هي ردت
" معرفة قديمة بيننا "
" هل تعلمين مجال عملها ؟ "
" لا يهمني فقد كنت أعرفها من قبل "
" حسنا و لكن لم تجيبي عن سؤالي الآخر "
حينها رفعت نظراتها نحو نظراتي ، حدقت بعينيّ و ردت
" وقعت "
و أنا مرة أخرى رفعت كفي و حاولت وضعها على وجنتها
" عليك أن تكوني حذرة مرة أخرى "
لكنها أمسكت معصمي و منعتني من الاقتراب أكثر
" سوف أعتبر أن هذه المقابلة لم تكن بيننا سيد بارك ... بينك و بين زوجي عمل مهم جدا لحملته الانتخابية ولا يجب أن يكون بيننا حساسية حتى لا أكون سببا في اعاقة عمله "
قالتها لتترك معصمي و بسرعة فتحت الباب و نزلت لتغادر ، وضعت كفي على معصمي و حدقت بها بينما تبتعد
" سوف ترين ميوك كيف سوف يسقط ... يبدو أنكِ تحملين فعلا سر الهاوية "
بعد أن ابتعدت و اختفت عن أنظاري شغلت المحرك و غادرت نحو منزلي ، في النهاية تمت دعوتي و حرمي المصون للعشاء الليلة
*
وجدتني فجأة مدعوة للظهور معه في مناسبة اجتماعية
تشانيول و منذ زواجنا تعود تهميشي
صحيح أنني لم أكن سهلة و لكنه سلك معي طريق البرود حتى جعلني أكره كل شيء متعلق به و بحياتي معه
لولا ابني داي ما كنت لأتمسك بالحياة بهذا القدر
اخترت ثوبا بلون أخضر داكن ، طويل الكمين و طوله يصل لما تحت ركبتي
ثوب أنيق و محترم بذات الوقت ، شعري القصير سحرته بطريقة بسيطة و وضعت بعض المساحيق ثم أخيرا حملت خاتم زواجي ، رمز مقدس للجميع إلا لزوجي الذي يستبدلني كل ليلة بامرأة مختلفة
استقمت و حملت حقيبة يدي عندها سمعت جرس الباب فخرجت لأفتح و لم تكن سوى الفتاة التي استدعيتها حتى تجالس داي ليتما نعود
أساسا حتى في مناسبات كهذه تعودت العودة إلى المنزل في وقت مبكر و بدون زوجي المخلص
" مرحبا سيدة بارك ... أرجو أنني لم أتأخر "
" لا عزيزتي الآن فقط انتهيت من تجهيز نفسي "
فردت ببسمة بينما تحدق بي
" بالمناسبة تبدين رائعة جدا "
" شكرا لك ... تفضلي بالجلوس "
أشرت لها نحو غرفة المعيشة ثم سرت في الرواق ناحية غرفة داي التي كان بابها مفتوحا قليلا ، وقفت و عندما امتدت يدي حتى أدفع الباب رأيت زوجي يقف أمام المرآة يتفقد مظهره و داي خلفه
" أبي لما لا تأخذانني معكما ؟ "
" لأنه عشاء للكبار فقط داي "
" و لكن أنت وعدتني أن نخرج جميعنا "
" من جميعنا ؟ "
" أنت و أمي و أنا ... "
" حسنا داي أنا لا أزال على وعدي و لكن بعض الوقت فقط "
" إلى متى ؟ "
حينها التفت له و حمله ليقبل جبينه بقوة و رد بصوت مبتهج
" وعد مني لك يا رجلي الصغير أن ذلك سيكون الأسبوع القادم كأقصى حد "
رسمت بسمة صغيرة ، حتى و إن قلت من قبل أنه أسوأ أب و لكن في الواقع لم أرى أب يعامل طفله كما يعامل هو داي ، إنه يحبه بقدر لا يمكن وصفه أبدا ، هو يمنحه كل ما يمكنه منحه ، الوحيد الذي يعطيه بدون مقابل و الوحيد الذي يبتسم بصدق عندما يكون معه
طرقت الباب فوضعه على الأرض و التفتا لي بينما أفتحه
" بت جاهزة و الجليسة وصلت "
عندها أمسك بكفه و سحبه معه
" اذ هيا "
تركنا داي معها و هو وقف أمام الباب يودعنا ، صعدنا للسيارة فلوح داي لي من جديد فرفعت كفي و لوحت له ، شغل تشانيول المحرك و انطلق بعد أن لوح هو الآخر لداي و بمجرد أن ابتعدنا اختفت كلتا البسمتان اللتين كانتا مرسومتان على وجهينا ، نحن لا نبتسم لبعضنا و لا نمنح بعضنا أي قدر من الحب الذي تستحقه علاقتنا
*
أحاول منح نفسي الكثير من الفرص
جربت الكثير من قبل التعلق بالناس لكن لم أجني منهم سوى الخذلان و الغدر
لذا قررت بعد كثير من اللطمات التعيسة أن أعلم قلبي القسوة
الوحدة هي مؤنسي حتى وسط جمهور من الناس
حتى و الجميع يحسدني الآن على حياتي
لو فقط تدرون أنني أحسد أبسط امراة في البلاد
أحسد تلك الأم التي تركض هنا و هناك حتى تجني لقمة أطفالها ، أحسد تلك المرأة التي لم تجد سوى غرفة صغيرة تأويها مع زوجها الطيب
فقط لو تدرون صعوبة الحرب الدائرة بصدري ... و مع هذا لا يمكنني التخلي عن أي شيء سميّ باسمي و قيل أنه لي
ما أحسد عليه النساء لا يمكنني الحصول عليه لذا سوف أتمسك بما أملك
تنهدت بينما أحدق بأنوار الشارع المظلم الذي نمر به حينها شعرت بكه على كفي ثم اقترب ليهمس لي
" ميوك ... لم تخبريني لما زرت الطبيب ؟ "
حينها أغمضت عينيّ و شعرت بالكره نحو نفسي ، كرهت أنفاسه القريبة و كم باتت كريهة بالنسبة لي
سحبت كفي من تحت كفه و التفت له أردّ
" كن مطمئنا فزيارتي لم تكن بسببك ... فحص روتيني "
عندها عاد يمسك بكفي و رفعه إليه يقبله
" أنت تدرين أنني لا أتحكم بنفسي عندما أكون غاضبا "
" مللت من هذه الحجة سونغ هون "
" و أنا ليس لدي غيرها "
قالها ليسحب كفه و التفت للجانب الآخر
" عليك أن تتصرفي كزوجة عاشقة سعيدة أمام السيد بارك و زوجته "
ثم التفت لي من جديد
" و من الجيد لو تصبحان أنت و زوجته صديقتين "
لم أجبه لأنني تعبت منه و من أسلوبه ، لا يضعني سوى برواز يؤطر حياته الشخصية التي تساهم بطريقة ما في حياته السياسية ، أمتنا أمة مسكينة و لكن بذات الوقت غبية لأنها تضع أحكامها و تقرر اختياراتها وفق أمور تافهة غير حقيقية
وصلنا للمطعم و لم يكن السيد بارك و حرمه قد وصلا بعد فتم اقتيادنا للطاولة المحجوزة مسبقا بما أنه واحد من أرقى المطاعم في المدينة ، جلسنا و كان سونغ هون مقابلا لي و المكان بجانبي فارغا بينما المكان بجانه فارغا كذلك
وضعت حقيبتي على جانب الطاولة حينها تقدم النادل
" سيدي "
قالها بينما يقدم لائحة الطعام له لكن الآخر نفى
" ليس الآن فنحن ننتظر ضيفين "
ابتسم مع انحناءة طفيفة ليغادر و أنا تنهدت بينما أحدق حولي حينها شعرت بكف سونغ هون على كفي و عندما وجهت له نظراتي كان ينظر لوجهي و اعتلى نظراته الأسف
" آسف "
" لأجل ماذا ؟ "
حينها سحب كفه و حدق ناحية المدخل ليرسم بسمة كبيرة على وجهه ثم استقام و أنا التفت فلم يكن سوى السيد بارك ، يتقدم زوجته بينما يبدو فأبهى حلله ، كانت بسمة ثقة تعتلي وجهه و لكن من خلفه زوجته كانت تسير بينما تتمسك بحقيبة يدها بملامح لا يمكن قراءتها ...
استقمت أنا الأخرى ما إن وصلا إلينا و سونغ هون رحب بهما
" و أخيرا وصلا ضيفينا "
" آسف على التأخر سيد تشو "
قالها السيد بارك ليقف بقربه و يحيه ثم سحب زوجته بخفة اليه و تحدث
" سيد ، سيدة تشو أقدم لكما زوجتي بارك دانبي "
قالها ببسمة و هي ابتسمت لتمد كفها أولا ناحية سونغ هون الذي قبل كفها كتصرف نبيل منه ثم التفتت لي و قدمت لي كفها لأحييها
" تشرفت بمقابلتك سيدة تشو "
" الشرف لي سيدة بارك "
قلتها راسمة بسمة على وجهي ، بسمة ثقة و قوة عكس ما كنت عليه قبل دقائق قصيرة ، ثم مدّ السيد بارك كفه ناحيتي فكنت مضطرة لمد كفي له فقبلها و لكنه تعمد أن يكون بطيئا فشعرت بشفتيها على ظهر كفي و في تلك اللحظة رفع نظراته ناحيتي و رمقني بنظرات ذات معنى عميق فابتسمت بتوتر و حاولت سحب كفي
" تفضل بالجلوس سيد بارك "
قلتها ما إن ترك كفي و عدت أجلس ، كانت جلسة يملأها الزيف فلا أحد يحب الآخر ، لا سونغ هون يحب السيد بارك و لا السيد بارك يضمر له التقدير
أما زوجته فكانت تلتزم الصمت طيلة السهرة و لم تواتي بقول أي شيء حتى حدثها سونغ هون
" سيدة بارك هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟ "
حدقت بزوجها الذي حمل كأسه يرتشف منه ثم بي و أنا ابتسمت لها و أشرت لها
" هيا "
أعلم أن سونغ يحاول أن يجمّل أكثر من صورته و ما إن صارا بعيدين حتى وضع السيد بارك كأسه و حدق بي ، حدق بي كلي و لم تكن نظراته مجرد نظرات بريئة فحاولت اخفاء توتري و انزعاجي عندما حملت كأس نبيذي و تحدثت بينما أرمقه بنظرات القوة و الثقة
" سيد بارك يبدو أنك لست ذلك الزوج الغيور "
فوضع كأسه ليرد
" الرجل يشعر بالغيرة عندما يحب "
قالها و أرسل نظراته لزوجته و سونغ هون الذي يرقصان ثم أعاد نظراته لي و ابتسم
" تبدين فاتنة للغاية ... لم أراكِ يوما و لم أعجب بمظهركِ "
" أنت تجيد المغازلة و لكن حاذر فليست جميع النساء قابلات لذلك "
ابتسم ثم استقام و اقترب ليمد كفه لي
" لي الشرف أن تشاركيني بهذه الرقصة "
حدقت بكفه الممدودة ثم رفعت نظراتي اليه ، لا أنكر أنه وسيم و رجل قادر على سحب أوفى النساء إليه ، رجل لديه جاذبية عالية فاقت جاذبية نيوتن
وضعت كفي بكفه و استقمت لنسير معا لحلبة الرقص و عندما وقفنا وضع كفه على خصري و قربني منه بينما يمسك كفي الأخرى و تحركنا معا على أنغام الموسيقى الهادئة ، لم يلتزم بالبعد الذي يفرضه الاتيكيت و شعرت بأنفاسه أقرب الى رقبتي فهمست له
" هلا جعلت بعض المسافة سيد بارك ؟ "
لكنه رد برد لم أتوقعه أبدا
" أنت تعجبينني ميوك جا "
أبعدت نفسي عنه قليلا رغما عنه بينما لا زلنا نتحرك و حدقت في عينيه ، فكان واثقا
" لم أتعود دفن مشاعري "
" أنا امراة متزوجة ... و أنت كذلك لك زوجة و هي قريبة "
" أنا فقط أخبرك عن اعجابي بكِ "
حينها انسحبت من بين كفيه و سرت إلى الطاولة لآخذ حقيبتي و اتجهت نحو الحمام ، اختليت بنفسي متنفسة بقوة ، أنا امراة محرومة المشاعر تعاني قلة الحب و فرط القسوة و هذا الرجل اللعوب بتقربه مني بهذه الطريقة سوف يذيب حبال قوتي و قسوتي
حاولت تهدئة نفسي و تنفست الصعداء ، رتبت نبضاتي ثم وضعت أحمر الشفاه الذي زال بفعل الطعام و الشراب ، هممت بالخروج و ما إن تركت باب الحمام حتى شعرت بكفين يدفعانني نحو الجدار ، تفاجأت و رفعت نظراتي فلم يكن سوى هو من فاجأني بقبلة سرقها مني فشعرت أنني سرقت لحظة سعادة من الجنة
نهاية الفصل الرابع من
" المعارض - ارتواء "
أتمنى أنكم استمتعتم بالأحداث و الحوارات
تشانيول
ميوك
دانبي
سونغ هون
توقعاتكم للقادم ، طبعا القادم بعد رمضان ان شاء الله
و كل سنة و أنتم بخير ، إن شاء الله يكون شهر الخيرات و البركات و الغفران
و إلى ذلك الحين كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro