الفصل الحادي عشر
مساء رفع الضغط * فايس ضاحك
استمتعوا
*
هناك أصوات سوف تتردد بعقولنا
كلما حاولنا عدم الاصغاء لها كلما بدأت تصخب شيئا فشيء
و صوت دقات هذه المرأة بين ذراعيّ بدأت تصخب حتى تصل مسامعي
بدأت أنظر نحوها نظرات مختلفة لكنني أحاول بكل جهدي توجيه نفسي حيث أريد و حيث رسمت خطواتي منذ البداية
علاقتي معها علاقة مصلحة بالدرجة الأولى و متعة
هي تعرف الحدود التي يجب أن نتوقف عندها
تدري أنه مهما طال أمد صداقتنا سوف تنتهي بيوم
الفرق بيني و بينها أنني بت على دراية متى ستنتهي لكن هي لا تعتقد أن النهاية قريبة
لكن ما أنا متأكد منه أنها لن تعترض على النهاية
ليست ذلك النوع من النساء اللواتي يثرن ما إن يشعرن بالطعنة في ظهورهن
ميوك مهما بدت قوية و سيئة لكنها في النهاية ليست سوى امرأة أتعبها الزمن و تبحث عن يوم راحة و سعادة ، سوف تكون راضية بيوم واحد فقط
في حوض الاستحمام المليء بالمياه الدافئة حركت كفي على ساقها ثم قبلت كتفها بينما أضمها كلها بين ذراعيّ من الخلف
" أتدري "
همست بهدوء و أنا رفعت رأسي و شفتيّ عن كتفها ، حدقت بنا من خلال المرآة الكبيرة المقابلة فأغمضت عينيها و أسندت رأسها على صدري ، أشعر بارتخائها في حضني ، فهل أجلب لها الراحة و الآمان لهذا الحد ؟
في أي لحظة قد يسقط الستار ولا نجد نفسينا سوى محاصرين برجال زوجها ، ألا تخاف الموت على يديه ؟
" ما الذي يجب أن أدريه ميوك ؟ "
" بت لا أخاف من سونغ هون "
فتحت عينيها و التفتت لي بجانبية و أنا ضممت خصرها العاري بذراعيّ ، عندما تذكره لا أدري لما أريد محوه ، تنتابني رغبة بابقائها بعيدة عنه و أكره أنه زوجها و يلمسها مثلما أفعل الآن
" من البداية ما كان يجب أن تخافي منه "
قلتها بنبرة ظهر من خلالها أنني منزعج و هذا جعلها تلتفت لي كلها و حدقت بعينيّ ، ضمت وجنتيّ بكفيها المبللتين و رسمت ابتسامة واسعة
" لحظة كنت تتحدث بنبرة هادئة و مختلفة فلما شعرت الآن أن هناك غضب بنبرتك ؟ "
" أنا أكره سونغ هون "
" لكن غريب أن تكرهه و تقدم له دعمك بذات الوقت "
" انها المصالح ميوك "
" أدري و لكن ... "
" لكن ماذا ؟ "
حينها نفت و عاودت رسم البسمة على ملامحها الجميلة و اقتربت أكثر تسند جبنها على جبيني و تداعب أنفها بأنفي
" لقد أعجبتني نبرتك و نظرتك بالمناسبة "
و من خصرها صعدت كفيّ تلمسها بخفة حتى احتضنت وجنتيها و قربتها اليّ أكثر أقبل شفتيها التي تجبرني على النهل منهما كلما رأيتها أمامي ، أخاف أن تسيطر علي الرغبة و نحن وسط الناس ... الناس الذين يجب أن تبقى علاقتنا محجوبة عنهم و طي الكتمان
أمسكت بخصلاتها الرطبة و أبعدتها عني متنفسا بقوة
" ما الذي يوجد بكِ ولا يوجد بجميع النساء ؟ "
حدقت بعينيّ و فجأة امتلأت عينيها بالدموع و اقتربت لكن هذه المرة عانقت ذراعيها رقبتني و ضمتني ، هي المرأة التي أشعر أن قلبها يحتضنني دائما كما شعرت الآن أنها بحاجة ماسة لحضني
*
تمددت على السرير بينما لا تزال المنشفة على خصري و صدري عاري و ما هي سوى ثواني حتى شعرت بميوك تضع كفها على صدري و تسند رأسها هناك كذلك ، ضممتها لي ، أجل أشعر برغبة في ضمها و تقبيلها و فعل كل ما يفعله الرجل مع امرأة توقظ رجولته بمجرد همسة منها
كانت ترتدي قميصي الأبيض و شعرها لا يزال ندي و أنا حركت أناملي عليه ، ضغطت على نفسي و نبست بهدوء
" اليوم كنت تلبسين الساعة لذا يجب أن تنهي قصتك "
فردت بهدوء
" أجل ... أنت محق فاليوم يجب أن تنتهي قصتي "
ضمت كفها التي كانت على صدري و أنا حدقت بها و رأيت كيف تشد عليها بقوة ، الأمر سيكون مؤلم كثيرا بالنسبة لها و لكن ليس لدي طريقة أخرى ، ليس لدي طريقة أقوى و أكثر ضمانا للقضاء على سونغ هون الوغد
أدري أن حتى هذه اللحظات ، لحظات الخيانة المسروقة لن أكون قادرا على عيشها مرة أخرى ما إن أقدم على فعلتي
كُتب عليها دائما أن تكون قربانا و أنا منذ زمن كنت أمسك هذه القرابين و أقتادها نحو قدرها
خرجت أنفاسها على شكل تنهد عميق و باشرت سرد ما تبقى من حكايتها
" مرت سنتين علينا و نحن هناك ، بين الفترة و الثانية كانت تموت احدانا ، اما بسبب التعذيب لأنها رفضت مواصلة ما كنا نجبر عليه أو لأنه تم اجهاضها بطريقة غير صحيحة أو بسبب الأمراض الجنسية ... "
" كيف كان يتم تعذيبكنّ ؟ "
" أنا عذبت مرتين ، المرة الأولى كانت بقص شعري ، أذكر ذلك اليوم ، لقد ضربني بشدة الجندي الذي رفضته و أبعدته عني حتى خلف أثرا على وجنتي ثم سحبني القائد و أجلسني وسط حضيرة كبيرة ، الكل اجتمع و جردني من ثيابي "
قالتها و شعرت بها تضع كفها على ثغرها و اعتدلت تجلس و أنا كذلك فعلت لأضع كفي على ظهرها ، لقد حاولت اخفاء دموعها و شهقاتها عني لذا ربت عليها و نبست بهدوء
" اذا كنت لا تشعرين أنك بخير فيمكنك التوقف ميوك "
لكنها نفت بدون أن تلتفت لي و واصلت بعد أن سيطرت على نبرة البكاء في صوتها
" جعلوني فرجة في البداية ثم جلدوني عدة جلدات ليحمل القائد المقص و اقترب مني ، أمسك ضفيرة شعري الطويلة و بدأ بقصها ، لقد قص شعري كله و جعلني في مظهر بشع و وسط كل تلك النظرات لم أجد سوى سونا التي ركضت لي و ضمتني بغطاء كانت تحمله "
حينها رفعت حاجبي باستغراب
" تقصدين كيم سونبوك ؟ "
فأومأت مواصلة
" سونا هناك كانت ذات سلطة ، نحن كنا ننظر لها بعين الاحتقار و الكره لأنها كانت تخضع لهم برغبتها و كانت تنال الكثير من العطايا و الهدايا مقابل تواطئها ، هذا ما كنا نعتقده و لكن كل شيء تغير بنظري عندما جلست معها و تحدثنا ، هي كانت محقة ، نحن مهما قاومنا كنا نُغتصب و يتم التنكيل بنا و بأجسادنا فلما نعرض أنفسنا للعذاب و نحن في النهاية لنا نفس المصير ، لقد كانت طريقتها بحماية نفسها بينما تخطط للهرب في كل مرة "
لم أجد في الواقع ما أقوله ، هذه القضية حساسة للغاية و أنا لا أريد أن أقول كلاما يظهر مدى انسانيتي ثم أبعد القناع ، أنا منذ البداية أنوي استغلال هذا الأمر بشكل غير انساني
" مرة كنت أشعر نني لست بخير و عندما أخبرت سونا قالت أنها تشك أنني حامل ، زاد خوفي و كنت في كل لليلة أدعوا ألا يتم سحبي ، إن هم اكتشفوا أمري سوف أموت ، هذا ما كنت أفكر به ، خصوصا بسبب الطريقة التي كانوا يعتمدونها "
" أي طريقة تقصدين ؟ "
قلتها معكرا حاجبيّ فالتفتت ناحيتي و مسحت دموعها من على وجنتها
" لقد كانوا يسخنون أسياخا حديدية طويلة ثم يدخلونها بالرحم ، لقد كانت هذه الطريقة قاتلة و يتم استخدامها مع كل فتاة باتت تحمل الكثير من الأمراض أو كثيرة التمرد "
" و أنت ؟ "
" لم أكن مريضة ولا أدري كيف نجوت من تلك الأمراض فعلا كذلك قللت من تمردي "
" لقد أجهضت الجنين أليس كذلك ؟ "
أومأت لتفيض عينيها بالدموع من جديد و وجدتني أسحبها لي ، ضممتها و حركت كفي على ظهرها مخففا عنها ، من نظراتها نحو داي أدركت كم هي تتوق لتكون أما
" أجل سونا هي من تحدثت مع الطبيب و لكن الأمر كان له آثر عليّ و بت غير قادرة على الانجاب "
" اذا تم انقاذ حياتك و في المقابل بت غير قادرة على الانجاب "
" أجل "
أبعدتها عني و حدقت بعينيها الدامعة ثم ضممت وجنتها و بابهامي مسحت دموعها
" ما الذي حدث بعدها ؟ "
" بعد اجهاضي حرصت سونا على ابقائي بعيدة عن أيدي الجنود حتى أتى يوم و وجدناهم يسوقوننا من جديد إلى العربات ، عربات السلع خاصة بالقطارات ، لم يكن عددنا كبير مثل الوقت الذي قدمنا فيه إلى هناك ، كذلك لم نكن نعلم أين يتم اقتيادنا إلا أننا بالتأكيد كنا نعلم أننا ذاهبات نحو مصير بشع "
" كانت سنة 1945 م "
" أجل ... تم اعادتنا من حيث جلبونا ، أعادونا إلى كوريا لكن ليتهم قتلونا و لم يعيدونا "
" لما ؟ "
" لقد طردنا من طرف أهالينا ... أبي و أمي لم يفتحا لي الباب رغم ترجيّ لهم و أبي كان يصرخ من خلف الباب و يقول أن ميوك جا ماتت ، لقد ماتت في انفجار و دفنها بيديه "
" هذا قاسي "
" في النهاية لجأت إلى سونا التي منذ البداية قررت أن تذهب إلى العاصمة ولا تري وجهها لأحد ، لقد كانت أكبرنا سنا و أكثرنا خبرة في الحياة ، كانت تبدو لنا قاسية و امرأة غير سوية الأخلاق لكنها كانت طريقتها لكي تعيش "
" اذا هل كنت تعملين لديها ؟ "
أومأت و مع بسمة متألمة هي نفت فلم أفهم ما تريد قوله
" عملت و لم أعمل ، سونا كانت تحبني لحسن حضي فكانت تجعلني أجلس على طاولات الزبائن و أقدم لهم الشراب مستخدمة اسمي الياباني الذي منح لي في المعسكر ، كنت أعمل على جعل الزبون يثمل و من تم يتم استبدالي بفتاة أخرى ... إلى أن وقع الأمر مع سونغ هون لكن حيلتنا لم تنطلي عليه لكنه قال أنه أعجب بي و سيطلبني للزواج ، كنت سعيدة وقتها بعرضه و رأيت فيه منقذي قبلت و توهمت أنني أحبه ، في البداية كان يعتقد أنني فعلا يابانية و هو كان ولاءه لهم ، قرر تغيير اسمي لأنه كان رجلا سياسيا يشق طريقا صعبة في بلاد لا يزال الدمار يملأها فلا يجب أن يكون ما هو ياباني في محيطه و وقتها أخبرته عن قصتي فلم يمانع استخدامي اسمي الحقيقي "
*
نحن في كل مرة نحاول ايجاد المبررات لمن حولنا
و أنا أكثر امرأة بحثت عن المبررات لزوجها الخائن
لقد وعد داي أن يتناول طعامه معه قبل أن يخرج لكنه خرج يركض و بدون حتى أن يستجيب لنداء داي له
صغيري جلس طويلا على الطاولة منتظرا اياه رافضا أن يصغي لي
أدري أنه ذهب لها و أنه لن يعود الليلة ، أدري أنه بأحضانها و نسي ابنه الذي كان يجعله دائما الأول في قائمته
رفض داي بحزن أن يتناول عشاءه و خلد للنوم و أنا جلست في غرفة المعيشة منتظرة عودته طويلا
كنت غاضبة للغاية و أتوعده لكن أعلم أنني لن أتمكن من فعل شيء
و لم يفتح الباب إلا عندما دقت الساعة الثالثة صباحا
تقدم يدخل و أقفل الباب بهدوء ، سمعت صوت المفاتيح عندما وضعهم على الطاولة التي بجانب الباب ثم تقدم و عندما أصبح بقربي أضأت المصباح الذي بجانبي و استقمت
توقف محدقا بي و أنا ضممت ذراعي لصدري فحاول تجاهلي و المرور و أنا سارعت بقول ما يضايق صدري
" هل باتت تلك الحقيرة أهم من داي بالنسبة لك ؟ "
حينها توقف و التفت معكرا حاجبيه بغضب ، ليس له الحق أن يغضب
" دانبي هذا ليس وقت الشجار "
" لقد وعدت ابنك أن تتناول معه الطعام ثم ركض اليها تاركا اياه على الطاولة .... ألهذه الدرجة تسلبك عقلك ؟ "
حينها شد على كفه ثم فتحها و مررها على ملامحه ليهمس
" تبا "
" داي كان حزينا للغاية و انتظرك حتى وقت متأخر لأنه قال أن والده عندما يعده بتناول الطعام معه دائما ما يفعل و عندما لم تعد كُسر قلبه و نام "
تقدم أكثر ناحيتي و رد بتبرير أخيرا
" بالتأكيد أنا لم أقصد ... لقد طرأ أمرا حينها و نسيت وعدي كليا لداي "
" عليك أن تكون أكثر حرصا معه ... لا أمانع أن تخونني ، صدقني بات الأمر آخر همي لكن أبعد تلك المرأة عن حياتك ، سوف تدمرك و تدمر مستقبل داي "
حدق بعينيّ و أنا شعرت بنفور كبير منه رغم حبي الكبير له و غادرت
*
في أعمار كبيرة لا نجدنا نتصرف سوى كالمراهقين
هناك أشخاص ما إن يضعوا كفوفهم على قلوبنا حتى يخرجوا كل ما فينا
و تشانيول عندما وضع كفه على قلبي ، عندما سرقه مني جعلني أتصرف على غير سجيتي
أو حرى بالقول على سجيتي ، من قبل أنا لم أكن على سجيتي
من قبل لم أكن ميوك لكن الآن حتى مع آثامي أشعر أنني عدت لنفسي القديمة
عدت أشعر بمدى براءتي مع أنني أبدا لست نقية
أدري عن كل التهم الموجهة لي و لكن لا يمكنني سوى أن أمضي في طريق الجحيم الذي لا عودة منه
ودعت تشانيول الذي غادر و بعد أن أقفلت الباب فقط تذكرت الملف الذي جلبته له
سرت نحو الحقيبة ثم أخرجته لكنني تراجعت
تشانيول بما أن مصالحه مع سونغ هون لن يقدم على أذيته
سوف أبقيه مع سونا و إن حاول فعل شيء سيء لي أو لتشانيول سوف أخرجه و أستخدمه
أعدته للحقيبة ثم ارتديت ثيابي و تجهزت ، وضعت ساعة الحظ على معصمي و ابتسمت عندما مررت أناملي عليها
جلست في المقعد و راقبت النافذة متحينة شروق الشمس حتى أغادر ، أمر لسونا ثم أعود للمنزل
و كذلك فعلت ، بمجرد أن اشرقت الشمس أخذت سيارة أجرى و ذهبت لسونا التي بان على وجهها الخوف لكنني طمأنتها و وضعت لديها الملف و عدت للمنزل
كان الوقت لا يزال مبكرا و حتى ييجي سوف تكون غير مستيقظة ، تسللت عبر الباب الخلفي ثم عبر باب المطبخ و من هناك نحو غرفتي عندما أبعدت حذائي ذو الكعب و صعدت الدرج
فتحت الباب و أقفلته بهدوء ساندة نفسي عليه مغمضة عينيّ ، تنفست براحة و ما كدت أرسم بسمة الهدوء حتى سمعت صوته
" أين كنتِ يا سيدة ؟ "
فتحت عيني و التفت بسرعة فلم يكن سوى سونغ هون الذي وقف وسط الغرفة و ضم ذراعيه لصدره
كانت نظراته غاضبة و مهددة لذا تركت حذائي يقع و اقتربت بينما أحاول نسج أسرع كذبة خطرت ببالي
" سونا كانت مريضة و بحاجتي "
قلتها و وضعت عيني بعينيه غير مبعدة اياها لكنه كالعادة يتصرف بهمجية و وحشية فقد صفعني بقوة و أمسك ذراعي يحركني بعنف
" كم مرة أخبرتك أنه لا يجب عليك مقابلتها ؟ خصوصا في هذا الوقت، أنا لم أخرج من مأزقي بعد و ها أنت تحاولين هدم ما أقوم ببنيانه "
وضعت كفي على وجنتي و امتلأت عينيّ بالدموع و وددت لو أمكنني الصراخ في وجهه و اخباره كل شيء
سوف يقتلني لكن طاب لي أن أموت و أنا على دين حبيبي ، لن يهمني شيء بعد الآن لكن ... لكنني جبانة في النهاية ، أنانية و لا زال الطمع بالسعادة يسيطر علي
وضعت كفي على وجنتي و رفعت نظراتي نحوه فرفع سبابته بوجهي مهددا
" ميوك لا أريد تصرفات متهورة بعد الآن ... إلى أن يتم انتخابي عليك أن تقيسي تصرفاتك بالمسطرة و القلم ، هل فهمتي ؟ "
تجاوزني ليغادر الغرفة و لكنه توقف و سمعت فقط صوته اللعين
" آه بالمناسبة "
لم ألتفت له ، لن أفعل ولا أريد أن أفعل ، فقط أتمنى لو يمكنني الهرب من كل شيء
" يجب أن تبدئي بالتحضير لحفلة ... سوف نقيمها في الفندق لكبار الشخصيات و ندعوا لها حتى المنافسين ، أريدك أن تكوني لامعة و أن يكون كل شيء كما أرغب "
قالها و خرج ليقفل الباب و أنا رميت حقيبتي بقوة على الأرض ثم وجدتني أجثو ، لقد بكيت بقوة محاولة كتم صوتي ، يريد من الجميع أن يروني لامعة ، سوف يروني كذلك لنكهم لن يكون قادرين على رؤية النار المشتعلة تحت أقدامي ، تلك النار هي ما تجعلني لامعة و ليست السعادة التي يرسمها على وجهي
هو منذ البداية لم يرسم على وجهي سوى التعاسة ، و الحال لن يكون مختلفا أبدا
غيرت ثيابي و أخذت قسطا من الراحة ، تظاهرت بالنوم عندما عاد للغرفة و غير ثيابه ليغادر ، أتمنى أن يغادر بدون عدوة
بعدها فقط ارتديت ما يناسب يومي هذا و قررت الخروج و المرور بغرفة سوبين ، طرقت الباب بهدوء ففتحت بسرعة و كانت نظراتها لا تزال قلقة و خائفة مثلما تركتها أمس
لقد أمسكت بكفي و سحبتني للداخل تقفل الباب و تحدثت بلهفة
" أين كنت لقد انتظرتك كثيرا أمس و لم تعودي ؟ "
فأجبتها بصوت بارد قليلا
" سونا كانت مريضة و كان من الضروري البقاء برفقتها "
" ماذا حدث مع الدكتور دو ؟ "
لم أغرب بخوض التفاصيل معها ، هي تحتاج أن تكون مرتاحة لذا اقتربت و وضعت كفيّ على ذراعيها و مررتهما
" اليوم سوف تذهبين للفحص ، إن كانت الأمور جيدة و مؤشراتك الصحية بخير سوف يقوم بها اليوم "
حينها هتفت بفرح و سعادة
" حقا "
ضمتني تتمسك بي بقوة في حين لم أستطع مبادلتها ، لو فقط يمكنني أخذ مكانها كنت هربت إلى أبعد نقطة و جاهدت في ابقاء ابني على قيد الحياة
" أنا ممتنة لك جدا ميوك ... صدقيني لم أكن أعلم أنك امرأة صالحة "
عادت تضمني و أنا ابتسمت ببؤس ، أنا لست صالحة ، لم أكن و لن أكون يوما كذلك ... أنا امرأة خائنة و بائسة تبحث عن سعادتها ولا تستطيع الاستغناء عن الحياة الرغداء التي اعتادتها
لقد تجرعت الرغد و الاهانة بذات الكأس
أبعدتها عني و ربت على ذراعها
" غيري ثيابك و أنا سوف أخبرهم أنني متعبة و سوف ترافقينني لطبيبي لتكوني معي "
" حسنا "
تركتها في غرفتها تغير ثيابها و تتجهز و أنا نزلت للأسفل ، كان سونغ هون قد غادر بالفعل فسرت مباشرة نحو الهاتف الموجود في غرفة المعيشة ، حملت السماعة و اتصلت بعيادة الدكتور دو ، أخذت الموعد الذي حجزه لي أمس بنفسه و تأكدت منه ثم أقفلت و جلست في مقعدي منتظرة ييجي أن تحضر لي كوب الشاي الصباحي الخاص بي
و ما هي سوى دقائق حتى أقبلت تحمل الصينية و ابتسمت عندما رأتني
" تفضلي سيدتي "
أخذته منها بابتسامة و لكنني بسرعة وضعته و أمسكت جبيني متظاهرة ببعض التعب
" يا الهي ما الذي يحدث لي ؟ "
فاقتربت مني بهلع
" سيدتي هل أصابك مكروه ؟ "
رفعت كفي لأرفع رأسي حتى أجيبها
" أحتاج لزيارة الطبيب ... لا أشعر أنني بخير هذه الأيام "
" هل تريدين مني أن أرافقك ؟ "
فنفيت بسرعة
" لا ... سوف أطلب من سوبين أن تفعل "
فعكرت حاجبيها
" هل تعتقدين أنها ستقبل ؟ "
" لقد عقدنا هدنة منذ أيام و تبدو تصرفاتها جيدة و اياي "
" حسنا و لكن إن ... "
" سوف أرافقها ييجي "
التفتت ييجي نحوها و أنا رفعت رأسي كذلك ، تقدمت تدخل و جلست بقربي فطلبت من ييجي أن تجلب لها كوب عصير
" أحضري للآنسة كوب عصير قبل أن نغادر و بعدها أحضري لي حقيبتي من غرفتي لو سمحتي "
" حسنا سيدتي "
غادرت ييجي و بدت سوبين منزعجة فاقتربت هامسة
" أبقي على هدوءك نحن لا نريد لفت الأنظار ... ييجي ليست واشية لكن قد تقول شيء بدون أن تدري لذا كوني هادئة "
" حسنا "
قالتها و عندما أحضرت يجي كوب العصير هي فقط أمسكت به حتى أشرت لها من جديد
" اشربيه سوبين إنه مهم "
شربته لتضع الكأس و بعدها أحضرت ييجي حقيبتي لنغادر ، أتمنى أن يمر هذا الأمر على خير ، ربما وضع سوبين الآن هو أحد الأمور التي تجعلني أبقى و أتحمل المزيد من الإهانات
*
أكره عندما يأتي أمر يشغلني عن ابني
و أنا أمس تصرفت بدون أن أعود لعقلي كما تعودت
تركت القيادة لقلبي الذي دائما ما نذرته لابني وحده و لكن هذه المرة خذلته
أنبت نفسي و لم يغفو جفنيّ و منذ الاشراقة الأولى لأشعة الشمس أنا غادرت الفراش ، ارتديت ثيابي و دخلت المطبخ
لقد حضرت له فطورا حتى يبهج قلبه و أكفر عن غلطتي و ذنبي معه
لا بأس بعض الوقت و لن يكون لميوك وجود في حياتنا ، دانبي محقة هذه المرأة هي الوحيدة التي تمكنت من صرف انتباهي عن ابني و أمر كهذا ليس مقبول فقط لدانبي بل حتى لي ليس مقبول ، فميوك مجرد مرحلة من المتعة و ورقة أقاتل بها عدوي
جهزت الطاولة و حاولت ابهاج نفسي ، كل ما يحبه داي وضعته على الطاولة و عندما انتهيت وقفت أنظر للطاولة ، هل هي مثالية ؟
عندما هممت بابعاد المريلة سمعت خطوات قادمة من الغرفة و لم تكن سوى دانبي التي بسرعة اعتلى ملامحها الاستغراب ، بسرعة تهربت من نظراتها تلك و تحركت أمر بجانبها
" سوف أوقظ داي "
وصلت بقرب باب غرفته ففتحته بهدوء و مباشرة وقعت نظراتي على هيئته الصغيرة و الضئيلة ، وجدتني أبتسم بينما أترك المقبض و أقترب منه ، جلست على جانب السرير و عندما وضعت كفي على جبينه تحسست بعض الحرارة
دق قلبي الخوف فقربت شفتي منه ، قبلته و تحسست من جديد حرارته ، ليست مرتفعة كثيرة و لكن بالتأكيد هي ليست طبيعية
ابتعدت و وضعت كفي على وجنته الصغيرة و نبست اسمه بهدوء
" داي ... صغيري والدك ينتظرك أن تفتح عينيك "
و على صدى صوتي هو فتح عينيه الناعستين ، رفرف برموشه الطويلة عدة مرات محاولا استيعاب وجودي بجانبه و عندما تأكد من ذلك اعتدل بسرعة و ارتمى بحضني
" أبي ... أخيرا عدت "
شعرت بالأسى يملأ قلبي و ضممته لي بشدة ، إنه أغلى ما لي في الدنيا ، لا تضاهيه سلطة ولا مكانة ، لا يمكن لأي امراة أن تزيحه من قلبي ... إنه كلي بينما أنا هو الجزء الأصغر منه
إن حكايتي و داي لا يمكنني سطرها أو حتى وصفها بين السطور
" أنا آسف داي كنت مضطرا للخروج أمس و لكن اليوم قررت تعويضك "
ابتعد عن حضني و مثلما تعود هو ضم رقبتي بذراعيه الرفيعين و ابتسم بينما يحدق بوجهي
" لقد جهزت لك الفطور بنفسي و سوف نتناوله معا و لكن قبل ذلك عليك أن تأخذ خافضا للحرارة "
قلت آخر جملة بينما أضع كفي على جبينه فعبس لأنه أكثر مخلوق يكره الدواء
" أرجوك أبي أنا لست مريضا "
" هناك حرارة طفيفة داي "
قلتها لأستقيم و حملته، خرجت أسير نحو الطاولة و ما إن وصلت حتى ابتسمت لدانبي التي كانت بالفعل تنتظرنا
" حبيبتي رجاء أحضري خافض الحرارة الخاص بداي "
استقامت و بنظرات متفحصة و قلقلة تحدثت بينما تقترب منه
" هل داي مريض ؟ "
أجلسته في مقعده المقابل لمقعدها و هي وضعت كفها على جبينه و رفعت نظراتها ناحيتي
" ارتفاع طفيف في الحرارة "
" سوف أحضره حالا "
قالتها ثم دنت و قبلت رأسه لتغادر ، جلست أنا في مكاني و أخذت صحنه أملأه له
لقد كان سعيدا للغاية ، يفرك كفيه معا بينما يتحرك في مكانه بسعادة و أنا سوف أكذب إن قلت أنني لم أكن أكثر سعادة منه
بعد موت أمي التي منحتني حتى دموعها ، أنا لا يوجد لس سوى داي الذي سوف أمنحه دموعي
" هيا ابدأ بتناول طعامك حتى تأخذ الخافض و بعدها تتجهز للمدرسة "
حينها أسند نفسه على المقعد و تظاهر بالتعب
" أبي أنا مريض ما رأيك ألا أذهب للمدرسة ؟ "
" و تذهب معي للعمل ؟ "
حينها توسعت عينيه من جديد و دب فيه النشاط الذي حاول مداراته
" أجل "
" داي هل أبدو لك غبي ؟ ... سوف تذهب للمدرسة و لاحقا سوف نذهب في جولة "
" وعد ؟ "
قالها محدقا بعينيّ و أنا ابتسمت أومئ
" أجل وعد "
" متى ؟ "
" ليس اليوم داي فأنا سوف أكون مشغولا للغاية "
" حسنا سوف أنتظر يوم عطلتك "
" هكذا أحبك يا فتى "
قلتها مداعبا خصلاته التي طالت لذا فكرت ربما نذهب معا للحلاق و نحصل على تسريحتين متشابهتين
شرع بتناول طعامه و ما هي سوى لحظات حتى عادت دانبي و معها ميزان الحرارة و الخافض ، تذمر قليلا لكن في النهاية أخذه ثم غير ثيابه و حرصت أن أقف أنا و أودعه عندما مرت حافلة المدرسة التي تقله عادة
أقفلت الباب بعد ذهابه و عدت للداخل ، حملت سترتي أترديها ثم مررت بمكتبي لآخذ بعض الأوراق المهمة و عند خروجي كانت دانبي تقف هناك
حدقت بي و أنا لم أكن في مزاج جيد حتى أجاري شجاراتها الصباحية لذا فقد فضلت تجاهلها و المرور لكنها أوقفتني بكلامها
" شكرا لأنك أبهجت داي "
و هذا أكثر تصرف مقته منها ، عندما تشكرني على فعل أقوم به لأجل ابني
التفت إليها و بنظرات بادرة و غاضبة أجبتها
" داي ابني في حال نسيتي "
نهاية الفصل الحادي عشر من
" المعارض - ارتواء "
أتمنى أنه أعجبكم + توقعاتكم للقادم ؟؟؟
و إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro