Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثاني و العشرون

مرحبا قرائي الغاليين

استمتعوا 

*


نحن لسنا سوى أوراق تعلقنا بأغصان الأشجار

أوراق نست أن الربيع لا يدوم ولا حتى زهوه

و الأغصان سوف تتخلى عنا في يوم

لست امرأة طيبة القلب كما أني لست تلك المرأة الفاضلة فقد تعودت بيع و شراء الأجساد كما فُعل بي يوما

أدرك جيدا أنني واحدة من الأشخاص الذي يرفضون الاعتراف بسوئهم لكنني بذات الوقت أنتظر أن تحل علي اللعنة

كل آثم حلت عليه اللعنة و آخرهم بارك الذي فجع بابنه الذي رحل عنه فجأة و لم يمنحه الوقت حتى ليستوعب ما الذي يحدث معه

لست أتهمه وحده بالاثم فكل منا آثم على طريقته ، هو على الأقل تلقى عقابه بسرعة فماذا عنا نحن ؟

شيء واحد أنا متيقة منه و هو أنه كلما طال الوقت كلما كان العقاب شديد

قلبي آلمني من أجل ابنه بالرغم من أنني لم أره من قبل ، ذهبت للمقبرة و وقفت بعيدا فرأيت كم كان منهارا غير قادر على تقبل ما وقع له ... في تلك اللحظة أدركت أنه لا يحتاج سوى حضن واحد يمده بالأمان و السلام الذين فقدهما بفقدان ابنه ، بل أراهن أنه فقدهما عندما غدر بميوك

لن أنسى نظرته النادمة ولا حتى اعترافه بحبه لها ، لقد كان في لحظات يصعب الكذب بها ، اتصلت بميوك و أخبرتها و أنا أدري تماما أنها لن تتركه في محنته هذه ، أنها سوف تفتح حضنها له

حبهما غريب للغاية و من البداية كل منهما كان في حاجة الآخر بشدة

كانا خائنين و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، إنه أمر سيء ارتبط بأسمى المشاعر و أنقاها و هاهو القدر كان كفيلا بحمله من قالبه المحرّم و وضعه في قالب آخر

مرّ أكثر من شهر على موت ابن تشانيول و كلما اتصلت بميوك و أخبرتها أنني أريد زيارتها تخبرني أنه ليس الوقت مناسب فحبيبها لم يكتفي من حداده على ابنه ، و هنا انتشرت الكثير من الاشاعات مفادها أن تشانيول و زوجته قد انفصلا

حملت فنجان القهوة الذي وضعته ييجي أمامي و انصرفت ، قربته مني حينها سمعت جرس الباب فوضعته و استقمت و عندما خرجت من غرفة المعيشة كانت ييجي تتجه نحو الباب فرفعت كفي أمنعها

" لا بأس سوف أفتح أنا فعودي لعملك "

أومأت مبتسمة لتعود و أنا تقدمت أكثر نحو الباب ثم فتحته فتوسعت عينيّ باستغراب ثم سرعان ما عكرت حاجبيّ

" أي فضيلة فعلتها بحياتي حتى أحضى بزيارة من مستشار رئيس دولتنا شخصيا "

رمقني بنظرات منزعجة ثم دفعني ليتقدم نحو الداخل مجيبا

" نحن بيننا معرفة قديمة فلا تتحدث بهذه الطريقة لأنني لن أفهمها سوى أنها استخفاف "

تركت الباب يقفل و تبعته ، إنه يعرف منزلي جيدا فكثيرا ما زارني مع كانغ ، أقصد فخامة الرئيس عندما احتاجت صفقاتهم مكانا أكثر أمانا من أروقة الحانة

جلست على المقعد مقابلة لمكان جلوسه

" هل تريد شرب شيء ؟ "

" لست هنا من أجل الضيافة سونا "

" اذا ما الذي أتى بك شخصيا لمكان مثل بيتي ... ؟ "

فرد بصوت بارد

" بارك "

" و ما دخلي أنا ببارك ؟ "

" نحن نعلم أنه على علاقة مع صديقتك ميوك ... زوجة تشو سونغ هون السابقة "

ارتبكت و اعتدلت في جلستي متسائلة

" هذا الكلام ليس من فراغ "

فابتسم يومئ

" أحسنت سونا ... لا تزالين فطنة "

" تحدث الآن ما الذي تريدونه منها ؟ "

" ليس منها ... لحمايتها ليس عليك سوى توصيل هذه الرسالة له "

أخرج ظرفا أبيضا متوسط الحجم من جيب سترته الداخلي ليضعه أمامي على الطاولة

" و أخبريه أننا لن نخضع لتهديداته بدون أن نفعل شيء ... نحن سوف نلحقه بابنه و بكل سهولة "

نقر عليه بأصابعه ثم استقام ليغادر لكن عندما بلغ الباب هو توقف و نبس من جديد

" يستحسن أن يصله اليوم "

غادر و أنا قربت كفي من الظرف و حملته و كل الخوف الذي أصابني كان خوف على ميوك ، هي لا تستحق بعد كل الذي عانته أن تتألم من جديد

استقمت متوجهة نحو غرفتي ، وضعت الظرف بحقيبتي ثم حملت معطفي و غادرت المنزل ، على تشانيول أن يحافظ على ميوك هذه المرة

*

الدموع تجف لكن الألم لا يختفي

ترسم الابتسامات على ملامحنا و حتى الضحكات لكن الفراغ الموجود في القلب لن يكون عامرا

سمحت لي ميوك ، المرأة التي أدركت أنني وقعت في الحب فقط عندما أحببتها ، هي سمحت لي البقاء جانبها و كثيرا ما مسحت على قلبي و هذبت بعضا من آلامه ، جلست و اياي تستمع لحديثي عن داي ثم شاركتني البكاء عليه

لقد علمتني ما معنى الحب ، علمتني أن العطاء في الحب أهم بكثير من الأخذ

وضعت فنجان القهوة عندما هي أقفلت الباب و غادرت المنزل ، بوجودي معها اكتشفت الكثير من الأمور التي لم أنتبه يوما لوجودها بها

أنا من قبل كنت فقط أرى بها صورة المرأة الجميلة ، صورة المرأة التي ترضي رجولتي

لكن اليوم أرى بها صورة المرأة البسيطة و الحنونة ، أرى بها المرأة التي تضم جروحي

في الوقت الذي مرّ علينا و نحن معا هنا لم نكن صديقين يفعلان ما لا يجب على الأصدقاء فعله

كنا فقط شخصين يواسيان بعضهما ، كنا صديقين نقدم لبعضنا فقط ما يتوجب على الأصدقاء فعله

حتى أنني و منذ أيام كثيرة اتخذ غرفة المعيشة و على الأريكة أمام المدفأة مكانا أنام به و عندما يجافيني النوم تشاركني ميوك الجلوس و الفضفضة

خرجت من شرودي لأستقيم عن الطاولة ثم حملت فنجاني و سرت به نحو حوض المطبخ و هناك غسلته لأضعه بمكانه ، اقتربت من الباب لآخذ سترتي و أرتديها فوق ثيابي السوداء

خرجت من البيت و اتجهت نحو غرفة المعدات الصغيرة و من داخلها أخذت الفأس الخاص بتقطيع الخشب

و هذا أكثر ما أفعل هنا ، أقطع الخشب فتخرج صرخاتي و دموعي على شكل جهد أنهك من بذله في آخر اليوم ، كثير من السيدات الكبيرات في العمر و التي يسكنّ في أماكن قريبة باتت تحضرن خشبهن حتى أقطعه لهنّ

و هاهو الوقت ينقضي بينما أعمل و مع كل ضربة على الخشب صورة داي و هو ميت لا تغادرني ، صوته و هو حي لا تتركني ... إن ما حدث لنا يا صغيري صعب للغاية ، الغدر الذي تعرضنا له أنا و أنت لم يكن سهلا و لكن ما يهوّن علي مصابي أنك رحلت ولا زلت متأكد أنني وحدي والدك ، أنني وحدي حبيبك الأول و الأخير

غزت ذاكرتي و فكري كلمات دانبي و هي تخبرني أنني لست والده فضربت الخشب في تلك اللحظة بقوة حتى أفسدته تماما ، شددت على ذراع الفأس بكفي لأرفع رأسي نحو السماء لأغمض عينيّ حينها سمعت صوتا من خلفي

" هل تعجبك الحياة هنا ؟ "

التفت بسرعة فلم تكن سوى سونا ، ترتدي معطفا أبيض و تحمل حقيبتها التي تعلقها على ذراعها و تبتسم بخفوت لي

" سونا ... "

همست باسمها فاقتربت أكثر و فاجأتني عندما ضمتني بخفة و ابتعدت لتقول بصوت آسف

" بالرغم من أنه متأخر لكن أنا أقدم لك تعازي على ما فقدت "

أومأت بحزن و هي واصلت

" فقدان الابن هو أكثر الأمور سوء التي من الممكن أن تحدث للانسان "

" أنت محقة "

الكلام هرب مني و تاه عني فبت لا أحسنه سوى مع ميوك ، إنها وحدها من ستستمع لي و أنا لا أكف الحديث عن داي ، مع غيرها لا يمكنني ذلك حتى لو أحببت أن أفعلها بشدة

تلفتت هي حولها ثم أعادت نحوي نظراتها و تساءلت

" أين ميوك ؟ هل هي بالداخل ؟ "

فنفيت مشيرا نحو الطريق الفرعي الصغير المؤدي للبلدة

" ذهبت للبلدة ... لديها عمل هناك "

و هاهي نظراتها تكون أكثر جدية

" هكذا سوف نتمكن الحديث بحرية أكثر "

قالتها فعكرت حاجبيّ مستغربا

" ما الذي تريدين الحديث فيه ؟ "

ففتحت حقيبتها لتخرج منها ظرفا أبيض و اقتربت أكثر بينما تمد كفها التي تحمله ناحيتي

" أتيت لتوصيل هذا لك ... بعد أن تقرأه سوف نتحدث "

وضعت الفأس بجوار الخشب على الأرض ثم أخذته منها لأفتحه ، أخرجت الورقة التي بقلبه و بدأت أقرأ و مع كلمة شعرت أن النار تشتعل من جديد في صدري ... الحقير كانغ يهددني من جديد و هذه المرة يضع ميوك نصب عينيه

ضممت كفي على الورقة و نبست بغل

" الوغد "

حينها هي نبست بعد أن رأت رد فعلي

" و الآن اسمعني ... من قبل آذيت ميوك و لم يكن في يدي فعل شيء ، هي حتى لم تتهمك و ظلت على حبك و أنا كذلك رأيت كم تحبها لذا انسحب من هذا السجال فأنت لست ندا له ولا أريد أن تتأذى ميوك بسببك "

" و هل تعتقدين أنني قادر على تحمل خسارة أخرى بحياتي ؟ ... هي وحدها من تعينني على الحياة "

رميت الورقة بقوة على الأرض أدوسها مواصلا

" في ظلام همومي أنا لم يتسنى لي التفكير بأي شيء و الآن هو يقول يجب أن أقدم له الملف الذي بيدي "

" أي ملف ؟ "

تساءلت هي و أنا نفيت

" لا أدري أي ملف يتحدث عنه ... تبا لي "

و بشك هي أمسكت كفي و شدت عليها

" هل أنت متأكد أنك لا تدري ما الذي يتحدث عنه ؟ "

حينها سحبت كفي من كفها بعنف و أجبتها

" أجل ... كانغ الآن يحاول تصفية حسابه معي و يمنحني يومين فقط "

" اذا تحدث معه و أخبره أنك لا تمتلك شيئا "

" هذا ما سأفعله "

قلتها و سرت نحو المنزل ، كانغ أبدا ليس بالند السهل و عليّ أن أكون قوي بينما أقف أمامه ، تحديّ له كان مجرد كلمات قلتها حتى أفقده نشوة الفوز لكن الآن تحول ليكون مانعا للراحة و السلام اللذين ترتجيهما روحي

ارتديت ثيابي السوداء التي أتيت بها إلى هنا منذ يوم جنازة داي و عندما خرجت كانت سونا تقف بانتظاري جانب سيارة الأجرى التي أقلتها إلى هنا

اقتربت منها و عندما وقفت هي نبست بتصميم

" سوف أرافقك "

" ألا تثقين بي ؟ "

تساءلت ولا ألومها حقا فأنا فعلت الكثير من الأمور الفظيعة و على مرآى أنظارها لكنها نفت ترد

" بل أخاف عليكما ... "

أومأت بدون أن أعترض و صعدنا معا في سيارة الأجرى لتنطلق بنا مغادرة

نحن عندما نكسر سوف نذعن بدون حتى أن ندرك ذلك و الآن سوف أقف باستسلام أمام كانغ

طالت الطريق أو هذا ما بدى لي لأنني لأول مرة أكون بكامل وعيي و أنا أسلكها ، في كل المرات التي سبقت كنت غائبا في غياهب أفكاري و حزني ، و بعد وقت ليس بالقصير توقفت سيارة الأجرة أمام مبنى الحكومة الرئيسي ففتحت الباب و نزلت و نزلت سونا من الجانب الآخر

توقفت و قبل أن أقفل الباب نفيت مشيرا لها

" ابقي في السيارة فهم لن يسمحوا لك بالدخول "

شدت على كفها و رأيت الغضب بعينيها و بكلامي لم أقصد ذمها أو حتى الانتقاص من شخصها

" ثقي بي فأنا هنا من أجل ميوك "

أومأت مرغمة و عادت لتصعد و أنا أقفلت الباب و تقدمت نحو المدخل ، قدمت هويتي بقرب المدخل و لأنهم كانوا يتوقعون حضوري كان كل شيء جاهز لاستقبالي حتى الحارس كان على دراية بذلك

تم اقتيادي داخل المبنى و سرنا كثيرا في أروقة بدت كثيرة ولا تنتهي حتى وصلت أخيرا لمكتب الرئيس ، رئيس دولة و اختيار أمتنا ... لا أنكر أنني كنت واحد من الذين تلاعبوا بوعي أمتنا لذا أرى نفسي مخطئ و أتمنى لو يمكنني تصحيح خطئي الذي اقترفته و أنا مدرك تماما أنه خطأ

بعد اتصالات و اجراءات فتحت الأبواب بوجهي و أنا تقدمت و عندما فتح باب المكتب الرئيسي رأيت كانغ يقف بجانب سارية العلم بينما يوليني ظهره محدقا خارجا من خلال النافذة

لطالما كان محبا للمظاهر و هاهو يحاول الظهور أنه شخصية رصينة ... من هذا الحكيم الذي سوف يهدد الناس للحصول على مبتغاه ؟

تقدمت أدخل و من خلفي كانت سوف تقفل الأبواب عندما أشار لمستشاره أن يغادر فخرج و هو بنفسه أقفل الباب ، وقفت بدون أن أنبس بشيء و هو التفت أخيرا و تقدم ناحيتي

انتظر أن أقول شيء فلم أفعل و فقط حدقت به و هو وضع كفه على ذراعه و نبس

" حتى الآن لم أتلقى تهنئتك بالرغم من أنني أرسلت الورود لجنازة ابنك "

" هنيئا لك "

ببرود و اقتضاب قلتها و هو ابتسم مظهرا الراحة لكنني مدرك تماما أنه أبدا ليس كذلك و أشار لي نحو المقعد

" هيا تفضل بارك ... نحن كنا أفضل الأصدقاء يوما "

تقدمت و جلست فجلس مقبلا لي و تحدث بعد أن ضم كفيه معا

" الآن الأمور اختلفت "

حينها فقط قاطعته

" كل ما قدمت لقوله سيدي الرئيس أنني لا أمتلك الملف الذي ذكرته في الرسالة "

حينها ضحك ، بل قهقه و أسند نفسه على مقعده ليسند ذراعيه على ذراعي المقعد

" و تنتظر أن أصدقك بارك ؟ ... نحن طبخنا السم سويا يا رجلا فلا أنا أثق بك ولا أنت تثق بي ، ملف قتل المتظاهرين في نيسان 1960 م يجب أن يعود لي ولا تحتفظ به أنت يا بارك "

استغربت كلامه فهذه قضية حاولوا كثيرا اقفالها و كلما ارتفع صوت مطالب بالتحقيق فيها و معرفة المتسبب الأول في المجازر التي وقعت بكامل البلاد وقتها اختفى الصوت ، وقتها تم اعتقالي و عذبت كذلك لأنني طالبت مثل جميع الشباب بحقوقنا ، طالبنا بالتغيير و لم نعلم أن تغيير الأشخاص لا يعني تغيير النظام

" أنا أقول الحقيقة سيدي الرئيس "

قلتها ببساطة و هاهو لا زال يرمقني بنظرات الشك

" ماذا عن مطالبك السابقة ؟ "

" ما عادت مهمة "

" لا يمكن لرجل سكن الطمع قلبه أن يكون قنوعا تقيا فجأة "

" قل ما تريد فلو كان بيدي ما كنت لأبقى صامتا حتى الآن ... ليس طمعا ولا حتى تقوى ، بل لأنها الحقيقة التي ستفتح عيون الأمة و تغير من مصيرها المظلم بين أيديكم "

قلتها و استقمت ، إنه يعرفني أكثر من غيره ، لو كان بيدي ما كنت سوف أخبئه ، كنت استخدمته و أطحت بهم جميعا ، و لو عنى ذلك أنني سأطيح بنفسي ، بل أجردني من ثوب العفة و الصدق أمام الأمة لأنسحب بعدها

قدمت له احترامي مرغما و غادرت ، لقد التزم الهدوء و يبدو أنه صدقني أخيرا كما كان يفعل ، أكثر ما يغضبني في هذه اللحظة أنني من وضعته في ذلك المكان ، مزقت أيام المرأة التي أحب حتى أخيط صورته أمام الأمة

خرجت من مبنى الحكومة و سرت نحو سيارة الأجرى التي كانت لا تزال تتوقف في المكان الذي تركتها فيه ، خرجت سونا و رمقتني بنظرات متسائلة خائفة فأومأت أهمس لها عندما باتت السيارة هي ما تقف بيننا

" لقد سويت الأمر "

" بهذه البساطة ؟ "

" لا ... هذه الأمور أبدا ليست بسيطة "

قلتها و صعدت للسيارة و هي صعدت ثم تساءلت قبل أن ينطلق السائق بنا

" أين ستذهب الآن ؟ "

" سوف أعود لميوك لكن أولا علي أن آخذ حاجياتي و سيارتي "

*

الكثير من الذكريات الجميلة لا تستحق أن تختفي في أدرج النسيان

هناك أشخاص جسدوا النقاء و الجمال في الحياة

و داي كان حاضرا مزهرا و ذكرى مهما حفها الذبول ستبقى دائما جميلة

صورة له كان يحتفظ بها تشانيول في محفظته و التي كثيرا ما حملها و قبلها معبرا عن شوقه له ، هذه الصورة التي دائما ما يعود و يخفيها أنا أخذتها و قررت وضعها في ايطار و وضعها أمامنا حتى نراها في كل وقت

الحزن لا يختفي عندما نخفي صور من نحب

بعد أن أخذت للسيدة لي الأثواب التي كانت لدي و استلمت أجرتي أنا مررت بأستوديو التصوير ، كنت قبلها بعدة أيام أتيت بصورة داي و طلبت منه أن يجعل حجمها أكبر بقليل و يضعها بايطار جميل

انتظرت قليلا حتى أحضرها لي و عندما سلمني الايطار الخشبي المزخرف أنا حملته و رسمت بسمة حزينة بينما أحدق بملامح داي ، وضعت كفي عليها فنزلت مني دمعة رغما عني و صاحب الأستوديو العجوز تساءل

" هل الصورة لابنك ؟ "

فرفعت رأسي و نفيت

" لا ... كم علي الدفع لك مقابلها ؟ "

تساءلت فرد لأدفع له ثم وضعها بكيس ورقي و أنا حملتها و غادرت ، طوال الطريق للمنزل كنت سعيدة ، ستكون أفضل هدية أقدمها له ، حتى لو احتضنها و بكى لكنها تبقى أثمن ما يمكن أن يحضى به

وصلت للبيت فتوقعت أن أراه يقطع الخشب مثلما تعود أن يفعل في الأيام المنصرمة لكن ذلك لم يحدث عندما اقتربت أكثر و لم يكن يوجد له أثر

وقفت بقرب الأخشاب لأرى الفأس على الأرض فهز الخوف قلبي و نفيت ، هو لا يمكن أن يغادر مرة أخرى بذات الطريقة

سارعت للبيت عله يكون هناك لكن عندما فتحت الباب لم يكن هناك أحد ، وضعت الكيس على الأريكة ثم أبعدت معطفي و صعدت للغرفة فوق ، فتحت الخزانة فوجدت الثياب التي كان يرتديها صباحا موجودة لكن ثيابه التي قدم بها قد اختفت

سرعان ما ملأت الدموع عينيّ و دفعت باب الخزانة أقفله هامسة لنفسي

" هو هذه المرة أخبرني أنه يحبني ... "

غادرت المنزل و مثلما تعودت في أوقات كسراتي و خيباتي أنا جلست على الدرج منتظرة قدومه ، رغم تأخره و غياب الشمس مع اشتداد البرد أنا لم أتزحزح من مكاني ... إنه يحبني و لن يبتعد هذه المرة أيضا

هذا ما رددته طوال جلوسي هناك رافضة أن أصدق أنه قد يرحل مرة أخرى ، ضممت ساقيّ لي أكثر ثم خبأت وجهي هناك حينها سمعت صوت محرك يقترب ، سارعت بابعاد ذراعي و استقمت فرأيت سيارته تقترب حتى توقفت قريبا و أضواءها كانت مسلطة عليّ

من جديد امتلأت عينيّ دموعا و نزلت الدرج محاولة الاقتراب و هو الآخر نزل من السيارة و حدق بي بينما يمسك بكفه الباب و تساءل عندما رأى حالي

" هل اعتقدتِ أنني رحلت من جديد ؟ "

توقفت مكاني و لم أستطع اجابته فأقفل هو الباب و اقترب مني ، ضمت كفيه وجنتيّ و نفى

" لو كنت سامحتني فعلا ما كنتِ لتصدقي أنني سوف أرحل من جديد "

لقد لامني و أنا سارعت و خبأت وجهي بصدره أرد على لومه بلوم آخر

" لو كنتُ صدقتُ و استسلمتُ فعلا ما كنت جلست منتظرة عودتك "

ضمتني ذراعيه له أكثر فتمسكت بحضنه و دفئه الذي افتقدته كثيرا في حياتي

" كنت مضطرا للمغادرة بسرعة "

*

جلسنا إلى طاولة الطعام بعد أن جهزت هي العشاء و أنا غيرت ثيابي

كانت تأكل بصمت و أنا استصعبت صمتها فنبست بتساؤل

" ما الذي فعلته اليوم في البلدة ؟ "

حينها رفعت رأسها و رسمت بسمة تجيب

" أحضرت ثوبا جديدا حتى أطرزه ... كذلك أحضرت لك هدية "

مستغربا وضعت شوكتي بصحني و هي أومأت لتستقيم و رأيتها تقترب من الأريكة ، حملت كيسا ورقي متوسط الحجم و عادت لتضعه بقربي على الطاولة

" افتحه "

أومأت لآخذ الكيس و من داخله أخرجت الايطار ، سرعان ما غادرني الاستغراب و عينيّ امتلأت بالدموع عندما رأيت أمامي صورة داي داخل الايطار ، صورة لا تحمل من الألوان شيئا لكن في يوم كانت هذه الملامح هي ما تمد أيامي بألوانها

قربت كفي المرتجفة من ملامحه الصغيرة و هي تساءلت بينما لا تزال تقف بجانبي

" هل أخطأت بفعلتي ؟ "

لكنني بسرعة نفيت و وضعت الايطار على الطاولة و سحبتها أضمها و أسندني عليها ، تمسكت بخصرها بقوة لأجيبها

" أنت لم تخطئِ ... إنه أثمن ما قدم لي في يوم "

" هذا يسعدني "

" لطالما كنتِ واحدة من مصادر سعادتي القليلة و لو رفضت الاعتراف "

" نحن ما كان يجب أن تتخطى علاقتنا حدود الصداقة "

حينها ابتعدت عنها و استقمت لترتفع نظراتها معي و نفيت غير راضي

" نحن لسنا صديقين "

" لا ... لقد اقترفنا الخطأ سابقا و لا يجب أن نعاود الوقوع فيه ، إن تحررت أنا أنت لا تزال زوجا "

حينها وضعت كفي على ثغرها و منعتها من قول المزيد

" هذه المرة ما بيننا لن يؤذي أحدا ، دانبي هجرتني و غادرت و قريبا سوف أحصل على حريتي تماما ، بيننا لا يوجد أي موانع "

رأيت الدموع تشحذ بعينيها و هذا جعلني غير راضي فأبعدت كفي عن ثغرها

" أنا تخليت عن كل شيء ... لا أريد شيء يربطني بالماضي "

" و أنا كنت جزء من هذا الماضي "

" لا أنت لست جزء من الماضي ... أنت حاضري "

قلتها و دنوت نحو شفتيها بعد صيام طويل و عطش مرير ، قبلتها بدون أن يقف الذنب بيننا ولا حتى أن نتهم بعضنا بالخيانة و السوء ... وقتها عندما كنا نعترف بسوئنا أمام بعضنا كنا نتهم بعضنا و نحاول حمل جزء من الذنب

الآن بيني و بينها لا يوجد ذنب ينغص علينا نقاء مشاعرنا

ابتعدت عن شفتيها لكنني أسندت أنفي على وجنتها لتهمس لي بصوت ارتجف

" لست امرأة فاضلة لكنني بت أكره أن أبني سعادتي على تعاسة الآخرين "

" إن بنيت السعادة معي الآن نحن سوف نبنيها على بقايا صروحنا التي انهارت ... سوف نعمرها على حساب تعاستنا و نحاول دفنها بعيدا "

وقفت عاجزة عن الرد ، عاجزة بضعف فعلا ، من جهة حبي الذي يبعثرها و من جهة أخرى ذنب الماضي

" إن الماضي مثل الليل المظلم ... سوف ينجلي لا محالة "

ابتعدت عني ليمسك كفي كفها ثم رفعته أقبله

" عندما أحصل على الطلاق رسميا سوف نتزوج ... سوف نختبئ بعيدا هنا فلا نؤذي أحدا و لن يتمكن أحد من ايذائنا "

قلتها فأومأت أخيرا و عادت تجلس في مكانها ، و أنا جلست بمكاني أيضا و بقربي وضعت ايطار صورة داي و ابتسمت بينما أحدق به

*

بذهابه و عودته شعرت أن الكثير فيه تغير

كنت أعتقد أنه شجرة ضرب جذورها العطش ثم استسلمت للموت لكنه هاهو يخبرني أنه لا زال في أوج شبابه و لن يتخلى عن الحياة التي بدت أنها انتهت

الأيام سرقت مني الكثير ، أوهمتني و صدقت الكذب كثيرا و هذه المرة ما يحدث ليس كذب

عندما تجاوزت ما قام به في حقي ، عندما فضلت عدم الحديث فيه و عدم لومه و فتحت له حضني في جرحه لم يكن لأنني امرأة بدون كرامة تحاول الركض خلف قلبها و مشاعرها

بل لأنني كنت امرأة خُذِلَتْ و خَذَلَتْ ، لأنني كنت مخطئة ما كان يحق لي أن أتهم غيري و ألومهم على أخطائهم في حقي

لم أكن مستعدة لمغادرته بعد لكنني بذات الوقت لم أفكر أنه سيبقى بجانبي طوال العمر ، لم أعتقد أنني أستحق كل هذه المشاعر و السعادة التي تعد رفاهية بالنسبة لامرأة مثلي

وقفت في المطبخ بعد أن نظفت الصحون و هو حمل ايطار صورة داي و جلس على الأريكة ليضعها أمامه على الطاولة المقابلة

التفت أحدق به ثم تنهدت و فتحت الخزانة ، أخرجت منها الصندوق الخشبي لأفتحه بعد أن وضعته على طاولة المطبخ

أخرجت الملف ذو الغلاف الأسود ثم حدقت بتشانيول لكنني تراجعت ، شيء كهذا فقط سوف يؤذيه و هذه المرة سونغ هون سوف يضعه نصب عينيه

أعدته مكانه ثم حملت قطعة مجوهرات و قررت بيعها ، ربما سوف أفكر بفتح مشروع صغير نعيل به أنفسنا فما أجنيه من تطريز الأثواب بات لا يكفينا

أعدت الصندوق لمكانه ثم سرت حتى جلست بقربه ، التفت لي و ابتسم ليضم كتفي بذراعه و قربني منه

" هل يمكنك أن تصحبني غدا إلى العاصمة ؟ "

ابتعد قليلا يحدق بي معكرا حاجبيه

" لماذا ؟ "

" اشتقت لسونا و أريد زيارتها ... "

حينها ابتسم و أومأ

" حسنا ... أنا أيضا أحتاج لزيارة صديقي "

" الدكتور دو ؟ "

" أجل هو "

ابتسمت و بعدها تركته و صعدت غرفتي ، امتنعت عن اخباره بشأن بيع المجوهرات و هو مثلما وعدني التزم ، نحاول أن نطهر علاقتنا بعد أن كانت مدنسة ، الجميع يخطئ و نحن اعترفنا بخطئنا و نحاول تصحيحه

صباح اليوم التالي تجهزنا ثم غادرنا المنزل لنستقل سيارته و طوال الطريق لم تبتعد كفه عن كفي ، رغما عني كنت أرسم تلك الابتسامة حتى وصلنا لمنزل سونا فتوقف و التفت لي

" ألن تنزل معي ؟ "

تساءلت فنفى

" علي أن أذهب فقد أخذت موعدا في عيادة الدكتور دو "

عكرت حاجبيّ مستغربة قبل أن أتساءل بسبب كلماته التي بدت غريبة ، هو صديقه و بالتأكيد سوف يقابله بدون موعد

" و لما أخذت موعدا ؟ "

" لأنني سوف أزوره كشريك لاحدى مرضاه "

لم أفهم في البداية ما عناه ثم سرعان ما عكرت حاجبيّ

" ماذا ؟ "

" سوف نحاول الانجاب ... ربما معا سوف نتمكن من تحقيق هذا الحلم "

امتلأت عينيّ بالدموع ثم نفيت

" أنا ... أنا أجد الأمر مرهق ولا يمكنني الخوض فيه بعد الآن "

" أما أنا فأملي كبير بالقادم ، لنحاول معا فلن نخسر شيئا "

" ماذا اذا فشلنا "

قلتها بقهر و هو رد

" سوف نتحمل ورز الفشل معا ... أرجوك ميوك اسمحي لي أن أعوضك عن جزء من حرمانك "

و ما الذي يمكنني قوله ؟ لا زلت أرغب أن أكون أما ، لا زالت تلك الكلمة تزلزل كياني و في قلبي أشعر بحرقة كبيرة

" هل يجب أن آتي معك ؟ "

لكنه نفى

" أريد مقابلته وحدي أولا "

" لا تخفي عني أي شيء "

" لن أفعل "

قالها ببسمة ليلتفت نحو الطريق أمامه و أنا قربت كفي من مقبض الباب حتى أفتحه و أنزل لكنه فجأة صرخ باسمي و ضمني بقوة يخبئني تحته عندما تحرك من مكانه و اقترب اليّ و لم يطل الأمر حتى سمعت صوت اصطدام قوي و ألم حلّ بجسدي بسبب الزجاج المحطم


نهاية الفصل الثاني و العشرون من 

" المعارض - ارتواء " 

أتمنى أنكم استمتعتم ولا تتسرعوا في التوقعات و مع هذا أحب رؤيتها 

إلى أن نلتي في فصل جديد كونوا بخير 

سلام 


Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro