Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(2)

بقلم نهال عبد الواحد

تابع زين خطواته خلف تلك السيدة تاركًا أحمد يتفقد باقي المصابين ويتابع خروجهم واحدًا خلف الآخر.

اقتربت السيدة من زين وهي تتوسل إليه قائلة: سيدي أرجوك صدقني.

فالتفت إليها بهدوء يخالف ما بداخله، وتسآل بدهشة: يا أمي المكان كان أمامك، ربما اختلط عليكِ الأمر.

- لا وحق الله!  لقد رأيتهما بأم عيني، قد كانا معنا في الحافلة وأنا أشك في ذلك الطبيب أنه قد أخفاهما لأمرٍ ما، لماذا لا تعد وتفتش المشفى؟!

- إهدئي رجاءً يا أمي، الأمور لا تؤخذ هكذا.

سكت قليلاً ثم تابع بتنهيدة: إذهبي إلى زميلي الضابط الجالس في السيارة وأخبريه بمواصفات هذان الاثنان ربما نقلا إلى مشفى آخر.

فأومأت المرأة  وشكرته بامتنان وتحركت بتعرج نحو ذلك الضابط، بينما توقف زين مكانه بعض الوقت وهو يرى لهؤلاء المرضى وهم بالفعل يغادرون المشفى ويركبون سيارة للأجرة لتنقلهم بدلًا من التي انقلبت.

وقف يطالع بعينيه مبنى المشفى المتواضع للغاية والذي يفتقر للكثير من الخدمات، لا ينكر شعوره بريبة نحو ذلك المكان والأغرب شعوره نحو ذلك الطبيب رغم وسامته وهدوءه الظاهري، لكن شعر نحوه بنفور شديد لايجد له تفسير!

تحرك زين بضع خطوات نحو الخارج فلمح كشك صغير يبدو لحارس الأمن والذي كان رجلًا أربعيني على الأرجح، اتجه إليه زين ووقف أمامه فنهض الرجل واقفًا باحترام.

أخرج زين علبة سيجارته وقدم إليه واحدة فشكره الرجل على استحياء ثم أخذها، فأشعلها له زين ثم أشعل سيجارة الرجل.

ثم تسآل: هل تعمل هنا منذ زمن؟

فأجاب الرجل: منذ خمس سنوات سيدي، أجئ هنا كل يوم من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحًا وأحيانًا أنتظر حتى السابعة لحين يأتي زميلي المناوب.

فأومأ زين برأسه ثم أكمل: ومتى جاء الدكتور أحمد؟

- لا أدري بالضبط سيدي، لكنه كان هنا حين التحقت بالعمل هنا.

- وكيف هي معاملته وطباعه العامة معكم كمسؤول؟

-هو شخص هادئ الطباع، قليل الكلام، يحب العمل في الصمت، رغم أن العمل هنا غالبًا يكون بسبب حوادث الطرقات التي تحدث كل عدة أسابيع، وفي النهار تستقبل العيادات الخارجية بعض من ساكني القرى المحيطة.

- ألم تلحظ عليه أي أمر مريب؟

فأومأ الرجل برأسه نافيًّا، وأجاب: في الحقيقة أنا لا أتعامل معه مباشرةً، لكني أستمع إلى بعض الطبيبات والممرضات اللاتي تشتكين منه.

- يتحرش بهن مثلًا!

- لا لا، يبدو أنه يكره صنف الإناث بأكمله، هن تشتكين من غلاظته وعصبيته المفرطة معهن، لكنه لم يحجب عن أي واحد منا مرتبه أبدًا.

- ليس من حقه أن يحجب شيء؛ إنها مشفى حكومية وهو ليس بمالكٍ لها ليتحكم فيكم، هل هذا كل شيء تعرفه عنه وتراه منه؟ ألم يترك المشفى أبدًا؟ هل هو متزوج؟

فأومأ الرجل برأسه نافيًّا، ثم أكمل: لا، هو ليس متزوجًا، ألم أقل لحضرتكم أنه يكره صنف الإناث، ثم إنه لا يترك المشفى أبدًا إلا قليلًا، غالبًا يذهب لشراء احتياجاته و...

ثم سكت الرجل فجأة كأنما شرد في شيء ما، فأسرع زين يسأله: لأين شردت؟

فتنهد الرجل ثم قال: لا أدري سيدي إن كان الأمر مهم أم لا!

- هات ما عندك وأنا من أحدد.

- هو كثيرًا ما يصعد على سطح المشفى في آخر اليوم قبل أن تغرب الشمس، ويقوم بشواء اللحم وتملأ الرائحة الشهية أرجاء المكان، لا أدري متى يشتريها! ولم يحاول أبدًا أن يقوم بدعوتنا على وجبة شهية كهذه!

فتنهد زين بإحباط ثم قال: هل هناك شيئًا آخر؟

سكت الرجل قليلًا ثم قال: أحيانًا أراه يخرج من المشفى من الباب الخلفي يجر صندوق قمامة كبير قبيل شروق الشمس ويخرج به على الطريق، وذات مرة اقتربت لأساعده فنهرني بشدة فلم أقترب منه بعد ذلك.

فأومأ زين برأسه مظهرًا عدم الاكتراث للرجل بعكس شكوكه التي تراوده؛ فحتمًا خلف ذلك الطبيب أمرًا جلل.

غادر الجميع وبدأ الممرضين المناوبين يذهبون إلى غرف المبيت مع تخفيف إضاءة المشفى مما يضفي عليها هيئة مريبة تجعل قرار الخروج من الغرف أصعب قرار مهما حدث.

وبعد هدوء المشفى وكانت الساعة تقترب من العاشرة تحرك أحمد هابطًا على الدرج يتسلل نحو الطابق الأرضي، المعروف أنه ثلاجة الموتى لكنها لا تُستخدم؛ فكما هو الملاحظ أن إمكانيات المشفى بقدر إسعاف الإصابات السطحية والتي يخرج المصابين توًا، فلم يحتاجون لغرفة العناية المركزة المهملة ولا لتلك الثلاجة، حسب ماهو ظاهر للجميع.

فتح الباب باحتراس ودلف إلى الداخل ثم هبط عدة درجات من السلم، كان المكان مظلمًا لا يظهر شيئًا من حوله، إلا ذلك المصباح الكبير الموجود فوق سرير للعمليات، ويظهر عليه جسد فتاة مستلقية على ظهرها ثيابها ملطخة بالدماء، وبالقرب منها يبدو جسد ممدد آخر، لكن الإضاءة لا تصل إلى تفاصيله.

تنهد أحمد بسعادة ثم سار بضع خطوات كأن قدماه تعرف الطريق، أخرج هاتفه المحمول وأوقد مصباحه، وكان آنذاك يقف أمام خزانة طويلة معدنية، اقترب منها ودفعها ببعض الجهد حتى أبعدها عن الحائط.

ظهر باب في ذلك الحائط لم يكن له مقبض فأخرج مفتاح من جيبه وفتحه، كان لايزال يوقد مصباح هاتفه وهو يدلف إلى ذلك المكان الخفي الحالك الظلمة.

كتم أنفاسه من سوء الرائحة ثم تحسس الحائط حتى تلمس مفتاح الإنارة فأوقده ليضئ المكان.

كان هناك ثلاجة جانبية فتحها وبها عدد من المركبات الكيميائية، وإلى جانبها عدد من الأسطوانات الزجاجية ذات غطاء محكم.

سحب قميص الجراحة الأزرق وارتداه غطاء للشعر ثم أمسك بهاتفه وأجرى مكالمة، فقال: أجل، لدي جسدان لكن فلنتفق في البداية... ستأخذ زوجان من العيون والكلى، بالإضافة لكبدين وقلبَين، وربما تكون أكثر حظًّا إن كانت تلك الفتاة حبلى، فستحصل على المشيمة بما فيه من خلايا جذعية... لا  لايروق لي ذلك السعر، إني أجازف وأفعل كل شيء بمفردي وأخرج إليك وحدي... لا بل ستضاعف ذلك... حسنًا سأنتهي من كل شيء الليلة وسأنتظر رسالة تأتيني بإيداع المبلغ المتفق عليه، في الفجر التالي سأنتظرك بالصندوق وبه كل ما تريد...  قلت لك مرارًا لا تقلق بشأن باقي الجثة، لدي تصريفي الخاص الذي لا يخطر على بال أحد... حسنًا في انتظارك...  إلى اللقاء.

ثم أغلق الخط وتنهد براحة، ارتدى قفازين مطاطين وكمامة ثم اقترب من لوح خشبي كبير مغطى به حوض استحمام كبير، ابتعد فجأة من نتانة الرائحة وأخذ يسعل بشدة ثم أمسك بماسك خشبي يجذب به سلسلة موصلة بسدادة تغلق صرف ذلك السائل القذر حتى نجح في نزعه فانصرف ذلك السائل.

تلاقط أنفاسه قليلًا ثم وضع تلك السدادة مجددًا وفتح صنبور الماء وهو يضيف عدد من المكونات الكيميائية ويقلب بعصا خشبية وهو يحدث نفسه بسخرية: أيسألني عن باقي الجثة!

ثم ضحك بشدة وأكمل بشيطنة: لا يخطر ببال أحد أني أفرغهم وبعد أن أفصل لحمهم أضع عظامهم هنا فيذيبها ذلك المركب لتصبح مجرد سائل يذهب مع الصرف...

ثم قهقه بشدة وهو يقلب، لم يخطر بباله أن هناك خطأ جعل هناك من يسمع لكل شيء!

بعد ما أنهى تلك الخلطة خرج وهو يحمل صينية معدنية بها أدوات الجراحة وهو يدندن، وضع تلك الصينية جوار جسد الفتاة، ثم قال: اللعنة عليكن جميعًا تستحقنّ ليس فقط أكل لحومكن بل تكسير عظامكن، لكني فقط أخشى على أسناني.

ثم ضحك بسخرية، بدأ عمله بجدية بنزع ملابسها ليبدأ بشق البطن وتفريغ محتوياته كما اعتاد، لكنه تفاجأ بهمهمة ففزع وتلفت حوله، عاود لنزع ملابسها العلوية فتفاجأ بيدها تدفعه فتجمد مكانه وابتلع ريقه  بفزع!

كانت تحاول النهوض فتمتم: غبي!  كيف لم يتأكد من  حالتها؟!

فاقترب نحوها ورأى ملامحها التي صدمته؛ إنها حب المراهقة التي تركته عندما رأته قام بعض أحدهم حتى نزع لحمه من بين أسنانه، فتمتم: بسمة!

ففتحت عينيها بتعب لكنها فزعت عندما وجدته وبدأت تجاهد نفسها لتنهض وتفر، فاقترب وأمسك بيديها يقيدها بيديه وقرب وجهه منها وتابع بشر: كم أنا سعيد الآن! فأنتِ أكثر من تمنيت أن أقطع لحمها وألوكه بين أسناني، سأقطع لحم كتفيكِ وفخذيكِ شرائح وأقوم بشويها وأتناولها مع السلطة؛ أنتِ من مزقتي قلبي وطردتيني من حياتك، ومن بعدك صرت أعاني والكل يرفضني، إذن فلتستحقنّ جميعًا أن آكلكنّ.

فتمتمت بتعب: كنتَ ولا زلت مريض كما أنت... هل علمت لماذا تركتك؟ رجاءً اتركني ولن أوشي بك...

فقاطعها بقوة: لا! لقد جئتِ هنا بسبب حماقة ذلك الممرض، لكني الآن أود أن أشكره لأنه أحضركِ أنتِ، استعدي لليلتك الأخيرة...

ثم اقترب من عنقها بأسنانه وبدأ بغرسها بقوة ليقضم قطعة من لحمها، لكن باغتته ضربة على رأسه فأصابته ببعض الدوار فترنح قليلًا وأغمض عينيه ودلّك رأسه وفتح عينيه فتفاجأ بعدم وجودها مع صوت حركة!

تلفت حوله فرأى خيالها هي وشخص أطول منها يستندان يحاولان الهرب، فتبعهما محاولًا التخلص من ذلك الدوار، جذب الرجل وأخذ يلكم فيه، وهو يتمتم بغيظ: سأوريك أيها الأحمق جزاء خطأك هذا!

لكن جاءته ضربة أخرى على آخر رأسه فأسقطته أرضًا ويبدو أنه قد جُرح وسمع صوتها تنادي: هيا يا علي! بسرعة من هنا؛ سيأكل لحمنا ويتاجر بأعضائنا.

وصل الزوجان إلى باب الثلاجة وبدءا يحاولان فتحه بصعوبة حتى استطاعا وبمجرد خروجهما من ذلك الباب كان قد لحق بهما أحمد والدماء تنزف من رأسه وقد لطخت غطاء الرأس.

جذب الرجل من ملابسه ودفع بسمة لتسقط أرضًا على ظهرها فصرخت صرخة مدوية فحدق بعينيه وأخذ يلكم زوجها؛ يحاول أن يفقدهما وعيهما بأي طريقة فنجاتهما الآن تعني هلاكه.

سقط علي أرضًا فسحبه من رجله ودفعه داخل ذلك المكان المظلم وهمّ بسحب بسمة وهو يعود إلى داخل الثلاجة محاولًا الحفاظ على استمرار الهدوء ليكمل فعلته.

لكنه شعر بطعنة في ظهره قد أصابه بها علي بالمشرط الجراحي فتهاوى أرضًا، فركله علي جانبًا وحاول جاهدًا إسناد زوجته بذراعه حول خصرها وود لو استطاع حملها وكانت تنزف من ذلك الجرح بعنقها فمزق كم قميصه وربط به عنقها محاولًا كتم الدماء، وبدأ يتحرك بها بضع خطوات، يتلفت حوله لا يعرف لأين يتجه؛ المكان مظلم وساكن بشكل مريب، ترى أين باقي العمال؟!

أخذ يترنح بها يحاول أن يجد طريقه لكن تؤلمه رأسه بشدة من أثر إصابته في الحادث، وفجأة اصطدم بشخص لم تظهر ملامحه؛ فالضوء خافت، فارتعد بجسده وسمع شهقة بسمة التي تبدو خامدة القوى.

فاجأه بلكمة أسقطته أرضًا فصرخت بسمة وأخذت تستغيث، لكن لا مجيب كأنهم في صحراء، ثم وجدوا أحمد يلحق بهما وهو يتسند على الحائط من أثر طعنته، فصرخ في الممرض: أرأيت حماقتك لأين ذهبت بنا؟ حتى لم تقوم بتخديرهما اللعنة عليك!

وبدأت مشاجرة لكمات وركلات بين علي والممرض وأحمد الذي لا زال يقاوم، كانت بسمة تفترش الأرض من الوجع وكلما اقتربوا منها ابتعدت عنهم حتى اصطدمت بشيء أسطواني، ظهر خياله من خفوت الضوء أنه أنبوبة إطفاء حريق فتسندت عليها بهدوء لتقف وحملتها جاهدة وهي تنتظر اقتراب أحد الرجلين وكان الممرض فضربته على رأسه بها فسقط الرجل أرضًا فصرخت فاقترب إليها علي بهلع فلحق به أحمد فدفعه علي بهذه الأنبوبة ثم سحب زوجته وركضا لا يدريان لأين يتجها!

وجدا درجًا فصعدا عليه وتحسس علي الحائط بيده فشعر بمفتاح إضاءة فأوقده فأضاء الممر العلوي فأسرع نحوه وهو يجر زوجته التي تنكفئ كل بضع خطوات، لكن لا زال الرجلان يلحقان بهما رغم إصابتهما، كان صوت الصدام والصريخ يملأ المكان، لكن الممرضات المناوبات تخشين الخروج وترتعدن خلف باب غرفتهن.

كان علي يصيح طلبًا للإستغاثة ويطرق على أبواب الغرف أو يحاول فتحها ليدخل زوجته يخبئها ويقاتلهما، فهاهي الليلة الأخيرة والأمر صار قاتلًا أو مقتولًا.

وأخيرًا فتحت إحدى الممرضات فاقتحم علي الغرفة بزوجته وهيئتهما المريبة الملطخة بالدماء وقد غابت بسمة عن الوعي مجددًا فوضعها علي على أحد الأسرة بعد أن توسل لهن.

سمعوا جميعًا طرقًا شديدًا على الباب ثم شيئًا يحطم ذلك الباب وسط صراخ الجميع، كان علي وقتها يفتح نافذة الغرفة ربما تكون مخرجًا، لكنها كانت مرتفعة عن الأرض!

بدأت الممرضات تقفزن من النافذة صارخات هلعًا، ولحسن حظهن كانت النافذة في مستوى الشارع من الخارج، ورغم إنهاك علي لكنه جاهد نفسه وحمل زوجته ليدفع بها من النافذة فتمسك بها الممرضات.

ووسط أصوات الصراخ والتحطيم استطاع أخيرًا إخراج زوجته وحان دوره الآن، لكن الباب قد كُسر ودلف الممرض وخلفه الطبيب مترنحًا يمسك بيده مشرطًا جراحيًّا ويصيح: سأقتلكم جميعًا، ستكون الليلة الأخيرة.

فاقترب الممرض يجذب علي قبل أن يقفز بينما هو يركله بقدمه ودفعه فاقترب أحمد بترنح ويحاول تسديد ضربات طاعنة.

نهض الممرض يساعد طبيبه فقد خرج الأمر حقًا عن السيطرة!

وفجأة طلق ناري يصيب كتف الطبيب قبل أن يطعنه فتيبس الجميع وسقط أحمد أرضًا، إنه زين قد شكّ بالأمر وظل مختبئًا برجاله... لتكون بحق الليلة الاخيرة.

Noonazad   💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro