الفصل الرابع عشر
مساء الخير قراء " الكسير "
كيف هي الأحوال و الانتظار ؟؟
على كل لازالت الاجواء مشمسة لذا استمتعوا
*
جيمه
عطر الجنة سيكون على شكل عبق أنفاس ، و أنا أخيرا استنشقت و تعرفت على عطر الجنة عندما سرقت لحظات منها و أتيت بها إلى الحياة ، كنت يائسة غاضبة و رميت بكل شيء قلته و آمنت به بعيدا بينما قلبي يتألم و عندما سألني اذا كان تصرفه آلمني تصرفت على سجيتي و أخبرته بالحقيقة قائلةً : أجل ...... أكثر ما آلمني هو رفضه لي في يوم وجب عليه هو التقرب مني
مهما حاولت فهمه ، مهما قلت لنفسي أنني تمكنت من حفظ أبجديات صمته و تصرفاته أجد أن الكثير فاتني فأضحى كذلك الذي لم يتعلم حرفا ، هذه كانت حالتي عندما قبلني و سحبني إلى عالمه أخيرا ، قاسمني فراش الحب و شعرت أنني أنثى في قمة سعادتها ، ملكة توجت للتو و وضع على رأسها تاج لن يزيله الزمن
ضممته لصدري فضمني و نام أخيرا بهدوء ، أخبرني أن أحرسه و أبعد عنه الكوابيس فلم تغمض عينيّ و كلما شعرت بشده على كفي و هو في نومه أقبل رأسه و أهمس له أنني معه و بجانبه حتى أبعد كل تلك الكوابيس التي لم تسمح له أن يكون هو ، حبيبي و الرجل الصالح الذي أتى إلى هذا العالم
كان نومي متقطعا و عندما نشرت الشمس أشعتها الخجولة لم أتمكن من العودة للنوم بينما هو بكل راحة يتوسد قلبي قبل حضني ، تحرسه روحي قبل عينيّ و يربت عليه نبضي قبل كفي ، تلفت حولي فلمحت ساعة جدارية معلقة و كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا ، سحبت كفي من كفه فكان مستسلما تماما و هذا جعلني سعيدة لأنه بحضني لم يفتح عينيه بفزع لأدنى حركة فكثيرا ما فعلها و أنا أذهب لتفقده ليلا في تلك الأيام التي سبقت الزفاف
تمسكت بالغطاء على صدري و سحبت نفسي لأضع له الوسادة ثم اعتدلت ملتفتة لأنزل قدمي على الأرض و سحبت ثوبي الذي كان مرمي بجانب قدميّ ، ارتديته ثم استقمت لألتفت ، قلبي دق بجنون عندما رأيته نائما في سرير جمعنا معا و كأنني لا أصدق أنني أخيرا لمست حلمي و كنت له أكثر مما كان لي
مبتسمة أنا دنوت و قبلت وجنته ثم استقمت و لكن في تلك اللحظة ابتسامتي اختفت عندما رأيت المسدس بقربه ، تنهدت و بخوف و تردد اقتربت منه حتى وقفت بجانبه و دنوت قليلا ، لمسته بخفة و لكن بسرعة أبعدت كفي لأضمها لي ، نفيت و عينيّ امتلأت بدموعي فسحبت نفسي نحو الحمام و هناك أقفلت الباب عليّ
أسندتني عليه مغمضة عينيّ هامسة بألم
" لن أخاف من شيء بعد الآن "
مسحت دموعي بظهر كفي بعنف مخبرة نفسي أنني امرأة قوية ، أنني خلقت من ضلعٍ لا يهزم و أنتمي لرجل لا يترك المسدس و هو قال أنه سيكون لحمايتنا و ليس لأفعال سيئة ، لا يجب أن أكون نقطة ضعف له تتم مهاجمته عبرها لذا سوف أدوس خوفي و قسمي ألا أقترب من سلاح و أكون سندا له ، ضلعا يقومه لا يكسره
تركت ضعفي مستندا على الباب و اقتربت أنا من الحوض ، أفرغت المياه التي كانت داخله ثم ملأته بمياه ساخنة ، فتحت الخزانة فوجدت كيس الورود التي أُستخدمت من قبل و نثرت القليل ، غيرت الشموع و وضعت معطرا بداخل المياه ثم تخلصت من ثوبي لأجلس وسطها ، أغمضت عينيّ و أندت نفسي على جانب الحوض ثم ضممتني بذراعيّ
حضرتني لمساته من جديد ، شعرت بقبله على وجنتي و رقبتي تحط بسخونة فتلهب قلبي ، لقد كنت عجينة شكلها بأنامله التي تجولت على جسدي بكل رقة ، ليس و كأنه نفس الكف الذي يحمل المسدس و يضغط الزناد بدون أن يرتجف و لو لهمسة
مرّ الوقت و شعرت أن كل جسدي مرتخي متخلصة بذلك من توتري ففتحت عينيّ و أشعة الشمس المتسللة عبر النافذة الصغيرة كانت أكثر سطوعا فأدركت أنني قضيت الكثير من الوقت هناك ، أخذت حمامي ثم سحبت المنشفة و لففتها حول جسدي و أخرى صغيرة جففت بها شعري عندما وقفت أمام المرآة
انتهيت فقررت الخروج بهدوء ، أرتدي ثيابي ثم أجهز الفطور و بعدها أوقظه ، بحكم معرفتي به ، الليلة هو لأول مرة نام براحة و سيحتاج لمزيد من الوقت لينامه ، فتحت الباب بحذر عندها كل ما خططته تناثر مع هواء الشرفة الذي كان يلعب بالستائر البيضاء
لقد كان يجلس على مقدمة السرير بعد أن فتح الشرفة كما تعود أن يفعل في غرفته في المنزل ، يرتدي بنطاله و صدره عاري بينما يضم كفيه معا ، مطأطئا رأسه و مغمضا عينيه ، خفقت دقاتي و ارتعشت أطرافي ، شعرت أن وجنتي أصابتها السخونة فجاة فأسندت كفي على اطار الباب و همست اسمه
" تشانيول .... "
فك تعانق كفيه و رفع رأسه بعد أن فتح عينيه ، رمقني بنظرة بدت غريبة جدا ، بدت عميقة و تحمل من أسرار الصمت ، مد كفه لي و ابتسم بخفوت مومئا لي
" تعالي اليّ "
تقدمت بهدوء و حياء حتى وقفت أمامه فسحبني برقة لأجلس على قدميه ، ضم خصري بذراعه و احتضن وجنتي بكفه محدقا بعينيّ و أنا تنهدت بقوة غير متحكمة بنفسي و هذا جعله يبتسم أكثر حتى ضحك و نفى بينما ابهامه يتحرك على وجنتي فيمنحني شعورا يرفعني للسماء
" لما كل هذا الخجل و التوتر جيمه ؟ "
" لا أدري .... أنا لا أصدق ما حدث "
" و لا أنا جيمه ..... لا أصدق أنني بعد كل تلك السنوات و كل تلك الكوابيس أخيرا نمت بعمق و هدوء "
عندها ابتسمت و وضعت كفي على كفه التي على وجنتي مجيبة
" لقد حرستك طوال الليل "
" هذا يعني أنك لم تنامي "
" كيف أنام و حلمي بحضني "
" هل كنت دائما حلمك ؟ "
" أكبر و أهم أحلامي صدقني "
فحدق مطولا بعينيّ ثم قربني منه و قرب شفتي همس
" أنا أصدقك "
و بسرعة سرقني من نفسي عندما أغرقني بين أنفاسه الطويلة ، لقد تنقل بمرارة بين شفتيّ و شعرت بذراعه تضمني بقوة و شدة اليه فأخبرتني أنني موشكة على الذوبان بحضنه لا محالة إلا أنه سحب نفسه بسرعة محدقا بعينيّ بينما أنا أحاول استعادة ما سرقه مني ..... عقلي و أنفاسي أخذها بعيدا عني و أنا سعيدة بهذا
" لدي عمل يجب أن أقوم به "
فأومأت ليبتسم ثم جعلني أستقيم ليستقيم هو ممسكا بكفي ، حدق بعيني و شد على كفي
" سوف نتناول عشاءنا معا .... "
" هل تعدني ؟ "
" لا تحتاجين مني لوعد ...... "
" اذا سوف أجهز العشاء بنفسي و أكون في انتظارك "
" حسنا "
سحب كفه من كفي بعد أن رفعها له و قبلها ثم التفت سائرا نحو الحمام عندها ابتسمت و التفت بسرعة نحو حقيبتي و سرت نحوها مخرجة ثيابي ، يجب أن أجهز له الفطور قبل أن يخرج فهو لن يعود على أي حال في وقت مبكر و ليس من النوع الذي يقدس الطعام ، و إن كنت جزء منه فهو كلي و وطني
*
تشانيول
ربما الرجل لا يحتاج الحب بمعنى العشق ، لا يحتاج أن يخفق قلبه بجنون بقدر ما يحتاج لحضن امرأة يضمه بأمان ، يحتضن قوته فيحولها إلى سكينة و استسلام لها بين ذراعيها و في عالمها ، أيقنت الآن أنني لا أحتاج أن أشعر بخفقاتي ، أنا أحب جيمه بطريقتي ، أحب الأمان الذي أشعر به في حضنها ، أحب وفاءها و حبها المتفاني لي و هذا يكفي لأكون أوفى رجل قدم وعودا و عهودا لامرأته أن تكون وحدها بحياته
أخذت حمامي ثم خرجت بعد أن لففت المنشفة حول خصري ، لم تكن موجودة بالغرفة و هذا جعلني أستغل غيابها عندما اقتربت من هاتفي الذي وضعته بقرب المسدس عندما تفقدته صباحا ، جلست على طرف السرير و اتصلت بفاليريو ، كن قريبا من صديقك و أكثر قربا من عدوك
رن الهاتف و لم يطل الأمر حتى أجابني من الجانب الآخر
" مرحبا أيها الدون .... لم أعتقد أنك ستتصل في وقت مبكر هكذا "
" يجب أن نتقابل قبل أن أسافر "
" ألم ترحل بعد ؟ "
" فاليريو سفري لا يخصك لذا تجهز لتقابلني "
" أين ؟ "
" سوف أرسل لك العنوان لاحقا "
" سوف أنتظر أيها الدون "
أقفلت المكالمة لأشد على الهاتف ، لا يمكنني الثقة به لذا لآخر لحظة قبل لقاءه لن يعلم بالمكان الذي سأقابله به ، وضعت الهاتف جانبا و عندما رفعت رأسي وجدت ثيابي معلقة على مفتاح الخزانة ، ابتسمت و استقمت مقتربا منها ثم لمستها بخفة
" إنها تحسن القيام بدورها "
ربما ما يجعل المرأة شديدة الاهتمام بتفاصيل زوجها ليس التربية أو التعليم الذي تلقته فهذه أمور مكتسبة و ليس كل متلقي محتفظ بما تلقاه ، ما يجعلها مهتمة و متفانية هي شدة حبها لزوجها و جيمه لا تحتاج لشهادة أي أحد على حبها لي ، أنا ألمس حبها و أشعر به فقط من نظرتها ناحيتي
ارتديت ثيابي ، بنطال جينز أسود و قميص أبيض بالاضافة إلى سترة جلدية سوداء اللون ، حملت السترة بعد أن تجهزت و وضعتها على ذراعي ثم خرجت بينما هاتفي بجيبي و مسدسي معلق على جانبي ، سرت نحو غرفة المعيشة و لم تكن هناك فسمعت صوتا صادرا من المطبخ و هذا جعلني أقترب لأقف على مدخل الباب
كانت تضع الأطباق على الطاولة بينما ترتدي ثوبا أبيضا ملون ببعض الورود الصغيرة ، قصير الأكمام و شعرها حر مبعثر بغجرية تجعل منها فاتنة و لم يطل وقوفي حتى رفعت رأسها عندما وضعت فنجان القهوة على رأس الطاولة ، ابتسمت ثم أسندت كفيها على المقعد متسائلة
" ستغادر الآن ؟ "
" أجل "
" اذا تناول فطورك أولا ..... لقد حاولت تجهيزه بسرعة من أجلك "
لم أحاول الاعتراض بالرغم من أن شهيتي ليست مفتوحة من الصباح و لكن تقدمت لأجلس بمكاني واضعا السترة بقربي على المقعد المجاور و هي سحبت مقعدها لتجلس ، أخذت صحني و ملأته بالطعام فكنت فقط أراقب تفاصيل حركاتها المهتمة ، كيف أصف شعوري ؟ لا أدري لأنه شيء مخالف للحب الذي يعرفه الجميع
" أرجو أن يعجبك "
قالتها بينما تضع الصحن بقربي فابتسمت لها و أخذت الشوكة و السكين و باشرت في الأكل ، ابتلعت أول لقمة ثم التفت لتطلعها
" لذيذ جدا جيمه "
" حقا أعجبك ؟ "
" أنا لا أجامل أحدا "
" أدري "
قالتها بابتسامة سعيدة و أنا حملت فنجاني و شربت القهوة بهدوء ، كانت تأكل و لكن بدى أن هناك شيء تريد أن تسألني عنه لذا وضعت فنجاني بجانبي رافعا نظري لها
" ما الذي بجعبتك جيمه ؟ "
فوضعت شوكتها و سكينها
" كيف علمت أن هناك ما أريد سؤالك عنه ؟ "
" لست وحدك من تعرفينني أكثر مني "
ابتسمت حتى شقت البهجة ملامحها ثم قربت كفها لتضعها على كفي الموجودة على الطاولة ، لمستها وحدها كفيلة بجعلي أشعر أنني بلغت الأمان أخيرا ، ربما حركاتها عفوية و لكنها تسقي أرض قلبي القاحلة
" هل يمكنني الاتصال بأمي و يولينا ؟ "
" بالتأكيد يمكنك ...... لما هذا السؤال ؟ "
" هما تعتقدان أننا سافرنا و اذا اتصلت سوف تعلمان أننا هنا "
" اتصلي عبر تطبيقٍ جيمه ..... لا تفتحي الكمرا ولا تخبري يولينا عن خصوصياتنا "
قلتها بينما أحدق بعينيها فسحبت كفها بسرعة لتضعها على وجنتها التي احمرت خجلا
" لم أكن سوف أخبرها على أي حال "
" و الآن هل تريدين أي شيء من السوق ؟ "
" اذا احتجت شيء سوف أتصل بك "
" أنا لن أعود بوقت مبكر "
" لا بأس ...... سوف أحب أن تجلبه بنفسك لأنك رب هذه الأسرة "
جعلتني أبستم فسحبت كفها لي لأقبلها و استقمت بعد أن تركتها
" حسنا جيمه كما تريدين "
استقامت كذلك و قبل أن آخذ سترتي اقتربت هي بسرعة و أخذتها لترفعها لي
" إنه واجبي "
لم أقل شيء و التفت مستسلما لتقربها هي مني و ساعدتني في ارتداءها و لكنها لم تبتعد بل رتبتها لي من الخلف رغم طولي و قصرها ثم ضمتني و تعانقت كفيها عند بطني لتميل رأسها من خلفي تطل علي بعد أن التفت لها بجانبية
" سوف أشتاق لك حبيبي "
وددت لو أمكنني القول و أنا أيضا جيمه و لكن وجدت نفسي أربت على كفيها ثم التفت لها عندما فصلتهما و قبلت رأسها ، في تلك اللحظة وجدتُني أغمض عينيّ مستشعرا قربها مني ، تمسكها بي ، حركاتها العفوية تبعد تلك الصخور الواقفة بيني و بينها ، و إن كانت لن تزول بسهولة و لكنني أثق بها أنها لن تستسلم و أنا رغم قوتي و جبروتي متعلق بكفها الرقيقة لأنها حبل نجاتي ، ابتعدت عنها بهدوء محدقا بعينيها
" كوني حذرة جيمه "
" حسنا "
تركتها ثم التفت مغادرا و هي تبعتني و عندما خرجت و قبل أن أبتعد عن الباب هتفت
" تشانيول هل يمكنني أن أقدم وجبة للحراس ؟ "
فالتفت لها هي من كانت تتمسك بالباب ، لم يعجبني ما قالته و لكنني لست متسلطا
" قدمي لهم وجبة و لكن لا تتحدث طويلا معهم "
فزادت ملامحها بهجة و لوحت لي
" إلى اللقاء حبيبي كن حذرا "
فرفعت كفي لها ثم غادرت ، استقليت السيارة و هي لم تدخل حتى انطلقت و بلغت الباب ، لقد راقبتها في المرآة الجانبية فقد أقفلته عندما أقفلت البوابة من خلفي عندها حدقت أمامي و تعكرت ملامحي بجدية كبيرة ، أخرجت هاتفي و اتصلت بسلفانو فأجاب بسرعة
" مرحبا أيها الدون "
" أين أنت ؟ "
" لا تقل أنك تركت عروسك "
" سيلفانو لا تتدخل في أمور لا تخصك و اخبر يولينا أنك ألغيت موعدك معها "
" لماذا ؟ "
" لأنك لست خطيبها بعد و هيا لدينا عمل "
*
جيمه
دور المرأة في حياة الرجل أكبر من أن تضع الطعام بصحنه أو تلبسه سترته ، تقف بقرب الباب و تودعه بابتسامة ، و لكن وراء كل حركة مما ذكرت معنى كببير لدورها ، عندما حملت صحنه و وضعت به الطعام لكي أقدمه له أخبرته أنني مستعدة لتقديم روحي من أجل روحك ، عندما حملت سترته و ألبستها ايها همست لقلبه أنني هنا لضمه و حمايته ، لا أدري كيف سوف أفعل ذلك لأنني مجرد أنثى ضعيفة تخاف حتى أن تقرب مسدس و لكن أدري أن لي طاقة داخلية هي من ستمنحه القوة
و عندما وقفت بقرب الباب لقد قلت عبر تلك الحركة ، عد لي لأنني أنتظرك ، كن حريصا على نفسك لأنك لست لذاتك بقدر ما أنت لي
رتبت الفوضى التي افتعلتها في المطبخ ثم جهزت بعض الشطائر و وقفت خلف نافذة المطبخ عندما أبعدت ستارها قليلا ، رأيت أحدهم يقدم لهم بعض القهوة من حافظ ولا تبدوا ساخنة فابتسمت ثم تركت الستارة و التفت لآلة القهوة ، جهزت أربعة أكواب من القهوة الساخنة ، وضعت الفطائر بصحن كبير ثم وضعت كل شيء على صينية و حملتها متجهة نحو الباب ، فتحته عندما وضعت الصينية على جانب طاولة خشبية بقرب الباب ثم عدت لحملها و تقدمت نحو الخارج
نزلت الدرج و أحدهم التفت منتبها لي فاقترب مني لنلتقي وسط الطريق و تساءل بجدية كبيرة
" هل أنت بحاجة شيء سيدتي ؟ "
فنفيت بابتسامة عندما وقفت مقدمة له الصينية
" لا لست بحاجة أي شيء ..... استمتعوا بالقهوة و الشطائر "
أخذها عني و بدى مندهشا قليلا ثم رفع نظراته لي محركا رأسه
" شكرا لك سيدتي و لكن لم يكن هناك داعي لتعبك فنحن نتدبر أمورنا "
" اذا احتجتم أي شيء بعد الآن أطرقوا الباب و سوف أقدمه لكم "
" الدون سوف ينزعج و لن يكون راضي "
" لقد أخذت اذنه من قبل ..... هيا قبل أن تبرد القهوة "
" شكرا لك سيدتي مجددا "
ابتسمت و هو التفت منصرفا نحو زملائه و أنا التفت عائدة للبيت ، أدري أن يولينا تمسك بهاتفها منتظرة اتصالي بعد أن أفسد تشانيول خططها
*
يولينا
رميت الهاتف على السرير غاضبة بعد أن أقفل الغبي سيلفانو المكالمة ، منذ أسبوع و أنا أخطط للخروج معه و لكن أخي لا يمكن أن يتركه و شأنه ، ألم يذهب في شهر عسل ؟ لما يستمتع بالتنغيص عليّ بتكليفه بالمهمات المميتة بينما هو مستلقي بحضن جيمه .........أو تراه لم يذهب أساسا ؟
توسعت عينيّ لآخر فكرة خطرت ببالي فتمددت و أخذت هاتفي ، و قبل أن ألج لقائمة الاتصالات ظهرت صورة جيمه عبر تطبيق اتصال تتصل بي ، ابتسمت لأجيب بسرعة
" صباح الخير يا عروس "
" صباح الخير يولينا .... كيف حالك ؟ "
" لست بخير بسبب زوجك المزعج .... سلميه الهاتف أريد أن أتحدث معه "
" لقد خرج ليشتري لنا بعض الحاجيات "
فضيقت عينيّ بشك
" هل أنت متأكدة ؟ "
" لماذا ما الذي يحدث حتى تريدين التحدث معه ؟ "
" لأنه يضايقني حتى وهو بعيد .... لقد خرب موعدي مع سيلفانو عندما كلفه بعمل "
" هو متساهل معك يولينا "
" أرى أنك بسرعة اتخذت صفه "
" منذ زمن أنا متخذة صفه "
" و أنا متخذة صفك يا خائنة "
قلتها مع عبوس و هي ضحكت لأسمع صوت قهقهتها عبر الهاتف فعلمت أنها سعيدة و شعرت بالبهجة لأجلها أكثر من أخي ، جيمه تعودت أن تبقى هادئة ولا تطلب الكثير من الحياة و كل ما طلبته هو قلب أخي و ألا تغادرها نظراته و يبدو أن ذلك تحقق و هذا ما جعلني أسألها بجرأة
" تبدين سعيدة جدا هل كان أخي جيدا ليلة أمس ؟ "
توقفت ضحكتها و تظاهرت بعدم الفهم
" ما الذي تقصدينه ؟ "
عندها رفعت قدميّ و حركتهما في الهواء مجيبة بانحراف
" لا تتظاهري أنك لم تفهمي قصدي ..... "
" لم أفهم قصدك "
" هكذا اذا ...... أخبريني هل كان جيدا في الفراش حتى رنة السعادة تخرج بكل هذه البهجة منك "
حينها تخيلت شكل وجنتيها المحمرتين و هي هتفت من الجانب الآخر
" يولينا توقفي عن التدخل في خصوصياتي "
و هذه المرة أنا من قهقهت بصوت مرتفع و اعتدلت لأجلس وسط سريري
" اذا حدث و كان جيدا ..... هيا أخبريني عن التفاصيل "
" أي تفاصيل يا مجنونة ..... بالتأكيد أنا لن أخبرك شيء "
" هل حذرك من الحديث ؟ ..... "
" لم يفعل و أنا لست طفلة حتى أركض لك و أخبرك عن خصوصياتي "
" كدت أصدقك ...... لماذا تتصلين بي اذا منذ الصباح ؟ "
" حتى أطمئن عليكم و أريد أن أتحدث مع أمي "
" ما الذي تريدين سؤالها عنه ؟ "
" يولينا توقفي أرجوك .... "
" ما الذي تخفينه ؟ "
" أتعلمين شيئا أنا الغبية لأنني اتصلت بك "
و قبل أن تقفل الهاتف هتفت
" حسنا لا تكوني ملكة الدراما لن أسألك بعد الآن عن خصوصياتك و لن أخبرك عن خصوصياتي "
" موافقة .... سلمي الهاتف لأمي "
" ترجيني "
قلتها مغيضة اياها
" سوف أقطع الاتصال معك و أتصل بها "
" أمي لا تمتلك هاتفا و لا تستخدم سوى هاتف المنزل و لا يمكنك الاتصال بها "
" سوف أستخدم هاتف الفندق "
" اذا هل أنتم صحيح سافرتم ؟ "
عندها بدون تحذير قطعت الاتصال بوجهي و أنا توسعت نظراتي ، لقد باتت جريئة جدا ....... بسرعة رميت هاتفي و غادرت غرفتي نازلة إلى الأسفل و قبل أن أصل سمعت الهاتف يرن و رأيت أمي تمسك منديلا تمسح به كفيها متجهة نحوه لتجيب
" مرحبا من معي ؟ ........ جيمه حبيبتي "
قالتها أمي ببهجة و جلست على الأريكة القريبة و أنا اقتربت و جلست بقربها ، ضممتها من الخلف و قربت أذني من السماعة لتدفعني أمي عنها بضيق
" أخبريني هل وصلتم بخير ؟ ...... أين أنتم بالضبط ؟ "
حينها أعدت أذني لأقربها من الهاتف
" لا أعلم بالضبط أمي و لكن المكان رائع هنا و هادئ "
حينها ابتسمت و حركت رأسي بايماءة ، سوف أزورك قريبا زوجة أخي ، انسحبت و صعدت لغرفتي ، غيرت ثيابي ثم أخذت هاتفي و بواسطة تطبيق جديد حملته يساعد المتجسسات على أزواجهن أنا تمكنت من تحديد موقعها و الذي لم يكن بعيدا
*
تشانيول
توقفت بسيارتي أمام منزل سيلفانو الذي كان يقف بقرب الباب منتظرا وصولي ، كان ينتظر مع وجه عابس و منزعج ، أنزلت نظراتي السوداء قليلا و أشرت له برأسي أن يصعد فاقترب و فتح الباب ليصعد ، أقفله و عندما أخذ حزم الأمان ليقفله تحدث بانزعاج كأنه هو سيدي في العمل
" لا شيء يسير كما أريد "
" عفوا سيد سيلفانو ..... هل أزعجتك ؟ "
التفت لي و لا يزال عابسا ليرد بوقاحة
" ألم تتمكن من البقاء في حضن زوجتك ليوم واحد ؟ لو كنت مكانها لمنعتك من الاقتراب مني "
تبا له إنه يلمح لأمور لا يجب أن يتحدث عنها أحد ولا أن يتدخل بها أي شخص مهما كان و هذا جعلني أخرج المسدس و أضعه على جبينه حينها توسعت عينيه بينما يرفعهما نحو المسدس
" ما الذي قلته للتو ؟ "
" لم أقل شيئا أيها الدون ..... هيا لقد تأخرنا عن العمل "
" أطلق العنان للسانك مرة أخرى و لن تجد ما يميزك عن يولينا "
قلتها و وجهت فوهة المسدس من رأسه نحو مكان آخر ، حدق هناك ثم رفع نظراته ليرفع يديه باستسلام
" أنا لا أرى لا أسمع و لا أتحدث "
" جيد اذا "
أعدت مسدسي إلى مكانه ثم شغلت المحرك و انطلقت لأساله بجدية كبيرة
" ألا يزال فاليريو تحت الحراسة ؟ "
" أجل سيدي و لم يتحرك من الفندق الذي يقيم به "
" هل جهزتم المروحية التي ستقله إلى باليرمو ؟ "
" جاهزة و تنتظر أن يخبرنا بموعد مغادرته "
" رائع "
استغرقت بعض الوقت حتى وصلت للفندق عندها حدق سيلفانو بالمدخل ثم التفت لي
" هل ستقابله ؟ "
" أجل ..... ابقى هنا ليتما أعود "
" حسنا أيها الدون "
أبعدت حزام الأمان و هممت بالنزول و في تلك اللحظة عدت و التفت له هو من أخرج هاتفه ، رفع نظراته لي و أنا أمسكت بمقدمة ثيابه فجأة و جذبته لي
" أخبر يولينا أننا هنا و سوف تندم "
" لن أخبرها "
تركته لأرتب له قميصه ثم نزلت مقفلا الباب خلفي ، دخلت للفندق و مباشرة جلست على أحد الأرائك الموجودة في الردهة مرسلا بعدها رسالة لفاليريو ، لم يمر أكثر من ثلاث دقائق حتى رأيت المصعد يفتح أبوابه و هو يخرج برفقة مساعده بينما يتحدث بنوع من الغضب عندها وقفت و وضعت كفي بجيوب بنطالي مناديا عليه
" فاليريو ...... "
توقف مكانه ثم التفت و أنا ابتسمت بطريقة تجعله مستفَزا و رفعت كفي لألوح له ، صرف مساعده و اقترب و عندما وقف أمامي رسم ابتسامة على وجهه و نبس
" أتيت بنفسك "
" أجل قررت أن نتحدث هنا لكي تغادر من هنا إلى باليرمو مباشرة "
" ألا تعتقد أنك تتجاوز حدودك أيها الدون ؟ "
عندها أبعدت كفي عن جيب بنطالي و وضعتها على كتفه لأدنو قليلا محدقا بعينيه
" أنا الدون ولا يوجد أمامي أية حدود فكلها مفتوحة ..... "
جلسنا بعدها و طلبنا فنجانين من القهوة لتوضع أمامنا ثم غادر النادل و هو حدق بي
" اذا هل فكرت في الأمر ؟ "
" اسمع فاليريو .... أنا وضعت خطة و هناك قوانين ثابتة منذ سنوات طويلة نسير عليها ، قوانين راح ضحيتها كثيرا من الأرواح و خلقت الكثير من العداوات عندما فكر بعض الأطراف بتجاوزها لذا انسى أمر التجارة بالنساء أو تهريب المخدرات "
" و لكن تعلم أن عملي يعتمد بشكل كبير على تهريب المخدرات "
" اذا حان الوقت لتستبدله ..... "
قلتها بينما أسند ذراعي على ذراع المقعد الذي أجلس عليه و أحرك أناملي محدقا بثقة عالية بعينيه
" ليس لدي قاعدة أستند عليها لكي أغيره "
عندها غيرت من وضعيتي
" إن كنا أصدقاء فأنا قاعدتك "
" نحن متذبذبان ، فمرة أصدقاء و مرة أعداء "
" أعلم هذا جيدا لذا سوف أربط مصالحنا معا ..... بل وستقاسم معك مشاريعي شرط ألا تقرب النساء و المخدرات "
عندها ابتسم و أسند هو الآخر ذراعيه على قدميه
" ليتك تستطيع تسام كل شيء معي أيها الدون "
عندها رفعت سبابتي بوجهه
" كن حذر فاليريو ثمنك رصاصة واحدة و أنا لن أتردد بوضعها في رأسك "
" و لكنك لا تريد حروب العائلات أن تشتعل من جديد "
" لهذا دعنا نعمل لنجعل من صقلية مزدهرة و إن تمكنا من السيطرة على مقاعد برلمانية و وزارية في الحكومة الايطالية وقتها سوف نؤسس امبراطورية و ليس فقط وكرا للأعمال الغير شرعية "
وقتها أمسك بكفي ، بل تمسك بها بكفيه و عينيه لمعت
" ما المطلوب مني ؟ "
" أن تكون تابعا وفيا لي "
" سوف أكون كذلك "
" اذا عد لباليرمو و انتظر تعليماتي "
" ماذا عن حقول الكروم ؟ "
" وجدت غير حقولك "
" أنت هكذا سوف تسبب لي خسارة كبيرة و عائلتي لن تكون مسرورة "
عندها ابتسمت مجيبا
" سوف يكتمل تجهيز فرع مصنع النبيذ في باليرمو بظرف أسبوع و وقتها سنجعل من عائلتك مسرورة "
و هاهي الصفعة تقع على وجهه ، اعتقد أنه يسيطر على كل شيء و هاهو يجدني أتحكم بمفاتيح أرضه حتى هي
" في باليرمو أقمت فرعا للمصنع ؟ "
" حرصت أن تكون مفاجئة لك "
فابتسم بتسامة باردة للغاية
" إنها مفاجأة رائعة "
" أدري "
قلتها و سحبت كفي من كفيه لأستقيم و هو فقط أسند كفيه على ركبتيه و شد عليهما ليرفع نظراته لي و وقتها رن هاتفي فرفعت كفي له
" بعد نصف ساعة سوف تتوقف المروحية على مهبط المروحيات الموجود بسطح الفندق أريدك مساء في باليرمو "
فاستقام ليومئ
" حسنا أيها الدون "
غادرت منتصرا و أعلم أنه لن يكون هادئا ولا راضي عما يحدث من وراء ظهره في مدينته و لكنني ربطت ذراعيه و قدميه و لا يمكنه أن يواتي بأي حركة الآن ، وقفت أمام باب الخروج لأخرج الهاتف فكانت جيمه و هذا ما جعلني أجيب بينما أعيد نظاراتي السوداء و خرجت متجها نحو سيارتي التي لا تزال في مكانها
" مرحبا جيمه ..... هل هناك شيء ؟ "
إلا أنني سمعت بعض الفوضى بقربها و لم أسمع صوتها هي فتوقفت مكاني متحدثا بجدية أكبر
" جيمه هل أنت بخير ؟ "
نهاية الفصل الرابع عشر من
" الكسير "
الغلاف مقدم هدية من الجميلة و الشغوفة نور
أتمنى أنكم استمتعتم و تحمستم للغيوم التي تبدو في الأفق
إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير و أغدقوا الرواية و أغدقوني بالحب
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro