يا أمي | ٣٩ |
هل اشتقتوا الي ؟ 😊💜❤️
اسفه اني طولت عليكم بس كنت مسافره ✌🏻️
البارت ما قبل الأخير 💔 بالبدايه كنت احس بسعاده اني بخلص الروايه بس لما خلصت من البارت ذَا حسيت بحزززن ، تدرون ليه ، لانها اخر رواية راح اكتبها لاني مُقبله على جامعه مثل ما تعرفون وما راح ألقى وقت فراغ للكتابه ما اقدر ، حتى لو ضغطت على نفسي راح اطول واسحب يمكن على الرواية ، عشان كذا انا ما راح اكتب رواية ثانية ، لكن ما ندري وش يخبي لنا المستقبل
( ملاحظه عام ٢٠٢٠ : انا مسيلمة الكذاب ^ )
اعذروا الأخطاء لم اعدل البارت جيداً
ايها الاصنام اخرجوا فالروايه قاربت على الانتهاااااااء 🎺
اي صح ، يوم ميلادي كان امس ، صار عمري ١٩ 😊🎉🍰💜
( ملاحظه عام ٢٠٢٠ : بقى ٣ فصول وانتهي تعديل )
__________
رفع والد أدريان يده يريد الإطمئنان على وجهه لكن أدريان تراجع الى الخلف بذعر وابتلع ريقه يقول متظاهراً بالقوه
" هل عدت لكونك شرطي لتكفّر عن ذنوبك ؟ يا سيد ليون سانتوريني ؟ "
تنهد ليون والد أدريان بضيق ثم أعاد يديه بجيوبه يقول
" إسمع يا أدريان .. أنا اسف جداً على الماضي البشع الذي جعلتكم تعيشونه .. لم اكن عاقلاً حين كنت أضربك وأخوك .. كنت مخموراً محطم لأن مستقبلي الموسيقي انتهى "
فقال أدريان بنبرة ألم وعتاب
" لما يجب علي دفع ثمن فشلك ؟ .. لماذا كنت تخفف من وجعك من خلال ضربي ؟ لقد كنت مجرد طفل في السادسة من عمره ! لم اتلقّى منك الحنان .. فقط الصفعات والشتائم .. حتى لو كُنتَ َشرطي او قاضي العدل ! لن اسامحكِ على ما فعلت بي "
وحين استدار ينوي الخروج من مركز الشرطه استوقفه ابوه يقول بقلق
" على الاقل اخبرني كيف وصلت الى هنا ؟! هل افتعلت المشاكل ؟ هل اصبحت جامحاً او ماذا ؟ "
التفت اليه أدريان يقول بسخريه
" لا .. لم أتربى على يديك لأصبح جامحاً .. بل تربيّت على يدي والدتي الطاهره لأصبح رجلاً محترماً "
واكمل طريقه متجاهلاً نداء والده الذي يقول
" على الأقل اخبرني كيف حال عائلتك ! "
خرج أدريان من مركز الشرطه لينحني ويديه تقبضان على ركبتيه يتنفس بتسارع والعرق بدأ يظهر على ملامحه الشاحبة
اخرج هاتفه من جيبه بحركه ارتباك ويديه ترتجفان وهو يضغط رقم واحد ..
وضع السماعة قرب أذنه ينتظر ان تجيب لورين .. ولا زال يتنفس بتسارع مرتبكاً
سمعت لورين انفاسه المتقطعة لتجيب بقلق
" أدريان ؟ هل انت على ما يرام ؟! "
ابتلع ريقه بصعوبه وهو يجيبها بصوت مرتعش
" لورين .. اين انتـِ "
خرج صوتها الذي خفّف عذاب حرقةً تشوي قلبه
" في المنزل .. اخبرني ماذا حصل ؟! لما يبدوا صوتك متقطعاً ؟ "
" انا قادمٌ إليكِ "
اغلق الخط لتنهض لورين من فوق سريرها وتركض نحو الخزانه تخلع رداء الاستحمام حيث كانت قد استحمّت للتو ، ارتدت ملابس النوم بعشوائيه وشاح نوم قصير لونه ذهبي اللون وتركت شعرها الرطب الطويل خلف ظهرها لتنزل السلالم حافية القدمين متوجهه الى باب الخروج
فتحت الباب لتلفحها برودة الجو لكنها بقيت مكانها تنتظر حتى رأت سيارة أدريان تظهر من العدم
نزل أدريان بتثاقل واغلق الباب خلفه ، رفع عيناه الذابِله لتقعا عليها .. كانت تنظر اليه بشكل حلو ولاحظ مدى اهتمامها وقلقها عليه .. فتقدم منها حتى اصبح امام عتبة المنزل .. لم يتكلم بل كان ينظر الى قدميها الحافيه مكتفي بالنظر بحزن ..
لتعانقه بقوه حتى انحنى ظهره بسبب طولها متفاجئاً .. فقالت بإهتمام
" انتـَ تخيفني عليك .. قل لي مالخطب ؟! "
فبادلها العناق وهو يحيط ظهرها بذراعيه يدفن رأسه بين خصلات شعرها الرطب يغدقه ويداعب انفه رائحة الخزامى العَطِر ، يهمس
" لا بأس .. فإني بين احضانكِ .. لذا سأكون بخير "
ظلت بين ذراعيه حتى استكان وهدئ ، فكانت إيزابيلا تتمشى حول المنزل ، وما إن رأت أدريان بين ذراعي زوجته لتتراجع الى حيث أتت مستائه ، ابتعدت عنه لورين وهي تضم وجنتيه الملتحيتين بيديها تقول وهي تحدق في عينيه الذابِله حزناً
" عيناكَ لا تكذب .. "
تفحصت شفته بقلق تقول
" من الحقير الذي تجرأ على فعل هذا بك "
امسكت يده تعانقها بأصابعها الناعمه وسحبته داخل المنزل متجاهله وجود جدتها التي تشاهد التلفاز تتظاهر بعدم رؤيتهما وابتسامتها تفضحها
ففتحت باب غرفتها وأدخلت أدريان لتغلق الباب تتنفس بتسارع وهي تبتسم لان جدتها لم تراها .. او هذا ما كانت تظنه
توجه نحو سريرها ورأى رداء استحمامها الأبيض ليمسك به بين يديه ويلتفت نحو لورين يقول بهدوء وصوته مسالم
" انا اسف .. لقد اتصلت بكِ وانتِ تستحمين "
توردت خجلاً وهي تسحب الرداء من يده تقول
" لا بأس .. انت مهم بالنسبة لي لهذا لا بأس "
دخلت الحمام وادخلت الرداء لتعود الى الغرفه وتجد أدريان مستلقي بتعب فوق سريرها
فقالت بمرح
" تصرف الى راحتك "
بقيت واقفه تنظر اليه ثم قالت بجديّه
" ألن تخبرني ماذا ألمَّ بقلبك ؟ "
مد يده بالفراغ يقول وعيناه مغمضه
" عانقي يدي ارجوكِ "
اقتربت منه وجلست قربه لتمسك بيده بلطف ، ليضع يدها فوق صدره وينظر اليها بنظرات حالمه
" هل ضربات قلبي منتظمة ؟ "
أغمضت عينيها تستمع ، لتقول بإستغراب وهي تعاود فتح عينيها الزرقاء
" بل على العكس .. "
فقال وهو يمسك بيدها
" منذ ان رأيتكِ تنتظرينني خارج منزلك ونبضات قلبي لا تتوقف عن التسارع "
فإبتسمت تقول
" ماذا تريد ان تشرب ؟ هل ستشرب القهوة السوداء من يدي ؟ انا اتقن اعدادها لا تخف "
فنهض من اضطجاعته وامسك كلتا يديّها يقبّلهما ثم رفع نظره تجاهها يقول مبتسماً بشكل جذاب
" هل تعدّين القهوة بهاتين اليدين ولا اشرب ؟ "
فضحكت ثم نهضت من على السرير بشكل طفولي تقول
" إذن سأعود سريعاً "
وخرجت من الغرفه نحو المطبخ ، صمت وهو ينظر الى ارجاء الغرفه ليلمح صورة هاري فوق المكتبه .. كان في حلم جميل ، هو بأن لورين زوجته و خاصته هو وحده .. لكن الصورة اعادته الى الواقع المرير
نظر الى صور الحائط خلفه وكانت العديد من الصور تجمعها مع هاري .. سئم الجلوس في غرفة مليئه بالصور التي تقطع النفَس وتحرق القلب لينهض ينوي الخروج، لكن لورين دخلت بسعاده وهي تحمل كوبين من القهوه تقول
" هل تناولت الإفطار ؟ "
تشتت بسبب رؤيته لشعرها الذي ربطته بعشوائية وسنحت لبعض خصلاته البندقيه ان تترنح بأريحيه قرب وجنتيها
اخذ الكوب لتلامس اصابعه أصابعها ولم يحدث هذا فرقاً بالنسبة لها ، بل ظلت تبتسم له وهي ترتشف من قهوتها
اما هو فقد شعر بفراشات تداعب معدته من شدة تأثره بلمستها ..
فعاد يجلس على السرير وهو يشرب القهوة بصمت ، لتجلس قربه تقول
" متى ستخبرني ؟ .. ماذا حصل ؟ "
حكّ حاجبه الاسود الكثيف ثم التفت اليها يتمعن في عينيها يقول
" جمالكِ يربكني .. لا استطيع قول شيء وسط تحديقتك الفاتنه "
تنهدت وهي ترمقه بشك ، ثم قالت بجديّه
" انك تحاول تغيير الموضوع "
ابتسم لها ثم صمت ، لتهز ذراعه تنتظر ان يتحدث ، فقال
" لقد قابلت والدي للتو .. ليون سانتوريني .. والغريب المضحك في الموضوع هو انه عاد لمهنته التي لطالما كان يكرهها بعد ان خرج من السجن .. كيف يسمحون له بالعودة الى ممارسة مهنته ؟ هل قام برشوة رئيس الشرطه ؟ "
" اذن انت تقول بأن والدك لطالما كان شرطياً ؟ "
" نعم ، لكنه اراد ان يصبح موسيقار .. لم تتحقق احلامه لذا مالَ قلبه الى الخمر لينسى واقعه .. وبهذا دمّر الخمر حياته العائليه و وحصل ما حصل "
ربتت على كتفه تقول وهي تفكر شارده ..
" وحصل ما حصل "
نظر اليها وقال بسخريه وهو ينقر جبينها بلطف
" لديكِ قدره خارقه لتغيير مزاجي والتحكم به "
مسحت على جبينها وهي تبتسم قائله
" ليس امراً غريب ، ما رأيك ان اعدّ لك طعام الفطور ؟ "
اومئ لها موافقاً لتضع الكوب بيده وتخرج ، بعد عدة دقّائق عادت وهي تحمل إناء الطعام الثقيل تمشي بإتجاه أدريان ، فنهض سريعاً وأخذ الثقل من بين يديها لتتنهد مرتاحه ، فوضع الإناء على الطاوله وامسك بكلتا يديها وقادها لتجلس قربه على حافة السرير ، و لازال ممسكاً بيديها يقول مبتسماً
" انا سأذهب ، لكن عديني بشيء واحد "
فقالت مستغربه
" ما هو ؟ "
تلاعب بأصابعها بين يديها صامتاً فأمالت رأسها بطفوليه تقول
" هناك امرٌ ما يشغل عقلك ؟ "
فرفع رأسه يقول مبتسماً لأجلها
" و من غيركِ يشغل عقلي ؟ "
" لا اعلم ، ربما هناك شيء ما يقلقك وتخشى اخباري به "
رفع يده وحكَّ حاجبه ليزفر بضيق وسط تحديقها ، فقال وقد لاحظت ان يديه تصلبت
" لا اريد منكِ ان تخبري هاري بخصوص ماضيكِ .. ارجوكِ "
ابعدت يديها عنه ونهضت من السرير تدير ظهرها له وهي تقول
" لا اريد ان نتحدث بهذا الموضوع .. انه يخيفني "
نهض ودار جسدها لتصبح امامه تنظر اليه بحزن وقال بصوت هادئ يبث السكينة في قلبها
" وردتي اليافعه .. صغيرتي لورين أنتِ لستِ مجبره على التحدث مطلقاً بشأن هذا الموضوع .. لهذا .. لا تقولي له شيئاً "
هزت رأسها ثم قالت
" لديه كل حق لكي يعرف .. لديه كل حق "
انحنى اليها وزرع قبلةً سريعه على جبينها يهمس لها بحنيّه
" أنا اعرف .. لكنني اخاف ان يترككِ بسب هذا رغم انه لم يكن خطأكِ .. انا لا استطيع ان أئتمن قلبكِ له "
نظرت الى زوجها بعيون واثقه وهي تبتسم
" لن أندم على شيء .. حتى لو تركني لأجل هذا فأنا لا استطيع اخفاء الامر عنه "
خطرت على بالها فكره ثم قالت له بعد تردد لاحظه وهي تبتسم
" ما رأيك أن تقنع والدك الشرطي لكي .. يبحث عن المشتبه فيهم .. لكي يحاول إيجاد الاربعه اللذين دمروا طفولتي ؟ سيكون نافعاً حقاً "
وضع اصابعه فوق شفتيها يقول بصوت حزين
" صغيرتي تبتسم رغم وجعها ، هذا قاسي وكثير عليها لتتحمله "
عبثت بشعره بأناملها تقول ولا زالت مبتسمه
" يان واقع بغرام زوجته من طرف واحد .. وهي حبيبة صديقه، رغم انه هو من أحبَّها اولاً ، هذا قاسي وكثير عليه ليتحمله "
ابعد يدها عن شعره وعاد يصففه بإنزعاج طفولي ، ثم نظر اليها بنظرات عميقه يقول
" انا موافق ، سأتحدث مع ابي ، لستِ الوحيده التي تتوق لمعاقبة هؤلاء الحُقراء .. فأنا حاقد عليهم "
ادار ظهره ينوي الخروج من الغرفه لكنها امسكت بذراعه تقول
" انتظر "
اخرجت هاتفها ولا زالت يدها متأبطةً ذراعه ، وقالت بسرور حين اجاب احدهم على اتصالها
" هاري ! "
ضاقت عينا أدريان ونفض ذراعه بغضب ينوي الخروج لكنه تفاجئ بنظرات الدهشه التي ترسلها الى عيناه المتوسعه ذهولاً من فعلته بحزن ، لكنها قررت التغاضي عن فعلته الكامنة بسبب غيرته وقالت لهاري
" اريد ان أسألك سؤالاً "
مد أدريان يده يقول
" انا آسف "
وضعت يدها فوق يده تبتسم له وهو ينظر الى اليسار بخجل من نفسه ، لكنها ابتسمت وهي تضع يدها الناعمه على صدره تقول لهاري
" ما هو اليوم "
خرج صوت هاري وهو يقول بتملل
" الأربعاء ؟ "
تبددت ابتسامتها وقالت
" الأربعاء ؟ ... اه نعم ، انت محق "
فقال متضجراً
" حبيبتي انا مشغول الان حقاً ، اراكِ لاحقاً ، احـبك "
اومئت له تقول
" الى اللقاء "
وصمتت تنظر الى أدريان الذي يستمع ، ليقول هاري مستغرباً
" ألن تقولي .. احـبك ايضاً ؟ "
فقالت وهي تصرخ فجأه ويدها تشتد على ذراع أدريان
" انا اكرهك هاري ! انت احمق "
وأغلقت الهاتف وحين رفعت يدها لترميه أرضاً كي ينكسر ودموعها تعانق عينيها ، امسك أدريان بيدها وعانقها من الخلف يهمس
" كفى إهدئي ...... هل يكفيكـِ إن قلتُ لكِ بأني اعرف ما هو اليوم ؟ "
اومئت ليسبب هذا سقوط دموعها وهي تنظر الى الفراغ ، ليكمل وهو يسحب الهاتف من يدها ويعانق خصرها بكلتا ذراعيه
" إن اليوم هو ذكرى وفاة كارلوس "
عانقت وجهها بكلتا يديها وهي تبكي ، ولا زال يعانقها متمسكاً بها كي لا تسقط
خرج أدريان منتظراً خروجها بعد ان ترتدي ملابسها لتزور قبر اخيها ، كان شارداً يفكر بأبيه الذي عاد الى مركز الشرطه بصفته شرطي ، اثار غضب أدريان موضوع عودة ابيه لمركز الشرطه وشعر بالاشياء ، كون والده لطالما كان عنيفاً كيف له ان يعود الى وظيفته ، انه لا يستحق ان ينادى بالشرطي فهو لم يحمي اطفاله كي يحمي العامة ، شعر أدريان بسخافة هذا الامر لكن بلمحة حزن لاحظتها لورين وهي تخرج من الغرفه ...
فقالت وهي ترفع ذقنه لينظر اليها تبتسم
" كيف يجرؤ الحزن بالإقتراب منك ؟ "
فقال ولمحة الحزن ترفض التبدد ..
" لقد تجرعت من الحزن ما يكفيني لمئات السنين .. اشعر بالتخمة من الحزن "
فقالت بسخرية استياء
" تُخْمةُ الحزن "
امسك يدها وأدخلها في جيبه ولا زالت يده ممسكه بها وقال مبتسماً
" لنذهب اولاً .. فأنا اعرف بآنكِ لا ترغبين بالذهاب هناك مع عائلتك لأنك لن تحتملي الوضع "
نزل أدريان من سيارته وأخذ زهور الهيذر البيضاء بيد وفتح الباب للورين بيده الاخرى ، لتخرج وهي تحدق في القبور البعيده وانتابها خوف جعلها تعود الى السياره مجدداً وهي تنظر الى يديها المرتجفة ..
وضع يده على كتفها يقول
" بالتأكيد هناك احاديث القلب الكثيره تريدين أخباره بها .. أخبريه بها وكوني شجاعه "
بعد صمت طويل خرجت من السياره وهي تأخذ الزهور من أدريان تنظر اليه بثقه وهي تراقب ابتسامته التشجيعية التي لطالما جعلتها تتقدم الى الامام .. كما الان تماماً ..
اومئت له وهي تتقدم امامه ، يراقب خصلات شعرها البندقي تتطاير وتحديقته الملائكيه تلك ما كانت إللا نظرات الفخر ..
يراقب كيف كَبُرَت زوجته وصغيرته واصبحت قادره الى تحمل الصعاب مهما كانت والوقوف بعد السقوط
السقوط صعب لكن الوقوف اصعب .. و لورين كانت ولا زالت تحاول الوقوف مجدداً ، مع وجود أدريان معها ستنهض لا محالة .. لكن وجوده قربها صعب عليه .. ويؤذي قلبه ..
وقت امام قبر كارلوس ثم وضعت الورود قربه
كان منقوشاً على قبره تاريخ ولادته وتاريخ وفاته واسمه وجملة كانت تقرأها بصوت مرتعش
" ستظل حياً في قلوبنا مهما دار الزمن .. صغيرنا الحبيب .. كارلو "
جلست فوق العشب الأخضر تقول وهي تتلاعب بآصابعها بينما أدريان بحلَّته الرسمية يقف خلفها بقلق ..
فقالت تحادث توأمها الذي دُفن تحت التراب منذ سنتين
" أتنفس ولكن لا أتنفس .. قلبي ينبض لكنه يفتقد للحياة .. انا نصف روح بدونك يا كارلوس .. انت لا تفارق أحلامي .. ولا استطيع نسيان بحّة صوتك حين تضحك ببرائه على نكاتك ومزاحك الذي يغيظني .. اشتقت لمناداتك اخي الصغير كي أغيظك .. لانك تستاء كلما كررت قولي باني خرجت للحياة قبلك بخمسة عشر دقيقه .. لكن روحك غادرت الحياة قبل روحي .. احياناً اتمنى لو انني انا من مت بدلاً منك .. لانني خرجت للحياة قبلك بخمسة عشر دقيقه "
" سيظل في قلوبنا .. دائماً وأبداً "
صوت أنثوي مألوف داعب اذنيّ لورين لتلفت خلفها وتجد والدتها تقف خلفها بثوب اسود اللون وقبعة فوق رأسها بينما كان بين يديها الورود والحزن يعانق وجهها ....
إعتصرت لورين قبضتها ونهضت لتقابل عينا والدتها الزرقاء كاللون البنفسجي الذابِله كعيناها .. نظرت لورين اليها بصدمه ثم نظرت الى أدريان الذي يقف بصمت ينظر اليهما ..
لم تدرك لورين نفسها حتى وجدت ان قدميها قادتها الى والدتها ..
نظرت الى الورود بين يدي والدتها وقالت بصوت قارص وهي تبتسم
" هل تمازحينني ؟ "
مرت والدتها ذات الحسن والجمال من جانبها ووضعت الورود خاصتها قرب ورود لورين وعم الصمت ..
حتى ظهر صوت لورين المرتجف
" هل تعلمين ماذا حصل لي بسببك ؟ لقد تدمرت يا أمي وانتِ لم تكترثي بي "
التفت اليها والدتها مستغربه تقول
" لم اكترث ؟! طوال ابتعادي عنكم وانا لا ازال افكر فيكم وقلبي يتقطع شوقاً لكم "
" كفى كذباً علي !! لم اعُد طفلةً العاشرة بعد الان !! "
صرخت لورين وبحة البكاء اوشكت على السماح لدموعها بالخروج .. ذُعر أدريان وهو ينظر اليها بقلق
لتلفت نحو والدتها المصدومة تقول وعيناها غارقه بالدموع
" هل تعلمين ماذا حصل لي ؟ يا أمي ! لقد أُغتصبت وانا طفله بريئه .. كنت اصرخ بإسمكِ في ذلك الزقاق المظلم وانتظرت ان تأتي وتنقذينني .. لقد مات اخي بسببي ولم تحضري حتى جنازته كي لا تري وجهي ! انا من كان قلبها يتقطع ألماً وحسرةً لأنني اصبحت متعقده من الرجال ولأنني خسرتك وخسرت اخي وعذريتي ولا استطيع النظر الى محبوبي المسكين "
تقدم أدريان وامسك بذراعها يهمس وهو ينظر اليها
" لورين .. لا بأس .. لا تقولي المزيد "
هزت رأسها رافضه الصمت وهي تنظر الى أمها التي تساقطت دموعها ولا زلت متسمره مكانها ولورين تنظر اليها بغيض مكسوره ..فقالت
" اين كنتِ ؟ لماذالا تزالين تعتبرين نفسك أمّاً .. إن الأم لا تجرؤ ان تفعل ما فعلتي .. لقد كنت محتاجةً لكِ ولو لم ترحلي ما كان كل هذا ليحدث لعائلتنا .. ما كان هذا ليحدث لي ولا لأخي وما كنّا سنتقابل امام قبر توأمي اليوم .."
مسحت والدتها دموعها ثم تنحنحت لتقول وهي تقترب
" سأركع امامكـِ كي تسامحينني .. لن اجرؤ على اعتراض رفضك مسامحتي .. ابنتي "
نظرت اليها لورين بلوم وحزن ولم تقل شيئاً ، فقد كانت ملامحها تشرح ما عجز اللسان عن قوله ..
ما إن ارادت الركوع امام لورين ، امسك أدريان بكتفيها ومنعها من هذا يقول وهو ينظر الى عيناها المشابهه لعينا معشوقته
" لا تفعلي هذا .. "
فنظرت والدة لورين الى ابنتها تقول
" لورين .. "
ادرات لورين ظهرها وأسرعت بالهروب الى السياره لتدخلها وتغلق حميع الأبواب كي لا يستطيع أدريان فتحها وخرّت بالبكاء الشديد الذي كانا يسمعانه ..
زفر أدريان بعصبيه يمسح وجهه بيده بحركة ارتباك وهو يستمع لصوتها الباكي ولا يستطيع فعل شيء سوى الأنصات ..
عانقت والدة لورين يده بيدها تقول له بصوت حنون
" لا تخف عليها .. منذ صِغَرِها كانت تستجمع قوتها عن طريق البكاء .. ابنتي عانت الكثير لندعها تبكي "
رمش مرتين وهو ينظر الى الفراغ يقول بحزن
" بكائها يعذبني .. حزنها يكسرني "
تنهدت بتعب وهي تقول بينما كانت تحارب غصة البكاء
" انا لن أسامح نفسي .. حتى لو أتى ذلك اليوم الذي ستسامحني لورين فيه لن استطيع مسامحة نفسي .. انها محقه في كل جمله قالتها لي .. لم اكن اعلم انه تم اغتصابها .."
نظر اليها طويلاً .. شارداً في التفكير .. حتى ايقظه فتح لورين الأبواب ليهرع بفتح الباب والدخول ليعانقها بنُبُل وسط تحديق والدتها التي تراقب كيف آواها ان تضطر ان تطلب منه ..
فهمست له لورين بصوت مبحوح بسبب البكاء لكي لا تسمعها والدتها
" لستِ مستعده لرؤيتها .. انني أعاني فأبعدني عنها ارجوك "
ابتعد عنها وخرج من السياره يقول لوالدتها بنبرة اعتذار واضحه
" لقد قلت لكِ مسبقاً .. أن حزنها يكسرني وبكائها يعذبني .. وهي مكسورةٌ وتبكي بسبب حضورك المفاجئ .. لهذا سامحيني .. سآخذها بعيداً عن هنا .. عنكِ .. حتى يحين الوقت الذي تكون لورين فيه مستعده لمقابلتك "
اومئت له بصمت وهي تنظر الى ظهر لورين التي ترفض ان تدير وجهها لتراها ، واستسلمت واستدارت عائدةً للقبر تقف امامه بشرود .. و رحل أدريان ومعه لورين التي تنظر الى النافذة شاردة تراقب جسد والدتها يتبدد شيئاً فشيئاً
اراد ان يعيدها لمنزلها لكنها رفضت .. ارادت الذهاب الى اي مكان .. باستثناء منزلها .. تفهم أدريان الامر وأوصلها الى منزله التقليدي الذي كان بعيداً تقريباً .. والذي حبست فيه لورين معه اثناء العاصفه الثلجية ..
فتح لها الباب لتدخل بهدوء وتتوجه الى الحمام ، جلس أدريان على الاريكة وهو يحدق في شاشة هاتفه بتردد .. هل يخبر هاري عن ما كانت لورين تريده ان يعرفه ؟ هل سينفعها وجود هاري قربها ؟
اتصل على هاري وانتظر ان يرد على اتصاله
" مالأمر يا صاح ؟ "
" لورين في حالةٍ سيئه .. تعال الى بيتي التقليدي ، قبل ان اسرق حبيبتك مستغلاً حزنها "
واغلق الهاتف وهو يعلم بأنه مستحيل ان يسرقها .. فهي ليست سلعه ليسرقها .. ولم يستغلها ، حتى لو حاول سرقتها فلن يقدر على فعل هذا .. لانها لن تقبل أبداً ..
بعد دقائق طويله طُرِق الباب وكان أدريان يعرف ان هاري هو الفاعل .. نهض وفتح الباب وهو يتبسم بسخريه يراقب تنفس هاري المتسارع وهو يحدق فيه مستغرباً من ابتسامته .. تجاهل الامر ودخل المنزل يصرخ بإسم لورين
حتى نزلت من السلالم مستغربه تنظر الى هاري قائله
" كيف وصلت الى هنا ؟ هل حدث شيء ؟ "
هرع يصعد السلالم وحين وصل اليها عانق يدها بخوف يهمس
" من احزن جوهرتي .. من تجرأ ؟! "
كلماته تسببت بذرفها الدموع دون ان تنطق بكلمه ، اغمض أدريان عينيه ببطئ وهو يتألم بشدّه .. مجرد رؤيته لهاري يمسك يدها يقتله .. تنهد بتعب وخرج من المنزل ومفاتيح سيارته معه .. فتح الباب ودخل السياره .. ولم يفعل شيئاً سوى التحديق بالفراغ .. فتفاجئ حين نظر الى المرآه .. عيناه ذابله .. و روحه ذبلت منذ عَلِم بأن لورين حبيبة هاري .. في ذلك الحفل تحطم قلبه منذ ذلك الوقت ولم يشفى حتى الان ..
حلّ صباح جديد لتنهض لورين من على السرير وتغتسل .. فتحت الستائر .. ليستقبلها ضوء الشمس المشرقه .. استنشقت عبير الصباح وشعرت وكأنها في الأحلام .. لا حزن لا دموع بعد الان .. ستكون أقوى ! لأنها لم تبكي في حياتها كما بكت بالامس .. لهذا ستكون أقوى ! .. ستجتمع قواها كلياً قريباً ..
ابتسمت وهي تدندن بينما تنزل السلالم بخفّه .. حتى وجدت هاري بالمطبخ يعد طعام الإفطار .. جلست فوق الطاوله امامه وهي تراقب كيف يعمل .. اقترب منها وهو يخفي فراولة خلفه يقول بلطف
" افتحي فمك "
عقدت حاجبيها وهي تضحك لتقول
" حقاً ؟ "
اومئ لها بطفوليه متحمساً لتفعل ما قال وهي تكتم فرحتها قدر المستطاع قائله
وضع الفراولة في فمها وهو يضحك وبحة ضحكته تفتن .. لتبرز غمازتيه القاتلة ..
اگلت الفراولة وهي تراقبه يزيّن الطاوله بالطعام .. فقالت فجأه حين تذكرت
" أنا لم ارى أدريان منذ الأمس ! "
فقال هاري وهو مشغول بتزيين الطاوله
" لآ اعلم .. ربما عاد الى منزله "
نزلت من على الطاوله وخرجت مِن المنزل تتلفت بقلق حولها ، لتلمح سيارة أدريان البيضاء مركونه بالخلف
فهمست وهي تضع يدها على فمها غير مصدقه
" غير مستحيل .... "
ركضت بإتجاه السياره ويدها على قلبها لتقف امام السيارةِ مصعوقه .. عينيها لا تصدق ما تراه امامها ..
كان نائماً وهو عاقدٌ حاجبيه بإنزعاج وعاقد ذراعيه من شدة برودة الجو .. رغم ان الشمس مشرقه لكن الجو كان بارداً في الخارج .. لم تستطع الشمس تدفئة قلبه المكسور .. لقد كان نائماً في السيارة منذ الامس ..
ساورتها رغبةٌ في البكاء لتفتح له الباب وتدخل بهدوء تحدق في أدريان النائم وهي تمنع نفسها من البكاء .. تشتم نفسها وتتمنى لو يعاقبها الله لانها حمقاء ! نسيت السبب الاول في نجاتها من فيضانات الحياة .. الشخص الوحيد الذي وقف امامها ليصد تلك الفيضانات .. ذلك الشخص كان نائماً في الخارج منذ الامس ولم تتذكره سوى الان ..
عانقته وهي تهمس بصوت باكي
" انا اسفه ... انا اسفه "
فتح عينيه بصعوبه ليستقبله سطوع الشمس .. نظر الى لورين مستغرباً ، ليقول قلقاً بصوته الناعس المبحوح وهو يحاول ابعادها عنه
" ماذا حصل ؟ "
ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بإستياء تقول
" لماذا نمت في السيارة ؟ انه منزلك كما تعلم وايضاً هو واسع كفايه ليحتضن ثلاثة افراد "
اخرج سيجارةً من الصندوق يقول وهو يقلّبها بين شفتيه المتشققه
" بدوتِ انتِ وهاري كالعرسان الجُدد .. لم أرغب بالبقاء طويلاً .. سأكون عجلةً ثالثـ - "
قاطعته وهي تسحب السيجارة من فمه تقول بغضب
" انت لا تدخن ! ماذا حصل لتقلّبها بين شفتيك بكل هذا التوتر ؟! "
ابتسم بذبول .. ثم قال وهو يمسك بيدها الرقيقه المتمسكه بالسيجارة
" كيف استطعتي معرفة سري هذا ؟ .. بانني لا ادخن لكنني اشتري السيجارة فقط لأقلبها بين شفتي ؟ "
فتحت النافذه ورمت السيجارة لتقول بغيض
" انت لا تقلبها بين شفتيك الا لكي تبعد التوتر والقلق .. انا اعرف تفاصيلك كما تعرف انت تفاصيلي .. لا تستهن بي "
خرجت من السيارة وسط تفاجئه من ردها السديد .. ليخرج خلفها وهو يتمدد متثائباً .. ولحقها الى الداخل بتكاسل
سحبت ذراعه لتجلسه امام طاولة الافطار وتجلس امامه تقول
" كُل طَعَامك "
نظر اليها أدريان بإستغراب وهو يبتسم لها بكل وسامه ، لتشتعل غيرة هاري الطفوليه ليجلس بجانب أدريان يقول للورين
" انتِ لستِ والدته "
فرمقه أدريان بسخريه يقول
" حاشى ان تكون لورينزو والدتي "
ليسحب هاري الطبق الذي وضعته لورين امام أدريان يقول له
" هذا الطبق اصبح لي "
ليسحب أدريان الطبق من هاري رغماً عنه يقول بغيض طفولي
" كف عن التصرف بأنانية هذا الطبق لي انا "
ليسحبه هاري مجدداً يقول بغيض
" انا أعددته "
فسحبه أدريان بعصبيه
" انه طبقي والطعام من مالي وثلاجتي ايضاً "
ليسحب هاري الطبق مجدداً يقول
" لكنني انا من أعددته ! "
لتصرخ لورين مما جعلهما يخرسا بذعر قائله
" كفّا عن التصرف بطفوليه ايها العجوزان "
نظرا الى بعض بغيض طفولي والتزما الصمت يَأْكُلان من نفس الطبق ولاحظت لورين شجار العيون بينهما
كتمت ضحكتها الأنوثيه وهي تراقبهما يأكلان .. أخبرت لورين احدى اخواتها بان لا يقلقوا فهي مع أدريان وهاري وبهذا كف والدها عن الاتصال لانه يثق بأدريان .. وفي المساء احضر هاري معه كيس تسوق وطرق غرفة لورين وتركه امام الباب ونزل الى الأسفل وسط تحديق أدريان الشاك في تحركاته المريبه .. فتحت لورين باب الغرفه لتجد الكيس امامها وتدخله معها بسعاده عارمه
وجدت رسالة ملصقه بالثوب الأحمر الطويل. مع علبة ماكياج صغيره ، كان مكتوب على الرسالة
" اللون الأحمر لوننا المفضل ... أرتديه لتجعليه جميلاً في هذه الامسيه "
ارتدت الثوب ورفعت شعرها ، قامت بوضع ظل اسود فوق عينيها وصبغت شفتيها باللون الخمري .. ووضعت الماسكرا وبدت كالأميرات بطلّتها
كان أدريان في الخارج يقف خلفهما قرب سيارته يراقب ابتعادهما عن المنزل هاربان .. قرر اللحاق بهما حتى وصلا الى مطعم مليء بالأضواء الرومانسية .. ظل جالساً في السياره وهو يقلب السيجارة متوتراً يترقب ..
كانا يضحكان ومستمتعان بوقتهما .. خرجا من المطعم وبدأ يتمشيان قرب النافورات في الساحة الكبيره .. ممسكين ايدي بعضهما كالعرسان الجدد ، كان أدريان كلما نظر اليهما تولّد في قلبه ألم جديد .. لكنه ناضل واكمل اللحاق بهما رغماً عنه فقلبه ما كان يطالبه بهذا ..
وقفت لورين وحدها في منصف الساحة العامه لأن هاري قال لها ان تنتظره حتى يجلب لهما الايسكريم .. كان أدريان يتأملها خفيةً وهي لا تعلم .. يتأمل مدى تألقها ومدى جمالها .. حتى ايقظه اقتراب هاري منها يحدق فيها بإمعان ..
فرقع هاري بأصابعه لتخرج المياه من الارض ويصبح هو و لورين وسط النافورة وسط دهشة أدريان .. شهقت لورين بفرحة وهي تتأمل مدى ارتفاع النافورة غير مصدقه انها وسطها ..
شعر أدريان بالغيض لانه لم يعد قادراً على رؤيتهما ..
عادت المياه الى الارض ورأى أدريان امامه الواقع بأمِّ عينه وسط تحديق الناس فيهما
كان هاري راكعاً امام لورين واضعاً الخاتم الألماسي أمام عينيها البنفسجيه يقول بصوته المبحوح الرجولي وهو يتمعن فيها التحديق المسحور
" لورين ويلسون ... هل تقبلين الزواج مني ؟ "
صمتت قليلاً بينما كان أدريان ينتظر جوابها على احر من الجمر ويديه عرقت من شدة توتره ثم قالت وهي ترفع عينيها البنفسجيه الفاتنه لهاري الذي ينتظر جوابها تقول بصوتها الأنثوي
" بكل جوارحي ... انا اقبل ! "
___________
مساحه لله ؟
موقف جميل ؟
موقف يحزن ؟
موقف يقهر ؟'
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro