يا أبي |٣٨|
اذا فيه اسماء غريبه قولوا لي .
بقى ٤ فصول
______
صمت أدريان بشك ، لكنه لم يعطي ردة فعل تجاه كلامها بل امسك بيديها ووضعهما على وجنتيه بينما عيناه الهادئه تحاصر عيناها الخائفه ، فقال بصوت شجي هادئ
" هل تثقين بي لورين ؟ "
اومئت له بإستياء بينما خصلات شعرها تغطي عيناها لتجعلها اكثر لطافةً وفتنه ، ليبتسم ويقول بصوت لطيف بينما ابعد يديه من فوق يديها ويرفع شعرها عن عينيها كي تراه جيداً وهو يقول تلك الكلمات ..
" انا سأعيد كرامتكِ .. مهما كلفني الثمن يا وردتي صدقيني "
داعبت العبره حنجرتها لكنها عضت على شفّتها كي لا تبكي وابتسمت له وعينيها الزرقاوين تشع بسرور حزين ، كانت تشعر بتناقض مشاعر بسبب كلماته ، كانت كلماته مشجعه وبنفس الوقت تعتصر قلبها ، لكنها لا زالت تبتسم رغم ذلك وهي تقول بينما لا زالت يديها تعانق وجنتيه الملتحيتين
" وردتك تصدقك .. انك الوحيد الذي تصدقه لورينزو .. لا استطيع الوثوق بغيرك .. لا احد مطلقاً "
عقد حاجبيه مستغرباً يقول
" هاري ؟ اليس الفرد المهم ؟ اليس حب حياتكِ ؟ "
ابعدت يديها عن وجنتيه لتقول بجديّه
" لا اثق به من ناحية موضوعي هذا ، لانه لا يعرف وضعي .. وانا خائفه من ان يعرف ، انا وثقت بك لآنك لم تخبر احداً عن سري القبيح .. لقد وعدتني بأنك ستكتمه في قلبك .. لهذا السبب انت الوحيد الذي اثق به "
تنهد وقال بإنزعاج
" فقط ؟ لهذا السبب فقط ؟ .. تثقين بي "
اومئت له وهي تبتسم ، لينهض ويدير ظهره لها وسط استغرابها ، امسك بهاتفه واتصل على لوكاس يقول بنبره لم تبدو الاريحية تعمّها
" ايها الاحمق .. هل وصلت بسلام ؟ ماذا بشأن لوسيان ؟ .. قل له بأني مشغول .. حسناً اذاً "
اغلق هاتفه واعاده الى جيبه ، ثم التفت اليها بدون ان ينطق بكلمه ، لتنهض مستغربه تحدق فيه بشك طفولي تقول
" انت منزعج .. منزعج مني بشكل لطيف .. اخبرني ماذا حصل ؟ "
لوى فمه بتصنع عدم الاهتمام وهو يقول
" لا .. لستُ منزعج "
تنهدت ثم قالت وهي تربت على كتفه وسط استغرابه
" سأذهب لأواسي هاري .. عد الى المنزل سالماً مفهوم ؟ "
ادرات ظهرها تنوي الرحيل لكنه فاجئها بإمساكه اصبعها السبّابه يستوقفها ، التفتت اليه وبدى متردداً .. لكنه نطق اخيراً
" سأوصلكِ .. .. "
ابتسمت له ثم نظرت الى يده التي لا زالت ممسكه إصبعها فقالت بمرح وهي تشير الى اصبعها
" لماذا لا تطلق سراح إصبعي المسكين ؟ "
تدارك أمره وابعد يده عنها يعتذر ، لتضحك وهي تقول بعدها بجديّه وهي تمسح على شعره بأناملها
" لم اكن اعلم ان يان يكون لطيفاً اكثر حين يبكي .. رغم ذلك لا تبكي أبداً دونما اخباري حتى أبكي معك "
توقفت سيارة أدريان امام المشفى فبقيت صامته لبعض ثواني بينما كان ينظر اليها بهدوء وسكينة .. أحاط كتفيها بذراعه وعانقها بنبل يقول مطمئناً بينما ذقنها متكئاً فوق كتفه
" لقد وعدتكِ بأنني سأحميكِ .. مهما كلّفني الأمر .. سأستعيد كرامتكِ وابتسامتكِ .. لا تنسي هذا "
اومئت له بهدوء لتبتعد عنه ثم قالت قبل ان تفتح الباب
" هل ستنزل معي ؟ "
" سأكون خلفكِ .. "
لتقول بإبتسامه بريئه
" لطالما كنت خلفي "
وخرجت من السياره بِرُوحٍ مُثْقله .. راقبها حتى دخلت ليزفر بضيق
حين استوعب ان إمرأةً ما تقف امامه تفاجئ بأنها كانت سيلڤانا
تقف امام سيارته مرتديةً ثوباً حليبيّ اللون يصل فوق ركبتيها وشعرها الاشقر كان مربوطاً فوق على شكل كعكه .. وكان واضحاً على وجهها الانزعاج .. اقتربت منه وطرقت زجاج النافذه لينزلق الزجاج ويصبحا امام بعضهما ، فقال بهدوء
" جئتي لزيارة جيلان ؟ "
تنهدت بضيق ثم قالت وهي تفتح باب سيارته
" للتو اطمئننت عليها ، اريد ان اتحدث معك .. اشعر بالضيق "
نظر اليها بقلق وخرج من السياره يقول وهو يضع يده على كتفها برفق
" هل حصل شيء لجيلان ؟! "
وضعت يدها على فـوق يده التي كانت على كتفها تقول بصوت هادئ على غير العاده
" إهدئ .. جميع الأمور على ما يرام .. فقط اردت التحدث مع طليقي .. هل توجد مشكله ؟ "
تذكر امر هاري .. وما كان ينوي فعله ، لكن لوجود سيلڤانا سوف يضطر الى تأجيل الموضوع لاحقاً
هز رأسه علامةً على جواب لا فتمسكت بذراعه بكلتا يديه وتنهدت وهي سارحه ليتمشيا بالحديقة بالعامه قرب المشفى ..
جلست سيلڤان فوق العشب الأخضر بهدوء بينما أدريان كان قد إستلقى يحدق بالسماء الصافية شارداً ، ظلت تحدق فيه بحزن .. تراقب نظراته ، شعره الاسود ، ملابسه المهندمه .. تتذكر أدريان في الماضي .. أدريان الهادئ لكن الحنون .. أدريان الذي لا يكفّ عن مدحها ولا يكف عن معاملتها كالأميرات ..
وكان اذا رآها حزينه يميل برأسه نحوها يتأملها بشكل لطيف .. يهمس بــ " الحزن لا يليق بأميرتي "
نظراته كانت تجعلها مميزه .. كان يحبها .. وكانوا عائله واحده سعيده .. مع طفلهما ذو السنتين ..
لكن .. تدمر كل شيء بسبب خطأ فادح .. لطالما كانت تحمل عبئ الشعور بالذنب في قلبها ، والحب الذي لا زالت تكنه له .. وامنياتها الوحيده كانت هي العوده سنتين الى الخلف ، لكن لا مجال العوده الى الماضي .. وخيانتها له .. لن تنساها حتى لو سامحها ..
نطق أدريان بصوته الرجولي مما جعلها تخرج من افكارها
" الحزن لا زال لا يليق بكِ .. قولي لي مالخطب .. "
نظرت اليه بذهول .. لا زال يعاملها كالأميرات رغم انها كسرت قلبه
نهض من اضطجاعته وبعثر شعره بفوضويه يقول عاقداً حاجبيه
" سيلڤانا .. انا وانتِ تشاركنا ماضي .. رغم انه مؤلم لكن لا اخفي عليكِ بأنني كنت اسعد من الآن .. لذا ولأجل ما تشاركناه .. لا تخفي عني همومكِ .. "
عبثت بأصابعها وقالت بتوتر وارتباك
" اريد ان اطلب منكَ معروفاً .. لأجل ما تشاركناه .. لكن اخاف ان ترفض وينكسر قلبي "
امسك بذقنها يرفع رأسها كي تنظر اليه وابتسم قائلاً
" ربما لم أقلها باكراً .. وحان الوقت لأقوله .. لكنني اسامحكِ على ما فعلتي بي سابقاً .. كنتِ محقه .. لم أقم بواجباتي الزوجيه تجاهك .. انا من حرّضكِ على الميل نحو صديقي .. رغم انكما أخطأتما لكنني فعلت نفس الشيء معكِ حين اخذت طفلكِ بعيداً وفعلت نفس الشيء مع هاري حين عشقت حبيبته .. عادلٌ كفايه صحيح ؟ "
تمسكت بيديه تقول برجاءً وعيناها اغرورقت بالدموع
" لكن انا لا ازال احـبك .. عُد إلي ارجوك .. عد انت ولوسيان الى أحضاني مجدداً، نحن عائله ولا يجب ان نتفرّق بعد الآن .. لا اريد البقاء بعيداً عنكما "
ابعد يديه عن يديها ، ثم مسح دموعها بلطف يبتسم ، ليقول
" بالنسبة لطفلنا .. سأعطيكِ فرصةً اخرى .. اما بالنسبة لعلاقتنا .. قلبي الآن بين ذراعيْ لورين ويلسون .. لم يعد ملكي لأتصرف به كيفما أشاء .. علاقتنا انتهت منذ زمن يا سيلڤان "
خفضت رأسها ، لكنها رفعته مجدداً وهي تبتسم قائله
" حسناً .. لا تقلق ، سأُقنعك على العودة معي الى إسبانيا .. برفقة لوسيان ..كعائله .. ومعاً ، لا تظن انني سأستسلم عن عائلتي بهذه السهولة .. "
نهضت وتركته جالساً وحده يفكر .. زفر بضيق ونهض متوجهاً داخل المشفى بعد ان راقب سيارة سيلڤان تختفي
تسمّر مكانه حين رأى هاري بجانب لورين يبكي مطلقاً العنان لدموعه ما إن رآها .. كالطفل .. انفطر قلب أدريان فإدار ظهره بسرعه لأن قلبه إعتصره بألم ..
جلس هاري على الكرسي لتجلس لورين قربه وهي تمسح على شعره تتمعن النظر اليه بحب وحنيّه .. جانِبُها الحنون المخفي خلف أحزانها .. هو ما جعل أدريان وهاري يقعان بسحرها ..
اقترب أدريان واضعاً يديه بجيوب بنطاله ، ووقف قرب هاري يقول بهدوء
" غداً سأنقلها لمشفى خاص .. ستتعافى عزيزتنا جيلان بإذن الله "
فقال هاري بصوته المتعب وهو ينظر الى ساعة الحائط
" اتمنى .. "
تنحنح أدريان مهيّئاً لما سيقول .. فنظرا اليه ينتظران ليقول لهاري وهو يتحاشا النظر لعيون لورين
" أعطني هاتفك .. لقد نسيت هاتفي بالمنزل .. اريد القيام بإتصال والإطمئنان على والدتي "
بدون اي تردد اخرج هاري هاتفه من جيبه واعطاه لأدريان الذي سحبه بسرعه وادار ظهره غير مصدق بأنه سيخرج من هذا المكان الخانق
ما ان وصل الى الردهه ليذهب الى صندوق الرسائل ويسجل في هاتفه الخاص رقم الشخص المجهول الذي أرسل الرسالة الى هاري ، وحين انتهى قام بحذف جميع الرسائل وعاد الى هاري يعيد له الهاتف ، ثم نظر الى لورين وقال بلطف
" اعتني بصديقي جيداً "
وخرج من المشفى مسرعاً بينما كانت لورين مستغربه من تصرفاته ، بدى لها انه يخفي شيئاً ..
دخل أدريان الى مقر عمله بتملل تام وعيناه لا تسقط عن الرقم المجهول في شاشة هاتفه .. هذا الرقم سيفتح أبواب الحقيقه ..
ليرن هاتفه واسم دانييل احتلّ الشاشة
اجاب أدريان بتضجر
" مالأمر ؟ "
خرج صوت دانييل ساخراً بعد ان ضحك
" كيف حالك يان "
قلّب أدريان عينيه بإستخفاف وهو يقول
" اصبح اسمي بشعاً حين نطقته .. "
" هل تظنه يبدو اجمل حين تنطقه الانسة لورين ؟ "
ابتسم أدريان ابتسامةً جانبيه ما إن نطق دانييل باسمها وقال
" كل شَيْءٍ يبدو جميلاً ما إن تراه لورين او تسمعه لورين او تنطقه لورين "
" يا رجل ، لو كان الامر بيدي لرميتكما في جزيره وتركتكما وحيدين لربما رأت لورين مدى حبها العميق لك ، لكن الاحمق هاري يبدو وكأنه يشتت تفكيرها عنك "
ابتسم أدريان وقال بعدها
" شكراً على مواساتك "
" انا اقول الحقيقه "
" المهم ، متى ستعود الى هنا ؟ العمل يتراكم فوق مكتبك يا سكرتيري "
" يان انك تغيظني ، سآتي غداً "
" جيد ، لأنني احتاج دهائك الان .. هناك موضوع لن يستطيع مساعدتي فيه احد غيرك ايها الحاسوب البشري "
فقال دانييل بسخريه
" لماذا تتكلم كشارلوك هولمز ؟ "
ليعقد أدريان حاجبيه بغضب ويقول مهدداً
" اغلق الخط قبل ان - "
اغلق دانييل الخط بسرعه ليتأفف أدريان بإنزعاج ويصعد الى مكتبه
ما إن فتح باب غرفته ليتفاجئ بإيزابيلا تجلس على مقعده وهي تعبث بساعة الرمل بتضجر ، فبدى وكأنها انتظرت قدومه طويلاً ، تنحنح لترفع رأسها بدهشه وتعيد الساعة الى مكانها ، اقترب منها ووقف امامها يقول
" ماذا تفعلين هنا ؟ هل يعلم والدك بخروجك من المنزل ؟ "
كانت إيزابيلا تلبس بنطال جينز وقميص نصف كم بنفسجي وشعرها منسدل ومرتاح على كتفيها
" جئت لرؤيتك "
اقترب منها ووضع يده فوق رأسها يقول مبتسماً لأجلها
" اذن ، أهلاً بكِ إيزابيل "
فكان يعاملها كطفله وهذا ما جعلها تستاء فقال
" لكن الان انا مشغول حقاً ، لنؤجل هذا الموضوع "
قالت بغضب طفولي وهي تبعد يده عن رأسه
" لا تعاملني كالأطفال .. انا حقاً احـبك "
دُهِش مما قالت لكنه رغم هذا بدى مستاء وهو يقول
" انا حقاً ، أقدّر مشاعركِ نحوي .. لكني لا استطيع ان اراكِ كإمرأه .. انا اسف إيزابيل لا استطيع معاملتك سوى كأختي الصغرى "
شعرت بالمهانة من كلماته لكنها تماسكت وهي تقول
" لكنني لست اختك "
ابتسم رغم هذا وهو يتأملها بعطف ، اللطف عنوان ابتسامته
فقالت وعيناها اغرورقت بالدموع
" وهل تعتبر لورين اختك ايضاً ؟ "
امسك بالإطار من فوق مكتبه الذي يجمعه مع هاري ولورينزو الصغيره التي كانت في المنتصف تبتسم ببرائه
" مستحيل .. أنا أراها كإمرأه .. إمرأه فاتنه .. "
اغمضت عينيها علامةً على تدمر قلبها العاشق .. تهمس
" إذن .. انت واقع بغرامها ؟ "
تنهد بعمق و أعاد الإطار الى مكانه يقول بعد صمت
" انا اعشقها منذ طفولتي .. عشقي الأول والأخير"
لم يخفى عليها انه كان متألماً لأجلها ولأجل مشاعرها ، كان واضح في عينيه وهو يعترف بحبه للورين لها ، ابتسمت وهي تقول
" شكراً على صراحتك معي سيد أدريان "
فقال بضيق
" انا اسف آنستي .. "
لتقول باستياء وهي تخفض رأسها تنظر للأرض
" لا بأس .. لطالما كنت منبوذة من الرجال"
انزعج من طريقتها في خفض احترامها لنفسها وقال بجدية
" إنك أميرة نفسك لذا .. لا تسمحي لأحد بأن يقتلع قلبك ويذلّه .. كوني أقوى .. لانك أميرة نفسك "
اومئت له وهي تقول بعد تنهيده تبتسم
" شكراً .. كلماتك حُفِرت بقلبي كالنقش .. لن أنساها "
" إياكِ "
صمتت قليلاً ثم قالت بنبره لطيفه وهي تبتسم له
" كن واثقاً بأني لن أجد اي رجل مثل وسامتك ونبالتك .. انك كالأسطورة "
لتهرب بخجل تاركةً له مدهوش من كلماتها ليبتسم وهو يلمس وجنته يقول
" لطافتها تذكرني بلورين .. لما كل شيء يذكرني بها يا ترى ؟ "
عاد أدريان الى المنزل متأخراً وإستلقى على الأريكة منهار من التعب ولم يخلع حذائيه حتى
كانا لوكاس وريميني خارجان للاستمتاع قليلاً ، اما لوسيان كان نائماً بين ذراعي جدته ، و أدريان نائم على الأريكة في غرفة المعيشه ، اما لورين قد عادت الى منزلها بعد ان قرّت عينيها حين راقبت دخول هاري منزله ، وإيزابيلا لم تقل للورين عن أمر رفض أدريان لها و احتفظت بأجمل رفض حصل لها في حياتها بين ضلوعها .. اما سيلڤانا كانت تجلس على كرسي امام النافذه تَقَلُّب الصور القديمه لها مع أدريان ولوسيان ، والحنين يقتلها .. اما ويلسون فكان يفكر بزوجته التي هجرته ولم يستطع ان يطردها من عقله و وهذا ما زاد التهاب جرحه العميق والقديم الذي يخفيه عن بناته قدر المستطاع .
كانت ريميني تضحك على مظهر لوكاس الذي يحدق بالرجل الملتصق به امام طاولة البار بغيض وكان سميناً ومخمور ايضاً في كل ثانيه يكاد يسقط فوق لوكاس الذي يضطر الى جعله يستقيم في جلسته
كانت الموسيقى تردح في الأجواء وكانت صاخبه ، وحين كان لوكاس منشغل بإبعاد الرجل السمين من فوقه ليمسك احدهم بمعصم ريمي بقوه يسحبها نحوه وهو يصرخ قائلاً
" اين مالي ايتها المدمنه السالفه ؟! "
شعرت ريمي بالذعر وهي تحاول ابعاد أصابعه عن معصمها لكنه صرخ مجدداً وهو يحاول صفعها
" هل تسخرين مني ؟! "
ليمسك لوكاس بيده يعتصر عروقه بين اصابعه وهو يقول ببرود
" هل كنت تنوي صفع إمرأتي امامي ؟! ماهذه الجرأه ؟ "
نظر الرجل الى اصابع قبضة لوكاس التي تعتصر يده وقال وهو يوجه كلامه الى ريمي بسخريه
" حتى لو إستطعتِ إغواء الرجل الغني الساذج هذا .. ستبقين قذره حتى مماتكــ ايتها الـ-"
لم يستطع إكمال جملته بسبب قبضة لوكاس التي استقرت وسط بطنه المليء بالدهون ، ليسقط أرضاً يتلوى متألماً وسط دهشة ريمي التي نظرت الى لوكاس الذي بدى غاضباً ، فقال بعد ان بصق بوجه الرجل المذعور لينظر اليه بإستخفاف
" القذره هي يدك التي لمست إمرأتي "
لتسحب ريمي يده بسرعه وتخرج من البار مسرعه تبعده عن المشاكل التي سبق ودخلت فيها ، ولم تستفيد منها سوى الالم والبؤس
لم تتوقف عن الركض بسبب ذعرها لينفض لوكاس يده عنها يقول بصوت شبه عالي
" لماذا بدوتِ ضعيفه امامه ؟! ماذا لو لم اكن موجوداً ؟ ماذا كان سيفعل بكِ "
التفتت اليه ببطئ ليتفاجئ بملامحها الشاحبة .. فقالت بصوت مرتعش
" انت محق ! انا ضعيفه .. بدون أبناء عائلة سانتوريني انا مجرد - "
لم تستطع إكمال جملتها لانه مسح على وأسها لتهدئتها وهو يقول ..
" انا اسف .. لقد خفت عليكِ فقط .. لم أقصد نعتكِ بالضعيفه .. لم اقصد حثّكِ على البكاء "
لتبكي وهي تخفض رأسها تفرش حزنها له
في الصباح استيقظ أدريان وهو يدلّك رقبته وكان جسده متصلباً بسبب نومه على الأريكة ، نهض وصعد الى غرفته ليستحم وقد ارتدى قميصاً اسود فوقه ستره بيضاء حريرية ، اما بنطاله كان اسود ، وحذائين اسودا اللون و رشّ عطرا رجالي على ملابسه وسَرِّح شعره بجلّ ورفع شعره الاسود ...
نزل السلالم بتثاقل بسبب نومه في الامس ، ليجد الجميع حيويين في الصباح الباكر ، نظر الى لوكاس الذي كان يأكل طعام الفطور من يد ريمي التي بدى الخجل يعانق ملامحها
ضاقت عيني أدريان وهو يأخذ كوب القهوه الذي أعدتها له والدته ليحدق بهما مما جعل لوكاس يقول بإنزعاج
" لا تُحدّق بِنَا ايها الغيور "
كتم أدريان ضحكته ثم نظر الى ريمي يقول
" هل انتِ متأكده ؟ لديكِ فرصه للهرب .. "
ذابت ريمي خجلاً ليقول لوكاس بغيض وهو ينقر جبين أدريان الذي فركه بيده متآلماً
" هل تحاول ان تفّتن بيننا ايها السافل الصغير "
فوضع أدريان يده تحت دقنه يقول مبتسماً بسخريه
" لوكاس .. ستموت إن آذيت قلبها هل فهمت ؟ "
ارتعش لوكاس خوفاً بتصنع يقول ساخراً
" لماذا تهددني وانت تبتسم ! انك تخيفني بحق يا رجل "
نهضت ريمي وهي تنفث على وجهها بحرج وصعدت السلالم ، بعدها نظر لوكاس الى أدريان بغيض يقول
" لقد أحرجتها .. سأنقر جبينك ! "
وضع أدريان كوب القهوه قرب لوسيان وهو يهرب من اخاه ، فشعر لوسيان بالفضول عن طعم قهوة والده ، فأخذ الكوب وارتشف منه
سرعان ما تغيرت ملامحه الى الإشمئزاز وهو يقول لجدته
" جدتي ! ان بوبي كان يشرب النفط طوال ذلك الوقت .. هل سيموت ؟ "
مسحت جيسيكا على شعره الاسود وهي تراقب مطاردة لوكاس و وأدريان تقول
" لا يا عزيزي ، انها قهوة سوداء مرّه .. لكن لا يصح للأطفال تذوّقها "
ففتح لوسيان فمه قليلا، وابتسم يقول
" لكنني لن اتذوقها حتى بعد ان اكبر "
وَرَد أدريان أتصال ليتوقف يتنفس بسرعه يقول للوكاس
" هدنه ! يجب ان أرد على هذا الاتصال "
ليضحك لوكاس بسخريه وهو يومئ له ، فرمقه أدريان بغيض وهو يجب على أتصال دانييل
" مالأمر يا صاح ؟ "
" أهلاً صاح "
" تكلم بسرعه "
" يالك من رجل ممل ، لقد اتصلت كي اخبرك بقدومي فأنا في منزلي ، ما هي مهمتي تحديداً "
" لا تتعجل ، سأخبرك لاحقاً فالوقت غير مناسب "
" ماذا ؟! لماذا ؟! "
" اراك لاحقاً ، في مكتبي "
اغلق الهاتف ثم نظر الى لوكاس الذي يبتسم بمكر ليزفر أدريان بتملل وهو يكمل هربه عن أخيه الذي كان يضحك مستمتعاً
خرجت لورين من منزلها وهي مشغوله بمهاتفة هاري اً ، فوقفت قربها ايزابيلا لتنشر الذعر في قلبها وهي تهمس
" هل كنتِ تتلصصين على مكالمتي ؟! "
عقدت ايزابيلا حاجبيها بتضجر تقول
" انا أغار منكِ حقاً .. السيد أدريان يحبك كثيراً رغم انني احبه من طرف واحد "
صمتت لورين قليلاً ثم قالت لهاري على الهاتف
" سأعاود الإتصال بك "
اغلقت الهاتف ووضعت يدها على كتف ايزابيلا المستائه تقول
" انا لست سعيده بهذا الوضع كي تغاري مني .. انا أتعذب لرؤية عذاب أدريان .. حقيقة كوني لا استطيع ان اعشقه مؤلمه .. اتمنى لو أمكنني ان اعشقه لكن .. لا سلطة على القلب .. اتمنى لو كان بإستطاعتي التحكم بقلبي وبمشاعري لكن هذا مستحيل "
فقالت ايزابيلا وهي تبعد يد لورين عنها بغضب
" هذا ليس عذراً ، هل رفضتي اعترافه ؟ "
صمتت لورين .. وقالت بعدها
" رفضته ، لكن بشكل غير مباشر "
" هو بالطبع فهم ، لكن يجب عليكِ ان وضع الحقيقة نصب عينيه لآنه لا يستحق هذا العذاب "
اعادت لورين شعرها البندقي الى الخلف وهي تتنهد بتعب وهذا ما جعل ايزابيلا تنظر اليها بعطف هي تقول
" نسيتُ ان الأمر صعب عليكِ انتِ ايضاً .. كونه اعز أصدقائك "
" إنه روحي ، ليس فقط صديقي ، اخاف على قلبه .. حقاً اخاف عليه "
عانقتها ايزابيلا بلطف وهي تقول
" إستمعي لقلبك ، قلبك فقط "
اومئت لها لورين وهي تبادلها العناق ، فقطعت لينا عانقهما تقول
" اريد مقابلة لوكاس ، مللت من رؤيته من خلف شاشة هاتفي "
نظرت اليها لورين بإستياء وهي تقول
" لن تستطيعين مقابلته ، انه مشغول في هذا الوقت "
لكن لينا لم تستمع لها وأكملت طريقها لتتوجه الى الباص الذي سيقودها الى منزل لوكاس ، تنهدت لورين وهي تقول لإيزابيلا
" لستِ الوحيده الذي تم رفضك ، لينا ايضاً .. لا تعلم بأن لوكاس لا يكن لها اي مشاعر "
لوت ايزابيلا فمها بتضجر تقول
" انا ولينا لسنا محظوظات مثلكِ يا اختاه .. نبيلان قد وقعا ضحية جمال عينيكِ "
رغم استياء لورين لكنها استطاعت الضحك وبشكل حُلوٍ ايضاً
وصل أدريان الى مكتبه وهو يفك ربطة عنقه وقد ملل انتظار وصول دانييل ، وفي نفس اللحظه دخل دانييل وبشكل مسرحي وهو يدور في أنحاء الغرفه مسروراً يقول
" ما هي مهمتي ؟ "
فقال أدريان بصوت هادئ عكس صخب دانييل
" اريدك ان تتحقق من مقرّ رقم احدهم .. بياناته الشخصيه .. كل شيء يخصه "
لاحظ دانييل مدى جدية أدريان ليصمت قليلاً يفكر ، ثم قال بجديّه هو الاخر
" انت تعرف انه فعل غير قانوني ، هل انت نستعد لتلقّي العواقب لو تم كشفنا ؟ "
فقال أدريان بإصرار
" انا مستعد لتلقي جميع العواقب وتحمل كامل المسؤوليه .. فقط قم بما طلبتك به "
ليبتسم دانييل وبدى انه عاد لحماسه ليجلس على مكتب أدريان ، جلب الأغراض اللازمه كي يستطيع تحديد موقع الرقم الذي سيتصل به أدريان ، وحين انتهى دانييل من تجهيز كل ما يلزم لنجاح المهمه رفع يده كي يتصل أدريان
صمت أدريان وهو يحدق بالرقم قليلاً وضغط الزر الأخضر ينتظر ان يجيب الطرف الاخر
فظهر صوت رجل ضجِر
" مرحباً .... من المتصل ؟ "
نظر دانييل الى أدريان بدهشه وهو يهمس
" يا رجل .. انه صوت صديقي آلتون "
كتم أدريان السماعه بيده وهمس لدانييل مستغرباً
" هل انت متأكد ؟ "
اومئ له دانييل وهو يهمس
" انا متأكد صدقني ! "
صمت أدريان بريب ثم تحدث مع الرجل قائلاً بهدوء عكس ما في داخل عقله من فوضى وغضب
" هل تعرف الآنسه لورين ؟ .. "
فقال التون
" السؤال موجّه لك ايها الغريب "
ابتسم أدريان بسخريه وهو يقول
" أنا أدريان سانتوريني .. صديق-"
فضحكّ التون وهو يقول
" حبيب تلك القذره .. أدريان سانتوريني المخدوع "'
تمالك أدريان نفسه ، واستطاع التكلم قدر المستطاع بهدوء
" مخدوعٌ لكن بشكل جميل .. "
فقد آلتون أعصابه وهو يصرخ
" ما كان يجب عليك استفزازي ! انها لا تزال تكن لي المشاعر ايها الطفل المسكين "
فقال أدريان بعد ان ضحك بشكل جذاب
" لقد كانت طفله حينها .. مجرد فتاة في الثامنة عشر من عمرها .. لقد كنت كبيراً على ان تكون حبيباً لها "
صمت آلتون ولم ينطق بكلمه ، مما جعل أدريان يكمل
" هل عمرك الان ٣١ ؟ ام ٣٣ ؟ "
ضحك آلتون بشكل اثار غثيان أدريان الذي كان يكبت غضبه قدر المستطاع ، فقال التون بسخريه
" انت محق ، عمري ٣١ "
ارتجف أدريان غضباً وقطع الاتصال وسط نظرات القلق التي تعتلي وجه دانييل ، فقال بهدوء وعيناه مغمضه
" هل عرفت شيئاً بخصوص هذا السافل "
" بالطبع انظر "
اقترب أدريان من مكان جلوس دانييل ينظر الى شاشة الحاسب ..
كانت جميع بيانات آلتون موجوده .. اسمه الكامل .. جريمته التي عوقب عليها بسجن سنتين فقط .. جنسيته الإيطالية ... وموقع بيته .. فسارع أدريان بأخذ عنوان بيت آلتون وخرج من الغرفه وسط استغراب دانييل الذي لم يفهم شيء ..
رن جرس منزل آلتون المتواضع ونزل من غرفته بتضجر وفتح الباب ، لتتوسع عينيه ما إن رأى أدريان سانتوريني مباشرةً ،فقال بتلعثم
" ماذا تفعل هنا ؟! "
فقال أدريان مبتسماً بأدب
" لدي هدية من لورين ويلسون "
نظر اليه التون بشك يقول
" ما هي ؟! "
ليرفع أدريان يده ويعتصرها بشدة حتى اصبحت قبضةً شديده ولكم بها بطن آلتون واستقرت قبضته في وسط بطن التون الذي كان يتأوه بألم ، فهمس أدريان في اذن التون يبتسم بسخريه
" هل أعجبتك الهديه ؟ .. لدي المزيد لا تقلق "
دفع أدريان آلتون ليسقط أرضاً ممسكاً ببطنه يتوجع وقال أدريان وهو يكشف عن ذراعيه
" لقد كنت تعذّب بلورين .. كثيراً ... وكانت تتحملك .. كثيراً "
حاول آلتون النهوض والهرب لكن أدريان امسك بذراعه ولواها خلف ظهره ليصرخ متألماً
" دعني ! "
ضغط أدريان على ذراع آلتون بقوه وهو يقول بغضب
" لقد كسرت قلبها حين قتلت أخاها .. كيف استطعت الخروج من السجن ؟! هل رشوت القاضي ؟! من الحقير الذي سمح لك بالخروج بعدما فعلت ؟! "
أفلت آلتون نفسه ثم التفت الى أدريان ولكم وجهه بقوه ليسقط أرضاً ، فقال التون بغضب
" هذا صحيح !! كان من المفترض اللا ادخل السجن منذ البدايه ! بالطبع كنت سأخرج قريباً جداً "
مسح أدريان الدم من على شفته يراقب خروج آلتون من الباب وهو ينفض الغبار من ثيابه يبتسم بسخريه ، فتفاجئ بأدريان يركله من الخلف ليسقط أرضاً امام عتبة منزله ، وجلس أدريان فوقه يذيقه طعم ضرباته وهو يقول بصوت متقطع
" هذا لأجل كارلوس ايها المريض !! "
كان الجيران يراقبون ما يحصل ، فإتصلوا على الشرطه وسط استمرار ضرب أدريان لألتون الذي يكاد يغمى عليه
اصبح آلتون في المشفى .. و أدريان في السجن بسبب تهجمه على آلتون في منزله ، كان يجلس بجانب المساجين وهو يضم رأسه بين يديه ، فسمع صوت الشرطي يناديه
" أدريان سانتوريني؟ سُمِح لك بالخروج لقد تم دفع كفالتك "
نهض أدريان بهدوء وثقه وكان يظن ان من دفع كفالته هو لوكاس لكنه لم يعلم بأنه مخطئ حتى خرج من الزنزانة وتم اعادت اغراضه .. فقال للشرطي مستغرباً حين لم يرى لوكاس
" من الذي دفع كفالتي ؟ "
" إنه انا "
كان الصوت مألوف ، جعل الدماء تغلي في عروق أدريان ، التفت وواجه الشخص الذي امامه .. يقول بسخريه
" لماذا تلبس ملابس الشرطه ؟ "
اقترب منه الرجل وقال بجديّه ويديه بجيوب بنطاله
" انا شرطي منذ ١٠ سنوات "
نفثت أدريان بسخريه ثم صمت يتمعن في ملامح الرجل .. بعدها قال ببرود
" مر وقتٌ طويل .. لم ارك منذ زمن .. يا أبي "
__________
مساحة أجر لله 💜
البارت القادم مهم مهم مهمممممممممم صدقوني ، ترقبوا 😿👌🏻
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro