وعد الخنصر |٣٢|
- اذ شفتوا اسماء فضائية نبهوني -
بقى ١٠ فصول وانهي تعديل الرواية
______
فراقبته بغيض طفولي وهو يعيد محفظته داخل جيبه
ووضعت يدها تحت ذقنها تتأمل منظر السماء مع لوسيان الذي كان مستغرقاً بالتفكير ..
فسحب آدريان يد من كانت زوجته على الورق فقط .. وامسك بها .. رغم ان هذا اقل ما يجرؤ على فعله .. فهو لم يستطع لمس قلبها على الرغم مما فعل .. لا تزال إمرأته التي لم يحب قبلها وبعدها احداً تراه صديقاً فقط .. ولا تعي ان أمه تعلم انها كانت عذراً له ليتمسك بإمرأته بها قبل فوات الأوان .. ورغم تضحياته العديدة لها ورغم انه طلب مساعدة أمه وأستأذن منها كي يستغلها للفوز بقلب لورين .. ولكن كل ما استطاع فعله بعد كل شيء هو الإمساك بيدها والقول برجاء ..
" لورينزو .. هلّا نظرتي إلي لثانية فحسب ؟ "
وبعدها وضع يدها على وجنته الملتحية لتلدع نعومتها أنامل لورين وقال ..
" اعتذر.. "
فوضعت يدها الاخرى على وجنته قائله
" ما رأيكَ إذن بالعزف على البيانو كإعتذار لي "
ابعد يديها عن وجنتيه يمسك بهما بين قبضتيه يقول مستفسراً
" اعتذر لأنكِ حمقاء ؟ "
تورّدت وجنتيها بحرج لتنهض وهي تبعد يديها عّن يديه تقول
" لننسى الموضوع .. انهض وأعزف لأجلي هيا "
فقال لوسيان بفرح وهو يستدير نحوهما
" بوبي يعزف ؟ اريد رؤية هذا اريد اريد ! "
نهض آدريان بإنزعاج مصطنع يقول
" حسناً حسناً .. سأعزف "
كشف عن ذراعيه وتوجَّه نحو البيانو يجلس امامه ، التفت نحو لورين التي نهضت وخلفها لوسيان متوجهين نحوه ، اتكأت على البيانو الاسود امامه بينما لوسيان يقف خلفه يتمسك بكتفيه يترقب متى سيبدأ والده بالعزف
لحظة حميميه تجمع هؤلاء الثلاثة ، حماس لوسيان و نظرة الحب التي يلقيها آدريان نحو لورين التي تكتفي بالصمت المنتظِر ..
رفع أصابعه نحو مفاتيح الموسيقى ، سيؤدي معزوفة كلاسيكية
وبسبب تلك المعروفه عادت ذاكرته الى الوراء
***
ذات الجديلتيْن البندقيتين ، والعيون الزرقاء .. الابتسامه المفعمة بالامل ، براءة نظراتها و ملامحها الجميله
لورينزو الصغيره .
كانت لورينزو الصغيره تسرح في حديقة المنزل الخلفية تبحث عن هاري الذي كان مختبئاً عنها خلف السياج يكتم ضحكاته ويديه على فمه يراقب صاحبة الشعر الكيرلي تدور حول نفسها ولم تستطع إيجاده
قالت وهي تناديه بقلق
" يا هارولد ! اين انت ؟ "
قلِقَت عليه ، ربما آذى نفسه !
اخذت تركض نحو سفح التل مبتعده عن المنزل بينما هاري كان قد وقف يراقبها مستغرباً يقول
" لورين .. لماذا ذهبتْ هناك ؟ "
كان هاري ينتظر عودتها حتى حلّ المساء وهو يضم ركبتيه جالساً في الحديقةِ يترقب بقلق ، لقد أطالت لورين الغياب ..
حينها جاء موعد عودة آدريان من المعهد فقد كان يدرس هناك اللغة الإيطالية .. و كان يعيش بإيطاليا فترةً ليست بطويلة ويحتاج تعلّم لغة البلد الذي سيستمر بالعيش فيه ..
وحين رَآه هاري أسرع نحوه يركض وعيناه غارقه بالدموع
كان آدريان يلبس ملابس رسميه وبيده حقيبة مدرسيه سوداء ليحتضنه هاري بقوه وهو يبكي قائلاً وسط شهيقه
" لورين .. لورين لم تعد منذ الظهيرة "
أبعده آدريان يحاول فهم ما يقوله فقال بصوته الحليم وهو يربت على كتف هاري الذي لا يستطيع التوقف عن البكاء
" إهدأ أولاً ، ثم اخبرني بما جرى "
اومئ له هاري وهو يمسح دموعه فقال بصوت طفولي مرتعش
" لقد كنّا نلعب الغميضه .. إختبئت كي لا تراني ثم ... ثم رفعت رأسي لأجدها نزلت نحو ذلك السفح الذي يؤدي الى منزل المسن سبايك المخيف ! "
سقطت حقيبة آدريان وهو يحدق بصدمه ، لكنه تمالك نفسه وهو يقول
" لا تبكي .. انا وانت سننقذها من ذلك الرجل المسن "
وافق هاري لينزلا السفح ، كان كلاهما يرتجفان خوفاً ، لكن يجب ان ينقذا لورين من المسن الشرير
وصلا الى منزل قديم مهترئ ، يعيش فيه الرجل المسن سبايك الذي فقد حفيده الغريق قبل سبع سنوات ، بعدها اصبح مظلماً بارداً وقاسي القلب يكره الأطفال ، لورين كانت الشخص الوحيد الذي يتفهم ماضيه ، وكانت تدافع عنه كلما تحدث آدريان او هاري عنه بسوء
والآن كلّ من هاري و آدريان يقفان امام المنزل وركبتيها ترتجفان
فقال هاري بخوف وهو يهز كتف آدريان
" هل ستدافع عني إن امسك بي أولاً ؟ "
فنظر اليه آدريان بطفوليه يقول بخوف وتردد
" سأفعل المستحيل لأجلكما انت و لورينزو "
فإبتسم هاري رغم خوفه يقول
" انت أعز صديق يا صاح .. ثِق بأنني سأفعل الشيء نفسه "
اقتربا من المنزل وطرق آدريان الباب بخوف ليمسك هاري بعصا كانت على الارض وذراعيه ترتجفان يصرخ
" أعِد لورين لنا أيها الوحش ! "
فقال آدريان بتردد رغم خوفه
" نحن لا نريد أي عنف .. فقط نريد استعادة صديقتنا وحسب "
فتح الباب ليصرخ كل من هاري و آدريان كالفتيات يحتضنان بعضهما
وإذ به الرجل المسن سبايك الذي طغى الشيب لحيته البيضاء يقف امامهما .. وعلى وجهه ملامح التجهم الذي اخاف الطفلين .. يقول ببرود
" ماذا تريدان أيها الطفلين ؟ "
فقال آدريان بخوف يتصنع الشجاعه بينما هاري يختبئ خلفه بذعر
" هل مرّت طفله صاحبة جديلتين عيناها زرقاء الى هنا ؟ .. انها ابنة ويلسون "
صمت الرجل المسن ثم قال بعدها وهو يبتعد عن طريقهما ليدخلا
" انها ترفض الخروج من منزلي "
حينها دخل كلاهما بشجاعه يصرخان بإسمها بنفس الوقت
ليجداها جالسه امام المدفئه وتأكل شطيرة تفاح وهي تبتسم لهما
هرع كلاهما نحوها ليعانقاها بنفس الوقت ، آدريان يتأملها يبحث عن كدمات وهاري يبكي وهو ينظر اليها يتمتم بالإعتذارات
بينما هي تتأملهما ببرائه تقول
" هل تريدان الانضمام الي ؟ شطيرة العم سبايك لذيذةٌ حقاً ! "
اغرورقت عينا آدريان بالدموع فجأه وهو يراقب ابتسامتها المرحه ليُلصق جبينه بجبينها يهمس بصوت باكي وهو يحدق في عينيها الطاهره
"هل تريدين التسبب بموتي أيتها المشاغبة ؟! "
فمسح هاري الدموع عن عينيه يقول بعتاب
" طننتُ انكِ تأذيتي .. قلقنا كثيراً عليكِ وانتِ لا تفعلين شيئاً سوى الاستمرار بالأكل "
سقطت الشطيره من يدها لتبدأ بالبكاء بطفوليه بسبب عتابهما وسط استغرابهما ، فقال الرجل سبايك وهو يجلس على كرسيه امام المدفئه
" رجاءً لا تلوماها .. لقد وجدتني ابكي ولم تستطع تركي وحيداً "
عانقها آدريان بكلتا ذراعيه وهي تبكي على صدره بينما هاري يقول بإستغراب
" اعذرني على فضولي ولكن .. لماذا كُنتَ تبكي أيها السيد ؟! "
هز الرجل كرسيه وشرد لثواني بعدها قال بحزن
" اليوم هو ذكرى وفاة حفيدي ويليام .. "
نظرت لورين الى آدريان تقول بإستياء طفولي
" انا اسفه .. لقد كنت ابحث عن هاري قرب منزله ، فسمعت بكاءه ، كان العم يبكي بكاءه شديداً و كان حزيناً .. لم استطع تركه وحيداً مع حزنه "
لتمسك بيد هاري وآدريان بنفس الوقت تقول معتذره ودموعها تتساقط على الارضيه
" صديقاي .. انا اسفه جداً فــسامحاني ارجوكما "
ضحك كلاهما على تصرفاتها ليمسحا دموعها بلطف وهما يبتسمان فقال الرجل المسن بعد ان ضحك ليلفت انتباههم
" لو كان ويليام حيّا لأصبح في مثل عمرك يا صاحب الشعر الاسود "
اشارت لورين نحو آدريان الذي كان يلتزم الصمت فأكمل الرجل سبايك بحزن عميق
" انا متأكد بأنه لو كان لا يزال حياً لأصبح صديقكم .. لذا يا صغاري ... "
نظر آدريان وهاري اليه بينما لورين ممسكه ييديهما بسعاده ليقول الرجل وهو يمسح دموعاً تمردت لتعانق وجنته المتجعدة بسبب مر الزمان ..
" لأجل ويليام ... عِدوني بأنكم لن تفرطوا بصداقتكم مهما حصل .. فالدنيا قاسيه يا صغاري .. والاصدقاء ضماد جروح ما يخلّفه الزمان "
رفعت لورين خنصرها في الهواء تقول
" وعد الخنصر ! "
رفع آدريان خنصره ورفع هاري الضاحك السن ايضاً خنصره لتتشابك أصابعهم الصغيره ويصرخون بحماس امام الرجل الذي لا يكف عن الابتسامه
" هذا وعد ! مهما حصل سنبقى أصدقاءً للأبد ! "
فنظر آدريان الى البيانو المهترئ يقول بتردد
" هل تسمح لي بالعزف عليه يا سيدي ؟ "
التفت الرجل سبايك الى البيانو وقال
" لا أظن بأنه سيعمل ، لكن بإمكانك المحاوله "
نهض آدريان بحماس وسط ترقب لورين وهاري لعزفه
جلس امام البيانو وقام بتأدية تلك المعزوفة المشهوره الكلاسيكية المفضله لديه ، وذُهل هاري والرجل من براعة آدريان اذ انه حوّل خردةً الى مشاعر جياشة .. اما لورين فكانت فخورة به ..
***
أنهى آدريان معزوفته ، وكان قلبه يبكي بصمت ... يفكر .. ماذا حلّ بصداقتهم ؟! ماذا حل بالوعد ؟!!
رفع عيناه نحو لورين وإذ بها كانت تنظر اليه ودموعها قد بللت وجنتيها ، ذُهِل آدريان وتسائل ، هل تذكرت وعد الخنصر ؟
وهل كان هذا سبب بكائها ؟
شتت تفكيره تصفيق الحضور الساخن الذي ارغمه عن ابعاد اتصال العيون عن لورين والوقوف بإحترام نحوهم ليحتضنه لوسيان يقول بتفاجئ
" بوبي انك موسيقار موهوب ! "
تفاجئ بذراعين احاطت خصره من الخلف وصوتها الطاغي على قلبه أسره وهي تهمس
" عزفكَ جميل ... كــروحُكَ الطيّبه "
اكتفى آدريان بالصمت لتكمل هي بصوت حزين مرتعش
" اريد ان اعود طفله .. أكره كوني كبيره .. لقد تعبت يان "
لم يتوقف التصفيق .. ولم تتوقف دموع لورين .. ولم يُنسى ذلك الوعد ..
____________________
اجمل لحظه ؟
وش رايكم بلورين الصغيره ؟
وهاري الصغير ؟
موقف حزين ؟
جمله عميقه ؟
وعد الخنصر ؟
قصة الرجل سبايك ؟
مساحه لله ؟
الى اللقاء 😊❤️💜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro