نبيلٌ يعشقني |٢٢|
اذا لاحظتوا اسماء غريبه علموني يمكن نسيت اعدلهن ..
•••
نزل ادريان السلالم بخفه ولياقه يبحث عن لورين بعيناه الملائكيه القلقة وأعين النساء المفتونات تلاحقه
تنهد بتعب وهو يضع يداً على خصره والأخرى يمسح بها على ذقنه الملتحي يحادث نفسه
" اين انتـِ .. "
ربت احدهم على كتفه من الخلف وإذ به كان هاري الذي يبتسم قائلاً
" وقتٌ طويل لم نرى بَعضُنَا .. هل يعقل انك نسيتني ؟ "
ابتسم له أدريان بلباقه وقال وهو يستدير نحوه
" كان وقتٌ صعب .. لم اجد المجال لمحادثتك فيه سامحني "
ضحك هاري بعفويه وأخذ أدريان بين الأحضان يقول
" لا بأس .. "
نظر أدريان حوله وبدى شارداً وهذا ما لاحظه هاري ليرفرف يده امام وجه أدريان قائلاً بمزاح
" من الارض الى المريخ هل انتٓ معي أدريان ؟ "
عاد أدريان الى وعيه يقول
" هاه ؟ ... معك "
" انت معي ولكن روحك وقلبك في مكان ما .. هل يعقل ان انظارك وقعت على احدى النساء هنا ؟ "
ابتسم أدريان ينظر الى وجه هاري الضاحك وتنحنح قائلاً بعدها
" لا .. انا لم أُعجب بأيٍ منهن .. ذوقي بالنساء رفيع "
احاط هاري ذراعه حول كتفي أدريان العريضين مبتسماً يقول
" لا تكن هكذا يا رجل .. الحب جميل فعِشه .. انت لا تزال في بداية شبابك لا تدع كونك والداً يعيق طريقك امام الحب "
كان أدريان يسخر سراً .. هاري لا يعرف ان صديقه عاشِقٌ منذُ الصغر ومعلمٌ في شتّى انواع الحب ..
هو فقط لا يعرف مدى عمق بئر اسرار صديقه ..
لكن ما يثير السخريه اكثر هو أنهما واقعان بحب نفس الفتاة التي اتضح انها تحمل خوفاً جبار من جنس الذكور .. القدر وما يفعل..
توسعت عينا أدريان وهو ينظر الى مكان محدد ونفض ذراع هاري المتفاجئ من فعلته يركض مسرعاً وهو يتنفس بشده
كانت تلك لورين .. يحيطها ثلاثة شباب بدوا في بداية العشرين بدى انهم يحاولون التقرب منها بطريقه لطيفه لكنه مرغِمه اكثر وبدى من ملامح وجهها انها تعيش رعباً لم يشهده سوى أدريان ..
كاد احدهم يلمس خصلة شعرها المتدليه قرب وجنتها لكن أصابع أدريان قبضت معصمه بقوه فإلتفت الشاب الى أدريان غاضباً متفاجئ يقول
" ماذا تريد ؟! "
كانت نظرات أدريان حارّة ومخيفة وكأن لهيب الغضب داخل عيناه وهو يهدد بصوته الخشن الهادئ
" كونها جميله لا يعني انه يحق لك لمسها .. "
احدهم امسك بذراع أدريان من الخلف يقول هامساً
" إهدأ أيها العاشق المجنون .. انه لا يستحق ان تكسر ذراعه "
كان لوكاس الذي يراعي ما يحصل حالياً لأدريان وما هو اللا ضرر ما حصل مع والدهما في الماضي
ارتجف أدريان غضباً و رفض ترك ذراع الشاب يقول
" لقد حاول .. حاول الإقتراب من لورين رغماً عنها "
فهمس لوكاس بهدوء ولا زال ممسكاً بذراع أدريان
" لكنها بخير صحيح ؟ .. لم يلمسها احد "
تَرك أدريان ذراع الشاب الذي هرب بسرعه فقد كان في بداية التاسعة عشر لا يعرف كيف يتقرب من النساء دون ان يربكهن ..
نظر أدريان الى لورين بعيون قلقه عطوفة ليقترب هاري منها ويبعدها عن المكان وهي تنظر الى أدريان بهدوء
راقبها وهي تبتعد وحين اختفت عن أنظاره زفر بعمق كان يشعر وكأن ربطةُ عنقه تخنقه وتمنعه من التنفس بحريّه فأرخاها وهو يتصبب عرقاً وسط تحديق لوكاس به الذي مسح على ظهره قائلاً
" هلّا هدأت ؟ "
اغمض أدريان عيناه بعصبيه يقول بصوت مبحوح
" انظر الى حالي يا اخي .. اصبحتٌ مهووساً بحمايتها "
نظر الى أخيه يبحث عن الملاذ يقول بحزن
" نصفٌ مني يرغب بالهروب من مشاعري المتأججة والآخر يرفض الإستسلام .. ماذا افعل اخبرني ؟ "
" انه ليس لصالحك .. حبٌ من طرفٍ واحد لا أملَ منه "
ضحك أدريان ساخراً وملامحه كانت مُتْعبه وهو يقول
" لا تزال تردد نفس الكلمات .. "
ربت لوكاس على كتفه يجيب
" وانت لا تزال عنيداً يا اخي الصغير ، تلك اللورين شيطان و لن تقع بغرام ملاكٌ طاهر يعشقها منذ الصِغٓر ، كما انها فقدت ذاكرتها ولا تتذكر وجودك في حياتها سابقاً "
تنهد أدريان وهو ينظر حوله يتحاشى متابعة هذا الحديث المتكرر ..
شعر بالملل وقرر اللحاق بهاري ولورين لكن لوكاس امسك بيده وأداره نحوه يقول ببرود
" لا تذهب .. ستكون عجله ثالثه بينهما .. "
بادله أدريان بنفس البرود لكن انعقاد حاجبيه برهن للوكاس ان كلماته البسيطه لامست وتراً حساس بقلب أخيه
لكنه يفضّل ان يجرح أخيه بنفسه على ان يضيق صدر أدريان حين يرى الاثنان يتعانقان امامه وهاري يمسح دموعها كونه حبيبها ..
عض أدريان على شفته وأغمض عيناه يهمس
" لن اذهب .. لن اذهب "
شد لوكاس على يد أدريان يلحّ
" عِـدني بهذا "
فتح أدريان عيناه ذات الرموش الطويلة ونظراته كانت هادئه وابتسم فجأه مما اثار تفاجئ لوكاس فقال بلطف وهو ينظر الى مزهرية فوق الطاوله
" كم ثمنها ؟ "
نظر لوكاس الى المزهريه مستغرباً من سؤال أدريان يجيب
" ٤ آلاف على ما اتذكر .. لماذا تسأل ؟ "
وضع أدريان يديه بجيوبه وركلها بقدمه لتسقط ودوي السقوط سبب استدارت رؤوس الحضور متفاجئين فالتفت الى لوكاس المصدوم وقال مبتسماً بلباقه
" الان اصبٓحتْ لا تساوي شيئاً .. "
ليدير ظهره ويخرج من المنزل بهدوء تام ، لكن العاصفه داخله ..
حكّ لوكاس رأسه منزعجاً يقول وهو ينظر الى فتات المزهريه
" لم تكُن تعجبني على اية حال .. اخ ياللفوضى "
حين خرج أدريان استقبله هاري الذي كان يرعى بعينيه لورين التي كانت تنظر الى الأسفل بإستياء
سرعان ما ضغط أدريان قبضته وهو ينظر نحوهما يهمس
" لا تُصبِح عجلةً ثالثه يا أدريان .. اخمد غيرتك الانانية "
قرر عدم التدخل بينهما وتوجه نحو سيارته وحين فتح الباب استوقفه صوتها الذي سارع دقات قلبه وإرتبك متسمراً مكانه
" الى اين تذهب يان ؟ "
التفت ببطئ وقابل عيناها يقول محاولا قدر المستطاع التكلم بشكل طبيعي هادئ كالعاده
" لا أحبذ الأجواء الصاخبة فأنا من عشاق الهدوء كما تعرفين "
توجهت نحوه بصعوبه بسبب الكعب الطويل الذي تلبسه فتعثرت امامه لكنه أمسك بكتفيها قبل ان تقع
وانحنى نحو وجهها كالجرو اللطيف كي يطمئن عليها يقول
" هل انتـِ بخير ؟ "
اومئت له وهي ترفع أنظارها تعيد خصلات شعرها خلف اذنها ثم قالت
" ألن تدعني اذهب معك ؟ هل كنت ستذهب بدوني ؟ "
نظر أدريان الى هاري بسرعه وغمز له هاري وكأنه يطلب منه تركهما كي يأخذها هاري بدلاً منه و يستفرد بها
فهم أدريان تلميحه واخفى انزعاجه خلف ابتسامته الجميله وهو يقول للورين
" انا مستعجل .. سأعمل حتى الصباح في مكتبي وايضاً لستُ متفرغاً لإيصالك "
ثم نظر الى هاري يقول حين اقترب منهما
" اذهبي انتِـ مع هاري ، ما رأيك هاري ! "
ضحك هاري يقول
" بالطبع .. انا متفرغ بالكامل .. سأوصلها بنفسي "
نظرت لورين الى أدريان تقول برجاء
" سأنتظرك حتى تنتهي من اعمالك المهمه وتعود لإيصالي .. ليست مشكله "
ربت أدريان على رأس لورين كالطفله وقال مبتسماً بنبل
" انا هاري .. وهاري انا .. لا تخافي "
لتهمس بخوف طفولي لم يسمعه
" لا .. يان يان هو ملاذي الوحيد في هذه اللحظه "
فالتفتت لورين الى هاري بإستياء ثم عادت تنظر الى أدريان تهمس له بسعاده
مزيفه
" انت محق .. في النهاية هو حبيبي .. سأحاول تحسين علاقتنا .. انها فرصتنا للعودة صحيح ؟ "
وكأنما أدريان تجرّع من جرعات الموت وهو مضطر الى الابتسامة في وجهها .. ولا زال مستمراً يقول
" اراكما لاحقاً إذن "
ارادها حقاً ان ترفض الذهاب مع غيره ، لكنها خيبت امله كعادتها .. او هذا ما كان يظنه ..
وحين فتح باب سيارته أمسكت بذراعه فجأه ورفرف قلبه آملاً فإلتفت ناحيتها يقول بهدوء
" مالأمر ؟ .. لورينزو "
" حقيبتي في منزلك .. متى آخذها ؟ "
لا ابتسامات مصطنعه بعد الان ، فقال ببرود وهو ينتزع ذراعه من بين أصابعها بلطف ويجلس في مقعده
" غداً صباحاً "
ليغلق باب سيارته ويبتعد ينظر امامه غير مبالياً لإبتسامة لورين البريئه وهي تلوح له بيدها مودعه
التفتت نحو هاري متوترة تقول
" ارجوك لا تتمادى بالإقتراب مني "
عقد هاري حاجبيه متفاجئاً
" لم افهم .. انا حبيبك ألا يحق لي ؟ "
انها ورطه ، كيف ستشرح له ؟!
قالت متأتئه
" انا لا ازال غاضبه منك ! لأنك اخفتني قبل ساعات بغضبك المفاجئ وصراخك بوجهي بهذا الشكل "
حك رأسه بندم يقول
" اسف يا صغيرتي الجميله .. لقد اشتقت إليكـِ لهذا السبب انفعلت قليلاً "
رفعت اصبعها نحوه بتوتر تقول
" ان اقتربت اكثر من هذه المسافة .. ستموت "
ضحك وهو يراقب ملامح وجهها المتوتر والمتورد يقول
" لا بأس ، سأتحمّل ولن اقترب اكثر "
توجه نحو سيارته يفتح لها الباب بإبتسامه لطيفه يقول
" تفضلي آنستي .. "
تنحنحت وهي تقترب وتدخل السياره ليغلق الباب ويعود الى مقعده ويبتعدان عن المكان
عاد أدريان الى منزله يدخل بهدوء عالماً بأن الخادمه سيزين ولوسيان لا يزالان نائمان ..
اقترب من الأريكة وخلع سترته ليرمي نفسه بين احضان الأريكة متنهداً وممسكاً سترته بين أصابعه ينظر الى السقف سارحاً .. فقال يحادث نفسه
" كم انتـٓ غبيٌّ يان يان .. فقط لأنها كانت تعاملك بعطف في الصِغٓر عكس بقية الأطفال الآخرين فوقعتٓ بحبها .. ولا تزال متعلقاً بها حتى بعد ان اصبحتَ في الثالثةِ والعشرين .. "
زفر محتاراً وهو يمسح بيده على لحيته السوداء الناعمه يكمل حديث النفس
" الان .. ستنسى هذه المشاعر .. كُــن رجلاً واكمل طريقك بدلاً من ان تحاول سرقة حبيبةَ صديقك "
نهض عن الأريكة منزعجاً يقول
" لا .. لستُ قوياً كفاية "
نهض بتكاسل وصعد السلالم .. فتح باب غرفة لورين ببطء شديد وكان الظلام يملئ الغرفه
استنشق الرائحه التي تنتمي للورين .. كالمخدر الذي يجعله ساكناً .. كالمسك رائحتها
أضاء النور ورأى الفوضى الذي تعم الغرفه .. ملابسها على السرير والحقيبه الخاصة بها مفتوحه على سعه ..
ابتسم ساخراً وهو ينظر حوله .. أغلق الباب وجلس على السرير يتمعن المكان ..
" كم انتـِ تعشقين الفوضوية .. كما انكِ جعلتي الفوضى تعمّ قلبي "
نهض وهو يفرك يديه يجمع ملابسها المنتشره ليضعها في الحقيبه .. فتفاجئ برؤية صورةٍ لها تجمعها مع
" هاري .. "
قالها بإنزعاج .. وهو يسحب الصوره بين أصابعه ينهض محدقاً بهما وكيف يبدو كل منهما سعيداً بين احضان الاخر ..
كانت ذراعه تحيط خصرها بينما هي تحدق ببرائه و بسعاده نحو صاحب الكامير الذي يصورهما
تنفس بسرعه وهو يمسح على شعره الحريري ويده الاخرى المرتجفة غضباً ممسكه بالصوره .. فقال بغيظ من نفسه
" بالطبع هي تعشقه .. انه حبيبها .. بالطبع ماذا كنت تتوقع يا أدريان ؟! ان تقع بغرامك وتنسى حبيبها بسهوله ؟! ما هذا التفكير الضئيل يا أدريان ؟! "
نظر الى الصوره وتحديداً نحو لورين .. ليقوم بقطع جانب الصوره الذي يحمل هاري وفرَّق بينهما بملامح هادئه لتسقط صورة هاري أرضاً امام أنظار أدريان البارده ..
التقط الصوره من الارض وخرج من الغرفه ..
عاد الى غرفته ووضع الصوره المقطوعة نصفين على السرير يتأملها بهدوء ويديه على خصره .. فقال بندم بعد ان هدئ
" يا الهي .. لقد انجرفت بسبب غيرتي وقمت بقطع الصوره .. لن استطيع إعادتها للحقيبه وهي بهذا الشكل "
توجه نحو الطاوله واخرج من الدُرج شريطاً لاصقاً ..
وأعاد الجزئين معاً والصقهما .. لكن خط القطع الفاصل بين كان واضحاً .. عانق وجهه بيده بتعب وإستلقى على السرير يرفع الصوره بيده ويتأمل لورين المبتسمه يحادثها
" هل ستكونين سعيدةً معه ؟ .. هل ستكونين بخير بدون حمايتي لـكـِ من العالم اجمع ؟ "
وقبّل صورة لورين المبتسمه ثم وضع الصورة تحت وسادته وإستلقى مجدداً ..
طوال الليل كان يشعر بالأرق .. فنهض متأففاً غير قادر على النوم
نزل السلالم وتوجه نحو المطبخ ليصب لنفسه كأساً بارداً ومنعش من الماء ..
ثم نظر حوله .. يبحث عن ساعة الحائط وإذ بها اصبحت الساعه الثالثة صباحاً فقال
" هل نمتِ براحه يا لورينزو ؟ .. "
ثم اكمل قائلاً وهو يضع الكأس جانباً
" انا لم استطع النوم .. ربما لأنكِ لستِ موجوده "
صعد السلالم وتوجه نحو غرفتها .. ودخل ليقف امام السرير وقال
" ربما سأستطيع النوم هنا .. "'
إستلقى على السرير وأغمض عينيه .. لم تدُم سوى عدة دقائق وإذ به قد اصبح في عمق نومه ..
أتى الصباح ومعه نور الشمس التي اخترقت نافذة غرفة لورين لتزعج عيني أدريان خيوطها وتوقظه ..
نهض من السرير نحو الحمام .. وبعدها نزل الى الأسفل ليجد لوسيان قد اصبح جاهزاً للروضة وهو يجلس على طاولة الافطار تحت أنظار الخادمه التي تراقبه بعطف وهو يأكل
كان النعاس واضحاً على قسمات وجه أدريان الذي جلس على طاولة الطعام يحدق بالفراغ وسط استغراب لوسيان الذي علّق قائلاً
" بوبي .. لم أجدك في غرفتك .. اين نمت البارحه ؟ "
اجاب أدريان بنعاس غير مدرك لما يقول
" في غرفة لورين .. "
وضع لوسيان يده الضئيلة على فمه مدهوشاً يقول
" واه ياللعيب .. هل تريد ان تسوّد روحي الطاهره بكلماتك هذه يا بوبي ؟! "
أمسكت الخادمه سيزين نفسها كي لا تضحك امام حضور أدريان الذي قال بعد ادراك بعجله
" بماذا فكّر عقلك أيها القزم الصغير ؟ .. لورين لم تكن موجوده في غرفتها "
نسي أدريان ان لوسيان لا يعلم بشأن ذهاب لورين فقد تفاجئ وفتح فمه بدهشه .. لتغرقّ عينيه بالدموع وهو يقول
" لماذا ذهبت ؟ .. هل هربت بسببي ؟ لأنني مشاكس ؟ "
زفر أدريان بملل ونهض قائلاً للخادمه سيزين
" لا استطيع تحمل دموعه .. تعاملي معه انتِ "
حين أوشك على الذهاب تفاجئ بذراعي لوسيان تحيط خصره وهو يعانقه من الخلف يقول بصوت طفولي مرتعش
" ارجوك دع لوريندا تعود .. سأكون فتى مطيع لذا دعها تعود "
رن جرس المنزل لتركض الخادمه وتفتح الباب .. وإذ بها لورين برفقة هاري تقول للخادمه
" أهلاً سيده سيزين .. هل استيقظ أدريان ؟ "
إبتسمت لها الخادمه سيزين وقالت
" أهلاً بكما .. لقد استيقظ لتوه "
سمع لوسيان صوت لورين ليركض نحو الباب ويجدها ليصرخ بحماس هو يركض نحوها
" لوريندا ! "
رفعته بين ذراعيها تضحك وهي تعانقه وتشتم رائحة شامبو الشعر الذي يستخدمه
" يا صغيري .. رائحتك جميله "
عانقها بقوه يقول بحزن
" لماذا ذهبتي ؟ هل كنتُ انا سبب رحيلك ؟ "
انزلت لورين في اللحظه التي اقترب منهما فيها أدريان ينظر بصمت ولم ينطق بشيء ..
فقالت للوسيان وهي تنظر لأدريان
" لا .. لقد حان موعد رحيلي ويجب ان اذهب "
آتكئ أدريان على الجدار يستمع بصمت الى حديثهم بإنصات لتمسح على شعر لوسيان بلطف تقول
" لكنني لن اسمح لأحد ان يبعدني عنك مفهوم ؟ "
فقال لوسيان براحه وهو يبتسم ببرائه
" مفهوم .. "
" لوسيان .. اكمل فطورك "
قال أدريان وكان متكئاً على الجدار ينظر اليهم بدون اية تعابير
عاد لوسيان الى الطاوله بطاعه واكمل فطوره وهو يسترق النظر الى لورين بسعاده لرؤيتها
حدقت لورين بأدريان مستغربه لتقترب منه وهي تضع يدها على خصرها تقول بجديّه
" ألن تقول صباح الخير ؟ او تعيرنا اي انتباه ؟ "
امسك بيدها وسط أنظار الجميع يقول بهدوء
" اريد التحدث معكِ .. "
وسحبها دون ان يسمع ردها بينما هاري اشتعل غيرة وهو يراقب ابتعادهما
دخلا غرفة الضيوف واغلق أدريان الباب ولا زال ممسكاً بيدها فقالت وهي تنظر اليه بإستغراب
" لن اهرب ، لذا اترك يدي "
نظر الى يديهما المتشابكة وقال
" لن افعل .. حتى تخبريني ماذا قال لكِ لوكاس لتهربي مني "
نفضت يدها بسرعه وفتحت الباب لتهرب لكن أدريان أغلقه بقدمه كي لا تخرج ونظر اليها بهدوء بينما هي بدت مرتبكه فقال
" ألم تقولي لي بأنّكِ لن تهربي ؟ "
رمقته ببرود وقالت
" سأصفعك إن لم تبعد قدمك عن الباب يا أدريان ! "
ابتسم ابتسامةً جانبيه وإتكئ على الباب ينظر اليها بتمعن .. وقال ساخراً
" لن افعل ، كما انني سأسامحك مهما تفعلينـ بي "
رفعت يدها لتصفعه لكنه امسك بها قبل ان تلمس وجنته وسط دهشتها ثم وضع يدها فوق وجنته الملتحيه بهدوء يتحدث
" لما لا تخبريني بما قاله لك اخي ؟ "
طُرِق الباب وكان الطارق هاري الذي قال
" لورين ؟ ماذا يحصل بينكما هل تتشاجران ؟ "
ابعد أدريان قدمه وفتح الباب بعد ان ابعد يدها عن وجنته ليدخل هاري ينظر إليهما بشك يقول
" ماذا حصل ؟ هل هناك اية مشكله ؟ "
هزت لورين رأسها نافيه وقالت وهي تخرج تتحاشى النظر الى الاثنان
" سأجمع أغراضي واعود "
حين رحلت لورين قال هاري وهو يقف امام أدريان
" أدريان .. انا لا اعلم ماللذي يحصل مع لورين .. انها لا تتصرف كعادتها "
" وماذا تقصد بهذا ؟ "
" اقصد بأنها طيلة الامس تتحاشى الإقتراب مني .. لا أعلم ربما هي غاضبه مني بشأن شيء ما لا اعرفه .. هل اخبرتك بشيء ؟ "
مسح أدريان وجهه براحة يده وتنهد ينظر الى هاري بِحيْره ثم قال بعدها بنبرة صوته الهادئه المعتادة
" انها لورين الصلبة والباردة كعادتها .. لن تتغير مطلقاً "
" لا أدريان ، انها ليست لورين التي اعرفها ، لا ادري اشعر وكأنها حين تتحدث معي تكون حذره اكثر من اللازم ،ما رأيك ان ادعها تبقى عندك وبهذا تتحدثان بشأني وإسألها عّن سبب تصرفاتها الغريبه ؟ .. لا اريد ان اضغط عليها اكثر "
سرعان ما شعر أدريان بالذنب الفظيع لأنه مجبور على اخفاء حالة لورين النفسيه عن هاري الذي له الحق بالمعرفة لكن لورين لا ترغب بأن يعرف احد
تنهد ثم ابتسم ليربت على كتف هاري قائلاً
" هل تناولت الفطور ؟ "
" اه نعم نعم .. لكن لورين استيقظت للتو وسرعان ما طلبت مني ايصالها هنا كي تأخذ الحقيبه الخاصه بها "
" لا تقلق ، سأحرص على ان تتناول فطورها "
" شكراً ، اراك لاحقاً "
خرج هاري تاركاً أدريان محتاراً .. خرج من عرفة الضيوف فور نزول لورين من غرفتها وبين يديها الحقيبه تنظر حولها مستغربه تقول
" لما لا ارى هاري ؟ "
نظر اليها أدريان بهدوء بينما هي تكاد تنفجر من الغيظ وهي تقول
" انا اسألك ! "
اقترب من لورين وهي تقف فوق السلالم تنظر اليه بحذر مستغربه من ابتسامته الواسعه الموجهه اليها ليمسك بيدها بلطف يقول
" عودي إدراجكِ .. لن تهربي من يان يان مجدداً "
ابعدت يدها عنه بحُنق تقول
" لا تتحاذق معي وأخبرني اين حبيــ - "
أغلق فمها براحة يده يقول بنبرة صوت بطيئة مبحوحه وهو ينظر اليها ممعناً باسماً
" ماذا قلتي ؟ لم أسمعك "
عضت يده وتأوه متألماً وهو يحاول ابعاد يده يقول بطفوليه
" هذا مؤلم لورينزو ! "
تركت يده وهي ترمقه بشر تقول وهي تراقب أدريان الذي يعض شفته السفلى متألماً يراقب عضة خطيبته على يده
" بل انت لا ترغب بسماع ما اريد "
وضعت يدها فوق كتفه كي يبتعد ولا تدركُ هي كيف تؤثر لمساتها فيه
وقالت ببرود وهي تنزل ممسكة بحقيبتها
" هل خرج هاري ؟ لا أراه "
لم يجبها أدريان فإلتفتت ممتعضة تقول
" اين هاري ؟ "
نزل السلالم وهو يحك مؤخرة رأسه وعاقداً الحاجبين يتخطاها
" هاري هاري .. هل انتِ ببغاء يا لورين ؟ "
" اين هو ؟ "
" لقد عاد ادراجه .. "
" لماذا ؟ "
لاحظ الذهول على وجهها وأزعجه هذا وآثار غيضه ليقول
" لا يريد ان يضغط عليك .. لقد لاحظ تصرفاتك الرسمية الحذره معه واراد ان يبقي مسافة بينكما حتى تستعيدين نفسك السابقة .. يظن ان السبب هو المشاكل التي كانت تحصل بالآونه الاخيرة بينكما "
تنفست لورين الصعداء ما ان أنهى كلامه لتقول
" خيراً فعل .. "
نظر اليها مستغرباً
" ماذا ؟ "
نزلت السلالم لتقترب منه ممسكةً بقميصه بعنف تقول بعتاب
" كيف استطعت تركي هناك وحدي مع هاري ؟! "
حاول أدريان استيعاب ماتقول
" م- ماذا تقصدين ؟ الم تكوني فٓرِحه لذهابك معه ؟ "
تركت قميصه تزفر وهي تقول بشحوب
" و هل صدّقتني يان ؟ .. كنت انتظر إمساك أصابع يدك بمعصمي ورميي داخل سيارتك ثم الهروب .. كنتُ خائفه حتى الموت "
لو كان حلمًا لكان الان يطير فرحاً ، لكنه واقع لا يستطيع تصديق فصوله التي تختبئ خلف الاقدار
قال بصوت يكاد لا يُسمع
" هل ما اسمعه حقيقي ؟ ..اعني هل فضّلتي ان اهرب بكِ بدلاً من الذهاب مع حبيبك ؟ "
قالت منزعجه وهي تضع يدها على قلبها
" هذا ما قلتُه انا ، هل ستسخر مني ؟ "
توسعت ابتسامته واخرج لسانه يلعق شفتيه بسعاده وضاقت عينيه الشمسيه وتجعدت وهو يحدق بها لتقول مستغربه
" لماذا تبتسم ؟ هل بدأت بالسخرية الصامته ؟ أيها الملاك الماكر "
عبث بشعرها ولا يستطيع محو ابتسامته التي تفضح مشاعره فخفض رأسه ينظر الى وجهها الطفولي الأنثوي
" إذن انا اعتذر على هروبي لوحدي .. يا عصفورتي الصغيره اللطيفة صاحبة الوجنتين المتورّده غضباً "
ضحك وكانت تفاحة آدم التي تنتصف حنجرته تتراقص و لم تتمالك لورين نفسها وضحكت بدورها معه حتى قاطعهم لوسيان يقول بفرح
" هل تصالحتما اخيراً ؟ "
نظرت اليه لورين متعجبه تقول
" ومتى تخاصمنا ؟ "
أشار لوسيان الى والده يقول
" لأن بوبي كان منزعجاً وحزين هذا الصباح فتوقعت ان لوريندا قد خاصمته "
التفتت لورين ناحية أدريان وعلى وجهها ابتسامة نصر بينما هو كان يرمق ابنه بعتاب ووعيد ليرد لوسيان متجاهلاً نظرات ابيه
" جيد ، يجب ان اذهب الى الروضة حتى لا يقتلني بنظراته الغاضبه "
ثم قال بعد تردد وهو يستدير مبتعداً
" الى اللقاء امي .. ابي "
ابتسمت لورين وهي تلوح له و استوقفه أدريان بعد ان تسمر لثانية بسبب ما قاله لوسيان يقول
" الا تريد مني إيصالك ؟ "
قال لوسيان متعجبًا
" لا داعي لهذا بوبي .. عمي سيأتي بأية لحظه "
" عمك ؟! "
قالها الإثنان بنفس اللحظه لينظرا الى بعض بدهشه فقال أدريان مستغرباً
" لماذا دُهِشتي ؟ "
ارتبكت لورين تبحث عن اجابه فقالت
" لقد اندهشت ، لم ارتكب اية جريمه أليس كذلك لوسيان ؟ "
التفتت الى لوسيان تبتسم بتصنع تخفي إرتباكها فقال الصغير ببرائه
" انها تخفي شيئاً يا بوبي .. "
نظرت لورين الى لوسيان بغيض بينما هو يبتسم بسخريه فقال أدريان بصوته الهادئ وهو يقترب من لوسيان
" سأُحقق معها لاحقاً "
ما ان فتح الباب ليجد لوكاس واقفاً ومنشغلاً بإرسال رسالة على هاتفه وهو يبتسم مندمجاً فقال أدريان مستهزئاً
" هل تُفضل الوقوف امام عتبة الباب ؟ "
رفع لوكاس رأسه بتدارك وقال بسرعه وهو يدخل متحمساً
" انظر يا رجل ! انها مثيره .. كيف لك ان تتجاهلها بهذا الهدوء والتكبر ؟ "
قال لوسيان وهو يحاول رؤية ما في شاشة هاتف عمه
" أروني ماذا تنظرون اليه "
رفع لوكاس حاجبه بسخريه يقول وهو يرفرف يده نحو لوسيان
" اذا نبت شارِبُك سنريك "
عبس لوسيان وهو يقول
" هذا ظلم "
فقال أدريان وهو يبعد هاتف لوكاس عن وجهه
" صغيري .. هذا الرجل سيّء ابتعد عنه قدر الإمكان حسناً ؟ "
فقال لوكاس مازحاً وهو يمسك قلبه
" لقد آذيت مشاعري "
نظر لوسيان الى ابيه يقول
" بوبي ماذا افعل فأنا أُحبّه "
ضحك لوكاس ثم قال بشكل حزين ساخر
" أرأيت يا لوسيان ؟ ابوك لا يحبني كما تفعل انت "
تأثر لوسيان بتعابير بأسى وقال لأبيه
" بوبي .. لماذا لا تحب عمي ؟ "
رمق ادريان اخاه الذي يكبت ضحكاته وقال ببساطه
" لأنه احمق "
قال لوسيان وهو يبتسم بطفوليه حتى برزت اسنانه الصغيره
" عمي لوكاس .. هل انت احمق ؟ "
فقال لوكاس بغيض منزعجاً من الطفل
" لا بل انت الاحمق "
راقب أدريان ملامح لوكاس المنزعجه ليضحك بصخب فجأه مما جعل الثلاثه يحدقون به بدهشه
فقال متنحنحاً
" لا تحدقوا بي هكذا "
نظر لوكاس الى لورين التي كانت تلتزم الصمت وقال بسخريه كعادته
" صباح الخير يا لورين .. ما بال هذا الصمت ؟ "
قالت وهي تبتسم بتصنع
" لا شيء البتّه .. انا مستمعه جيده لأحاديثكم العائليه التي بدت لطيفه ولم ارغب بالمقاطعة "
ليقول بعد شهقه مزيفه وهو يضع يده فوق رأس لوسيان
" ماذا قلتِ ؟ أدريان يبدو وسيماً هذا الصباح ؟ لماذا تغازلينه امامي انا وهذا الطفل البريء الذي لا يفهم مالذي يجري حوله ؟ "
وطئ أدريان قدم لوكاس الذي تألم بصمت وهو يبتسم بتصنع بينما وجنتيّ لورين تورّدت حرجاً فأنقذها أدريان من هذا الموقف المحرج وهو يقول لاخيه
" سيتأخر لوسيان عن الروضة .. سأصطحبه للسيارة إلحق بِنَا "
بسط أدريان يده أمام لوسيان اللذي امسك بأطراف أصابع ابيه وهما يخرجان تاركان لوكاس ولورين وحدهما
وحالما خرجا قال لوكاس بصوت مستفز ساخر وهو يقترب من لورين التي تقف شامخه
" لأجلكِ قام اخي بلكمي بالأمس .. تخيلي ! "
قلّبت عيناها بعدم اكتراث .. او هذا ما تحاول إيصاله للوكاس .. هو ان كلماته لا تؤثر فيها
إتكئ على الجدار امامها يقول
" أدريان لم يحمي اي فتاةٍ اخرى غيرك مني .. هل تظنين ان هذا بدافع الصداقه ؟ "
قالت دون اكتراث وهي من الداخل تحارب شكوكها
" ماذا سيكون غَيْرَ هذا ؟ "
قال بصوتٍ عال سبب ارتعاش أوصالها
" اذن انتِ غبيه ! "
كان أدريان قد دخل في نفس اللحظه التي صرخ فيها لوكاس وكان مصدوماً من الحدث امامه وقال ويده ممسكه بقبضة الباب
" هل كل شَيْءٍ على ما يرام ؟ "
زفر لوكاس بملل وقال وهو ينظر الى لورين
" بالطبع "
نظر أدريان الى لورين التي كانت هادئه واقترب منها ببطئ يقول
" لورين ؟ "
اومئت له بتعابير جامده وهي تقول
" كل شيء على ما يرام .. لا تقلق "
هز رأسه موافقاً لم يكن مقتنعاً ثم حكّ لوكاس رأسه باستسلام يقول
" انا ذاهب ، لأوصل لوسيان "
وخرج تاركاً الاثنان في صمت عميق .. حتى نطق أدريان بقلق
" لا تستطيعين الكذب علي يا لورين .. هناك شيء لا اعرفه بينك وبين اخي "
رفعت عيناها الفاتنه نحوه تقول بإبتسامه واسعه
" يالهذا الملاك العنيد .. "
أمسكت بطنها تقول بطفوليه تحاول تغيير الموضوع
" انا جائعه "
حدق فيها طويلاً وكان قلقاً بشأنها اكثر من رغبته بمعرفة ما يحصل بينها وبين لوكاس
ثم بادلها الابتسامه يقول
" سأجعل سيزين تجهز لكِ طعام الفطور "
اومئت له برضى ليقترب من حقيبتها ويصعد بها السلالم ، في الوقت الذي كانت فيه تجلس على طاولة الطعام تنتظر الافطار كان أدريان يجلس على سريرها وحقيبتها كانت بجانبه يضع رأسه بين كفَّيه ونظره للأرض ..
كان ملتزماً الصمت .. يفكر
حتى فتحت لورين الباب لتجده بهذه الوضعيه لتهرب نحوه تعانق باطني يديه بكفيها ترفع رأسه بقلق تقول
" مالأمر مابِـك !! "
كان ينظر اليها بعيون ناعسه حزينه وقال بصوت منخفض
" اشعر بالتعب الشديد "
لمست وجنته بذعر تتحسس حرارته لكنها كانت طبيعية وقالت بإستغراب
" ما نوع التعب ؟ "
همس بصوت مبحوح
" انه انتـِ .. تعبي الشديد "
" أنـ..ا ؟ "
قالتها مندهشه مما جعله يرفع رأسه نحوها يقول
" اقلق بشأنك دائماً .. لا يرتاح بالي اذا لم ارى ابتسامتك "
" هل ابتسامتي مهمه الى هذه الدرجه بالنسبةِ اليك ؟ "
" اذا قلت بحجم العالم اجمع .. هل ستصدقينني ؟ "
ضحكت بأنوثه وهي تقول
" الملاك لا يكذب .. أليس كذلك ؟ "
تنهد بتملل يقول
" لستُ ملاكً يا لورين .. توقفي عن قول هذه الكلمه "
لتتوجه هي نحو الطاوله تنظر الى شكلها في المرآه
" سأتوقف عن قولها اذا توقفت انت عن قول عصفورتي الصغيره او لورينزو الصغيره "
قال بغيض وهو يستلقي على السرير ينظر الى السقف
" لن أتوقف .. "
سمع ضحكات مكبوتة تخرج من لورين لتقول وهي تستدير نحوه مبتسمه
" هكذا اذن .. "
اقتربت منه وأمسكت بذراعه الموشومة تسحبه لينهض عن سريرها بكسل وهي تقول مازحه
" يجب ان انام هيا اخرج "
تمدد وهو واقف ليتثائب بنعاس وهو يفتح الباب ليخرج .. ثم استدار نحوها وكانت قد استلقت براحه على السرير وهمس كي لا تسمعه وهو ينظر اليها باسماً
" انظروا كيف تنام على السرير بهذا الشكل الجميل .. "
فقال بصوت مسموع
" نامي جيداً .. عصفورتي الصغيره "
ابتسمت وهي مغمضة العينين واكتفى أدريان بهذه الابتسامه ليخرج بعد ان أَطْفئ الأنوار
في المساء كانت لورين لا تزال في عمق نومها ولم يقاطعها أدريان كي يوقظها فقالت الخادمه سيزين وهي تجلس قرب أدريان على الأريكة وامام التلفاز الذي كان لوسيان يشاهده
" يا صغيري أدريان كف عن تدليل الانسه الصغيره يجب ان توقظها لقد حل المساء وهي لم تستيقظ بعد "
ابتسم لها بنبل وقال وهو يشاهد التلفاز مع طفله
" يجب ان تعتادي على تدليلي لتلك الانسه فأنا لن أتوقف عن هذا "
فابتسمت بتجاعيدها وهي تمسح على رأسه بيدها وكأنه ابنها وليس سيدها
بعد ساعات كان لوسيان قد استسلم للنوم على الأريكة ورأسه على حضن ابيه بينما سيزين كانت تنظف المطبخ
حمل أدريان طفله بين ذراعيه وادخله غرفته ليضعه على سريره ويغطي جسده الضئيل ببطانيته الخاصه والمفضله وخرج
وحين وقف امام غرفة لورين شعر وكأنه قد اشتاق اليها فهي كانت نائمه طوال اليوم ولم يتسنى له التحدث معها اكثر
وضع يده عَلى قبضة الباب وفتحه ببطئ فكانت الغرفه مظلمه والمكيف ينفث هوائه البارد في أنحاء الغرفه المتجمدة لكنه لم يشعل الضوء
بل اقترب من لورين بحذر فقد كان المكان مظلم وبارد فكاد يتعثر اكثر من مره حتى وصل الى سريرها وجلس على الحافه
هز كتفها يهمس
" لورين .. لورين "
تمتمت بكلمات غير مفهومه وغيرت وضعية نومها .. ما كان عليه سوى ان يشعل الضوء
فتفاجئ لما رأى .. كانت لورين تتلوى وتأن بألم ويديها على أسفل بطنها وتتعرق بشده
لم يفهم ما خطبها .. لانه لا يملك معرفةً واسعه بأمور النساء على الرغم من كونه مطلّق ..
كان يمسح العرق الذي يعانق جبينها بكُمّ يده والخوف يعتريه وقال بصوت مرتعش
" لورين .. "
نهض ونزل السلالم على عجل متوجهاً نحو الخادمه سيزين يقول بنفس متقطع
" خالتي سيزين ! لا اعرف ما خطب لورين وأكاد أجُن ارجوكِ ساعديني "
لحقت به مذعورة حتى دخلت الغرفه ووجدت لورين تأن وهي تتعرق فإقتربت منها تمسح على رأسها
" آنستي الصغيره .. ما خطبك ؟ مما تتألمين ؟ "
همست لورين ولم يسمعها سوى الخادمه سيزين التي دُهشت فابتسمت وهي تنظر الى أدريان الخائف القلق
ثم عادت تحادث لورين قائله بعطف
" هل اشتري لكِ اللوازم ؟ "
اومئت لها لورين لتمسح على رأسها وتنهض بعد ان أمسكت بذراع أدريان تسحبه خلفها وأغلقت باب غرفة لورين وسط استغراب أدريان الذي قال
" ماذا قالت لكِ ؟ مما تعاني ؟ هل احضر الطبيب ؟ "
قهقهت وهي تربت على كتفه تقول
" لا استطيع قول اي شيء سوى انها أمور خاصه بالنساء ، ولا تستدعي كل هذا الخوف "
صمت قليلاً ليستوعب الامر ثم قال
" يالحماقتي .... كيف لي ان اغفل عن امر مهم كهذا .. فلورين كغيرها من النساء من هذه النواحي "
" انها مميزه بالنسبة لك اعرف هذا ، لكنها امرأه أيها الاحمق "
" ماهي اللوازم ! سأشتريها لها .. اقصد سأوصلكِ الى حيث تريدين لتشتريها لها "
ضحكت لتقول
" لنذهب هيا .. "
بعد عدة دقائق عادت سيزين وأهتمت بكل أمور لورين بعيداً عن مرأى أدريان الذي تم طرده من هذه الشؤون ..
وبعد هذه الأثناء كانت لورين قد تحسنت قليلاً لكن الالم لم يفارقها .. وبينما كانت مشغوله تتفقد رسائل هاتفها التي جميعها كانت من عائلتها طرق الباب مرتين وظهر صوته الهادئ المستأذن
" هل تسمحين لي بالدخول ؟ "
" تفضل "
دخل وبين يديه كأس شاي .. فقال
" أخبرتني خالتي سيزين بأن السوائل الدافئه ستخفف من ألمك .. "
مدت يديها بتعب وكانت عاقدة الحاجبين فوضع الكأس ببن يديها وجلس قربها ليغطيها بغطاء السرير وشعرت بالدفئ التام وهي تشرب الشاي ببطء وسط مراقبة أدريان لها بوقار
كانت وجنتيها متورّده وهي تقول له بينما نظراتها المرتبكة نحو الكأس
" انت تعلم .. اكاد اموت من الحرج لأنك تراني بهذا الشكل .. "
نهض بعد ادراك وقال
" سأغادر اذن .. "
فإبتسمت هي بهدوء على ردّة فعله العفوية تقول
" شكراً على تحضير الشاي لي .. "
اومئ بصمت وخرج من الغرفه بسرعه
وبعد ساعه طُرِق الباب فظهر صوته الرجولي
" هل تسمحين لي بالدخول ؟ "
" بالطبع تفضل "
دخل وبين يديه اكياس تبضُّع فقالت لورين ويدها على فمها مندهشه
" مـ..ا كل هذا ؟ "
وضع الاكياس على السرير وقال وهو يضع يديه بجيوبه يقول بإهتمام
" كل مالذ وطاب .. لإجلك ولأجل صحتكِ ايضاً "
ثم اكمل يقول
" خالتي سيزين تعد لكِ حساء الدجاج .. سيجهز فيما بعد "
رفعت يدها مشوشه تقول
" تمهل ... "
نظر اليها بقلق يقول
" هل ترغبين بالمزيد ؟ هل صنف الطعام هذا لا يروقك ؟ "
ضحكت وهي تمسك بيده كي يجلس قربها
" يجب ان يوقفك احدهم .. "
فتحت الاكياس ودُهشت لما ترى ..
" اطعمه صحيه .. أدريان لا تبالغ فأنا لستُ مريضه لدرجة ان - "
قاطعها قائلاً
" اسمحي لي بتدليلك دون اعتراض .. "
اومئت له بتملل لتفتح الاكياس تقول
" سآكل .. "
نظرت اليه مطولاً بينما هو ينتظر ان تأكل فقالت
" الا تثق بي ؟ قلت سآكل "
هز رأسه رافضاً يقول
" يجب ان تقرَّ عينيّ وانا اراكِ تأكلين امامي .. "
فتحت علبة العصير وبدأت تشرب امامه وسط مراقبته لها بحرص بينما هي لم تشعر بالراحه لانه لا ينفك ينظر اليها
اخرجت تفاحةً خضراء ليأخذها منها و ينهض فإستوقفته تقول
" الى اين ؟ "
" لأغسلها وأقطعها لكِ "
" اه حسناً .. "
عاد وهو يحمل صحناً أبيض وفوقه قِطَع التفاح ووضعه على حضنه يلتقط القطعه بالشوكة ويرفعها نحو شفتيها
أظهرت تعبير الرفض لكن انعقاد حاجبيه وعتابه الصامت جعلها تستسلم على مضض وهي تفتح فمها وتسمح له بإطعامها بيديه
وحين كان مشغولاً بهاتفه بينما يجلس قربها رفع عينيه فجأه ليجدها تنظر الى الفراغ بشرود
هز كتفها بيدها بلطف لتخرج من فِكرها مذعورة فقال
" اخبريني .. ما بِكـِ يا لورينزو ؟ "
ظلت تنظر اليه بحرص ثم قالت فجأه وببساطه دون اي مقدمات
" نبيل يعشقني .. اهذا معقول ؟ "
___________
افضل مقطع ؟
انطباعكم عن البارت ؟
افضل كلمة ؟
مساحة لله ؟
اذا لاحظتوا اسماء شاطحه عطوني خبر
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro