Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

قناع زورو |٣٤|




٥٣٧٨ كلمه
_______

تحركت بإنزعاج اثناء نومها تشهد كابوساً وهي تهمس بإسمه

" لا تترك يدي ... لقد وعدتني " 

عقدت حاجبيها والعرق يكتسح جبينها ، لتنهض من مكانها مذعوره تتنفس بشده ، فنظرت بإستغراب حولها تحدث نفسها

" هذا المكان مألوف .. لقد كنتُ هنا "

كانت تجلس وسط حقل من الزهور الحمراء  ، وكان المكان الذي قضت لورين فيه اجمل أوقاتها مع أدريان ، لكنها الان وحيده وهو ليس هنا ، والجو بارد ، النسيم العليل في السابق اصبح تيار هواء يرغم عينيها على الإغماض .. نهضت وهي تمشي بالحقل المليء بالورود النضره ، المكان ينقصه شخص لم يعد موجوداً الان

نظرت الى ملابسها ، انها ترتدي ثوباً ابيض جميل وعلى رأسها قبعةٌ بنيه وكعبها الطويل مماثل للون قبعتها، بينما شعرها ذو جديلتين طويلتين ..

نظرت حولها بخوف ، تبحث عن أدريان

شهقت بتفاجئ حين وضع احدهم يديه فوق عينيها يمنعها من الرؤية من الخلف .. تحسست تلك اليدان وهمست وهي تبتسم

" لا احد يملك يدين دافئه مثل يديك .. أدريان "

سمعت ضحكته الملائكيه خلفها ليبعد يديه عن عينيها كي تلتفت ويتسنى لها النظر الى بريق عينيه العسلية

امسك احدى جديلتيها بين أصابعه يقول وهو يبتسم

" لقد قمتُ بتسريح شعرك حين كنتِ منشغلة بقيلولتكِ .. كم احب جديلتيكِ "

قالت بإستياء وهي تعانقه بقوه بينما رأسها يضغط على صدره

" يان .. انت لستَ مجرد حُلُم أليس كذلك ؟ .. انا لن اتركك كي لا تتبدد وتختفي "

مسح على شعرها يبتسم بحنان بينما هي ترفض تركه

فقال وهو يبعدها عنه ممسكاً بكلتا كتفيها يضحك

" إشتقتِ إليكِ يا نجم ضيائي .. هل إشتقتِ إلي ؟ "

اومئت وهي ترفض تركه تحبسه بين ذراعيها 

وإذ به فجأه يهز كتفيها بقوه وسط ذعرها منه يقول

" لورين استيقظي !!! "

أسقطها على حقل الورود  فنظرت اليه متألمه بسبب دفعه لها تقول

" ماذا دهاك ؟! انا لا اريد الإستيقاظ لا اريد العودة للواقع المرير الذي لا استطيع فيه رؤيتك ! " 

تراجع إلى الخلف ووجهه يظهر معالم الحزن يقول

" يجب عليكِ الإستيقاظ .. الحلم ليس واقعاً .. أنهما يختلفان يا حبيبةَ قلبي لورينزو  "

ادار ظهره لتنهض بصعوبه وهي تلحق به دون جدوى وهي تلاحظ الورود حولها التي بدأت بالذبول ولونها الأحمر النضر والمشرق بالحياة بدأ يتحول للرمادي ، لون الموت ..

وظهره بدأ يختفي كالسراب .... وكأنه لم يكن موجوداً

" لورين استيقظي !! "

فزعت وهي تفتح عينيها بتفاجئ لتنظر حولها ، افراد عائلتها يحدِّقون فيها بقلق

نهضت بصعوبه ليضع ويلسون الوسادة خلف ظهرها وهو يجلس بجانبها يقول

" اخيراً استيقظتي .. فبعد إنهياركِ .. قلقنا عليكِ لدرجة الموت "

احتضنت نفسها وهي تقول بهدوء بعد صمت مريب

" في النهايةِ قد استيقظت .. اريد العيش بأحلامي .. إنها الطريقه الوحيده لرؤيته "

لكنها تذكرت شيئاً لتخطر على بالها فكره وهي تقول

" اريد الذهاب إلى اسبانيا "

هز ويلسون كتفيها يقول بصرامه

" انتِ لن تبرحي مكانكِ انسه لورين ! "

ابعدت يديه عنها تقول بغضب

" انا لا اطلب منك الإذن يا ابي .. فقط اقول لك لتضع هذا في الحسبان "

نهضت من سريرها تنوي الخروج لتتفاجئ بكل اخواتها يقفن عائقاً بطريقها فتُنفث بسخريه قائله

" منذ متى وأنتم تقلقون بشأني ؟ أنتم فقط تريدون لي العذاب .. عدم وجود أدريان بجانبي سيزيد حالتي سوءً ! عدم رؤيتي له هو العذاب بعينه ! "

فقالت لينا وهي تعانق وجنة لورين بإستياء

" لورين عزيزتي .. هو لم يرحل لكي تلحقي به .. دعيه ارجوكِ "

نهض ويلسون يقول وهو يرغم لورين على الجلوس فوق سريرها

" أنتِ لن تخرجي من غرفتكِ حتى تستعيدي رشدكِ أفهمتِ ؟! "

التفتت تنظر الى نافذة الغرفه بغموض اخاف ويلسون ليهرع نحو النافذه ويغلقها ثم جلس قرب لورين التي تبتسم بسخريه يقول بهدوء

" انتِ أقوى مما تظنين .. لا تسمحي لأي رجل ان يكسركِ ! "

غرقت لورين بالضحك الهستيري وسط استغرابهم ثم تنهدت براحه تقول

" لا يمكن لأدريان ان يكسر ما هو مكسور منذ زمن  .. "

ضمّت يديها ببعضها البعض تقول بإنزعاج وهي تنظر الى الباب

" اريد البقاء لوحدي أرجوكم  "

نظر ويلسون الى بناته ليسارعن بالخروج واحده تلو الاخرى ليبقى هو وحده معها فقال

" لورين ... هل تُحبين السيد أدريان ؟ هل تريدينني ان أعيده لكِ ؟ "

توسعت عينيها دهشةً تقول بتأتئه

" هل .. هل سترغمه على العودةِ الى الوطن ؟! "

وضع يده فوق وجنتها يضحك قائلاً

" يالخيالك الواسع يا صغيرتي المفضله .. بالطبع لا "

نظرت اليه بشكٍّ تقول

" إياك ان تؤذي أدريان بأيةِ طريقه يا ابي .. انا أعرفك جيداً "

نهض من مكانه يتأفف متمللاً والتفت اليها يقول بغضب

" متى ستثقين بأبيكِ ؟! "

نهضت من مكانها تقول بغيض

" إذا عادت امي الى المنزل حينها سأفكر بإجابه معقوله لسؤالك "

ارتجف جسده غضباً وأوشك على صفعها بقوه وهذا ما جعلها ترتمي على السرير تحمي نفسها مذعورة وهي ترتجف فسرعان ما خفض يده بندم وأدرك ما كادت افعال غضبه ان توصله اليه .. ليمسك كتفها يقول بقلق

" هل انتِ بــ "

انتفضت بخوف عنه وهي تبتعد حتى وصلت الى طرف السرير وهذا ما جعله يقبض على يده ينظر اليها بخزي وندم

فهمس وهو ينظر الى النافذه بعصبيه

" لا تذكري موضوع والدتكِ امامي أبداً  "

وخرج بعد ان صفق الباب مما جعلها ترتجف خوفاً ، رمت وجهها فوق الوسادة لتغرق بالبكاء الشديد

بعد مرور أسبوعان ، لم تتحدث لورين مع والدها ، كانت طوال الوقت في الخارج ولا تعود اللا في منتصف الليل كعادتها الجديده والتي بدأت تثير قلق عائلتها

ركضت لينا نحو والدها الذي كان يقف امام طرف الشرفه يحدق بالفراغ غارقاً بالتفكير لتقول بخوف

" ابي .. لقد عادت لورين الى المنزل ثمِله مجدداً "

عض على شفته السفلى وقال

" انها تعاقبني بإيذاء نفسها .. تلك الطفله ناكرة الجميل ! "

دخل الى غرفتها حيث كانت مستلقيه على الارضيه بتهالك وهي تشير الى السقف فنظر اليها يراقب حالتها المثيره للشفقه لتلمح وقوفه وتقول بحماس وهي تشير الى السقف

" ان روح والدتي فوق .. عادت الى من خلقها "

فقال بهدوء وهو يمسك مقبض الباب بعصبيه

" أمكِ لم تمت .. "

فضحكت بنعومة ساخره تقول

" إنها كذلك بالنسبه لي ولإخوتي .. "

لتنهض من مكانها بصعوبه تترنح وهي تقول

" هي لم تحضر جنازة كارلوس حتى .. اي نوع من الأمهات هي ؟ "

تنهد بضيق وهو يقترب منها يساعدها على الجلوس يقول

" ان والدتكم تحبكم كثيراً يا لورين .. ولو بإستطاعتها لأعطتكم روحها ايضاً "

نظرت اليه ببرود تقول

" متى اصبح الشخص الذي يحبّك يستطيع التخلي عنك بهذه البساطة ؟! "

فقال بشك

" هل تقصدين أمك ام أدريان ؟! "

اغمضت عينيها وهي تبتسم هامسه

" كلاهما ، امي العزيزه .. و صديقي العزيز .. هجراني رغم حبِّهما الشديد لي .. كيف تفسر هذا ؟ "

نهض من مكانه وهو يمسح على لحيته يفكر .. ثم قال لها

" هل ... اخبركِ أدريان انه يحبك ؟! "

اومئت له بإستياء ثم قالت

" اعترف بمشاعره  ... ثم رحل بين ليلة وضحاها " 

قلّب ويلسون عينيه بتهكم ثم قال قبل ان يخرج من الغرفه

" نامي جيداً ولا تفكري بأشياء لا أهمية لها "

في تلك الأثناء كان هاري جالساً في غرفته يفكر بعمق .. ليرن هاتفه فجأة وإذ بالمتصل كان جيلان

اجاب على الاتصال بتملل ليخرج صوتها المرتعش قائله

" انا بالمشفى .. اريدك ان تكون بجانبي .. تعال ارجوك "

دخل المشفى بذعر وافكار كثيره ترواده يبحث عن الغرفه التي تقيم فيها ، ووجدها اخيراً لكنه لم يستطع الدخول .. كان متردداً .. وخائف

طرق الباب ليأتيه صوتها الضعيف وهي تقول

" هل هذا انت هاري ؟ "

فتح الباب بتردد ليراها مستلقيه على السرير الابيض تنظر اليه بعيون ذابله

مشى نحوها مصدوماً ، ووقف امامها مباشرةً يقول بصوت مرتجف

" ما هذا .. لماذا بشرتكِ شاحبه .. ج-يـلان "

لتقول مبتسمه بتعب

"  لقد كنت مصابه بالسرطان منذ سنوات .. ظننت انني قد كافحته لكنه فاجئني وعاد مجدداً "

ذرف دموعاً بللت وجنتيه وهو يهمس

" لماذا تبتسمين ؟! لا بأس بالبكاء .. انا هنا لأمسح دموعكِ "

أفلتت يديها عن يديه لتمسح دموعه بكم قميصها تقول بمرح

" انت من يحتاج لأن تُمسح دموعه "

غمر رأسه على الوسادة قربها يهمس

" .. بإمكانكِ البكاء على صدري .. بإمكانكِ ضربي لكي تفرغي غضبك وحزنك "

وضعت يدها فوق رأسه تقول برضى

" انا راضيه .. لقد عشت حياةً سعيده بفضل وجودك قربي .. لقد كُنتَ كالأب الذي لم يحضى به اخي الصغير .. سأموت بسلام لأَنِّي واثقه بوجود احد ما بجانب اخي .. ستعتني به بعد وفاتي صحيح ؟ "

اخرج تنهيدة وجع ومن ثم نظر اليها بابتسامة حزينه

" لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .. تمسكي بالحياة والأمل  ارجوكِ "

كلماته جعلت دموعها تتساقط كحبات المطر لتضع يدها الى فمها تكتم شهقاتها وهي تقول باكيةً

" أريد الإستمرار بالعيش يا هاري .. لأَنِّي حين اموت لن استطيع رؤيتك مجدداً  .. و رؤية ابتسامة اخي البريء "

مسح على رأسها لتهدئتها وهو يعض على شفته ، فنظر من نافذة الغرفه سطوع ضوء الشمس التي أشرقت لنشر الأمل في قلوب اليائسين ، ليبعد يده عن رأسها يقول مبتسماً

" حين تغرب الشمس ويظهر القمر هل ستتوقفين بالايمان بها لأنها ليست ظاهره ؟ "

هزت رأسها نافيه باستياء ليكمل بإبتسامه واسعه قائلاً

" يجب ان تؤمنّي بأن العافيه التي فارقتك ستعود بعد اختفاء هذا المرض .. يجب ان تعديني باللا تتوقفي بالإيمان بجمال الأمل "

رفعت خنصرها تبتسم وسط دموعها قائله

" سأعدك بأني سأستمر بالإيمان بالأمل وانت ستعدني بأنك ستعتني بأخي إن حصل شيء لي .. فلا احد يعرف متى سيموت   "

تبددت ابتسامة هاري وهو يقول بعد تفكير

" انا .. لستُ جيداً بقطع الوعود .. "

استائت اكثر وهي تضع يدها جانباً ، لكنه امسك بيدها وشبك إصبعه بإصبعها يقول بجديّه

" أعِدُكِ بهذا عزيزتي جيلان .. انا سأبقى معكِ ومع اخيكِ ولن اترككما وحيدان أبداً "

فقالت بإبتسامه تشع بالامل

" وانا أعِدُك بأنني سأكافح هذا المرض .. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس صحيح ؟ "

اومئ بصمت وهو يضم يديها بين قبضتيه بشرود ...

في ذلك الوقت كانت لورين واقفه امام نافذة شرفتها المغلقه  تحدق بالشمس التي أشرقت للتو ، كانت لورين تلبس وشاح النوم الابيض الحريري وهي عاقدة ذراعيها ببعضهما شارده بالتفكير ... شعرها البندقي ملتف خلف ظهرها بنعومة

فقالت وهي تبتسم بحزن

" لقد مر أسبوعان .. كيف حالك أدريان؟ هل تأكل جيداً ؟ .. هل اشتقت الي بحجم اشتياقي الكبير لك ؟ ام استطعت نسياني بعد أسبوعان فقط ؟ وحين تراني هل ستضم يداي ام تدير ظهرك كما فعلت اخر مره ؟ " 

نفثت بأريحيه ثم أدارت ظهرها وإستلقت على السرير تفكر ...

قالت تكلم نفسها بعد شرود

" لقد ذكرت موضوع والدتي بتهور امام والدي .. لقد اخطأت ويجب ان اعتذر الان "

نزلت السلالم وهي تضم ذراعيها ببعض حتى وقفت امام مكتب والدها ، ترددت بالدخول فقد كانت تفكر باللقاء الاول لها مع أدريان بعد ١٢ سنه .. كان يتصرف ويتصنع التكبر لكنه عطوف من الداخل ويملك قلب يسع العالمين ..

طرقت الباب بأدب لتفتح الباب وتجد السيد ويلسون يبتسم لها بغموض ، فقالت مستغربه

" هل حصل شيء جيد يجعلك تبتسم بهذه الطريقه يا ابي ؟ اخبرني "

نهض وهو يزيّن ياقة قميصه فقال بعد صمت

" لقد حجزت تذكرتين نحو إسبانيًا.. انا وانتِ سنذهب الى الحفل السنوي الخاص بشركة السيد ادريان.. لقد تمت دعوتي وأستطيع اخذ معي ضيف واحد فقط "

تنحنحت وهي تضم يديها المتعرقه توتراً تقول

" اسفه فالتأخذ شخصاً اخر "

فقال مستغرباً

" لقد كنتِ تتصرفين كالمجانين وتعودين الى المنزل ليلاً ... انا أتألم لرؤيتكِ بهذا الوضع يا ابنتي ، لذا اخبريني عن سبب رفضك الدعوه التي ستسنح لكِ برؤية السيد ادريان ؟! "

جلست على الكرسي امام طاولته تقول بعناد

" سبق وأخبرتك .. لا اريد تلك الدعوه والسبب هو انها موجهه لك انت وليس لي انا .. ماذا لو كان أدريان لا يريد رؤيتي ؟! "

" حسناً إذن .. انتِ ستستسلمين بسهوله ؟ هل أنجبت فتاةً جبانه ؟! "

فقالت بإصرار وعقلانيه

" اريد ان احفظ ماء الوجه فقط .. لقد هرب مني لما سألحق به ؟ هو يخاف على كبريائه وانا اخاف على كرامتي "

ربت على كتفها يقول

" انها رحلة عمل ، لستِ مضطره لرؤيته .. ربما تلك الرحلة ستعيد لك إشراقتك "

صمتت قليلاً تفكر ثم قالت

" لا  "

اومئ برضى لتنهض بإستقامه وقبل ان تخرج من الغرفه قالت

" انا اسفه على كل شيء فعلته او قلته قد آذى مشاعرك "

اغلقت الباب خلفها وسط دهشته منها ومن تصرفها وإتكئت على الباب تغمض عينيها بِحيْره

بعد يومين ، كان الصباح قد حلّ ووضع ويلسون حقائبه في السياره يلتفت الى منزله يترقب خروج لورين ، ربما ستغير رأيها لذا أعطاها فرصه اخيره

لكنها لم تستغل الفرصه ولم تخرج خلفه ، تنهد بتملل واستدار ويفتح باب سيارته ويدخل ، ضغط على المكابح وهو ينظر من مرآة سيارته ، لكنها لم تخرج ...

فقد الأمل وحين اراد الابتعاد صرخت لورين من الخلف

" اريد الذهاب ! "

خرج من السياره يحدق بحقيبتها الورديه مستغرباً يقول

" اشعر بفضول ، مالذي غيّر رأيك يا عنيده ؟ "

اعطته حقيبتها وقالت قبل ان تركب السياره ببرود

" لا شيء خاص ، اشعر بالملل في المنزل "

ضحك وهو يراقب مدى وضوح كذبتها ليدخل السياره بدوره ويقود متوجهاً نحو المطار ...

اثناء تحليق الطائره كانت لورين ترسم خطوط وهميه على النافذه وهي تتجاهل اصطدام الغيوم قربها ، لا تكترث لشيء بتاتاً ... سوى بما تكتبه .. راقب أباها ما تفعله وقال بتملل وهو يتثائب

" ماذا تكتبين ؟ "

اصطنعت الابتسامه تقول وهي تلتفت اليه

" اكتب اسمي   "

لتلتفت مجدداً نحو النافذه وترسم بإصبعها خطوط عشوائية بغيظ طفولي

وصلوا الى إسبانيا ونزلوا في فندق على حساب والدها وكان المكان فخم يصرخ بالثراء ، وضبت لورين أغراضها بتملل

واستحمت لترتدي بعد تجفيفها لشعرها الكيرلي ثوباً من خامة فخمه لونه اخضر زيتيّ يَصل أسفل ركبتيها

ثم ركضت نحو والدها الذي يحدق من النافذه بإعجاب بالمنظر امامه تقول بتدلل وهي تمسك بذراعه

" بوبي .. "

التفت اليها مدهوشاً يقول

" بوبي ؟! ما هذا الاسم الغريب بحق الله يا فتاه "

هزت ذراعه بطفوليه وهي تبرز شفتها السفلى تقول

" بوبي الا يعجبك اسمك الجديد ؟ "

نظر اليها بشكٍّ يقول بعد ابتسامه ساخره

" انتِ تريدين شيئاً .. تكلمي بسرعه "

احاطت ذراعه بين ذراعيها تقول بإستياء طفولي

" ابي العزيز ... اسمح لي بالتنزه قليلاً بهذه المدينة الجذابه والرائعه ارجوك ؟؟ "

هز رأسه رافضاً يقول

" من الأحمق الذي سيدع ابنته تخرج وحدها بهذا البلد الغريب ؟ "

فكرت قليلاً وقالت بمرح

" ارجوك ؟ سأعود بعد نصف ساعه ارجوك ارجوك "

امسك برأسه منزعجاً وقال

" حسناً حسناً ! لكن ان حصل امر طارئ يجب ان تتصلي بي مفهوم ؟! "

احاطت ذراعيها حوله بحماس وهي تقول

" شكراً ابي ! "

وسرعان ما اخذت حقيبةً بيضاء صغيره ووضعتها على كتفها وخرجت مسرعه بحماس وكعبها الاسود يصدر صوتاً مزعج فوق سيراميك الارضيه اللامعة

ما إن خرجت من الفندق لتتنفس الصعداء وهي تدور مغمضة العينين تشعر بالسعادة وهي تشمّ هواء إسبانيا مبتسمه بشكل جميل ..

حتى تعثرت وكادت تسقط لو لم يتمسك بها احد ما ويسحبها نحوه بينما يده اصبحت  خلف ظهرها ويده الاخرى داخل جيبه يحدق فيها بقلق بعيون زرقاء جميله كالبحر ... بينما شعره الاسود الفاحم المرتب يتلالئ تحت ضوء الشمس

فقال باللغه الإسبانية مبتسماً بشكل ساحر بينما كانت هي مستغرقه بالتحديق فيه بذهول شديد

" هل تسيرين اثناء نومكِ ام هي احلام اليقظَه يا آنستي ؟

دفعته بعيداً عنها تقول بنفس لغته لكنها لم تكن جيده جدا باللكنة  وهي ترتب ثوبها ترمقه ببرود

" شكراً على امساكي  ، لكن لا تجرؤ على السخريه مني   "

رفع حاجبه مستغرباً يقول باللغه الإيطالية لكن بلكنه مميزه 

" هل انتِ دائماً بهذا اللؤم ام انتِ حاده بطبعكِ ؟ "

تسآئلت كيف عرف انها إيطالية لكنها لم تكترث كثيراً بل قالت بلغتها الأم حين ايقنت بأنه يتقنها

" هل هو أمر يستحق ان تتفاخر بشأنه يا هذا ؟  "

ليبتسم قائلاً بلغة إسبانية فقط ليغيضها

" فقط لأنكِ جميله سوف أمررها لكِ فقط هذه المره .. "

فقالت ساخره بنفس لغته لكن بتكبر وتعالي فقط كي تردّ الصاع صاعين

" لن تكون هناك مرة ثانيه .. "

ضحك بشكل فاتن جداً لكنها رمقته ببرود وهي تمسح على شعرها وتقول بالإيطالية بينما تتجاهله مبتعده

" لدي أمور اهم من الحديث معك ، وداعاً "

راقبها وهي تبتعد وجسدها الرشيق يتبختر بين الإمكان تنظر حولها بذهول تبتسم ، ووضع يديه بجيوبه يقول ضاحكاً

" اين تعلمت اللغة الإسبانية؟ لكنتها مضحكه ..."

كانت لورين تتمشى مذهوله من روعة المكان ، حدائق نضره ، نمط المنازل لطيف ، الطاعم والمحلات ، حتى الطرق تبدو باهرة ، كل شيء جميل خاصةً الطعام ، دخلت المطعم وطلبت الطعام باللغه الإسبانية الركيكة ، لم يفهمها النادل وبدى متوتراً ، لم تستطع التعبير وقول الجمله الإسبانية، فهي لم تتقنها جيداً،مجرد تعليم سريع من قِبَل أدريان حين كانا صغار

" نريد طبقين من الباستا الإيطالي رجاءً "

صوت رجولي من خلفها لكن بلغة إسبانية متقنه ، التفتت خلفها لتجد الرجل الذي قابلته قبل دقائق يبتسم لها وهو يرفع يده محيي

" مرحباً مجدداً ايتها الاميره النائمه .. اقصد النصف نائمه "

قلّبت عينيها بسخريه تقول

" انا لا اريد مترجم ، شكراً استطيع تدبر أموري بدون مساعدة من غريب  "

ارادت الجلوس على المقعد قربها لكنه سبقها وهو يضع يده فوق الطاوله وساق فوق ساق يبتسم لها قائلاً

" انا لا أتبعك ، اتيت للتنزه فأنا إيطالي أيضاً وأتيت للإستمتاع مثلك تماماً "

ضربت يدها على الطاوله امامه تقول ببرود

" استمتع وحدك ، وطريقتك هذه للتودد الى فتاه ، مبتذله جداً "

ظل يبتسم لها بينما هي تنظر اليه ببرود ثم تنهدت بتملل تقول

" رجاءً لا تلحق بي  "

خرجت من المطعم بغيض بينما هو يبتسم شارداً  بالتفكير ، لينهض ويلحق بها يراقب ما تفعله فقط ولم يتدخل ، بل اختار المراقبه فقط فهو بدأ يميل الى نوع الفتاه البارده  بسببها ، هو يشعر بالملل ، وهي ممتعه ، ولا ضرر من المراقبه قليلاً

" دانييل أيها اللعوب من تحاول التودد اليها هذه المره  ؟  "

احد ما ضرب على كتف دانييل وهو يقول تلك الكلمات المرحه لكن الساخره ، التفت دانييل وهو يقول بغيض طفولي

" أدريان مالخطب في طريقة توددي للنساء ؟ كيف لتلك المرأه ان تتجاهل جمالي بهذا البرود وكأنني خشبةٌ باليه تقف امامها ؟ "

قال أدريان ضاحكاً والذي كان مشغولاً وهو ينظر الى هاتفه الذي لا يكف عن الرنين بينما يرتدي ملابس رسميه بيضاء مخططه اطرافها بالاسود ، بينما حذائيه طرفها الأمامي اسود والجزء الباقي بياض في بياض

" اين هي تلك المرأه ؟ "

اشار دانييل نحو لورين التي قد اخذت للتو وروداً مهداةٌ من طفله صغيره تبيع الورود لتتوسع عينيْ أدريان بصدمه ثم قال وهو يجيب عن اتصال والدته ويدير ظهره بسرعه يمسح على شعره الاسود بإرتباك

"  أُمّاه .. مالأمر ؟ ... حسناً انا قادم "

أغلق السماعه وتنحنح وهو يقول لدانييل بجديّه

" كف عن العبث في الاّرجاء وقم بما طلبته منك هيا ! "

استغرب دانييل من تصرف أدريان الجدي المفاجئ ليلتفت نحو لورين بتأفف مستاءً ثم قام باللحاق بأدريان وهو يضع ذراعه فوق كتف أدريان فجأه وهو يقول

" اخبرني سر جاذبيتك ؟ ربما استطعت فيها جعل النساء اجمع تحت سيطرتي "

ابعد أدريان ذراع دانييل عنه يقول بإنزعاج

" كف عن التصرف كــلوكاس  .. عد إدراجك وقم بما طلبته منك أيها الفتى الاحمق "

برزت شفتي دانييل بانزعاج وهو يقول

" للتو كنت تضحك ماذا حصل لتنزعج ؟ "

تنهد أدريان بتعب ثم صمت وهو يحدق بالمشاه امامه ، بعدها التفت نحو دانييل يقول بغموض

" انا منزعج ومستاء أفهمت ؟! والآن ارحل أيها الألم الاحمق هيا "

ذهب أدريان يمشي برجوله فاضحه ودخل سيارة  الاجره التي توقفت رهن إشارته ليقف دانييل يفكر ملياً بكلمات أدريان فجأه توصل الى أجابه وهو يقول مصدوماً

" هل يعقل انه يغار علي من تلك المرأه لأني مهتم بها  ؟ يالألم مالذي علي فعله .. قلبي لن يتحمل رفض شاب مسكين مثله .. مصيبه "

عاد دانييل ادراجه بضجر ليصعد الفندق ويطرق باب السيد ويلسون ، فتح السيد ويلسون الباب وهو قد انهى للتو استحمامه يقول مستغرباً

" أهلاً ، ماذا تريد أيها الشاب اليافع في هذا الوقت المبكر من الصباح "

مد دانييل شيئاً امام عينيْ ويلسون يقول مبتسماً بلباقه

" انها دعوة حضور الحفل السنوي الليله ، لقد طلب مني أدريان .. اقصد السيد أدريان سانتوريني ان أسلمها شخصياً لك "

اخذ ويلسون البطاقه يبتسم بدوره يقول

" اين البطاقه الاخرى ؟ "

استغرب دانييل هو يمسح على انفه قائلاً

" لقد أعطاني واحده فقط "

انزعج السيد ويلسون قائلاً وهو يعيد البطاقه الى دانييل

" أعِدها للسيد أدريان سانتوريني وقل بالنيابه عني بأنني لن احضر الحفل بدون ابنتي لورين ، وان كان لا يملك الشجاعه لرؤيتها بعدما حصل بينهما ، هي ليست مشكلتي بل مشكلته هو ، فأنا لن اترك لورين وحدها "

فسر دانييل الامر بطريقته الملتويه وضحك قائلاً بينما يستعيد البطاقه بكل لباقة

" اعدك باني سوف اوصل له الكلام حرفاً حرفاً "

أغلق السيد ويلسون الباب بغيض ليضحك دانييل وهو يقول مع نفسه

" عشيقته ربما ؟ بالطبع عشيقته ، - بعدما فعل اذن - .. اذكر بأن ادريان كان يتحدث عن طفله صغيره احبَّها كثيراً حين كان في ايطاليا ، هل يعقل بأنها هي لورين ابنة هذا الرجل الغاضب ؟ "

دخل أدريان منزله وهو يتنهد ليصرخ لوسيان وهو ينزل من احضان الخادمه سيزين

" بوبي اين كنت ؟  "

أحاط خصر أدريان بذراعيه وهو يحدق فيه بشوق بعيون بريئه ينظر فوق بسبب طوله ، لكن أباه اكتفى بالمسح فوق شعره وهو شارد فإبتسم بتصنع وهو يبعد ذراعي لوسيان عنه قائلاً

" بوبي متعبٌ قليلاً "

صعد السلالم بينما يحدق لوسيان فيه بإستياء

فإرتجفت سيزين خوفاً على أدريان الذي تعثّر وهو يصعد السلالم فلم ينتبه الى مكان موطئ قدمه فقد كان شارداً في التفكير  لتهرع نحوه تمسك بذراعه قائله بقلق

" سيدي الصغير هل انت بخير ؟! "

اومئ لها أدريان وهو يرغم نفسه على الابتسامه ليطمئنها فلحق به لوسيان وهو يمسك بذراع والده بعجز يقول وهو يحاول مساعدته على النهوض

" بوبي لقد قلت انك متعب  "

نهض أدريان منزعجاً، من تصرفهم المبالغ فيه ، كانت والدة أدريان تقف اعلى السلالم وهي تراقب ما يحصل ، عبست بضيق وكأنها قد توصلت الى امر ما لتدير ظهرها وتعود الى غرفتها

كاد ادريان ان يدخل غرفته لكنه تذكر امر اتصال والدته به ليتوجه نحو غرفتها ويطرق الباب بأدب ، فتحت له الباب بتجهم فقال وهو يضم وجهها بين يديه الدافئه قائلاً بإهتمام

" لما اميرةَ عرشي عابسه اليوم ؟ "

زفرت بضيق وهي تقول

" لوكاس لا يرد على اتصالاتي ، اردت منه أخذي للمتجر ، لكنه لم يعد حتى الان ، ذلك الطفل لن يبلغ أبداً ، لا زال لعوباً لا يهمه سوى النساء ويهمل والدته المريضه " 

امسك بكلتا يديها بين قبضتيه يقول باسماً

" انا هنا ، سيتم تلبية جميع مطالبكِ "

ضحكت تمسح على شعره وهي تقول

" طفلي لا تزال نبيلاً حتى بعد ان رفضتك تلك الفتاة اللئيمة .. لم اتوقع انها لم تبادلك نفس المشاعر .. انا اعتب عليها حقاً "

تراجع الى الخلف وتبددت ابتسامته يقول بهدوء

" أُمّاه ، لا اريد التحدث عن لورين ، ارجوكِ "

عبست وهي تقول بينما تضم يديها ببعض

" حسناً إذن ، لنتحدث بشأن تلك المرأه ، ريمي ، لما تهتم بشأنها كثيراً ومن اين احضرتها ؟   "

اقترب منها وقبّل جبينها مغمضاً العينين يقول بعدها بلطف

" أُمّاه ، ارجوكِ دعينا من هذه المواضيع المزعجه ، لنذهب الى المتجر هيا "

اومئت له برضى والتقطت حقيبتها وأمسكت بذراع ابنها لينزلا السلالم وصولاً الى السياره ، فتح لها الباب لتدخل وعاد الى مقعده وابتعد متوجهاً الى المتجر .

كانت لورين قد ركبت سيارة الاجره تقول وهي تحمل ورودها الحمراء بين يديها الأنوثيه تقول بسعاده الإسبانية

" سيدي هل تتحدث الإسبانية ؟ "

اومئ لها لتكمل بحماس وهي تقول

" هل تريد سماع امنيتي ؟ "

ابتسم وقال باللغة الإيطالية

" لن اخسر شيء ، تحدثي يا انسه "

" حين كنت صغيره اردت ان اصبح بائعة ورد ، وبما اني هنا في إسبانيا واحمل الكثير من الورود هل ستحقق امنيتي السخيفه يا سيدي ؟ "

ابتسم لها وقال

" هل تريدين توزيع الورود على اصحاب السيارات في وقت الازدحام ؟ انا لا انصحكِ يا انسه سوف ينفجرون غضباً بسبب الانتظار "

فقالت باستياء

" انا حقاً اريد بيع الورد "

زفر بتملل وقال

" حسناً سأحقق أمنيتك "

حين وصلت سيارة الاجره الى الازدحام الشديد اختارت لورين النزول حالاً وهي تحمل الورود بين ذراعيها بينما السائق يحاول ايقافها لكنها كانت أعند منه لذا اكتفى بالانتظاره حتى تنتهي من تحقيق أمنيتها

وقفت أمام سيارة فاخره وكان السائق رجلاً يحمل تعابير التكبر الواضح ، طرقت الزجاج وهي تحمل وردةً امامه تنتظر ان يفتح لكنه تجاهل وجودها ، وحين فقدت الأمل التفت هو بفضول وحين وجد انها جميله فتح نافذة السياره يستوقفها قائلاً

" انتظري ! سأشتريها الورود كلها "

نظرت اليه بتملل تقول

" لا يسمح لك ، خذ واحده فقط "

ضحك بسخريه مستغرباً لكنه اعطاها المال وأخذ الورده ، شعرت بالسعادة الشديده فهي لم تكترث للمال بل لانه المال الوحيد الذي استطاعت جنيه بمفردها وبجهدّها الوحيد ..

طرقت نافذةً سيتوجب اخرى وهي تحمل وردةً اخرى وعلى محياها ابتسامةٌ فاتنه

فُتِحَت النافذه فإلتفت أدريان لها ينظر بملل واضح ، لتلتحم عيناهما وتسقط الورود من يديّٓ لورين بعد ان شهقت وهي تضع يديها على فمها

خرج أدريان من السياره بينما لا زالت لورين متسمره مكانها ، فالتقط الورود بيد ، واليد الاخرى ممسكه بطرف قميصه بحركه رجوليه وقد ركع امامها حيث كانت  ورودها مرميه بجانبها ..

استقام يسلّم الورود نحوها وهو يقف امامها قائلاً بهدوء بينما هي تقابله بملامح مرعوبة ومصدومه من رؤيته

" انتبهي على ورودكِ يا آنسه "

لم تتحرك ساكنه ، لذا امسك بيدها ووضع الورود بين يديها الاثنتان يبتسم بنباله ثم ادار ظهره وعاد الى السياره ، عاد ضوء الإشارة اخضر وَقّاد بالسيارة بعيداً لتسأله والدته مستغربه

" ماذا حصل لتخرج بشكل مفاجئ من السياره "

فقال بينما كان منشغلاً بقيادة السياره

" بائعة ورود أسقطت ورودها فساعدتها على إلتقاطها فحسب "

فإلتفتت خلفها لتجد ان لورين قد أدارت ظهرها مسبقاً وهي تمشي نحو سيارة الاجره ، عادت الى السياره واكتفت بالصمت  تحدق بالورود مصدومه

فقال السائق مستغرباً

" لم تبيعي سوى وردةً واحده ، ماذا جرى يا انسه ؟ "

فتحت لورين نافذة السياره بينما كان السائق يقود لترمي الورود على قارعة الطريق ببرود فقال مدهوشاً

" آنستي لماذا ؟! "

فصرخت بعجله فجأه مما جعله يتوتر ويوقف السياره

"  اريد النزول هنا ! "

توقفت السياره لتعطيه المال  وهي تمشي بطريق مجهول حانقه تتحدث مع نفسها

" تصرف وكأنه لا يعرفني ، لوهله ظننت اننا حقاً غرباء وان ذكرياتي معه كانت مجرد أحاديث نفس واحلام "

عادت الى الفندق ودخلت المنزل بضجر وهي تستلقي على الأريكة لمحت بطاقتين دعوة لحضور حفل سنوي

قامت بقراءة المكتوب بالدعوة بتركيز

" دعوة حضور الانسه لورين ويلسون للحفل المقام في تقاطع تسعه الساعه الثامنه مساءً ويمنع منعاً باتاً دخول الصحافيين "

اغمضت عينيها بعصبيه تهمس

" انت تعرف من انا ، لورين ويلسون ، جيد ، ظننت ان ذاكرتك قد تضررت سيد سانتوريني "

عاد السيد ويلسون من المطبخ وهو يقول

" هل رأيتي الدعوه ؟ لكنك لم تري ما ارسله لكِ السيد أدريان خصيصاً لأجلك "

رفعت حاجبها بسخريه تقول

" هذا غريب ، أولاً يرسل لي دعوة حضور حفل واشياء اخرى وثم يتظاهر بعدم معرفتي "

تجاهل ما قالت وتحدث قبل ان يخرج من الشقه   

" ستجدين ما احضر السيد أدريان لأجلك في غرفتك ، انا ذاهب لزيارة مكان ما ، لن أتأخر "

نهضت بتضجر وهي تعبث بخصلة شعرها البندقيه لتدخل غرفتها وتتفاجئ بما امامها فوق سريرها الابيض ،  ثوب سهره فحمي اللون طويل يصل طوله الى نحرها ، ومفتوح من الجانب الأيمن يبرز نصف ساقها وبجانبه فرو طبيعي رمادي اللون لتضعه حول رقبتها وزوج من الكعب  اسود لامع منقط بكريات ملونه صغيره ، وأخيراً قناع مزخرف  يميل الى اللون الثلجي وفوقه معلق ريش اسود

لمست القناع الثلجي بأناملها وقد نال إعجابها لتقول مستغربه

" هل هو حفل تنكري ام حفل سنوي ؟ قناع .. هل سنلبس جميعنا أقنعه ؟ "

قاربت الساعه ان تصبح الثامنه وقد تجهز السيد ويلسون مسبقاً اما بالنسبة للورين لا زالت في غرفتها تتزين فقال متضجراً

" مالذي يطيل غيابك ؟ هيا سنتأخر "

خرجت لورين وقد لبست ثوب السهره الذي ارسله لها
وايضاً القناع الثلجي ذو الريش الاسود كان في  يدها ويدها الاخرى ممسكه بحقيبتها البيضاء ،  ايضاً قد لبست الفرو لتبدو اكثر هيبة وفخامه ، اما بالنسبة لشعرها البندقي فقد رفعته بطريقة كلاسيكية  ، فبالسابق كان شعرها يغطي ملامحها الفاتنه اما الان كل شيء واضح ، نحافة وجنتيها وانفها الصغير ، عيناها الجذابه ، وشفتيها الورديتين ، وطولها المناسب ، بدت في غاية الجمال لدرجة تاثر ويلسون وهو يقول

" ابنتي جميلةٌ جداً  "

أمسكت بذراعه تقول بإبتسامه لطيفه

" ابي ، فالنذهب هيا ليس لدينا وقت للدموع "

وصلو امام القاعة الخاصه بالحفل ، وكان صخب الحضور واضح ، الجميع يبدون في كامل اناقتهم ، لا سيما النساء الفاحشات الثراء بالالماسات التي يضعنها على نحورهن ، مما جعل لورين تتذكر بأنها لم تلبس اي قلادة تزين نحرها

مشت خلف والدها بأدب و العيون تلاحق سحرها ، بينما كانت تلبس القناع كباقي الحضور بإقناعهم المتنوعة والغريبة ، تتمسك بذراع والدها متجاهله تعليقات الإعجاب نحوها ولا تكترث سوى لرؤية أدريان وهو يلبس قناع !

انشغل والدها بالحديث مع احد عملائه المهمين فشعرت لورين بالملل وهي تقف دون فائده تذكر ... تنظر حولها ، يتحدثون خلف أقنعتهم ويضحكون ، فقالت بينها وبين نفسها بسخريه

" الا تكفي أقنعتهم البشرية ؟ لما يلبسون فوق أقنعتهم أقنعه اخرى ؟ "

وقف رجل بجانبها يلبس قناع اسود ساده ويرتدي معطفاً اسود فوق قميص بربطة عنق كالوردة  وسروال فحمي حريري وبدى جذاب بشكل مثير يجعل النساء يتسائلن عن اذا ما كان وجهه ايضاً جميل كجسده الرياضي وكتفيه العريضين

نظرت لورين بفضول اليه وكان يقف قربها بشكل كبير وأطول منها قليلاً ، امالت رأسها نحوه بتعجب تقول له

" هل تريد قول شيء ما لي ؟ "

التفت اليها الرجل صاحب القناع الاسود يحدق فيها طويلاً ، حتى شعرت بانه سيخترق جسدها بنظراته فقالت منزعجه

" لما تنظر الي بهذا الشكل ؟ هل تظن انني شخص تعرفه ؟ "

فاجئها بأنامله التي أمسكت بطرف قناعها الثلجي ينوي رؤية وجهها وهو يقف امامها مباشرةً ، يحاصر عينيها بخاصتيه العميقه

ابتلعت ريقها بخوف منه لسبب غامض وأبعدت يده عن قناعها تقول بغيض

" انا اتيت مع والدي فقط ، لذا انا لا أعرفك كف عن إزعاجي " 

وضع يديه بجيوب سرواله وابتسم بشكل مريب لها وادار ظهره يمشي بعيدا عنها

متوجهاً نحو طاولته التي كانت تجلس عليها امرأة بثوب احمر وطويل يكشف ظهرها من الخلف وترتدي قناعاً مزخرف لونه قرمزي ، ظلت لورين تحدق فيهم بعناية مستغربه من مدى غموض هذا الرجل

كانت صاحبة الثوب الأحمر تحيط رقبته بذراعها وبدت كأنها يتمازحه لكنه اكتفى بالإبتسامه الفاتنه وهو يحاول ابعاد ذراعها عنه

شعرت لورين بفضول كبير ، لكنها اختارت تجاهل أمره وهي تتمشى بالقاعه ، حتى اقترب منها رجل يلبس قناع ذئب وبدى قناعه مخيفاً بالنسبة للورين اذ انها تراجعت للخلف بحذر تقول

" ماذا تريد ؟ "

مد الرجل يده يبتسم قائلاً

" ستبدأ الموسيقى بعد قليل ، هل لي ان اسرق الرقصة الاولى منكِ ؟ "

فقالت وهي تبحث عن الموسيقى التي يتكلم عنها

" .. من سيعزف لنا طوال الامسيه ؟ "

" صاحب الحفل سيعزف للرقصة الاولى فقط ، اما باقي الامسيه يعزفها العازفون المستأجرين لباقي هذه الليله ، ما رأيك آنستي ؟ "

تضاعفت دقات قلبها ما ان ايقنت بان أدريان هو صاحب الحفل ، وهو من سيعزف لرقصتها مع رجل اخر ، هل يعقل ان تفعل هذا به ؟ لكنه تجاهلها هذا الصباح وكأنها نكره ، يجب ان تعاقبه كما فعل معها

وقف الراقصون وسط ارضية القاعه ممسكين بأيدي السيدات ، يحدِّقون ببعض ، سوى لورين التي كانت تضع يدها اليمنى فوق كتف الرجل الذئب ، ويدها الاخرى ممسكه بيده تبحث بعينيها عن أدريان الذي سيعزف بعد قليل 

حتى ظهر رجل يقف فوق المسرح و قربه البيانو ليصفق الحميع ما ان أقبل ، يرتدي قناع اسود كقناع زورو ، ويرتدي بدلة سهره رسميه فاخره برزت رشاقة جسده ، يقف بلباقه وهو يبتسم منتظراً ان يتوقف التصفيق

بينما لورين قد دُهشت حينما كانت متسمره مكانها تقول بينها وبين نفسها ولا زالت مصدومه

" انه هو الرجل المريب الذي وقف بجانبي وكاد ان يخلع قناعي أدريان سانتوريني "

سقطت عيناه عليها لتتسمر مكانها ، هي لم تعرف هل حقاً كان ينظر اليها ام لا ، لكنها متأكده بأن  عيناه كانت خاليه من الحب

على عكس عزفه الجياش بالمشاعر ، لم تدرك بان الرقص قد بدأ ، ليجبرها الرجل على التحرك وهو مستغرب من جمودها في مكانها ، لكنها ليّنت اطرافها وهي تحاول التماشي مع عزف أدريان الذي يجلب لها غصة البكاء رغماً عنها ..

طوال الرقصة كانت تنظر الى ظهر أدريان المألوف ، انه ظهره الدافئ الذي تحمّل ثقل جسدها الصغير حين كانت تتكئ فوقه ، وكان يحملها فوق ظهره كي تتوقف عن البكاء ، انه ظهره الدافئ نفسه

توقف الحميع عن الرقص ما ان توقف أدريان عن العزف فجأه ، لم يضع لمعزوفته خاتمه ، بل توقف في المنتصف وهو يقف فجأه ويشير الى العازفين البدأ بالعزف بدلاً منه ، صفق الجميع له رغم هذا لكن لورين لا زالت تنظر الى ظهره وهو يبتعد عنها ، لتبتعد عن الرجل وتلحق بأدريان داخل الكواليس ، فامسكت بذراعه واستوقفته قائله برجاء

" ادريان انتظر لحظه ! "

لم يستدر لها بل نفض ذراعه من بين يديها واوشكت على التعثر تراقبه يبتعد دون ان يلتفت نحوها ، لاحظت سقوط قناعه خلفه لتنهض وتأخذه بينما وهي تراقبه يدخل دورة  مياه الرجال

انتظرت خروجه وقتاً طويلاً فقط كي تعيد قناعه له ، لكنه لم يخرج بعد ، سمعت أصوات رجال وهم يخرجون من دورة المياه  فلمحها احدهم وقال ضاحكاً

" هل كنتِ تنتظرينني يا جميله ؟ "

تجاهلته وهي تشيح بعيناها بعيداً ، تضم قناع ادريان بين ذراعيها وتهمس لنفسها بأن أدريان سيخرج في اية لحظه ولا داعٍ للخوف

امسك بمعصمها ينادي صديقه بينما هي تحاول بعجز ابعاد قبضته عنها

" يا رجل انها خجوله "

فقالت لورين وهي ترتجف بخوف لكنها تتمالك نفسها لتقف فقط

" انا لم اكن انتظرك انت ! "

فتح أدريان الباب ينظر اليهم ببرود فحاولت لورين ابعاد قبضة الرجل عن معصمها وهي تبتسم بأريحيه ما إن رأته يقف بينهما

لكنه دفع الرجل عن طريقه بيد واحده يقول بصوته الهادئ المهيب

" انت تقف في طريقي  "

انزعج الرجل قائلاً

" ما خطبك يا رجل ؟ "

اعتصر أدريان قبضته وما إن رفعها ليلكم الرجل امسكت بها لورين بكلتا يديها تضمها بين ذراعيها قائله بخوف وهي تغمض عينيها

" لا تضربه .. ستؤذي نفسك إن ضربته "

فنظر أدريان الى الرجل الذي يحدق بلورين التي لا زالت تضم يده مستغرباً من تصرفها فقال له أدريان  

" لقد كانت تنتظرني .. "

نفث الرجل ساخراً ويقول

" اذن لما كانت تنظر الي بإعجاب في غيابك ؟ "

شهقت لورين من كذبته السوداء ليلتفت اليها أدريان يقول مبتسماً بشكل لطيف اشتاقت لرؤية تلك الابتسامه التي مر عليها كالدهر بالنسبة لها

" انها عمياء امام اي رجل سواي "

تألم قلب لورين ، لأنها تدرك بانه على يقين بانه يكذب .. ليمسك بيدها ويقول للرجل بجديّه

" أحذرك ، لقد عبثت مع امرأةُ رجل لا ينبغي عليك العبث معه ، لذا لا تلمس امرأتي مجدداً "

ليسحب لورين خلفه ، خرج من القاعه وصولاً الى الساحه الخارجية ، وحينها تماماً ، أفلت يدها من بين أنامله يقف امامها يتنفس بضيق وهو يضم ذراعيها ببعض

قالت بعتاب وهي ترمقه بحزن

" لماذا تجاهلتني هذا الصباح ها ؟ تريد الاعتراف بي متى ما اردت وتجاهلي متى احببت ؟ "

اقترب منها وقام بهز كتفيها بقوه قائلاً

" ما كان ينبغي عليكِ المجيء لورين ما كان يبنغي هذا ! "

دفعته بعيداً وهي تصرخ بإستياء

" كف عن معاملتي بهذه الطريقه ! اتيت اليك سريعا،ومن شدة اشتياقي لك .. لا استحق هذه المعامله منك  "

نزع عنها قناعها و رماه أرضاً وسط تحديقها الحزين يقول ببرود

"  انتِ لا تحبينني لماذا لازلتِ متمسّكه بي بعناد !  "

وضعت القناع على وجهه وربطته له تقول مبتسمه بدفء وسط استغرابه

" تبدو مثل زورو تماماً "

ابتعد بضع خطوات عنها وظل صامتاً بغيض

صمتت قليلاً وهي تحدق في صفحة السماء المليئة بالنجوم المضيئة ، وهو يحدق فيها مشتاق كثيراً لكن لا يستطيع قولها لها ، فقط لا يستطيع سوى التحديق فيها كعادته

اقتربت بعض خطوات منه بلطف ودفء اليه ، لتمد يدها وتعانق وجنته تقول

" لا أعلم .. كل ما اعرفه انني لا استطيع تحمّل فراقك "

فقال وقد انصاع لمشاعره

" من الوحيد داخل قلبكِ ؟ من المحظوظ  لورينزو ؟  "

اغمضت عينيها لا تستطيع قول شيء ، ليرن هاتفها فجأه وإذ بالمتصل كان هاري حقاً،لم تجب على اتصاله وبدت مرعوبة لوهله ، مما اثار استغراب ادريان ليمسك هاتفها ويرى ان المتصل كان المحظوظ  والوحيد داخل قلبها ..

ابتسم بسخريه وأجاب عن الاتصال قائلاً وهو ينظر اليها

" أهلاً هارولد ، لورينزو مشغولة الان فهي نائمه بين ذراعاي بسلام ،اتصل لاحقاً فهي حالياً لا تستطيع الرد على اتصالك ، وداعاً أيها الحقير "

ليقطع الاتصال ويرمي الهاتف عليها عائداً للحفل بعد ان قال الكلمات التي جعلت دموع لورين تتساقط كالمطر مصدومه

____________

البارت اطول بارت بالوتباد كلللله
😂😂😂😂


رمضان مبارك يا حبيبيني انتوا ، استغلوه بالطاعه والعبادة مو تقرون رواياتي طول الوقت ، خصصوا وقت لقراءة القران مفهوم ؟

رايكم بالبارت تفلسفوا ؟

موقف يقهر ؟

موقف يحزن

موقف لطيف

موقف مفضل

مساحه لله

مع السلامه ورمضان مبارك 🌙✨✨

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro