عاصفه ثلجيه |٥|
البارت طويل عشان كذا ابي التعليقات تشرح النفس بجمالها وروعتها
+ ترى عيون لورين زرقاء بس لو لاحظتوا اني ذكرت رمادي او بنفسجي ترى هذا ما عدلته ونسيته سهواً
________
" لقد وقعٓت بحبي حين كنّا في احد حفلات العمل التي كان ينظمها أدريان في منزله وكان في ذلك اليوم مشغولاً بالحديث مع احد زملائه في العمل .. قررت بعد ان دفنت شعور تأنيب الضمير بأنني اخون صديقي وبدأت اواعدها بالسر .. "
اراد ان يكون صادقاً مع لورين حتى لو أدى هذا لهجرّها له فهو واثق بأنها لن تتركه وستعود مجدداً كالعادة
وأكمل بعد ان استجمع شجاعته علماً بان لورين كانت تحدق به ببرود تام وهذا ما أخافه
" كلّما ذهب الى العمل تسللت الى منزله .. ندردش تارةً وتارةً تخبرني هي عن ادريان .. كانت تقول بأنه لا يملك الوقت لها .. كان دائم الإنشغال وهي كانت إمرأةً وحيده في منزل كبير ، تشعر بأن زوجها يخونها مع العمل .. كانت تقول لي بأنها تغار من عمله .. وأن أدريان قد تسبب بدفن الحب الذي كانت تكنّه له .. "
أعاد خصلات شعره التي تسللت فوق جبينه وقال
" كانت تغضب لأنه كان محترماً معها ورسمي اغلب الأوقات .. لكنه وبطريقةٍ ما كان يضع جدار غير مرئي بينهما .. وحين رأتني دائم التسكع مع أدريان أُعجبت بي وأخبرتني بالأمر ، بالبداية كنت امقتها لأنها تنوي خيانة صديقي لكنني وقعت بشراك جاذبيتها وبدأت أتسلل الى منزلها كلما غادر الى عمله ، حتى أتى اليوم الذي عاد به مبكراً على غير العادة واستمع لحديثنا"
تنحنح بصعوبه ونظر الى لورين التي قالت بلهجة نشرت الرعب في قلبه فعلم انها غاضبه
" ماذا كانت ردة فعله ؟ "
شعر بالأسى وهو يقول
" لم يفعل شيئاً سوى التراجع بهدوء حين رأى كيف كنا نضحك ونتغازل وإغلق الباب ولم يعد الى منزله بعد تلك الليله مطلقاً ، وبهذا تطلّقا وأخذ وصاية إبنه الصغير الذي كان يبلغ فقط سنتان .. "
لم تفعل لورين شيء فقد كانت عالمه بأن هاري لم يخرج ما فيه جعبته ليكمل
" لم يتحدث معي حتى ركعت امامه وقلت له بأنني قطعت علاقتي معها ، وكان ادريان طيباً خلوق كفاية، ليغفر لي ، رغم انه اخذ أسابيع لم يستطع ان ينظر الى وجهي او يتحدث معي "
ظل يخبرها وظلت هي تحدق به بهدوء
" وكان صديقي من النوع الهادئ حتى حين يغضب فقد كان يتحدث معي برسمية ، وحين يتحدث معي برسمية ولباقة حينها اكتشف بأنه غاضب جداً .. رغم انه بدأ ينظر الي ويعود الى سابق عهده كأدريان الذي اعرفه لكنني لا ازال اشعر بالخطر بأن يفعل تماماً ما فعلتُ انا به قبل سنتين "
صمت فقالت بصوت هادئ
" هل إنتهيت ؟ "
اومئ لها بصمت و توقّع هاري ان تبكي وتهرب او تظل متسمرةً مكانها من شدة الصدمه
لكنه لم يتوقع ان ..
ان تصفع وجنته بقوه وتصرخ قائله
" أنت لا تشبه العشق أيها السافل ! "
امسك بوجنته المحمرّه بيده يفركها مدهوشاً ينظر الى لورين التي تكاد تنفجر غضباً وعيناها الزرقاء اصبحت بركاناً يهدد بالإنفجار قائله
" ذلك الشاب المسكين لحق بك بالأمس يطلب الغفران منك لأنه لم يدرك ابي ويوقفه .. نظر اليك بملامح إعتذارٍ شديده ! رغم انك فعلت أمراً شنيعاً كهذا معه في الماضي وسبّبت دماراً وتفككاً لعائلته ! وتسمي نفسك صديقاً له ؟! هل تنوي إضحاكي ؟! "
تناسى ألمه بغية معانقة وجنتيها لكنها تراجعت بنفور
" لورين .. رجاءً سامحيني "
نظرت اليه بغيظ وهي تقول
" لستُ الشخص الذي يجب ان تطلب منه السماح .. بل صديقك .. يا إلهي إن شخصيتك تثير غثياني أيها الأناني ! "
وبدت نافره كثيراً فقال بغضب هو الاخر
" هل إنتهيتي من إهانتي ؟ ، ام تريدين ان تكملي ؟ "
" انا غاضبه .. لأنه نبيل انا غاضبه ! لو كان متعجرفاً مثلك لما غضِبت .. لكنه هادئ ونبيل لا ينوي لأحدٍ ضرر .. "
قال وقد شعر بالغيرة رغم خوفه بانه هناك احتمال بانه سيخسرها بعد ان افشى الحقيقه
" هل اصبحتِ الان الى جانبه بسبب خطأ إقترفته في الماضي ؟ "
" ومن انت لتقرر بأن ما حصل في الماضي لن يؤثر على المستقبل ؟ بظنّك ذا فأنت اثبتّ لي بأنك متعجرفٌ غبي "
قال برجاء
" لورين .. حبيبتي "
زفرت ساخطه
" توقف .. إياكٓ ان تجرؤ على قول حبيبتي بعد الآن ! "
" ماذا تقولين انتِ "
" كما سلّمتٓ نفسك لزوجةِ ادريان بوضاعه سأسلّم نفسي له .. "
توسعت عيناه لتقول هي بنفس نبرة الساخطه السابقة
" لكن إختلاف وضعي عن وضعك بأن أدريان ملكي وسيكون خطيبي الليله ، عكسك تماماً فتلك المرأه لم تكن ملكك ولم تكن زوجتك بل زوجة رجل اخر ! والآن .. التاريخ يعيد نفسه ولن يكون أدريان من سيطعن ظهرك .. بل حبيبتك لورين "
إبتلع ريقه بصعوبه وبدى مضطرباً
" لورين .. أعلم انني صديق سيّء لكن رجاءً لا تهجريني ، اخبرتكِ بمخاوفي من نوايا ادريان كي تحذري منه لا مني انا "
قالت بنبرةٍ حانيه قليلاً
" انا لا اهجرك تماماً .. بل انا لا اصدق بأنني احببت رجلاً فظيعاً مثلك .. وكنت أشفق عليكٓ لأنك احببت إمرأه قاسية القلب مثلي لكن .. أعدت حساباتي فأنا من يجب ان تشفق على نفسها لأنني احببت شخصاً مثلك "
ضحك ساخراً
" لا تكوني سخيفه انتِ مهما قلتِ فإنكِ لا تقدرين على تركي فأنا حبيبكِ هاري .. انتِ مجنونةٌ بي "
نظرت الي بأسف وهي تتراجع الى الخلف
" احـبك لكن لسوء حظك انا لم أقع بعشقك ، وبعد ما سمعت قبل قليل لم اعُد متأكده من حبي لك .. اتركني لتتوضح مشاعري الحقيقيه فأنا لا اكاد اصدق نفسي بوقوعي بحب شخص مثلك .. اناني .. طعنت ظهر صديق طفولتك .. يا إلهي لا اعرف كيف تحمّل السيد ادريان النظر الى وجهك بعدما فعلت به .. "
اقترب منها رغم ابتعادها عنه وقال ساخراً غيوراً
" وما شأنكِ به ؟ لقد خُنتُه وكانت غلطةً مني كما انه سامحني ما شأنكِ من كل هذا ؟ هل انتِ متعاطفه معه لدرجة انك مستعده بالتفريط بي ؟ "
قضمت شفتها السفلى وهي تقول وتراقب ملامح وجهه التي اكتفت من هذا الشجار
" قاعدتي هي ان الخائن لا توبة له .. وإن خان المرء مره سيخون مرتين وثلاث ومليون ولن يكل ولن يمل وسيُطبع على جبينه كلمة خائن حتى مماته "
قال مصدوماً منها
" هل تقولين .. "
فقالت ببرودة قارصه
" نعم .. تماماً كما تفكر به .. خُنتٓ صديق طفولتك وستخونني كذلك عاجلاً ام آجلاً .. سامحني لكنني صعبةُ الإرضاء ولا أسامح بسهوله كما أنني إن اصبحت لا اثق بأحد لن اثق به مجدداً .. خاصةً وإن كان خائن "
فإلتفتت مبتعده ليقول بنبرةٍ إكتفت بنبرةٍ مليئه بالحزن والإستياء
" لا تذهبي بهذه الطريقه رجاءً ! "
لم تؤثر كلماته الجياشة بالمشاعر بها لتقول دون النظر الى وجهه
" دعني اذهب كي لا أشتمك اكثر مما فعلتُ سلفاً .. فأنت آخر شخص ارغب برؤيته حالياً "
صرخ غاضباً وهو يراقبها ترحل
" أنتِ لستِ اللا إمرأه مجرّده من المشاعر ! "
سرعان ما ندم على كلماته فشتم وهو يضرب الارض بقدمه
" تباً ! "
______
قالت لينا التي كانت تقف بجانب النافذة وكان الثلج يتساقط بشكل ساكن وخفيف امام لورين المستلقية على سريرها تحدق بالفراغ وهي ترتدي ملابس نوم شفافة بيضاء حريرية .
" اوه تباً ، لم اتوقع ان يكون هاري شخصاً .. لا استطيع إيجاد كلمه مناسِبه "
نهضت على عقبيها تقول ببرود
" اي جمله ؟ وضيع ؟ سافل ؟ ام خائن ؟ ام كل ما سبق ؟ إذا كان الخيار الرابع فأنا أوافقك "
قالت لينا مدهوشه وهي تمسك رأسها
" ياللهول لورين إن من نتحدث عنه هو حبيبك "
فأعطتها لورين إحدى تعابير وجهها القاسية المعتادة
" ماذا إذن ؟ أتغاضى عن أخطائه فقط لأنني احبه ؟ هل هذا هو الحب برأيك ؟ ان تعاملي من تُحبين وكأنه ملاك ؟ إذا كان هذا هو ما يعنيه الحب فتباً له فأنا أعتباراً من اليوم سأعتزل تلك السخافة التي تسمى الحب "
رغم برود كلمات لورين لكن لينا لاحظت شيئاً إيجابياً فيه وهي تقول بحنيّه
" انتِ عادله لورين .. هذه صفةٌ حسنه كما تعلمين .. وكلّما بدأتِ بإنتقاد شخصيتكِ تذكري بأن لكِ صفةُ العدل فهي نادره "
قالت لورين ساخره بينما جلست لينا بجانبها
" اه صحيح .. الصفه الوحيدة الحسنة بي .. "
فسقطت على السرير مجدداً تتلاعب بخصلات شعرها البندقي تقول
" لم تتضح لي صحة كلام جدتي إللا بعد ان اخبرني ذلك الاحمق بخيانته للسيد ادريان .. فكما قالت إنه لشاب نبيل وخلوق لأنه سامح صديقه ولم يتصرف بغضب تجاه هاري او تجاه زوجته السابقة .. كان هادئاً وإستطاع التحكم بمشاعره وغضبه وحزنه على فعلة هاري"
كَبُر أدريان في عينا لينا وهي تقول بإبتسامة مشرقه كعادتها
" كما انه محترمٌ جداً ولبق ووسيم .. كم انتِ محظوظه يا لورين .."
رمقتها لورين بهدوء فجعلتها ترتبك لتقول بصوت جليدي
" انا والسيد ادريان لا ولن يجمعنا شيء .. إذا اتضح و كان حبّي لهاري وهمي فأنا لن أقع بالحب مجدداً .. فلن أستفيد سوى الألم الساحق كما فعل بي هاري .. ظننت انني اعرفه لكني كنت مخطئه لينا "
لانت تعابير وجه لورين وهي تقول بإستياء
" لما لا استطيع إيجاد رجل يشبه العشق ؟ .. "
" ستجدين يا لورين .. فقط أعطي السيد ادريان فرصه وانا واثقه بأنه سيكون هو العشق نفسه "
" توقفي عن مدحه لينا .. فأنا متأكده بأن هناك شيء ما يخفيه خلف تلك الشخصيه المثاليه .. ومحالٌ ان يشبه العشق .. لن انخدع بجاذبية هدوئه و رُقيِّه "
" لما لا تؤكدي شكوكك ؟ "
" وهل تظنين بأنه سيظهر حقيقته امامي بسهوله ؟ "
" تعرّفي عليه جيداً .. "
أغمضت عيناها وهي تقول
" مشاعري متبعثرة .. ما بين نفور وحب أكنه لهاري "
حل الصمت قليلاً لتقول لينا بلطف
" لورين .. هل تعشقين هاري ؟ "
صمتت لورين لثواني فقالت اخيراً
" احبه .. لكنني لا اعشقه "
" وهل يجب عليكِ ان تعشقي الرجل بدلاً من حبه ؟ "
رفعت لورين يدها للفراغ تهمس
" الحب والعشق يختلفان .. ليسا متشابهان .. العشق كما لو انه شتاء تحوّل للربيع .. بينما الحب كشتاءٍ جميل "
فعقدت لينا حاجبيها تقول
" إذن ، ستتركين هاري ؟ "
لم تجب لورين ، بل تذكرت اخر جمله نعتها بها هاري بأنها خالية من المشاعر لتقول على مضض
" إنه الخيار الأفضل .. لطالما كنتُ سيئةً معه ، برود مشاعري آلمه .. سئمت إحباطه "
زفرت لينا وقالت بنبرة انزعاج
" أود القول يا لورين .. بأنكِ مخطئه تماماً .. "
" ماذا تعنين ؟ "
" يجب ان تسامحي نفسكِ أولاً .. يجب ان تعشقي نفسكِ أولاً لكي تعشقي غيرك "
" وما دخل هاري بالأمر ؟ "
ضربت كتف لورين بغيظ طفولي وهي تقول بإبتسامة واسعه برزت مثالية أسنانها البراقه
" انتِ لا تُحبين نفسك وفوق هذا تظنين بأنكِ تحبين هاري .. انتِ يجب ان تعشقي نفسك قبل الوقوع بعشق غيرك لا ان تحبي .. "
غطّت لورين وجهها المتعب بيديها تقول
" انا اعلم يا اختي بأنني افتقر للمشاعر الجياشة وبأنني باردةً كالثلج ولكن .. هذا لا يعني بأنني لست انسانه .. توجد داخلي مشاعر كبتّها لحماية نفسي من الألم ، لم ارغب بأن اتأذى مجدداً .. لا أظن بأنني سأجد رجلاً يستطيع تحمُّل طباعي السيئه "
ابعدت لينا يدا لورين بلطف تقول
" انتِ تخشين ان تعشقي أحداً خوفاً على قلبك ، علاجكِ الوحيد هو الثقه والمضي قُدماً "
أدارت لورين ظهرها تقول بإنزعاج
" انا لا اخاف على نفسي .. بل على من سأعشقه .. لينا .. لينا انا لدي ماضي تسبب بإنتاج شخصيتي هذه .. قلبي حين جُرِح وضع درعاً جليدي لحماية نفسه .. ولن اجد الشخص المناسب الذي سيذيبه "
ربتت لينا على ظهر لورين تقول
" لا بأس ، كون قلبك محطم يعني هذا انكِ حاولتِ والمحاولة لا تعني الفشل .. "
نهضت لورين تهز كتفيّ اختها الصغرى تقول برجاء
" ماذا احتاج لينا . ماذا احتاج لأتحرر من نفسي "
ضحكت ليـنا بنعومة وهي تقول
" انتِ تحتاجين رجلاً يعتبر ان العشق يشبهكِ "
بينما غمرت لورين وجهها بالوسادة بإستياء عالمه بأنها لن تجد هذا الرجل إللا في الخيال لتنهض لينا وتخرج من الغرفه وعادت بين يديها صناديق هدايا وضعتها على السرير امام لورين تقول
" إنها من والدي لأجل خطبتكِ الليله "
نهضت بهدوء وفتحت الصناديق ليفاجئها ثوب من الحريري الأصلي ابيـض قصير فوق الركبتين وله ذيل طويـل من الخلف ومن الامام قد كان يكشف صدرها وكتفيها وكان عقد الألماس اللذي كان في الصندوق موجوداً لكي يوضع وسط نحرها الفاتن ، لون الثوب الأنيق كان يتناسق مع سمرة جسدها الممشوق ..
ساورتها ضيقةٌ مفاجئه جعلتها تخرج من الغرفه وقد تركت ابتسامة لينا تتبدد ببطئ وهي تنهض عن السرير تحاول اللحاق بها أسفل السلالـم الذهبي
وحين لم تستطع الوصول اليها صرخت
" لـورين ! لورين رجاءً توقفي ! "
خرجت لورين من المنزل حافية القدمين في ملابسها الشفافه التي لا تحاد تسترها من البرد الذي لفح جسدها وأرسل القشعريره في أوصالها ..
لم تعرف مالسبب الرئيسي الذي جعلها تهرب من قدرها .
هي لا تكترث سواء تزوجت من أمير ام فلاح .
هي تريد الزواج من رجل تعشقه فقط لا غير .
لا رجل تحبه .
او رجل لا تكترث بشأنه إن كان يتنفس أصلاً ام لا .
هي تعرف بأن مطالبها كثيره .. تعلم !
لكنها تريد رجلاً تعشقه ..
وقد بدأت تقتنع بأن هذا الرجل يوجد فقط في خيالها المحض
كانت تركض دون توقف حتى كادت ترتطم بأحدهى
رفعت رأسها
فنطق بعدما كان يحدق فيها بصمت وقال اخيراً صوته المبحوح
" لم تتحمّلي فراقي فأتيتِ لي راكضه بلهفه أليس كذلك ؟ ..
فهمس ونظراته تحدق بها بمرح
" لورينزو "
لتقول بنفور
" بحق الله لما تكون موجوداً في كل مكان اذهب اليه ؟! "
قال مازحًا بإبتسامة كسوله ..
" قلبي من يرسلني لكِ "
ضحكت بسخريه وما إن بغتت بنظرات مميته رمته بها وكانت قوة شخصيتها تنافر ضعف جسدها اللذي كان يرتجف ..
وهذا ما لاحظه هو فنـزع سترته الكحليه ووضعها حولها
وسرعان ما أبعدت الستره عن جسدها ورمتها على الارضيه بسخط تقول وبخار الجليد يتصاعد من فمها فهذا دليل مجازي على قسوتها .. وقالت
" لا اريد أياً من خدماتك "
فشددت بسخريه على
" أيها الغريب ! "
إنزعج قليلاً من تصرفها الوقح . لكنه قال رغم هذا وهو يلتقط سترته ويلبسها
" هل من الضروري ان ترفضي خدمة غريب ؟ "
" هذا ما علمتني إياه أمي "
قال بإنزعاج بنبره بريطانيا بحته
" لكنني لن أظل غريب .. كما انني سأعاملك كإبني لوسيان .كالأطفال لأنكِ وقحه "
توسعت عيناها شرارةً ، فلم يجرؤ احد على الإساءه لها فصرخت ساخره
" وهذه كلمات تخرجُ من فم رجل نبيل "
" انسه لورين .. لن أتشاجر معك .. سأعود أدراجي وإعتبري ان قدومي إليكِ لم يحصل "
" وماذا اردت ، ماذا اردت ان تقول بقدومِكٓ الي ؟ "
" لا شيء "
ادار ظهره بعيداً لكنها أوقفته قبل ان يركب سيارته وقد تغلبت على كبريائها هذه المره
" في الحقيقه ... انا خائفه من هذه الخطبه .. رغم انها عبارة عن كذبه وتلفيق لكني خائفه "
كان قد فتح باب سيارته حين تكلمت هي ، فإلتفت اليها بتعابير الانزعاج التي لا تزال تعانق وجهه الجميل فنظر الى قدمها العاريتين بنظره مبهمه
" خائفه ان تخطي خطوةً الى الأمام ، وخائفة من التغيرات التي ستحدث اذا اصبحتي خطيبةً لرجل اخر ؟ "
من الواضح انه كان صائباً لان ملامح وجهها تصلبت فجأه لتومئ له على مضض
لم يغلق باب سيارته بل إتكئ عليها و ربط ذراعيه يقول
" لورين ويلسون .. قد اعترفت للتو بمخاوفها لرجل لا تعرفه .. يجب ان يكون خبر الصفحةِ الاولى في الجريدة "
عقدت حاجبيها بغيظ تقول
" هل تسخر من مخاوفي ؟! أيها المتظاهر بالنباله لقد اتضحت صفه من صفات شخصيتك الحقيقيه ! انت ساخر "
ضحك فجأةً وقال
" مهمتي الان تبديد مخاوف الانسه لورين .. "
قرنت حاجبيها ببعض وهي تقول مستغربه
" انت سبب هروبي كالمجنونه للتو .. ماذا ستفعل ؟ "
ابتسم ابتسامةً جانبيه ماكره يقول
" لستُ انا من سيفعل "
قتلها الفضول فقالت
" ارِني إذن "
نظر الى ساعتها وتحدث قائلاً
" لنذهب بسرعه "
شعره بحماس غريب أشعرها بالسعادة وركبت سيارته لتغلق الباب بقوه فقال منزعجاً
" لماذا صفقتي الباب بقوه ؟ "
رمته بنظرات ساخره وقد استطاع رؤية ابتسامتها الفاتنه التي سرعان ما تبددت
وهي تنظر الى زجاج السياره بصمت
مما جعله يواصل التحديق بها دون اكتفاء وخيال تلك الابتسامه متربّعه فوق عقله فقال باسماً
" لديكِ اجمــل إبتسامــه رأيتها في حياتي .. "
رفعت حاجبها بسخريه وقالت
" يالهؤلاء الرجال .. يستغلون الفرص لمغازلة النساء "
قال بلطف وكان مائلاً نحوها ينظر اليها بسكون
" انا لا أغازل ايةً فتاة .. بل أغازل خطيبتي اللئيمة صاحبة اللسان السليط "
لمست بإصبعها المسجّل لتضغط الزر وتخرج موسيقى صاخبه منعته من التحدث اليها مجدداً ..
أشاح وجهه بعيداً عنها بغضب مكبوت ..
اما هي لم تتعب نفسها حتى بقول كلمة اعتذار على تصرفها البارد
فلم يفعل شيئاً سوى انه حرّك مقود السياره وقاد بعيداً ..
بعد قيادةٍ اخذت نصف ساعه وصلا اخيراً امام جسر قيد التعديل حيث ان السيارات لم تمر وكان المكان وهادئ وهدوءه كان مريباً وهذا ما جعل لورين ترفض فكرة الخروج من السياره ، اما ادريان خرج بجسده من السياره ومن ثم خفض طوله ليصل اليها ويقول بعجل
" اخرجي بسرعه "
هزّت رأسها ثلاث مرات وابتلعت ريقها بصعوبه تقول
" لماذا جلبتني هنا ؟ ماذا ستفعل بي ؟ "
نفث بتملل ومال نحو باب سيارتها وفتح الباب مما جعلها تجفل وتميل جسدها بعيداً عنه وسط استغرابه من ردة فعلها ..
فقال بهدوء وبنبره مليئه بشعور يبث للأمان جعلها تتمالك نفسها قليلاً
" لورين ، كوني واقعية .. انا لن اعبث بفتاةٍ انوي خطبتها .. ولست الشخص الذي تتصورينه في مخيلتك او كما تظنين .. لذا رجاءً اخرجي فــنيتي "
مدّٓ يده التي تعانقها الوشوم لها وملامحه تبعث السلام
فكانت ابتسامته بشفتيه المقوسه تجعل الروح تترنم فرحاً والقلب يرقص عشقاً ..
ترددت بقبول تلك اليد لكنها حاربت رغبتها ورفضت يده على مضض لتخرج من السياره بقدمين عاريتين
فإشتدت اناملها على باطنها حتى ابيضت وهي تنظر حولها فتعجب من ردة فعلها ..
خفّ ذعرها قليلاً ليقول هو بينما كان ينظر الى ساعته بدقّه
" لقد حان الوقت .. "
لم تفهم ما قال ، وحين ارادت ان تسأله توجه لطرف الجسر ..
ولوح للأفق البعيد بسبّابته يقول
" انظري الى هناك "
ضاقت بعينيها تنظر بدقّه وإذ بالشمس تنثر نورها البرتقالي على سطح البحر الأزرق وبدت وكأنها تغرق ببطئ لقاع المحيط وكأنها تودّع كائن من كان ..
كان منظر الغروب بديعاً ، شاعرياً ، ورومنسياً ، فشعرت لورين فجأة بتنهيدة عميقه
لم تتوقع يوماً بأنها ستقع بعشق غروب الشمس ..
نظرت متعمقة للشمس فنطقت رغماً عنها
" رغم انني ارتجف برداً لكن .. غروب الشمس غمرني بالدفئ بشكل غريب لم افهمه "
ابتسم ونظر بعدها الى اظافر قدميها التي بدأت تصبح زرقاء .. فقال
" سأعيدكِ الى منزلك "
اومئت له موافقه وأظلم المكان بسبب اختفاء نور الشمس بخيوطها البرتقاليه وعادا الى السياره
ولكن حين كان ادريان منشغلاً بالقيادة شعر بأن الثلج قد تزايد هطوله اكثر لكنه لم يكترث كثيراً
وحين اقترب من الشارع الرئيسي رأى زحام السيارات الجنوني وكان الطريق مسدوداً بفعل الثلج المتراكم الذي انهار من فوق الجبل الذي ارتدى اللون الابيض .. ليمنع مرور السيارات
زفر بضيق وإعتصر قبضته تعبيراً عن غضبه لتقول لورين مستغربه
" ماذا حصل ؟ لما يمنعوننا من العودة ؟ "
" لقد حصل انهيار ثلجي .. لن نستطيع العودة حتى يزيحونه "
صاحت بغيظ تحاول النزول من السياره لكنه أغلق جميع الأبواب فنظرت اليه ببرود تقول
" لما فعلت هذا ؟ "
لم يجب عن سؤالها بل ضغط زر الراديو ليتحدث مذيع الأخبار الجويه
" تشيرالاخبار الجويه بأن الطقس الجوي ينبـئ بقدوم عاصفةً ثلجية متوجه نحو شمال مدينة لندن لذا الرجاء من المدنيين ان يبقوا في منازلهم لحين هدوء العاصفة ، و درجة الحرارة فهي ٨- ، كما يشير الرادار بتوقعات ان العاصفة ستستمر عشرة ايام متتالية او اقل لذا يجب على الجميع إغلاق أبواب و نوافذ منازلهم ، اما عن من هم خارج منازلهم فيجب عليهم ان يختبؤا تحت اي سقف يُصادفهم "
ابتلعت ريقها بخوف وقالت
" مالحل الان ؟ "
أغلق النوافذ وتراجع بسيارته بعيداً عن الازدحام بينما كان يقول بنبره هادئه ونظره للخلف يراقب تجمع الناس الصاخب
" بما انني دائم المرور من هذا المكان فأنا اعرف منزلاً ريفياً مناسباً لنبيت فيه الليله حتى تهدأ العاصفة "
________________
وش رأيكم بالبارت ؟
هل ستتغير طباع لورين السيئه معه ام لا ؟
ما مصير علاقة هاري ولورين ؟
هل ستغفر لورين خيانة هاري لصديقه ام لا ؟
لا تنسون تصوتون
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro