حرب نساء |١٥|
لتهمس لورين قائله
" اتمنى لو اتذكّرك يوماً .. لا اصدق ان عقلي قد تجرأ على نسيانك "
خفض عيناه وأومئ لها مبتسماً يقول
" المهم هو انني لم انساكِ .. لا تخافي فأنا لن اُخرِجكـِ من عقلي .. لن اسمح له بنسيانكـِ "
فقالت تبتسم برقة
" ملاكٌ انت يا ادريان، ملاكٌ فاتن "
نظر اليها بعيون ساحره سارحه وكأنما أيقظت فيه كلماتها شيئاً .. فتردد حين قال بتعلثم مرتبكاً
" انا اتيت .. الى بريطانيا فقط لأجلكِ انتِ .. حاربت رفض لوكاس المتواصل لكنني لم اسمح له بتحبيطي .. سبب وجودي الوحيد في هذا البلد هو انتــِ لورين "
قالت بإبتسامة حزينه لكن دافئه
" يالكــ من صديـــقٍ وفيّ "
كان مدهوشاً لكن ما إن لاحظ الحزن وسط بريق عيناها الناعسه .. أومئ لها بإستياء ممتزج بالرضى
" انتـِ ربما لا تتذكرين ما فعلتي لأجلي .. بإختصارٍ شديد اعدتي شيئاً كنتُ قد فقدته منذ مرض والدتي ومجيئي هنا لمقابلتك ومقابلة هاري "
تباعدت شفتيها تريد ان تستفسر عن هذا الشيء المفقود لكنه سبقها حين قال
" انظري الى عيناي "
ابتسمت بسعه مما جعله يرتبك وكأنه يريد التراجع لكنها لم تسنح له لِتقول
" انا انظر .. لعيون لم ارى لها مثيل من قبل .. "'
رمش امام عيناها وقال بصوته الحليم
" لقد اعدتي بريق الأمل في عيناي هذه منذ ان كنّا أطفال .. فقط لأنكِ كنتِ صديقتي الصغيرة لورينزو "
برزت شفتيها بطفوليه لتقول
" هل كنتُ قادره على فعل شيء كهذا يا ترى ؟ "
لم يُجِب على سؤالها .. بل اكتفى بإبتسامة جذابه برزت اسنانه البيضاء وقال
" لقد وقعت بحبّكِ لأنكِ كنتِ مختلفه عن اي طفل رأيته .. كان الجميع يتجاهلني سواكِ .. كنتِ الشخص الوحيد الذي ساندني وآنس وحشتي "
تنهدت وهي تقول
" انت تعلم .. لقد تبددت ذاكرتي وتبددت معها لورينزو الصغيرة التي عشقها ادريان الأسمر "
وقال وهو يستغرق بالنظر الى عيناها
" انا لن استسلم .. سأجد لورينزو مهما كلفني هذا "
انزعجت قليلاً تقول
" إياك .. لن تجدها وحدها صدقني "
قال متشوشاً
" ماذا تقصدين ؟ "
أمسكت رأسها بإضطراب تقول وهي تنظر الى الفارغ
" فقدت الذاكره بسبب صدمه عاطفية حصلت لي حين كنت في العاشره كما قال طبيبي النفسي .. انا اخاف ان تعود ذاكرتي واكتشف تلك الصدمه .. اخاف ان تتدمر حياتي "
إتكئ على الجدار ويديه بجيوبه ينظر اليها مستغرباً
" لا تتذكرين ما سبب فقدان ذاكرتك ؟ "
قالت وهي تدور حول المكان بإرتياب
" اه لا لا .. الشخص الوحيد الذي يعلم هو جدتي .. "
" ماذا ؟ "
نظرت اليه وقالت
" هي من استيقظتُ فاقده للذاكرة ووجدت نفسي في منزلها القديم قبل ان تنتقل "
لم يستطع ادريان فهم الامر جيداً لتكمل وهي تقف امام طوله تقول بإنزعاج
" لم تخبرني مالذي أتى بي ؟ وماذا حلّ بذاكرتي .. كانت تلتزم الصمت باكيه .. قررت تجاهل الأمر ولم افتح معها الموضوع لأنني في كل مرةٍ افعل تجهش هي بالبكاء "
ظل هو ينظر الى عيناها طويلاً وهذا ما لاحظته لتقول وهي تزفر بنفاذ صبر
" سيد ادريان .. لنتظاهر بأننا لم نتحدث وبأنني لم ابكي بسببك بهذه السهولة ولنتظاهر بأنك لم تقع بحبي في صِغٓرِك "
تراجعت مستسلمه تنوي العودة للمشفى لكن نبرته الغاضبه المعاتبه استوقفتها
" لمٓ تستمرين بالتظاهر والهروب من الحقيقه ؟ "
ضغطت الى قبضتها وإلتفتت اليها تقول وهي تمنع نفسها من البكاء امامه مجدداً
" لأنني جبانه .. و الحقيقه مريره يان يان .. الماضي لن يعود مجدداً "
نظر اليها برجاء .. وكأنه يرجوها ان تبقى لكنها أغمضت عيناها بحزن وتراجعت
" اراك لاحقاً "
لتدخل وتتركه وحيداً ينظر الى المكان الفارغ الذي كانت تستوليه فتنهد بضيق يهمس
" تلك الفتاة تمكّنت مني "
ما إن دخلت لورين ويديها بجيوب سروالها لتركض نحوها لينا بعجل تقول
" جدتي استيقظت وترغب برؤيتك "
تنهدت براحه لتومئ لها قائله
" حسناً سآتي "
لتنظر الى مكان هاري لتجده نائماً وبين ذراعيه لوسيان المستغرق بالنوم هو أيضاً فإبتسمت لتقترب منهما وتمسح على شعر لوسيان بعد ان انحنت نحوه تتلاعب بخصلات شعره
وتتركه بعد ان دخلت غرفة جدتها لتستقبلها بإبتسامه وتهب لمعانقتها
" حمداً لله على سلامتك "
جلست على السرير امامها تنظر اليها بحب لتقول جدتها مبتسمه
" اين كنتِ يا عزيزتي ؟ "
" كنتُ استنشق الهواء .. كيف تشعرين ؟ "
" افضل والحمدلله "
فشهقت وهي تنظر الى هاري النائم وبين ذراعيه لوسيان لتقول
" ذلك الفتى الصغير اللذي معه .. أليس إبن ادريان ؟ "
إلتفتت اخواتها سوى لورين لتقول إيزابيلا وهي تنظر الى لورين بنظرات فاحصة
"تحدثي .. قولي لجدتي انك تلعبين بالحبلين .. الخطيب المستقبلي والحبيب وقعا امام مفاتنها "
قلّبت لورين عيناها بملل ولم تقل شيء لتنزعج ويندي وهي تقول
" كفى إيزابيلا .. هذا ليس وقتاً مناسباً للشجار "
زفرت إيزابيلا بسخريه تهمس بصوت منخفض
" الوقت مناسب لقلع عينا تلك المتعجرفة "
نظرت لورين الى جدتها التي ترمق إيزابيلا بعتاب وقالت مبتسمه
" جدتي متى ستخرجين من المشفى ؟ "
دخل السيد ويلسون قائلاً بإبتسامه تغزو وجهه وبين يديه كرسياً متحرك
" الان .. "
فٓرِحت الفتيات لتمسك لورين بيد جدتها تتعمق بتفاصيل تجاعيدها ليدخل ادريان بعد ان طرق الباب لترفع الجدة كاترين عيناها وتراه لتصرخ بفرح
" عزيزي ادريان ! "
ابتسم بلباقه ولم ينظر للورين كما فعلت هي الاخرى أيضاً وقال
" الحمدلله على سلامتك .. لقد قلقنا بشأنك "
رفعت ذراعيها بشوق تقول
" تعال عزيزي تعال "
اومئ لها وإقترب وسط تحديق الفتيات به لا سيما إيزابيلا المندهشه لتربت الجدة كاترين على كتفه بلطف تقول
" اشعر وكأنك لا تزال في الثانية عشر من عمرك "
فضحك الجميع لتعلّق إيزابيلا قائله وهي تحدق بأدريان الذي جلس بجانب لورين يبتسم بلباقه
" جدتي .. لم يعد طفلاً انه يتفجر رجولةً الا ترين ؟ "
ضحكت الجدة كاترين وهي تمسح على رأسه
" مؤكدٌ هذا "
فتظاهرت لورين بأنها تستفرغ من شدة غيظها وهي ترمق إيزابيلا بسخريه لاحظها الجميع تقريباً سوى ادريان
نهض ادريان فجأة وقال ..
" أستأذنكم .. سأذهب الان "
وحين كاد ان يخرج استوقفه السيد ويلسون وقال
" سيد سانتوريني .. سنقيم غداً احتفالاً لسلامة امي .. اتمنى ان تحضر وبرفقتك عائلتك "
صمت ويلسون قليلاً وقال بعد تفكير
" والسيد هاري أيضاً .. أرجو ان تخبره بأمر الاحتفال حين يستيقظ "
التفت ادريان نحو هاري النائم ثم قال لهم بعد إيمائة
" شكراً على دعوتك .. سنحضر بالتأكيد فهذا شرف كريم "
وخرج ليغلق الباب خلفه ويقترب من هاري يضرب جبينه بإصبعه يقول بملل
" أيها المثير ذو الشعر الكيرلي "
جفل هاري مستيقظاً يقول وهو يفرك جبينه بألم
" هاه ؟ "
اظهر ادريان ابتسامةً جانبيه ساخره ليرفع لوسيان ويصبح بين ذراعيه يقول
" انهض .. مجيئنا لم يعد له فائده بعد الان "
تثائب بنعاس وقال
" و لورين ؟ "
صمت ادريان ثم قال اخيراً وسط استغراب هاري
" لا تقلق بشأنها .. لا تحتاجنا حالياً "
لينهض هاري بطوله المهيب يتمدد
" اشعر وكأن جسدي ثقيل .. ترى ما السبب ؟ "
عبث ادريان بشعر هاري مستمتعاً يقول ساخراً
" السبب هو كتلة الشعر الكيرلي هذا الذي يسكن فوق رأسك "
انزعج هاري وأبعد يد ادريان عنه يقول وهو يعدّل شعره
" اترك شعري .. أصلاً انت تغار منه "
فضحك ادريان بسخريه يقول
" أغار ؟ انه يشعرني بالجوع فهو يذكّرني بالشعيريه "
ليضحك هاري بطفوليه يقول وهو يضرب بطنه بيده
" انا اشعر بالجوع أيضاً "
وأثناء خروجهما من المشفى اكمل قائلاً
" فنذهب الى المطعم الصيني ولنأكل شيئاً ما رأيك "
فعقد ادريان حاجبيه يعدّل وضعية لوسيان
" ماذا عن صغيري ؟ "
نظر هاري له قليلاً ثم قال ببساطه
" لِنتركه هنا "
ليرفع ادريان حاجبه بسخريه يقول وسط ضحكات هاري
" انه ابني أيها الاحمق "
فتثائب لوسيان وغمر رأسه على كتف ابيه يعود للنوم ليضحك كلاهما بنفس الاوان
عادت الجدة الى المنزل ، وفي اليوم التالي تم الإعداد للحفل الذي سيقام .. اما بالنسبه الى الخادمه فتم قرار فصلها لو لم تعترض الجدة كاترين .. فبقيت على وظيفتها فقط كخادمة اما المسؤوله عن الأدويه اصبحت حفيدتها ويندي الكبرى ، تم دعوة الكثير من الناس وكانوا يأتون وبملئ أيديهم الورود المتنوعة المهداة للجدة كاترين ..
كانت لورين ترتدي ثوباً بسيط التصميم فخمٌ لونه زمردي مفتوح من الظهر وتركت عقد والدتها في الخزانة كي لا يضيع مجدداً رغم انها لا تتذكر كيف وصل الى رقبتها .. ربما كان موجوداً منذ البدايه وربما لا ..
وقفت امام المرأه تنظر الى نفسها ، شعرها الطويل كان مربوطاً بطريقة راقيه كي يبرز معالم وجهها الفاتن
وثوبها الزمردي الملتصق بجسدها ليبرز نحالة جسدها المثالي كان يكشف ظهرها من الخلف ..
كانت كعادتها .. لا ترى اي سبب للبهجه لكي تبتسم .. تشعر بأنها فارغه رغم هذا الجمال الذي رزقها إياه الله .. لكنها تعتبر نفسها إمرأةً بارده كالثلج لا تعرف معنى العشق ولا العواطف الجياشة .. تستحقر نفسها بشده ..
شتمت لتخرج وتستقبل الجمع الغفير الذين ملؤا منزلها الواسع .. رجال ونساء .. أطفال يثيرون غيظها .. لا شيء يلفت النظر ..
الجميع يتصرف بطريقه حضاريه وهم في داخلهم همجيين .. هذا ما تعتقده هي ..
تشعر بأنها لا تنتمي الى هذا المكان مهما حاولت وأقنعت نفسها بهذا ..
لطالما كانت أمنيتها العيش بحريه دون قيود .. لكن ابوها لا يسمح لها بالتصرف بطبيعتها ..
لطالما كانت تشعر بأنها طير سجين مكسور الجناحين .. لا يُسمح لها التصرف بصبيانيه او التصرف بتهور .. خوفاً من الأحاديث والأقاويل التي ستضر سمعة العائله ..
هي لا تكترث بأمر هذه الأشياء ، فقط ترغب بالحريه لفعل ما تريد ..
جلست قرب طاولة الشرب تشعر بملل فظيع ، جميع الأحاديث حولها سطحيه ، علاقات سطحيه ، مشاعر سطحيه ، مصالح ، طمع ، حسد ، غيره ، الجميع يتظاهر .. حتى هي ..
حين كانت شاردة التفكير بيوم أمس والحديث الذي كان بينها وبين السيد ادريان يشغل بالها .. قاطعها صوت أنثوي وصاحبته تجلس قربها
" هل ستصبحين خطيبة السيد ادريان سانتوريني حقاً ؟ "
التفتت اليها لورين بعدم اكتراث تنظر اليها من رأسها لأخمص قدميها ، تبدو في العشرين وشعرها أشقر قصير ، لها وشم وردة على نحرها .. عيونها زرقاء .. لم ترها من قبل لتقول المرأه بعد صمت
" اسفه نسيت ان اعرف عن نفسي "
مدّت يدها للورين وقالت مبتسمه
" تشرفت بمعرفتك إسمي سيلڤانا برادلي .. طليقة السيد ادريان ووالدة ابنه الصغير "
رمقتها لورين بنظرات ازدراء ونفثت بسخريه تقول وهي تشيح بعينيها نحو الطاوله بملل وترفرف بيدها دون اكتراث امام وجه سيلڤانا
" أتعلمين ؟ إنتي لا تروقينني .. لذا اغربي عن وجهي "
فتحت سيلڤانا فمها من شدة الدهشه لتنهض عن الكرسي ليبرز ثوبها الأحمر الفاتن القصير وهي تقول مصدومه
" لما هذه الوقاحه ؟ لقد تقابلنا للتو ؟! "
رفعت لورين أنظارها الساخره لها تقول
" هناك حب من النظرة الاولى ، وهناك كره من النظرة الاولى .. ينطبق عليك الثاني يا انسه بلا بلا "
كادت عينا سيلڤانا تخرجان من مكانهما لتشعر وكأنما دمها يغلي فتظاهرت بالبرود تقول
" انتِ لا تُطاقين "
ضحكت لورين بشكل مستفز لتقول
" انتِ لا تطيقين حتى الملائكه .. واقصد بالملاك .. طليقك "
قلّبت سيلڤانا عيناها بسخط تقول
" ماذا تعرفين عني انا وطليقي هاه ؟! لا تعرفين سوى الهراء ! "
نهضت لورين ببرود ترمقها بإزدراء
" انا لا اعرف سوى شيء واحد .. انك كنتِ زوجةً خائنه وفظيعة تخلّت عن طفلها وزوجها وحياتها السعيدة حين رأت رجلاً اصغر منها "
" إذن ... هل تعلنين الحرب يا انسه لورين ؟ "
أظهرت لورين تعبير عدم اكتراث وحين اوشكت على الإبتعاد ضغطت سيلڤانا على معصمها تقول بغيظ
" اتيت فقط لأحذرّك .. ابتعدي عن ادريان وهاري وإللا ستندمين ! "
إلتفتت اليها لورين ترمقها بإشمئزاز تقول
" هل تريدين كِلا الرجلين ؟! "
رفعت سيلڤانا رأسها بتكبر تقول
" ادريان لا يعشق سواي وانا لن اسمح لكِ بأخذه مني ، كما ان هاري ملكي أيضاً .. لا ضرر من الوقوع بحب رجلين في آنٍ واحد "
" هذا ليس حباً .. انتِ تدنيسين قدسية الحب بتلاعبك بمشاعر الرجلين "
ضحكت سيلڤانا وهي تضغط بقوه على معصم لورين حتى طبعت أظافرها عليها تقول
" ايتها التافهه انتِ تفعلين نفس الشيء هل نسيتي هذا ؟ "
أغمضت لورين عيناها بعصبيه لتمسك الكأس المليئ بالشامبانيا وتسكبه على وجه تلك المتكبرة التي شهقت مجفله من شدة برودة المشروب .. لتفلت لورين معصمها وسط تحديق من رأوْا الحادثه فقالت ببرود
" انا لستُ مثلك ايتها السافلة "
فأدرات ظهرها وخرجت مِنٓ المنزل نحو المسبح لتتفاجئ بالسيد ادريان وهاري يقفان على مقربة من الكراسي المزيّنه بالورود وكؤوس الشامبانيا يتبادلان الحديث ويضحكان لتقترب منهما تقول
" ماذا فعلت لأُعاقب برؤية تلك السافلة سيلڤان ؟ "
تسمرّ الإثنان ما إن نطقت إسم سيلڤانا ليقطع ادريان الصمت متراجعاً يقول
" سآتفقد والدتي "
لكن لورين أمسكت بذراعه تمنعه من الرحيل وعلامات الجدّيه مرسومه على وجهها تقول
" لماذا تستمر بالتظاهر ادريان ؟ هل انت خائف من الحقيقه المريره ؟ "
تنهد بضيق ولم يتجرأ الى النظر الى عيناها التي تحرقانه فقال هاري مرتبكاً
" لورين لا تتدخلي ارجوكِ ! "
لتصرخ لورين بغيظ فجأه
" هل اصبحتُ الان خارج الإطار ؟! السنا أصدقاء طفوله ؟! ام ان فقداني للذاكرة أخرجني من هذا الإطار ؟! "
نفض ادريان ذراعه فجأة من بين يديها وقلب الطاوله التي كانت امام ناظريه رأساً على عقب
لتنحبس الانفاس وتتسمر الاجساد وتجف الحلوق ويصبح صراخ ادريان سيد الموقف ..
ولحسن الحظ انه لم يكن هناك احد في الخارج سوى هؤلاء الثلاثه ..
ليدخل ادريان وجسده يرتجف غضباً تاركاً لورين كالورقة المرتجفة
وكادت تسقط أرضاً من شدة الذعر لو لم تتمالك نفسها جيداً
فقال لها هاري وهو يضع لها كرسياً لتجلس.. ليجلس القرفصاء امامها قائلاً بقلق
" لا بأس لورين .. لا بأس "
وبدى مرتبكاً ما بين خيارين
هل يبقى عند حبيبته ام يلحق بصديقه ؟
لتقول لورين بصعوبه بصوت مرتعش
" يا الهي .. يجب ان اطمئن على ادريان "
لتنهض بترنح بسبب ارتعاشها من الخوف لو لم يمنعها هاري
" لورين لنتركه وشأنه ، انتِ تعلمين بأن موضوع سيلڤانا حساس بالنسبة له ولي وَلَكِ أيضاً .. "
لكنها كانت أعند منه لتدخل منزلها الكبير تبحث عنه وسط الحضور ويدها على قلبها ، اخذت دقائق عديده تبحث عنه وكانوا الضيوف يشغلونها بأحاديثهم التي لا فائده منها ، وكانوا اخواتها يحومون حولها ويتحدثون بما لم تستوعبه فقد كان بالها مشغولاً بأمر ادريان
وأخيراً لمحت جلوس والدة السيد ادريان جيسيكا على الأريكة وكانت منشغلة بالحديث مع جدة لورين كاترين التي كانت تجلس امامها بالكرسي المتحرك ..
وكان ادريان يريح رأسه فوق حضن والدته يمدد جسده على طول الأريكة وكان وشاح نسائي على الأغلب يخص والدته فوق كتفيه العريضين .. اقتربت لورين منهما ورحبت بها والدة ادريان تقول
" اوه لورين الفاتنه كيف حالك ؟ "
اومئت لها لورين تبتسم بتصنع وانظارها كانت قد سقطت منذ البدايه على جسد ادريان المستلقي فضحكت السيدتين وقالت جدتها بتحاذق
" ما سبب مجيئكِ الى هنا لورين "
التفتت لورين بشرود الى جدتها تقول
" هاه ؟ "
لتضحك كلتاهما في حين ان لورين لم تفهم ما تلمحان له فتنحنحت بإرتباك وهي تقترب من ادريان بتوتر
" سيدة جيسيكا .. هل السيد ادريان على ما يرام ؟ "
ابتسمت لها جيسيكا بلطف عارم تقول بحنيّه
" لقد كان متعباً منذ الصباح .. اراد ان يريح عيناه قليلاً "
زفرت لورين براحه وهي تجلس على الارضيه المبلطه امام الأريكة وامام ادريان الذي غرق بالنوم بسهوله وقالت وهي تحادثه
" لقد كنت قلقه وابحث عنك .. وانت نائمٌ هنا ؟ "
لم تتوقع جواباً من شخص نائم فرفعت أناملها الناعمه لتداعب الوشاح المستريح فوق كتفيه تبتسم بوداعة وسط ذهول السيدتين فقالت جدتها
" سيده جيسيكا .. ألم تلاحظي تطور علاقة الشابّين منذ اول تقابل لهما ؟ "
ضحكت السيد جيسيكا وقالت
" لسوء حظنا يا سيده كاترين فآنستنا الصغيرة لا تستمع لما نقول فهي مستغرقه بالتحديق بإبني "
ارتبكت لورين وأبعدت أناملها عن الوشاح وقالت بإبتسامه متوترة
" لا لا انا فقط .."
" مرحباً سيده جيسيكا .. "
قاطع لورين نفس صاحبة الصوت الأنثوي .. فتوسعت عينا السيد جيسيكا وهي تقول مبتسمه
" اوهـ .. حبيبتي سيلڤانا كيف حالك ؟ "
" بخير .. لما لم يأتي لوسيان وعمه لوكاس معكـم اليوم ؟ "
" انه موعد نومه كما تعلمين فوالده صارم حين يتعلق الامر بمصلحة لوسيان ،ولوكاس بقي جليساً له فهو يكره الاحتفالات الرسمية "
ضحكت سيلڤانا تقول
" لوكاس لن يتغير أبداً .. لا زالت طباعه نفسها .."
أغمضت لورين عيناها بعصبيه او خوفاً من ان ينهض ادريان وتتبدل حالته كما حصل قبل قليل فقط حين ذُكر اسمها ؟
ويبدو ان لورين تمقت وجود سيلڤانا معها في نفس المكان .. فقالت سيلڤانا تتصنع المرح وهي تنظر الى لورين
" انسه لورين ، يجب ان تتذكري ان ادريان ليس خطيبك بعد "
كانتا جدتها وجيسيكا تضحكان بحسن نيه ، اما سيلڤانا فكانت ترسل إشارة تهديد غير مباشرة
لتقول لورين مبتسمه بتصنع لاستفزاز سيلڤانا
" أهلاً انسه سيلڤانا ، ما بال وجهك خال من المساحيق تماماً ؟ تبدين كالمهرجين الذين يظهرون في أفلام الرعب "
تماسكت سيلڤانا كي لا تنفجر في وجه لورين وتذكرت بأنهما ليستا وحدهما ،وستنتقم لاحقاً ... فقالت تبتسم بلباقه للسيدة جيسيكا
" هل يأكل ادريان جيداً في المنزل ؟ لاحظت بأنه اصبح نحيلاً قليلاً "
" العمل يأخذ اغلب وقته ، صغيري المسكين "
لتنهض لورين بعدها تنظر لسيلڤانا تبتسم
" لسوء الحظ فعلاقتك مع يان يان بائت بالفشل ، هل لك ان تخبرينني مالسبب ؟ هل هو غرورك المثير للشفقه ؟ ام انك فقط جشعه ؟ "
قالت جدتها بنبرتها المحذرة
" لـورين .. هذه شؤونٌ لا تخصّك "
إحمرّ وجه سيلڤانا واختارت التراجع مبتعده بينما لورين ترتدي تعابير النصر وكأنها فازت بالحرب ..
بينما اختارت جيسيكا تجاهل ما حصل ببساطه فهي تعتبر هذا امراً طبيعياً بين الطليقة والخطيبه
نهض ادريان فجأه مما جعل لورين تلتفت اليه ببطء وحذر .. تبتلع ريقها بصعوبه
كان يرمقها بعيون بارده اخافتها فقالت بتوتر
" اعذرني على تدخلي بأمور لا تعنيني .. "
ظل صامتاً لينفجر ضاحكاً فجأةً وسط تسمرها واستغراب المرأتين يقول
" وآهـــ انسه لورين انتِ تستحقين جائزةٓ الأوسكار على ما فعلتِه بطليقتي "
لم تستطع لورين استيعاب ما قاله لتقول
" ماذا ؟ إذاً لم تَعُد غاضباً مني ؟ "
ابتسم بنبل وقال
" بالطبع غاضب ، لأنني لا استلطف هذا الجانب الفضولي بكِ لكن هذا ما يميزك في نهاية المطاف "
قالت الجدة كاترين موجهه حديثها لجيسيكا
" انسه جيسيكا ، هل فهمتي شيئاً مما قالاه ؟ "
هزّت جيسيكا رأسها نفياً
" لا ، وانتـِ ؟ "
" أبداً "
لتخرّا بالضحك وسط استغراب لورين و ادريان الذي يتثائب بنعاس
لينهض وتلاحقه لورين لسبب تجهله فإلتفت اليها يقول منزعجاً
" ماذا الان ؟ "
نظرت لورين بعيداً تتحاشا النظر اليه تقول
" انا لا أقوم بملاحقتك "
وتنهد بملل واكمل مشيه لتلحق به وإذ به يتوق فجأه لتصطدم بظهره متألمه فإلتفت بسرعه مما جعلها تبتعد عنه وقال بغيظ
" ارض الله واسعه .. انتشري ايتها المزعجة "
حاولت كتم ضحكتها لكنها لم تستطع لتقول
" هل تقصد ان تذهب يدي يساراً وقدمي يميناً ورأسي شمالاً ومؤخرتي - "
لم يسمح لها ان تكمل الجمله في حين انه وضع راحة يده امام فمها بسرعه يقول مدهوشاً
" انتِ كثيرة الكلام "
ضحكت ليجفل ويخفض يده قائلاً
" ما هذه الفتاة .. كفّي عن إحراجي "
ضحكت ببرائه مما جعله يبتسم قليلاً وهو ينظر اليها
وفجأةً انطفئت الاضواء وإنساب ضوء احمر ما فوقهما .. مما جعل الجميع ينظرون إليهما ويصفقون بحراره وسط استغرابهما ..
وإذ بأختها لينا وقربها ويندي تقتربان منهما وسط الظلام واعطتا كل منهما صندوق صغير يحوي على خاتمان ماسيّان
فقال السيد ويلسون بصوت عال ليسمع الجميع
" اليوم سيُخطب هذان الشابّان وامام الجميع ، بما ان الخطبه السابقة قد تأجلت لظروف خاصه فاليوم سيكون يوم خطبتهما "
نظر ادريان الى لورين مدهوشاً بينما هاري كان يقف متسمراً وعلى وجهه ملامح الحزن ..
ليقترب السيد ويلسون من ادريان و لورين يقول مبتسماً
" البسها الخاتم انت أولاً "
نظر ادريان بسرعه نحو والدته .. وبدت جداً سعيده لرؤيته يحمل الخاتم وأمامه لورين .. هذه هي رغبةً والدته .. حين تتعافى سيفسخان الخطبه ، فسقطت عيناه على سيلڤان التي كانت تستشيظ غيظاً وما إن فتح الصندوق وأخذ الخاتم كي يضعه في إصبع لورين
صرخت إيزابيلا وسط الحضور قائله
" إنتظرا ! "
التفت السيد ويلسون مستغرباً كما هو الحال مع الجميع وسألها
" مالأمر عزيزتي إيزابيلا ؟ "
اقتربت بتردد ونظرت الى ادريان تقول متلعثمه بخجل
" هذا خطأ ، ان تخطب اختي المسكينه لورين التي تملك حبيباً في حين انني احـبك سيد ادريان امرٌ يدعوا للعجب "
___________
لورين ؟
سيلڤانا ؟
إيزابيلا ؟
هاري ؟
مساحه لله ؟
البارت عشانكم وعدتوني يتكون من ٣٠١١
بأمان الله 💖🌸
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro