جريمة |٤١ |
الفصل ما قبل الاخير نزل عشان تفاعلكم بسرعة البرق ، تفاعلوا عشان انزل ألفصل الاخير بكره ✌🏻️💟
( ملاحظة ٢٠٢٠ : مثل ما قالت نفسي عام ٢٠١٦ هذا الفصل اللي قبل الاخير اللي عدلته التحديث القادم بيكون آخر فصل ونودع العشق يشبهك)
_______
خفض لوسيان رأسه نحو ابيه يقول بدهشه وشعره يترنح في الهواء
" انا لم أرى امي أبداً ، هل علي ان اصدقك ؟ ماذا لو كنت تسخر مني يا بوبي ؟ "
اقتربت سيلڤان منهما وهي تسمح دموعها ، فنظرت الى طفلها الوحيد بعمق شديد بينما كان ينظر اليها بفضول وشك .. لينزله والده ويصبح واقفاً امامها بطوله الضئيل ..
مد يده نحوها يقول
" انا لوسيان سانتوريني . عمري أربع سنوات .. وانتِ ؟ "
دنت من طوله وهي تبتسم ابتسامةً واسعه .. لتصافح يده الصغيره وهو ينظر اليها ببرائه تقول
" انا سيلڤانا .. والدتك يا طفلي "
توسعت عيني لوسيان الصغير ليلتفت برأسه نحو والده يقول بعد شهقه صغيره
" انت لم تكن تسخر معي ؟ .. هل هي حقاً أمي ؟ هل لدي أم كباقي الأطفال يا بوبي ؟ "
نظر أدريان الى سيلڤانا التي تحدق بطفلها بكل شوق ، تتوق لعناق جسده الضئيل .. ابتسم أدريان وهو ينظر اليها قائلاً لطفله
" إنها حقاً أمك .. فأنت قد ورثت عينيها الزرقاء .. وشفتيها .. وبشرتها البيضاء .. وعنادها ايضاً .. انظر جيداً .. انها تشبهك يا لوسيان .. "
ضيّق لوسيان عينيه الزرقاء وهو ينظر اليها ليقول بحماس وهو يجر قميص والده
" إنها حقاً أمي يا بوبي ! انا املك أمّاً ! "
فضحكت سيلڤانا بعيون اغرورقت بدموع البهجه والسعاده لتسحب لوسيان بين أحضانها اخيراً .. بعد انتظار سنتين استطاعت احتواء جسده الصغير بين ذراعيها .. داعبت أنفها رائحته العطِره .. ومسحت على شعره الحريري وهي تغمض عيناها تتنهد براحه .. تهمس بصوت سمعه أدريان الذي يتأمل عائلته بعيون ينبع منها الحنان
" اخيراً استطعت غمرك بين أحضاني يا طفلي الوحيد .. اخيراً أتى هذا اليوم ! كم اشتقت اليك يا لوسيان .. كم انا احـبك يا صغيري "
لم يكن لوسيان قادراً على تصديق الامر من شدة فرحته وذهوله .. فعانقها بدوره بذراعيه الصغيره وهو يقول بطفوليه واستياء
" حضنكِ دافئ .. لا تسافري مجدداً يا أُمّاه ! اخاف ان أفقدك الى الأبد "
هزت رأسها اكثر من مره وهي تنفي قطعاً
" سأحتضنك كل يوم ، ولن اسافر من دونك أبداً يا طفلي ! انا لن اتركك مجدداً "
ثم نظرت الى أدريان الذي يبتسم ابتسامةٍ هادئه ومسالمه ، وتركت لوسيان لتقف امام طليقها تحدق فيه بعيون زرقاء ساكنه ، وابتسامتها تكاد تشق وجهها .. لتقول
" شكراً لك لأنك أعطيتني فرصةً اخرى .. شكراً ايها الرجل النبيل .. "
ليقول بلطف يبتسم
" انك تستحقين فرصةً اخرى ، اثبتي لي مدى حبك للوسيان ، لهذا انا لن افرّقك عنه بعد الان ، انه طفلنا معاً أنسيتِ؟ "
اومئت له وهي توشك على البكاء ، ليتفاجئان بلوسيان يعانقهما وهو يقول مبتسماً
" انا اشعر بالسعاده .. لدي والدان وعم وجده .. لا اريد العاباً .. ولا طعاماً .. أنتم تكفونني .."
ضحك كلاهما ليرفعه أدريان بين ذراعيه يقول وهو يداعب أنف لوسيان بأنفه
" هل انت متأكد بأنك لا تريد ألعاباً و طعاماً ؟ "
صمت لوسيان بعد ان ادرك ما قال ، ليقول مجدداً بتوتر
" لا تأخذ كلام طفل مثلي على محمل الجدّيه .. "
فضحك أدريان وهو يقول لسيلڤانا
" انه يتصرف كطفل متى اراد ويتصرف كراشد متى يشاء "
فعانقت سيلڤانا وجنة لوسيان المتورّده تقول مبتسمه بلطف
" طفلنا ذكي جداً اليس كذلك ؟ "
اومئ لها أدريان وهو يبتسم رغماً عنه ، لتضيع هي بإبتسامته الملائكيه رغماً عنها .. فإستغرب أدريان من تحديقها فيه يقول بمزاح
" مالأمر ؟ ألن تدخلي منزلي لشرب القهوه ؟ ام تفضلين البقاء هنا والنظر الى الفراغ ؟ "
هزت رأسها نافيه وهي تبتسم بشكل حلو ، وقال بلطف
" لن أسمح لكِ بالبكاء في مثل هذه الليلةِ السعيدة "
وابتسمت له بصدق لتتمسك بذراعه بيد ويدها الاخرى تمسح على شعر لوسيان وهم يوشكون على دخول المنزل .. وقفت وإذ بلوكاس امامها مباشرةً .. سمحت لأدريان بالدخول قبلها وبين ذراعيه لوسيان
لتظل واقفه بتوتر امام لوكاس الذي كان عاقداً ذراعيه يكتفي بالنظر اليها .. فقالت بإرتباك
" ماذا تريد ان تقول ؟ "
خرج صوته المبحوح يقول وبدى غير سعيداً وهذا ما أخافها
" يجب ان تستسلمي عن أدريان .. هو لا يرى احداً سوى تلك التي كسرت قلبه مثلما كسرتي انتِ قلبه في الماضي .. لورين ويلسون التي أمقتها ... لورين ويلسون التي يعشقها أدريان .. اصبحت مخطوبه ، لآ أعلم ما هي مشكلة اخي ! لايعشق سوى ذوات القلوب القاسية .. لكن انتِ مجرد ماضي استطاع أدريان تجاوزه .. لهذا تصرفي فقط كوالدة لوسيان .. ليس كزوجة أدريان .. ليس بعد الان يا سيلڤان .. لن تحطمي اخي مجدداً ما دمت حياً "
رمى كلماته القاسية عليها وبنظرات البرود رمقها .. ليدير ظهره العريض ويدخل المنزل ، نظرت الى الارضيه الرطبة بحزن .. وإبتسامه أدريان البريئه المشابهه لإبتسامة لوسيان لا تفارق مخيلتها .. ويعتصرها قلبها اكثر لانها تحبه اكثر من السابق .. هو وحده مالِكُ قلبها .. وهذا ما ادركته بعد خيانتها له مع هاري ..
احبته لأنه رجل نبيل يقدّر النساء في زمن الذكور .. احبته لأنه صادق بمشاعر .. ورجول قلبه مغمور بالحب الوافر ..
دخلت خلف لوكاس مطئطئة الرأس ليناديها لوسيان بسعاده وهو يجلس على مائدة العشاء
" أمُّاه تعالي اجلسي بجانبي ! "
التحمت عيناها الزرقاء بعينا أدريان ، وسرعان ما ابتسم لها بنبل ، مما جعل العبرةَ تخنقها .. تمالكت نفسها لتتوجه نحوهما وتجلس قرب لوسيان وتضع المنديل على حضنه كي لا يتسخ ، امسك أدريان بيد لوسيان وقبّلها وهو يستغرق بالنظر اليه بفخر ، ليجلس لوكاس امام سيلفان وقربه ريمي التي جاءت للتو من المطبخ فهي من أعدت العشاء ، مدت يدها لتصافح سيلڤان وهي تبتسم قائله
" لم اجد الوقت المناسب لتعريف نفسي .. انا ريميني "
صافحتها لتبتسم سيلفان ، فشبك لوكاس أصابعها بين اصابعه يقبّل باطن يدها ، ثم نظر وسط عينيها الخضراء يهمس وهو يبتسم ابتسامة، جانبيه
" إسمكِ ليس ريميني .. بل خطيبة لوكاس وخاصته .. "
ذابت ريمي خجلاً وهي تضرب كتفه بخفه ليتوقف عن احراجها أمامهم ، وسط دهشة سيلڤانا التي تقول بأريحيه
" لم يخبرني احد بأمر خطبتكما .. إذن اتضح بالنهاية أنكِ اصبحتِ خطيبة لزيـر النس- "
رمقها لوكاس بنظرات تهديد لتبتلع ريقها وتلتهي بمطّ وجنة لوسيان العابس وسط ابتسامة أدريان الواسعه ، يراقبهما مستمتعاً وكأنه لم يبتسم بهذه الطريقة من قبل ، بدى سعيداً رغم حزنه الدفين في زاوية قلبه
رن هاتفه وسط الجو العائلي ، ليأخذ هاتفه ويعتذر منهم ونهض ليقبّل رأس لوسيان المستغرق بالأكل ويذهب الى غرفة المعيشة ، كانت ريميني مستغرقه بالتحدث مع لوكاس الذي كان مكتفياً بالتحديق فيها بإعجاب ، وأما سيلڤان كانت تراقب أدريان مستغربه من تلك المكالمه المفاجئة
فنهضت تقول بانها ترغب بالذهاب الى الحمام ، لتدخل غرفة المعيشة بخفيه تتنصت على مكالمة أدريان الذي كان يدور وسط المكان كالمجنون وهو مكتفي بالصمت ، يمسح رأسه حيناً وحيناً ينفث بضيق ..
فقال بإنفعال بصوت منخفض وهو يمرر اصابعه حول شعره الاسود
" ماذا تريد مني بالضبط ؟! لقد اخذت سيلڤان مني وسامحتك ، واستحوذت على لورين واكتفيت بالمشاهدة .. الا يكفيك ما فعلت بي ؟! هل اتصلت لتزيد عذابي ؟! "
اغلق الهاتف بعصبيه وحين كاد ان يرميه تسمر مكانه بتردد ، بينما خافت سيلڤان وهي تضع يديها على فمها ، ليزفر بضيق وهو يرمي جسده على الأريكة يحدق في الفراغ .. اقتربت منه وهي تقف امامه قائله بهدوء
" هل .. انت بخير ؟ "
هز أدريان رأسه نافياً وهو يعض شفته السفلى بحسره .. فنطق بحرقه وهو يستقيم بجلسته يحدق فيها بحزن
" لقد أحزنوني .. وعانى قلبي بما فيه الكفايه .. انا متعب "
تنهدت بضيق لتمسح على وجنته الملتحيه تقول بهدوء
" هل تحتاج ان القي تعويذة ؟ "
اومئ وهو ينظر اليها بنظرات طفل تائه ، لتلوح باناملها امام وجهه لتهمس بإبتسامه
" ايها الألم اذهب ! اذهب ايها الألم فلا احد يحبك .. هيا اذهب و دع أدريان بسلام ! "
كلماتها أرغمت أدريان على الابتسام مجدداً فقال ساخراً
" هل انا طفل ؟ "
خفضت يدها عنه وهي تقول بإبتسامه
" في قلب كل رجل .. طفل صغير داخله "
ابتسم ابتسامةً جانبيه يقول
" تمزحين !
هزت راسها وهي تضحك ليضحك بالمقابل وهو يربت على رأسها وسط دهشتها يقول بدفئ
" شكراً لكِ سيلڤانا .. لأنكِ جعلتيني اضحك .. كنت محتاراً وضائع ، فلقد سمعت للتو خبراً لم استطع تحمُّله .. كنت أود ان ابكي لكن دموعي قد جفت منذ زمن .. "
لتقول بقلق وهي تتأمل عينيه الشمسيه الذي يكاد نورها ينطفئ
" ماذا كان ذلك الخبر ! "
اغمض عينيه لتهبط رموشه الكثيفة السوداء ، فهمس ولم تستطع سماعه لتقول
" لم أسمع .. ماذا قلت ؟ "
تنحنح لينهض بعيداً عنها مما جعلها تستاء ، فنظر الى عينيها الزرقاء يقول ولم تكن ملامحه تعني سوى الجدّيه
" لقد اتصل بي هاري ليخبرني بأن زفافه قد تقرر .. بعد شهر سيتزوجان "
قبضت يدها بعصبيه تقول بغضب
" انا اعرف هاري جيداً ، لقد اخبرك هذا ليغيضك .. انا لطالما كرِهت هذا الجانب منه "
مسح أدريان على وجهه بيده وهو يتنفس تنفساً مرتعش،بعد أسبوع ، كان روتين منزل سانتوريني وجود سيلڤانا في ارجاء المنزل تلعب مع لوسيان وكان سعيداً جداً .. كان أدريان مشغولاً في العمل ، لم يستطع لوكاس التحدث معه بخصوص لورين ، ببساطه لان أدريان يتهرب من الحقيقه .. لا يدرك قلبه حتى الان ان لورين ستتزوج بعد شهر ، يشغل عقله بالعمل ويتعمد التأخر بالعوده الى المنزل كي لا يفتح لوكاس الموضوع معه ، اما بالنسبة لجيلان فقد تحسنت لكن ما زالت في المشفى الخاص ويجب ان تبقى أسبوعاً اخر تحسباً لأي نزوه ، كان أدريان يأتي يوم وفي اليوم التالي يأتي هاري ، ولم يتقابلا أبداً ، هذا ما لاحظته جيلان وهي تسأل هاري الذي كان مستغرقاً بقراءة كتاب امام سريرها
" هل تشاجرت انت و أدريان ؟ .. هل الشجار بسبب خطبتك ؟ "
نظر اليها ولم يتحدث ، ثم تنهد وهو يضع الكتاب فوق الطاوله
" ما هو شعورك تجاه خطبتي يا عزيزتي جيلان ؟ "
توسعت عينيها من الصدمه ، ثم ابتلعت ريقها تقول بعد صمت
" تقبّلته .. لكن هل أدريان تقبّله ايضاً ؟ام لا زلت تقوم بأفعالك تلك المخزيه لتؤلم قلبه الذي يعشق لورين ؟ "
نهض من مكانه بعصبيه يقول
" هل تسمع إذنك ما يتفوه به فمك يا جيلان ؟! "
نهضت من مكانها غاضبه وهي تدفع صدره تصرخ
" ان أدريان يعشقها منذ طفولته ايها الغبي هاري ! لماذا تجرح قلب صديقك ؟! هو لم يفكر بإيذائك أبداً ! أفسدت زواجه ولا زال يعتبرك صديقه ! لماذا تواصل ايذاء ملاكي ؟! لمــ- "
اغمضت عينيها ببطئ وحين كادت ان تسقط امسك بها هاري بكلتا ذراعيه مذعوراً يصرخ باسمها لتستيقظ ..
اتصل هاري بلورين وأخبرها بحالة جيلان الصعبه ، لتهرع دون تفكير الى المشفى مذعوره ، وحين وصلت عانقها حين كان امام الباب ينتظرها وهو يقول بخوف
" انا السبب .. لقد انتكست حالتها بسببي "
حاولت تهدئته وهي تحتضنه بين ذراعيه تقول
" لا بأس ، ستتعافى لذا لا تلوم نفسك "
اجلسته على الكرسي وذهبت لتجلب كوبين من القهوه ، حين انتهت من شراء القهوه ارادت التوجه الى هاري لكن استوقفها سعال احدهم ، فكان سعال شخص مألوفٌ صوته ، تسمرت مكانها ، تريد التأكد من انه هو ، فتحدث الى احدى الممرضات بصوته المبحوح الرجولي والهادئ يقول
" هل جيلان في غرفتها ؟ "
اغمضت عينيها وهي تتنهد براحه .. اخيراً قد سمعت صوته المسالم الذي اشتاقت اليه ، صوته للذي لطالما طمئننها ، صوته الحنون ، فهو قد انقطع عن زيارتها منذ خطوبتها ولم يتحدث معها سوى مره تحدث فيها على الهاتف
التفتت والتحمت عيناها الزرقاء بخاصتيه العسليه الهادئه ..
توجهت نحوه بعد تردد ولم يقطع اتصال العيون ، حتى مدت كوب القهوة له ليتجاهل وجودها ويمضي في طريقه وسط عبوسها من تصرفه اللا مبالي ، فهي لاتلومه ، لقد عانى بسبب حبه لها ، حب من طرف واحد ، والآن هي ستتزوج ، بالطبع سيتصرف بهذه الطريقه ، حتى الملائكه يعرفون كيفية التجاهل ..
لحقت به بعد ان وضعت الأكواب جانباً وتمسكت بيده فجأه وسط صدمته تقول باستياء
" اريد ان اخبرك بأمر هام "
حاول ابعاد يدها عنه لكنها رفضت هذا وهي تحدق في عينيه المندهشه ، لتقول بضيق واضح
" لا تخف حسناً ؟ "
عقد حاجبيه مستنكراً لتقول
" لقد انتكست حالة جيلان .. لكنها تعود الى حالتها شيئاً فشيـ- "
نفض يدها عن يده وقال مصدوماً
" ماذا ؟! "
وهرع متوجهاً،الى جيلان وسط تحديقها المستاء ، اخذت القهوه ولحقت به ببطئ ، وحين وصلت وجدت أدريان يمسك بقميص هاري غاضباً يصرخ في وجهه قائلاً
" كل المصائب تقع على عاتقك ! ماذا فعلت لتجعل جيلان في مثل هذه الحالة الصعبه ايها الحقير ! "
سقط الكوبين منها من شدة ذعرها لينسكب احدهما فوق يدها فصرخت متألمه من شدة سخونة القهوه
مما جعل أدريان يرخي يديه عن قميص هاري ويركض متوجهاً اليها ، قادها معه ليدخلها دورة المياه بينما كانت يدها تنتفض من شدة الألم ، وضع يدها تحت الماء البارد فكانت يده الدافئة فوق كتفها بين يديها تمسك بذراعه بقوه من شدة الألم
وصل هاري مذعوراً حين قال أدريان وهو يتمعن النظر الى وجهها الشاحب
" هل خفّ الألم ؟ "
اومئت له وهي تنظر الى يدها التي مالت الى الاحمرار
،فقال هاري بإستعجال
" سأنادي الممرضة لأجلكِ .. انتظروني "
وخرج من دورة المياه بينما لورين لا زالت تنظر الى يدها بحسره ، فتحدث أدريان وهو ينطر اليها بهدوء
" لا تخافي .. ما إن تضعي مرهم الحروق ستعود يدك كما في السابق ، فهذا احمرار بسيط "
اومئت له وهي تتنهد براحه ، ليدخل هاري وخلفه الممرضة ، فاخرج أدريان يدها من تحت المياه البارده كي تستطيع الممرضة النظر جيداً الى يدها ، ما ان نظر الى هاري الذي يحدق فيها بقلق وخطى بقدميه ينوي الرحيل قائلاً
" سأطمئن على حالة جيلان .. فهي اهم الان ، اهتم بخطيبتك جيداً "
اومئ له هاري دون ان يقدر على وضع عينيه في عيني أدريان الذي ينظر اليه ببرود ، وخرج من دورة المياه وتوجه الى غرفة جيلان تنهد براحه ما ان رآها استيقطت وهي تحدق بعمق في صورة أخاها الصغير بين يديها
طرق الباب لتضع جيلان الصوره على الطاوله وتقول
" ادخل "
فتح أدريان الباب واغلقه بهدوء لينظر اليها بصمت ، ابتسمت له وهي تعيد خصلات شعرها الى الخلف تقول
" مالأمر ايها الملاك ؟ لما انت عابسٌ هكذا ؟ "
ابتسم ابتسامةً جانبيه وكانت يديه خلف ظهره متكئ على الباب وخفض رأسه ينظر للأرض بخجل لطيف
رفع عيناه المشمسه يقول بصوته الهادئ
" هل انتِ بخير ؟ هل حقاً كان هاري السبب وراء انتكاستك ؟ "
مدت يدها له وهي تقول
" لا تتحدث معي وانت بعيد هكذا .. اقترب لأرى وجهك العابس جيداً "
اقترب وامسك بيدها بنبل ، ثم نظر اليها خلف رموشه السوداء الكثيفة يقول
" أمــيرتي تأمر ، وانا اطيع "
فور قول أدريان لتلك الكلمات ، كانت لورين تقف خلفه وهي تعقد حاجبيها من شدة الألم الذي يكمن في يدها
فشهقت جيلان وهي تحدق في يد لورين المحمرّه ، وما ان التفت أدريان لينظر اليها ليدخل هاري وهو يمسك بذراع لورين
" لورين لنذهب "
تجاهلت لورين كلماته وهي تقول لجيلان وسط دهشة أدريان الذي تسمر ينظر اليها وهو واقف امامها بكل رجوله
" هل انتِ بخير يا جيلان ؟ هل ساءت حالتك ام تحسنتِ ؟ لقد كنت قلقه بشأنك كثيراً "
ابتسمت جيلان رغماً عنها بعفويه وقالت بينما كانت تنظر الى يد لورين المحمرّه
" هذا واضح ، هل تؤلمكِ يدكِ كثيراً ؟ "
تنهدت لورين براحه وهي تقول
" لقد زال الألم ما ان رأيتكِ بخير "
فقال أدريان بجديّه وهو ينظر الى يدها
" جيلان لا تحتاج وجودكِ، انا هنا معها .. تستطيعان الذهاب "
ما ان قال أدريان تلك الكلمات ليدرك هاري الوضع ويمسك ذراع لورين يطلب منها مرافقته خارجاً فأشاح أدريان النظر يحدق في جيلان يبتسم لها بتصنع ، التي امسكت بيده تضغط عليها بقوه تسانده ..
ودع أدريان جيلان يقول
" ستخرجين الأسبوع المقبل ، ولن تُجبري على ان تأتمني احد على اخاك الصغير "
اومئت له جيلان وعيناها اغرورقت بدموع الفرح ، خرج من المشفى متجاهلاً لورين وهاري اللذان لم يرحلا بعد ، وعاد الى منزله ليستقبله تشبث لوسيان به مسرور لعودة والده ، فقال بطفوليه وعبوس
" متى ستأتي امي الى المنزل لتلعب معي ؟ "
قبّل أدريان وجنة لوسيان وهمس في أذنه بتلاعب
" الان "
***
بعد مرور عشرة ايام
كانت لورين في المنزل وحدها تُعدُّ لنفسها البيض من شدة جوعها ، فقد ذهبت الجدة كاترين الى السوق ومعها اخواتها ، اما ويلسون فقد ذهب الى العمل ، وهاري ذهب الى عمله ايضاً
لم يبقى سوى هي ، ومعدتها الفارغه .
كانت ترتدي بنطال قصير ضيق جينز وقميص زاهي اللون ضيق اكمامه من خيوط تعانق ظهرها العاري من الخلف ، كان شعرها منسدل بنعومة على كتفيها ، فكان اليوم هو اول مره تقوم بجعل شعرها مستقيم وليس مموج ..
وكانت مستغرقه بالطهو وهي تدندن ، وفجأة سمعت صوت الباب وهو يطرق ، خفضت درجة حرارة النار وهرعت لتفتح الباب تقول بنفس الاوان الذي فتح فيه الباب
" هل أحضرتم طعاماً ؟! "
تسمرت في مكانها ما ان رأت ذلك الضيف الغير مدعو .. فقالت وركبتيها ترتجفان
" آلتون .. ؟! "
ابتسم لها التون وهو يقول ومعه باقة ورود حمراء اخرجها من خلف ظهره
" تفضلي يا عصفورتي الصغيره "
مدّت يدها بتوتر وكانت ترتجف ، امسكت بالورود وأبعدها بيده عن طريقه كي يدخل ، وبقيت مكانها ترتجف بينما كان ينظر حوله بفضول ويديه بجيوبه يصفّر بإستمتاع
التفت خلفه ووجدها لا تزال واقفه في مكانها ، فقال وهو يضحك
" تعالي ، لن استمتع وانتِ صامته ، تحدثي فأنا أكره الصمت "
مشت بخطى غير ثابته ولا تفكر سوى بالهروب ، لكن صوته أخافها حين صرخ
" تعالي ايتها العصفور العنيده ، قبل ان اطعمكِ ضرباتي ! "
ركضت نحوه حتى اوشكت على التعثر ، فضحك على شكلها ، وهي لا تشعر اللا بالخزي من ضعفها امامه ، ولن ينقذها احد منه ، لا احد
فشعرت بالحنق والغضب الشديد ، لترمي الورود امام أقدامه ، لقد قامت بخطوه اخيراً
كانت ترتجف ، لكن ترتجف غضباً الان
توسعت عينيه وابتسم بشكل مقرف يقول
" هل عصفورتي تتمرد علي ؟ "
لتصرخ في وجهه بنبرة بكاء
" نعم ! انا امقتك ايها السافل واتمنى ان تموت ! "
ركض نحوها مما جعلها تهرع الى السلالم وسقطت ليلتوي كاحلها ، تألمت بشده لكن حين التفتت وجدته يصعد نحوها ،ولم تستطع سوى ان تنهض بعد السقوط ، هذا ما علمها إياه أدريان ..
هرعت الى غرفتها وهي تعرج بسبب كاحلها وفي اخر لحظه أوشك التون على الدخول لتصفق باب الغرفة على وجهه وسقط أرضاً بسبب ضرب الباب على جبينه بقوه ، أقفلت الباب بالقفل وهي تتنفس بتسارع . تسمع تأوهاته وتشعر بالسرور والانتصار
لكن حين ضرب الباب بقوه اثار رعبها ، امسكت بعصا البيسبول من أسفل السرير التي كانت تضعها تحسباً بمواقف كهذه ، وهرعت داخل خزانتها مذعوره ، فيما كان يضرب الباب بقوه كانت تغمض عينيها وهي تتخيل نفسها بين هاري و أدريان .. احدهما يلقي نكته والثاني يتذمر من نكتة الاخر الغير مضحكه ، وهي بينهما تضحك على تصرفاتهما الطفوليه .. ويلاحظ أدريان سخريتها منهما ليضرب جبينها بإصبعه وهو يبتسم ، بينما يفرك هاري جبينها مغتاضاً من فعلة أدريان بها
لكنه مجرد خيال .. والواقع هو ان صديقاها اللذان لطالما كانا يدافعان عنها ويحميانها منذ الطفوله ليسا بجانبها وبأن حبيبها السابق السادي يحاول كسر باب غرفتها ..
امسكت بالعصا وهي تغمض عينيها ، وإذ بالباب يسقط أرضاً ، صرخت وبسبب صرختها عرف مكانها ليفتح الخزانه ويجدها امامه توجه العصا نحوه ، وبلمحة بصر سقط بعنف بسبب ضربها رأسه بالعصا ..
سقط بطوله امامها ، وبدأ يسيل الدم من رأسه وعكَّر لون بساط الارضيه الرمادي ..
سقطت منها العصا المليئة بالدماء الأحمر امام قدميها لتهرع نحوه ترفع رأسه وتضعه فوق حضنها لتطمئن عليه ، هزت كتفيه وعيناها اغرورقت بالدموع تقول بصوت مرتعش
" لا تمت .. لم أكن اريد قتل روح .. كنت اريد الدفاع عن نفسي .. استيقظ ! "
اصيبت بالصدمه لتنهض وتضع رأسه أرضاً ببطئ ، تنظر الى يديها المرتعشه التي تعكرت بدمائه ، وملابسها ايضاً ، شهقت وهي تتنفس بتسارع تبكي لتتساقط دموعها على الارضيه وتختلط مع دماء التون ، تراقب دماءً كانت سبب خروجها ، لتخرج من الغرفه مذعوره تنزل السلالم وكادت تتعثر بسبب كاحلها الملتوي
لم تستطع الاتصال بهاري فهي قد نست هاتفها بالمنزل ، ولا تستطيع العوده مجدداً ، كانت فقط تمشي دون وعي في الطريق الفارغ من الأرواح .. حافية القدمين ، وكان أدريان يسير بسيارتًه متوجهاً نحو منزلها يريد الاطمئنان عليها عن بعد كما هي العاده ..
وتفاجئ بلورين تمشي وحالتها متدهورة ، والدماء تعانق ملابسها ويديها ، ونظراتها شارده ، أوقف السياره ونزل مسرعاً، يركض نحوها ببدلته الرسميه ، ما ان لمحت عيناها أدريان جلست على الارض تتنفس بأريحيه وهي تحاول التقاط انفاسها ، فقد شعرت بالامان ما ان لمحته وهو يركض اليها ، تذكرت يان الصغير الذي لا يتردد بالركض ناحيتها حين يراها في مشكله ، يان دائماً يكون الى جانبها حين تظن انها وحيده ، يان الوحيد الذي لا يترك يدها حتى لو تركت هي يده ، يان الوحيد الذي يثق بها ويؤمن بكونها ستنهض مجدداً ، يان هو يان ولن يتغير مهما مر الزمن وطال
حين وصل اليها جلس على ركبتيه و عانقها بشده وهو يقول متقطع الانفاس
" لــورين ! ماذا اصابكِ ؟!! .. "
عانقته وهي تخفف عن روعها تقول وهي تبكي بينما دموعها تساقطت على كتفه العريض
" أدريان ! .. صدقني ارجوك انا لم اقصد قتله ! انا لست قاتله صدقني "
وغمرت رأسها على صدره تبكي بكاءً شديداً فقال بخوف
" هل هذه دمائكِ اخبريني ؟! "
فهزت رأسها نافيه ليتنهد بأريحيه وهو يمسك وجهها بيديه الدافئه يقول بشك
" دماء من إذاً ؟ "
رأى حالتها والوقت ليس مناسب للأسئلة لينحني امامها يقول بسرعه
" اركبي على ظهري "
ظهره الدافئ الذي لطالما تحمل ثقل جسدها ، منذ صغره وهو يفعل هذا الامر ، يعرض عليها الاتكاء على ظهره حين تلقنها الحياة درساً قاسياً ، احاطت رقبته بكلتا ذراعيها واستسلمت على ظهره ليرفعها بسهوله ويتوجه نحو سيارته ويهرب بها بعيداً ، عن ضيق الحياة و مشقتها ، عن الألم والضياع ، عن كل شيء يؤلم قلب حبيبته التي لا تنتمي اليه
وصل الى بيته الذي كان بعيداً عن جميع الناس ، بيته التقليدي الذي لا يدخله اللا حين تكون لورين بجانبه ، ابعدها عن الجميع خوفاً عليها من الشرطه اذا ما عرفوا مكانها ، فهي بالطبع متورطة بجريمه لكنه لا يستطيع سؤالها عن شيء لانها كانت نائمه على ظهره حين دخل المنزل
وضعها على السرير وغطّاها جيداً ، لينزل ويجلس على الأريكة ينظر الى باب الخروج يفكر بعمق ..
حل الظلام وفي الجانب الثاني كانت الشرطه في كل مكان وكل زاوية في منزل ويلسون الذي جلس على الأريكة منهاراً يفكر اين هي طفلته وماذا حل بها تاركةً خلفها رجلاً تم ادخاله المشفى وحالته خطيره لانه تلقى ضربةً قويه على رأسه
اصبحت لورين عند مركز الشرطه و بنظر المحققين بانها مشتبه بها في جريمة محاولة قتل !
استيقظت لورين واستحمت لتبدل ملابسها بملابس أدريان الذي أعارها لها ، عباره عن قميص رمادي كان فضفاضاً عليها ، وبنطال اسود اللون
نزلت السلالم بهدوء تنظر الى أدريان الذي كان يمسك بكوبين من القهوه وقد خرج للتو من المطبخ ، ابتسم لها وقال
" لقد نمتِ على سريري بشكلٍ جميل "
حين وصلت ، تحدثت وهي تنظر اليه مباشرةً
" سأخبركَ لمن تنتمي تلك الدماء .. لكن في الخارج .. احتاج لاستنشاق الهواء "'
اومئ لها وهو شارد بالتفكير ، لتفتح الباب وهي تمشي خلفه ، وصلا الى الأرجوحة فجلست على إحداهن مدّ أدريان الكوب لها لتمسكه بكلتا يديها تتنهد وجلس بجانبها ممسكاً بكوبه المماثل لكوبها ، بقيا لثانية يتأملان النجوم معاً بصمت ، ولم ينطقا بكلمه ..
ارتشفت لورين من الكوب ثم قالت فجأه
" لقد كانت دماء التون حين ضربت رأسه بعصا كانت تحت سريري لأنه تهجم علي في منزلي "
أتاها جواب أدريان الغير متوقع بصوته الهادئ
" هل مات ؟ "
دبَّ الرعب في قلبها حين نطق تلك الكلمات بنبرة هادئه ، لتنظر اليه مدهوشه تقول
" لو مات .. ماذا سيحصل لي ؟ "
صمت قليلاً يحدق باللا شيء ، ثم قال وهو ينظر اليها
" سيكون دفاعاً عن النفس .. لكن ربما ستعتقلين "
شهقت برعب وإغرورقت عيناها بالدموع ، ليقول مبتسماً لها بنبل
" لكنني لن اسمح بهذا .. ثقي بكلامي وردتي "
ارتجف ذقنها وهي تتأمل ابتسامته التي تشرح صدرها وتبث الأمان في قلبها
وإذ بضوء سيارات عديده سطع و كاد يعمي عيناهما، وضع أدريان كوبه جانباً وهو يقترب من لورين ببطئ شديد يقف امامها وهو يهمس
" إنزلي كوبكِ ببطئ و قفي خلفي يا لورين واياكِ والابتعاد عني "
ما إن انزلت الكوب أرضاً ونظرت الى السيارات وإذ بها سيارات شرطه ! لهذا السبب كان أدريان يتحدث معها بحذر .. ينظر الى الشرطيين الذين خرجوا من سياراتهم بعدوانيه
قالت وهي تتنفس بتسارع مختبئه خلفه
" أدريان ! انهم يريدون اعتقالي .. لقد أتوا لأجلي "
________
الفصل ما قبل الاخير 🙃
كيف تستطيع لورين إثبات برائتها ؟
هل النهايه ستكون سعيده ام حزينه ام كوكتيل يعني حزينه وسعيده ؟
مساحه لله ؟
اراكم بالبارت الاخير قريباً 😊💘💟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro