الفصل العاشر
موت ألينور غيرها لدرجة لم تعد فيها تعرف من هي أو ماذا تريد في الحياة..كأن شيئاً ما انطفئ داخلها وتحولت هواجسها وأحلامها إلى الموت.مافائدة وجودي في الحياة؟مالهدف من العيش؟لماذا أعيش؟ماذا لو أصابني مثل ما أصاب أختي وغارث؟هذان الشخصان شكلا معززاً لها ودافعاً للموت ..تردد هذه الاسئلة كل ليلة على وسادة شقيقتها ..للحظة تشعر بأنك عاجز عما تريد فعله أو لا تعلم ما تريده في الأساس ..تحاول النهوض بنفسك بشدة ولكن لاشئ يدفعك للمضي قدماً وتخفت همتك وعزيمتك ..وبينما هي على هذا الحال مقربة ساقيها وتلف ذراعيها حولهما وتتأرجح للأمام والخلف وتنشج على مصير ألينور الذي كان لها يد فيه أو هذا ماتظنه ومصيرها في هذه الحياة، هناك ثيو المحقق البارع كما يُطلق عليه وضع تحت المراقبة الجبرية في منزله يعيش تجربة مختلفة مريرة من الحبس مع جهاز صغير يلف كاحله مبرمج على إطلاق صفير ينبه الشرطة أن السجين قد تخطى عتبة المنزل.
لقد كان محبوساً من قبل وكان من إختياره ولم يتململ لكن هذه المرة مريرة ومفقدة للأعصاب وممرضة كذلك ..أن تُجبر على شئ لهو أقسى من الموت .فرغ عقله من كل ما يعيق تفكيره وركز على قضية واحدة فقط..سار حافي القدمين نحو نافذة غرفته وأبعد الستارة الحمراء ورفع بصره للسماء الزرقاء الصافية وتمنى لو إن الحياة مثلها صافية لاشية فيها،وهناك ديلان ..مستلقي على كنبة الصالة ويتذكر سالف الأيام ..أيام تمنى الرجوع إليها وتغييرها..لحظات ندم وإنكسار هاجمته ..كيف تحملت حبيبته شخص متطلب مثله ..لم يراعي ما كانت تمر به حين فُصلت من وظيفتها لمكيدة أُحيكت لها وقضت أيامها الآخيرة مكتبئة،لم يخفف عنها بل أسمعها كلمات مازادتها إلا كآبة مع ذلك إحتملته ولم تشكو له لأنها ببساطة تحبه.شخصيته لازالت كما هي لاشئ تغير فيها وأزدادت للأسوء لم يتبقى سوى حبه لها..في ليلة مقتلها أشعل الشموع وجهز المائدة كان يريد الإعتذار وخطط لمناقشة مستقبلهما معاً ..الزواج وإنجاب الأولاد كل هذا تبخر في تلك الليلة التي قُتلت.تدمر عالمه وأقسم على الإنتقام ..أبعد صورة غريس من ذهنه ..هي الأخرى لها مكان في ذكرياته..لقد توعد أن يعذب نفسه وأن يبقي حب حبيبته في قلبه غير إنه لا ينكر إن جانباً منه يميل لغريس..وثالث الرجال المحطمين ..غارث المقعد ..يحدق في الخواء ..صفحة بيضاء رسمت في مخيلته..يحاول التنقيب عن ذكرى تخرجه من هذا الصمت المرعب ..قرار خاطئ بحق نفسك يؤدي بك إلى التهلكة ربما ليس الموت ولكن فقد ذاتك.
ماذا ستمنحهم الحياة بعد !!
أحست بحضور غريب في الغرفة التي لم تفارقها منذ اليوم المشؤوم..كأن روح شقيقتها لا تزال تسكن المكان رافضة التحرر.مر شبحها أمام مقلتيها الدامعتان ..إبتسمت لها وأستدارت ناحية صندوق كارتوني وضع فيه أشياءها ..تقدمت إليه وأختفت.تحرك جسد غريس رغماً عنها وتقدم ناحية الصندوق..قامت بفتحه ..أشياءٌ من ماضي ألينور بداخله مرتبة فوق بعضها..منها رسومات لشخصيات كارتونية شهيرة..كانت تحب الرسم كثيراً ومثل عزاءها في ألايام الصعبة غير إنها تخلت عن الرسم لعجزها عن تحقيق حلمها البسيط وقصص مصورة للإطفال ودفاتر من أيام الدراسة لاشئ غير عادي . برز من بين جمع الأغراض دفتر ملاحظات جلدي ..تناولته بكلتا يديها وجلست متربعة ..تبين إنه مذكرة لإحتوائها على تواريخ يومية فقد إعتادت على تدوين يومياتها بإنتظام وكل مايحدث في حياتها.شعرت بأنها تتطفل على حياة خاصة فكونهما شقيقتين لايعني بالضرورة التدخل في خصوصيات الأخرى.
داهمتها رغبة عارمة في قراءة هذه المذكرات ومعرفة مايكنه صدرها ..قلبته وأخذت تقرأ..كان خطها جميلاً جداً حسدتها غريس دائماً عليه ومنتظم بحيث إنها كانت تحاول قدر إستطاعتها ألا تُخطأ في كلمة ..منتظمة بشكل دقيق ..نوبات من الضحك والبكاء صدرت في الغرفة بشكل أخاف والدة غريس التي كانت تتنصت عليها وشكت في إن أبنتها قد جنت.أغلقت المذكرة وأنتصبت قائمة تعتليها علامات الجد فما كتبته عنها أعاد لها صوابها ..
"إنها ذكية لكن لاتستخدم ذكائها وتمتلك إرادة وعزيمة وقوية تمكنها من أن تصبح وزيرة لا بل رئيسة البلاد حتى إني في بعض المرات أحسدها وأتمنى لو أمتلك قدراً ولو ضئيلاً مما تمتلكه.أتمنى بحق أن تدرك قدراتها وتصل إليها لتنفع نفسها وغيرها"
هذه الكلمات حولتها في ثانية ..أعادت لها عقلها..ذكرتها بذاتها التي فقدتها لفترة قصيرة وأعلنت قراراً مفاجئاً ماحسبت له يوماً حساب
"سأكمل دراستي "
صدم والديها وبحلقا في وجهي بعضهما..تلك الفتاة التي تكره الدراسة وما كانت حتى لتجرؤ على لفضها تتفوه بها الآن وبكل جدية وثقة !!
ماكان منهما سوى الموافقة ولن يجرأ أياً منهما على أن يقول لا فهي ستفعلها بدون موافقتهما على أية حال.أتتها مذكرات شقيقتها من النعيم وشكلت دافعاً قوياً لتنهض بنفسها وترمم رفاتها ..وضعت غارث في الصورة ..هذا الشخص هو من كون لها نموذج عن نوع العمل الذي ستزاوله ..طبيبة ..ومن الاحلام الصغيرة تنبت الاحلام الكبيرة..رأت في نفسها تلك القدرة القادرة على إنتشالها من القاع والنهوض بها نحو القمة وستنطلق في الحياة كغريس جديدة.
"هل تناولت الطعام"
سأل ديلان ثيو وجلس قربه.لايزال منكمشاً على نفسه في عالمه البوليسي الخاص..أكثر في الآونة الآخيرة من قراءة الروايات البوليسية وكون فكرة ونظرة عامة حول ماجرى..قرر إعادة فتح القضية والتحقيق في صغائر الأمور وأي مواضع كانت مشكوك فيها فسيحقق فيها الأخرى حتى لو كانت تافهة.
"أريدك في مهمة ديلان "تجاهل الرد على سؤاله فقد كان تفكيره منصباً على أمر آخر فليس الطعام ما يشتهيه، فقد شبع لدرجة التخمة من القراءة.
"ماهي ..سأفعلها أياً كانت "
"لاتحلم بالكثير ..إتصل بي العميل كليرك وأطلعني على مجريات التحقيق مع إبن المسؤول ..إد..قال إن هناك أمراً خاطئ بخصوصه"
"هل هذا إسمه ؟"
"نعم .."وصمت ..إنتظر ديلان مايريد قوله وفقد صبره
"ثيو ..ماهي المهمة !!"
تحول تفكير ثيو لشئ طرأ في ذهنه في الحال وكلم ديلان على عجل كأنه يخشى ان تطير المعلومات من ذهنه
"صلني بالطبيب كريستوف بسرعة "
"الطبيب !!لما هذا فجأة ؟!"
"بسرعة ديلان ..هيا "
"حسناً ..حسناً"إتصل بالطبيب وجعله يكلم ثيو
"مرحباً طبيب كريستوف كيف حالك ؟"
"بخير ثيو ..كيف أنت ؟"
"أريد أن أسألك عن شئ "لم يرد عن كيف كان حاله فحاله لا يُوصف ولا يُفهم وأجابه الطبيب بأن يبادر
"أخبرتني مسبقاً أن المشفى بلغ عن حالة سرقة أو ماشابه أليس كذلك ؟"
"آه..نعم ..تقصد مخدر GHB ..في الواقع لا ندري إن كانت تُعتبر سرقة حقاً .. لم نعرف الحقيقة بشأن إختفاءه حتى الآن..هل طرأ جديد بشأن هذا الامر؟"
"كلا ليس فعلاً ..هل بإمكانك تذكر حصول أمر غريب في ذاك اليوم ..شئ ما أدى بعدها لحالة السرقة؟ ..شخص مثير للريبة مثلاً"
"لا أذكر جيداً ماحصل ذاك اليوم تعلم جيداً إني كثير النسيان هذه الآيام ولكن إن تذكرت شيئاً سأبلغك فوراً"
"حسناً..أرجوك فلتبذل جهداً في التذكر "
"سأفعل وداعاً الآن سأجري عملية "
"ماكان كل هذا ؟ "سأل ديلان محتاراً
"المادة المخدرة التي وجدوها في جسد المرأة في الحافلة اسمها GHBإنها مادة ممنوعة قانونياً لها إستعمالات عدة ..منها للاغتصاب ومنها كبنج يخدر جسد الضحية قبل إجراء العملية..من يتعاطاها بشكل غير قانوني يعاقب بالسجن او دفع غرامة "
لم يفهم ديلان مايعنيه فطلب منه التوضيح واكمل
"أكد الخبراء في الطب الشرعي إن المادة التي وجدوها مأخوذة من أصلها كبنج وأُستعمل للضحية.. مفعولها كما أعرف يبدء بعد عشر او خمسة عشرة دقيقة من فقدان التركيز والترنح وبما إن الطبيب ذكر لي إن مادة كهذه إختفت في المستشفى فهذا جعلني أشك "
"أتقصد إن الطبيب متورط ..هل هو القاتل الحقيقي ؟"
"لا تتعجل ديلان وتتهم الآخرين بدون أدلة الطبيب ليس من هذا النوع صدقني ..والآن بالنسبة لمهمتك "
"وأخيراً "هتف متحمساً
ً
"ستلتقي بالعميل كليرك سيسلمك الشريط المصور لعملية إستجواب إد "
"فقط!!""صاح غير مقتنع إن هذه هي مهمته التي تحمس
لأجلها
"نعم..كما ترى أنا غير قادر على الخروج هيا لا تتأخر"
فور خروج ديلان دخلت الممرضة المبعوثة من قبل الطييب كريستوف لفحص غارث وأصطحبها ثيو لغرفة شقيقه ..تمت مهمتها وغادرت
"أريد..رؤية غريس ..و..وعدتني أن ..ن..نخرج معاً"
لايزال لسانه ثقيلاً بسبب الصدمة وسيحتاج وقتاً للتحدث بصورة طبيعية.إتصل ثيو بها منصاعاً، وماهي إلا نصف ساعة حتى مثلت أمامهم وتعجب ثيو من السرعة التي أتت فيها وعللتها بأنها كانت في طريقها إليهم قبل إتصاله وجعلتها مفاجئة.خلال الفترة التي قضاها ثيو بالسجن إعتنت فيها بغارث وتعلق بها كالطفل كانت حنونة جداً وتعامله بلطف وتلبي رغباته مما زاد تعلقه بها أكثر كما شعرت بالعطف تجاهه والشفقة مما جعلها تبني حلماً عليه بأن تعالج من هم في مثل حالته.حمله ثيو بين ذراعيه وأنزله للصالة ومشت خلفهما تدفع الكرسي على السلم ..جلس في مقعده وأخذته معها للتنزه.جابت الشوارع معه وأخذت تروي له قصصاً مضحكة وأشترت له البوظة كما الطفل تعامله ويكسر خاطرها في كل نظرة يسددها له.خلال نزهتهم إلتقت بروبرت وقد كان في الجوار يقوم بالهرولة بملابسه الرياضية وتجاذبا أطراف الحديث
"لست في العمل ؟"
"نعم إنه يوم إجازتي كما إني سأنتقل لفرع آخر في كولورادو أحب التنقل ..كيف هو ثيو ؟"
"روبرت لدي سؤال لو سمحت "تجاهلت الرد على سؤاله بشأن ثيو وأومأ لها أن تسأل
"إبن المسؤول ذاك هل هو القاتل حقاً ؟"
"نعم هذا ماأكدته الأدلة لمَ تسألين ؟"
"ثيو يشك بأمره ..يظن إن القاتل لا يزال طليقاً"
أقسم ثيو وديلان أن يخفيا أمره عنها حتى لا تتورط معهما بشئ كما في المرة السابقة حين أخذها إد كرهينة ومع محاولتهما كشفت مايخفيانه عنها من خلال تنصتها عليهما وهما يتناقشان.
"كيف هذا ..لا أدري ..سأكتشف مايجري لايجب أن أفوت شئ ..شكراً على إخباري وداعاً"
قالها على عجل وأختفى من أمامها.
ناهزت الساعة السادسة وتوارت الشمس خلف السحب الرمادية المتجمعة منذرة بهطول المطر ..في مثل هذا الجو عادا للمنزل..حمل ثيو غارث إلى الغرفة وديلان خلفه هذه المرة يدفع الكرسي..تعثر ثيو من على السلم فجأة وسقط مع شقيقه..ذكرى خاطفة مرعبة خطفت في عقل غارث آنياً عن شخص يقود شاحنة أنقلبت به سرعان ما تلاشت الذكرى حين صرخ ثيو مذعوراً
"غارث هل أصبت بأذى أنا آسف "
"إحملني أخي أريد النوم "
حمله مجدداً بمساعدة ديلان و جرت خلفهما تتأكد من صحتهما ومدده على سريره وأخذ يذرف الدموع.سحب ديلان غريس وخرجا من الغرفة وإلى الأسفل نزلا.
"متى سأمشي..تعبت...ماذا حدث ..من رأيته..كان أنا في ..في..سيارة كبيرة ..بعدها إنقلبت "
"إنه وهم فلتنم أرجوك أنت متعب "
جلس بقربه ومسح العرق عن جبينه حتى نام..غير قادر على تفسير ماحدث له لأنه قطعاً لن يتعافى إن ظل يفكر بكلام ثيو.وظل ممسكاً بيديه يراقبه ويتحسف على حال المسكين.
"هل تتودين إليه أيضاً غريس "
سألها ديلان بلا أي أحراج أو إهتمام لمشاعرها ولكونها لماحة فهمت مايلمح إليه مقطبة وذكرها بأول يوم إكتشف مسعاها خلف ثيو
"لا تبدأ معي ديلان..كنت غير ناضجة آنذاك ولا تفكر فيّ هكذا مجدداً "هجمت عليه بكلماتها
"تغيرتي "
"الندوب تغير الأشخاص ..لن أطيل الكلام معك لأن نقاشنا سينتهي لشجار.. وداعاً"
رافقتها عيناه وهي تغادر حتى تلاشت تماماً وجلس ينتظر ثيو.. لايعلم لمَ عاملها بهذه الطريقة القاسية ..ربما يحن لشجارهما سوية..نعم إنه كذلك بالفعل.
بعدها بساعات قليلات،شاهد ثيو الشريط المصور مع ديلان عن عملية إستجواب إد
"لست أنا القاتل أعترف بقتلي لحبيبتي لأنني فقدت الرغبة في البقاء معها..كانت سافلة ..هددتني بهجري إن خنتها واللجوء لرجل آخر..إستفزتني وقارنتني مع ذلك المعتوه غارث..لم أحتملها فقتلتها متخذاً من إسم الشيطان غطاء لي "
"لكن كل الأدلة تشير بأنك القاتل ..كيف تفسر هذا؟"
سأل العميل كليرك وكانت زميلته بقربه تتفحص تقارير الادلة
"مؤكد إنه هو ..ذاك الطبيب "قال إد وأنفعل
"لقد..لقد سحب دماً مني حين كنت في المستشفى بسبب إصابتي ..وقال..قال..هددني..نعم هددني بأن نهايتي وشيكة "
ضرب سطح الطاولة براحة كفيه وردد ونوبة جنون إجتاحته
"لست أنا..لست أنا...قتلت حببيبتي وأمرأة قبلها ورجل وتستر أبي على جريمتي..لكن هذه المرة لست أنا..لست"
وبدء يسعل دماً وأغمي عليه أمام أعينهما المذهولة، فأنهيا الجلسة بسرعة وطلبا حمله إلى مستشفى السجن وفي تلك الليلة مات .
حملق ثيو وديلان بوجه الآخر مشدوهين كيف ذلك..أيعقل؟ ..رن هاتف ثيو والمتصل الطبيب
"ثيو ..تذكرت شيئاً..أجريت عملية بسيطة لشاب وقد أبدى إهتمامه بمعرفة نوعية المخدر الذي نستعمله في التخدير وشرحت له ذلك ..وبعد مغادرته حدثت السرقة"
"أتتذكر شكله...أو إسمه ؟"
"بحثت عن إسمه يدعى ..جيف ثومبسون وأذكر إنه كان شاب وسيم هذا فقط"
"شكراً لك "
"إذاً نخرج الطبيب من دائرة المشبوهين ونركز على هذا جيف "
"لكن إد قال إن طبيباً هدده كيف نخرجه ؟"سأل ديلان غير مؤيداً ثيو في رأيه
"ربما كان طبيباً آخر "
"ثيو ..علينا أن نضع كل الاشخاص في دائرة المشبوهين ونحقق معهم"
لوهلة نسي ما تعلمه من قراءة الروايات والكتب مستبعداً أن يكون صديقه الطبيب هو القاتل..يعرفه تمام المعرفة والتفكير هكذا به جائر بحقه..أتصل برئيسه
"سيدي أعد فتح القضية لا زال القاتل طليقاً وساعدني للخروج أرجوك "
"لماذا؟"
"لأننا وجدنا دلائل وإد كان صادقاً في أقواله "
"ثيو هل أنت متأكد ..أغلقنا القضية متوقعين أن إد يتفوه بالهراء "
"كلا ليس هراءً..إعرف في أي مستشفى عولج إد رجاءً"
"حسناً سأثق بك انتظر إتصالي"
بعد ساعة إتصل به مجدداً وأخبره باسم المستشفى..إنها تلك التي يعمل بها الطبيب كريستوف! ..وحدقا بوجهي بعضيهما مصدومين مجدداً .
يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro