Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل السادس

19مايو 2014

بعد إستيقاظها في الصباح،أخذت تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً في حالة من التوتر والقلق.مؤكد أن شيئاً ما قد حدث..أُولى الافكار التي تصدرت بنات أفكارها نتيجة ذلك الإتصال المربك الذي وردها من ثيو قبيل مغادرتها المطعم ذاك المساء.إذ طلب منها ملازمة مكانها حتى يأتيها إشعار منه بالعودة دون التطرق لماهية الاسباب التي دفعته لمثل هذا الفعل المفاجئ،وقد مضى يومان.أيعقل أنه تخلى عنها وخدعها؟.دلفت شقيقتها للغرفة وجلست على كرسي خشبي موضوع أمام السرير وراحت ترقب طواف غريس المبالغ

"لمَ أنتِ قلقة إلى هذه الدرجة؟ تتصرفين كما لو كنتِ زوجته"

أعربت عن إنزعاجها سائمة

"هناك شئ يحصل وأضحي بنفسي لأعرف ما هو"

قالت غريس بانفعال بينما علقت أختها وقد بدأت نبرتها تكتسب بعض الحدة

"لا تتدخلي فيما لا يعنيك..أنهي عملك وعودي للمنزل"
"كلا..لن أفعل لقد تعودت الوضع هناك"عاندت بقوة

"غريس حان الوقت لتنضجي..الواقع يختلف عما تفكرين فيه ..لاتأخذي الأمور ببساطة..أنا غير راضية عما تفعلينه..كيف تمكثين مع رجال غرباء الا تخافين أن يمسوك بسوء؟"

"إنهم يعاملوني بلطف بإستثناء ديلان طبعاً لكنه لا ينوي علي شراً ثم إنني أقوم بواجباتي على أكمل وجه وعلى وشك تحقيق مخططي.أظنني سأحول هدفي إلى ديلان لقد ذكر إنه يمتلك ثروة"

وخطفت ابتسامة جانبية ماكرة على شفتيها بينما نفذ صبر الشقيقة وقامت بعصبية لتواجهها بالحقيقة

"أنتِ تدفعينني للجنون حقاً..ماذا تعرفين عنهما هاا..تكلمي.. تتصرفين كأنك فقيرة معدمة..مالذي ينقصك ..هل قصر أبي وأمي بشئ معنا؟.لقد منحانا حريتنا ولم يجبرانا على شئ.التصرف بحرية لا يعني أن تودي بنفسك إلى التهلكة..لقد حققتي مبتغاك فتوقفي الآن وأعيدي النظر بتصرفاتك.أخشى إن أحلامك الخيالية هذه ستضرك.."

إلتقطت نفساً عميقاً بينما طأطأت غريس رأسها تفكر بجدية بما تسمعه..

"الزبونان تشونغ وروبرت إنهما عميلان فيدراليان يبحثان عن شخص هارب..تنصت على كلامهما..ألم تقولي بأن غابرييل هارب؟"

رفعت رأسها والدهشة بادية على وجهها

"نعم ..مادخل هذا بحديثنا ..هرب من أهله هذا ما قاله"

"هيا غريس..أتصدقين هذا الهراء..ماذا لو كان يخدعك لغرض في نفسه..ماذا لو كان مجرماً..أعني العميلان لا يبحثان عن الآخرين عن فراغ ..فكري جيداً لا نريد أن نتورط بأمور نحن في غنى عنها..إقتنعي بنصيبك..أنتِ لا تعيشين في الخيال والمسلسلات أنتِ تعيشين في واقع يحتم عليك أن تحذري دائماً ..عمليات القتل والإغتصاب والخطف كلها حقيقة وواقعة"

سكتت برهة ثم أردفت متألمة وهي تسبل يديها العاريتين

"نحن نعيش في عالم مرعب تحكمه قلوب شيطانية"

ثم دارت على عقبيها مغادرة مخلفة في قلب غريس ذعر لم تستطع كبحه وفي عقلها صور مرعبة لم تستطع طردها عن تحول مخدوميها إلى مصاصي دماء شرهين يقتحمون غرفتها في آخر الليل ويمتصون كل قطرة لذيذة من جسدها الشهي.كم أثرت فيها كلمات شقيقتها و لأول مرة أدركت حتمية الموقف..أدركت كم كانت سخيفة وإن مشاعرها تجاه ثيو كاذبة وعن طمع..لكن رغباتها الجامحة وقفت ضداً..لن تتراجع عن كلمتها ولن يعيقها شئ عن مخططها.

بعد حين،كان روبرت وتشونغ يشربان القهوة ويتناقشان بأمور عديدة فقاطعتهما وجلست قرب تشونغ وتعمدت فتح موضوع شيق عن الأشخاص الهاربين..عندها أفصح لها تشونغ عن هويتهما وأنهما يبحثان عن رجل يدعى ثيو وهو عميل ذكي يحتاجانه لحل قضية قتل وسألاها ما إن كانت قد سمعت به أو رأته على شاشة التلفاز من قبل.طلبت منه مواصفاته تحسباً لكل شئ لربما تلتقي به صدفة في الشارع أو في أي مكان.إستبعدت سيد غابرييل من ذهنها إذ لايمكن أن يكون هو المدعو ثيو..هيئته مقارنة بما سمعته عن مواصفات العميل ثيو لا تدل على كونه محقق ذكي.صوت والدها وهو يناديها من المطبخ قاطع نقاشهم فحثت خطاها نحوه معتذرة للرجلين.

"يا أبي لمَ تقول هذا الكلام أنت بنفسك طلبت مني الذهاب وتحقيق حلمي..فمن غير رأيك هل هي أختي؟"

أمالت برأسها تلقي نظرة على أختها المشغولة بغسل الصحون

"عزيزتي..الشرطة حذرتنا من وجود قاتل يستهدف النساء والتحقيقات جارية للقبض عليه والمضاهرات تزداد يوماً بعد يوم..بدءنا نشك حتى في أنفسنا..أرجوك لا أريد خسارتك أنتِ وأختك..عودي للمنزل وبإمكانك أن تحضي بحبيب هنا وكل شئ فقط عودي إلينا ..الجميع خائف بمن فيهم أنا"

"لاأفهم ماعلاقة ذلك بي؟الأ يمكنني أن أحقق مااريد في ظل هذه الفوضى!"

إحتدت نبرة صوتها وألتمعت عيناها بالدموع

"بإمكانك تحقيق ما تريدين بعد القبض عليه"

"ماذا لو لم يُقبض عليه..هل سأحتمي خلف جدران غرفتي بيأس وإحباط ..الشر في كل مكان يا أبي ..لن ينتهي بسهولة وأنا لن أسمح له بتدمير عالمي"

خرجت من المكان مسرعة ووالدها يناديها بأن عودي إلى هنا لكن لم يحر منها ولو إلتفاتة وأدرك وجه الشبه العظيم بينهما وأبتسم.

الساعة الواحدة ظهراً،والمنزل في هدوء غريب كأنه مهجور يبعث في القلب هاجساً غامضاً مربكاً.تلفتت يميناً يساراً و لا أثر لكائن أين ذهبوا هل غادروا المنزل دون إخباري؟سيد غابرييل ماذا جرى لك؟آه..ربما خرجوا لإتمام مهمة ما..نعم سأنتظرهم.كانت قد سئمت تدخلات عائلتها في حياتها فأضطرت لمخالفة أوامر سيدها بأن إستقلت سيارة أجرة وأتجهت بها نحو منزلها الآخر.ستبرر فعلتها له فهو متفهم ولن يغضب منها كما تأمل.جهزت الغداء وجلست في الصالة منتظرة.تناهى إلى سمعها صرير الباب معلناً عن رجوع أحدهم فأنتفضت قائمة.بحلقت بهما والبهجة مرسومة على وجهها

"مرحباً بعودتكما الطعام جاهز"هتفت بمرح

"متى عدتي..أخبرتك أن تنتظري إتصالي"قال ثيو وقد لاحت علامات صدمة على محياه لم تفسر لها معنى

"لم تتصل بي وشعرت بالملل فقررت العودة..إفترضت بأنك نسيت"

"أخبرتك ثيو بأنها ستعود"مسد ديلان شعره متوتراً وبحلق بوجه صديقه الذي خزه مؤنباً.وبشك،سألت وهي تقلب النظر بينهما

"من هو ثيو؟"

"امم..من قال ثيو..لم أسمع بهذا الأسم ..هيا لنتناول الغداء"

قوس ثيو شفتيه وحرك كتفيه آملاً أنها أبتلعت كذبته ثم سبقهما للطاولة.لاحظت النظرات الغامضة المتبادلة بين الإثنين وأحست كما لو أنهما يخفيان شيئاً..شيئاً مهماً لن يتحرر بوجودها، فأستأذنتهما متوجهة للمطبخ وأصاخت السمع لحديثهما

"أطلب منها الرحيل"قال ديلان وهو يحاول جاهداً الحفاظ على رنة صوته الغاضبة

"أخطط لإبقاءها..إنها تساعدنا كثيراً وأشعر بالراحة لوجودها"

"أجننت؟افهم بأنك ستخبرها الحقيقة..ثيو فكر جيداً ستعيقنا في مسعانا"

"لا تردد إسمي كثيراً"ذكره ثيو واختلس نظرة للمطبخ ثم أردف

"أظنها فتاة يمكن التعويل عليها..سأبقيها إلى أن نسافر"

"ومتى هذا؟"

"الى أن ننهي المهمة"

"ماذا لو فشلنا؟!"

"سأتخلى عنها ثم يمضي كل منا في طريقه..الفتاة ليست مشكلتنا أنا أثق بها"

"لكنها ستتحول لمشكلة حين تبلغ عنك الشرطة وعندها سينتهي كل شئ..كل شئ والقضية ستفلت منا"إحتد ديلان ورمى بشوكته على الصحن

"أخبرتك بأني أثق بها..سيكون كل شئ بخير.إهدأ"

من حديثهما الذي وصفته بالغامض،فهمت أنها تشكل عبئاً عليهما لا سيما وقد علمت بهوية سيدها الحقيقية على لسان الاحمر السليط وشعرت بالأحباط.لم تتوقع تمرد أمنياتها القاسي عليها..كل ما ترجوه الارتباط بأمير الاحلام الوسيم الغني فلمَ تجري الأمور لغير صالحها؟.وهي ممدة على سريرها بعد سويعات قليلة،جمحت مخيلتها كما العادة تقتضيه.أظنه يتعامل مع مجرمين خطرين..وإن بقيت جواره أكثر فربما أتعرض للخطر وسيصيب عائلتي مكروه..كما يعتقدني عائق في مسيرتهما المبهمة..ماذا لو كان يحقق في قضية الشيطان وقرر هذا المجرم الإنتقام منه بقتلي كونه يعتبرني حبيبته كما يحدث في ألافلام؟حينها كيف سيتعاطى والداي المسكينان مع المشكلة؟..هرشت رأسها محتارة وواصلت..كلا..لا أريد أن أموت لا زلت صغيرة وأحلامي كبيرة.ثم تربعت وبدأت تفسر الأمور بجدية..كل هذه الأفكار تؤرقها..والديها..أختها..سلامتها..ثيو ..أحلامها ..من ستختار في خضم هذا الزخم؟.

صحيح أنها معجبة به لكن لا يتعدى لدرجة الحب ولا تنكر بأنها حاولت إيقاعه لطمع في ثروته وخجلت من تصرفها فرجل مثله يُحب لشخصه لا لثروته..ثم ألفت نفسها سجينة كلمات شقيقتها ووالدها ولجأت إلى قرارها الأخير رغماً عنها..سأستقيل وأعود للمنزل وأترك هؤلاء الاشخاص وشأنهم لفعل ما يشاءون لأجل والداي أولاً وألينور ولأجلهما..ثيو..ديلان أتمنى أن تنجحا في مسعاكما..أثق بأنكما ستنجحان لأنني أعلم كم أنتما طيبان وخيران ..لو أنتما سيئان لقتلتماني أو أسأتما إلي بطريقة وأخرى.سيد ثيو لابد من وجود سبب قوي جعلك تهرب وتتصرف على هذا النحو من التكتم وديلان..ديلان كان سيئاً معي لحماية صديقه..صنفني على أنني رمز خطر ولا بأس سُعدت حقاً بلقائكما..على الاقل حققتُ جزءً من حلمي وعشت الدور الذي حلمت به..أنا راضية.

أفزعها من خلوتها قرع باب غرفتها..أيمكن أن ثيو سمعها وجاء يتحرى عن صحة ما سمعه؟هذا ما ستكتشفه..فتحت الباب بحذر وتطلعت بوجه ثيو..وجهه هذه المرة مختلف عما آلفته..عيناه تنبضان بالحياة كأن شيئاً سعيداً قد حدث ليستعيد بشره وعافيته

"هل كنتِ نائمة ؟"سألها بوقار

"كلا..هل تحتاج لشئ؟"

"في الواقع أتيت لأخبرك بأنني أشعر بالذنب ولم أعد أحتمل..أنا "

"أعرف ما ستقوله لي"قاطعته بعبوس

"كلا لن أطردك وإنما ..."

"تفضل بالدخول"قاطعته مجدداً ثم واصلت بينما صار بمواجهتها

"أعلم أن أسمك ليس غابرييل بل ثيو كما أعلم بأنك عميل فيدرالي"

حدجها مطولاً غير مستوعب عن كيفية معرفتها بحقيقته،وكأنها قرأت ما خلف صمته،أوضحت

"تنصت على حديثكما أنت وديلان ..آسفة"

"ماذا سمعتي أيضاً؟"

"و..هارب من الشرطة..ثق بي لن أخبر أحداً صدقني"

لا مفر إذاً وها هو محاصر بما أبتغاه لنفسه فنطق عن غير هواه

"أنا أحقق في قضية بالغة الأهمية وديلان يساعدني فهي تخصه أيضاً..أما عن..عن سبب هروبي فهذا ما لا أستطيع البوح به فأرجو تفهمك وأعلمي بأنني أضع كامل ثقتي بعهدتك"

"ولأنك تثق بي فأنا أستقيل من عملي"

"كلا..أريدكِ أن تبقي أكثر..غريس"

شعرَ بالإحراج وهو يستحثها على البقاء،فماذا لو أولت نيته لشئ آخر كيف سيواجهها؟.ما يجبره على هذه الصنيعة هو أنها باتت تعرف حقيقتهم وبقاءها سيجنبه خطر الاستعانة بفتاة أخرى تنهض بواجبات المنزل.إن حاسته في الحكم على الاشخاص لا تُخطأ وهذا نابع من عمله لكن ماذا لو خدعته حاسته وجلبت له مالم يكن في الحسبان؟فقلب البشر متقلب لا تُحزر نواياه.كلا غريس فتاة صالحة ولن تخونه فليس لها مصلحة بالموضوع.هذا ما لن يتنازل عنه.

"أود هذا حقاً إلا إن هناك أموراً تشغلني في المنزل ولا أريد إعاقتكما عما تقومان به..مؤكد أنك تملك سبباً قوياً ومقنعاً خلف هروبك..وأفضل إتمام الأمور سراً ..أنا لست مستاءة أبداً منك ..شكراً لسماحك لي بدخول منزلك والتعرف عليكم"

تحججت ببراءة

"أنا أعتذر عما سببناه لك ولن أجبرك أنتِ حرة"تفهم موقفها وشرع بالمغادرة لكنها أستوقفته

"سأقضي الليلة هنا وسأغادر في الصباح ولاتقلق ابداً سرك بأمان معي"

"متأكد من هذا"

"عذراً ..هل لي أن أسألك أين كنتما أنت وديلان؟ اشعر بالفضول وحسب"

إبتسمت..أوهمت نفسها بأنه سيجيبها بعد هذا الإعتراف

"في الغابة لم نذهب لمكان آخر"

كاذب..أسرت لنفسها..إذ لم يكن يرتدي ملابسه المخيفة ولا عدة صيد معه فأين وماذا كانا يفعلان؟!.

الساعة السابعة بعد الزوال،وقف رجل يرتدي قبعة رياضية أمام المشرحة يترقب وصول أحدهم..ترصدته كاميرات المراقبة واستنفر رجال شرطة الذين تلقوا أوامرهم بالقبض عليه فمن غير ذاك المصور يتواجد هنا لا سيما أن هيئته تشبه ما التقطته الكاميرا سابقاً.أشهر أحد الرجال مسدسه ناحيته وأمره بتسليم نفسه..مأزق كبير هو فيه الآن..هذه الصورة المباغتة لم يضعها في ذهنه لحذره الشديد ودقته في أفعاله.تحفزت عضلاته وأستعدت للانطلاق فلحقت به الشرطة..صوب أحدهم النار عليه،فهروبه جعل شكهم منطقياً و لا بد من القبض عليه..ظنوا أنهم نجحوا لتنطفئ مشاعرهم بظهور سيارة سوداء مصفحة قطعت عليهم الطريق بينهم وبين المصاب.خرج منها رجل قام بإسناد المصاب على كتفه وتبخروا من المكان.أعطت الشرطة نداء لجميع الوحدات بتتبع أثرهم لكنها كانت قد تملصت منهم سالكة طريقاً آخر حيث النجاة.

في هذه الاثناء كان العميلان يراقبان الحانة بمدة قاربت الثلاث ساعات تقريباً وصاحب الكمامة الطبية لا ظل له.تململت العميلة الشقراء وفقدت صبرها وعزمت على مفارقة السيارة فصدها زميلها مشيراً إلى شخص تنطبق عليه مواصفات المشتبه بهم.راقباه وهو يدلف إلى الحانة،فسارعوا للإقتضاض عليه.أعلنا عن هويتهما وطلبا منه مرافقتهما لمركز الشرطة لإجراء تحقيق معه فيما يخص مقتل المرأة في الحافلة.أبدى الرجل دهشة صادقة وأفصح لهم عن جهله بالمرأة وأن الجميع هنا يعرفونه جيداً وكمامته هذه ما هي إلا وسيلة تقي الآخرين من مرضه المعدي.

طلبا رؤية وجهه ففعل وكشف عن وجهه الشاحب الدال على مرضه.كان الرجل في عقده الخامس زبوناً دائم التردد على الحانة للراحة وأحياناً لقضاء الوقت مع زملاء العمل وأصدقائه.كما أخبرهم أن بوسعهم زيارة طبيبه الذي أوصاه بإرتداء الكمامة حين يزور اماكن مكتضة بالناس وقد حدث هذا قبل أربعة أيام إن لم يصدقاه.رفضا تصديق قصته في بادئ الأمر وصمما على مجيئه للمركز للقيام بالاجراءات المعتادة لكن الوضع بمجمله لم يرق صاحب المكان فتدخل يؤكد ويدافع عن صحة أقوال زبونه.تذكرت العميلة شهادة زبون آخر بدا لها أنه يعرف أكثر من غيره فطلبت رؤيته مجدداً للتأكيد ما إن كان هذا المشتبه به هو ذاته من رآه عشية ذاك المساء.لحسن حظهما كان موجوداً و خاب حين نفى قائلاً أنه يعرف هذا الرجل تمام المعرفة وأضاف أن من رآه كان يضع كمامة زرقاء وليست بيضاء وإنه طويل بعض الشئ وهيئته تدل على أنه في مقتبل العمر.إقتنعا في النهاية مع إجماع الموجودين ببراءة الرجل وقررا المغادرة معتذرين عما سبباه من فوضى وأعلناها قضية مغلقة حالها حال القضايا الأخرى حتى تتوفر دلائل جديدة.

أعدت العشاء ورتبت الصحون ثم إجتمعت مع ثيو على المائدة بصمت يترقبان وصول ديلان الذي تأخر على غير عادته حتى إنه لم يجب على إتصالات صديقه المتكررة.هذه اللفتة غير اللطيفة منه جعلت معدة ثيو تتقلب خوفاً وقلقاً من حدوث شئ ما يغير خططهم بالكامل.وسرعان ما أنزاح الترقب الثقيل تحت وقع اقتحام الطبيب كريستوف المكان وهو يسند ديلان بحالة يرثى لها والدماء تسيل من على كتفه.مشهدٌ ذعرت منه غريس و سبقت سيدها تستعلم ما جرى حائرة.أحجم الثلاثة عن الرد و طلب منها الطبيب إحضار عدته من السيارة فأنصاعت تعدو وأتته بما أوصاها وأنهمك يجري لصديقه عملية بسيطة بإخراج الرصاصة من كتفه.كان الاخير يأن لفرط الالم ويلعن حظه العثر الذي خانه..كانت مهمته بسيطة جداً وهي تصوير ضحايا الشيطان لأجل إكتشاف ما يساعدهم على القبض عليه بعون من الطبيب كريستوف ففي بعض الاحيان يُستدعى للحاجة هناك وغاب عن ذهنه وجود كاميرا مراقبة بالذات أمام تلك الغرفة و عزا هذا إلى نسيانه المستمر في الآونة الاخيرة.فلمَ يفشل بها وهو لم يفشل أبداً في كل مهمة يُسندها إليه صديقه؟! في بعض الاحيان لا تجري الامور كما نرغب بها وهذا ما لا يفقهه.ليلة عصيبة مروا بها إنتقلت آثارها إلى الفتاة بتلقيها إتصالات متكررة من والدها وأختها يطلبان منها العودة فتجاهلتهما كعادتها وخلدت إلى النوم تريح أعصابها المنهكة.

في الساعة الثالثة فجراً فزعت من نومها إثر كابوس مرعب وشعرت بحاجة ماسة إلى شربة ماء وخرجت متناسية وجود قنينة ماء قرب مخدعها.فضولها أنساها وجهتها ووجدت نفسها تتقدم بخطوات حذرة من تلك الغرفة التي بلا شك تحمل سر نشيج سيدها.أمسكت بمقبض الباب النحاسي وأدارته ببطئ ودلفت..الإنارة خافتة وهذا جيد لتسهيل الرؤية..إقتربت أكثر من السرير تلقي نظرة عن كثب فأعتلتها الدهشة والتوتر والارتباك والشفقة كلها إجتمعت في آن واحد.شخص ممد على السرير يخترق جسده أنابيب طويلة ويتنفس عن طريق جهاز،هو من رأته بوضوح..وضوحاً أضرم في عقلها تساؤلاً يحتاج لأجابة فورية لإخماده

"من أنت؟"

"إنه أخي"

تزامناً مع هذه الساعة،كانت فتاة شابة بنظارة طبية تجلس أمام شاشة الحاسوب تجري بحثاً حول الأساطير الأغريقية القديمة كمشروع تخرج لسنتها الأخيرة في الجامعة..وصلها مواء قطتها ثم أتبعه حفيفاً قوياً تجاهلته.إزدادت حدة الصوت بشكل غريب فأستسلمت مقررة الخروج والإستعلام عما يجري..مؤكد إنه جرذ كبير..فكرت.كانت القطة البيضاء تجلس على الكنبة في حجرة الضيوف الصغيرة المجاورة لغرفتها متخذة وضعية الهجوم.دنت منها الفتاة وحملتها تربت عليها بحنان

"هل أنتِ بخير يا فتاة؟..تعالي لتنامي في غرفتي"

أنزلتها وتبعت الفتاة تجري خلفها..في هذه اللحظة بالذات قُطع التيار الكهربائي وعم المكان ظلام شديد وعادت القطة تموء من جديد ..ماذا يجري؟.لم تُقطع الكهرباء في هذا المجمع السكني من قبل..إنحنت وأحتضنت قطتها وجعلت تتلمس في الظلام متجهة صوب غرفتها وفجأة شعرت بنسمة هواء تلفح عنقها وأزداد مواء القطة أكثر فأكثر كأنها ترى ما لا تراه عين بشر..تصلبت الفتاة في مكانها وأزدردت لعابها..شئ ما خلفها يلامس شعرها الاسود القصير المعقود بطريقة ذيل حصان سارع من نبضات قلبها فأعتصرت قطتها تستنجدها

"أتحبين القطط؟"

همس ما خلفها بأذنها..أرتجفت لا تدري أي لعنة أصابتها لتشل بدنها هكذا!

"من..أنت ..ما..ماذا تريد"تمتمت

"أنا الشيطان..أريد قتلك"

أفلتت منه وركضت تتخبط في الظلام حتى تعثرت..لم تعنها قدماها على النهوض فبدأت تزحف وتزحف قاصدة غرفتها..نجحت..أوشكت على قفل الباب لكنه إرتد عليها وأصاب أنفها..تأوهت باكية..تقدم نحوها..صرخت متوسلة..أقفل الباب..ثم سحبها معه حيث جحيمه الخاص.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro