الفصل الرابع عشر
كان ديلان وغريس في معزل عن كل تلك الأحداث الهائلة..منفردين في تلك الصالة التي تحتضن صمتهما المثقل حتى عليها..يحدقان في الفضاء منتظرين على مضض سماع خبر يثلج الصدور معلناً إنتصار الخير على الشر..هما على هذه الحال مذ فارقهما ثيو أحسا بفراقه كما لو أنه الفراق الأخير..كما لو أنه لن يعود إليهما بعد تلك اللحظة وأن الأمور ستتخذ مجرى آخر..تجاذبا نظرات سريعة قرآ فيهما شعوراً متشائماً مشتركاً ..لاحظ مدى إستياءها وإنزاعجها فقرر كسح هذا الصمت والجمود المتصاعد في الجو ..أخذ يصوغ الكلمات في عقله وإختراع موضوع يتحاورا بشأنه وأهتدى لموضوع أحب فيه سماع رأيها حتى لو كان ذلك سيؤلمها ويذكرها بمصير أختها..لايدري إن ذكرى أختها تسري في شرايينها وأعصابها وكل قطعة من جسدها ..لو إستخرجتها منها فستفقد روحها ..مايبقيها حية حتى الآن ومايمدها بالطاقة والقدرة على الحياة هي أختها إلينور نفسها
"ما رأيكِ فيما يفعله الشيطان ؟"
رمقته من زاوية عينها ونطقت
"لماذا تسألني عنه ؟!"
"هكذا أحب سماع رأيك"
"وهل رأيي سيغير شيئاً"تشاءمت ثم فهمت نيته في تخفيف وطأة التوتر بينهما فسألته ذات السؤال وأجاب
"إنه وغد مجنون "إختصر رأيه بهذه الكلمات المعلنة عن مدى غضبه وحقده المتراكم في صدره لسنين عدة فردت معترضة
"لا أوافقك الرأي ..إنه شخص عاقل عبقري"
عدل من جلسته وأحنى ظهره للأمام ومط رقبته مضيقاً عيناه مقوساً حاجبيه دهشة وإستغراباً
"أتدافعين عنه الآن وهو الذي قتل أختك!!"
صوبت نظرها ناحيته وقالت بهدوء لم يألفه عليها ولايليق بها كما فكر
"لا أدافع عنه وإنما أبدي رأيي به..ألم تقل تواً أنك تريد سماع رأيي ؟فلتحترمه إذاً"عنت ذلك بوضوح وتدفق الدم في وجنتيه محرجاً وجلس مستقيماً عاقداً ذراعيه حول صدره وفسح لها المجال لتعرب عن رأيها كما أراد
"أظنك تعرف كيف أشعر لموت أختي فقد أختبرتَ هذا الشعور كما أختبرتَ الحقد والرغبة الملحة في الإنتقام أليس كذلك؟"سألت وهز رأسه أن نعم وأسترسلت
"في داخل كل إنسان نزعة للقتل ..رغبة لايمكنك كبح جماحها إلا بضميرك ..أو بخوفك من العقاب الدنيوي أو الأخروي ..تأتيك هذه الرغبة الدموية حين يجرحك شخص ما سواء بكلمة قبيحة أو تصرف أخرق تجاهك أو عندما ترى شخصاً يسئ بعنف لشخص آخر ضعيف وتتمنى قتله في اللحظة ذاتها..منا من هو قادر على كبح هذه الرغبة ومنا من يتخذها هدفاً في حياته..أعيش لأقتل وأقتل لأعيش"
صمتت هنيهة تستعد لتفرج عن الكلمات التاليات وأطلقتها
"الشيطان من النوع الأخير..لم يعرف كيف يسيطر على رغبته في القتل تركها تحتل جسده وحواسه وتحولت لهدف يستطيع من خلاله إخراج عواطفه المكتومة..لو إنهم أغدقوا عليه بالحنان وأحاطوه بالرعاية والسكينة وأبعدوا عنه الخطر لما تحول لوحش يخلف الدم خلفه أينما ذهب وإني لألقي باللائمة على أولئك الفتيات ..بسببهن قُتلت أختي لايعني هذا بأني لست حاقدة عليه كلا بل أرغب أكثر من أي شخص آخر بزجه في السجن وفي نفس الوقت أشفق عليه .."
قاطعها معترضاً بنبرة يعتريها الغضب
"إنه لايحتاج إلى الشفقة والرحمة..أمثاله يجب أن يمحوا من على الوجود ولو كان بيدي الأمر لأبدتهم جميعاً"
"أنظر..أنت تمتلك هذه النزعة ..القتل "
"ماذا عنكِ؟"قالها بغضب مكتوم
"تغلبت على هذا الشعور لأنني لو لم أفعل فسأكون مثله ..وحش..عندما تقتل أول مرة فستتعطش للمزيد وهكذا ستقتل كل من يؤذيك وتستلم لهذا الشعور"
"لقد نضجتي حقاً ..غريس"إبتسم وخطف على ثغرها شبح إبتسامة وقالت مهيبة بنفسها
"أصبحت بصيرة أكثر من ذي قبل "
قامت من مجلسها "سأطمأن على غارث لقد تركته نائماً"
ترك كلامها أثر في نفسه..ماذا لو صار وحشاً مثله..إنه الآن متشوق أكثر من ذي قبل لإراقة دم الشيطان ..لو فعلها هل يا ترى سيتعطش لمزيد من الدم !!.أخرجه من لجة خواطره، صرخة رنانة كادت تخلع قلبه من صدره وهرع بخطوات واسعة لغرفة غارث.رآه ممداً على الأرض كجثة هامدة لا تتحرك ولا تتنفس فأسرع يحمله ويركض به نحو سيارته وغريس خلفه تبكي عليه وتأمل أن يستفيق ..إن مات فهذا كثير كثير جداً على ثيو وعليها.
كان العميل كليرك والرئيس يحدقان بنفاد صبر بثيو وهو مشغول برسم شئ على ورقة بيضاء سارحاً في مخيلته ..لم يشاهداه على هذه الحال التي يرثى لها من قبل ..إعتقد يوماً إنه لن يكون مسؤولاً عن شئ وسيعيش لنفسه فقط وها هو الآن يحمل أثقالاً فاقت تصوراته ..كم هو مستميت لهذه القضية حتى إنه حزم قراراً لا رجعة فيه بتقديم نفسه ضحية لأجل الصالح العام.إنتهى أخيراً وسلم الرسمة لكيرك وتمعن النظر فيها وقال غير متأكد مما هيتها
"هل هذه سكين؟..إنها غريبة!"
"أريد معرفة نوعها ..فلتجري إتصالاتك مع الخبراء بشأنها "
قال ثيو متنهداً ..أخذ الرئيس الرسمة من يد كليرك وضيق عيناه يتفحصها..سكين بشفرة حادة متصلة بقبضة حديدية أين رآها من قبل ثم تذكر إنه قد أجرى بحوثات من قبل على أنواع الأسلحة وأنواع السكاكين وكانت من بينها
"إنها سكينة حربية قديمة تدعى "BC-41 أستخدمت خلال الحرب العالمية الثانية بواسطة قوات الكوماندوز البريطانية إنها سكين نادرة "
أبدى العميل كليرك دهشته وتبين هذا من خلال ماقاله
"أنت بارع بحق لسنا بحاجة لخبير سيكون هذا مضيعة للوقت"
"من أين جاء بها يا ترى؟"سأل الرئيس وهو يضع الرسمة على المكتب
"أظنني أعرف من أين له بها.. والده بالتبني لابد إنه قد شارك بالحرب العالمية أنذاك أو من الممكن إنه ورثها عن جده..أو قد يكون اشتراها من مصدر ما"قال ثيو ثم أضاف مشيراً لروبرت
"إن لم يأتي غداً فهذا يثبت التهمة عليه لقد أصبته في خاصرته وإن أتى فسأتفحصه لأتأكد أكثر"
"هل أنت متأكد بأنه هو ..ربما تكون مخطئاً"سأل الرئيس وهو بهذا يريد توضيحاً يؤكد شكه
"إشارات عديدة أكدت شكوكي منها معارضته المستمرة لكل ما أقوم به وأقوله..ليس هذا فقط بل دائماً ما يسأل ويتدخل كثيراً في شؤؤني ..كما أني حققت بملفه الشخصي"
"وماذا وجدت ؟"سأل الرئيس
"في كل سنة ينتقل لفرع ومقاطعة أخرى وهذا ما جعلني أتوقف عند هذه النقطة.. فاجريت اتصالي برئيسه السابق أسأله فأخبرني بأنه طلب إلانتقال ليتمكن من التعلم أكثر ليصير أكثر خبرة وماهذا إلا غطاء لتنفيذ جرائمه كما أعتقد"
"هذا ماجعلك تشك فيه؟أراه سبباً بسيطاً"علق الرئيس
"كلا ليس بسيطاً "إعترض وأردف
"عمليات القتل حدثت بالتزامن مع كل سنة ينتقل فيها لاحظت شيئاً وهو مع آخر ضحية قتلها ..إنتقل بعدها في الأسبوع التالي مباشرة لفرع آخر،ومايؤكد شكوكي أكثر تلك المرة حين ناقشنا فيها ألاسباب والإجراءات التي يتخذها لتنفيذ العملية.."
قام من مجلسه وراح يتحرك أمامهم مستطرداً
"أذكر تماماً كيف كان شكله يتغير ويلوذ بالصمت حين نسأله عن رأيه ويفرز عرقاً وتتلوى شفتيه ..أنا..عندما أتحدث للاشخاص حولي أتفرس في وجوههم..أحفظ أشكالهم..أدرس تصرفاتهم وأعرف ما إن كان يعتليهم خطب ما..تعمدت ذكر الرقم ثمانية وشد على قبضته ربما لم يلاحظه أحد لكني لاحظته بدا لي وهو يستذكر ماحدث له في ذاك العمر يبدو إنه أشد الأعمار دموية بالنسبة إليه ..إليكما شيئاً آخر أخبرتني به غريس .."
قاطعه الرئيس مستفسراً "من هي غريس؟"
"صديقتي لها فضل كبير في مساعدتنا قالت ما إن رأت السيدة سامنثا وجه روبرت عن قرب حتى صرخت بأسمه وأنصرعت ماذا يعني هذا برأيك؟"
"لقد كانت مربيته وتعرفه تمام المعرفة لذا أظنها ميزته بعد كل هذه السنين"قال الرئيس مفكراً
"ماذا علينا أن نفعل الآن ؟"سأل كليرك
"إرسل بضعة أشخاص ليتحروا عن مسكنه وغداً سننطلق الى ديترويت حيث سنستوجب كل من كان يعمل في الميتم وهدفي هو سجل التبني "
"لماذا؟"سأل كليرك مجدداً
"لنعرف من هم والديه بالتبني ربما سيرشدنا هذا الى روبرت "
"بإمكاننا معرفتهما عن طريق إسم والده"
"كلا ..هل تحسبه غبياً ليخاطر بوضع الاسم الحقيقي لوالده بالتبني ..لديه أكثر من هوية مزورة ..السجل سيدلنا على مسقط رأسيهما سيدي .."
حول كلامه للرئيس "إحصل لنا من فضلك على تصريح رسمي لإستجواب العاملين هناك"
"لك هذا "
"ربما سنكتشف في الميتم بعض الأسرار ..ربما جيف وروبرت واحد أو ربما إثنان يساعدان بعض ..سأكشفهما حتى لو كلفني ذلك حياتي"
ذهب عنهما الروع بعد تأكيد الطبيب إن المريض بخير بعد سكتة قلبية سريعة أصابته وسيبقى في العناية المركزية لفترة طويلة إلا أن تتحسن حالته،ولم يتجرآ على مهاتفة ثيو وإبلاغه عن حالة أخيه، تخوفاً من أن يؤثر هذا سلباً على نفسيته فقررا تأجيلها حتى الوقت المناسب.كان هذا قبل أن يتصل بهما ليطمأن عن حالهم وحال غارث، عندها تلكأ ديلان وأوشك على إخباره لو لا سرعة غريس في أخذ هاتفه وطمأنته أن لاشئ حدث وأنهم بإنتظار عدوته ..إرتاح لسماع هذا وأعلن عن عدم نيته بالعودة للمنزل حتى تنتهي القضية وزف إليهم كذلك خبر سفره المفاجئ لديترويت..وطلب منها الاعتناء بغارث وديلان حتى عودته.
حضر روبرت إلى المركز كأن شيئاً لم يكن..كأن الرصاصة لم تخترف جسده و لا كأنه ثقب بالأمس جبهة زميله تشونغ..يمشي بلا إستحياء ولا ندم ويلقي التحايا على زملائه وعلى النفر القليل الذين لبوا أوامر ثيو في مراقبته بحرص وحذر ..وبينما كان يسير لوجهته، ناداه أحد زملائه وتوجه إليه ثم ولجا لغرفة تبديل الملابس.أستغرب لما يحدث فتساءل عما يجري
"إلى أين أنتم متجهون ؟"
"سنذهب لديترويت " أجاب أحدهم
"ديترويت !!لماذا ؟!"
"لا ندري قالوا بأنها مهمة مستعجلة "
"أظنهم سيقصدون الميتم " قال في سره وخطى بضع خطوات ليغادر فأوقفه أحد ما
"ستأتي معنا ..خذ هذا لترتديه "ورمى عليه كيس بلاستيكي فيه زي شرطة
"لماذا سنرتدي هذا ؟"
"إنه زي شرطة ديترويت ..أرتديه ولاتسأل كثيراً نحن الذين في رتبة متدنية ننفذ الأوامر وحسب ..هيا "
"لكني عميل ولست شرطي مثلكم "إحتج ورد الشرطي
"حتى العملاء سيرتدون هذا ..هيا أنت تؤخرنا"
خلع ملابسه وكان الشرطي يتفحص من زاوية عينيه جسد روبرت ويبحث عن إصابته بتمعن شديد فأصابته الحيرة حين لم يرى ولو بقعة دم أو خيط عملية في جسده!.لا يُصدق!..بقي معه حتى خرجا سوية وكان على حذر شديد في تصرفاته.ظن بأن روبرت لم يفهم لعبتهم لكنه كان أذكى منهم جميعاً ..في حين رتب ثيو أمر هذا الزي بحجة التأكد من إصابته ..سبقهم هو بخطوة ومع بعض مواد التجميل إستطاع وبكل دقة إخفاء إصابته ثم شقت وجهه إبتسامة مكر وهو يتذكر هذا.وجد الشرطي الشاب ثيو يقف برفقة بضعة أشخاص وأندفع إليه بسرعة يحكي له مارآه
"هل أنت متأكد ؟!"
"متأكد مما رأيته سيدي "
"حسناً ماذا عما أخبرتك به ؟"
"فعلتها بسرية تامة ولم ينتبه أبداً"
"أحسنت عملاً إذهب وأحذر منه"
"لابأس ..سيتضح كل شئ في النهاية ..سنعرف إن كان شيطاناً أم لا "همهم لنفسه وأعطى الاذن للمغادرة.
وصلوا ديترويت وألتقوا هناك بالشرطة التابعة للولاية وأتموا إجراءات العمل معهم وبعد يومين توجهوا للميتم الذي أخذوا عنوانه من السيدة سامنثا سابقا.ًوعندما لامست قدما روبرت عتبة البوابة وعندما ولجوا للداخل سقطت عيناه على بئر شارك في تعذيبه وسيل من الذكريات بدأ ينساب في عقله.
الماضي
وقفت فتاة بفستان أزرق قصير بأكمام قصيرة وشرائط زرقاء متدلية من جدائلها الشقراء متناسقة تماماً مع ألوان قزحيتها، أمام البئر المهجور تحدق للأسفل؛ فقد سقطت دميتها العزيزة وتحتاج إلى من يأتي بها ولكن من سيلبي طلب هذه الفتاة!. وإذ بجف مر من على مسافة قريبة منها فلمحته ونادته آمرة.تراجع بضع خطوات ليختفي من أمامها لكنها سبقته وسبحته من يده ليقفا سوية قرب البئر.طلبت منه أن يأتيها بدميتها فرفض وتراجع يريد الهرب لكنها هددته بإبلاغ الانسة ميشيل عن قتله لتلك الفتاة في تلك الليلة وعندما نفى أمامها
"لاتكذب لقد رأيتك تدخل غرفتها تلك الليلة..
آه..إنها تستحق لأنني كنت أمقتها جداً ..يعاملنها المربيات كالأميرة كما إنهن خصصن لها غرفة خاصة ..كم أكرهها ..والآن أيها الطفل كن مطيعاً وأنزل للأسفل.. لن أخبر الآنسة ميشيل عنك وإن لم تطعني فسأهرع إليها في الحال"
لاسبيل أمامه سوى إطاعة الفتاة ذات النمش والخضوع لها كالعبد فأنزلته للأسفل بدلو كبير أوصله للقاع،ولحسن حظه كان البئر جاف والا سيغرق حتى الموت..بحث عن دميتها في الظلام حتى وجدها ثم نادى عليها لترفعه..نادى بأعلى صوته مرة مرتين وثلاثة لكن دون إستجابة.كانت قد نودي عليها من قبل إحدى المربيات وتركته وحيداً في القاع حيث لبث فيه ليوم كامل أخرج كل غضبه وأنتقامه على الدمية التي تقطعت لأوصال.وبقي خائفاً مرتجفاً حتى حل المساء وجاء المدد ..رفعته نفس الفتاة وقالت مستهزأة
"كيف كان الوضع في الأسفل مخيف صحيح؟ والآن ناولني الدمية؟"
بسط يديه وأراها أجزاء دميتها فذعرت وصرخت
"مالذي فعلته بدميتي أيها الشيطان الأحمق "
وصفعته مضيفة
"سأبلغ عنك الآنسة ميشيل ..سأبلغها فوراً "
هبت لتسرع للآنسة لكنه سحبها من جديلتها وقربها من حافة البئر وحدجها بنظراته الشيطانية الثاقبة التي شلت بدنها. أسلمت نفسه ليده التي دفعتها وسقطت في القاع الصلب ميتة.إلتقط أجزاء لعبتها من على الأرض ورماها للأسفل قائلاً
"إذهبي أنتِ ودميتك اللعينة إلى الجحيم "
ومن ليلتها إستمر البحث عنها لأيام وتحولت لشهور ولم يعثروا لها على أثر إلا عندما أعيد بناء الميتم بعد سنوات حيث أكد خبراء الطب الشرعي أن العظام التي وجدوها تعود للفتاة المفقودة منذ سنوات معتمدين على دليل تسلموه من مربيتها ولم يعرفوا إن كانت قد إنتحرت أو قُتلت حتى الآن.
الحاضر
صدم ثيو عندما أخبروه أن الكادر السابق قد أحيل للتقاعد لبلوغهم هذا السن وتم إستبداله بكادر جديد بإستثناء واحدة لا زالت تعمل هنا رغم صغر سنها.أرشدته المديرة الجديدة إلى ليندا الموظفة التي مضى على وجودها في الميتم سنوات طوال ورغبت بالعمل في المكان ذاته الذي عاشت فيه وروت له نسختها الخاصة من القصة وبعض الهراء الذي لم يرغبوا في سماعه.طلب من المديرة رؤية سجل التبني الخاص بالاطفال قبل أكثر من عشرين سنة وأستجابت بأن بحثت مع مساعدتها عن إسم جيف ثومبسون ولم يعثروا عليه للأسف.
فقد سبقتهم ليندا في العثور عليه وخبئته جيداً لديها.بيد أن الباب لم يغلق في وجهه بعد، إذ أخبرته المديرة عن صداقتها مع المديرة السابقة وبأنها من المؤكد إحتفاظها بنسخة إحتياطية فطلب منها تدوين عنوان هذه السيدة على ورقة خشية من روبرت الذي كان بجواره يعد العدة لهذه المديرة ولثيو نصيب منها.
إنتبه ثيو لليندا وهي تغمز لروبرت وشك في وجود علاقة ما تجمعهما فقرر تأكيد شكوكه.عادوا لمقرهم ليلاً وأنتهز روبرت فرصة إنشغالهم وأتصل بليندا يطلب منها تزويده بعنوان المديرة والتكتم حول الأمر فأطاعته دون إعتراض، وفي غضون هذه الأثناء، تلقى ثيو إتصالاً أفاده بأن ضمن الضحايا سبع نساء حققوا بشأنهن وتوصلوا لرابطة تربطهن جميعاً وهي إنهن تربين في نفس الميتم.قتلهن قبل ثلاث سنوات أما عن البقية المتبقية فقد أخترن عشوائياً متلقين غضباً جامحاً من شيطان بائس.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro